بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سبق وبين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني معنى ملك اليمين وهي التي لا اهل لها وتعيش في بيت احد المسلمين بين نساءه وقد وضع لك بعض الانصار اقتباسات من تلك البيانات
ولكني هنا اريد ان اصحح مفهوم "ملك اليمين" كون المعنى الحقيقي له حُرف على السنة الناس فاصبح معناها العبد الذي يباع ويشترى كما كان يحصل من قبل نزول القران ظلماً وعدوانا
ويا اخواني الكرام ان معنى الإمة لبشر اي ملك اليمين اي المملوكه له ولا يقصد بالمملوكة اي انها من عباده فلا يوجد عبيد بين البشر وبعضهم البعض فانظروا لقول الله سبحانه وتعالى عن ما قاله الهدهد عن ملكة سبأ وقال الله تعالى : (إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾) صدق الله العظيم فهل كان يقصد بـ - "تملكهم" - انهم عباد لها ؟! كلا بل يقصد انها ولية عليهم اي تحكمهم فهذا هو المقصود بملك الانسان على الانسان اي ولي عليه وللمملوك حقوق وواجبات وللمالك حقوق وواجبات فليست فوضى .
فكذلك الأب يملك ابناءه ولكن لا يعني ذلك انه يحركهم كيفما يشاء حتى لو كان ظلماً لهم فسبحان الله فحتى الحاكم يملك شعبه ولكن الله امره بالعدل .. فان اختل عدل الولي الاول وهو الاب على اولاده فانه ياتي هنا تدخل الولي الثاني مثل الجد وهكذا حتى يكون الولي عليهم اجمعين هو الحاكم بشرط عدم الظلم.
ونرجع لملك اليمين فهل يحق له الزواج بها من غير عقد ؟!
يا اخواني لو نتفكر شويه فان عقلنا سيفتينا بالحق بانه لا ينبغي له على الاطلاق ان يتزوجها لا كرهاً وهي ليست راضية ولا بعدم معرفة الناس فما يضمن لكم انه ان فعل ذلك برضاها ثم حملت فيتهمها انها زنت ؟! فمالذي سيثبت برائتها حينها ؟! فالموضوع ليس هين فإن كان البيع والشراء للسلع وهو بيع وشراء او تجاره فيه عقود وشهود فما بالكم بزواج من نفس محرم الاعتداء على دمها وعرضها ومالها ؟!
ويمكن تسالني الاخت السائله فتقول فما دامت تعيش بين بناته هذه المراة فلماذا لا يكون صفتها ابنته بدلاً من ملك يمين ؟ فنجد الجواب في قول الله تعالى : ( ٱدْعُوهُمْ لِـَٔابَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓا۟ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٥﴾) صدق الله العظيم ، ولهذا سميت بملك اليمين مع ان الاب يملك كذلك اولاده فكذلك اولاده يملكهم ولكن للتفريق كون تلك المراة ليست من اولاده ولكنها تعيش معه كونه لا اهل لها لسبب ما.
فوالله الذي لا اله غيره ان كل انسان لابد يكون له ولي قوام عليه بالحق والقسط فان لم يكن لها اب "يتيمة" فانه يتولاها جدها وهكذا وان لم يتولاها احد من محارمها اهلها على الاطلاق ومحارمها فوليها من يريد ان يسكنها بين نساءه بموافقتها وان لم تجد فوليها الحاكم ملزم من رب العالمين ان يوفر لها كل احتياجاتها الاساسية من ماكل ومشرب ومسكن وتيسير حياتها بشكل عام بما يكفيها ويجعلها تعيش معززه مكرمه، وكذلك الرجال وكبار السن والاطفال فكلاً له حقوقه حسب وضعه ولا يمكن على الاطلاق ان يخرج اي انسان يملكهم الحاكم من واجبات الحاكم على الاطلاق وان لم يفعل فقد ظلمه ظلماً عظيماً كون الملك وان يكون ولي على الناس ليس تشريف بل تكليف بمسؤولية عظيمه جداً .
ويا اخواني ان كان الطلاق وقت العدة ومازالت تحت ذمة زوجها فانه لا يحق لهم ان يعودا فيجامعها بوفاقهم وهي مازالت في ذمته الا بشهود لكي لا يتهمها بالفاحشة فيدعي انهما لم يعودا كونهم لم يشهدوا احد فما بالكم بالزواج ممن هي من ملك اليمين او من نساء المسلمين ؟ وقال الله تعالى : (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا۟ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا۟ ٱلشَّهَـٰدَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾) صدق الله العظيم
واليكم بيانات الإمام حول الطلاق
واما الدليل القاطع من كتاب الله في امر الله بان يكون هناك كتاباً بينهم عقد زواج لملك اليمين في قول الله تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ ٱلْكِتَـٰبَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ ءَاتَىٰكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا۟ فَتَيَـٰتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعْدِ إِكْرَٰهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَـٰتٍ مُّبَيِّنَـٰتٍ وَمَثَلًا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٣٤﴾ ) صدق الله العظيم
ووالله انه لا يمكن ان ينتهي الفقر والظلم وما يسمونهم بالمتشردين الا بهذا وكل دولة تجد فيها مشردين لا يكادون يجدون مأوى لهم وكلما كثروا فاعلم ان مسؤولين تلك الدولة ظالمين ممن هم مختصين في حقوق الناس.
فعلى العموم الخلاصة لا يوجد في كتاب الله ولو تقرأوه من اوله لاخره ان الله يكره رجلاً او امرأة على الزواج بدون رضاهم على الاطلاق كيفما كان وضعه الاجتماعي او المعيشي.
