الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 03 - 1432 هـ
17 - 02 - 2011 مـ
05:20 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
الإمام المهدي يناشد علماء المسلمين أن يتّبعوا الحقَّ من محكم القرآن العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي الكريم فضيلة الشيخ محمد عبد القادر إدريس، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا ابن عبد القادر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خدعك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في الابتهال إلى الله الواحد القهار، وها أنا أُكرِّر لك المباهلة فأجعلها حصريّاً على نفسي إن كنتُ من الكاذبين ولم يصطفِني الله الإمام المهديّ المنتظَر بالحقّ.
وإليك ابتهالي على نفسي لك ولجميع المسلمين، وأقول:
[[ اللهم إني عبدك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أدعوك مُبتهلاً إليك بجميع أسمائك الحسنى وصفاتك العُلى إن كنتَ تعلم أن عبدك ناصر محمد اليماني من الكاذبين ولم تصطفِني المهديّ المنتظَر فإن عليَّ لعنة الله وملائكته والناس أجمعين عداد ثواني الدهر والشهر منذ أن خلقت السماوات والأرض إلى اليوم الآخر، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإن كنت تعلم يا إله العالمين أنّك اصطفيتني الإمام المهديّ المنتظَر للناس إماماً كريماً لنهديهم إلى الصراط المستقيم وعلّمتني البيان الحقّ للقرآن العظيم وزدتني بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم على علماء المسلمين وأمّتهم فإنك على كل شيء شهيد، اللهم فإن أعرض المسلمون عن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحقّ من ربهم فأقول كما قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36].
اللهم إليك أبتهل بجميع أسمائك الحُسنى وصفاتك العلى أن تغفر لهم وترحمهم وتريهم الباطل باطلاً وترزقهم اجتنابه وتريهم الحقّ حقاً وترزقهم اتبِّاعه، وتوزِعَهم أن يشكروا نعمتك ومَنَّك وكرمك عليهم ببعث الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخرجهم من الظلمات إلى النور فيهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فإنهم لا يعلمون أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربهم يا من كتبت على نفسك الرحمة فاغفر لهم وارحمهم ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
اللهم إنَّ عبدَك يشهد إنَّ من أحبّ النفقات إلى نفسك هي نفقة العفو، تصديقاً لقولك الحقّ في محكم كتابك: {ويَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]، اللهم إنّي أشهدك وكفى بالله شهيداً أنّي أنفقت العفو عن عبادك المسلمين قُربةً إليك طمعاً في المزيد من حبك وقربك، فاعفُ عمّن ظلمني منهم وشتمني بغير الحقّ ظلماً وعدواناً، اللهم فاغفر لهم فإنّهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم فاغفر للذين يؤذونني من المسلمين فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت خير الغافرين، اللهم رجوتُك بحق عظيم عفوك وحُلمك أن تردَّ دعوة ناصر محمد اليماني على أحدٍ من المسلمين في ساعة غضب، اللهم لا تُجِب دعاء عبدك عليهم إلى يوم القيامة ولكنّي أتوسل إليك ربّي برحمتك التي كتبتَ على نفسك أن تجيب دعائي لهم بالهدى والعفو والغفران والرحمة وأن تجعلهم من الشاكرين وقليل من عبادك الشكور، يا من إليه تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليك النشور إنّك أنت الغفور الشكور نعم المولى ونعم النصير، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين. ]]
ويا أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم أفتوني: هل تعبدون الله وحده لا شريك له أم تعبدون المهديّ المنتظَر؟ كوني أرى الشيطان يصدّكم عن اتباع الحقّ من ربّكم خشية أن لا يكون الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، أفلا تعلمون أنَّ الله لن يحاسبكم على ما يدّعيه ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر فإن يكُ كاذباً فعليه كذبه بادعاء شخصيّة المهديّ المنتظَر، فلن يحاسبكم الله على ذات ناصر محمد اليماني كونه ليست الحجّة عليكم في ذات ناصر محمد اليماني شيئاً سواء يكون المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين، فإذا لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فقولوا كما قال مؤمن آل فرعون: {إِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}، وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين. أفلا تتّبعون موعظة مؤمن آل فرعون الذي قال لآل فرعون وهو يعظهم: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر:28].
إذاً يا قوم إنما طائفٌ من الشيطان يوسوس لكم بغير الحقّ أن لا تتّبعوا الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر، كلا وربي فاتقوا الله واستعيذوا من طائف الشيطان تبصروا الحقّ من ربّكم؛ بل ذلك يحاسب به الإمام ناصر محمد اليماني وحده لو لم يكن المهديّ المنتظَر وأما أنتم فسوف يحاسبكم الله لو أنّ ناصر محمد اليماني يحاجُّكم بالبينات من ربّكم في محكم الكتاب ثم تعرضون عن آيات الكتاب البينات، فتلك هي حجّة الله عليكم وسوف يحاسبكم الله على عدم اتّباع آيات الكتاب البيّنات كونها هي الحجّة عليكم بالحقّ لئن أبيتُم أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات في محكم القرآن العظيم، فهنا أُقيمت عليكم الحجّة ثم يعذبكم الله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً فانظروا لحجّة الله عليكم الذي يحاجّ بها من أعرض عن ذكر ربه. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
وآيات الكتاب هي حجّة الله بالحقّ على عباده كون أنبيائه إنّما كانوا يدعونهم إلى اتّباع آيات الله في محكم كتابه كون تلك هي حجّة الله على عباده من الجنّ والإنس، فإذا لم يتبعوا آيات الكتاب فقد كفروا بالحقّ من ربِّهم وتلك هي حجّة الله عليهم. وقال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا قوم، لماذا لا تجادلون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بآيات الكتاب حتى يتبيَّن لكم أصدقتُ أم كنتُ من الكاذبين؟ فإذا أقمت عليكم الحجّة بالحقّ لما أعظكم به من محكم الكتاب، فقد أقمتُ عليكم الحجّة بالحقّ، وشرطٌ علينا غير مكذوب أن نستنبط لكم سلطان العلم من محكم القرآن العظيم من آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم إن كنتم تعقلون.. وإن غلبتُم الإمام المهديّ بحجّة سلطان العلم من محكم القرآن ولو في مسألةٍ واحدةٍ فهو ليس الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم. ولم تجدوني أحاجّكم بالرؤيا في المنام بل تلك فتوى تخصُّني ولم يجعل الله الرؤيا الحجّة عليكم حتى ولو أراني الله محمداً رسول الله مليون مرة لما حاسبكم الله على عدم تصديق الرؤيا؛ بل حجّة الله لكم أو عليكم هو سلطان العلم من ربّ العالمين في محكم القرآن العظيم، فما خطبكم يا قوم لا تكادون تفقهون قولاً؟ فهل نخاطبكم بلسانٍ أعجميٍّ أم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ؟ أفلا تتقون؟
ويا قوم، أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة، فمن يجركم من عذاب الله يا معشر المعرضين عن الاحتكام إلى الله واتّباع الحقّ من ربّكم في محكم كتابه؟ عجبت من أمركم في عقيدتكم في بعث الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم! فهل تنتظرونه يأتيكم بكتابٍ جديدٍ غير كتاب الله القرآن العظيم؟ قل انتظروا إني معكم من المنتظرين. فلا أعلمُ بكتاب يتنزّل للعالمين من بعد القرآن العظيم، ولا أعلم برسولٍ يبتعثه الله للناس بكتابٍ جديدٍ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفلا تتقون؟ فما الذي تريدونه من الإمام المهديّ أن يجادلكم به من بعد كلام الله في محكم كتابه؟
وكذلك عجبي من الذين يقولون: "إذا كان ناصر محمد اليماني يفسِّر القرآن العظيم بالحقّ فهذا لا يعني أنّه المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: وهل تظنون تفسير ناصر محمد اليماني جاء مطابقاً لكافة تفاسيركم الظنيّة للقرآن العظيم؟ بل أصدِّقُ بالحقّ منها وأنكر كثيراً مما تقولون على الله ما لا تعلمون بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً بحجّة الاجتهاد، وأضللتم العباد عن الصراط المستقيم يا من تقولون على الله ما لا تعلمون فتحمّلتم وزركم وأوزار الذين تضلّونَهم بغير العلم الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].
فاتقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربّكم حتى لا تُضلّوا أنفسكم وتُضلّوا أمّتكم، فإن اتّقيتُم ولم تقولوا على الله ما لا تعلمون يجعل لكم فرقاناً؛ نوراً في قلوبكم حتى تفرِّقوا به بين الحقّ والباطل، فيتبيّن لكم أنّ الفرق لعظيم بين المهديّين المفترين شخصيّة المهديّ المنتظَر وبين المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني، كون سلطان العلم الذي يحاجكم به المهديّون هو من عند أنفسهم فيفسرون كلام الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فلا تتقبّله عقولَكم ولا تطمئِن إليه قلوبُكم كونه ليس الحقّ من ربّكم جميع ما تعارض مع العلم والمنطق إنْ كنتم تعقلون! وسرعان ما تقيمون على المهديّين المفترين الحجّة في كثير من المسائل، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم يتحدّاكم الله به أن تقيموا عليه الحجّة من القرآن العظيم؛ بل سوف تجدونه هو أعلمكم بكتاب الله القرآن العظيم ليجعله الله شاهداً بالحقّ على حقيقة هذا القرآن العظيم الذي جاءكم به محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للناس أجمعين، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
ألا وإنّ الذي عنده علم الكتاب جميعاً الذي تنزّل على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الإمام المهدي؛ (ن) في القرآن العظيم الذي جعله الله شاهداً بالحقّ على ما تنَّزل على محمدٍ رسول الله في القرآن العظيم أنّه الحقّ من ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، ولذلك أقسم الله برمز الاسم للإمام المهديّ أنّ رسول هذا القرآن ليس بمجنون صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [القلم]، ذلكم هو الشاهد بالحقّ من بعد الله على حقيقة هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
إذاً يا قوم فقد صار أمر المهديّ المنتظَر سهل التعريف فتقولون:
فبما أنّك تقول أنّ الله آتاك علم الكتاب فسوف نستجيب لأمر الله في محكم كتابه {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله} صدق الله العظيم [الشورى:10]، فإن كنتَ من أُولي الأمر الذي أمرنا بطاعتِهم من بعد الله ورسوله فلكل دعوى برهان، فعليك أن تستنبط لنا حكم الله بالحقّ بيننا فيما اختلف فيه علماء المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النساء]، فإذا كنتَ من أولي الأمر الذين أمرنا الله بطاعتِهم من بعد الله ورسوله فحتماً سوف تعلم الحكم الحقّ بيننا فتأتي بالحكم الحقّ تستنبطه من محكم كتاب الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [النساء:83]. شرطٌ لنا عليك أن يكون حكم الله جليّاً واضحاً تأتي به من محكم كتابه فإذا تبيّن لنا أنه الحقّ لا شكّ ولا ريب فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ فإذا لم نتّبع حكم الله بيننا فماذا بعد الله إلا الضلال البعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يونس]. كون أصدق الكتب هو كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف على مرّ العصور نسخةً واحدةً موحدةً في العالمين لم تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ فذلك بيننا وبين من ادَّعى المهدية بغير الحقّ، وأما السُّنة النبويّة فلن تستطيع أن تقنعنا بها يا ناصر محمد اليماني فإن جئت بحديثٍ يخالف لمعتقدنا فنستطيع أن نطعن في صحته وفيمن رواه أنّه ليس من الثُّقات ونأتيك بحديثٍ يخالفه تماماً ثم لا نخرج بنتيجة مقنعة للجميع، ونضرب لك على ذلك مثلاً في رؤية الله جهرة، فأما الشيعة فسوف يقولون: روى مسلم في صحيحه عن ابن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة]. وأما أهل السُّنة والجماعة فسوف يأتون بحديث يخالف هذا الحديث تماماً فيقولون:
ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: أفلا ترون أن الإمام المهديّ لا يستطيع أن يخرس ألسنتكم بالحقّ من ربّكم حتى يجادلكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ وإنْ جادلتموني بآيات الكتاب المتشابهات فإني بتأوليهن عليم، فسوف أفصّلهن من محكم كتاب الله تفصيلاً حتى لا تجدوا أي تناقضٍ في آيات الكتاب أجمعين؛ محكمه ومتشابهه، ولم يجعل الله الإمام المهديّ شيعياً ولا سُنّياً يؤمن ببعض الكتاب ويعرض عن بعض، هيهات هيهات.
وأقسمُ بالله العظيم لا تستطيعون أن تغلبوا الإمام ناصر محمد اليماني لا من آيات الكتاب المحكمات ولا من آيات الكتاب المتشابهات، وإِنّا لصادقون؛ بل أنا من المؤمنين بمحكم القرآن وبمتشابهه، وأقول: {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ولكنّكم (شِيعةً وسُنّة) تؤمنون ببعض الكتاب وتُعرضون عن بعض بحجّة أنّه لا يعلم بتأويله إلا الله وتجعلون له أوجهاً متعددة من عند أنفسكم، وهيهات هيهات أن يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم؛ بل سوف أسحق أحاديث الشيطان المفتراة بنعل قدمي ولا أُبالي برضوانكم سنةً وشيعةً، فإن كنت أصدِّق الشيعة في عدم رؤية الله جهرةً فسوف تجدونَني أخالِفهم إلى الحقّ في عقائد أخرى ما أنزل الله بها من سلطان وأتّبع أهل السُّنة فيها، كمثل عدم المبالغة في أئِمّة آل البيت، وأفتي بما أفتى به أهل السُّنة والجماعة إنّ الذين يدعون أئمة آل البيت من دون الله من الشيعة فقد أشركوا بالله ولا أبرئ أهل السُّنة من الشرك وإنما أهل السُّنة والجماعة هم أقل شركاً من الشيعة الاثني عشر برغم أنّ أكثر الأحاديث المفتراة هي لدى أهل السُّنة والجماعة، ولكن معتقدهم هو الأقرب إلى الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في عدم التوسل بالأئمة والأولياء، ولكن للأسف إنّ أهل السُّنة وقعوا في شرك الشفاعة فدخلوا طرف دائرة الإشراك مع الشيعة إلا من رحم ربي، وكذلك كثير من أهل البدع في المذاهب والفرق الأخرى ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون إلا من رحم ربي.
أفلا ترون أنصار الإمام المهديّ الحقّ من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يقولون:
[[ يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، صدَّقناك واتَّبعنا دعوتك بالحقّ، وإنا نُشهِدك أنّنا سوف نُنافسك في حبِّ الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك، ونحن عبيد الله وليس الله لك وحدك بل مثلنا مثلك، ولا نرجو رحمتك وشفاعتك يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ بل نحن مستغنون برحمة الله أرحم بنا من إمامنا المهديّ المنتظَر الذي صدَّقناه واتّبعناه، ولكننا نشهد أنّه أدنى رحمة من الله أرحم الراحمين، فكيف نلتمس الرحمة من ناصر محمد اليماني أو من جدِّه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من أيٍّ من أنبياء الله ونذر الله أرحم الراحمين؟ بل نرجو رحمة الله أرحم الراحمين، فإذا لم يرحمنا الله من بعد موتنا ويوم القيامة فمن ذا الذي هو أرحم بنا من بعد الله؟ فلن نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيراً.]]
أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر قلباً وقالباً صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر ليخرجهم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
أولئك يصلّي عليهم المهديّ المنتظَر وأسلمُ تسليماً، اللهم اغفر لهم وارضَ عنهم وأحبهم وقربهم واجعلهم صفوة البشرية وخير البرية أحباب ربّ العالمين فهم عبيدك من مناطق شتى في العالمين اجتمعوا على حُب الله ويطمعون في تحقيق السعادة في نفس ربهم ليجعلوه فرحاً مسروراً بهدى عباده كون الله يفرح بتوبة عباده فرحاً شديداً. ولذلك تجدون (أحباب الله) من أتباع الإمام المهديّ قلباً وقالباً يحرصون على هدى الأمّة جميعاً ولا يعجلوا عليهم ويقولون:
[[ اللهم اغفر لإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون ]]
ويقولـــــون:
[[ يا إله العالمين كيف يكون أحبابك سعداء في جنتك وحبيبهم الأعظم ليس فرحاً مسروراً بسبب ظلم عباده لأنفسهم؟ هيهات هيهات فما لهذا خلقتنا فلن نستغل شكرك لعبادك أن تقبلت منهم أن يبيعوا لك أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة ولكننا نحبك أعظم من حبنا لجنتك، ونقسم لك بنعيم رضوانك الأعظم لا نرضى حتى يكون حبيبنا الأعظم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا غضباناً، فما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فكيف يكون الحبيب سعيداً وحبيبه ليس بسعيد مثله؟ هيهات هيهات.. فما هذا قدر الربّ حقّ قدره! بل حقّ قدرك يا الله أن نتّبع نعيم رضوانك (النّعيم الأعظم) فنتخذه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة كون رضوان الله أكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وما دام رضوانُ نفس الله نعيماً أكبرَ من نعيم الجنة فسوف نتّخذ رضوان الله في نفسه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة، فكيف نتّخذ رضوان الله النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر مُستغلين صفة الشكر في نفس الله في قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [الشورى:23]؟ ]]
وقال أصحاب الجنة: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].
ولكن أحباب ربّ العالمين لن يذهب من أنفسهم الحزن حتى يذهب الحزن من نفس ربهم، كون الإمام المهديّ المنتظَر أفتاهم في محكم الذكر أنّ الله أرحم الراحمين ليس بسعيدٍ في نفسه بل حزينٌ ومتحسرٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربهم، فأهلكهم بذنوبهم فأدخلهم النار. ومن ثم تفكّر أحباب ربّ العالمين في فتوى الإمام المهديّ عن تحسر أرحم الراحمين على عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وأدخلهم ناره، فإذا هي الفتوى الحقّ عن حُزن الله في نفسه لا شكّ ولا ريب برغم أنه لم يظلمهم الله شيئاً بل كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله بذنوبهم حتى إذا أذهب غيظه من نفسه ببأسه الشديد، ومن ثم يتحسر عليهم بسبب صفته في نفسه أنه أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].
فأما أصحاب الجنة فأذهب الله حزنهم بنعيم الجنة وقالوا: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} صدق الله العظيم [فاطر:34].
وأما عبيد النّعيم الأعظم فلا أعلم أنّ الله سوف يذهب حزنهم بنعيم جنته حتى يذهب الحزن من نفس ربهم فيدخل عباده في رحمته فيقول الضالون: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}، ومن ثم ردوا عليهم أحباب ربّ العالمين: {قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].
أولئك هم أحباب ربّ العالمين من الصالحين، فهم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
و نعم إنهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فأمّا أنّهم ليسوا بأنبياء كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأما أنهم ليسوا بشهداء وذلك كونهم لا يحرصون على الشهادة في سبيل الله فيتمنون أن يقتلهم الكفار في سبيل الله أو يقتلوا الكفار إلا أن يُجبروا على ذلك؛ بل يتمنّون أن يجعلهم الله سبباً في هدي الأمّة إلى الصراط المستقيم كونهم يعلمون أنّ تحقيق السعادة في نفس الربّ ليس بأنّ يقتلوا الكفار ويقتلهم الكفار كونهم يعلمون أنّ الأحبّ إلى الله أن يجعلهم سبباً في هدى الأمّة، ولذلك تمنوا تحقيق ما يحبه الله ويرضاه لعباده (أن يهتدي عباده إلى الصراط المستقيم)، ولذلك تجدونهم كمثل محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حريصين على هدى العالمين؛ أولئك أحباب ربّ العالمين بل جهادهم هو الدعوة في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائمٍ، ونافسوا الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربّه، ولم يذروا التنافس إلى الله للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فأحبّهم الله وقربهم حتى يغبطهم الأنبياء والشهداء في قربهم من ربهم. تصديقاً للحديث النّبويّ الحقّ:
عن أبى مالك الأشعري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة:101].. قال: فنحن نسأله إذ قال: [إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة].. قال: وفى ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه وارتمى بين يديه ثم قال: حدثنا يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبيّ صلى الله عليه وسلم البشر، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: [هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نوراً ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون]. رواه أحمد (5/341، 343) والبغوي فى شرح السنة (13/51) وقال محققه: وشهر بن حوشب مختلف فيه وله شاهد بنحوه من حديث ابن عمر أخرجه الحاكم فى المستدرك (4/170 ، 171) وصححه وأقره الذهبي وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن حبان فى صحيحه (2508) وإسناده صحيح.
أولئك هم أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني صفوة البشرية وخير البرية برغم أنّهم من المذنبين ولكن من أحباب ربّ العالمين التوابين المتطهرين أحبّهم الله وقربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].
وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدم من حواء وآدم المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
___________________