وقال الله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً(19)} صدق الله العظيم [الإنسان].
وتعالوا لننظر ما يقصد الله تعالى بوصفهم (بالوِلْدَان)، فتجدون أنّهم في بداية شبابهم فنعلم أنّهم شبابٌ حين بلغوا سنّ الرشد والقوة للقتال، فمن ثم نستنبط المقصود بالولدان أنّهم الشباب الأقوياء الذين خرجوا فارّين بدينهم ويقاتلون من يمنع هجرتهم في سبيل الله ليعبدوا الله وحده لا شريك له، ونستنبط الولدان الشباب من خلال قول الله تعالى: {وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:75]. بمعنى أنّهم من الرجال الشباب المقاتلين، كون الرجال ينقسموا إلى ثلاثٍ وهم:
رجالٌ ذوو القوة وهو في زمن شبابهم، ورجال الضّعف من بعد القوة، ورجال شيبات قد وهن العظم منهم. وقال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:75].
ولا أريد أن أخرج عن الموضوع وما نريد قوله بأنّ الله أعطى حرية العبادة بالنسبة لما بين العبيد في ملكوت الحياة الدنيا، فلا إكراه في الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، كون الله لا يقبل عبادة من يعبده بالإكراه ما لم يعبد الله وحده لا شريك له خشيةً من الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].
ولهذا السبب تكمن حرية عقيدة العبوديّة فيما بين العبيد كون ناموس دعوة المرسلين في كافة الكتب أنّه لم يبعثهم الله ليُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين، حاشا لله! كونه لا إكراه في دين كافة المرسلين من ربّ العالمين؛ بل على الرسل البلاغ للناس على بصيرةٍ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَل عَلَى الرُّسُلِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ} [ النحل:35]، وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ} [العنكبوت:18].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا﴿٣٩﴾} [الأحزاب].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ} [المائدة:92].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد:40].
صـــــدق الله العظيم.
فمن ثمّ نخرج من بعد التدبّر بنتيجةٍ نهائيّةٍ وقطعيّةٍ أنّه لا إكراه في عبوديّة الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].
وكذلك الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ يدعو كافة البشر إلى عبادة الله الواحد القهار على بصيرةٍ من ربي البيان الحقّ للذِّكر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فمن شاء أن يعبد الله الواحد القهار فجزاؤه الجنّة، ومن أراد أن يعبد البقر أو غيرها فجزاؤه النار وبئس القرار، وهذا منطق كافة الأنبياء والمهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ ملتزمين بقول الله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)} صدق الله العظيم [الزمر].
ويا معشر علماء المسلمين، إنّ كلّ هذه الأحكام تفتي بالنفي المطلق بقتل المرتدّ عن دينه أو الذين رفضوا الدخول في دين الله فلهم دينهم وليَ دين، فلا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون].
ولكن ما نسمعه من فتاوى علماء المسلمين بقتل المسلم المرتدّ عن دين الإسلام فيقومون بقتله، فتالله إنّهم عند الله وكأنّهم قتلوا الناس جميعاً! كون العبوديّة شيء خاصٌ بين الربّ وعبده فلا دخل للبشر إلا النصح والبلاغ المبين في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
ويا سبحان الله كيف تذبح داعش المسلمين ويقولون أنّ الله أمرهم بذلك! وحاشا لله ربّ العالمين ما أمرهم بذلك إلا الشيطان الرجيم عن طريق وضع الأحاديث والروايات الموضوعة التي تخالف كافة أحكام الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وحتماً سوف يسلّط الله على الظالمين أظلم منهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:129].
وأما الأحزاب المتناحرون على السلطة في اليمن وغيرها فسبقت فتوانا بالحقّ لهم من قبل الحدث بعددٍ من السنين بأنّ الله سوف يصيبهم بعذابٍ من الله من الدرجة الثالثة فيذيق بعضهم بأس بعضٍ بسبب إعراضهم عن داعي الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:65].
وربّما يودّ الزعيم علي عبد الله صالح أن يقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ، إنّي أطالبك بتفصيل النصيحة التي وجّهتها لشخص الزعيم علي عبد الله صالح ونذكرك بما جاء في أول بيانك بما يلي:
[[ ونصيحتي إلى الزعيم علي عبد الله صالح وإلى كلّ قائدٍ شعبيٍّ أو حزبيٍّ هو أن يتحرّى الصدق في سياسته مهما كان الصدق مُرّاً في نظره بسبب أخطائه، فوالله لا يزيده الصدق إلا احتراماً وتقديراً وعفواً من الآخرين ولن يحتقره أحد على الإطلاق لا من قادة الأحزاب ولا من الشعوب، وأمّا حين ينطق بشيءٍ لشعبه وهم يعلمون أجمعون علم اليقين أنّ منطقه في ذلك الشيء غير صحيحٍ فهنا يَحدُث في النفس احتقاراً للرجل بسبب تلك الكذبة المكشوفة للجميع ]].
وربّما يودّ علي عبد الله صالح أن يقول: "وما هي الكذبة التي احتقرتني فيها يا ناصر محمد اليمانيّ؟". فمن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: هو إنكارك أنّه لا علاقة لك بدخول الحوثيين صنعاء، وأنت من أخرج الإصلاح من صنعاء بستارٍ حوثيٍّ ووراء الستار علي عبد الله صالح وجيشه بالحرس الجمهوري، ويا علي عبد الله صالح لو تحرّيت الصدق وقلت: "يا أيها الشعب إنّ علي عبد الله صالح بعد أن اعتزل السلطة شيئاً فشيئاً بالتدريج خشية انتقام الإصلاح من علي عبد الله صالح حتى يطمئن قلبي فاتركها كلياً؛ ولكنّي تفاجأت من حزب الإصلاح أنهم يريدون أن يعفشوا بي وآل بيتي من صنعاء إلى خارج اليمن، ومنهم من يريد محاكمتي وآخرون ينادون بلقبي (عفاش عفاش)، ظناً منهم أنّ كلمة عفاش مَسَبّة فلم يتركوا لي حالي عفاش عفاش حتى عفشت بهم من صنعاء من وراء ستار بينهم وبين الإصلاح عداوة". فمن ثم تعترف بعد ذلك أنّ الحوثيين ( أنصار الله) من بعد نهب مخازن الدولة استَقْووا وتمردّوا عليك فغزوا المحافظات بادئ الأمر، وأنّه ما أصبح باليد حيلةٌ فتتّخذ موقفاً حيادياً من بعد قول الحقيقية لكنتَ حافظت على ماء وجهك، فمن ثم تسعى لإخراج الحوثيين من صنعاء بالحوار والإقناع بعدم إدخال البلاد في حرب أهليّة لا يُحمد عقباها.
وكذلك سبقت نصيحتنا للسيد عبد الملك الحوثيّ أن ينسحب من بعد تنزيل الجرعة إلى صعدة ويشترط انتخاباتٍ مبكرةٍ لكان نجح بامتيازٍ في الانتخابات. وأعلم أنّه لن يسمع لنصيحتي فمن ثمّ يندم ويتمنى لو أنّه أخذ بها، فمن ثمّ علمت علم اليقين أنّه صاحب الرواية الحقّ (ثورة كاسر عينه) وُصفت بالفشل من قبل مئات السنين. وربّما يودّ عبد الملك الحوثي أن يقول: "وما تقصد بثورة كاسر عينه، فهل تراني أعور أم أحول يا ناصر محمد؟". فمن ثم يردّ الإمام المهديّ على السائلين عن سبب تسمية عبد الملك الحوثي بكاسر عينه في روايات آل البيت: وذلك كون عبد الملك يُوهِم النّاس في خطاباته المرئيّة على شاشات التلفاز أنّها خطاباتٌ ينطق بها بطريقةٍ ارتجاليّةٍ مباشرةٍ بينما خطابات عبد الملك الحوثي ليست ارتجاليّةً بل خطابات مقروءة يقرأها من شاشةٍ أمام وجهه، فهو كاسر بصر أعينه إلى أعلى كاميرا التصوير بقليلٍ ليتلو الخطاب المكتوب فيُوهِم الذين لا يعلمون من عامّة الناس أنّ خطاباته ارتجاليّة، ولكن مثله كمثل من يتلو الأخبار في قناة الجزيرة أو العربيّة فترون المذيع كأنّه ناظرٌ إليكم من الشاشة ويتلو الأخبار بشكل ارتجاليٍّ من غير ورقةٍ يتلوها أمامكم؛ بل يتلو الأخبار من شاشة وراء عدسة الكاميرا برغم وكأنّ المذيع ناظرٌ إلى المشاهدين.. فكذلك السيد عبد الملك الحوثي يسمّى في الروايات كذلك كاسر عينه كونه يكسر البصر أثناء النظر إلى الكاميرا فينظر إلى شاشةٍ مكتوبٌ عليها بيانه توجد خلف الكاميرا مباشرةً، والكثير يعلم ذلك.
وعلى كلّ حالٍ تسمّى ثورة الحوثيّة (ثورة كاسر عينه)، وقد وُصِفت بالفشل حسب روايات آل البيت، وكذلك أفتاك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ أنّ ثورتك سوف تبوء بالفشل، ولم أخفِ عنك الأسباب معذرةً إلى ربي وفصّلتها لك في بياناتي العامة تفصيلاً من غير خداعٍ ولا مكرٍ، وليس المهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ من يتجنّب النصح للأحزاب تمهيداً لاستلامه السلطة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكَم نصحت لكُم ولكن لا تحبّون الناصحين.
وكذلك نصحت صاحب السمو الملكيّ سلمان بن عبد العزيز أن يستجيب إلى دعوة ناصر محمد اليمانيّ إلى نفيِّ التعدديّة الحزبيّة المذهبيّة في دين الله لنفيِّ كافة أحزاب السُّنة والشيعة فلا هذا سنّي ولا هذا شيعي، ودعوت الجميع لنحكم بينهم في كافة ما كانوا فيه يختلفون فنستنبطه لهم من الآيات البيّنات المحكمات من آيات أمّ الكتاب حتى تذهب الأحزاب المذهبيّة والسياسيّة التي سببت الدمار والفساد في الأرض وسفك دماء المسلمين، ولكن للأسف كذلك الملك سلمان تجاهل دعوتنا كغيره من الأحزاب في المسلمين! ألا والله من يحتقر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ من كافة الأحزاب فإنّه قد احتقر حكْم الله في محكم كتابه، فأين علماؤكم الذين يفتونكم من عند أنفسهم لكي يُرضوا أهواءكم؟ أين هم؟ لا يتنازلون لحوار ناصر محمد اليمانيّ بالاسم والصورة في طاولة الحوار العالميّة الحرّة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ منتديات البشرى الإسلاميّة!.
ولطالما نفتي بالحقّ بكل ثقةٍ واعتزازٍ أنّ كافة علماء المسلمين على مختلف أحزابهم وطوائفهم لا يستطيعون أن يُقيموا على ناصر محمد اليمانيّ الحجّة ولو في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم؛ واحدةً فقط! برغم أنّ منهم من يتعنتر ويزأر ويقول: "بل سوف أقيم مئات الحجج من محكم الذِّكر على المدعو ناصر محمد اليمانيّ". ولكنه أوّل ما يتدبّر البيان يُرجع السيف في غمده كونه شاهدَ حجّة ناصر محمد اليمانيّ هي الأقوى وأنّه ذو سيفٍ بتارٍ لدرجة أنّ سيوفهم التي كانوا يعتمدون عليها أصبحت من شجرٍ نبات الخرق.
وها نحن في نهاية السنة الحادية عشر ولا يزال فارس قسورة يصول ويجول فوق مركب جواده في ساحة ميدان الحوار العالميّ وأقول: هل من مبارزٍ بالعلم والسلطان من محكم القرآن العظيم؟ فها هنا الميدان حتى يتبيّن لكم هل ناصر محمد اليماني مجرد رجلٍ مغرورٍ أم إنّه المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله العلم والعلم نور وشفاء لما في الصدور؟.
ويا علي عبد الله صالح اليماني، فكما نصحتك بالحقّ في أول هذا البيان هو أن تتحرّى الصدق حتى تُكتب عند الله صدّيقاً وتتجنّب الكذب حتى لا تكتب عند الله كذّاباً، ولا تتّبع الذين جعلوا للكذب اسماً جديداً (السياسة)؛ بل سياسة الكذب صفةٌ قذرةٌ مهينةٌ لصاحبها وتجعل الآخرين يحتقرونه؛ بل فاعترف بالصدق وبأخطائك لشعبك، فلا تأخذك العزّة بالإثم بالاستمرار بالخطأ والمغالطة المكشوفة كونها تضرّ في شعبيّتك؛ بل والله أنّه حتى الحوثيين ليحتقروك بسبب الكذب والإنكار وهم يعلمون؛ بل يراكم الناس جميعاً وقلوبكم شتّى بسبب أحقاد ستة حروبٍ بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح! والله يهديهم إلى سواء السبيل.
وأما الملك سلمان بن عبد العزيز فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أطالبه وحلفه بكفِّ الحرب المدمّرة على الشعب اليماني ومدّخراته وبنيته التحتيّة وبناياته، وإيقاف سفك دماء الأبرياء. ويجلب سلمانُ علي عبد الله صالح والحوثيين للحوار بين الطرفين من غير كذبٍ ولا تلاعبٍ من الطرفين فلعلهم علموا أنّ الحروب القادمة حروباً انتحاريّة خاسرة. وأما إن كان الملك سلمان يريد القضاء التام على علي عبد الله صالح وجيشه ومليشيات أنصار الله برغم انصياعهم للحوار بجدٍّ وصدقٍ الآن فعليك أن تقبل يا سلمان ذلك فإن جنحوا للسلم فاجنح لها حتى لا تتورط في حربٍ بعيدة المدى وسنين عدداً، فلا يغرّك الذين يقولون لكم من القبائل إن الخط الأسود مفتوحٌ لقوات التحالف كما فتحناه للحوثيين وصالح من قبل للنزول إلى مأرب؛ بل سوف ينصبون الكمائن في كلّ معصر على طريق صنعاء المحصّنة بجبالها، وقد لا تدخلونها إلا بعشرات آلاف القتلى، كون صنعاء محصّنة بالجبال وليست مفتوحةً كمثل صحراء مأرب سبأ والقتل حتماً يحدث في المهاجمين أكثر كون جيوش صنعاء في موقع دفاعيٍّ، فهل يرضيكم سفك دماء اليمانيين فيما بينهم يا سلمان؟ أوقف الحرب لعدم المزيد من سفك الدماء، وأجب طلب صالح والحوثيين للحوار، وإن أبيتَ فسوف تفتقد من حلفك شيئاً فشيئاً بسبب طول الحرب، أو ينهار اقتصاد المملكة بسبب نفقات الحرب لدول التحالف العربيّ والأجنبي للحرب على اليمن.. وأوشكت الشعوب أن تتعاطف مع الشعب اليماني وأوشكت الشعوب العربيّة أن تتعقد من سلمان وحلفه.
ويا علي عبد الله صالح، لا تتكلّم عن السعوديّين بالشتم بالعموم، فلا يليق بك أن تحقّر شجاعتهم؛ بل هم رجال الحرب وفرسان الحجاز
والرجل الكريم هو الذي يثني على خصمه بالحقّ ويذكره بأخطائه بالنقد البنّاء، كمثل انتقادك البنّاء للإمارات العربيّة المتحدة.
وعلى كل حالٍ، هذا بيان موسوعةٍ من النصائح والفتاوى والأحكام والانتقاد البنّاء والدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لإيقاف سفك دماء المسلمين، ولا يزال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني متّخذاً موقفَ حيادٍ تجاه كافة الأحزاب فلست منهم في شيء ملتزماً بما جاء في قول الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (١٥٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩)} صدق الله العظيم [الأنعام].
فبلّغوا بياني هذا يا معشر الأنصار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ما استطعتم إلى الزعيم علي عبد الله صالح وإلى السيد عبد الملك الحوثي وإلى صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز آل سعود وإلى وسائل الأحزاب والشعوب الإخباريّة معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون..
أخوكم؛ الإمام المهديّ العربيّ ناصر محمد اليماني.
__________