ولربما يود أن يقاطعني آخر فيقول:
"ويا أيها المهدي المُنتظر وكيف إذا مكر بهم الذين كفروا أثناء صلاة الفجر؟" .
ومن ثُمّ يردُ عليه المهدي المُنتظر وأقول:
لقد علّمكم الله بالشرط المُحكم في كتاب الله لصلاة القصر:
{ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
صدق الله العظيم [النساء:101]
وإن قال:
"ولكن يا أيها المهدي المُنتظر فإذا لم يكونوا يعلمون بفتنة الكفار المُدبّره أثناء صلاة الفجر؟" .
ومن ثُمّ يردُ عليهم المهدي المُنتظر وأقول:
فإنما تأخذوا حذركم من البينات، وإذا لم يتبين لكم الخطر فتوكلوا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه فقد وكّل بحراستكم في صلاة الفجر في الحظر الحرس الذين يشهدوا صلاة الفجر من ملائكة الليل والنهار. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }
صدق الله العظيم [الإسراء:78]
وإنما ملائكة الرحمن أولياؤكم في الحياة الدُنيا وفي الآخرة ولذلك قالوا:
{ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
صدق الله العظيم [فصلت:31]
ولكن ذلك لمن توكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ويرسل إليه حرساً من عنده، وقال الله تعالى:
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿11﴾ }
صدق الله العظيم [الرعد]
ولربما يود أن يقاطعني آخر فيقول:
"إذاً لن يستطيع قتلنا الكُفارُ أثناء صلاة الفجر" .
ومن ثُمّ نردُ عليه بقول الله تعالى:
{ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }
صدق الله العظيم [الرعد:11]
فلن يستطيع أن يمنع عنك القدر الذي كتبه الله لك كافة من في السماوات والأرض وإلى الله تُرجع الأمور تصديقاً لقول الله تعالى. فمنكم من يُريدُ الآخرة ويُريدُ الشهادة فيقتل شهيداً وهو بين يدي ربه، ومنكم من يُريدُ البقاء من أجل الله ليزداد بحُبه وقُربه، ومنكم من يُريدُ الدُنيا ومن كان يُريدُ البقاء في الحياة الدُنيا محبةً للحياة الدُنيا فقد رضي بها وذلك مبلغهم من العلم أولئك قوماً لا يعقلون. ألا والله الذي لا إله غيره إنها لن تكون حياتكم لله حتى لا تريدوا البقاء في هذه الدُنيا ليس إلّا من اجل الله، وكذلك الذين يُريدون الممات من أجل الله فأولئك طلبوا الحياة الحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ }
صدق الله العظيم [آل عمران]
وأولئك سبب طلبهم للموت من أجل الله ليفوزوا بالجنة وحورها ونعيم فهما مُقيم عظيم وهم بذلك فرحين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿168﴾ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ }
صدق الله العظيم [آل عمران]
وأكرم منهم
قوم يحبهم ويحبونه فهم لا يحذرون من الموت في سبيل الله ويرجون من الله أن يُبقيهم في هذه الحياة حتى يتحقق الهدف الحق، فيشاركوا طيلة حياتهم في إعلاء كلمة الله حتى يتحقق الهدف الحق والهُدى فتكون كلمة الله هي العليا فتصبح الناس أمةً واحدةً على صراط مُستقيم برغم إن الحياة الدُنيا كالحبس عليهم وطويلة على قلوبهم من شدة اشتياقهم للقاء ربهم ولكنهم يعبدون رضوان الله كغاية وليس كوسيلة أولئك قومٌ يحبهم ويحبونه لن يستطيع الله أن يرضيهم بملكوته أجمعين حتى يتحقق النعيم الأعظم.
ولربما يود أن يقاطعني أحد عُلماء الأمة ويقول:
"اتقِ الله يا ناصر مُحمد اليماني فكيف تقول
(لن يستطيع الله أن يرضيهم بملكوته أجمعين)
أليس الله على كُل شيءً قدير؟!" .
ومن ثُمّ يردُ عليه المهدي المُنتظر وأقول:
إني لم أُحدد قدرة ربي سُبحانه فهو قادر أن يؤتيهم ملكوته ثُمّ يزيدهم بمثله ثُمّ يزيدهم بمثله إلى مالا نهاية، ولكن ذلك العرض لا ولن يزيدهم إلّا إصراراً وتثبيتاً على تحقيق النعيم الأعظم من ملكوت الله أجمعين، وهو أن يكون الذي يحبهم ويحبونه قد رضي في نفسه فلم يعُد مُتحسراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وليس ذلك منهم رحمةً بالناس بل لأن حبيبهم هو أرحم منهم بعباده ولذلك علموا بعظيم حُزنه وتحسره على عباده ورفضوا نعيم الجنة وحورها ويُريدوا من ربهم أن يرضى وليس فقط يرضى عليهم بل يريدون من ربهم أن يرضى في نفسه ولكنه لن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته أولئك قوم أحبوا الله بالحُب الأعظم من حُب نعيم الدُنيا والآخرة أولئك قوم
{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
أولئك الربانيين صفوة البشرية وخير البرية ليسُوا بأنبياء ولا شُهداء يتم حشرهم إلى الرحمن وفداً مُكرمون على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشُهداء وإنا لصادقون. فمن كان منهم فوالله الذي لا إله غيره ليعلم أن ناصر مُحمد اليماني هو حقاً المهدي المُنتظر لا شك ولا ريب ولن يستطيع فتنته عن الحق أحدٌ وذلك بسبب اقتناعه الشديد بأن حُب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه هو حقاً النعيم الأعظم من جنته، وبسبب اقتناعهم الشديد أن ربهم حقاً لن يستطيع أن يرضيهم بنعيم المُلك المادي فهو ليس إلا مُلك مادي مهما كان ومهما يكون، بل يريدون من ربهم تحقيق النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة وهو أن يكون من يحبهم ويحبونه قد رضي ولم يعود متحسر ولا حزين، فما أعظم حبهم لله وما أعظم حب الله لهم أولئك قوم
{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
حققوا الهدف الحق من خلقهم فهم لرضوان ربهم عابدين وليس كوسيلة بل كغاية، فأحبهم الله وجعلهم من أقرب المُقربين من عباده فما أكرمهم عند ربهم أولئك قومٌ لم يُبالغوا بغير الحق في تعظيم المهدي المُنتظر ولا مُحمد رسول الله صلى الله علينا أجمعين وعليهم من ربهم، ولم يقولوا وكيف نُنافس المهدي المُنتظر في حُب الله وقربه فهو أولى أن يكون أحب إلى الله وأقرب كونه خليفة الله المُكرم. كلا .. بل أمرهم الله أن يقتدوا بهُدى رسوله وخليفته الحق فيتبعوا فينافسوا عباده المُكرمين في حُب الله وقربه، ونُريد جميعاً تحقيق رضوان الله في نفسه فنحن نعبد رضوان الله كغاية وليس كوسيلة. وأما الذين عبدوا رضوان الله كوسيلة فلم يحرّم الله عليهم ذلك حتى إذا تحقق هدفهم (جنة النعيم والحور العين) فتجدوهم:
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ }
صدق الله العظيم [آل عمران]
وأما الربانيين العابدين لنعيم رضوان ربهم كغاية فلن يفرحوا بجنته ما لم يحقق لهم النعيم الأعظم منها وإن أمرهم بدخولها فسوف يقولوا:
فهل الهدف من خلقنا هو حتى تدخلنا جنتك؟! ثُمّ يردُ عليهم ربهم ويقول:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿57﴾ }
صدق الله العظيم [الذاريات]
أولئك من أكرم المتقين لن يتم حشرهم إلى الجنة لأنهم لن يرضوا بها، بل تم حشرهم إلى الرحمن وفداً مُكرمون يغبطهم الأنبياء والشهداء كما أفتاكم بذلك مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الحق، ولكن الذين لا يؤمنوا بالله إلّا وهم مُشركون به عبادَه المقربين يرون الحق باطل والباطل حق فويل لهم ثُمّ ويل لهم، فلم يقدّروا ربهم حق قدره بسبب التعظيم لأنبيائه ورُسله. وإنما التعظيم بالباطل هو أن تعظموا العبد فتجعلوه حداً في حُب الله وقربه فتعتقدون إنه لا ينبغي لأحدٍ أن ينافسه في حُب الله وقربه فذلك شركٌ بالله يا معشر المؤمنون المُشركون بسبب التعظيم لعباد الله المقربين. وقال الله تعالى:
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿106﴾ }
صدق الله العظيم [يوسف]
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿13﴾ }
صدق الله العظيم [لقمان]
فاتقوا الله الذي أدعوكم إلى عبادته بالتنافس في حُبه وقربه ونعيم رضوان نفسه:
{ فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿32﴾ }
صدق الله العظيم [يونس]
ويا أيها البنور إتقِ الله.. فكيف يكون كذاب من يدعوك إلى عبادة الله وحده فتنافسني في حُب ربي وقربه وتبتغي نعيم رضوان نفسه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ومن ثُمّ تُفتي في أمر ناصر مُحمد اليماني إنه كذابٌ أشر فهل الدعوة إلى الحق أصبحت افتراءاً وزوراً؟! فمن يُنجيك من عذاب يوم عقيم يا من تصد عن الصراط المُستقيم؟ وكذلك تُريد مُباهلة المهدي المُنتظر ولكني أقسمُ برب العالمين لئن باهلتك ليلعنك ربي كما لعن إبليس إلى يوم الدين. فاتقِ الله ولا تأخذك العزة بالإثم أخي الكريم فأنت جزء من هدفي فلن أفرط فيك وإن أصريت على المُباهلة فسوف أقوم بلعن نفسي إن كنت من الكاذبين وليس المهدي المُنتظر الحق من رب العالمين. وبما إني المهدي المُنتظر لا شك ولا ريب مؤمن باختياري لي من ربي كمثل إيماني إن الله ربي الله وحده لا شريك له ولذلك فلن أخشى لعنة الله وذلك إنما لعنة الله تُخشى مِمّن افترى على الله كذباً بغير الحق. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
الامام ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر