26 - 02 - 1433 هـ
20 - 01 - 2012 مـ
05:50 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=32440
ــــــــــــــــــ
أَسفُ الله سبحانه وتعالى على عباده الذين ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
ويا معشر المسلمين أيها السائلين عن حال الرحمن المستوي على العرش العظيم، هل هو سعيدٌ أم حزين؟ وما هو الشيء الذي يُسعِد الله فنسعى سويّاً إلى تحقيق ما يسعد الله ويفرح نفسه ويذهب حزنه؟ فإن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني لتحقيق السعادة في نفس الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "نحن نعلم أنّ الله يغضب ويرضى، فأتنا بالبرهان المبين على أنّ الله يحزن ويأسف، ولماذا يحزن؟ وعلى ماذا يحزن؟"، ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: تعالوا أولاً لكي نعلم ما هو الأسف لغةً وشرعاً، وتجدون الجواب في محكم الكتاب أنَّ الأسف هو الحزن العميق في النفس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "ولكن ما هو الأسف الذي في نفس الله، وعلى من؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: بما أنّ الله هو أرحم الراحمين فحتماً ستجدونه يحزن ويأسف على عباده الذين ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة الرسل فدعا عليهم رسل الله، ومن ثم يستجيب الله دعاء رسله وفاءً لوعده، فينتقم من عدوهم وهو متأسّفٌ وحزينٌ في نفسه كونه يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لعباده الكفر. ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "أتنا بالبرهان المبين على تأسّف الله وحزنه على الكافرين"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحباب الله في العالمين فيقول: "إذا كان التأسّف والحزن في نفس الله على الذين انتقم الله منهم بسبب كفرهم بالحقّ من ربّهم، فهل الحسرة في نفس الله مستمرةٌ على كافة المكذّبين برسل ربّهم في الأمم؟". والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
ويا أحباب الرحمن الرحيم في العالمين قوم يحبّهم الله ويحبّونه، إنّما الحسرة في نفس الله سبحانه تحلّ في نفسه من بعد أن ينتقم الله منهم بالحقّ، حتى إذا جاءت الحسرة في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربّهم وكذّبوا رسله فيقول كلُّ واحدٍ من المعذّبين: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر]؛ ومن ثمّ تحلّ الحسرة في نفس الله على عباده المعذّبين، ومنهم كافة الذين كذّبوا برسل ربّهم من كافة الأمم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
إذاً يا أحباب ربّ العالمين فلتجعلوا هدفكم هَدْي العالمين أجمعين حتى يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فيرضى حبيبنا الرحمن المستوي على عرشه العظيم كون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].
إذاً يا أحباب الرحمن قوم يحبّهم الله ويحبّونه، اتّخذوا رضوان الله غاية سعيكم ومنتهى مرادكم في الدُّنيا والآخرة فلا ترضى أنفسكم حتى يرضى سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، فكونوا من الشّاكرين ولا تهِنوا في الدعوة والتّبليغ إلى الصِّراط المستقيم.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
____________