الموضوع: يا أيها المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلى الله عليك وسلم صدقناك واتبعنا دعوتك بالحق وإنا نشهدك أننا سوف ننافسك في حب الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك،

النتائج 1 إلى 10 من 40
  1. افتراضي يا أيها المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلى الله عليك وسلم صدقناك واتبعنا دعوتك بالحق وإنا نشهدك أننا سوف ننافسك في حب الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك،

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظيم نعيم رضوان نفسه
    اقتباس من البيان بعنوان
    الإمام المهدي يناشد علماء المسلمين أن يتّبعوا الحقَّ من محكم القرآن العظيم ..
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 03 - 1432 هـ
    17 - 02 - 2011 مـ
    05:20 صباحاً


    اقتباس المشاركة :
    (( أفلا ترون أنصار الإمام المهديّ الحقّ من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يقولون:
    [[ يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، صدَّقناك واتَّبعنا دعوتك بالحقّ، وإنا نُشهِدك أنّنا سوف نُنافسك في حبِّ الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك، ونحن عبيد الله وليس الله لك وحدك بل مثلنا مثلك، ولا نرجو رحمتك وشفاعتك يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ بل نحن مستغنون برحمة الله أرحم بنا من إمامنا المهديّ المنتظَر الذي صدَّقناه واتّبعناه، ولكننا نشهد أنّه أدنى رحمة من الله أرحم الراحمين، فكيف نلتمس الرحمة من ناصر محمد اليماني أو من جدِّه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من أيٍّ من أنبياء الله ونذر الله أرحم الراحمين؟ بل نرجو رحمة الله أرحم الراحمين، فإذا لم يرحمنا الله من بعد موتنا ويوم القيامة فمن ذا الذي هو أرحم بنا من بعد الله؟ فلن نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيراً.]]

    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر قلباً وقالباً صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر ليخرجهم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    أولئك يصلّي عليهم المهديّ المنتظَر وأسلمُ تسليماً، اللهم اغفر لهم وارضَ عنهم وأحبهم وقربهم واجعلهم صفوة البشرية وخير البرية أحباب ربّ العالمين فهم عبيدك من مناطق شتى في العالمين اجتمعوا على حُب الله ويطمعون في تحقيق السعادة في نفس ربهم ليجعلوه فرحاً مسروراً بهدى عباده كون الله يفرح بتوبة عباده فرحاً شديداً.ولذلك تجدون (أحباب الله) من أتباع الإمام المهديّ قلباً وقالباً يحرصون على هدى الأمّة جميعاً ولا يعجلوا عليهم ويقولون:
    [[ اللهم اغفر لإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون ]]

    ويقولـــــون:
    [[ يا إله العالمين كيف يكون أحبابك سعداء في جنتك وحبيبهم الأعظم ليس فرحاً مسروراً بسبب ظلم عباده لأنفسهم؟ هيهات هيهات فما لهذا خلقتنا فلن نستغل شكرك لعبادك أن تقبلت منهم أن يبيعوا لك أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة ولكننا نحبك أعظم من حبنا لجنتك، ونقسم لك بنعيم رضوانك الأعظم لا نرضى حتى يكون حبيبنا الأعظم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا غضباناً، فما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فكيف يكون الحبيب سعيداً وحبيبه ليس بسعيد مثله؟ هيهات هيهات.. فما هذا قدر الربّ حقّ قدره! بل حقّ قدرك يا الله أن نتّبع نعيم رضوانك (النّعيم الأعظم) فنتخذه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة كون رضوان الله أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وما دام رضوانُ نفس الله نعيماً أكبرَ من نعيم الجنة فسوف نتّخذ رضوان الله في نفسه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة، فكيف نتّخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر مُستغلين صفة الشكر في نفس الله في قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [الشورى:23]. ]]

    وقال أصحاب الجنة: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].

    ولكن أحباب ربّ العالمين لن يذهب من أنفسهم الحُزنُ حتى يذهب الحُزن من نفس ربهم، كون الإمام المهديّ المنتظَر أفتاهم في محكم الذكر أنّ الله أرحم الراحمين ليس بسعيدٍ في نفسه بل حزينٌ ومتحسرٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربهم، فأهلكهم بذنوبهم فأدخلهم النار. ومن ثم تفكّر أحباب ربّ العالمين في فتوى الإمام المهديّ عن تحسر أرحم الراحمين على عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وأدخلهم ناره، فإذا هي الفتوى الحقّ عن حُزن الله في نفسه لا شكّ ولا ريب برغم أنه لم يظلمهم الله شيئاً بل كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله بذنوبهم حتى إذا أذهب غيظه من نفسه ببأسه الشديد، ومن ثم يتحسر عليهم بسبب صفته في نفسه أنه أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فأما أصحاب الجنة فأذهب الله حُزنهم بنعيم الجنة وقالوا: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].

    وأما عبيد النّعيم الأعظم فلا أعلم أنّ الله سوف يذهب حزنهم بنعيم جنته حتى يذهب الحُزن من نفس ربهم فيدخل عباده في رحمته فيقول الضالون: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}، ومن ثم ردوا عليهم أحباب ربّ العالمين: {قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    أولئك هم أحباب ربّ العالمين من الصالحين، فهم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    و نعم إنهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فأمّا أنّهم ليسوا بأنبياء كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأما أنهم ليسوا بشهداء وذلك كونهم لا يحرصون على الشهادة في سبيل الله فيتمنون أن يقتلهم الكفار في سبيل الله أو يقتلوا الكفار إلا أن يُجبروا على ذلك؛ بل يتمنّون أن يجعلهم الله سبباً في هدي الأمّة إلى الصراط المستقيم كونهم يعلمون أنّ تحقيق السعادة في نفس الربّ ليس بأنّ يقتلوا الكفار ويقتلهم الكفار كونهم يعلمون أنّ الأحبّ إلى الله أن يجعلهم سبباً في هدى الأمّة، ولذلك تمنوا تحقيق ما يحبه الله ويرضاه لعباده أن يهتدي عباده إلى الصراط المستقيم، ولذلك تجدونهم كمثل محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حريصين على هدى العالمين؛ أولئك أحباب ربّ العالمين بل جهادهم هو الدعوة في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائمٍ، ونافسوا الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربّه، ولم يذروا التنافس إلى الله للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فأحبّهم الله وقربهم حتى يغبطهم الأنبياء والشهداء في قربهم من ربهم. تصديقاً للحديث النّبويّ الحقّ:
    عن أبى مالك الأشعري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة:101].. قال: فنحن نسأله إذ قال: [إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة].. قال: وفى ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه وارتمى بين يديه ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم البشر، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: [هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون]. رواه أحمد (5/341، 343) والبغوي فى شرح السنة (13/51) وقال محققه: وشهر بن حوشب مختلف فيه وله شاهد بنحوه من حديث ابن عمر أخرجه الحاكم فى المستدرك (4/170 ، 171) وصححه وأقره الذهبي وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن حبان فى صحيحه (2508) وإسناده صحيح.

    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني صفوة البشرية وخير البرية برغم أنّهم من المذنبين ولكن من أحباب ربّ العالمين التوابين المتطهرين أحبّهم الله وقربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].

    وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________________ ))
    الرابط: https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=36889
    انتهى الاقتباس


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 36878 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 43 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 03 - 1432 هـ
    17 - 02 - 2011 مـ
    05:20 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الإمام المهدي يناشد علماء المسلمين أن يتّبعوا الحقَّ من محكم القرآن العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    أخي الكريم فضيلة الشيخ محمد عبد القادر إدريس، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا ابن عبد القادر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خدعك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في الابتهال إلى الله الواحد القهار، وها أنا أُكرِّر لك المباهلة فأجعلها حصريّاً على نفسي إن كنتُ من الكاذبين ولم يصطفِني الله الإمام المهديّ المنتظَر بالحقّ.

    وإليك ابتهالي على نفسي لك ولجميع المسلمين، وأقول:

    [[ اللهم إني عبدك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أدعوك مُبتهلاً إليك بجميع أسمائك الحسنى وصفاتك العُلى إن كنتَ تعلم أن عبدك ناصر محمد اليماني من الكاذبين ولم تصطفِني المهديّ المنتظَر فإن عليَّ لعنة الله وملائكته والناس أجمعين عداد ثواني الدهر والشهر منذ أن خلقت السماوات والأرض إلى اليوم الآخر، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإن كنت تعلم يا إله العالمين أنّك اصطفيتني الإمام المهديّ المنتظَر للناس إماماً كريماً لنهديهم إلى الصراط المستقيم وعلّمتني البيان الحقّ للقرآن العظيم وزدتني بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم على علماء المسلمين وأمّتهم فإنك على كل شيء شهيد، اللهم فإن أعرض المسلمون عن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحقّ من ربهم فأقول كما قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36].

    اللهم إليك أبتهل بجميع أسمائك الحُسنى وصفاتك العلى أن تغفر لهم وترحمهم وتريهم الباطل باطلاً وترزقهم اجتنابه وتريهم الحقّ حقاً وترزقهم اتبِّاعه، وتوزِعَهم أن يشكروا نعمتك ومَنَّك وكرمك عليهم ببعث الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخرجهم من الظلمات إلى النور فيهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فإنهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربهم يا من كتبت على نفسك الرحمة فاغفر لهم وارحمهم ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم إنَّ عبدَك يشهد إنَّ من أحبّ النفقات إلى نفسك هي نفقة العفو، تصديقاً لقولك الحقّ في محكم كتابك:
    {ويَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]، اللهم إنّي أشهدك وكفى بالله شهيداً أنّي أنفقت العفو عن عبادك المسلمين قُربةً إليك طمعاً في المزيد من حبك وقربك، فاعفُ عمّن ظلمني منهم وشتمني بغير الحقّ ظلماً وعدواناً، اللهم فاغفر لهم فإنّهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم فاغفر للذين يؤذونني من المسلمين فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت خير الغافرين، اللهم رجوتُك بحق عظيم عفوك وحُلمك أن تردَّ دعوة ناصر محمد اليماني على أحدٍ من المسلمين في ساعة غضب، اللهم لا تُجِب دعاء عبدك عليهم إلى يوم القيامة ولكنّي أتوسل إليك ربّي برحمتك التي كتبتَ على نفسك أن تجيب دعائي لهم بالهدى والعفو والغفران والرحمة وأن تجعلهم من الشاكرين وقليل من عبادك الشكور، يا من إليه تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليك النشور إنّك أنت الغفور الشكور نعم المولى ونعم النصير، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين. ]]

    ويا أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم أفتوني: هل تعبدون الله وحده لا شريك له أم تعبدون المهديّ المنتظَر؟ كوني أرى الشيطان يصدّكم عن اتباع الحقّ من ربّكم خشية أن لا يكون الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، أفلا تعلمون أنَّ الله لن يحاسبكم على ما يدّعيه ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر فإن يكُ كاذباً فعليه كذبه بادعاء شخصيّة المهديّ المنتظَر، فلن يحاسبكم الله على ذات ناصر محمد اليماني كونه ليست الحجّة عليكم في ذات ناصر محمد اليماني شيئاً سواء يكون المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين، فإذا لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فقولوا كما قال مؤمن آل فرعون:
    {إِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}، وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين. أفلا تتّبعون موعظة مؤمن آل فرعون الذي قال لآل فرعون وهو يعظهم: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [غافر:28].

    إذاً يا قوم إنما طائفٌ من الشيطان يوسوس لكم بغير الحقّ أن لا تتّبعوا الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر، كلا وربي فاتقوا الله واستعيذوا من طائف الشيطان تبصروا الحقّ من ربّكم؛ بل ذلك يحاسب به الإمام ناصر محمد اليماني وحده لو لم يكن المهديّ المنتظَر وأما أنتم فسوف يحاسبكم الله لو أنّ ناصر محمد اليماني يحاجُّكم بالبينات من ربّكم في محكم الكتاب ثم تعرضون عن آيات الكتاب البينات، فتلك هي حجّة الله عليكم وسوف يحاسبكم الله على عدم اتّباع آيات الكتاب البيّنات كونها هي الحجّة عليكم بالحقّ لئن أبيتُم أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات في محكم القرآن العظيم، فهنا أُقيمت عليكم الحجّة ثم يعذبكم الله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً فانظروا لحجّة الله عليكم الذي يحاجّ بها من أعرض عن ذكر ربه. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وآيات الكتاب هي حجّة الله بالحقّ على عباده كون أنبيائه إنّما كانوا يدعونهم إلى اتّباع آيات الله في محكم كتابه كون تلك هي حجّة الله على عباده من الجنّ والإنس، فإذا لم يتبعوا آيات الكتاب فقد كفروا بالحقّ من ربِّهم وتلك هي حجّة الله عليهم. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا قوم، لماذا لا تجادلون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بآيات الكتاب حتى يتبيَّن لكم أصدقتُ أم كنتُ من الكاذبين؟ فإذا أقمت عليكم الحجّة بالحقّ لما أعظكم به من محكم الكتاب، فقد أقمتُ عليكم الحجّة بالحقّ، وشرطٌ علينا غير مكذوب أن نستنبط لكم سلطان العلم من محكم القرآن العظيم من آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم إن كنتم تعقلون.. وإن غلبتُم الإمام المهديّ بحجّة سلطان العلم من محكم القرآن ولو في مسألةٍ واحدةٍ فهو ليس الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم. ولم تجدوني أحاجّكم بالرؤيا في المنام بل تلك فتوى تخصُّني ولم يجعل الله الرؤيا الحجّة عليكم حتى ولو أراني الله محمداً رسول الله مليون مرة لما حاسبكم الله على عدم تصديق الرؤيا؛ بل حجّة الله لكم أو عليكم هو سلطان العلم من ربّ العالمين في محكم القرآن العظيم، فما خطبكم يا قوم لا تكادون تفقهون قولاً؟ فهل نخاطبكم بلسانٍ أعجميٍّ أم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ؟ أفلا تتقون؟

    ويا قوم، أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة، فمن يجركم من عذاب الله يا معشر المعرضين عن الاحتكام إلى الله واتّباع الحقّ من ربّكم في محكم كتابه؟ عجبت من أمركم في عقيدتكم في بعث الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم! فهل تنتظرونه يأتيكم بكتابٍ جديدٍ غير كتاب الله القرآن العظيم؟ قل انتظروا إني معكم من المنتظرين. فلا أعلمُ بكتاب يتنزّل للعالمين من بعد القرآن العظيم، ولا أعلم برسولٍ يبتعثه الله للناس بكتابٍ جديدٍ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفلا تتقون؟ فما الذي تريدونه من الإمام المهديّ أن يجادلكم به من بعد كلام الله في محكم كتابه؟

    وكذلك عجبي من الذين يقولون: "إذا كان ناصر محمد اليماني يفسِّر القرآن العظيم بالحقّ فهذا لا يعني أنّه المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: وهل تظنون تفسير ناصر محمد اليماني جاء مطابقاً لكافة تفاسيركم الظنيّة للقرآن العظيم؟ بل أصدِّقُ بالحقّ منها وأنكر كثيراً مما تقولون على الله ما لا تعلمون بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً بحجّة الاجتهاد، وأضللتم العباد عن الصراط المستقيم يا من تقولون على الله ما لا تعلمون فتحمّلتم وزركم وأوزار الذين تضلّونَهم بغير العلم الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النحل].

    فاتقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربّكم حتى لا تُضلّوا أنفسكم وتُضلّوا أمّتكم، فإن اتّقيتُم ولم تقولوا على الله ما لا تعلمون يجعل لكم فرقاناً؛ نوراً في قلوبكم حتى تفرِّقوا به بين الحقّ والباطل، فيتبيّن لكم أنّ الفرق لعظيم بين المهديّين المفترين شخصيّة المهديّ المنتظَر وبين المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني، كون سلطان العلم الذي يحاجكم به المهديّون هو من عند أنفسهم فيفسرون كلام الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فلا تتقبّله عقولَكم ولا تطمئِن إليه قلوبُكم كونه ليس الحقّ من ربّكم جميع ما تعارض مع العلم والمنطق إنْ كنتم تعقلون! وسرعان ما تقيمون على المهديّين المفترين الحجّة في كثير من المسائل، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم يتحدّاكم الله به أن تقيموا عليه الحجّة من القرآن العظيم؛ بل سوف تجدونه هو أعلمكم بكتاب الله القرآن العظيم ليجعله الله شاهداً بالحقّ على حقيقة هذا القرآن العظيم الذي جاءكم به محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للناس أجمعين، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الرعد].

    ألا وإنّ الذي عنده علم الكتاب جميعاً الذي تنزّل على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الإمام المهدي؛
    (ن) في القرآن العظيم الذي جعله الله شاهداً بالحقّ على ما تنَّزل على محمدٍ رسول الله في القرآن العظيم أنّه الحقّ من ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، ولذلك أقسم الله برمز الاسم للإمام المهديّ أنّ رسول هذا القرآن ليس بمجنون صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [القلم]، ذلكم هو الشاهد بالحقّ من بعد الله على حقيقة هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    إذاً يا قوم فقد صار أمر المهديّ المنتظَر سهل التعريف فتقولون:
    فبما أنّك تقول أنّ الله آتاك علم الكتاب فسوف نستجيب لأمر الله في محكم كتابه
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله} صدق الله العظيم [الشورى:10]، فإن كنتَ من أُولي الأمر الذي أمرنا بطاعتِهم من بعد الله ورسوله فلكل دعوى برهان، فعليك أن تستنبط لنا حكم الله بالحقّ بيننا فيما اختلف فيه علماء المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [النساء]، فإذا كنتَ من أولي الأمر الذين أمرنا الله بطاعتِهم من بعد الله ورسوله فحتماً سوف تعلم الحكم الحقّ بيننا فتأتي بالحكم الحقّ تستنبطه من محكم كتاب الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [النساء:83]. شرطٌ لنا عليك أن يكون حكم الله جليّاً واضحاً تأتي به من محكم كتابه فإذا تبيّن لنا أنه الحقّ لا شكّ ولا ريب فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ فإذا لم نتّبع حكم الله بيننا فماذا بعد الله إلا الضلال البعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يونس]. كون أصدق الكتب هو كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف على مرّ العصور نسخةً واحدةً موحدةً في العالمين لم تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ فذلك بيننا وبين من ادَّعى المهدية بغير الحقّ، وأما السُّنة النبويّة فلن تستطيع أن تقنعنا بها يا ناصر محمد اليماني فإن جئت بحديثٍ يخالف لمعتقدنا فنستطيع أن نطعن في صحته وفيمن رواه أنّه ليس من الثُّقات ونأتيك بحديثٍ يخالفه تماماً ثم لا نخرج بنتيجة مقنعة للجميع، ونضرب لك على ذلك مثلاً في رؤية الله جهرة، فأما الشيعة فسوف يقولون: روى مسلم في صحيحه عن ابن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. وأما أهل السُّنة والجماعة فسوف يأتون بحديث يخالف هذا الحديث تماماً فيقولون:
    اقتباس المشاركة :
    عن أبي هريرة أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:[هل تضامون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله. قال: فإنكم ترونه كذلك].
    وروى عن جرير بن عبد الله انه قال: قال النبيّ (ص): [انكم سترون ربكم عيانا].. وروى عن جرير أيضا انه قال: خرج علينا رسول الله ليلة البدر فقال: [انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته]
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أفلا ترون لو أنّ الإمام المهديّ يجادلكم بأحاديث الشيعة لغضب عليه أهل السُّنة والجماعة، وقالوا: "إنك شيعي رافضي فنحن نكذب بحديث عدم رؤية الله جهرةً يوم القيامة ونأتيك بالحديث الحقّ في البرهان على رؤية ذات الله سبحانه يوم القيامة". وإن جادلكم الإمام المهديّ بأحاديث أهل السُّنة والجماعة لإثبات رؤية الله جهرةً فسوف يغضب منه الشيعة الاثني عشر ويقولون: "بل أنت كذابٌ أشرٌ ولست المهديّ المنتظَر؛ بل أنت سنّيٌ وهّابيٌ تجادلنا بأحاديث أهل السُّنة والجماعة ونحن لدينا الأحاديث الحقّ عن آل البيت تنفي رؤية الله جهرةً (لا في الدنيا ولا في الآخرة)".

    ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: أفلا ترون أن الإمام المهديّ لا يستطيع أن يخرس ألسنتكم بالحقّ من ربّكم حتى يجادلكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ وإنْ جادلتموني بآيات الكتاب المتشابهات فإني بتأوليهن عليم، فسوف أفصّلهن من محكم كتاب الله تفصيلاً حتى لا تجدوا أي تناقضٍ في آيات الكتاب أجمعين؛ محكمه ومتشابهه، ولم يجعل الله الإمام المهديّ شيعياً ولا سُنّياً يؤمن ببعض الكتاب ويعرض عن بعض، هيهات هيهات.

    وأقسمُ بالله العظيم لا تستطيعون أن تغلبوا الإمام ناصر محمد اليماني لا من آيات الكتاب المحكمات ولا من آيات الكتاب المتشابهات، وإِنّا لصادقون؛ بل أنا من المؤمنين بمحكم القرآن وبمتشابهه، وأقول:
    {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولكنّكم (شِيعةً وسُنّة) تؤمنون ببعض الكتاب وتُعرضون عن بعض بحجّة أنّه لا يعلم بتأويله إلا الله وتجعلون له أوجهاً متعددة من عند أنفسكم، وهيهات هيهات أن يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم؛ بل سوف أسحق أحاديث الشيطان المفتراة بنعل قدمي ولا أُبالي برضوانكم سنةً وشيعةً، فإن كنت أصدِّق الشيعة في عدم رؤية الله جهرةً فسوف تجدونَني أخالِفهم إلى الحقّ في عقائد أخرى ما أنزل الله بها من سلطان وأتّبع أهل السُّنة فيها، كمثل عدم المبالغة في أئِمّة آل البيت، وأفتي بما أفتى به أهل السُّنة والجماعة إنّ الذين يدعون أئمة آل البيت من دون الله من الشيعة فقد أشركوا بالله ولا أبرئ أهل السُّنة من الشرك وإنما أهل السُّنة والجماعة هم أقل شركاً من الشيعة الاثني عشر برغم أنّ أكثر الأحاديث المفتراة هي لدى أهل السُّنة والجماعة، ولكن معتقدهم هو الأقرب إلى الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في عدم التوسل بالأئمة والأولياء، ولكن للأسف إنّ أهل السُّنة وقعوا في شرك الشفاعة فدخلوا طرف دائرة الإشراك مع الشيعة إلا من رحم ربي، وكذلك كثير من أهل البدع في المذاهب والفرق الأخرى ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون إلا من رحم ربي.

    أفلا ترون أنصار الإمام المهديّ الحقّ من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يقولون:
    [[ يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، صدَّقناك واتَّبعنا دعوتك بالحقّ، وإنا نُشهِدك أنّنا سوف نُنافسك في حبِّ الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك، ونحن عبيد الله وليس الله لك وحدك بل مثلنا مثلك، ولا نرجو رحمتك وشفاعتك يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ بل نحن مستغنون برحمة الله أرحم بنا من إمامنا المهديّ المنتظَر الذي صدَّقناه واتّبعناه، ولكننا نشهد أنّه أدنى رحمة من الله أرحم الراحمين، فكيف نلتمس الرحمة من ناصر محمد اليماني أو من جدِّه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من أيٍّ من أنبياء الله ونذر الله أرحم الراحمين؟ بل نرجو رحمة الله أرحم الراحمين، فإذا لم يرحمنا الله من بعد موتنا ويوم القيامة فمن ذا الذي هو أرحم بنا من بعد الله؟ فلن نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيراً.]]

    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر قلباً وقالباً صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر ليخرجهم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    أولئك يصلّي عليهم المهديّ المنتظَر وأسلمُ تسليماً، اللهم اغفر لهم وارضَ عنهم وأحبهم وقربهم واجعلهم صفوة البشرية وخير البرية أحباب ربّ العالمين فهم عبيدك من مناطق شتى في العالمين اجتمعوا على حُب الله ويطمعون في تحقيق السعادة في نفس ربهم ليجعلوه فرحاً مسروراً بهدى عباده كون الله يفرح بتوبة عباده فرحاً شديداً.
    ولذلك تجدون (أحباب الله) من أتباع الإمام المهديّ قلباً وقالباً يحرصون على هدى الأمّة جميعاً ولا يعجلوا عليهم ويقولون:
    [[ اللهم اغفر لإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون ]]

    ويقولـــــون:
    [[ يا إله العالمين كيف يكون أحبابك سعداء في جنتك وحبيبهم الأعظم ليس فرحاً مسروراً بسبب ظلم عباده لأنفسهم؟ هيهات هيهات فما لهذا خلقتنا فلن نستغل شكرك لعبادك أن تقبلت منهم أن يبيعوا لك أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة ولكننا نحبك أعظم من حبنا لجنتك، ونقسم لك بنعيم رضوانك الأعظم لا نرضى حتى يكون حبيبنا الأعظم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا غضباناً، فما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فكيف يكون الحبيب سعيداً وحبيبه ليس بسعيد مثله؟ هيهات هيهات.. فما هذا قدر الربّ حقّ قدره! بل حقّ قدرك يا الله أن نتّبع نعيم رضوانك (النّعيم الأعظم) فنتخذه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة كون رضوان الله أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    وما دام رضوانُ نفس الله نعيماً أكبرَ من نعيم الجنة فسوف نتّخذ رضوان الله في نفسه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة، فكيف نتّخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر مُستغلين صفة الشكر في نفس الله في قول الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [الشورى:23]؟ ]]

    وقال أصحاب الجنة:
    {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].

    ولكن أحباب ربّ العالمين لن يذهب من أنفسهم الحزن حتى يذهب الحزن من نفس ربهم، كون الإمام المهديّ المنتظَر أفتاهم في محكم الذكر أنّ الله أرحم الراحمين ليس بسعيدٍ في نفسه بل حزينٌ ومتحسرٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربهم، فأهلكهم بذنوبهم فأدخلهم النار. ومن ثم تفكّر أحباب ربّ العالمين في فتوى الإمام المهديّ عن تحسر أرحم الراحمين على عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وأدخلهم ناره، فإذا هي الفتوى الحقّ عن حُزن الله في نفسه لا شكّ ولا ريب برغم أنه لم يظلمهم الله شيئاً بل كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله بذنوبهم حتى إذا أذهب غيظه من نفسه ببأسه الشديد، ومن ثم يتحسر عليهم بسبب صفته في نفسه أنه أرحم الراحمين. وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فأما أصحاب الجنة فأذهب الله حزنهم بنعيم الجنة وقالوا:
    {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].

    وأما عبيد النّعيم الأعظم فلا أعلم أنّ الله سوف يذهب حزنهم بنعيم جنته حتى يذهب الحزن من نفس ربهم فيدخل عباده في رحمته فيقول الضالون:
    {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}، ومن ثم ردوا عليهم أحباب ربّ العالمين: {قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    أولئك هم أحباب ربّ العالمين من الصالحين، فهم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    و نعم إنهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فأمّا أنّهم ليسوا بأنبياء كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأما أنهم ليسوا بشهداء وذلك كونهم لا يحرصون على الشهادة في سبيل الله فيتمنون أن يقتلهم الكفار في سبيل الله أو يقتلوا الكفار إلا أن يُجبروا على ذلك؛ بل يتمنّون أن يجعلهم الله سبباً في هدي الأمّة إلى الصراط المستقيم كونهم يعلمون أنّ تحقيق السعادة في نفس الربّ ليس بأنّ يقتلوا الكفار ويقتلهم الكفار كونهم يعلمون أنّ الأحبّ إلى الله أن يجعلهم سبباً في هدى الأمّة، ولذلك تمنوا تحقيق ما يحبه الله ويرضاه لعباده (أن يهتدي عباده إلى الصراط المستقيم)، ولذلك تجدونهم كمثل محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حريصين على هدى العالمين؛ أولئك أحباب ربّ العالمين بل جهادهم هو الدعوة في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائمٍ، ونافسوا الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربّه، ولم يذروا التنافس إلى الله للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فأحبّهم الله وقربهم حتى يغبطهم الأنبياء والشهداء في قربهم من ربهم. تصديقاً للحديث النّبويّ الحقّ:

    عن أبى مالك الأشعري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة:101].. قال: فنحن نسأله إذ قال: [إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة].. قال: وفى ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه وارتمى بين يديه ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم البشر، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: [هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نوراً ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون]. رواه أحمد (5/341، 343) والبغوي فى شرح السنة (13/51) وقال محققه: وشهر بن حوشب مختلف فيه وله شاهد بنحوه من حديث ابن عمر أخرجه الحاكم فى المستدرك (4/170 ، 171) وصححه وأقره الذهبي وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن حبان فى صحيحه (2508) وإسناده صحيح.


    أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني صفوة البشرية وخير البرية برغم أنّهم من المذنبين ولكن من أحباب ربّ العالمين التوابين المتطهرين أحبّهم الله وقربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].

    وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 46207 من موضوع ردود الإمام على العضو (قل الله): لن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربه..




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 01 - 1431 هـ
    24 - 12 - 2009 مـ
    10:02 مســاءً
    ــــــــــــــــــــــــ


    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ }..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿180﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿181﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿182﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فاتقِ الله يا فتى فلا تجعل لله نداً في الحُبّ، فانظر إلى فتواك بقولك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ((من احب رسول الله بشده فقد احب الله بشده)).
    انتهى الاقتباس
    فهل تُريد أن تُغيّر ناموس الحبّ الحقّ في الكتاب؟ ألا والله إنَّ المهديّ المنتظَر أولى مِنك بجدِّه مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحبّ والقرب، ألا والله أني أُفضّله على نفسي وأُمي وأبي وعلى خلق الله جميعاً في ملكوت الله لأني أحب الله حُباً شديداً ولذلك أحبّ مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الله لأنّ الله يُحبّه، ولكنّك غيرت الناموس في الكتاب يا هذا فجعلت الحبّ الأساسي لرسوله فذلك هو الشرك العظيم؛ بل العكس صحيح أن تجعل الحبّ الأساسي والأكبر هو لله ثُمّ تُحب حبيبه مُحمد عبده ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الله، وليس الدين المحبة للمُسلمين في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل الدين هو اجتماع المُؤمنين في حبّ الله ثُمّ يحبون من أحبه الله ويبغضون من أبغضه الله ولكنك بفتواك جعلت لله أنداداً في الحبّ فجعلت حُبك لعبده ونبيه مُستوياً لحُبك لربك؛ بل الفرق عظيم، فاتّقِ الله شديدُ العقاب فلا تجعل لله نداً في الحبّ، وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِِلَّه} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    إذاً الحبّ الأشدّ هو لله ثُمّ تحب في الله وتبغض في الله، وبما أنّ مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُحبه الله ولذلك تُحبه أكثر من أمك وأبيك ومن الناس أجمعين، ولكنك جعلت العبد هو الربّ وجعلت الله هو العبد! استغفر الله من غضب الله، فكيف تقول:
    اقتباس المشاركة :
    ((من احب رسول الله بشده فقد احب الله بشده))
    انتهى الاقتباس
    ثُمّ أردُّ عليك وأقول: يا سبحان الله العظيم وتعالى علوَّاً كبيراً {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم، ولكنك جعلت أشدّ حبّ لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلت الحبّ الأعظم هو للرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثُمّ ساويت محبّة العبد بمحبّة الربّ ونسيت قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم.

    وما دُمت يا هذا تجعل لله نداً في الحبّ فلا ولن تُنافس عباده في حُبّه وقربه أبداً، أفلا تتّقِ الله؟ ويا مُسلمين لا يفتنكم المُبالغين في عباد الله المُكرمين وتنافسوا في حبّ الله وقربه إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ، ولم يقُل لكم ناصر مُحمد اليماني أحبوني فلستُ بأسف حبّ العباد؛ بل أدعوكم إلى أن تكونوا أشدَّ حباً لله في قلوبكم وذلك حتى تتنافسوا في حبّ الله وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم.

    وأقسمُ بربي الغفور الودود ذو العرش المجيد أنكم إذا لم يكن في قلوبكم الحبّ الأشدّ والأعظم لله أنكم لا ولن تتنافسوا في حبّ الله وقربه أبداً ثُمّ تكونوا من المُشركين، وهذا المُريد سوف أفتيكم عن سبب أن الله أزاغ قلبه عن الحقّ وذلك بسبب أن حُبه الأشدّ هو لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكي يُحبه الله! وجعل العقيدة أنّ من أحبّ مُحمداً رسول الله بالحبّ الأعظم فقد أحبّه الله فجعل العبد هو الربّ! فهل قط سمعتم أحداً يقول عن المُؤمنين أنهم تحابّوا في مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ بل يقولون تحابوا في الله، وقال مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: [من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    إذاً فلتُحِب في الله مُحمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى أنّ المُؤمنين يُحبون نبيّ الله في الله ونبيّه يُحبّهم في الله فجمعهم محبة الله لأنهم جميعاً يُحبون ربهم الحبّ الأعظم فيحبون في الله ويبغضون في الله، ونظراً لأن حُبك الأعظم يا (قل الله) قد أصبح لرسوله من دونه، فأتحداك أن تنافس في حبّ الله وقربه لأنك جعلت رسوله خطاً أحمر بالنسبة لك، فمن يجيرك من عذاب الله يا من تُبالغ في رسوله بغير ما أمركم الله ورسوله؟ فاتقِ الله ولم يقُل لكم المهديّ المنتظَر أن تُحبوا أحد عباد الله أكثر من مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل أحبِّوه أكثر من آبائكم وأنفسكم والناس جميعاً، وإنما الإشراك أن تُحبوه أكثر من الله أو تجعلوا حُبّه مُساوياً لحُبّ الله فذلك شرك!
    بل الحبّ الأعظم هو لله وحده لا شريك له، ومن لم يكن حُبه الأشدّ هو لله فقد أشرك بالله وجعل لهُ نداً، وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    إذاً قد تجاوزت الحقّ يا (قل الله) فجعلت لله نداً في الحُبّ، ولذلك أزاغ الله قلبك عن الحقّ ولذلك ترجو الشفاعة من العبد بين يدي من هو أرحم بك من عبده ولن يغني عنك من الله شيئاً، وكذلك لن تستطيع أن تُنافس مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في حبّ الله وقربه لأنك عبداً لرسوله وليس عبداً لله حسب عقيدتك الباطل؛ بل التنافس هو بين العبيد في حبّ المعبود أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنك لن تستطيع أن تُنافس العبيد في حبّ المعبود وقربه لأن حُبك للعبد قد تساوى بحُبّ الربّ فجعلت لله نداً في الحُبّ! وينطبق عليك وعلى أمثالك قول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم! ولكن لو كان في قلبك الحبّ الأشدَّ والأعظمَ هو لله لوجدت نفسك تنافس عبادَه أجمعين في حبّ الله وقربه، فبسببِ الغيرة على الربّ يتسَبّبُ الحبّ الشديد في قلبك لربّك الذي تعبد. ولكنك تدعو الناس إلى الشرك فتقول: "أحبوا محمداً رسول الله بنفس وذات حبّكم لله"! فذلك شرك يا (قل الله). فأين أنت من مُعرّفك (قل الله)! هو أولى بحبّك الأعظم وحبّ رسوله في الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أمركم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تُعظّموه؛ بل يدعوكم إلى أن تَحذوا حذوه فتتنافسوا في حبّ الله وقربه كما يفعل هو صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿31﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وإنما الاتّباع هو الاقتداء بنبيّه فنعبد الله كما يعبده نبيّه الذي يُنافس عباده في حبّ الله وقربه، وقال الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴿21﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فوالله أني لا أراك اقتديت بمُحمدٍ رسول الله شيئاً وأنه سوف يتبرأ منك ومن أمثالك فلم يدعُكم عليه الصلاة والسلام إلى أن تُحبّوه أكثر من الله ولم يدعُكم عليه الصلاة والسلام إلى أن تساوي محبّته بمحبّة ربه ولم يدعُكم إلى أن تُحبوه بنفس مقياس حُبّكم لله، فقد أشركت بالله! فاحذروا المُبالغة في عباد الله جميعاً وتنافسوا في حبّ الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون يا معشر المُسلمين.

    وأما فتوى خطأ الوسيلة فهم أي جميع عبيد الله في الكون اتّخذوا النعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر، وهذا شيء يحكم به الله بين عباده وذلك من أعظم أسرار الكتاب على الإطلاق، فلا تُجادلني في ذلك واستجب دعوة الحقّ واعبد ربك ونافس عباده في حُبه وقربه إن كُنت إياه تعبد ولهُ تسجد واقترب لربك خيرٌ لك، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ وتذكر يا هذا يوم تأتي كُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿111﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وبما أن الله جعل المهديّ المنتظَر شاهدٌ عليك أنه دعاك إلى الحقّ فسوف يسألك الله ويقول: لماذا لم تُجِب دعوة عبدي ناصر مُحمد اليماني؟ ثُمّ تقول: "يا رب إنّه يدعو عبادك أن يتنافسوا في حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك ولكني رفضت دعوته لأنه لا ينبغي أن نُنافس مُحمداً رسول الله في حُبك وقربك". ثُمّ يردُّ الله عليك: ولكن ربك لم يخلقك لتعبد مُحمداً؛ بل خلقتك لتعبد ربّ مُحمدٍ. ثُمّ يُأمر رقيب وعتيد الملكان الموكّلان بك فيقول:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿24﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿25﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿26﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿27﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿28﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿29﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ولربما (قل الله) يودُّ أن يقاطعني فيقول: "اتقِ الله يا ناصر مُحمد اليماني فأنا لم أجعل مع الله إلهاً آخر". ثُمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك وأقول: بل جعلت نداً لله في الحبّ أحد عباده، فاتقِ الله واستخدم عقلك إن كُنت تعقل ففكِّر وقل هل لو أستجيب لدعوة ناصر مُحمد اليماني الذي يقول إنْ كُل من في السماوات والأرض إلّا آتي الرحمن عبداً ثُمّ أُنافس العبيد في حبّ وقرب المعبود، فهل سوف يُعذّبني ربي لأني نافست عباده في حُبه وقربه؟ فلم أجعل أحداً من عبادك بيني وبينك لا شفيع ولا ندّ في الحبّ فهل ترى أن الله سوف يُعذّبك؟ فما يقول لك عقلك؟ وسوف أُجيبك بماذا سوف يردُّ عليك عقلك فيقول: "وكيف يعذبُ الله عبداً كان في قلبه الحبّ الأعظم لربه، ولذلك يُنافس عبيده في حبّ ربه وقربه، فكيف يُعذّب الربّ العبد المؤمن الذي هو أشدُّ حُباً في قلبه هو لربه فينافس عبيده في حبّ ربه وقربه كيف كيف كيف؟".

    أفلا ترى أنك قد زغت عن الحقّ يا (قُل الله)؟ وسوف نصبر عن شطب صفتك من الأنصار السابقين الأخيار عدة أيام حتى تتفكّر كثيراً ثُمّ تُقرر هل الحقّ أن يكون أشدّ حبٍ في قلبك لربك فتحب في الله وتبغض فيه، أم تجعل لله أنداداً فتجعل حبّ مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُساوياً لحُب الله؟ وأتحداك فلن تستطِع أن تجعل حبّ الله ورسوله متساويان في قلبك؛ بل أقسمُ بربي من كان له الحبّ الأعظم في قلبي أنك تُحب مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من الله لأنك لن تستطيع أن تعدل في الحبّ وحتى ولو استطعت فكذلك من الذين بربهم يعدلون! وقال الله تعالى:
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿1﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وما جعل الله لرجُلٍ من قلبين في جوفه ولن يستطيع أي بشر أن يعدل في الحبّ وفي ذلك حكمةٌ كُبرى وذلك حتى يكون الحبّ الأشد هو لله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    وأما فتواك بقولك:
    ((من احب رسول الله بشده فقد احب الله بشده)). ثُمّ أردُّ عليك وأقول: يا سبحان الله العظيم وتعالى علواً كبيراً: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} صدق الله العظيم؛ بل الحبّ هو في الله وليس في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتحابوا في الله إن كنتم تُحبون الله فأحبوا من يُحب الله وأبغضوا من يُبغض الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿22﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ويا معشر المُسلمين، إني الإمام المهدي أُشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني آمنتُ بالله وكُتبه ورُسله وآمنتُ أنّ كُلّ من في السماوات والأرض إلّا آتي الرحمن عبداً، وآمنتُ أنَّ الله هو المعبود خالق الوجود وما دونه عبيد، وأُشهدكم أني المهديّ المنتظَر مُشمّر لمُنافسة كافة عبيد الله في سماواته وأرضه في حبّ الله وقُربه، فأي وسيلةٍ تتبعها يا (قل الله)؟ فإن قلت وسيلة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثُمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأفتيك: أنّ مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُريد أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الله فهل سوف تتّبعه فتفعل فعله؟ إذاً فقد اهتديت إلى صِراطٍ مُستقيم. ولكنك لن تفعل لأنك تركت الله لمُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! ولا ولن تُنافس في حبّ الله وقربه ما دُمت من المُشركين حتى يكون حُبك الأشدّ هو لله فتحب في الله وتبغض في الله ثُمّ تأخذك الغيرة من العبيد على المعبود فتُشمّر لتُنافسهم في حبّ الله، وقربه فاسجد واقترب يا (قل الله). تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} صدق الله العظيم [العلق:19]، إن كنت لا تعبد سواه سُبحانه، وأقسمُ برب العالمين إذا لم تسجد لربك فتقترب منه فتُنافس في حُبه وقربه، أنك من الذين بربهم يعدلون فتساوي به عبيده المُقربين.

    وأنا المهديّ المنتظَر لن آمرك أن تُفضّلني على نفسك في حبّ الله وقربه؛ بل أقول لك:
    نافسني في حبّ الله وقربه واطمع أن تكون أحبّ من المهديّ ناصر مُحمد اليماني إلى الله وأقربُ فتمنّى ذلك وحتى لو لم يتحقق وذلك حتى يكتبك الله من المُخلصين لربّ العالمين.

    {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿180﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿181﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿182﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    العبد المُؤمن بربه الدّاعي إلى التّنافس في حبّ الله وقُربه؛ الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 3718 من موضوع ردود الإمام على العضو (قل الله): لن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربه..



    ( ردود الإمام على العضو "قل الله" )


    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 01 - 1431 هـ
    22 - 12 - 2009 مـ
    12:55 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ



    لن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربّه..

    اقتباس المشاركة :
    مارأي الامام في ماذكر في البرنامج
    في البرنامج طرحوا الآراء التي ترجح بأنه لا يوجد كوكب نيبرو أو أنه موجود ولكن لن يؤثر على الأرض والعلماء يرجحوا حدوث عاصفة شمسية بعد سنة تقريبا سوف يكون لها الأثر على وسائل الاتصالات .
    ما بيانك ياأيها الامام يهمنا رأيك؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم، بارك الله فيك فإني لم أترقّب قناة أبو ظبي لأستمع ما يقولون عن كوكب نيبيرو لأنّهم إن اعترف به الناس جميعاً فوالله الذي لا إله غيره لا يزداد يقيني في أمره شيئاً، وكذلك لو ينكر وجوده ومجيئه الإنسُ والجنُّ فوالله الذي لا إله غيره لا ينقص من يقيني بمجيئه شيئاً، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأني لم أتلقّى الفتوى بمجيئه من إنسانٍ ولا جانٍّ؛ بل علّمني بوجوده الرحمن في الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا تلو الرؤيا، وبما أنّ الرؤيا لا تُبنى عليها فتوى شرعيّة للأمّة ولذلك أراني ربي كوكب العذاب في محكم الكتاب كما سبق تفصيله من الكتاب ذكرى لأولي الألباب.

    وأقسمُ بمن أنزل الكتاب وهزم الأحزاب الله العزيز الوهاب أنّ كوكب العذاب حقيقةٌ، وأنه سوف يرونه الناس جميعاً رأي العين، وأنه سوف يجعل الشمس تظهر من مغربها. فأين تذهبون يا معشر البشر المُعرضين عن البيان الحقّ للذِّكر وعن داعي المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، فلا تُنظِروا إيمانكم بالحقّ من ربكم حتى تروا العذاب الأليم؛ بل أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون، واتّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون، واتقوا الله خيراً لكم وحكّموا عقولكم يا معشر البشر قبل أن يسبق الليل النهار فذلك يومٌ عسيرٌ تبلغ من هوله القلوب الحناجر، فكم نحاول إنقاذ البشر جميعاً بدعوتهم إلى الدخول في دين الله جميعاً فيكونون مُسلمين لله ربّ العالمين مُستمسكين بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعبدون الله وحده لا شريك له، ولكن للأسف إن أوّل من تصدى لهذه الدعوة هم المُسلمون فمن يجير الذين يصدّون عن الحقّ من ربهم عذاب يومئذ، أفلا يتقون؟ أفلا يتفكرون في دعوة ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ؟ ألا والله لو يقارنون دعوة ناصر محمد اليماني ودعوة كافة الأنبياء والمُرسلين لوجدوا أنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني هي ذاتها دعوة جميع المُرسلين من ربّ العالمين ولكنهم للأسف يريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتّبعاً لأهوائهم وإلا فسوف ينال غضبهم ومقتهم ولعنتهم.

    ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: وحتى ولو أعرض المهديّ المنتظَر عن كتاب الله واتّبع أهواءكم لما نلتُ برضوانكم شيئاً وحتى ولو رضيت علينا طائفةٌ سوف يغضب علينا أكثر من سبعين طائفةٍ، وأعوذُ بالله أن أهتم برضوانكم شيئاً لأني لا أعبدُ رضوان الشيعة ولا السُّنة والجماعة ولا غيرهم من الذين فرقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وذلك لأني المهديّ المنتظَر أعلن الكُفر المُطلق بالتعدديّة الحزبيّة في الدين فلا أدعو إلى مذاهب الشيعة ولا إلى مذهب السّنة والجماعة ولا أدعو إلى أي فرقةٍ من فرق المُختلفين في الدين بعدما جاءتهم البينات في القرآن العظيم وأعوذ بالله أن أكون منهم من الذين فرقوا دينهم شيعاً حتى لا أكون من المُعذبين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

    ولذلك لن أكون من المُختلفين في الدين؛ بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين أدعو الناس إلى كلمةٍ واحدةٍ سواء بين جميع المُرسلين أن لا نعبد إلا الله فلا نعظّم أنبياءنا ورسلنا والمكرمين منا بغير الحقّ؛ بل هم عباد لله أمثالنا لهم في الله من الحقّ ما لنا، ولذلك أدعو كافة العبيد إلى التنافس إلى المعبود الإله الواحد ونحن له مسلمون وفي حبّه وقربه متنافسون ولنعيم رضوانه عابدون.

    وحين أدعوكم إلى منافسة محمدٍ رسول الله يا معشر المُسلمين فليس معنى ذلك أنكم تستطيعون أن تتجاوزوه، ولكن الله سوف يحشركم في زمرته يا من تنافسونه في حُبّ الله وقربه صلى الله عليه وآله وسلم، ولكني أفتيكم بالحقّ في الذين يرفضون أن ينافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حُبّ الله وقربه فيقولون: "وكيف ينبغي لنا أن ننافس محمداً رسول الله في حبّ الله وقربه؟". أولئك قد أشركوا بالله ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً وسوف يتبرأ منهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول لهم ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم:
    {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولم يقل لكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله لي وحدي من دونكم فلا تنافسوني في حُب الله وقربه". وإنكم لتعلمون يا معشر المُبالغين في تعظيم رسول الله أنه لم يقل ذلك ولكنكم أشركتم بالله وأنتم لا تعلمون. ولن يتّبع المهديّ المنتظَر من كان يعبد محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولن يتّبع المهديّ المنتظَر من كان يعبد المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم؛ بل يتبع محمداً رسول الله وجميع الأنبياء والمُرسلين في دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيؤمن إنما هم رُسل الله عبيد من المُسلمين فينافسونهم في حُبّ الله وقربه، ولو لم يستطيعوا أن يتجاوزوهم ولكن هكذا ينبغي أن تكون عبادتهم لربّهم، وليس للإنسان إلا ما سعى، وبذلك يفوزون فوزاً عظيماً،
    وإنّما الشرك هو العقيدة في القلب بأنّه لا يجوز منافسة محمدٍ رسول الله في حُبِّ الله وقربِه، ومن اعتقد بذلك فقد أشرك بربه وأحبط الله عمله ثم لا يتقبل الله منه شيئاً.

    ويا معشر المُسلمين، إنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر ولكن لو أقول لكم يا معشر المُسلمين بما أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم ولذلك لا ينبغي لكم أن تنافسوا خليفة الله في حبّ الله وقربه، فلو أقول لكم ذلك فلن تُغنوا عني من الله شيئاً وأعوذُ بالله أن آمركم بتعظيمي من دون الله فأكون من المُعذّبين، بل أقول لكم ما قاله جميع المُرسلين من ربِّهم أن اعبدوا الله ربي وربكم وإنما أمر الله كافة المرسلين والمهديّ المنتظَر أن نكون من المُسلمين المُتنافسين في حُبّ الله وقربه فنكون ضمن عبيد الله ولكنكم عظَّمتم رُسل الله من دون الله.

    ولربما يودّ أن يقاطعني الصبي الذي انقلب على عاقبيه من جعل مُعرِّفَه (قل الله) فيقول: "وكيف تعظيم الأنبياء من دون الله؟". ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول له: هو أن تجعل محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً أحمراً بينكم وبين الله فترى أنه لا يحقّ لك أن تتجاوزه فإن اعتقدت ذلك فقد عظّمته من دون الله فأشركت بالله ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولكن لو كان تراجعك من المنافسة اقتصاداً منك في العبادة فاكتفيت بما فرض الله عليك وقلت حسبي ذلك لتقبل الله عبادتك وجعلك في أصحاب اليمين ولكنك لن تنال حبّ الله وقربه؛ بل من أصحاب اليمين وسلامٌ لك من أصحاب اليمين، وأما لو تترك المنافسة في حبّ الله وقربه لأنك تعتقد أنه لا يجوز منافسة عباد الله المُكرمين من الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه فهنا وقعتَ في الشرك بالله وعظّمت عبيده من دونه ثم يجعلك من المعذبين ثم لا يُغنوا عنك من الله شيئاً، وأمّا حين تشمّر لمنافسة عباد الله المُكرمين فأضعف الإيمان سوف تتجاوز من درجات أهل اليمين إلى درجات المقربين، ألا وإنّ المقربين درجاتٌ ودرجاتٌ بعضها فوق بعضٍ، ومن كان ينافس في حبّ الله وقربه مُخلصاً لربه لا يمكن أن يكون من أصحاب اليمين؛ بل من عباد الله المُقربين.
    واعلموا إنَّ الفرق لعظيم بين عباد الله المقربين فليسوا هم درجةً واحدةً؛ بل درجات، وليس للإنسان إلا ما سعى.

    ولكن لربّما أحد المُسلمين يتمنى أن يكون من المقربين
    من شدة حُبِّه للأنبياء ثم يكتبه الله من المُشركين! أمّا إذا ما تمنى أن يكون من المُقربين من شدة حُبه لله ربّ العالمين ويريد من ربه أن يحشره في زمرة من يحبه الله لأنه يحبّ من أحبه الله ويبغض من بغضه الله فأولئك هم الربانيون أحباب ربّ العالمين نظر الله إلى قلوبهم فإذا في قلوبهم أشدُ الحبّ هو لله فأحبّوا رسله من أجل ربّهم، فهم يحبون من أجل الله ويبغضون من أجل الله.

    ويا معشر المُسلمين، إن كان الله هو أحبّ شيءٍ إلى أنفسكم فلا تعظِّموا شيئاً دونه فتجعلون بينكم وبينه عبداً، هو خطٌ أحمر؛ حدٌ ترون أنه لا ينبغي لكم أن تتجاوزوه ومن اعتقد بذلك فقد أشرك بالله.

    ويا من يُسمى نفسه (قل الله)، إما أن تتوب إلى الله متاباً أو سوف أقوم بحذفك من قائمة الأنصار،
    ولن أقبل بين أنصاري مشركاً بالله بعدما تبيّن لي شركه بربه، وبالنسبة لبيانك فأنا من حذفته بنفسي وأعلن بذلك على الملأ وذلك لأنك جعلت محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً أحمر بين العباد والمعبود وترى أنّه لا يجوز للمُسلمين أن يتجاوزوه؛ بل إلى دونه ثم يتوقفون، إذاً فقد أمرتهم أنت بالشرك بالله.

    ويا رجل لا تكن من الجاهلين! فهل حين تقرأ أنّ ناصر محمد اليماني يدعوك لمنافسة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترى أنّي قد تجاوزت بك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألا والله الذي لا إله غيره أن جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهو أحبّ إلى نفسي من جميع المسلمين ولو كان لي من الأمر شيئاً لما رضيت أن يتجاوزه أحدٌ من المُسلمين، وذلك لأنه أحبّ إلى نفسي منهم جميعاً ولذلك أريده هو أن يكون أحبّ إلى الله منهم وأقربُ، وإنّما نريد أن نخرجكم من دائرة الإشراك بالله فلا ينبغي لكم أن تجعلوا عبداً من عباد الله جميعاً خطاً أحمر فتعتقدون أنه لا ينبغي لكم تجاوزه، فإن فعلتم فقد أشركتم، فما خطبكم لا تفقهون قولاً؟

    ويا عباد الله، فليكن حبّكم الأكبر هو لله، ثم أحبّوا أنبياءه من أجله، والصالحين من عباده من أجله، وتنافسوا على حبّه وقربه إن كنتم إياه تعبدون.


    ولم يقل لكم المهديّ المنتظَر أنا خطٌ أحمر بينكم وبين الله فلا ينبغي لكم أن تتجاوزوني؛ بل أقول: إني أتحدّاكم أن تتجاوزوني إن استطعتم، فنحن جميع العبيد لفي سباقٍ إلى المعبود أيُّنا أحبّ وأقرب، ولكن تعظيمَكم لرسل الله قد حال بينكم وبين ذلك ولذلك أشركتم بالله، وإن كان الرسل من ربّ العالمين أمروكم بذلك فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أم على الله تفترون؟ أفلا تنظرون إلى التهديد والوعيد من الله لرُسله وإلى خاتمهم وأرفعهم مقاماً محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجدون في محكم الكتاب التهديد والوعيد لهم من ربهم يحذرهم من الإشراك بالله فيحبط عملهم فلا يقبل منه شيئاً. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:65].

    ثم تجدون في محكم كتاب الله أنه ينهاهم عن تعظيم أنفسهم على عبيده التابعين. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} صدق الله العظيم [الكهف:110].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ(68)} صدق الله العظيم [ص].

    ولم يفتِهم الله أنّهم أحبّ من عباده أجمعين وأقرب؛ بل قال الله تعالى:
    {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [الأحقاف:9].

    وكذلك المهديّ المنتظَر لا يقول لكم يا معشر المُسلمين إنّي أعظمُ عبدٍ من عبيد الله وخطٌ أحمر لا ينبغي لكم أن تتجاوزه، وأعوذُ بالله من غضب الله، إنما أنا عبدٌ لله من البشر مثلكم ولكم في ربّكم ما لعبده ناصر محمد اليماني، ومن جعلني خطاً أحمر من أنصاري يرى أنه لا ينبغي له أن يتجاوزني في حُبّ الله وقربه فقد أشرك بالله، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المُخلصين؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6478 من موضوع لو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 12 - 1430 هـ
    14 - 12 - 2009 مـ
    08:32 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    لو سألتك أيها المُظفر:
    فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله التوّابين المُتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين.
    ويا أخي المُظفر، إنّ المهدي المنتظر يقول إنّ محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو أرحم بالبشر من المهديّ المنتظَر ولذلك كاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات ويريدهم أن يهتدوا إلى الحقّ جميعاً، ومن ثم قال المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إذا كانت هذه حسرة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بحسرة من هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله أرحم الراحمين! فبارك الله فيك أيها المظفر ما خطبك لم تفهم الخبر في بيان المهديّ المنتظَر بالبرهان الحقّ من الذكر؟ ويا أخي الكريم إنّ المهديّ المنتظَر لا يقول بما أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار ثم آمركم أن تعظِّموني بغير الحقّ؛ بل أقول إنّما أنا مسلمٌ من ضمن المُسلمين المتنافسين في حبّ الله وقربه فيحقّ لكم أن تُنافسوا المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه، وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمركم بتعظيمه بغير الحقّ إنّما أمره الله أن يكون ضمن المُسلمين المُتنافسين في حبّ الله وقربه. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)} صدق الله العظيم [الزمر].

    إذاً، محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا من المُسلمين المُتنافسين في حب الله وقربه، ولو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنهُ يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟ لربما تنهرني وتزجرني فتقول: "اتّقِ الله أيّها المهديّ المنتظَر فكيف تُريد من المُظفر أن ينافس سيد البشر في حبّ الله وقربه؟". ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر: إذاً فأنت قد أشركت بالله أيها المُظفر فأصبح حبك لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أكبر في قلبك من حبك لربك، فلا تكن من الجاهلين، وإنما بعث الله الأنبياء والمرسلين ليُنذروا البشر أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فيتنافسون في حبّ الله وقربه، فما خطبكم لا تقدروا الله حق قدره يا عباد الله؟ وما أمركم المهديّ المنتظَر إلا بما أمركم به محمد رسول الله وكافة المُرسلين من ربهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تتنافسوا في حبه وقربه إن كنتم إياه تعبدون، ولكن للأسف إنكم تُعظِّمون الأنبياء على الصالحين ولذلك تعتقدون أنه لا يحقّ للصالحين أن ينافسوا الأنبياء في حبّ الله وقربه، ولكن المهديّ المنتظَر لم يُفتِكم إلا بما أفتاكم به محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يوجد من الصالحين من هم أحبّ إلى الله من الأنبياء وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن أبي مالك الأشعري أنه قال: لما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاته أقبل علينا بوجهه. فقال:
    [يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، إن لله عز و جل عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فما خطبكم لا تفقهون حديثاً؟ فما دعاكم المهديّ المنتظَر إلى باطل، أفلا تعقلون؟ وما أمرتُكم أن تذروا الله لي وحدي ولا لجميع الأنبياء والمُرسلين! فكيف آمركم بالإشراك؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين بل نأمركم بما أمركم به كافة الأنبياء والمرسلين أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتتنافسوا على حُبِّه وقربه إن كنتم إياه تعبدون.

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    أخوكم الداعي إلى التنافس في حبّ الله وقربه؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 90267 من موضوع لو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 12 - 1430 هـ
    15 - 12 - 2009 مـ

    01:46 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    يا أيها المُظفر، فهل تعلم لماذا جعل الله صاحب الدرجة العالية مجهولاً؟


    اقتباس المشاركة :
    هل تشير الى ان احدنا رغم ما فضل الله به المهدى من البينات قد يكون اقرب الى الله من المهدى المنتظر ذات نفسه رغم ان الذى يعلمنا ويفهمنا واعلم منا هو المهدى المنتظر وان ذلك لا يمنعنا من الدرجات العلى

    أو نصير كدرجة المهدى عليه السلام وكيف يكون وأود أن أقول لك قولاً إنك من الموحدين الصامدين الذين لا يشركون فجزاك الله خيرا وبصرتنا بأننا كلنا لله عبد وحتى الملائكة (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً)

    الحمد لله أنى أشد بصيرة الآن وفهمت منك ان ليس بأن الله انعم على عبد وجعله من المرسلين انه يكون بعد ذلك مستثنى عن كافة عباد الله الصالحين فليس ذلك يحول بين منافسة الصالحين لهم (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) فظنوا انه عيسى نبى الله غيرهم وله ما ليس لهم وبأنه وحده لله دون غيره من البشر

    جزاك الله خيرا على حوارك الجيد الطيب سيدى ناصر وغفر الله لى ولك وانك من الصادقين اللهم افتح عليه فتوح العارفين
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.. السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عبيد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    أخي المُظفر، إنّما المهديّ المنتظَر عبد من عبيد الله الصالحين حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:150].

    ويا أيها المُظفر، فهل تعلم لماذا جعل الله صاحب الدرجة العالية مجهولاً؟ وذلك ليس إلا لكي يتمّ التنافس من كافة عبيد الله من أهل السماوات والأرض من الإنس والجنّ والملائكة وغيرهم من الأمم العابدين كما أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ عند الله درجة تُسمّى الوسيلة وهي أرفع درجة في الجنان و أقرب درجة إلى عرش الرحمن، ولم يُفتِكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ صاحبها من الإنس ولا من الجنّ ولا من الملائكة؛ بل أفتاكم أنّه عبد من عبيد الله، وإنما يرجو جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون ذلك العبد كما يرجو غيره من عبيد الله المُتنافسين من الإنس والجنّ والملائكة. وقال الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فانظروا إلى قول الله تعالى:
    {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، إذاً فصاحبها عبد مجهول ولم يتمّ تحديده ليبطل التنافس ولكنه جعله الله مجهولاً لكي يستمر التنافس في حبّ الله وقربه، و بُشِّرتُ بها وعادت للمجهول فلا حاجة لي بها؛ بل أريد تحقيق النعيم الأعظم منها، ولا يزال صاحبها إلى حدّ الآن مجهولاً ولم يتمّ إعلان النتيجة عن أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى ربّ العرش العظيم فلا يزال مجهولاً لكي يتمّ التنافس في حبّ الله وقربه إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين فتُعلن النتيجة بين عبيد الله جميعاً؛ بل حتى ملائكة الرحمن يتنافسون في حبّ الله وقربه أيهم أقرب، و يحكم الله بين ملائكته فيعطي كلاً منهم مقامه المعلوم من غير ظُلمٍ، ولا يظلم ربك أحداً. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:75].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم؛ أي ملائكة الرحمن المُتنافسون في حبّ الله وقربه وما منهم إلا وله مقام معلوم حسب درجته في حبّ ربّه وقربه، ولم تجدهم فضَّلوا جبريل عليه الصلاة والسلام أو استيأسوا أنّه هو من سوف يفوز بأقرب درجة في حبّ الله وقربه، فهم يعلمون أنّه عبدٌ مجهولٌ وقد يكون من الملائكة وقد يكون من الجن وقد يكون من الإنس، وجميع عبيد الله مُتنافسون على ربهم أيهم أحبّ وأقرب، ولن يخسر المنافس شيئاً وأضعف الإيمان سوف يتجاوز عن أهل اليمين إلى درجات المُقربين من ربّ العالمين، وليست عند الله مُجاملةً سبحانه وليس للإنسان إلا ما سعى. وقال الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً كلّ امرئٍ بما كسب رهين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} صدق الله العظيم [الطور:21].

    فماذا تتمنى أيها المظفري؟ فاعلم أنّ بيد الله ملكوت الآخرة والأولى فاعبد الله ونافس في حبّه وقربه بغض النظر عن ملكوته سبحانه وربك أكرم الأكرمين. وقال الله تعالى:
    {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وما المهديّ المنتظَر إلا عبدٌ من عبيد الله المُسلمين لربه ينافس عباده في حُبه وقربه فأجب دعوته ونافس في حبّ الله وقربه، فما يُدريك أن يفوز بأقرب درجة في حبّ الله وقربه هو المظفر فيكون أحبّ إلى الله وأقرب من المهديّ المنتظَر؟ فَالعِلم عند الله

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المُتنافسين في حبّ الله وقربه عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 36893 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 54 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــ



    الوسيلة هي سعي العبدِّ بأن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه
    { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ
    } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ من ربّهم وأصلي عليهم وأسلمُ تسليماً..

    ويا أخي الكريم الباحث عن الحقّ رأفت سعيد، ألم يتبيّن لك البيان الحقّ للقرآن المجيد؟ أفلا تعلم أنّ اسم الله الأعظم قد جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته، ولذلك يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم، وليس أنه اسم أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه؛ بل يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم كون عباده سوف يجدونه حقيقةً نعيم رضوان ربّهم عليهم نعيماً أعظم من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    أي ورضوان من الله نعيماً أكبر من نعيم جنته وذلك هو الفوز العظيم، كون في ذلك الهدف من خلق العبيد أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم فيتبعوا ما يرضي الله ويجتنبوا ما يسخطه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    كون عبادة رضوان الله في نفسه هو الهدف من خلق عبيده فمن اتبع ما يرضي الله فقد حقق الهدف من خلقه، ومن كفر برضوان الله واتبع ما يسخطه غَضِبَ اللهُ عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [محمد].

    إذاً الهدف من الخلق محصورٌ في عبادة رضوان الله على عباده ولذلك خلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وحتماً سوف يسألهم عن تحقيق الهدف الذي خلقهم من أجله وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله عليهم، وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَ‌وُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَ‌وُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    أي ألهاهم التكاثر في الحياة الدنيا والاستمتاع بزينتها عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله أن يتّبعوا نعيم رضوان الله عليهم ويجتنبوا ما يسخطه، وسوف يجدون أنّ نعيم رضوان الله عليهم هو أكبر من نعيم الدنيا والآخرة وعن ذلك سوف يُسألون كون في ذلك الحكمة من خلقهم أن يعبدوا نعيم رضوان الله على عباده. ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} صدق الله العظيم، فما هو النّعيم الذي سوف يسأل الله عباده عن تحقيقه؟ ألا وإنّه اتّباع رضوان الله كونه نعيم أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم، وهذه فتوى من ربّ العالمين أنّ رضوان الله في حقيقته نعيمٌ أكبر من نعيم الجنة، ولكنه نعيم روحانيّ على أنفس عباده وليس أنّ الله تنزل إلى قلوبهم سبحانه وإنّما أمدّهم بروحٍ منه وهي صفة لرضوان نفس ربّهم عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فما هو نعيم الروح والريحان؟ فذلك هو النّعيم الأعظم من جنة النّعيم المادية، ولكن من لم يرضَ الله عنه قط فلن يستطيع أن يعلم حقيقة نعيم رضوان الله على عبده أبداً، وإنما يعلم بذلك الذين اتّبعوا رضوان الله فتنافسوا على حبّه وقربه أيّهم أقرب، فرضي الله عنهم وأيّدهم بروح منه، وذلك روح رضوان نفسه على عباده أولئك حزب الله الربانيون. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فما هي تلك الروح من ربهم؟ ونفتي بالحقّ أنها صفة رضوان الرحمن على الإنس والجان. ولذلك قال الله تعالى: {
    فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهنا ذكر الله لكم نعيمَين اثنين وهم {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} وذلك نعيم الرضوان لنفس الرحمن على عباده، وأما النّعيم الأصغر منه هو قول الله تعالى: {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} صدق الله العظيم، ولكنّ نعيم رضوان الله على عباده حقاً سوف يجدونه نعيماً أعظم من نعيم جنّات النعيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة]، ولذلك يوصف باسم الله الأعظم بالأعظم، فكما قلنا ليس أنّه اسم أعظم من أسماء الله الحسنى الأخرى بل يوصف بالأعظم كون عباده سوف يجدون نعيم رضوان الله على عباده هو نعيم أعظم من نعيم جنته. ولذلك قال الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ}، أي نعيماً أكبر من نعيم جنات النعيم. ويعلمُ بحقيقة هذه الفتوى بالحقّ الذي قدروا الله حق قدره فعرفوه حق معرفته، ومنهم القوم الذين {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، ومنهم أنصار المهديّ المنتظَر المتنافسين في حبِّ الله وقربه أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يذروا التنافس إلى الربّ لأنبيائه والمهديّ المنتظَر، كلا وربّي كونهم من الذين هدى الله من عباده {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    أولئك استجابوا لأمر ربّهم إليهم في محكم كتابه: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    كون الوسيلة إلى الله هي التنافس إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، ولم يجعلها الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين بل ذلك ناموس الهدى في الكتاب للذين هدى الله من عباده: {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك جعل الله صاحب أقرب درجة إلى عرش الرحمن عبداً مجهول من عبيد الله، فلم يفتِ أنّه من الملائكة أو من الجنّ أو من الإنس، والحكمة من أنّ الله جعل صاحب أقرب درجة في حبِّ الله وقربه عبداً مجهولاً وذلك لكي يتمّ التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، وكل عبدٍ يريد أن يكون هو ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب إلى الرب، ولكن للأسف لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون أنبيائه ورسله بسبب تعظيمهم والمبالغة فيهم وفي الإمام المهديّ حتى أشركوا بالله كثيراً من المؤمنين. ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن من بالغ فيني من أنصاري ولم ينافسني في حبِّ الله وقربه كونه يرى أنّه لا يحقّ له فيقول فكيف ينافس المهديّ المنتظَر خليفة الله في أقرب درجة في حبِّ الله وقربه فالإمام المهديّ هو الأولى بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه من بين أنصاره؛ فمن اعتقد بذلك فإنّه قد أشرك بالله وعظّم المهديّ المنتظَر فبالغ فيه بغير الحقّ، فهو ليس ولد الله سبحانه حتى يحصر له الوسيلة ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولن يغني عنه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من الله شيئاً.

    وخلاصة هذا البيان أقول لكافة الإنس والجان خلاصة البيان الحقّ للقرآن: {
    اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ألا وإنّما الوسيلة هي أن يتمنّى العبد أن يفوز بأقرب درجة في حبِّ الله وقربه.

    وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فما هو الاقتداء؟ فهل هو أن يترك محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منافستهم في حبِّ الله وقربه؟ ولكن الله أمره أن يقتدي بهداهم وليس أن يُعظِّمهم فيترك منافستهم في حبِّ الله وقربه كما تفعلون تركتم التنافس لأقرب درجة في حبِّ الله وقربه لأنبيائه ورسله من دون الصالحين، ألم تتفكروا في قول الله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنبوّة فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، إذاً فكيف هو الاقتداء؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو] صدق عليه الصلاة والسلام.

    فكلّ عبدٍ من الذين هداهم الله يرجو أن يكون هو ذلك العبد تصديقاً لقول الله تعالى:
    { يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ }
    { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }

    صدق الله العظيم

    اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 10658 من موضوع الرد على عبد الله العسكري: إنما التحاسد في قلوب المُقربين هي الغيرة على ربّهم من بعضهم البعض..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني

    ــــــــــــــــــــــــ


    الردّ على عبد الله العسكري:
    إنما التحاسد في قلوب المُقربين هي الغيرة على ربّهم من بعضهم البعض ..



    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المُرسلين وآلهم الأطهار وجميع المُسلمين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين.

    سلامُ الله عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وجميع ضيوف طاولة الحوار وأصلّي على المُسلمين وأسلمُ تسليماً كما يُصلّي الله عليكم وملائكته المُكرمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].

    فصبرٌ جميلٌ أحبتي الأنصار على الجاهلين الذين لا يعلمون، وكونوا من عباد الرحمن الذين وصف حُلمهم في محكم القُرآن في قول الله تعالى:
    {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما} صدق الله العظيم [الفرقان:63].

    وأما الضيف المُسمى (عبد الله العسكري) فيُرحب به المهديّ المنتظَر ترحيباً كبيراً سواء يكون باحثاً عن الحقّ أم شيطاناً أشراً، وبيني وبينه الاحتكام إلى الله الواحد القهّار، وما علينا إلا أن نستنبط لهُ حُكم الله من مُحكم الذكر القرآن العظيم، وما دعوة المهديّ المنتظَر إلا كمثل دعوة كافة المُرسلين من ربّ العالمين إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حُبّه وقربه فلا نجعل لهُ أنداداً في الحبّ فنُفضلّهم على محبة الله، ومن فعل ذلك فأحبّ أحد عبيد الله أكثر من الله فقد ضلّ ضلالاً بعيداً، ولكن عبد الله العسكري من الذين يصدّون عن اتّباع رضوان الرحمن صدوداً كبيراً، فهو معلوم لدينا ويشهدُ الله أنه ليس ضيفاً جديداً في طاولة الحوار، ولكن ما علينا فلن يضيرنا ذلك في شيء، ولسوف يقيم عليه المهديّ المنتظَر الحُجة بالحقّ من محكم الذكر في كل حوارٍ باسم لهُ مُستعار، ونزيد الأنصار علماً وتثبيتاً ونزيد الباحثين عن الحقّ بالبصيرة المُنيرة حتى يتبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني لن يستطع أحد مُفتيي الديار ولا جميع خُطباء المنابر أن يقيموا عليه الحُجّة من محكم الذكر حتى لو حاوروه في طاولة الحوار الليل والنهار بطول العُمر أو حتى مرور كوكب سقر بما يسمونه الكوكب العاشر ليلة يسبق الليل النهار ومن ثم يقول الذين أعرضوا عن اتِّباع الذِّكر:
    {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12].

    ويا عبد الله العسكري لِمَ تنقم مني يا رجل؟ ألِأننا آمنا بالله العظيم لا نُشرك به شيئاً ونتنافس في حُبّ الله وقربه أيُّنا أحبّ وأقرب فاتبعنا رضوان الله حتى يرضى؟ ولكنّ عبد الله العسكري يَصِفنا بأننا أعداء الله المُبطلون كوننا ندعو العالمين إلى اتِّباع رضوان الله والتنافس في حُبّه وقربه حتى يرضى من غير تعظيمٍ لأحدٍ من عبيد الله بالمبالغة بالباطل، فلا نجعل الله لهُ حصرياً من دوننا، وننهى العالمين أن يجعلوا التنافس في حبّ الله وقربه حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دوننا! ولكن ذلك يغضب عبد الله العسكري غضباً كبيراً فينقمُ من الإمام ناصر محمد اليماني وممن اتَّبعه فيَصِفنا بالمُبطلين!
    ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله إنّ إصرار المهديّ المنتظَر على إتمام نور الله للبشر ليطغى على إصرار شياطين البشر على إطفاء نور الله في محكم الذِّكر، ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المُشركون ظهوره.

    ويا أيها الضيف المُحترم عبد الله العسكري، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ابتعثه الله مُتَّبعَ أنبياء الله ورُسله، فيدعو نفسه والعالمين إلى اقتفاء أثرهم خطوة خطوة، فنعبد الله كما يعبده أنبياؤه ورُسله. فبقي لدينا هو أن نعلم علم اليقين كيفية عبادة الأنبياء والمُرسلين لربهم، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٨٠﴾وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فتدبر فتوى الله عن تحذير أنبيائه ورُسله في قول الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، وأما كيفية سبيل عبادتهم لربّهم فقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فانظر لقول الله تعالى
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، فسؤال المهديّ المنتظَر إلى عبد الله العسكري، فهل تعتقد أنه يحقّ لك أن تُنافس أنبياء الله ورُسله في حُبّ الله وقربه وتتمنى لو أنك تكون أحبّ إلى الله وأقربُ من كافة الأنبياء والمُرسلين والمهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر. فإن كان جوابك بنعم فقد صرت من أتباع الأنبياء والمُرسلين وإن كان جوابك لا فأنت من الذين أشركوا بربهم فحبط عملهم فلا يتقبل منه شيئاً، كون الأنبياء والمُرسلين لم يبتعثهم الله ليقولوا للناس: "اعلموا أيها الناس أنّ الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين ونحن شفعاؤكم عند الله فتوسلوا بنا إليه تهتدوا". بل قالوا ما أمرهم به الله ربهم في جميع الكتب السماوية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25].

    {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا ربّكم فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:92].

    وقالت لهم رسل ربهم فلا فرق بيننا وبينكم شيئاً، وإنما نحن بشر مثلكم ممن خلق نعبد الله وحده لا شريك له فنكون من ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود، فاتبعونا نهدكم صراطاً سوياً، ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مُشركون لن يرضوا بعقيدة المنافسة لكافة العبيد أيهم أحبّ وأقرب إلى الربّ المعبود كونهم يعتقدون أنه لا يحقّ ذلك إلا للأنبياء والمُرسلين
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، وأما الصالحون فيعتقدون أنهم لا يحقّ لهم أن ينافسوا أنبياء الله ورُسله في حُب الله وقربه أولئك أشركوا بربهم فحبط عملهم ولن يتقبل منه شيئاً إلا أن يكونوا مقتصدين من أصحاب اليمين تركوا التنافس إلى الله ليس بعقيدة أنهم يرون أنه لا ينبغي لهم أن ينافسوا أنبياء الله ورُسله في حبه وقربه ولكنهم لم يكونوا من المُسارعين في الخيرات للتنافس في حب الله وقربه؛ بل رضوا أن يقيموا ما كان فرضاً جبرياً فقط. ويسميهم الله بالمقتصدين كونهم اقتصدوا في التنافس في حب الله وقربه ورضوا أن يقيموا فقط ما كان عليهم فرضاً جبرياً. ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [فاطر:32].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم، ألا وإن المُتسابقين في فعل الخيرات هم المُتنافسون إلى ربّهم أيهم أحبّ وأقرب وأولئك هم عباد الله المُقربون من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:90].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني عبد الله العسكري فيقول: "ولكنك يا ناصر محمد اليماني لا تخاف من نار الله شيئاً حسب فتواك لنفسك وأنصارك أنكم تريدون النعيم الأعظم من جنته فيرضى الله في نفسه"، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ولكنه يردنا عن فعل السوء عذابه يا رجل لو هممنا بفعل السوء ونعوذ بالله من ذلك، ولكنك لم تفقه الفتوى الحقّ في اتِّباع رضوان الله والتنافس في حبه وقربه حتى يرضى، ولذلك خلقنا الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ولربّما يودّ أن يقول عبد الله العسكري: "ولكن يا ناصر محمد اليماني لقد وجدت في أحد بياناتك أنه لو لم يتحقق رضوان الله في نفسه حتى تقذف بنفسك في نار جهنم يوم القيامة لفعلت فلا تبالي". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فكن على ذلك لمن الشاهدين يا عبد الله العسكري، ولم يجعل الله المقياس واحداً في الحبّ في القلب؛ بل الحبّ درجات في قلوب عباده، أفلا ترى المقتصدين كونهم اقتصدوا في حبّ الله ولم يهتموا أن ينالوا الدرجات العُلَى في حبه وقربه بل اقتنعوا أن يرضى الله عنهم لكي يدخلهم جنته ويقيهم من ناره؟ فهم يعلمون أنهم يستطيعون الحصول على ذلك إذا قاموا بما كان عليهم فرضاً جبرياً من أركان الإسلام وتركوا نوافل الأعمال التي هي سبيل عباد الله المقربين تجدهم من أحسد الناس على ربّهم يودّ أحدهم لو ينفق ملء الأرض ذهباً قربةً إلى ربهم وهم لا يزالون في الحياة، ألا والله الذي لا إله غيره حتى ولو أنفق أحد أحباب الله المُقربين ملءُ الأرض ذهباً لما شبع ولما قنع بل يودّ لو أن الله يؤتيه ملؤها مرةً أخرى لينفقه كذلك في سبيل الله طمعاً في حبه وقربه أكثر فأكثر كونهم يجدون في ذلك متعة لا يعلمها سواهم.

    ولربما يود أن يقول عبد الله العسكري: "ماذا ماذا يا ناصر محمد اليماني، كيف تقول أنّ عباد الله المقربين تجدهم من أحسد الناس على ربّهم؟ ولكن الحسد ليس من صفة المؤمنين تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه]"، ثم يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فماذا ترى في قول نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35)} صدق الله العلي العظيم [ص:35]، أليس ذلك حسداً؟ ولربّما يقول العسكري فهل معنى ذلك أن ذلك الحديث النّبويّ حديثٌ موضوعٌ؛ قول محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه]؟". ومن ثم يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل حديث حقٍّ من عند الله ورسوله، والحسد هو التمني لزوال النعمة عن الغير. ولكن الحُسّاد على ربّهم لن تجد أحدهم يتمنى للناس الكفر بل يتمنى لو يهدي الله به الناس أجمعين حتى يعبدوا الله وحده لا شريك له ليفوزوا بأعلى درجة في حبّ الله وقربه، ولذلك قال نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35)} صدق الله العلي العظيم، وكان هدفه من ذلك الملك لكي يمكّنه الله في الأرض، ليدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، ويسلموا لإقامة حدود الله عليهم التي تمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يدخل الإيمان إلى قلوبهم عن قناعةٍ ورضى من ذات أنفسهم فيجدون أنَّ دين الإسلام هو حقاً دين الرحمة للعالمين من ربّهم، لكونه ينهي ويرفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان ولا يكره الناس على الإيمان، ومن ثم يدخل الإيمان إلى قلوبهم فيعبدون الله وحده لا شريك له من خالص قلوبهم.

    وإنما التحاسد في قلوب المُقربين هي الغيرة على ربّهم من بعضهم البعض، والحُبّ هو الغيرة في القلب، وإذا لا يوجد الحبّ في القلب فلا توجد الغيرة إلا على من تُحبّ. فإذا وصل الحبّ في القلب إلى درجة الحبّ الأعظم فمن ثم تجد المُحبّ تصبح حياته من أجل من يحب. كمثل الذين يجعلون لله أنداداً في الحبّ كمثل قول الشاعر على لسان أم كُلثوم: ((الحُبّ كُله حبيته فيك وزماني كُله أنا عشته ليك ))! وكأني أرى أحد الأنصار وسبطه يضحكون الآن، ولكني أرى ضحك الأب مرتفعاً بالقهقهة لكونهم يعلمون المقصود من اقتباسي لكلمات أمّ كلثوم إذ أني أريد أن أوَّجه الذين يجعلون لله أنداداً في الحبّ إلى السبيل الحقّ لكون الذي يستحق ذلك الحبّ الأعظم هو الله.

    ومن ثم يقول الإمام المهديّ: يا معشر العُشّاق الذين علموا بحقيقة الحبّ الأعظم الذي لو كان أحدهم يملك ملْءَ الأرض ذهباً لافتدى به حبيبه من الموت حتى لا يملك من بعد مُلكاً شيئاً فلا يبالي بالمُلك كُله كونه قد أحبّ حبيبه بالحُبّ كُلّه فأهم شيءٍ لديه هو الفوز بمن يحبّ، وكذلك الإمام المهديّ وعُشّاق الرحمن الذين استجابوا لدعوة التنافس في حُبّ ربهم الودود وقربه:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} وإنما ذلك من عظمة حُبهم لله.

    وإذا وجد الحبّ في القلب وجدت الغيرة على قدر الحبّ، فكلما كان الحبّ في القلب أعظم كُلما زادت الغيرة أعظم على الربّ للتنافس في حُب الله وقربه، ومن ثم تأتي في قلوبهم الغيرة على ربهم ولذلك يتنافسون إلى ربهم أيهم أحبّ وأقرب ويحبون من أجل الله ويبغضون فيه فيكتملُ الإيمان في قلوبهم بربهم، ومن ثم يكون محياهم ومماتهم من أجل الله كون الحبّ كُله أحبوه لربهم فكان لهُ الحبّ الأعظم في قلوبهم فأحبّهم وقربهم، أولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائده:54].

    أولئك استجابوا لأمر ربهم في مُحكم كتابه
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلة}، ومن ثم استجابوا لأمر ربهم فتجدونهم {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، وبما أنهم يحبّون الله بالحُبّ الأعظم من حُبّ ملكوت الدُنيا والآخرة فكيف يسعدون في جنة النعيم وهم يعلمون أنّ حبيبهم الرحمن ليس بسعيدٍ في نفسه؛ بل مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم في جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله بذنوبهم من غير ظُلم، فأما رسول ربهم فلم يكن في قلبه الأسى بعد أن يهلك الله قومه. وقال الله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ(٩٣)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأما الرَّحْمَنِ الذي هو أرحم من الأم بولدها فيقول:
    {
    يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس]، كونه يعلمُ سُبحانه أنهم قد أصبحوا نادمين من بعد أن أهلكهم الله بذنوبهم فإذا الحسرة كانت عظيمة في نفوسهم فهم يعلمون أنّ ربهم لم يظلمهم شيئاً ولكنهم ظلموا أنفسهم وكذبوا برسله وبعد أن يهلكهم الله يتحسر على ربهم الذين أعرضوا عن عبادته وعن عفوه وغفرانه وأبوا أن يتبعوا رسله فمسهم الله بعذابه فأهلكهم فإذا هم نادمون. فيقول الواحد منهم: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وعلم الله بعظيم ندمهم في أنفسهم كونهم تمنّوا لو أنهم عبدوا الله وحده لا شريك له فاستجابوا لدعوة رسل ربهم إلى عبادة ربهم وحده لا شريك له ومن ثم يذهب غضب الله من نفسه عليهم بعد أن علم بعظيم ندمهم على عبادته وحده لا شريك له ولذلك تجدون أنّ الله هو كذلك يتحسر على عباده بعد أن يهلكهم من غير ظلمٍ، فمن ذا الذي يستطيع أن يُنكر تحسّر الله على عباده في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أنصار الإمام المهديّ يا من يريدون أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، ليست سعادة الله في أن تتمنوا أن تسفكوا دماء عباده لكي تنالوا الشهادة في سبيل الله إلا أن تُجبروا على ذلك فعند ذلك وجب الدفاع عن أنفسكم ودينكم حتى لا تكونوا فتنةً لمن آمن بالله، ولكني أرى كثيراً من المُسلمين يحيا وهو يتمنى الشهادة في سبيل الله فلماذا يا قوم؟ ومن قال لكم أنّكم لن تدخلوا الجنة فور موتكم حتى تكونوا شهداء في سبيل الله؟ ولذلك تتمنوا أن تقاتلوا عباده لتسفكوا دماءهم ويسفكوا دماءكم لكي تنالوا الشهادة في سبيل الله، ونعم ستجدون في ذلك سعادتكم بدخولكم جنة الله التي وعدكم، ولكني أقسمُ بالله العظيم ما تحققت سعادة الله في نفسه، كونه لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    إذاً يا قوم إذا كنتم تريدون تحقيق رضوان الله في نفسه كغاية فقد علمتم أنه لا يرضى لعباده الكفر فاحرصوا أن تجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، وليس أن تتمنوا أن تقاتلوهم في سبيل الله حتى تنالوا الشهادة إذاً فأنتم تحبون أنفسكم وتريدون تحقيق ما وعدكم الله به في محكم كتابه:
    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن فهل تفكرتم في حال الله وما يحبه وترضى به نفسه كونه لا يرضى لعباده أن يموتوا وهم كافرون؟ بل أحب إلى الله أن يكونوا شاكرين. إذاً يا قوم فاحرصوا على تحقيق ما يحبه الله ويرضى إن كنتم تعبدون رضوان الله كغاية، فاصدقوا الله يصدقكم، وقولوا:
    " اللهم إننا من عبادك نتوسل إليك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تترك عبادك يجبروننا على قتالهم وقتلهم وسفك دمائهم دفاعاً عن أنفسنا جهاداً في سبيلك، اللهم فاجعل ثمرة جهادنا في سبيلك هو أن تُحقق لنا ما ترضى به نفسك فقد علمنا ما لا تحبه ولا ترضى به وقد علمنا ما تحبه وترضى به نفسك هو أن يهتدي عبادك إلى الصراط المستقيم حتى ترضى نفسك يا من أحببناه بالحُب الأعظم فكيف يرضى الحبيب وهو يعلم أن من يحب لن يكون راضياً في نفسه حتى يهدي عباده". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]، إذاً فنحن نُريد تحقيق ما يرضي نفسك أنت كوننا اتبعنا رضوانك كغاية وليس كوسيلة لتحقيق الجنّة بعد أن علمنا حالك فوجدناك حقاً أرحم الراحمين. فكم يجهل عبادك قدرك يا أرحم الراحمين؟"

    ويا أخي الكريم عبد الله العسكري، إن الإمام المهديّ وأتباعه قد جعلهم الله رحمةً للعالمين، فنحنُ لا نطمع لقتل الناس وسفك دمائهم كلا وربنا الله، كوننا نُريد تحقيق ما يحبه الله ويرضي نفسه وفي ذلك الهدف سرّ الإمام المهديّ المنتظَر الذي يهدي به الله العالمين فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، عبدٌ أصدق الله فأصدقه، فهل تراه على ضلالٍ مبينٍ لكونه يريد تحقيق ما يرضى به الله؟ ألم يفتِكم الله في محكم كتابه أنهُ لا يرضى لعباده الكفر؟ إذاً فلن يتحقق رضوان الله حتى يشكروا ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له، أليست هذه الفتوى عمَّا يحبه الله ويرضه في محكم كتابه:
    {وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم.

    ويا رجل والله لا ولن تتبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لجعل الناس أمّةً واحدةً حتى تحبّوا الله فتريدوا تحقيق ما يحبّه الله ويرضي نفسه سُبحانه، أفلا تكونوا من الشاكرين أنَّ الله بعث الإمام المهديّ المنتظَر في جيلكم وأمّتكم؟ إن ذلك فضل من الله عظيم ورحمة للعالمين فكونوا من الشاكرين ولا تصدّوا البشر عن اتّباع المهديّ المنتظَر الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ ليكونوا من الشاكرين فيرضى الله في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يَرْضَىَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم.

    فنحنُ نعبدُ رضوان الله كغاية وليست كوسيلة لتحقيق جنة النعيم ولم يخلقنا الله لهدف الاستمتاع بالجنس مع الحور العين في جنات النعيم والاستمتاع بلحم طيرٍ مما يشتهون وقصور فاخرة وجنات من أعناب ونخيل إنما جعل الله ذلك جزاء منه لمن شكر والنار لمن كفر وليس في ذلك سرّ الحكمة من خلقنا لكي يعذب طائفة في النار والأخرى في الجنة، كلا وربي بل الهدف قد أخبركم الله به في محكم كتابه من خلق عبيده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ألم يستوصِنا الله بتحقيق هذا الهدف السامي العظيم أن نسعى لتحقيق الهدى للأمّة؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} صدق الله العظيم [النحل:125]، إذاً الله يحبّ لو أننا نصبر على أذاهم فنعفوا عنهم من أجل الله حتى يهديهم إلى الصراط المُستقيم، إذاً يا أنصار الإمام المهديّ احرصوا على ما يحبه الله ويرضي نفسه ويبعث في نفسه السعادة إن كنتم تحبون الله فاحرصوا على هدى الأمّة لا على قتلهم وسفك دمائهم بحجّة أنكم تريدون الشهادة، وإنما أذن الله لكم بذلك عند الضرورة للدفاع عن أنفسكم فتقاتلون في سبيل الله الذين يقاتلونكم فقط. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:190].

    ولكني أرى المُسلمين يجعلون القتال في سبيل الله غاية لكي ينالوا الشهادة! أفلا أدلكم على تجارة هي أحبّ إلى الله من ذلك أن تحرصوا على هدى الأمّة وأن يهدي الله بكم رجلاً واحداً لهو أحبّ عند الله من لو أنك قتلته وهو على كفره فيدخله النار، أفلا تحرصون على ما يحبّ الله ويرضي نفسه؟ إن كنتم تحبون الله فاحرصوا على تحقيق ما يحبه الله ويرضي نفسه يا أحباب الرَّحْمَنِ في العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    فكذلك كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حريصاً على هُدى العالمين وبالمؤمنين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ، وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:128]، وكذلك الإمام المهديّ يتبع جده فيحرص على هدى الناس بالمؤمنين رؤوف رحيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ عبد النعيم الأعظم ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 15885 من موضوع الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 06 - 1432 هـ
    24 - 05 - 2011 مـ
    02:53 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبة لعيسى ابن مريم
    اقتباس المشاركة :
    امام رائع بيانك مادمت كتبت بة اسم الغالى عيسى ابن مريم ارى الانصار يختلفون بشان من يصحح بيانتك يبدون انهم يحبونك جدا
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على عباد الله المخلصين المحبّين لربّهم من عباده من كان الله هو الأشدّ حبّاً في قلوبهم من عباده أجمعين..

    ويا أَمَة الله كوني صادقةً مع الله ومع نفسك، ولسوف يُلقي إليك الإمام المهديّ هذا السؤال كما يلي: فلو يُخيّرك الله في أن تختاري أحد أمرين أن تكوني أحبّ إلى الله وأقرب من عبده ورسوله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، أو أن يكون المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ منك إلى الله وأقربُ؟ فإن كان جوابك: "بل سوف أُفضّل رسول الله عيسى ابن مريم على نفسي تفضيلاً فأرضى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ"؛ فإن كان جوابك كذلك فاعلمي أنّك قد أشركتِ بالله عبده المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، كونك لو كان الحبّ الأعظم في قلبك هو لربّك لما رضيتِ أن يكون هناك عبدٌ هو أحبّ منك إلى الله وأقرب، فإذا وجِد الحبّ الأعظم في قلبكِ وجدت الغيرة على من تُحبين، فلا ينبغي لمؤمنٍ أن يرضى أن يكون المسيح عيسى ابن مريم أو محمد رسول الله أو المهدي المنتظَر صلى الله عليهم وآلهم وسلم هم أحبّ إلى الله منه وأقربُ إلى الربّ لأنّ من فضّل عبداً أن يكون هو أحبّ منه إلى الله وأقرب فهو من المشركين.

    ولربما يودُّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين من الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون به أنبياءه ورسله فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فإنّك لعلى ضلالٍ مبينٍ، وإليك البرهان المبين بأنّه لا يجوز أن تُفضّل نفسك على النبي، تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين] صدق عليه الصلاة والسلام".

    ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، أنّ جدّي محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهو أحبّ إلى نفسي من نفسي ومن أمّي وأبي ومن ولدي ومن الناس أجمعين.

    ولربما يودُّ هذا العالِم المؤمن المشرك أن يقاطعني فيقول: "عجبٌ أمرك يا ناصر محمد فكيف تُريد أن تكون أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكذلك تأمر أنصارك وجميع المؤمنين أنّه لا ينبغي لأحدٍ منهم أن يُفضّل أن يكون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ إلى الله من نفسه؟". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: يا أيها السائل أُريدك أن تُجيبني على سؤالٍ آخر من قبل أن أجيبك على سؤالك وهو: لماذا أنت أيّها العالِم الفطحول فضّلت محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يكون هو أحبّ إلى الله منك وأقرب؟ ومن ثُمّ يكون ردّ هذا العالم يقول: "لقد جئناك بالردّ المُلجم من السُّنة النّبويّة وهو الحديث الحقّ عن النبي:
    [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين] صدق عليه الصلاة والسلام".
    ومن ثُمّ يردُ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فهل بناءً على هذا الحديث فضّلت النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون هو أحبّ إلى الله منك وأقربُ؟ ومن ثُمّ يكون جواب العالم: "اللهم نعم، كوني أحبُّه أكثر من نفسي ومن أمي وأبي وولدي والناس أجمعين". ومن ثُمّ يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: فهل هذا إقرارٌ منك أيها العالم الفطحول أنّك تنازلت عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول بصوت مُضخّم: "اللهم نعم". ومن ثُمّ يقيم عليه الإمام المهدي الحُجّة بالحقّ وأقول: فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله وقُربه؟ وأكرّر سؤالي مرةً أُخرى وأقول: يا أيّها العالِم الفطحول فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجة في حُبّ الله وقربه؟ وهُنا يتوقّف العالِم للتفكّر والتأمل في منطق الإمام ناصر محمد اليماني إنْ كان من أولي الألباب ثُمّ يقول: "صدقت أيّها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجة في حُبّ الله وقربه؟ فهل يوجد هناك إلهٌ غير الله سبحانه حتى أتنازل عن أقرب درجة في حبه وقربهِ قُربةً إليه سبحانه؟ فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟".

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام، إنّه يحقّ لكم لو أنَّ أحدَكم نال الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم فيحق له أن ينفقها إنْ يشأ لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طمعاً أن يكون هو العبد الأحب في نفس ربّه من بين عباده جميعاً كون الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم إنّما هي درجة ماديّة فهي أعلى درجة في جنّات النعيم، وأما أن تتنازلوا عن أقرب درجةٍ في حبّ الله لعبدٍ من عبيد الله أمثالكم فمن يُجيركم من ربّ العالمين؟ فقد أصبح أحبّ إلى قلوبكم من ربِّكم الله كونكم قد جعلتم لله أنداداً في الحب! فمن رضي أن يكون محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ منه إلى نفس ربّه فقد أشرك بالله وأحبّ نبيّه أكثر من ربّه، ومن أحبّ مخلوقاً أكثرَ من الخالق فقد أشرك بالله وجعل له ندّاً في الحبّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا وإنّ المُؤمنين الذين لا يشركون بربّهم يجدون أنّ أعظم حُبٍّ في قلوبهم هو لربّهم،
    وإنّما يُحبّون أنبياء الله وأئمة الدّين كون الله يُحبّهم وذلك من عظمة حُبّهم لربّهم، ولذلك يُحِبّون من أجل الله ويبغضون من أجله، ويجدون في أنفسهم أنّهم ممكن أن يفضّلوا محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء تفضيلاً فيما دون الله كون ذلك منهم قُربةً إلى من أحبوه بالحبّ الأشد والأعظم الله ربّهم الغفور الودود، ولكن إذا تنازل العبد عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله لعبدٍ مثله فقد أصبح يُحبّ العبدَ أكثر من حُبّه لربّه وأشرك بربه وجعل له ندّاً في الحبّ ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، فاتّقوا الله يا عباد الله فلا ينبغي أن تتنازلوا عن أقرب درجة في حبّ الله، وإنّما الحبّ هو في نفسه ولا يهم أن تكون الأقرب إلى ذاته بذاتك؛ بل الأهم أن تحرص أن تكون أنت العبد الأحب والأقرب في نفس ربّك، فتتمنى أن تكون أنت العبد الأحبّ في نفس الله من بين عبيده في الملكوت كُلّه إن كنتم إياّه تعبدون.

    أفلا تعلمون أنَّ من أحبّ أحداً فإنّه يكون حريصاً على رضوان من أحبّ، وإذا كان عبدٌ أحبّ أَمَةً بالحبّ الأعظم فتجدوه يستغني بمن أحبّ عن الدنيا وما فيها من الملك والملكوت؛ بل ويتمتع برضوان من أحبّ كمثل صاحب الشعر الذي أشرك بالله فأحبّ أَمَةً أكثر من ربّه ومن ثُمّ قال:

    يالله يــا مــن لأرزاق الـعـبـاد قـسّــم * تجعـل نصيبـي مـن الدنيـا ومـا فيهـا
    أشـوف حبيبـي وقلبـه بالرضـا ينعـم * وأمتـع النفـس قبـل الـمـوت يطويـهـا


    أولئك من عبيد الإناث من الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} صدق الله العظيم [النساء:117].

    أولئك من الذين جعلوا لله أنداداً في الحبّ يحبّونهم بالحبّ الأعظم الذي لا ينبغي أن يكون إلّا لله ولا ينبغي أن يكون لأحد من عبيده، وقال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    ويا أحباب الله يا أنصار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، والله الذي لا إله غيره لو أنَّ أحدَكم يعتقد أنّه لا ينبغي له أن يتمنّى أن يكون هو أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله ومن الإمام المهدي ومن المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ومن عبيده أجمعين فإنّه قد أشرك بالله إلّا أن يكون مقتصداً ولم يترك ذلك تعظيماً لأحدٍ من عبيد الله؛ بمعنى أنَّه رضي أن يكون من أهل اليمين ولم يطمع أن يكون من المقرّبين المتنافسين إلى ربّهم أيُّهم أحبّ وأقرب، وليس ذلك عقيدةً منه أنّه لا ينبغي له أن يكون أحبّ من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل لأنّه يحرص فقط على رضوان ربّه، وبما أنّه علم أنّه إذا قام بتنفيذ أركان الإسلام الجبريّة فإنّ الله سوف يرضى عنه فيدخله جنته ومن ثُمّ قال: "وحسبي ذلك فماذا أبغي؟ فإذا أنجاني الله من ناره وأدخلني جنّته فحسبي ذلك". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي وأقول: تقبّل الله عبادتكم كون ليس فيها شرك غير أنّه كتبكم من المقتصدين ورضي الله عليكم؛ بمعنى أن ليس في نفسه شيءٌ منكم وأوفاكم بما وعدكم فأنقذكم من ناره وأدخلكم جنّته وليس في نفسه شيء منكم، ولكنّكم لن تنالوا حُبّ الله ولن يكتبكم من السابقين بالخيرات المقرّبين المتنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، وقال الله عن عبيده:
    {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَ‌اتِ} صدق الله العظيم [فاطر:32].

    فأما الظالِمُ لنفسه فهم أصحاب الجحيم:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وأما المقتصدون فهم أصحاب اليمين كونهم اقتصدوا في الإنفاق في سبيل الله فاكتفوا بدفع فريضة الزكاة الجبريّة في سبيل الله ويرون أنّ حسبهم ذلك، وأما السابقون المُقرّبون فهم الذين زادوا على ذلك النفقات والأعمال الطوعية تثبيتاً من أنفسهم قُربةً إلى ربّهم تسابقاً إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب فأحبهم وقرّبهم وأولئك هم السابقون بالخيرات المقربون الذين قال عنهم:
    {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهم الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنّ الأعجب منهم هم القوم الذين وعد الله بهم في مُحكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْ‌تَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    ولربما يودُّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "وما هو سرّ العجب في هؤلاء القوم يا ناصر محمد؟". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: أقسمُ بالله العظيم أنَّ منهم من لو أنَّ الله يُخيّره ما بين أن يرضى بجنة النعيم ومن ثُمّ يرفض ذلك حتى يُحقِّق له الله النعيم الأعظم من جنّة النعيم، ومن ثُمّ يقول الله له: إن أصرَرْتِ على تحقيق ذلك يا عبدي فافتدِ الذين يتحسّر عليهم ربّك بنفسك فألقِ بنفسك في نار جهنم. ألا والله الذي لا إله غيره أنّكم لن تجدوه يمشي إليها مشيَ المُتردّد بل سوف ينطلق إليها مُسرعاً ليقذف بنفسه في نارٍ وقودها الحجارة! والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وهذا لو يُخيّره الله ما بين أن يرضى بجنّة النعيم ولا يهتم بحزن ربّه وتحسّره على عباده أو يفتديهم بنفسه فإنّكم سوف تجدوه يُلقي بنفسه في نار جهنم ولا يبالي لو يكون في ذلك ذهاب حزن الله وتحسّره على عباده فيرضى.

    ويوجد في أنصار ناصر محمد اليماني من سوف يفعل ذلك ولا يبالي، وأعلم بأحدهم غير أنّي لا أحصر هذا عليه؛ بل ويوجد في أنصاري من هم على شاكلته؛ أولئك تعجّب منهم ملائكة الرحمن المقرّبون.

    [ومنهم امرأة رضي الله عنها وبقي رضوانها على ربّها كون الله وعد أن يُرضي عباده المخلصين بما يشاءون، تصديقاً لقول الله تعالى: {{رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ}} صدق الله العظيم [التوبة:100]. ومن ثُمّ رضي الله عنها وبقي تحقيق رضوانها عن ربّها فأراد أن يُدخلها جنّة النعيم لترضى، وأمر ملائكته أن يسوقوها إلى جنة النعيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ربّهم إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرً‌ا} صدق الله العظيم [الزمر:73].

    ولكنّها أبت أن يسوقوها إلى جنّة النعيم فكادت أن تُضارِبّهم وقالت: "دعونـــي". فجثت على رُكبتيها باكيةً بكاءً شديداً، ثُمّ ناداها الله سبحانه من وراء الحجاب فقال لها: "يا عابدة لربك قد رضي الله عنك وكان حقاً على ربّك أن يُرضيك فتمنّي على ربّك، فقالت: وهل يرضى الحبيب ما لم يعلم أنّ من أحبّ راضٍ في نفسه وسعيد وليس متحسّر ولا حزين؟ وإنّك لتعلمُ ما أُريد يا غفور يا ودود. ثُمّ رد الله عليها وقال: أفلا ترضي بأعلى درجةٍ في جنات النعيم؟ فقالت: ما لهذا عبدتُك ربّي، بل أُريد النعيم الأعظم منها وأنت على ذلك من الشاهدين. ومن ثُمّ ردّ عليها رب العالمين وقال: فبعزّتي وجلالي وعظيم ملكي وسلطاني لن ترضي بملكوت ربّك ومثله معه حتى يرضى
    ].
    ــــــــــــــــــ
    انتهى.

    ألا والله الذي لا إلهَ غيره ولا معبودَ سواه إنَّ هذه المرأة من أنصار المهدي المنتظر فمن هي يا ترى؟ الله أعلم! ولستُ مُتيقّناً من هي بالضبط فالله أعلم، وكذلك يوجد من هي على شاكلتها من نصيرات الإمام المهدي ولكنّ الخبر جاء أنّ من أنصاري أَمَة عابدة لرضوان ربّها دون ذكر الاسم.

    وأمّا بالنسبة لمُحبّة المسيح عيسى ابن مريم فأرجو من الله أن يُطَهّر قلبَها تطهيراً فتأخذها الغيرةُ على الربّ الودود المعبود فتنافس في حُبِّه وقربِه بدل الغيرة على المسيح عيسى ابن مريم والمبالغة في حبه.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 18578 من موضوع الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1432 هـ
    03 - 07 - 2011 مـ
    8:00 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على أَمَةٍ من إماءٍ الله التي تُفتيه بحبّ المسيح عيسى ابن مريم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار..
    ويا أمَة الله، وتالله لقد فُتِنْتي بحبّ المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام فشغلَك بذلك الشيطان عن التفكّر بمحبّة الله والتنافس في حبّ الله وقربه، ولذلك وهنتِ عن نصرة الله بنشر البيان الحقّ للذكر بعد أن كنتِ من أكثر الأنصار نشراً للبيان الحقّ للقرآن، وفتنك الشيطان بحبّ المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام كونها محبةٌ عاطفةٌ محضةٌ فتريدين أن يكون زوجاً لك وليست محبّتك له لوجه الله، وقد أعرض الإمام المهدي عنك كثيراً ولكنّك أجبرتيني على الردّ عليك كونك حرَّمتِ على الأنصار أن يردوا عليك إلا الإمام وما ينبغي للإمام المهدي أن يجاملك وهو يراك قد جعلتِ لله ندّاً في الحبّ، وأراك في خطرٍ عظيمٍ بسبب الحبّ العاطفي الذي شغلك عن محبّة الله.

    ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ الله يخيِّرُك فيقول لك: فهل أجعل رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو أحبّ إلى ربّك منك يا فلانة ومن ثم أجعلك تليه مباشرةً في حبّي لقلتِ: "اللهم نعم رضيتُ ربي فأهمّ شيءٍ لديَّ أنْ لا تحول بيني وبينه امرأةٌ كوني أغير عليه غيرةً شديدة". ومن ثم يردُّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحقّ ويقول: سبحان ربّي عن شِركِك فقد شغلتك الغيرة على المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام عن الغيرة على ربّك، ولو كنتِ تحبّين الله أكثر من حبِّك للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لما رضيتِ أن يكون المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو أحبّ إلى الله منكِ وأقرب، ولتمنَّيتِ أن تكوني أنتِ أحبّ إلى الله منه وأقرب لو كنتِ تُحبين الله أعظم من حبّك للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    ألا والله أنك لَتشهدين يا أختي في الله أنَّ الإمام المهدي لم يظلمْكِ في هذا حتى ولو أنكرتِ ظاهر الأمر فأنتِ تعلمين أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني لم ينطق إلا بالحقّ في فتواه عنك أنّك سوف ترضين أن يكون المسيح عيسى ابن مريم هو أحبّ إلى الله منك بشرط أن يجعلك تَلينَ المسيح عيسى ابن مريم فلا تفصل بينكما امرأة، ألا والله لو كان حبّك لله هو أشدُّ من حبّك للمسيح عيسى ابن مريم لتمنّيتِ أن تكوني أحبّ إلى الله من المسيح عيسى ابن مريم ومن الإمام المهدي ومن كافة الأنبياء والمرسَلين.

    ويا أُخَيَّتي في الله، إنَّ الحبّ الأعظم في القلوب لا ينبغي أن يكون لغير الله، ثم أحبّي من شئتِ من بعد ذلك فلن يكتبك الله من المشركين ما دام حبّ الله هو الأعظم في قلبك ممّا سواه، ولكنّك تُحبّين المسيح عيسى ابن مريم كحُبِّ الله؛ أي كالحبّ الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله، وأنتِ بذلك جعلتِ لله نِدّاً في الحبّ الأعظم، فأنتِ الآن من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا والله أنّ من أحبّ الله وأحَبَّهُ الله أنّه سوف يجد الغيرة في قلبه على ربّه ويودُّ أن يكونَ هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ من الإمام المهدي ومن كافة أنبياء الله ورسله، فإذا وُجِدَ الحبّ الأعظم وُجِدَتْ الغيرة في القلب على من تحب ولا مشكلة في زيادة الحبّ بين العبيد ولكن حين يتعلّق الأمر بحبّ الربّ فله الدرجة العظمى في القلوب في الحبّ، ألا وإنَّ الحبّ عذاب بين العبيد ولكن محبّة الله يجد أحبابه متعةً في قلوبهم، بل حتى الغيرة على الربّ من عبيده لا يجد العبد أنّ في قلبه عليهم حقداً أو زعلاً برغم أنّه يغير على الربّ من أحبابه من عبيده، ورغم ذلك يجد أنّه ليحبّهم حبّاً عظيماً محبّةً في الله، وذلك كون الله ينزع ما في قلوبهم من غلٍ وحقد فيجعلهم إخواناً في محبّة الله.

    وأما حين تأتي الغيرة على من تحب من البشر فتغار عليه من أحد فيشعر من يغار أنَّ في قلبه حقدٌ وكرهٌ وغِلٌّ لمن يغار منه من البشر على منْ أحبّ من البشر، ولكن حين يتعلَّق الأمر بحبّ الله الواحد القهار فلن يجد أحبابُ الله في قلوبهم لبعضهم الحقد والغل برغم أنّ غيرتَهم على ربّهم من بعضهم في حبّ الله وقربه لهي أشدُّ وأعظم من غيرة البشر على بعضهم بعض.

    وأرجو أن تفهمي ما يقصده الإمام المهدي وأن لا يجرحك بياني هذا فعسى أن يكون سبب هدًى لكثيرٍ من الناس، وأرجو من الله أن لا يزيدك به عمًى إلى عماك لو تبيّن لك الحقّ ولم تتّبعيه يا أمَة الله، وأنتِ لتعلمين عظيم صبر الإمام المهدي عليك ولطالما شتمتِه على الخاص كثيراً، ولكنّي أقول لك أنّي لا أزال عند وعدي لكِ أنْ أكَلِّم المسيحَ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يوم لقائِه فأقول له: يا أيها المسيح عيسى ابن مريم عليك الصلاة والسلام وعلى أمّك القدّيسة الصدّيقة بالحقّ فإنّ فلانةٌ العربيّة تريد الزواج بك، فماذا ترى؟ فلا تعتبر ذلك منّي أمراً بالزواج بها؛ بل لك الحقّ في الاختيار كون القرار في أمر الزواج يخصّك في اختيار شريكة حياتك. وهذا ما أستطيع أن أعدكِ به يا أمَة الله لئن أنقذك الله من عذابه القادم، فتذكّري قول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

    فلا تشتميني بارك الله فيك، ألا والله الذي لا إله غيره إنَّ صبرَ الإمام المهدي عليك حرصٌ عليك، كوني أراك في خطرٍ عظيمٍ ولم تهتدي إلى الصراط المستقيم بعد، ولو كنتِ من الذين نوَّر الله بصيرتهم لما شتمتِ السراج المنير الذي أنار لك الطريق بالبيان الحقّ للقرآن لتُبصري صراط العزيز الحميد إن شئتِ أن تتّخذي مع الأنصار والمهدي المنتظر السبيل الحقّ إلى ربّهم، فأنت تجديننا نتنافس في حب الله وقربه، ألا والله الذي لا إله غيره إنّ الذين هداهم الله من الأنصار لتجدينهم يتمنّى كل واحد منهم أن يكون هو الأحب إلى الله من المهدي المنتظر ومن كافة الأنبياء والمرسَلين ومن كافة العبيد في الملكوت كلّه، أفلا تعلمين أنَّ من وَجَدَ في قلبه هذا التمنّي فحتى لو لم يحقّقه الله له فيجعله أحبّ عبد إليه فأضعف الإيمان يخرج من دائرة الشرك بالله إلى برِّ الأمان؛ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ألا والله يا أمَة الله إنّه لا يؤمن كثيرٌ من الناس بربّهم إلا وهم به مشركون عبادَه المقرّبين، وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، ويا أيّها السائلين، أرجو أن تعذروا الإمام المهدي لئن وجدتم التقصير بعدم الردود على قليلٍ من الأسئلة الملقاة، فالإمام المهدي مشغولٌ بهذه الظروف التي يمرّ بها إخواني اليمانيّون، وأرجو من الله أنّ ينظر في أمرهم وأمر الشعب السوري وشعب ليبيا وكافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة ويرحم جميع المظلومين في العالمين فيرفع الظلم عنهم برحمته ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين ويهديهم إلى سواء السبيل، إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - شعبان - 1435 هـ
    11 - 06 - 2014 مـ
    06:43 صباحاً
    بيانُ العجب العُجاب عمّا في قلوب أحباب الربّ؛ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتّى اجْتمعوا على حبّ الله ..
    اقتباس من البيان المرفق رابطه
    (( فاسمعوا لأعجب فتوى في تاريخ خلق الله أجمعين، وأزكّي فتواي بالحقّ بالقسم بالله العظيم ربّ الملكوت ربّ كلّ شيء ومليكه الله وحده لا شريك له بأنّه لو يخرج إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه كافةُ الأنبياء والمرسلين ويتقدّمهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يخاطبهم كافةُ الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر ناصر محمد ونقول لهم: اتّخِذوا رضوانَ الله وسيلةً ليُدخلكم جنّته ويقيكم من ناره. لقالوا: "اسمع يا أيّها المهديّ المنتظَر ناصر محمد وكافة الأنبياء والمرسلين، فاسمعوا لردِّنا بالحقّ، ونُقسم لكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نتّخذ رضوان الله النَّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر جنات النَّعيم؛ بل لن نرضى حتى يرضى الله"! فحتى ولو ردَّ عليهم كافةُ الأنبياء والمرسلين القول فيقولون: ولكن ها هو المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم؛ ها هو معنا يقول لكم: فلتتخذوا رضوان الله وسيلةً ليقيكم ناره ويدخلكم جنّته برغم أنّ الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم هو ناصر محمد. فمن ثم يردّ على الإمام ناصر محمد اليماني وعلى كافة الأنبياء والمرسلين معشرُ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فيقولون: "نحن الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور لا نكذِّبُ بكافة الأنبياء والمرسلين ولا نفرِّقُ بين رسل ربّ العالمين ونؤمن بالرسل من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، ونؤمن بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد صلوات الله عليهم جميعاً ونسلّم تسليماً، ونطيع أمر الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد، فاسمعوا لردِّنا عليكم بالحقّ، ونقول:

    [[[نقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نترك الله لكم أنتم والمهديّ المنتظَر تتنافسون على حبِّه وقربه؛ بل سوف نُنافسكم في حبّ الله وقربه، وكذلك يتمنى كلٌّ منّا من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أن يكون هو العبدُ الأحبّ والأقرب منكم إلى الربّ وحتى ولو كنتم الأنبياء والمرسلين ومعكم المهديّ المنتظَر، فما أنتم إلا بشرٌ مثلُنا؛ عبيدٌ لله مثلنا ولستم أولاد الله حتى تكونوا أولى بحبِّ الله وقربه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فلم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وما أنتم إلا عبيدٌ لله مثلُنا ولنا الحقّ في ذات الله كما لكم، فلسنا مشركين بالله عبادَه المقربين ولن نتخذ من دون الله ولياً ولا شفيعاً.

    ونقسم لكم يا معشر الأنبياء والمرسلين بأنّه لو يتّخذ الإمامُ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني رضوان الله وسيلةً ليفوزَ بجنّات النَّعيم فإنّنا لن نتّبعه باتِّخاذ رضوان الله وسيلةً، وحتى ولو قال: "لقد أفتيتكم بالباطل"؛ لقلنا: بل أفتيتنا بالحقّ فقد علمنا الحقّ علم اليقين في قلوبنا، فعلمنا أنّ رضوان نفس الله هو النَّعيم الأعظم من نعيم الجنّة.

    ويا معشر كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد فاسمعوا وعُوا قولَنا، ونقسم بالله الواحد القهّار من يولج الليل في النّهار ويرسل السماء مدراراً وجعل الجنّات والأنهار؛ من يبعث من في القبور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنّنا معشرَ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه لن نرضى بملكوت الجنّة أجمعين حتى يكون حبيبنا الله راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، فقد علمنا أنّ رضوان الله على عباده لهو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته، فحتى لو ارتدَّ الإمامُ المهديّ ناصر محمد عن اتّخاذ رضوان الله على عباده غايةً، وحتى ولو أنكر أنَّ رضوان الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته فحتماً سوف نعلن الإصرار المطلق نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أننا لن نرضى حتى يرضى الرحمن الرحيم، ونعتصم بالله بأنّ رضوان نفس الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من جنّته.
    وحتى لو أمرنا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من بعد الظهور والتمكين على العالمين فأمرنا أنْ نتَّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم جنّات النَّعيم فحتماً سوف نعصي أمره، وإنْ أصرّ علينا وأراد أنْ يُلقي بنا في ظلمات السجون فحتماً سوف ندعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ إلى المباهلة ونعصي أمره بأنْ نتخذ رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة، فليشهد الله وكفى بالله شهيداً ونُشهدُ كافة خلقه أجمعين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ أنّنا لن نرضى بملكوت الجنَّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى حبيبنا الله ربّ العالمين وكفى بالله شهيداً، وما اتَّبعنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وشدَدْنا أزره إلا من بعد أن علّمنا حقيقة اسم الله الأعظم، ووجدناه صفةً لرضوان نفس الله على عباده، وعلمناه علم اليقين.

    ولن يزداد يقينُنا في حقيقة اسم الله الأعظم من بعد الظهور والنّصر والتمكين، ولن يزداد يوم يقوم الناس لربّ العالمين لكوننا قد علِمْناه علم اليقين في قلوبنا فوجدناه حقّاً النَّعيم الأعظم من نعيم جنّته، وعلمنا علم اليقين حقيقة قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة]، فوجدنا رضوان نفس الله على عباده هو حقاً النَّعيم الأكبر من نعيم جنّته لا شك ولا ريب، فإن انقلب ناصر محمد اليمانيّ على وجهه ولم يعُدْ يتَّخذ رضوان نفس الله غايةً أو مات أو قُتل فلن نتراجع عن تحقيق هدفنا في تحقيق النَّعيم الأعظم، لكوننا لا نعبد ناصر محمد اليماني؛ بل نعبد الله الواحد القهّار. أفإِن مات ناصر محمد اليماني أو قتل ننقلبُ على أعقابنا؟ ونعوذ بالله من ذلك، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    وهذا ردُّنا نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فلا نخاف في الله لومة لائم. ]]]
    ـــــــــــــــ
    انتــــــهى... ))

    الرابط: https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=149036

  10. افتراضي

    اقتباس من البيان المرفق في اسفل الاقتباس مع عنوانه وتاريخ اصداره

    اقتباس المشاركة :
    ويا أمّة الإسلام، ألا إنّ رحمة الله كقدرته المُطلقة لا نهاية لها ولا حدود، ولذلك تُكفَّر كل الذنوب لمن تاب إلى الله متاباً، فيُدخله برحمته في عباده الصالحين فيَمُنّ عليهم بحُبّه ونعيم رضوانه، فهل تعلمون لماذا؟ لأنّ الله أرحم الراحمين تجدونه حقاً أرحم بكم من أمّهاتكم ومن آبائكم ومن الناس أجمعين، وأقسمُ بالله العظيم أنّهُ بمجرد ما يشهد المؤمن مع الإمام المهديّ إلى نعيم رضوان الرحمن فيعترف أحدكم بدعوة ناصر محمد اليماني أنّ الله أرحم به من أمّه وأبيه ومن إخوته وأبنائه والناس أجمعين فيقرّ بذلك في قلبه أنّه تغشاه فوراً روح الرضوان من الله وهو لا يزال فوق كرسي الجهاز فيقشعر جلده فيلين قلبه بذكر ربِّه فيقول:

    [[[ يا رب إنّك قلت في مُحكم كتابك أنّك أرحم بعبدك من أمّي ومن أبي ومن إخوتي ومن أبنائي ومن الناس أجمعين؛ يا ربِّ عبدك بين يديك لا يتوسل بالمهديّ المنتظَر ولا بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولا بأحدٍ من كافة الأنبياء والمرسَلين، فكيف أفعل ذلك وقد علمتُ أنّك أرحم بعبدك منهم أجمعين! بل أتوسل إليك ربّي بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، اللهم إن كانت ذنوبي حُجّةً لك على عبدك فتُعذبه ولكنّ حُجّة عبدك عليك هي أعظم وهي رحمتك التي كتبت على نفسك فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم إنّي أشعر بتحسّرٍ على أمّي وأبي وأخي وولدي تحسّراً عظيماً لو كانوا من أصحاب الجحيم فأراهم يصطرخون في نار جهنم فإذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بهم منّي؛ الله أرحم الراحمين؟ وعليه فإنّ عبدك يسألك بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن تهدي أمّي وأبي وإخوتي وأبنائي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين والناس أجمعين فتدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين، وليس دعائي لهم لأنّي أرحمُ بهم أكثر منك ربّي سبحانك! بل أنت ربّي وربّهم أرحم من عبدك بهم وأرحم بي منهم يا أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم منك؟ فكم أنت عظيم يا إلهي يا من وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً؛ اكتب لي هذه الشهادة عندك أنّ عبدك يشهد أن لا إله إلا الله أرحم الراحمين حتى أُجادلك بها عن نفسي يوم يقوم الناس لربّ العالمين: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} صدق الله العظيم [النحل 111].

    فلا حُجّة لعبدك بين يديك إلا رحمتك التي كتبت على نفسك، تصديقاً لوعدك الحقّ في مُحكم كتابك الحكيم: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    اللهم إنّي آمنت بآياتك واعترفت برحمتك وأنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إيّاك أعبد ولك أسجد ولك كلّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ من أجلك حتى ترضى ومماتي من أجل لقائك وأنت راضٍ عني؛ اللهم إنّك لك حقاً على عبدك أن يعبد رضاك ولي حقّ عليك أن ترضيني.

    اللهم إنّما نعبد نعيم رضوانك في نفسك فحقّق لنا ذلك فلن نرضى حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ وذلك حتى تدخل أمّي وأبتي وأولادي وإخوتي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين في رحمتك، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّك أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. ]]]
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=6416
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6414 من موضوع بسم الله الرحمن الرحيم {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم ..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 08 - 1430 هـ
    09 - 08 - 2009 مـ
    ــــــــــــــــــــــــ



    إنّ الله بشَّر التوّابين منكم بحبه سبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبّكم ويقرّبكم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين النبيّ الأميّ الأمين وآله الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
    يا معشر المسلمين، إنّ الذي حال بينكم وبين منافسة عباد الله المقرّبين من الأنبياء والمرسَلين هو إنّ أحدكم يفكر بأنّ هؤلاء معصومون من الخطأ فلم يرتكبوا خطيئةً قط، وبسبب هذه العقيدة الباطلة دخل كثيرٌ من الناس في الإشراك بربّهم فاتّخذوا الوساطة بينهم وبين ربّهم وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ} [الزمر:3]، بسبب ظنّهم أنّهم لم يذنبوا قط! وأما أنتم فترون أنّه لا يمكن أن تكونوا مثلهم عند الله لأنّكم قد أذنبتم فيَئِستُم من رحمة الله أن يجعلكم من المُقرّبين منه، ولذلك تركتُم التنافس على الله أيّكم أقرب إلى الله، ولذلك لن تفعلوا مثل أوليائه من قبل؛ كانوا يتنافسوا على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، حتى إذا رأيتم لهم كراماتٍ فإذا أنتم تدعونهم من دون الله من بعد موتهم برغم أنّ الله أفتاكم إنّما هم عبادٌ أمثالكم ولهم ذنوب وتابوا إلى ربّهم متاباً؛ فغفر لهم وأحبّهم وقربهم وتنافسوا على حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه حتى إذا كرّمهم الله فإذا أنتم تدعونهم من دون الله، وقال الله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثم أفتاكم الله إنّما هم عبادٌ أمثالكم بين يدي ربّهم وليس لهم الحقّ في ربّهم أكثر منكم حتى تروا أنّه لا يحقّ إلا لهم وحدهم أن يتنافسوا على الله ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، وأما أنتم فلا! لأنّكم ترون أنّكم قد أذنبتم ولذلك تدعونهم من دون الله أن يشفوا مرضاكم أو أن يعافوكم مِمّا ابتلاكم به ربّكم أو يشفعوا لكم عند ربّكم حتى أصبح لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركين به عبادَه المقرّبين برغم أنّهم عبادٌ أمثالكم ولم يكن الله لهم حصريّاً من دونكم. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهل تعلمون لماذا يخافون عذاب الله؟ وذلك لأنّهم قد أذنبوا ذنوباً لا يعلم بها سواه ولكنّهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتنافسون على حُبِّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه كما أخبركم الله بذلك في مُحكم الكتاب: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فيا معشر المُذنبين، هل تريدون أن تنالوا حُبَّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه؟ فإني أُبشّركم بقول الله في مُحكم كتابه لعالِمكم وجاهلكم إنّ الله بشَّر التوّابين منكم بحُبّه سبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبّكم ويُقربكم. تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].

    فتوبوا إلى الله متاباً يبدل الله سيئاتكم بعفوه ورحمته التي وسعت كلّ شيء، تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه الحكيم: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    يا معشر الجنّ والإنس، أفلا أدلّكم بأعظم إثمٍ في الكتاب من بعد الشّرك بالله؟ إنّه القنوط من رحمة الله، فذلك أشدّ ما يغضب الله أن يقنط عبده من رحمة ربِّه مهما كانت ذنوبه، فلا يجوز له أن يقنط من رحمة الله وإن قنط من رحمة الله فسوف يناله غضبٌ من الله أعظم من غضب الله عليه بسبب ذنوبه، وأقسمُ بالله قسماً غير مكذوبٍ لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم لوسعته رحمة الله.

    ويا أمّة الإسلام، ألا إنّ رحمة الله كقدرته المُطلقة لا نهاية لها ولا حدود، ولذلك تُكفَّر كل الذنوب لمن تاب إلى الله متاباً، فيُدخله برحمته في عباده الصالحين فيَمُنّ عليهم بحُبّه ونعيم رضوانه، فهل تعلمون لماذا؟ لأنّ الله أرحم الراحمين تجدونه حقاً أرحم بكم من أمّهاتكم ومن آبائكم ومن الناس أجمعين، وأقسمُ بالله العظيم أنّهُ بمجرد ما يشهد المؤمن مع الإمام المهديّ إلى نعيم رضوان الرحمن فيعترف أحدكم بدعوة ناصر محمد اليماني أنّ الله أرحم به من أمّه وأبيه ومن إخوته وأبنائه والناس أجمعين فيقرّ بذلك في قلبه أنّه تغشاه فوراً روح الرضوان من الله وهو لا يزال فوق كرسي الجهاز فيقشعر جلده فيلين قلبه بذكر ربِّه فيقول:

    [[[ يا رب إنّك قلت في مُحكم كتابك أنّك أرحم بعبدك من أمّي ومن أبي ومن إخوتي ومن أبنائي ومن الناس أجمعين؛ يا ربِّ عبدك بين يديك لا يتوسل بالمهديّ المنتظَر ولا بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ولا بأحدٍ من كافة الأنبياء والمرسَلين، فكيف أفعل ذلك وقد علمتُ أنّك أرحم بعبدك منهم أجمعين! بل أتوسل إليك ربّي بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، اللهم إن كانت ذنوبي حُجّةً لك على عبدك فتُعذبه ولكنّ حُجّة عبدك عليك هي أعظم وهي رحمتك التي كتبت على نفسك فوعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    اللهم إنّي أشعر بتحسّرٍ على أمّي وأبي وأخي وولدي تحسّراً عظيماً لو كانوا من أصحاب الجحيم فأراهم يصطرخون في نار جهنم فإذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بهم منّي؛ الله أرحم الراحمين؟ وعليه فإنّ عبدك يسألك بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن تهدي أمّي وأبي وإخوتي وأبنائي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين والناس أجمعين فتدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين، وليس دعائي لهم لأنّي أرحمُ بهم أكثر منك ربّي سبحانك! بل أنت ربّي وربّهم أرحم من عبدك بهم وأرحم بي منهم يا أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم منك؟ فكم أنت عظيم يا إلهي يا من وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً؛ اكتب لي هذه الشهادة عندك أنّ عبدك يشهد أن لا إله إلا الله أرحم الراحمين حتى أُجادلك بها عن نفسي يوم يقوم الناس لربّ العالمين:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} صدق الله العظيم [النحل 111].

    فلا حُجّة لعبدك بين يديك إلا رحمتك التي كتبت على نفسك، تصديقاً لوعدك الحقّ في مُحكم كتابك الحكيم:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    اللهم إنّي آمنت بآياتك واعترفت برحمتك وأنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إيّاك أعبد ولك أسجد ولك كلّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ من أجلك حتى ترضى ومماتي من أجل لقائك وأنت راضٍ عني؛ اللهم إنّك لك حقاً على عبدك أن يعبد رضاك ولي حقّ عليك أن ترضيني.

    اللهم إنّما نعبد نعيم رضوانك في نفسك فحقّق لنا ذلك فلن نرضى حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ وذلك حتى تدخل أمّي وأبتي وأولادي وإخوتي وجميع أهل بيتي وجميع المسلمين في رحمتك، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّك أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
    ]]]

    ويا معشر الربّانيّين أيّها العابدين لنعيم رضوان الله ربّ العالمين وكأنّي أرى روح نعيم الرضوان تغشاكم فخشعت قلوبكم ودمعت عيونكم ممّا عرفتم من الحقّ والحقّ هو ربّكم الله أرحم الراحمين صلّى الله عليكم وملائكته ليخرجكم من الظُلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا معشر المسلمين: {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، اللهم صلِّ عليه وعلى جميع الأنبياء من قبله وآله وآلهم وسلّم تسليماً، وسلامُ الله على الصالحين التابعين للحقّ، فاعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

    اللهم اغفر لكافة المسلمين ذكرهم والأنثى، اللهم لا تُعذبهم لأنّهم كذبوا بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ فإنّهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم؛ اللهم فاغفر لهم بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك ولجميع أمواتهم وأدخلنا أجمعين برحمتك في عبادك الصالحين؛ اللهم عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت أن لا تُجبْ دعوتي عليهم أبداً وأن تجيب دعائي لهم يا من وسعتَ كُلّ شيء رحمةً وعلماً يا أرحم الراحمين.

    فادعوا يا معشر الأنصار كدعاء إمامكم لأُمّتكم من أجل تحقيق النعيم الاعظم في نفس ربّكم فإنّه لا يتحقّق ما لم يُدخل عباده في رحمته إن كنتم تعبدون نعيم رضوان الله كغاية، وأما أن تكونوا تعبدون رضوان الله كوسيلةٍ ليدخلكم جنته ويقيكم من ناره فلكم ذلك، ولكن لي سؤال لو أنّ أحدكم بحث عن أبيه وأمّه وإخوته وأبنائه بين أصحاب الجنة فلم يجدهم ومن ثم اطّلع فرآهم يصطرخون في سواء الجحيم فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنعيم والحور من بعد اطِّلاعكم عليهم وهم يصطرخون في نار جهنم؟ فلا يفتنكم ذلك عن رحمة من هو أرحم بهم منكم، وقولوا: "إذا كان هذا حالنا فكيف حال من هو أرحم بهم منّا؟" ثم سَلوهُ برحمته التي كتب على نفسه أن يهدي أهل بيوتكم والناس أجمعين، واعلموا أنّ الله حين يُهلك الكفار المعرضين عن دعوة رسل ربّهم فيهلكهم من غير ظلمٍ ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربّ العالمين ..
    الذليل على المسلمين مثل جدّه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. المهدي المُنتظر ناصرُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر محمد اليماني
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-06-2015, 01:56 AM
  2. لو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2013, 06:40 PM
  3. الإمام المهديّ يشهد بالحقّ أنّ لا إله الا الله وأنّ كافة المرسلين رسل الله من نوحٍ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-04-2012, 06:56 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •