18- ربيع الثاني - 1443 هـ
23 - 11 - 2021 مـ
10:34 صباحًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=364304
__________
اقتربتْ آياتٌ تَتْرى وأحداثٌ كُبرى وفتوى للسّائلين ..
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، وحقّق اللهُ لكم نعيم رضوان نفسه النّعيم الأكبر من جنّته يوم لقائه، غير أنّكم تشعرون به مِن الآن رغم أنوف قوم يحبّهم الله ويحبّونه، وخلاصةُ السّر في عظيم حبّهم لربّهم وعظيم حبّ الله لهم.. فوالله لا يهنأ الرّجال الصّالحون من قومٍ يحبّهم اللهُ ويحبّونه بالحور العين وكلّ ملكوت الجنّة وهم قد علموا بحال نفس الله يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.
وكذلك لا ولن تهنأ إماؤه مِن النّساء من عبيد النعيم الأعظم؛ فلَن يرضيهنّ بالولدان الشّباب المُخَلَّدين كأمثال اللؤلؤ المَكنون ولا بالقصور المُلَبَّسة والمُطَرَّزة بما لا تعلمون تسُرّ النّاظرين، ولا بجميع ملكوت الجنّة العظيم مهما بَلَغ جمال ملكوت الجنّة ونعيم مقيم مهما كان ومهما يكون وهي قد علِمتْ بحال أحبّ شيءٍ إلى نفسها ( الله ربّ العالمين ) أنّ حال نفسه متحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم وأصبحوا مِن النّادمين المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، بل اتَّخذنَ عند الرّحمن عهدًا مِن الآن أن لا يرضَيْنَ حتى ترضى نفسُهُ سُبحانهُ، فبعد أن آتاها الله اليقين بمعرفة عظيم نعيم الغفور الودود فلم تعد المشكلة لديها أبيها وأمها وذريّتها وإخوتها لو كانوا من أصحاب الجحيم مُتحسّرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، فمن ثم تقول:
"يا إلهي إنّي أمتُك الوَدود وأنت الودود يا حبيب أمتك الوَدود الوَلُود، فوالله ثمّ والله ثمّ والله لم أُحِبّ شيئًا حُبّه كمثل حُبّك، بل الحُبّ الأعظم هو لك لا ينافسك أحدٌ في قلبي من عبادك لأنّي من المؤمنين الأشد حبًّا لله، فقلبي هو لك، يا حبيبي يا الله إنّي أشهد أنّ لا إله غيرك ولا معبود سواك، فرضوانك أعبد غايةً وليس وسيلةً للفوز بأحد الشّباب مِن الولدان المُخَلَّدين كأمثال اللؤلؤ المَكنون إذا رأيتهم من بعيدٍ حسبتهم لؤلؤًا مَّنثورًا مِن عظيم جمالهم، اللّهم إنّي أمتك الودود لا أريد أن أنظر لجمال زوجي الذي أعدَدْتّه لي في جنّات النّعيم ( كأمثال اللؤلؤ المكنون في جمالهم يُضيئُون )، اللّهم إنّي أمتُك الوَدود لن أرضى أن تزوّجني بأحد الولدان المُخَلَّدين الذي لو يهبط أحدهم إلى الأرض لتنظر إليه نساءُ البشر لذهبتْ أبصارهنّ ولشُغِفْنَ بحبّه كافّة نساء العالمين كون الولدان المُخَلَّدون جمالهم بنفس قدر جمال الحور العين، تصديقًا لقول الله تعالى: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴿١٧﴾ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ﴿١٨﴾ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ﴿١٩﴾ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴿٢١﴾ وَحُورٌ عِينٌ ﴿٢٢﴾ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿٢٣﴾ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤﴾ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴿٢٥﴾ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿٢٦﴾ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴿٢٧﴾ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴿٢٨﴾ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴿٢٩﴾ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴿٣٠﴾ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ ﴿٣١﴾ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴿٣٢﴾ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴿٣٣﴾ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴿٣٤﴾ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٣٨﴾ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ﴿٣٩﴾ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [ الواقعة ].
{ ۞ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾ } صدق الله العظيم [ الإنسان ].
فكيف يعِدّ الله للصالحين حورًا عينًا في جنّات النعيم كأمثال اللّؤلؤ المَكنون ولا يعِدُ للصّالحات أجرًا ومُلكًا عظيمًا والله يصف نفسه بالعدل بين عباده؟! ولكن يا إمامنا وحبيب قلوبنا في حبّ ربّنا لقد علّمتنا بالحال في نفس الله الأحبّ شيءٍ إلى أنفسنا مهما أعدّ الله لعبيد النعيم الأعظم من النّساء فنحن نعبد رضوان الرحمن أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا، فنحن الوَدودات أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا الله الوَدود ذو العرش المجيد فعّالٌ لما يريد؛ نعوذ بالذي يحول بيننا وبين قلوبنا أن نرضى بأزواجنا مِن الولدان المُخَلَّدين حتى يرضى حبيبنا الودود في نفسه، والسّر كلّ السّر هو عظيم حبّنا لله؛ فهو يعلم بالحبّ الأشد في قلوبنا هو لله الودود سبحانه.
فاسمع يا إمامنا.. فقد علمنا بالبيان الحقّ في قول الله تعالى: { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٢٦﴾ } صدق الله العظيم [ النور ] في بيان هذه الآية في بيانٍ سابقٍ مفصَّلٍ تفصيلًا، ولكنّه لا تكاد أنفسنا أن تَتَقبّل وصف جمال الولدان المُخلَّدين وجمال جنّات النّعيم مهما تكون، فاسمح لنا يا حبيب قلوبنا في حبّ الله أن نقول لك:
يا إمامنا إنّا وجدنا بحبوحة العيش السّعيد في حبّ الله الودود واتخذنا عنده عهدًا أن لا نرضى حتى يرضى؛ هو يعلم لَكَم نحن نعبد رضوان نفسه (قد أيه) بحبّ الودود؛ حُبًّا ليس له حدود؛ فبعزة جلال الغفور الوَدود لن نرضى حتى يرضى، ذلك عهدٌ اتّخذناه عند الله كما اتّخذه عبيد النّعيم الأعظم يوم لقائه، ونعم فتنَنَا اللهُ بتعدّد الزّوجات مَعنا في الزّوج الواحد فاكتشفنا أنّما ذلك فتنةٌ لنا فلنْ يُلهينا حبّ أزواجنا في الدّنيا عَن الغيرة في حبّ الوَدود اللهُ الرحمن الرحيم، فما أعظم قدر النّاجيات عند الله من هذه الفتنة، وتُنافِس زوجها وكافّة زوجاته في حبّ الله وقربه فهو الأشدّ حبًّا في قلوبنا ولن نرضى حتى يرضى، فرضوان نفسه نعبد وله نصلّي ونسجُد فلنا الحقّ في حبّ ذات اللهِ الوَدود كما للقدّيسة الصّديقة مريم ابنة عمران التي كرّمها الله على العالمين في عصرها ثم بعث الله المهديّ ناصر محمد اليماني فعلمنا بحال الله أرحم الراحمين فسَقَطَت في أنفسنا جنّات النّعيم كوننا علمنا أنّ رضوان الله على عباده لهو حقًّا النّعيم الأعظم من نعيم جنّات النّعيم مهما كانت ومهما تكون؛ حقيقة استيقنتها أنفسُنا فلن نرضى حتى يرضى أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا.
اللّهم أشغلنا بما خلقتنا من أجله ولا تشغلنا بما خلقته من أجلنا، فقلوبنا بين يديك تصرفها كيف تشاء، اللّهم إنّنا نرى في بيانات إمامنا أحداثًا كُبرى تترى لإظهار خليفتك وعبدك المهديّ ناصر محمد اليماني؛ اللّهم إنّا نُشْهِدك أنّنا لا ننتظر لتصديق إعجاز البيان الحقّ للقرآن بأخبار بيانه على لسان خليفتك فيَسَّرت لنا فهم الذِّكر القرآن العظيم، ولكن مهما يسّر لنا مِن فهم بيان القرآن العظيم فلا يزال يعِدُنا ببيانات العَجَب العُجاب ولكنّها لا ولن تكون أعظم ممّا عرفنا ( حقيقة نعيم رضوان نفس الغفور الودود في أنفسنا )، فلا تُزَعِّلنا يا إمامنا بذكر نعيم الجنّة وقصورها فإنّها حقيرةٌ في أنفسنا حتى يتحقّق رضوانُ حبيبنا الرحمن فمن ثم نرضى بنعيم جنّات النّعيم، ونرجو من الله أن يُلهينا بما خلقنا من أجله وأن لا يُلهينا بما خلقه من أجلنا؛ بل عن النّعيم الأعظم الذي خلقنا الله من أجله وخلق نعيم الجنّة من أجلنا تصديقًا لقول الله تعالى: بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾ } صدق الله العظيم [التكاثر].
وما خلقنا اللهُ من أجل نِعَم الدّنيا ولا نعيم جنّات النّعيم في الآخرة؛ بل خلق نِعَم الدنيا ونعيم جنّات النّعيم في الآخرة من أجلنا، ونقول: اللّهمّ الْهِنا بما خلقتنا من أجله ولا تُلهِنا بما خلقته من أجلنا، فمنّا الدّعاء والإنابة ومنك الاستجابة يا أرحم الراحمين، فاكتب عهدنا عندك وثبّتنا عليه يوم لقائك أن لا نرضى حتى ترضى، فقد أتانا اليقين بمعرفة عظيم نعيم رضوان نفسك على عبادك، ولن تزيدنا الآيات يقينًا الآتيات لإظهار خليفتك، ولن تزيدنا يقينًا كافّة أحداث أشراط السّاعة الكُبَر، ولن يزيدنا يقينًا كافة أحداث الحياة الآخرة كونه لا يوجد شيءٌ هو أعظم من حقيقة نعيم رضوان نفسك على عبادك سبحانك، فصدقت يا إله العالمين بفتواك في مُحكَم كتابك أنّنا سوف نجد رضوان نفسك على عبادك هو حقًّا النّعيم الأكبر من جنّتك فاستيقنت ذلك أنفسنا فوجدنا نعيم رضوان نفسك هو النعيم الأكبر من جنتك تصديقًا لمُحكَم فتواك في مُحكَم كتابك في قولك الحق: { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾ } صدق الله العظيم [التوبة].
ولن يُدرِك و يُبصِر ذلك في العالمين إلّا قومٌ يحبّهم اللهُ ويحبّونه مِن بين الأنصار المُكرمين في العالمين، إنّ فضل الله كان عليهم هو الفضل الأكبر في الكتاب؛ بل معرفة حقيقة النّعيم الأعظم هو الذي جعلنا مِن الموقنين بأنّك حقًّا اصطفيتَ خليفتك المهديّ ناصر محمد اليماني، يا لها من حقيقه لا يستطيع أن يعلم بها إلّا مَن آمن أنّ اللهَ حقًا أرحمُ الرّاحمين."
واقترب الوعدُ والتّمكين، ولسوف يعلم العالمين أنّ الله بالغُ أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون، واقترب لقاء الأحبّة ( الإمام المهدي ناصر محمد وصحبِه ) بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وإلى الله ترجع الأمور.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
خليفةُ الله وعبدُه؛ خليفةُ الله المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________________