وربّما يودّ أن يقاطعني أحد المسلمين ويقول:
"يا ناصر محمد، وهل لو يحقق الله لأحد أتباعك من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه - حسب زعمك - فهل لو يحقق لأحدهم الدرجة العالية الرفيعة في جنّة النّعيم فيجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبد إلى الربّ فهل سوف يرضى بذلك؟" .
ومن ثم يردّ علي السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اسمع لما أقول الفتوى بالحقّ:
أقسم بالله العظيم ربّ كل شيء ومليكه لن يرضى أحدٌ من قوم يحبهم الله ويحبونه الذكر منهم والأنثى حتى لو يؤتيه الله الدرجة العاليّة الرفيعة في جنّاتِ النّعيم ويجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ لربّ العالمين ويجعله خليفة الله على الملكوت كله أنه لن يرضى وهو يعلم أن ربّه متحسرٌ وحزينٌ، ولذلك فلن يرضى بذلك كله حتى يرضى ربّه حبيب قلبه وهم على ذلك من الشاهدين في مختلف أرجاء العالمين؛ لا تربط بينهم أرحام ولا تقارب بل مجموعات مجموعات هنا وهناك اجتمعت قلوبهم في حبّ الله فلن يرضوا حتى يرضى، أولئك يغبطهم الأنبياء والشهداء.
وربّما يود أحد المبالغين في الرسل والأنبياء والشهداء أن يقول:
"يا ناصر محمد، أجعلت مكانتهم عند ربّهم رفيعة المستوى لدرجة أنّه يغبطهم الأنبياء والشهداء!" .
ومن ثمّ يُعرض الإمام المهدي عن ردّ الجواب كمثل كلّ مرّةٍ عن ذلك السؤال وأترك الرد على السائلين لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال:
[ يَا أَيُّهَا النّاس , اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ , وَلا شُهَدَاءَ , يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ " , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النّاس , وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , مِنَ النّاس لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ , وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا ، صِفْهُمْ لَنَا ، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُؤَالِ الأَعْرَابِيِّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النّاس , وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا فِيهِ , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النّاس يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ , وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "]
صدق عليه الصلاة والسلام
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=13261