- 2 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=437
___________
كلمات الله هي قُدرات الله ليس لها حدود ولا نهاية ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين والتّابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد..
إعلَم أخي الكريم الذي تُطلب مُقارنةً بين فتوى زغلول النجار وعبد المجيد الزنداني في شأن الأراضين السبع وفتوى الإمام المهديّ أنّ الفرق كالفرق بين تفسير القرآن بالظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئًا وبين تأويل كلام الله بسلطان العلم الحقّ في شأن ملكوت الأراضين السبع، وقد أتيناكم بسلطان العلم المُقنع أولًا من كتاب الله بحجّةٍ مُقنعةٍ بسلطانٍ لا يحتاج إلى تأويلٍ، وأزيدكم سُلطانًا آخر ينفي بأنّ ملكوت السبع الأراضين يوجد في الطبقات الجيولوجيّة في الأرض، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا} صدق الله العظيم [الأنعام: ٧٥].
فما هو هذا الكوكب الذي رآه إبراهيم؟ إنه أحد الأراضين السبع وأقربها وهو المَرّيخ الأحمر، وذلك لأنّ الله سُبحانه قال: {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الأنعام: ٧٥].
إذًا الكوكب الذي رآه إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو من ضمن ملكوت الأرض وهو كوكب المَرّيخ الأحمر الذي إذا اقترب من الأرض يُخيّل للناظر أنه أكبر حجمًا في السماء من بعد الشمس والقمر، وكوكب المريخ هو أقرب الأراضين السبع إلينا.
ثم علمناكم أنهنّ سبع أراضين ويوجدْنَ من بعد أرضنا وأتيناكم بدليلٍ من القرآن واضحٍ وجليٍّ يفيد بالحقّ أنّ أقطار الأراضين السبع من بعد أرضنا، وهو قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:٢٧].
فتعالوا أفتيكم ما هي كلمات الله؟ فإذا تدبَّر أولو الألباب منكم هذه الآيات سوف يجد أن كلمات الله هي قُدرات الله التي ليس لها حدودٌ ولا نهايةٌ، وذلك لأنّ الله يخبركم أنه يتكلم عن كلماتٍ لا حدود لها ولا نهاية، إذًا كلمات الله هي قُدرات الله ليس لها حدود ولا نهاية. وما هي كلمات الله؟ إنها {كُنْ}، وقال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:١٢].
وما هي هذه الكلمات؟ إنها قُدرات الله فأيقنت أنّ الله على كُل شيء قدير، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران:٤٦].
( إذًا تبيّن لنا أنّ كلمات الله هي قُدرات الله؛ كلمةٌ محدودة النُطق تتكون من حرفين أسرع وأقصر كلمة في النُطق {كُنْ} ولكنها مُطلَقة الفعل بلا حدود {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة:117]. إذًا كلمات الله هي قُدرات الله ).
وصَدَقت مريم وكانت من الموقنين كيف أنها حملت بكلمةٍ من الله كُن فَيكون، وأخبر الملائكة مريم بذلك بلسان الروح الأمين إنها سوف تحمل بكلمة من الله {كُنْ}: {إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} وقال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:٥٩].
إذًا كلمات الله هي قُدرات الله فكيف يكون لها حدودٌ؟ بمعنى هل منتهى قُدرته هي خلق السماوات والأرض وذلك منتهى قُدرات الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؟! كلا بل لا حدود لقدراته سبحانه؛ بل قادرٌ أن يخلق كونًا آخر بِكُن فيكون، وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [البقرة: ١١٧].
وقال تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨١﴾ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
إذًا الكلمات التي يصف الله لكم إنها بلا حدود هي قُدرات الله ( كُن ) مطلقة الفعل بلا حدود ولا نهاية، ولو يجعل جميع ما في الأرض من أشجار أقلام لتُكتب بها كلمات قُدرات الله إنه قادرٌ على كذا وقادرٌ على كذا ولو يجعل الله بحر الأرض الذي يُغطي ثلاثة أرباعها مدادًا للأقلام لنفد البحر قبل أن تنفد قدرات الله ( كُن فيكون )، وكذلك لو يمدّ من بعد هذه الأرض الأراضين السبعة بسبعة أبحرٍ لتكون مدادًا للأقلام لنَفَدْنَ قبل أن تنفد كلمات الله وهي قُدرات الله، فمن خلال ذلك كذلك نفهم أنّ الأراضين السبع توجد من بعد أرضنا طباقًا بالفضاء من بعد أرضنا أُمّنا وأمّ الكون كُله الذي انفتق منها، ثم بيَّن الله لكم بآية أخرى لتأكيد الأراضين السبع أنها من بعد أرضنا التي نعيش عليها بقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:١٢].
فهذه الآية جاءت مُصَدِّقة لبيان الآيات من قبل في شأن الأراضين السبع أنها حقًّا سبع أراضين ويوجَدْنَ من بعد أرضنا التي يتنزَّل الأمر فيها على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مركز المركز، فهل بعد هذا البيان بيان؟! وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وأقسم بالرحمن الذي نزَّل القرآن وعلَّمني البيان لو اجتمع عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود الأوّلين منهم والآخرين لا يستطيعوا أن يأتوا بأحسن منه تفسيرًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٣٣].
ويا معشر علماء الأمّة والباحثين عن الحقّ إنما أكلّمكم بالعلم والمنطق الذي تجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي، ولذلك لئن بحثتم عن تصديق بيان الإمام المهديّ في شأن الأراضين السبع سوف تجدوا الحقّ على الواقع الحقيقي وأنه حقًّا توجد من بعد أرضكم سبعة أراضين طباقًا، ومن ثمّ يعلم الكُفار بالقرآن أنه الحقّ من الله الذي وسع كُل شيء علمًا؛ الذي يعلم أنّ الأراضين السبع أوجَدَهُنّ من بعد أرضنا ولم تكتشفوا آخر كوكب منهن إلا منذ بضع سنين، ولذلك قال الله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:١٢].
وذلك لأنّ الباحثين عن الحقّ سوف يجدون سلطان التصديق للبيان الحقّ على الواقع الحقيقي وأنه حقًّاً يوجد من بعد أرضنا سبع أراضين وأنه لا ينبغي أن يعلم بها الناس قبل أكثر من 1430 غير الذي وسِع كُلّ شيءٍ عِلمًا؛ الذي خلق كُل شيءٍ وهو على كل شيء قدير. وكذلك بيَّنا لكم أنّ الأرض مركز الانفتاق للانفجار الكوني للسماوات وزينتَها وأقطار الأرض وأقمارها، وعلِم الله أنّ علماء الكفار سوف يحيطون بهذه الآية الكُبرى لحقيقة القرآن العظيم، ومن ثمّ يحاجهم بقوله تعالى: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٣٠].
وسبق وأن فصّلنا لكم في الحوار الافتراضي كيف كان الكون قبل أن يكون؟ وكيف كان إلى ما هو عليه الآن؟ وكيف سيعود إلى ما كان عليه من قبل الانفتاق؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء: ١٠٤].
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الداعي إلى الصراط المُستقيم الناصر بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ