الموضوع: لا تشبه محمد رسول الله

النتائج 11 إلى 20 من 138
  1. افتراضي

    مقتبس من بيان الامام المهدي المنتظر

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين )

    ويا أيتها الأخت ياسمين ليس الهدى في رؤية صورة الإمام ولا صوته بل الهدى في إستماع القول بتدبر وتفكر ومن ثم يتبعون احسنه وأولئك هم الذين هداهم الله من عباده في كُل زمان ومكان وبشرهم الله بالهدى نظراً لانهم لم يحكموا من قبل ان يسمعوا القول ويتدبروه بالعقل والمنطق تصديقاً لقول الله تعالى)

    ( {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}‏‏ )
    صدق الله العظيم


    وكذلك الانصار في عصر المهدي المنتظر وتالله ما سبب هداهم إلا أنهم استمعوا القول وتفكروا بالعقل في سلطان علم ناصر محمد اليماني فوجدوه ينطق بما نطق به الله في القرآن العظيم ليجعله البرهان على حجته بالحق وتبين لهم أن ناصر محمد اليماني ينطق بالحق ويهدي إلى صراط مستقيم فاطمئنت للحق قلوبهم وانشرحت به صدورهم فتري أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق الذي يحاجهم من ذكر الله القرآن العظيم

    ويا أختي في الله لسوف يلقي إليك الإمام المهدي بسؤال وهو فهل الله بعث الأنبياء إلى عُلماء أم إلى كفرة لا يعلمون شيئا" ويعبدون الأصنام من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون فمن الذي صدق الأنبياء بادئ الامر فإنهم من بسطاء الناس الذي يخلون من التكبر والغرور فاستخدموا عقولهم فاستمعوا لما ينطق به رسولهم ومن ثم أدركوا أنه الحق من ربهم وهم لم يكونوا عُلماء من قبل أن يتبعوا نبيهم الذي ابتعثه الله أن يعلمهم بالحق من ربهم إذا" فلم يصدقوه نظراً لانهم علماء كلا بل صدقوه نظراً لقناعة عقولهم التي أمدهم الله بها للتفكر والتدبر ولذلك لم يهدي الله إلا أولي الالباب تصديقاً لقول الله تعالى)

    ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب )صدق الله العظيم


    و أما أشر الدواب فهم الذين لا يتفكرون ولا يستمعون القول لعله الحق من ربهم لأنهم مقتنعون على ما وجدوا عليه آباءهم فهم يتبعونهم الإتباع الأعمى من غير تفكر ولا تدبر هل كانوا على الحق أم على ضلال مبين وما كانوا مهتدين وبسبب عدم التفكر ضلوا وراء آبائهم عن سواء السبيل بسبب عدم التفكر في منطق الداعية الذي يبتعثه الله ليهديهم إلى الصراط المستقيم ولزمهم التفكر في منطقه هل هو منطق مجنون أم أن منطقه يقبله العقل والمنطق الفكري تصديقاً لقول الله تعالى)

    ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ )صدق الله العظيم


    فسرعان ما يميز العقل بين منطق العاقل ومنطق المجنون فإذا كان الداعية ينطق بالحق فإن العقل يقبله ويطمئن القلب إليه شرط أن يكون الإنسان باحثا" عن الحق ويريد الحق ليتبعه فكان حقا" على الله أن يهديه إلى الحق تصديقاً لوعده الحق في قوله تعالى))

    ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )صدق الله العظيم


    ويا أمة الله وتالله لن تهتدي إلى الحق أبداً لو تركني إلى عُلماء هذه الأمة الذين يقولون على الله مالا يعلمون و يحكمون من قبل أن يستمعوا القول إلا من رحم ربي بل مجرد ما تقولين ياشيخ أفتني في شأن المدعو ناصر محمد اليماني فهل هو المهدي المنتظر فسوف يتبسم ضاحكاً مُستهزئا" مستسخراً من عقلك كيف تظني أن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر فيقول وأين يوجد هذا فتقولين يخاطب العالم عن طريق الإنترنت العالمية ومن ثم يقول وأي مهدي عن طريق النت يا أُخت إتق الله بل هو كذاب أشر وليس المهدي المنتظر وحتى ولو حاولتي أن تنصحيه فتقولين يا شيخ لا تحكم من قبل أن تسمع إلى منطق دعوته وقوة سلطان علمه عله يكون من الصادقين ومن ثم يرد عليك ولكني لا أشك شيئاً أنه قد يكون المهدي المنتظر وذلك لأن إسمه ناصر محمد اليماني بل المهدي المنتظر كما جاء في الأثر أن إسمه محمد إبن عبد الله فذلك ما يعتقده أهل السنة والجماعة وأما إذا كان من الشيعة الإثني عشر فسوف يقول نفس فتوى العالم السني إلا الإسم فيقول فكما جاء في الأثر عن أئمة آل البيت المطهر أن إسم المهدي المنتظر هو (مُحمد إبن الحسن العسكري ) انتهى

    فلن تجديهم يا أمة الله يقولون لك أفلا تأتينا بشيئ من بياناته لنتفكر هل جاء بالحق أم كان من اللاعبين بغض النظر عم بين أيدينا فوجب علينا أن نسمع قوله فإذا كان منطقه باطلا" أقمنا عليه الحجة وحذرنا الأمة من إتباعه وأما إذا كان ينطق بالحق ويهدي إلى الصراط المستقيم فسوف ننظر إلى قوة برهانه في سلطان علمه ويا أمة الله لو فعلوا ذلك ولم يحكموا قبل أن يستمعوا بل يستمعوا القول فيتبعون أحسنه إذاً لاهتدوا إلى الحق جميعاً تصديقاً لقول الله تعالى)

    ( {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}‏‏ )
    صدق الله العظيم)


    ويا أمة الله لسوف أنصحك أن تصدقي عقلك الذي أرشدك إلى الحق وتالله ما خذلك وأن عقلك حقاً قد أفتاك بالحق في شأن الإمام ناصر محمد اليماني أنه ينطق بالحق ويهدي إلى صراط مُستقيم واعلمي أن العقل لا يعمى عن الحق إذا تفكر أبصر الحق ولكن الذين لا يتفكرون فحتماً سيقولون يوم يقوم الناس لرب العالمين ))

    ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ )صدق الله العظيم

    إذاً أصحاب النار هم الذين أصلاً لا يستخدمون عقولهم فهم كالأنعام التي لا تتفكر وقال الله تعالى)

    (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )صدق الله العظيم


    ويا أمة الله ياسمين كوني من الموقنين من أهل الفكر والتدبر الذين اتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى)

    (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )صدق الله العظيم


    ولكن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لا يكفر بسنة محمد رسول الله الحق وإنما أنكر ما خالف منها لمحكم الذكر المحفوظ من التحريف والتزييف لأن القرآن العظيم هو المرجع الحق للتوراة والإنجيل والسنة النبوية وبيني وبين كافة المختلفين في الدين أن نحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم فأينا أخذ الكتاب بقوة وهيمن على عُلماء الأمة بسلطان العلم منه فهو على الحق المبين فذلك بيني وبين علماء المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين ولكن علماء المُسلمين لا ينتظرون المهدي المنتظر يأتي ليدعو البشر إلى الإحتكام إلى الذكر إلى كافة البشر بل يريدوا مهدي منتظر يدعو الناس إلى كتاب البحر الزاخر أو كتاب بحار الأنوار أو كتاب البخاري ومسلم فأما القرآن فاتخذوه مهجوراً بحجة أنه لا يعلم بتأويله إلا الله ونسوا فتوى الله بالحق في محكم الكتاب ))

    ((({وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ )صدق الله العظيم


    وإنما المتشابه فقط من القرآن يصعب عليهم معرفته ولكن الآيات المتشابهات هن قليل في الكتاب لا يتجاوزن عشره 10 % ليس إلا بل المحكمات أم الكتاب هُن أكثر آيات الكتاب لقوم يتفكرون ولذلك تفقهوا بيان ناصر محمد اليماني كونه يحاجكم بآيات الكتاب المحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم وكل ذي لسان عربي مبين من الناس أجمعين ولكني أنطق بالحق وأقول يا أمة الله ياسمين وياجميع الانصار السابقين الأخيار حذاراي أن تتبعوا ناصر محمد اليماني لئن وجدتم أحد عُلماء الأمة قد هيمن على ناصر محمد اليماني ولو في مسألة واحدة بسلطان العلم الحق المُبين من محكم القرآن العظيم و لو في مسألة واحدة فقط فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذابا" أشرا" وليس المهدي المنتظر لئن فعلوا ولن يفعلوا ما دامت السماوات والأرض وليس بيني وبينهم إلا الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وإن أعرضوا فأقول قال الله تعالى))

    (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)صدق الله العظيم


    وقال الله تعالى(وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ )

    صدق الله العظيم


    وبالنسبة لسؤالك لماذا لا يظهر المهدي المنتظر في أحد القنوات الفضائية ثم يرد عليك الإمام ناصر محمد اليماني فلو ظهرنا لما قلنا غير ما في الموقع شيئاً وليس عندي غير ذلك وبالنسبة لعدم ظهوري فلا نريد ان نظهر فنختفي ولن نظهر إلا في قناة تخصنا وحتى ولو ظهرت في قناة لما جعلتها إتجاه معاكس فيذهبوا صوتي الذين لا يعلمون فيصبح صوتي شاحباً حتى يكاد أن يختفي هيهات هيهات فلستُ من الجاهلين بل إمام حكيم أحاورهم أولاً بالقلم الصامت فلا يستطيعوا أن يقاطعوا خطابي وليس لهم إلا التدبر في خطابي بصمت وتفكر ومن ثم يهتدي إلى الحق أولوا الألباب منهم تصديقاً لقول الله تعالى)

    { كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ }صدق الله العظيم

    وتصديقاً لقول الله تعالى( {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}‏‏ )

    وتصديقاً لقول الله تعالى (( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ) )

    وتصديقاً لقول الله تعالى( ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب )صدق الله العظيم

    فكوني منهم ولا تكوني إمعة إن أحسنوا الناس أحسنتي وإن أساؤوا أسأتي بل كوني صاحبة فكر ذاتي تتفكرين أي القوم يحمل البرهان الحق ويقول ويفعل كمثل أن يتحدى في مسألة أن يلجم فيها بالحق لمخالفيه ومن ثم تجديه قد صدق وجاء بالبرهان المبين وليس بقول الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً

    وأما بالنسة لقولك يقول الناس أني على ضلال مبين فها هو موقعي مفتوح للحوار لكافة خطباء المنابر فمن ذا الذي يقول أن ناصر محمد اليماني على ضلال فليأتي إلينا فيلجم ناصر محمد اليماني من محكم القرآن العظيم فإن فعل فقد صدقوا الناس أن ناصر محمد اليماني على ضلال مبين وإذا لم يفعل ولن يفعل فلا تتبعي الخراصين الذين يحكمون من قبل أن يستمعوا ويقولون على الله بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً ويحسبون أنهم أطاعوا امر الله وهم أطاعوا أمر الشيطان الرجيم وقالوا على الله بالتفسير مالم يقله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً فتدبري علمي وما أُحاجج الناس به ولا تتفكري في شخصيتي فإن جمال شخصيتي وحسبي ونسبي لن يغني من الحق شيئاً مالم يؤيدني ربي ببسطة في علم البيان الحق للقرآن فنأخذ الكتاب بقوة ونهيمن به على كافة علماء الأمة حتى أحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون إن استجابوا لداعي الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وإن أعرضوا فإنهم لم يعرضوا عن دعوة ناصر محمد اليماني بل أعرضوا عن كلام الله وحكمه بينهم ثم يحكمُ الله بيني وبينهم بالفتح المبين بآية العذاب الأليم وسلام على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين )

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني

    [/center][/quote]

  2. افتراضي عجبي على الرؤيا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسيلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وعلى أمامنا الحق المبين
    عجبي على الرؤايا ياأخ ضياء ماهذه التفاصيل الدقيقه من اين لك هذا ...؟ لاالعقل ولاالمنطق يمكن ان يستوعبها
    ليست هذه حجتك علينا انا شخصيآ لم اؤمن بالامام لكونه يشبه الرسول او شبيهآ لوصف الكتب والخزعبلات هل هذا هو هدف المهدي عند ظهوره ان يشبه آحد من العالمين ام هدفه هو بيان الحق بعدما كنا عن الحق غافلين وكنا كما تزعم بقولك ضآنين بأن الشفاعه تكون من الرسول وبأن جميع الانبياء يقولون يانفسي لان هذا ماروته لنا الكتب المظله التي تفسر القرآن بما تهوى الانفس ولكن عندما جاء الحق زهق الباطل وظهر فوالله عندما اقرأ القرآن واقرأ قوله تعالى بأن الشفاعه لله وحده اقول مع نفسي هذا بيان الحق من أمامي الغالي جاء ليبصر الناس ونحن كنا غافلين كيف لي ان اعرف وان ارى البصيره لولا ان الله ابصرنا على الهدى من امامنا الغالي وهذا الشئ لايحتاج الالعقل يتفكر ويتدبر فيرى ماهو مكتوب من الله وماهو مفسر من قبل العلماء وماهو مفسر من الامام ستكتشف بعينك وبقلبك الاصح منهما ..فأذا ارت ان تجادل جادل بالحق يااخ ضياء وجادل بالحجه البالغه لاأنا ولا الانصار نستطيع ردك بما يجوز لهذا انتظر ردك من الامام وان شاء الله ستكون على ضياء يااخ ضياء ولكن تفكر وتدبر ولاتستعجل بالتكذيب بدون برهان قاطع وكلام معقول وانا الان وجميع الانصار نتظر بفارغ الصبر رد امامنا الغالي ان شاء الله
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
    صدق الله العظيم

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآلة وصحبة وعلى امامنا الحق المبين الذي اخرجنا الله بة من الشك الى اليقين وعلى انصارة السابقين .

    مرحباً بكم اخى ضياء الدين فى طاولة الحوار العالمي من قبل الضهور .

    اخي الكريم ضياء الدين قد كنت خيرا من علماء اليوم علماء الصمت المبين فاتيت تدافع عن حياض الدين وعن رسولة الكريم علية الصلاة والسلام وآلة فبارك الله بك وعلى نياتكم ترزقون ولا ازكيك الله اعلم بمن اتقي .

    اخى الفاضل قد قال الامام المهدى للعالمين ان الرؤيا تخص صاحبها ولا يبنى عليها حكم شرعي فاقفل هذا الباب تماما على نفسة وعلى الاخرين فرؤيتك لرسول الله خاصة بك وليس واجب علينا تصديقها او تكذيبها مع انى اريد ان اوضح لك بانى لي صديق صادق عندما اخبرتة ان الامام يشبة رسول الله ثم اريتة صورة الامام فقال والله كانة هو وكذالك رؤية اخي الحبيب الزعيم لرسول الله صلى الله علية وسلم وتاكيد الشبة ومع ذالك لا نحاج لنا او علينا بهذة التشابة مع ايماننا بان هذا التشابة صدق مبين ولاكن الامام يحاج العالمين بما جعلة الله مهيمنا وهو سلطان العلم الصادق المبين غير الملتوى او المتشابه بل علم مباشر من من الرب الى القلب هذة هي حجة الامام على العالمين سلطان العلم ((((((( علم الكتاب )))))))))) .

    ارى من الكثير من قولك ايها الضياء انك قد بدات تقراء للامام ليس للبحث عن الحق لا ورب البيت بل بحثت لكي تدافع عن الدين بغض النظر هل ما وجدت هو حق او باطل فكان الحكم عندك قبل الاستماع والجواب قبل السؤال فاوصلك الله الى مبتغاك ولو كنت بحثت طالبا للحق وباحثا عنة لهداك الله مصداقا لقولة تعالى

    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69

    وارى انك ما تدبرت بيانات الامام حق التدبر فبيانك فية كثير من الكذب على الامام علية السلام وقولك ان الامام يستشيط غضبا عند ثناءك على رسول الله صلى الله علية وسلم فقد افتريت كذبا ودل هذا القول فقط من دون غيرة على بعدك التام والكامل عن معرفة وعلم اساس دعوة الامام فبهذا القول قد اقفلت على نفسك باب من الصعب فتحة واقمت الحجة على نفسك بجهلك عدم التدبر فيما يقول الامام وان اللامام المهدى علية السلام وجميع انصارة ليفتدوا رسول الله بارواحهم واولادهم واموالهم فكيف تقول مثل هذا القول المخرج عن الملة وما هذا الا غباء وقعت فية وزلة ازلك الله بها فللة الحمد الذى يدافع عن الذين اتقوا بزلات الذين لا يعلمون .

    وقول اخر دليل عدم التدبر وهو قولك

    ولكن خالفت يا ناصر قول سبحانه انه الصمد فجعلتم ربكم متألم فى نفسه حزين ويحتاج اليكم ولو انكم قوم تعقلون لأدركتم ان الصمد هو الذى لا يحتاج لشىء

    ومن قال يا من تدعي الفهم ان الله متالم فليس من صفات الله هذا يا رجل اتقى الله تاتي بكلام من راسك وتترك قول الله تعالى

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }يس30

    اليس هذا قول الله تعالى يا ضياء ام انكم نسبتم الى الله الغضب وانكرتم على الله ان يتحسر على عبادة الذين اهلكهم بكفرهم وعدم اتباع رسلهم فحق عليهم العذاب نظرا لوعد الله لرسلة قال تعال

    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم47

    اخي حجتك ضعيفة وواهنة وارى انك تريد ان تزعزع ثقة الانصار بامامهم فاعلم اننا لا نعبد الامام وانما نعبد الله الواحد القهار الذي اختصنا بمعرفة نفسة دون العالمين .

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم ألأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    احسنتم اخواني الأنصار في الرد بارك الله فيكم

    واحسنت اخي الكريم عبدالنعيم ألأعظم في ردك فقد اجدت وافدت

    وحقيقة نحن لا نعبد الامام وانما نعبد الله الواحد القهار الذي اختصنا بمعرفة نفسة دون العالمين .

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)صدق الله العظيم

    اخي الزائر اي فتح هذا الذي لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون
    اعلم انه يتبادر إلى ذهنك فتح مكة . . فهل لا ايمان بعد فتح مكة !!!!!

    ((وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )

    يقول الإمام ناصر محمد اليماني عليه السلام : -
    وأنا الإمام المهدي المنتظر أُصدر الأمر إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور بعدم تحديد مواعيد العذاب، فذلك مخالفةٌ لأمر الله إلى رسوله ولمن اتّبعه أنَّ من سُئل عن موعد العذاب أن يلتزم بالأمر الذي تَنَزَّلَ جواباً للسائلين في قول الله تعالى:

    { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ }
    صدق الله العظيم [الملك:25-26]

    فلا تفتنوا أنفسكم ولا تفتنوا أمّتكم، اللهم قد بلغت الله فاشهد.


  5. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احبتي في الله والله اني لااتعجب من هؤلا الناس الذين ينعم الله عليهم بالعثور علي موقع الامام المهدي ناصر محمد اليماني حفضه الله ورعاه واجدهم لا زالو في غيبهم الا ينور الله بصائرهم بنور القران
    الا يرون ما نراء من نور البيان الذي اوضحه لنا الامام وكنا عنه غافلون
    نعم يقول الله عز وجل { وما تعما الابصار وانما تعما القلوب التي في الصدور }
    فيا سبحان الله لو كل واحد انعم الله له بموقع الامام وقراء البيانات بتدبر وهو باحث عن الحق لوجده وانار الله بصيرته اما من اتا للموقع لغرض ما في قلبه فالله يعلم
    بخائنة الاعين وماتخفي الصدور
    اما رؤياء الاخ ضياء فهي تخصه شخصيا واراد ان يصد بها الانصار لكنا ولله الحمد انار الله بصائرنا بنور الحق الذي كنا عنه غافلون وهي البيانات الحق للحق الذي انزل علي الرسول الحق محمد صلي الله عليه واله وسلم واضائها لنا الحق الامام المهدي ناصر محمد اليماني من القران الكريم
    ولكن للاسف الشديد تاخذهم العزة بالثم لا اقول لضيا ء ومن هم علي شاكلته الا هداهم الله للحق
    والله الهادي الا سواء السبيل وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين

  6. افتراضي

    حياك الله أخي ضياء الدين وشرح قلبك لما يحب ويرضى

    الغيرة على رسول الله لا تتأتى بالوصف الجسدي المليح كما وصفت وسردت، والأولى على كل من أحب الرسول أن يزيل الأحاديث المدسوسة التي علقت به وشوهت الدين الإسلامي، مالذي فعله الإمام ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر بالحق، أظهر الدين الإسلامي "الحنيف"، وسيظل يكشف تزوير وتلاعب اليهود وشياطين الإنس له، كان الأجدى بك أن تبحث وتمحص في المظان الدينية وفي الأحاديث النبوية وشروحها لتكشف صدق ما ورد حقيقة عن الرسول لتزيل الآثار العميقة التي سببتها تلك الأحاديث المدسوسة والتي بنيت عليها عقيدتنا لا أن تسرد أوصافا جميلة ومثالية لا تسمن ولا تغني العقيدة الإسلامية. وإن أردت بيان كذب الإمام عليه السلام فعليك أن تحاججه بالعلم لا من رؤيا تخصك أنت وحدك، وعبارة "أنت لا تشبه الرسول" لا قيمة لها في العلم والتفسير والقرآن والأحاديث النبوية والعقيدة، ولا قيمة لها في محاججة الإمام فابحث عن بيّنة أخرى تصلح أن تكون حجة على الإمام ناصر محمد اليماني حفيد رسول الله وبشرى جده. هداك الله وثبتنا وإياك على الصراط المستقيم
    (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))"

  7. افتراضي


    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1432 هـ
    26 - 08 - 2011 مـ
    07:21 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ

    ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسولِ الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله من عبيده في الملكوت إلى يوم الدين وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    ويا ضياء، يا من يتحدى إمام الهدى فإنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله لأهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد، وننذرُكم بأسٍ من الله شديدٍ للمعرضين عن الدعوة إلى عبادة الله وحده وعن التنافس في حبّ الله وقربه أيُّهم أقرب إلى الربّ، فذلك هو ناموس الهدى في محكم الكتاب للذين اهتدوا إلى صراط العزيز الحميد من الأنبياء ومن اتَّبعهم، وأفتاكم الله في محكم كتابه عن طريقة هداهم في قول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولم يقلْ لكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ ولم يفتكِم أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوه في حبّ الله وقربه؛ بل أمركم بما أمره الله به أن يقول لكم:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    فما هو الاتِّباع لمحمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ والجواب هو: أن نعبد الله وحده كما يعبده محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتنافس مع محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه، ولن يستجب لدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا من كان يحب الله فيجد أنَّ حبَه الأعظم في قلبه هو لربه الله وحده لا شريك له، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    أيْ إنْ كنتم تحبّون اللهَ فاتَّبِعوني لنتنافس في حبّ الله وقربه إن كنتم صادقين في محبتكم لله فلكل دعوى برهان، فاستجيبوا لدعوتي إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتنافسوا في حبّ الله وقربه
    {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ}.

    ولكنّكم قلبتم الآية يا ضياء وكأنّ الله قال: إنْ كنتم تحبّون محمداً رسولَ الله فاتّبعوني يحبِبْكم الله! وكأنّ المنافسة هي في حبِّ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونَكم جعلتم محمداً رسول الله هو خطاً أحمرَ بين الله وعبيده وتعتقدون أنّه لا يجوز لأيِّ عبدٍ أن يتمنّى منافسة محمدٍ رسول الله في أقرب درجةٍ إلى ذي العرش فأصبحت منافستكم في الحبّ هي إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونكم جعلتموه خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه إلى الربّ، ولكنكم تُحِلُّون المنافسة إلى الرسول أيُّكم أحبّ وأقرب إليه.

    ولربّما ضياء يودّ أن يقاطعني فيقول: "بل نعبد الله وحده لا شريك له وإنّما حبّ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقربنا زلفةً إلى الربّ"، ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: وإلى أين منتهى الزلفة في حبّ الله وقربه؟ ومعلوم جوابك يا ضياء سوف تقول: "إلى أقرب درجةٍ من النّبيّ كوننا لا يحقّ لنا أن نتمنى أن نكون أحبّ وأقرب إلى الله من نبيه"، ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ وأقول: فقد أشركت بالله يا ضياء! ألا والله لا ينبغي للأنبياء ومن تبعهم واقتدى بهديهم أن يفضلوا بعضهم بعضاً في حبّ الله وقربه، بل تجدون أنّهم يتنافسون إلى ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ. تصديقا لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فانظر يا ضياء إلى فتوى الله عن طريقة هداهم إلى ربّهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، إذاً فكلّ عبدٍ يعبد الله كما ينبغي أن يعبد وحده لا شريك له يتمنى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب، فإن كنتم تحبّون الله يا ضياء فاستجبْ لدعوة الحقّ من ربِّك وتنافس مع العبيد في حبّ الله وقربه {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ}.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أنصار المهديّ ما استجابوا لدعوة التنافس في حبّ الله وقربه إلا لأنّهم يحبون الله، ولكن الذين لا يحبون الله بالحبّ الأعظم فتجدونهم يلتهون بحبّ ما دونه.. ويا سبحان الله العظيم! وإنّما أمركم الله أن تحبّوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من بعضكم بعضاً، بمعنى إذا كنت تحب فلاناً أكثر من رسول الله فذلك ضعفٌ في الإيمان بالله ورسوله. تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين]. ((البخاري)).

    ولكن الله ورسوله لم يأمراكم أن تحبّوا محمداً رسول الله أكثر من الله فإن فعلتم فقد جعلتم لله نداً في الحبّ في القلب فأشركتم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّي أرى ضياء يعلن الدفاع عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويا سبحان الله فهل أفتاكم ناصر محمد اليماني أن تحبونه أكثر من محمدٍ رسول الله ولم يأمركم أن تحبوا بعضكم بعضاً أكثر من النّبيّ عليه الصلاة والسلام؟ ولكن أنصاري وممن أظهرهم الله على أمري لمِن الشاهدين أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد يدعو المؤمنين أن يكونوا أشدّ حباً لله كما كان يدعوهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبّ الله وقربه، ولو كانوا يدّعون محبة الله فلكل دعوى برهان فليتنافسوا في حبّ الله وقربه كما يفعل أنبياؤه ورسله ومن اتبعهم واقتدى بهديهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم. إذاً فبالعقل والمنطق لن يستجيب إلا الذين يحبّون الله و{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم. وإذا وُجد الحبّ في القلب وُجدت الغيرة على من تُحبّ فتريد أن تكون أنت الأحبّ والأقرب إلى الربّ، ولذلك تجد الذين يحبون الله{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ولكنك لست منهم يا ضياء.

    ألا والله إنّ الإمام المهديّ ليقول لكم إنْ كنتم تحبّون الله فاتّبعوني للتنافس في حبّ الله وقربه يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وهذه هي دعوة كافة أنبياء الله ورسله إلى الإنس والجنّ لمن كان يحب الله من العبيد فليستجِبْ لدعوتهم فيتنافس معهم في حبّ الله وقربه
    {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} إلى الربّ. ولسوف نبدأ بهذه النقطة الحوار مع الضيف الكريم ضياء شرط أن نحتكم إلى الله ليحكم بيننا فيما اختلفنا وشرط أن تأتيني أو آتيك بحكم الله من محكم كتابه في قلب وذات موضوع الحوار، وشرط أن نستنبط حكم الله من آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب وأساس هذا الدين كونكم تعتقدون أنّ الاقتداء هي المبالغة للأنبياء والرسل، ولكنّ المهديّ المنتظر يُفتي بالحقّ أنّ الاقتداء بالأنبياء هو اتِّباع هديهم فنسلك ذات طريقتهم إلى ربِّهم أيُّهم أقرب إلى الربّ. تصديقاً لفتوى الله عن طريقة هداهم إلى ربهم: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ولكنكم حرَّمتم الوسيلة يا ضياء على أنفسكم وجعلتموها حصرياً للأنبياء من دون الصالحين وكلّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به أنبيائه ورسله كذلك حرَّموا على أنفسهم الوسيلة إلى أقرب درجة إلى الربّ بل يسألونها لأنبيائهم من دونهم فأشركوا بالله.

    ويا ضياء، إنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يُفتِكم أنَّ الدرجة العالية الرفيعة التي يتنافس عليها أنبياءَ الله ورسله ومن اتَّبعهم لم يقل عنها محمدٌ رسولُ الله أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لأحدٍ من أنبياء الله؛ بل جعل الفتوى شاملةً أنها لا تنبغي أنْ تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله، كما ورد في سُنَّة البيان الحقّ عنه عليه الصلاة والسلام:
    [أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَلُولٍ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ،وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وهذه الرواية قد خلت من الإدراج في أولها ولكن فيها إدراج في آخرها سنجعله باللون الأحمر ولسوف نقوم بتنزيلها كما هي في بعض كتبكم.
    [أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَلُولٍ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، وَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ"]، رَوَاهُ الإِمَام أَحْمَد ، عَنِ الْمُقْرِئ .

    ويا سبحان الله عمَّا يشركون! فكيف لمحمدٍ عليه الصلاة والسلام ليأمركم أن تسألوا الله الوسيلة له من دونكم جميعاً لأنها لا تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله؟ ويا سبحان الله! والآخرين عبيد من يا ترى؟ بل فكذلك أنتم من عبيد الله فكيف يحصرها لنفسه من دونكم؟ ألم يُفتِكم أنّها لا تكون إلا لعبدٍ وأفتاكم أنّه لا يعلم من هو ذلك العبد المجهول؟ والدليل قوله عليه الصلاة والسلام:
    [لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. ولكن من شغفكم للمبالغة في النّبيّ أفتيتُم من عند أنفسكم أنّها لمحمدٍ رسول الله حصرياً من دونكم، فقطعتم السبيل إلى استمرار التّنافس بين العبيد إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب! فما أعظم افترائِكم عند الله أيها المشركين! أفلا تعلمون أنّ الله لم يخبر كافة أنبيائِه ورسله من هو العبد المجهول صاحب تلك الدرجة وذلك لكي يستمر التنافس بين العبيد بشكل عام إلى الربّ المعبود أيُّهم ذلك العبد المجهول الأقرب إلى الرب؟ لذلك تجدون كل واحدٍ منهم يتمنّى أن يكون هو ذلك العبد الأقرب إلى الربّ كونهم ليعلمون أنّه عبدٌ مجهولٌ لم تعلن النتيجة عنه، ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، أي أيُّهم ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب إلى الربّ.

    وخلاصة هذا البيان آمركم بأمر الله إلى نبيّه:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    أي إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني لعبادة الله وحده لا شريك له للتنافس في حبّ الله وقربه أيُّنا العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ من غير تعظيمٍ للعبيد، فلم يتخذ الله ولداً من عبيده حتى يكون هو الأولى بأبيه أنْ يكون الأحبّ والأقرب بل نحن عبيد الله جميعاً سواءً أنبياء الله ورسله ومن اتّبعهم، فلنا الحقّ سواءً في ذات الله فهو الربّ ونحن العبيد، ويحقُّ للصّالحين من التّابعين في ذات ربهم ما يحقّ لأنبيائِه ورسله، فلم يتميّزوا عليهم في ذات الله بشيءٍ فالكل عبيد الربّ ونحن له عابدون، ذلكم الله ربّكم الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ولكنّك يا ضياء وكأنّك تقف ضدّ هذه الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتّنافس في حبه وقربه فيقف ضياء ضدّ الدعوة المباركة بحجّة أنّه يدافع عن النّبيّ ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أعلنَ الحرب الإمامُ المهديّ على جدِّه محمدٍ رسول الله أم ابتعثه الله ناصراً له فيقتدي بهديه ويحاج بذات البصيرة التي كان يحاج بها الناس محمد رسول الله ومن اتّبعه واقتدى بهديه يحاج بذات البصيرة الحقّ من ربه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وأما بالنسبة لرؤياك فهي تخصّك فإن صدقت فلنفسك وإن كذبت فعلى نفسك تكذب، وإنما الرؤيا تخصّ صاحبها وتظلّ تخصّه حتى يصدقها الله بالبرهان بالحقّ على الواقع الحقيقي ومن ثم تصير حجّة على الآخرين. كمثل رؤيا الإمام المهديّ لجده محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
    [كان مني حرثك وعليٌّ بذرك، أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك، وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].
    وفي رؤيا أخرى:
    [وإنّك أنت المهديّ المنتظر يؤتيك الله علم الكتاب، وما جادلك عالمٌ من القرآن إلا غلبته].
    وفي أخرى:
    [وإنّك أنت المهديّ المنتظر وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته].

    ولكن من صدَّق أنّ الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب استناداً على هذه الرؤيا فليسمح لي أنْ أقول له إنّه لمن الجاهلين، فما يدريه فلعل ناصر محمد اليماني كاذبٌ في الرؤيا كما ضياء، ولكنّ أولي الألباب سوف يقولون سننظر أصدقتَ أم كنت من الكاذبين، فإن كنت المهديّ المنتظر فلا بدّ أن يُصدِقك الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي ومن ثم نجد أنّه حقاً لا يُجادلك عالمٌ من القرآن إلا وهيّمنت عليه بالعلم والسُلطان المبين كون الحجة هي سلطان العلم وليس فقط الحلم بالمنام.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين...


    أهلاً وسهلاً بضيفنا الكريم في طاولة الحوار
    وأبشر يا أخي في الله أنّي أول المرتدين عن المبايعة للإمام إن أتيتني ببيان أهدى من بياناته وأقمت عليه الحجّة من كتاب الله المحفوظ من التتحريف.... فشمّر عن ساعديك يا رعاك الله وأرنا عضلات علمك .. أمّا أن تسطر لنا تمجيدًا بالباطل لرسول الله عليه وعلى آله الف صلاة وسلام بأبي هو وأمي فكأنك لم تكتب شيئا !!! واتحداك أن تأتي بهذا التمجيد المبالغ والشفاعة المزعومة من القرآن العظيم !!! فأحمد الله أنك بحضرة الإمام لتغرف العلم بيديك

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)

    صدق الله العظيم

  9. افتراضي





    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 10 - 1432 هــ
    27 - 09 - 2011 مــ
    06:46 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    الإمام المهديّ المنتظَر ينفي عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

    يا أيها الضيف المدعو ضياء، إني أراك تفتي بشفاعة العبد للعبيد بين يدي الربّ المعبود! ولكن الله سبحانه يقول إنه لا يعلم بشفاعة عبد للعبيد في أهل السموات والأرض ولسوف نردّ عليك وعلى الذين يعتقدون بشفاعة العبيد من الله مباشرةً:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّ‌هُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وسبق من الإمام المهديّ بيانٌ أثبتنا النفي المطلق لشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود نقوم بنسخه لضياء والذين أشركوا بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ، وإليك مزيداً من البرهان لتأكيد نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود ومن المفروض أن يكفيكم الرد من الله على أصحاب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود بقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].


    ولكن نزيدكم بهذا البيان تفصيلاً كتبناه من قبل كما يلي:

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا اُفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أيّها السائل إنّي الإمام المهديّ أُصلّي وأسلم على جدّي محمدٍ رسولِ الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلباً وقالباً وأسلمُ عليهم تسليماً، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمداً رسول الله من قبل الفتح وشدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المُبين، أولئك أُثني عليهم جميعاً كما أثنى الله عليهم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    ومنهم أبو بكر الصديق بالحقّ من الأنصار السابقين الأخيار ومن صحابة مُحمدٍ رسول الله قلباً وقالباً، وذكر الله صحبته في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:40].

    وأنا الإمام المهديّ أصلّي على أبتي الإمام علي وأبي بكر وعُمر وعثمان وجميع صحابة رسول الله الذين معه قلباً وقالباً وأسلم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولاً كريماً أنّهم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر العسر من قبل التمكين بالفتح المُبين؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهما كونهما من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشجرة، ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبشرين بنعيم رضوان الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم؟

    وأمّا معاوية ابن أبي سُفيان وابنه يزيد فقد سبق فيهما الحكم الحقّ في الحديث الحقّ أنّهم هُم الفئة الباغية على المُتقين، ولن تجدني ألعن أحداً من المُسلمين حتى ولو علمت أنهم كانوا خاطئين إلا المُنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأما غير ذلك فالحكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتزم بقول الله تعالى:
    {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:134].

    ويا أيها النابغة إن كُنت نابغة حقاً فلتسعَ مع الإمام المهديّ لجمع المُسلمين ولمداواة جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أمّة أخرجت للناس لا يفرقون دينهم شيعاً وأحزاباً، فهذا مُحرم في كتاب الله في قول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

    فهل تعلم الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المُحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:31].

    ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبب تفرق المُسلمين شيعاً وأحزاباً فتفشلون فتذهب ريحكم كما هو حالكم، فذلك من كبائر ما تنهون عنه عدم التفرق في الدين وتدمير وحدة المُسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذاب عظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

    وسبب العذاب لأنّهم أعرضوا عن البيّنات من ربهم في محكم كُتبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99]. ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو عُلماء المُسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم.

    والسؤال الذي يوجهه المهديّ المنتظَر إلى كافة عُلماء المُسلمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيِّنات في مُحكم القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين؟ ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وذلك لأنّه يوجد فيه الحكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

    {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام لكتاب الله. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: هو لماذا تتّبعون ملتهم فتعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتعرضون عن آيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا من الفاسقين المُعرضين عن آيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99]، وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ومن آيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم قول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    وقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم مُعرضين عن آيات الكتاب البيّنات هُنّ أمّ الكتاب وتتّبعون الآيات المُتشابهات في الشّفاعة وليس بيانهن كما تزعمون! فكيف؟ فهُنّ آيات مُتشابهات لهُنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المتشابه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهن لأنّهنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهنّ إلا الله ويعلم بتأويلهن الراسخون في العلم من الأئمّة المُصطفين إنْ وجدوا فيكم، وإذا لم يوجدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهن؛ بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم كلّ ذي لسان عربيٍّ مُبينٍ. ولكنكم تتّبعون ظاهر المُتشابه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابه، ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنّها موضوعة بل تزعمون أنّ ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليماني؛ أليس البيان الحقّ يأتي مُتشابهاً لآيات القرآن تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؟". ومن ثمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديث لإحدى آيات الكتاب المُحكمات البيِّنات فلا ينبغي أن يكون تناقضاً في كلام الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. وتعالوا لنزيدكم علماً فإنّ الآيات المُتشابهات لهُنّ بيان يختلف عن ظاهرهن جُملةً وتفصيلاً، ولذلك لا يعلم بتأويلهن إلا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تماماً. إذاً لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}؟ ويقصد المُتشابه. إذاً لو كان الحديث تأويلاً لتلك الآية لما تشابه مع ظاهرها تماماً.

    ولكن يا قوم؛ أفلا تعلمون أنّ ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ وذلك لأنّ الله وضع فيهن أسراراً في الكتاب يعلمها الراسخون في العلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحُجّة عليكم في الآيات المُتشابهة التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، بل أمركم فقط بالإيمان بهنّ أنّهن كذلك من عند الله وأمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات، لا يعرض عنهن فيتّبع ظاهر المُتشابه إلا من كان في قلبه زيغ عن الحقّ المُحكم والبَيِّن، ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    إذاً الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المحكمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله، أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله علم الكتاب مُحكمه ومُتشابهه ليجعلني شاهداً عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى مُحكم كتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:43].

    وبما أنّ الله آتاني علم الكتاب فحتماً أعلم بمحكمه وعلمني ربي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله ولكن أكثركم يجهلون برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}؟ صدق الله العظيم [البقرة:254].

    والسؤال للإمام المهدي: أليس قول الله بمحكم بيّن ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون سيقولون مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنّما نفي الشفاعة للكُفار أما المؤمنون فلهم الشفاعة بين يدي ربهم ولذلك يشفع لهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظر أصدقت أم كُنت من الكاذبين ممن يقولون على الله ما لا يعلمون وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وتجد الخطاب موجه للمؤمنين وينفي الله الشفاعة لهم بين يدي ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربية، ولذلك تقولون (لا إله إلا الله)؟ وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى:
    {وَلَا شَفَاعَةٌ} أي ولا شفاعة لِوَلِيٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين، وكذلك كلمة (ليس)؛ أفلا تعلمون أنّها من كلمات النفي المُطلق؟ ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].

    ولذلك قال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    أفلا ترون أنّ الإمام المهديّ يحاجكم بآيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم هُنّ أمّ الكتاب لتصحيح العقيدة الحقّ، فلماذا لا تتبعون آيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم فهل أنتم فاسقون؟ وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:57].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران:7].

    وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة:4].

    وقال الله تعالى:
    {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [الأنعام:70].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} صدق الله العظيم [غافر:18].

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن ينكر لمحكم ما جاء فيهن؛ بل سيعرض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهن ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشفاعة كمثال قول الله تعالى:
    {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].

    {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:3].

    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [الأنبياء].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:86].

    وقال الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، إنما نتهرب من تأويل آيات الكتاب المُتشابهات في سرّ الشفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم لأنّ من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلا رجساً إلى رجسهم! ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلكم تتفكرون في الاستثناء وهو قول الله تعالى:
    {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم.

    إذاً الشفاعة ليست كما تزعمون، وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أَذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتقين جميعاً، ولن يسأل الله الشفاعة سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل خاطب ربه أنه يرفض جنة النعيم ويريد تحقيق النعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    فإذاً إن تحقيق الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته ومن ثمّ تأتي الشفاعة من الله وحده لا شريك له، وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].

    فأمّا البيان لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يقصد الله أنه أذن له أن يُشفع لعباده؛ بل أذن له أن يُخاطب ربه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صواباً وذلك لأنّ الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربهم؟ ولذلك أذن الله له من بين المُتقين لأنه سوف يقول صواباً ولن يتجرِّأ للشفاعة بين يدي ربه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتقين من الجنّ والإنس وملائكة الرحمن المُقربين لن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظراً لأنهم جميعاً لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سراً في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} صدق الله العظيم [النبأ].

    فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يفتيكم أنّ المُتقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرحمن خطاباً في مسألة الشفاعة، وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرحمن المُقربين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [النبأ:38]، ومن ثم استثنى على عبد من عبيد الله. وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاج ربه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، بل يخاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من نعيم جنته ويريدُ من ربه أن يرضى..
    ((((( وَيَرْضَىٰ )))))، إذاً الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه ولذلك عبده سوف يُخاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من جنته (((((((((وَيَرْضَىٰ))))))))). وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل عباده الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنته، فيقول الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    إذاً الشفاعة هي لله وحده لا شريك له، ولن تتحقق حتى يرضى فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ ويا قوم أفلا تعلمون أنه يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً؟ ولا نزال نُذكّركم بتحسر الله على عباده فيقول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30].

    وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كل منهم:
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر]، فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب كلا إنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يتحسروا عباده على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنما الحسرة تحدث في نفس الربّ من بعد أن يهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائِهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميراً، ولكن عباده لم يهنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئاً وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي الرحمة وليست كرحمة الأم بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنم؛ بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وذلك لأنّ الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يدمّر عباده المُكذّبين برسل ربهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    حتى إذا اعتقد المُرسلون أنّ قومهم قد كذّبوهم فاستيئسوا من هداهم، ومن ثم يقولون:
    {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:89].

    ومن ثم يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رُسله وأولياءه فينصرهم على عدوهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم. وقال الله تعالى:
    {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿١٠٩حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49].
    {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:57].

    ولكن يا أحباب الله يا معشر الآباء والأمهات، فتصوروا لو أنّ أحد أبنائكم عصاكم طيلة حياته لم يطع لكم أمراً ومن بعد موته اطَّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدة عذاب الحريق في نار جهنم فتصورا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم! فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو أرحم؟ والله أرحم الراحمين! أم إنكم لم تجدوا في محكم كتابه أنه يتحسر على عباده؟ وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم:
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما آخرون:
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فكيف يرضون بجنة النعيم وقد علّمهم إمامهم أنّ من يحبونه يتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ولذلك فهم يريدون تحقيق النعيم الأعظم من جنته، وكل عباد الله الصالحين يحبون ربّهم لأنّه أحسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنته، ولأنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزَّه حُبهم لربهم عن المادة ولذلك لم تجدوا أنّ الله ذكر ناره أو ذكر جنته، بل قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وهُنا يتوقف أولو الألباب للتفكير فيقولون إذا كنّا حقاً نحبّ الله الحبّ الأعظم من النعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنة وحورها وقد علّمنا الإمام المهديّ أنّ حبيبنا الأعظم مُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ أولئك لن يرضيهم الله بالنعيم والحور العين؛ بل ينضمّون إلى جانب الإمام المهديّ فيُناضلون في تحقيق النعيم الأعظم حتى يذهب التحسّر من نفسه على عباده
    ((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))، فذلك هو أملهم ومنتهى غايتهم وكُل أمنيتهم وجميع هدفهم فهل تدرون لماذا؟ لأنّهم قوم ((((((( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )))))))، فمن كان منهم فوالله لا يجد إلا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرّم على نفسه جنّة ربه ويقول وكيف أرضى بجنة النعيم وحورها وقصورها وأحب شيء إلى نفسي يقول: ((((((( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ))))))).

    فلا نزال نذكِّركم بتحسِّر الله في نفسه حتى لا تدعوا على عباده بل تصبروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون، وذلك لأنهم لم يبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار، فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسع ربنا كل شيء رحمة وعلماً.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ



    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

  10. افتراضي


    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 09 - 1432 هـ
    27 -08 - 2011 مـ
    09:28 صباحاً
    ـــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ يثبت تحسّر الله على عباده الضالين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا ضياء الذي ينفي حزن الله على عباده الضالين، ما ظنّك بحديث محمد رسول الله الحقّ؟ قال عليه الصلاة والسلام ما يلي:
    [لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضلّه في أرض فلاة]. متفق عليه.

    وفي رواية لمسلم:
    [لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فمن خلال هذا الحديث يتبيّن لكم أنّ الله يحزن ويفرح ويتأذى نفسياً ويتحسر ويغضب ويتأسف، ونقوم باستنباط البرهان على ذلك الحال في نفس الله من محكم كتابه كما يلي:

    سـ 1- فهل الله يتأذى في نفسه بسبب الذين يؤذون أولياءه بغير الحقّ؟

    جـ 1 -قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النّبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴿٥٨﴾}صدق الله العظيم [الأحزاب]. ونستنبط من ذلك أن الله يتأذى نفسياً بسبب الأذى النفسي في أنفس أوليائه بسبب افتراء الجاهلين.

    سـ 2 - وهل الله يتأسف على الذين أعرضوا عن اتباع الحقّ من ربهم ثم يدمرهم تدميراً؟

    جـ 2 - وقبل أن نستنبط لكم الجواب من محكم الكتاب عن بيان أسف الله سوف ننظر تفسير المفسرين عن المقصود من قوله تعالى.
    اقتباس المشاركة :
    قال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55].، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية والانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى:قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ،وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) وعَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
    انتهى الاقتباس
    انتهى تفسير قومٍ يقولون على الله ما لا يعلمون إلا من رحم ربي.

    ونأتي لبيان الأسف في نفس الله فنجد أنّ
    المقصود بالأسف هو: الحزن على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأعرضوا عن دعوة رُسل ربهم، وسبب أسف الله على المعرضين كونه سوف يصدق رُسله ما وعدهم فيدمِّر عدوَّهم ويرثهم الأرض من بعدهم تصديقاً لوعده لرُسله وأولياءه بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَ‌سُولُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٦﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿٤٧﴾ وَمَا نُرِ‌يهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ‌ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٤٨﴾ وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ‌ ادْعُ لَنَا رَ‌بَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴿٥٠﴾ وَنَادَىٰ فِرْ‌عَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ‌ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ‌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَ‌ةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِ‌نِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    والتأسّف من الربّ على فرعون وقومه جاء بعد أن دعا نبيّ الله موسى عليهم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ مُوسَىٰ رَ‌بَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَ‌بَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَ‌بَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَ‌وُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْبَحْرَ‌ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْ‌عَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَ‌كَهُ الْغَرَ‌قُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تأسّف الله في نفسه على فرعون وقومه حين الانتقام من فرعون وقومه؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب أنّه الحزن في النفس. وقال الله تعالى:
    {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ونستنبط من هذه الآية البيان الحقّ من الأسف في النفس أنّه يقصد به الحزن في النفس على شيءٍ ما، وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف في قول الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ‎﴿٦﴾‏} صدق الله العظيم [الكهف].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل التأسّف هو ذاته التحسّر في النّفس؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضلَّ سعيُهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوّهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه. وقال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا حسرة الله على عباده المعرضين لهي أشدّ وأعظم من حسرة مُحمد رسول الله على المُعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:64].

    وبسبب درجة الرحمة في نفس الله من أعلى أرقام الرحمة في النفس، وفي ذلك سرّ حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولم يتخذوا السبيل -سبيل ربهم- بسبب ضلالهم عن الصراط المستقيم، ولا نقصد أنّ الله نادمٌ على ما صنع بهم سبحانه كما يزعم ضياء! وإنّما يندم من أخطأَ ولكنّ الله لم يندم على تعذيبه لهم كونه لم يظلمهم شيئاً بل هم ظلموا أنفسهم، وإنّما الحسرة في نفس الربّ على ظلمهم لأنفسهم فكانوا من المعذبين وبرغم أنّ الله لم يظلمهم شيئاً ولكن ما أصابهم لم يكن هيّناً في نفس الله أرحم الراحمين، ولذلك يقول:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا عباد الله المؤمنين الذين يحبهم الله ويحبونه فكيف سوف تهنأون بنعيم الجنة وحورها وأحبُّ شيء إلى أنفسكم متحسرٌ حزينٌ أسفاً على القوم الضالّين المعرضين عن دعوة رُسل ربهم إليهم ويعبدون غير الله قربة إلى الله ويحسبون أنهم مهتدون؟

    فلا تدعوا الله بهلاك الذين لا يعلمون أنّهم على ضلالٍ مبينٍ واصبروا عليهم ولا تعجَلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى:
    {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم؟ وذلك إظهار المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من بعد الحوار وتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم، واستغفروا الله إنّه هو الغفور الرحيم، وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. لا نبي ولا رسول من بعد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا كتاب من بعد كتاب الله القرآن العظيم رسالة الله الشاملة للإنس والجن
    بواسطة بيان في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-04-2024, 12:56 AM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-12-2019, 07:52 PM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-05-2014, 08:09 PM
  4. الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينفي أن أبوي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النّار ونأتي بالحكم بين المختلفين من خطباء المنابر من محكم الذكر
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 06-04-2013, 05:11 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •