الموضوع: تعالوا نعظم الله بالحق

النتائج 161 إلى 170 من 266
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : البصيرة
    يامن لا تدري انك لاتدري وفاااااااااااااتتك اشياء فلننظر كيف نحكم وكيف تحكم انت
    انت اعترفت ان اصحاب الفترة هم اصحاب الاعراف ومن ثم زدت من جيبك ان ان هناك اقوام تساوت حسناتهم بسياتهم


    ومن قبل ان نرد على الزيادة بجهل عندى سؤال برئ؟
    اصحاب الفترة الم يكونوا يعبدون الاصنام ويشركون بالله ان الاصنام هم شفعاؤهم الى الله فلماذا غفر الله لهم مالسر يامتسمى محتكم وتلف حول قوله مالكم كيف تحكمون.
    فهل اصحاب الاعراف تذكروا مناداة شفعاءهم كما كانوا يفعلون فى الدنيا ام بوحى التفهيم فهموا رحمة الله
    وهنا في البيان التالي يبين ويؤكد انك تجد صدقا ان الله لا يغفر ان يشرك به ...فيجب ان يتوفر شرط اخلاص الدعاء ليغفر للمشرك والملحد


    5104


    اقتباس المشاركة 5104 من موضوع رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني) العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيْــنُ ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    ____________



    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام] ..



    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدّي محمد رسول الله وآله المطهَّرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    سلام الله عليكم أيّها الشيخ الزهراني ورحمة الله وبركاته، السَّلام عليكم معشر الأنصار السَّابقين الأخيار، السَّلام عليكم معشر الزوار الباحثين عن الحقّ؛ والحقّ أحقّ أن يُتّبع، السَّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالَمين..

    ويا فضيلة الشيخ، يا أبا فراس الزهراني يا حافظ القرآن وأحد علماء الأُمّة بالمملكة العربيّة السعوديّة المباركة بالبيت العتيق، إني أُشهِدك وأُشهِد الله وكفى بالله شهيدًا على نفسك وعلى كافة عُلماء المُسلِمين وأدعوكم للذَّود عن حياض الدين إن كان ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ مُبينٍ حتى لا يُضِلّ المؤمنين إن كنتم على الحقّ المُبِيْن. وبما أنني الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين واثقٌ من نفسي ثقةً مطلقةً لا حدود لها أني حقًّا الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ولعنة الله على الكاذبين المُفترين لشخصية الإمام المهديّ في كلّ جيلٍ وعصرٍ بسبب وسوسة الشياطين حتى بعث الله إليكم الإمام المهديّ فيُعرِض عنه المُسلمون وعلماؤهم فيزعمون أنه مثله كمثل المفترين المهديّين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين، ولربَّما ناصر محمد اليمانيّ منهم! ولربّما أنه الإمام المهديّ الحقّ المبعوث من ربّ العالَمين! ولذلك لا يجوز لكم أن تُصدِّقوا الإمام ناصر محمد اليمانيّ أنه حقًّا المهديّ المنتظَر ما لم يهيمن عليكم بسلطان عِلم البيان للقرآن العظيم فيُخرس ألسنتكم بالحقّ من ربّ العالمين بسلطان العلم من مُحكَم القرآن العظيم، ولا أقول من آياته المُتشابهات؛ بل أعِدكم وعدًا غير مكذوب أن ألجمكم بالآيات المُحكَمات البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب؛ بَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم بشرط أن يفهمهنّ ويعقلهنّ كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ فيذود الإمام المهديّ عن سُنّة محمدٍ رسول الله الحقّ صلّى الله عليه وسلّم، فأدافع عنها بسيف الحقّ البتّار بِيَد المهديّ المنتظَر، فأبتُر بِمُحكَم الذِّكر كُلَّ بدعةٍ وضلالةٍ في الدين حتى نُخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، فقد أشركتم بالله يا معشر علماء المسلمين واتّبعتم كثيرًا من أحاديث الشيطان الرَّجيم التي تُناقض الآيات المُحكَمات في القرآن العظيم، فكيف تحسبون أنكم مهتدون يا مَن صَدَّقتم فاتَّبعتم ما يخالف لمُِحكَم كتاب الله؟ فكيف يهتدي مَن يَتَّبِع الباطل المُفترَى من عند غير الله الذي يُخالف كلام الله المُحكَم في القرآن العظيم؟!

    وبما أنَّني الإمام المهديّ المنتظَر حقيقٌ لا أقول على الله إلَّا الحقّ أنطق بالحقّ ولا أخاف في الله لومة لائمٍ فأُقيم الحُجَّة عليكم بالحقّ وأُعلن الكُفر المُطلَق برواية الشيطان الرَّجيم عن الشفاعة يوم الدين - يوم يقوم النَّاس لِرَبّ العالَمين - أن النَّاس يذهبون لطلب الشفاعة من خليفة الله آدم إلى خاتم النبيّين، وأفرُك الرواية المُفتراة بنعل قدمي لأنها جاءت من عند غير الله ورسله؛ بل هي من عند الشيطان الرَّجيم.

    ويا أبا فراس إني أراك تقول إنَّك لم تجد الإلجام بالحقّ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ في المواقع الأخرى، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي أدعوكم للحوار (بموقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ) وليس في المواقع الأخرى، وإنَّما ينشر الأنصار البيان الحقّ للذِّكر للمهديّ المنتظَر في المواقع الأخرى موعظةً للبشر ودعوةً للحوار إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر (موقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ)، فإن وجدتم أنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ حقًّا هيمن عليكم بسلطان العِلم من مُحكَم القرآن العظيم فلكلّ دعوى برهان، فأجيبوا الدَّاعي إلى الاحتكام إلى مُحكَم القرآن العظيم، فما وجدناه من الروايات والأحاديث جاء مُناقِضًا لِمُحكَم كتاب الله فإني أُشهِد الله وكفى بالله شهيدًا أنّ ما ناقض لِمُحكَم كتاب الله في السُنّة النّبويّة من روايات الشّيعة والسُّنَّة أنّ ذلك حديثٌ عن الشيطان وليس عن نبيّ الرَّحمن.

    وتعالوا للتطبيق للتصديق وإنَّا لصادقون، وأنا المهديّ المنتظَر أُعلن الكُفر بهذه الرواية الشيطانيّة التالية:
    اقتباس المشاركة :
    قال الإمام مسلم رحمه الله : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاتَّفَقَا فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ إِلَّا مَا يَزِيدُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْحَرْفِ بَعْدَ الْحَرْفِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحمد بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى ربّكم فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ ائْتُوا آدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ ربّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرسل إِلَى الْأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ربّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ إِنَّ ربّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ربّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ربّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ يَا مُحمد أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحمد ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهِ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ يَا ربّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ يَا مُحمد أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ
    انتهى الاقتباس
    انتهى.

    ويا فضيلة الشيخ مِن زهران يا حافظ القرآن، ألم تجد في كتاب الله ما يناقض رواية الشيطان المفتراة في دعوة غير الله لطلب الشّفاعة بين يدي الربّ المعبود؟ ألم تجد أنّ الدعاء للعبيد من العبيد لطلب الشّفاعة من الربّ المعبود أن دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ؟ ألم تجد ذلك في مُحكَم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر]؟ فانظر لطلب الكُفّار من ملائكة الرَّحمن المُقرَّبين وقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ}، ومن ثُمّ انظر في ردّ ملائكة الرَّحمن في قول الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، أيْ فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاء الكافرين لعبيده من دونه إلّا في ضلال.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الآية من الآيات البَيِّنات المُحكَمات لفتوى الدُّعاء يوم القيامة أن الذين يدعون عبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم أن دعاءهم في ضلالٍ مُبينٍ؟ فكيف يَتَوَسَّطون بهم فيرجون منهم أن يرحموهم فيشفعوا لهم عند الذي هو أرحم بهم من عبيده أجمعين (الله أرحم الرَّاحمين)؟! فكيف تجدون أن الشيطان الرَّجيم قد افترى على أنبياء الله جميعًا وأن كُلًّا منهم ينصحهم فيقول عليكم بنبيّ الله فلان فاذهبوا إليه! ويا سبحان ربّي! فكيف يزيدهم أنبياء الله شركًا إلى شركهم؟ أفلا ترون فتوى ملائكة الرَّحمن المقرَّبين حين يدعونهم الكافرون من دون الله أن يشفعوا لهم عند ربّهم ولو في يومٍ واحدٍ من العذاب؟ ولذلك قال ملائكة الرَّحمن للكافرين: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر]، أيْ: أوَلَم تكن رسل الله تأتيكم بالبيّنات وقالوا لكم: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} [سورة الجن:18]؟ وذلك ما يقصده ملائكة الرَّحمن، ولذلك قالوا لهم: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، أيْ: فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاء الكافرين لعبيده من دونه إلّا في ضلال، ولكن الكُفّار لم يفقهوا الدعوة الحقّ التي بعث الله بها رسله {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا}، ولكنهم للأسف لا يزالون لم يفقهوا الدعوة الحقّ حتى وقد هُم يصطرخون في نار جهنّم فكذلك يدعون معه عبيده فيرجون منهم شفاعتهم بين يدي ربّهم، إذًا فلا يزالون عُميانًا عن الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    ويا أبا فراس يا حافظ القرآن، حَفِظَك الله، فما ظنّك بقول الله تعالى في مُحكَم كتابه: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]؟ فانظر لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم، فهل هذه تحتاج إلى تأويل؟! بل هي من الآيات المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؛ مَن يُنذِر به؟ الذين {يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أبو فراس أن يقول: "إنما الشّفاعة هي للمؤمنين فقط من دون الكافرين"، ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]. فهل وجدتم شفاعة مؤمنٍ لمؤمنٍ؟ وكذلك لن تجدوا شفاعة مؤمنٍ لكافرٍ، وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].

    فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم، أيْ: ضلّ عنهم ما كانوا يفترون وهُم في الحياة الدنيا فيعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وما أنزل الله بذلك من سلطانٍ في مُحكَم كتابه، ولذلك لم يجدوا من ذلك شيئًا يوم يقوم النَّاس لربّ العالمين، وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    فانظروا يا معشر المشركين لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله يعلم أنه لن يتجرّأ أيُّ عبدٍ للشّفاعة بين يدي الربّ المعبود يوم القيامة، وقال الله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٨﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ ﴿١٩﴾} [سورة الانفطار].

    وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [سورة البقرة:48].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا} [سورة لقمان:33].

    وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} [سورة الزمر].

    وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾}
    صدق الله العليّ العظـيم [سورة سبأ]، ولم يأذن الله له بالشّفاعة سُبحانه؛ بل أذن لعبده بالخطاب والقول الصواب في تحقيق النّعيم الأعظم، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة النبأ].

    والقول الصواب هو أنّ عبدًا من عبيد الله خاطب ربّه أنه يُريد النّعيم الأعظم من جنّته، وهو أن يكون الله راضيًا في نفسه لا مُتحسِّرًا ولا حزينًا. وكيف يكون الله راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخل عبادَه في رحمته، ومن ثُمّ جاءت الشّفاعة من الله أرحم الراحمين وتفاجأ بذلك اليائسون وقالوا: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}؟ ومن ثمّ يردّ عليهم المُتّقون: {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العليّ العظيم. بمعنى أن الشّفاعة جاءت من الله فشفعت لعباده رحمتُه من غضبه تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العلي العظيم [سورة سبأ]. وليست الشفاعة كما تزعمون أنه يَطلب من ربّه الشّفاعة، سبحانه عمّا يشركون وتعالى عُلوًّا كبيرًا! وإنما يأذن الله له أن يُخاطِب ربّه لأنه سوف يقول صوابًا ويخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [سورة النجم:26].

    فأمّا قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ}، أيْ: لِمَن يشاء له الله بخطاب ربّه، وأمّا قول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} فذلك تحقيق رضوان الله في نفسه بمعنى أنّ الله قد رضي في نفسه،
    وهنا يتحقّق الهدف المقصود في رضوان الربّ المعبود، وذلك لأن الذي أذِن الله له لم يشفع لأحدٍ من عبيد الله وما ينبغي له أن يشفع بين يدي مَن هو أرحم بعباده منه (الله أرحم الراحمين)، وإنما يخاطب ربّه طالبًا تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته، ويُريد من ربّه أن يرضى في نفسه، حتى إذا رضي الله في نفسه أذِنَ لعبده أن يَدخُل جنّته هو وعبادُه جميعًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الفجر].

    وهنا المُفاجأة الكُبرى بإعلان أنّ الله قد رضي في نفسه فأَذِنَ لعبده أن يَدخُل هو وعبادُه جنّتَه، ومن ثُمّ تأتي المُفاجأة الكُبرى لدى اليائسين الذي لم يُقَدروا ربّهم حقّ قدره فيسألون المُتّقين وقالوا: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23].

    وتبيَّن لكم أن الشّفاعة لله جميعًا فتشفع لكم رحمتُه في نفسه من غضبه، وذلك لأنّ الشّفاعة هي لله جميعًا فتشفع لكم رحمتُه من غضبه، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فهل فهمتم الخَبَر وسِرّ المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ؟ فإني بريءٌ مِمَّا تُشرِكون يا مَن يرجون الشّفاعة من العبيد بين يدي الرَبّ المعبود فقد أشركتم بالله وأنتم لا تعلمون، فما خطبكم ترجون رحمة المخلوق وتذرون رحمة الخالق الله أرحم الراحمين! أفلا تَتَّقون؟! اللهم قد بَلَّغت، اللهم فاشهَد.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    اما تعدي جهلك حدوده انك زدت فى خلق الله امم تتساوى سياءتهم بحسناتهم كما اشربتموها فى مدارسكم
    انتهى الاقتباس من البصيرة
    هل سمعتني قلت اصحاب الفتره؟

    والذين قالوا هاؤلاء شفعاؤنا ليسوا اصحاب الفتره وانما قولهم كان رد على المرسلين وهاؤلاء ليسوا من الذين لم يبعث الله فيهم رسولا...

    ثم قل لي بربك من هم اصحاب الاعرف الذي استدل بهم ناصر؟ هل هم شياطين الجن والانس والمستهزئين بالرسل؟ لماذا لم يدخلوا النار من البداية ؟ تكلم لأجل الحق ان كنتم تحبون الحق

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : إلى الرحمن وفدا
    بل أنت أيها اليائس من رحمة الله من تشجع على اليأس من رحمة الله فيبقى العباد بعد فتواك الضالة المضلة يائسين من رحمة الله فمن ثم يبقون في طغيانهم يعمهون ويعثون في الأرض الفساد بحجة أن لن يغفر الله لهم .يالك من مبلس داعي كالطاغوت للإبلاس .

    حسبنا الله ونعم الوكيل عما تصفون




    اقتباس المشاركة 91964 من موضوع دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة حتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 01 - 1431 هـ
    30 - 12 - 2009 مـ
    11:17 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة حتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي في دين الله بارك الله فيك فقد ألقيت إلى الإمام المهدي بسؤالٍ ومن ثم أجبت على نفسك بالحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه لأنك أتيت بالإجابة من محكم كتاب الله في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٠﴾ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:١٨٥].

    وذلك لأن دخول الجنة أو النار إنما يعتمد على التوبة فحتى ولو كانت ذنوبه بعدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم ومن ثم تاب إلى الله متاباً مخلصاً له الدين قبل أن يرى الموت غفر الله له ما تقدم من ذنبه وأدخله جنته
    ، فإن جاءه الموت وهو من التوّابين دخل الجنة، وإن جاء الموت وهو من الخطّائين دخل النار وجعل الله ما سبق من عمله هباءً منثوراً لو كان من الصالحين من قبل ذلك ثم أدركه الموت وهو مُحاط بخطيئته فقد ارتد عن توبته، حتى لو كان يعبد الله ألف عامٍ وارتدَّ عن توبته إلى الخطائين فلا قبول لعبادة ألف عامٍ ما دام قد أحاطت به الخطيئة فأدركه الموت وهو من الخاطئين وليس من التوابين، وإن عصى الله ألف عامٍ وتاب إلى ربه قبل أن يرى الموت حتى ولو بيومٍ واحدٍ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وأدخله جنته. تصديقاً لقول لله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} صدق الله العظيم [النساء]، فلا يقصد الجهالة أنه لا يعلم أنه ذنب بل كان أعمى البصيرة، ومن كان أعمى البصيرة فهو من الجاهلين.

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}، أي قبل أن يرى ملائكة الموت الذين يضربون وجوههم وأدبارهم ليخرجوا أرواحهم، فحين تأتي الملائكة الذين كانوا عن يمينه وشماله فيكون واحدٌ بين يديه والآخر من خلفه فيضربوا وجوههم وأدبارهم فيقولون أخرجوا أنفسكم، فيقول إني تبت الآن، فلن يقبل الله توبته لأنه قد جاءه الموت وهو ليس من التوّابين وأحاطت به خطيئته. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وليس أنّ العذاب أنه يدخل النار على قدر ذنبه ثم يخرج منها؛ بل الحكم لمن دخل النار بالخلود. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    انتهى الاقتباس من إلى الرحمن وفدا
    سبحان الله كيف تضللون الناس

    من يمنعهم ان يرفعوا آياديهم ويطلبوا رحمة الله العظيمه ؟ هل الله قال لهم ايئسوا من رحمتي ؟ رحمة الله واسعة فلماذا لا يتقون ويرجعون الى الله فيقبلهم الله برحمته

    اسمع قول الله والتزم به
    واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

    بلغهم بكلام الله "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"

    اما ان تكذب عليهم وتقول سوف يخرجكم الله من جهنم ولو كنتم شياطين وفجار فيستبشروا بذلك ويستمروا في طغيانهم..والله انكم تفترون على الله بغير الحق

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المحتكم لحكم الله
    والله انكم تضللون العباد...نعم لا تيأسوا من رحمة الله وان الله يغفر الذنوب جميعا نعم هذا في الدنيا وحتى يدخلوا في زمرة المؤمنين والمسلمين والموحدين بالله ، اما انكم تكذبون عليهم بأن الله سوف يخرجكم من النار بالنعيم الاعظم حتى يطمئنوا ويبقوا على شيطنتهم وكفرهم كيف لا وانتم تبشروهم بذلك تأويلا من عند انفسكم،فيستمر العاصي في عصيانه والفاجر في فجوره والكافر في كفره والشيطان في شيطنته لأن النعيم الاعظم سوف يتحقق ويخرجون من النار الى الجنة ,,, ىوالله تكذبون على خلق الله ليبقوا في طغيانهم و والله ما كان انبياء الله ولا رسله يدعون بدعوتكم
    انتهى الاقتباس من المحتكم لحكم الله



    اقتباس المشاركة 7094 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 3 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    14 - رمضان - 1431 هـ
    24 - 08 - 2010 مـ
    02:18 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=7088
    ـــــــــــــــــــــــ



    فتوى الإمام المهديّ إلى كافة الذين لعنهم الله وملائكته والناس أجمعين فندعوهم إلى التوبة إلى ربهم ليغفر لهم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا معشر السائلين الذين أخذتهم الدهشة من دعوة الإمام المهديّ إلى شياطين الجنّ والإنس، ويعظهم أن يتوبوا إلى الله متاباً فيجدون لهم ربّاً رحيماً غفوراً وسع كُل شيء رحمةً وعلماً، ومن ثمّ ألقى إلى الإمام المهديّ أحدُ الأنصار السابقين الأخيار سؤالاً ويقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    "كيف يتقبل الله توبة الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وقد كتبهم الله من أصحاب الجحيم؟".
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ بالفتوى الحقّ من الله مُباشرةً من مُحكم كتابه. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فلا أظنّ هذه الآيات المُحكمات البيّنات تحتاج إلى تفسيرٍ أو تأويلٍ؛ بل هي فتوى من الله صريحةٌ فصيحةٌ حتى لا تكون لهم الحُجّة بين يدي الله فيقولون: "إنّ سبب اليأس من رحمته كونه قد حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين". ولذلك استمروا في الإسراف على أنفسهم لأنّ الله لن يغفر لهم ما دام قد حلّت عليهم لعنة الله ولعنة ملائكته ولعنة الناس أجمعين، وحتى لا يحتجّ بذلك الذين أسرفوا على أنفسهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم. وهذا بُرهانٌ بالحقّ لنداء الرحمن في مُحكم القُرآن إلى كافة عباده في الملكوت كُلّه بما فيهم الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وكتبهم من أصحاب الجحيم أنّ الله على كُل شيء قدير، فإذا تابوا وأنابوا إلى ربّهم ليغفر كافة ذنوبهم جميعاً مهما كانت ومهما بلغت من الكُفر والفسوق والعصيان لوسعتهم رحمة الله الذي وسع كُلّ شيء رحمةً لمن تاب وأناب تصديقاً لنداء الرحمن في مُحكم القرآن إلى جميع عباد الله في ملكوت الرحمن من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وبما أنّ هذا النداء إلى رحمة الله يشمل كافة عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم في الملكوت كُلّه حتى الذين حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس، ولذلك جاء البُرهان الذي يؤكد ذلك من الرحمن في مُحكم القرآن أنّ النداء يشمل حتى الذين حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين وكتبهم من أصحاب الجحيم أنّهم إذا تابوا إلى ربهم فأنابوا ليهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم ليجدوا أنّّ لهم ربّاً وسِع كُلّ شيء رحمةً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ورحمة الله تَسَعُ حتى عباد الله من شياطين الجنّ والإنس لو يتوبون إلى ربّهم ويسلمون له فيتّبعون الحقّ من ربهم فسوف تشملهم رحمة ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    إلا من أبى من عباد الله في ملكوت الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ أن يجيب الدَّاعي إلى رحمة الله وعفوه الشامل فقد برئت ذمة الله وخليفته، فلا حُجّة لهُ بين يدي ربه فسوف يصلى سعيراً ويدعو ثبوراً وظلم نفسه بنفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    فيا إبليس المُبلس من رحمة الله ويا معشر جميع شياطين الجنّ والإنس المُبلسين من رحمة الله ويا معشر شياطين البشر من اليهود، أجيبوا داعي الحقّ من ربكم خيراً لكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُ‌جُوا مِن دِيَارِ‌كُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾ ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ عَلِيمًا ﴿٧٠﴾}‏ صدق الله العظيم [النساء].

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد بين عبيدك وعبدك خليفة الله على عبادك بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المحتكم لحكم الله
    سبحان الله كيف تضللون الناس
    اما ان تكذب عليهم وتقول سوف يخرجكم الله من جهنم ولو كنتم شياطين وفجار فيستبشروا بذلك ويستمروا في طغيانهم..والله انكم تفترون على الله بغير الحق
    انتهى الاقتباس من المحتكم لحكم الله



    اقتباس المشاركة 41640 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 4 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    14 - رمضان - 1431 هـ
    24 - 08 - 2010 مـ
    05:54 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=7097
    ــــــــــــــــــــــ



    تدبرٍ وتفكرٍّ في مُحكم الذِّكر للجواب الفصل وما هو بالهزل ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أخي السائل الكريم، هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم فقد جئناك بالبُرهان المُبين من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب أنّ الله يقبل توبة شياطين البشر الذين شهدوا أنّ الرسول حقّ وآمنوا بآيات ربّهم التي أُنزلت عليه ومن ثمّ أمرهم إيمانهم بالكفر بالحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب ويحرِّفون التوراة والإنجيل من ربّهم من بعد ما عقلوها ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ويريدون أن يطفئوا نور الله، ولذلك قال الله تعالى:
    {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٧٥].

    وقال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٨٦].

    ومن ثم تعلم أنّ الخطاب موجَّه للكُفار من شياطين الجنّ والإنس الذين علموا بأنّ الرسول حقّ وآمنوا بآيات ربّهم ثم كفروا بالحقّ، وليس كفرهم عن جهلٍ منهم بل لأنهم يعلمون أنّه الحقّ من ربهم بل كفروا برسوله الحقّ وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم. وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:١٤٦].

    وسبب كفرهم بالحقّ من ربهم بعدما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم لأنهم للحقّ كارهون ويريدون أن يُطفِئوا نور الله بعدما آمنوا به في ذات أنفسهم أنّه الحقّ ولكنهم للحقّ كارهون إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً. وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فهل معنى ذلك أنّ الله لن يقبل توبتهم ما دام حكم عليهم باللعنة الخالدة؟ والجواب يتلو ذلك في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٨٩].

    وبالنسبة لإبليس الشيطان الرجيم فمثله كمثلهم يؤمن بالله ورسله والبعث واليوم الآخر والجنة والنار ولكنّه يئِس من رحمة الله بسبب ظنّه أنّ الله لن يغفر له كونه سمع الله يقول له:
    {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّين} صدق الله العظيم [ص:78].

    وإنّما ذلك في الكتاب، ولكن الله يقبل التوبة عن عباده جميعاً دونما استثناء لمن تاب وأناب، يبرئ الله ما في الكتاب ويبدله بحسنة العفو عن العقاب الموعود إنّ ربي لغفور رحيم. كمثل وعد الله لأبي لهب وامرأته حمالة الحطب فلو تابوا إلى ربهم وأنابوا لما تحقق ذلك، وإنما لو ماتوا وهم على ما هم عليه فسوف يصلون ناراً ذات لهبٍ فيطبّق عليه الحكم في الكتاب، ولكن الرجوع إلى الله والتوبة يجعل الله يمحو ما يشاء في الكتاب من العقاب.

    ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام فكان الحُكم عليه بالعقاب في الكتاب من غير ظُلمٍ أن يعمِّره الله كما سيعمِّر الشيطان إلى يوم البعث غير أنه في حبْس الظُلمات لم يُحبس فيه قط أحدٌ، ولذلك سوف يُعمِّر الله الحوتَ الذي جعله حبساً لنبيّ الله يونس إلى يوم البعث ولكن الذي غيَّر العقاب هذا في الكتاب هو أنه تاب إلى الله وأناب ولم ييأس من رحمة الله. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأما قول الله تعالى إلى الشيطان:
    {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} صدق الله العظيم، فهذا حُكم عليه بسبب تكبره وغروره بعدم السجود لخليفة الله آدم. وقال الله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل لو إبليس قال ربِّ ظلمت نفسي وإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين، فهل سوف يجيب الله دعوته ويغفر له أم إنّ الله سيقول له قُضي الأمر وحلَّت عليك لعنتي إلى يوم الدين؟ ولكن إبليس لم يمت بعدُ حتى لا يقبل الله توبته ولكن إبليس يئس من رحمة الله وظنّ كما ظننتم أنّ الله لن يغفر له كونه سمع ربه يقول:
    {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ(78)} صدق الله العظيم. ولكن اللعنة إنما تستمر عليه من ربّه وملائكته والناس أجمعين ما دام إبليس مُصرّاً على قوله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولكن لو تاب إلى ربه وأناب لوجد إبليس أنّ الله توابٌ رحيمٌ، فمثل إبليس كمثل شياطين الجنّ والإنس الذين يحاربون الله ورُسله بعدما تبيِّن لهم الحقّ من ربهم، وقال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران]، فانظروا لحُكم الله عليهم في الكتاب: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم. ويقصد الله إذا ماتوا وهم لا يزالون على ما هم عليه في حرب الله ورُسوله بعدما تبيَّن لهم أنهُ الحق، ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل لو يتوبون إلى ربهم فهل سوف يقبل توبتهم فيرفع عنهم لعنته ومقته وغضبه ويمحو لعنته وعذاب الخلود الذي ينتظرهم من بعد موتهم، فهل لو يتوبون قبل موتهم سيقبل الله توبتهم؟ والجواب تجدوه بعد ذلك مُباشرة:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً مُشكلة الشياطين هي ليست من عند الله أنّه لن يغفر لهم؛ بل هي من عند أنفسهم وذلك لأنهم يئسوا من رحمة الله في الآخرة كما يئس الكُفار من أصحاب القبور، وسبب أنّهم سيكونون من المُعذَّبين نظراً لأنهم يئسوا من رحمة الله أن يغفر لهم فأصرّوا على كفرهم بعدما تبين لهم أنهُ الحقّ من ربّهم.

    ويا أخي الكريم، وتالله لو أُفتي الشياطين أنّ الله لن يغفر لهم أبداً مهما تابوا إلى ربهم ومهما أنابوا ليجعل الله المهديّ المنتظَر بينهم من المُعذبين لو أفتيهم باليأس من رحمة الله فأُصدق عقيدة الشياطين الباطل في ربّهم أنه لن يغفر لهم مهما تابوا وأنابوا، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ وهل سبب دخولهم النار إلا أنهم يئسوا من رحمة الله؟ وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٢٣].

    إذاً اليأس من رحمة الله من أعظم الكبائر في الكتاب وعقيدة باطلة وقع فيها الشياطين بغير علمٍ من الله ولذلك سوف يعذبهم الله لأنهم يئسوا من رحمة ربهم ولم يتوبوا إليه ليغفر ذنوبهم من قبل موتهم أو قبل أن يأتي عذاب ربهم فيهلكهم وهم لم يتوبوا إلى الله
    ، ولكنهم لم يتوبوا إلى الله بسبب اليأس من رحمة الله أنه لن يغفر ذنوبهم ولذلك استمروا فيما لا يرضي ربهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم. ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسبب ضلال الشياطين في الآخرين في هذه العقيدة الباطل هي فتوى علماء المُسلمين أنّ الله لن يغفر للشياطين مهما تابوا إلى ربّهم ومهما أنابوا كونها حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، ولذلك استمر الشياطين على هذه العقيدة الباطل ويريدون أن يجعلوا الناس معهم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:٨٩].

    وسبب ضلال علماء الأمّة عن فتوى الشياطين باليأس من رحمة الله هو أنّهم صدقوا بظنّ الشيطان وعقيدة الباطل كونهم وجدوا أنّ الشيطان في مُحكم القرآن لم يطلب من الرحمن أن يغفر له من بعد أن لعنه الله بكفره إلى يوم الدين فظنّ علماء المُسلمين أنّ الله لن يغفر للشياطين لو تابوا إلى ربهم. وبرهانهم على الباطل هو قول إبليس أنهُ لم يقل ربّ اغفر لي؛ بل قال ربّ أنظِرني. إذاً فتواهم هي مُقتبسة مما اعتقده الشيطان إبليس أنّ الله لن يغفر له من بعد أن لعنه إلى يوم الدين ولذلك قال ربّ أنظرني ولم يقل ربّ اغفر لي.

    إذاً عقيدة إبليس الباطلة أن الله لن يغفر له هي سبب فتوى علماء الأمّة إلى الشياطين بالعقيدة الباطل أنّ الله لن يغفر للشياطين من بعد أن حلَّت عليهم اللعنة الخالدة في الكتاب، وكذلك عقيدة الشيطان أنّ الله لن يغفر لهُ بعد أن لعنه إلى يوم الدين! وكانت هذه العقيدة الباطل هي سبب ضلال الشياطين فيئس من رحمة الله، ولكن الإمام المهديّ خليفة الله بالحقّ يتحدّى بعلم من الله كافة علماء الإنس والجنّ فهو أعلمُ من كافة علماء المُسلمين وأعلمُ من الشياطين وينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ وزادني ربّي علماً لكي أسعى إلى تحقيق النعيم الأعظم وليس معنى ذلك أنّ الله سيغفر للشياطين فيهديهم إلى سبيل الحقّ هيهات هيهات! فكيف يهدي الله قوماً يعلمون علم اليقين أنّ الله حقّ ورسوله حقّ وآياته حقّ والبعث حقّ والنار حقّ ثم يكفرون بالحقّ وهم يعلمون أنّهُ الحق من ربهم؟ أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "إذاً لا فائدة من أن يتوبوا إلى الله فلن يقبل توبتهم بعد أن حلَّت عليهم لعنه الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين". ومن ثمّ يردّ عليهم الله مُباشرةً الذي أنزل الجواب في مُحكم الكتاب على علم منه، وقال الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً سبب عدم هُداهم هو أنّهم لم يتوبوا إلى ربهم فينيبوا إليه ليهدي قلوبهم لأنهم اعتقدوا أنّ الله لن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ولذلك لم ينيبوا إلى ربهم ولذلك لم يهدهم الله، وسبب هذه العقيدة لا يزال شياطين البشر من اليهود لم يتبعوا الحقّ من ربهم جيلاً بعد جيل بعد جيل إلى عصر بعث المهديّ المنتظَر وهم لا يزالون على عقيدة الباطل أنّ الله لن يغفر لهم بعد أن لعنهم بكفرهم فينظروا إلى قول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة:٨٠].

    ولكن الآيات المُحكمات عليهم عمًى لأنّهم لم يبحثوا عن الحقّ؛ هل لو يتوبون سيغفر الله لهم؟ ولذلك لم يرِهِم الله الحقّ في الكتاب حتى مجيء المهديّ المنتظَر الذي يهدي عباد الله إلى الحقّ على علمٍ من الله في محكم كتابه ولا يقول على الله إلا الحقّ بسلطان العلم من الله نستنبطه لعباد الله من محكم كتاب الله رسالة الله الشاملة للجنّ والإنس حُجة الله عليهم جميعاً لو لم يتّبعوا كتاب ربهم، فإن اتَّبعوه فهو حُجّة لهم بين يدي ربّهم.

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 41642 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 6 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    16 - رمضان - 1431 هـ
    26 - 08 - 2010 مـ
    01:10 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=7181
    ـــــــــــــــــــــــــ



    دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم معذرةً إلى ربي ولعلهم يتقون ..

    اقتباس المشاركة :
    saedf
    أخي المحترم كلام الامام حاشا أن ينقض بعضه بعضا قرأنا أوله وآخره فوجدنا المغزى الذي اقتبسناه نعم لو أن إبليس استغفر وندم من بعد الذنب لكان حاله حال كل تائب لكن كما قال الامام : وليس معنى ذلك أن الله سيغفر لشياطين فيهديهم إلى سبيل الحقّ هيهات هيهات ، فكيف يهدي الله قوم يعلمون علم اليقين أن الله حق ورسوله حق وآياته حق والبعث حق والنار حق ثم يكفرون بالحق وهم يعلمون أنهُ الحق من ربهم أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى.
    جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطّيّبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    ويا أخي الكريم، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ أنطق لكم بالبُرهان المبين بمنطق الله في القرآن العظيم بآياتٍ بيِّناتٍ مُحكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب ليعلم عباد الله جميعًا أنّ الله على كُل شيءٍ قديرٌ، فمن تاب وأناب إلى الله من بعد كُفره وإشراكه وفسوقه فمهما عظُمت ذنوبه ليجدنّ رحمة الله وسعت كُل شيء في خلقه أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:156].

    وأما فتوى الإمام المهديّ أنّ الله لن يهدي الشياطين ولن يغفر لهم كونهم لم ينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم ويغفر ذنوبهم، فأما من اتّقى فتاب وأناب فإن الله كان للأوابين غفورًا، ولذلك جاءت الفتوى من الله إلى كافة شياطين الجنّ والإنس في محكم كتابه أنّ من تاب وأناب إلى الله من قبل موته من بعد كفره ولعنه فإنّ الله سوف يغفر ذنبه ويرفع عنه غضبه ولعنته ومقته فيقبل توبته فيدخل في نطاق رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر ذنب من تاب وأناب إليه من عباده جميعًا. وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فانظر يا رجل لقول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم. فلم تفهم أنت المقصود من قول لله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؟ بمعنى كيف يهدي الله قوماً لم يتوبوا وينيبوا إلى ربّهم؛ بل ويعلمون أنّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقٌّ، ويعرفون أنّه الحقّ من ربهم كما يعرفون أبناءهم ولكنهم للحقّ كارهون ويريدون أن يطفئوا نور الله، فكيف يهدي الله قلوبهم وقد علموا الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه وكذَّبوه، فكيف يهديهم الله وهم لم يتوبوا وينيبوا إلى ربهم ليغفر ذنبهم وإسرافهم في أمرهم؟ ولذلك أفتاكم الله بالحقّ أنّه سوف يغفر للذين تابوا منهم وأنابوا إلى ربّهم من بعد أن غضب الله عليهم ولعنهم ثم تابوا إلى ربّهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ثم يجدوا الله غفوراً رحيماً. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم.

    فهل تعلم بالمقصود من قول الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ}؟ ويقصد القوم الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرسول حقّ من ربّهم فكرهوا الحقّ من ربّهم وغضب عليهم وحلَّت عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ومن ثم أفتاهم الله بالحقّ أنّ ليس معنى ذلك أنهم لو يتوبون إلى ربهم أنه لن يغفر ذنوبهم؛ بل أفتاهم ربهم بالحقّ، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم. وذلك لأنّ الله لن يطبّق عليهم لعنته بالفعل فيدخلهم نار جهنم إلا إذا ماتوا وهم لا يزالون يُحاربون الله ورُسله مُصرّين على كُفرهم فإذا ماتوا وهم لا يزالون كُفارًا بالحقّ من ربهم فسوف يتمّ تطبيق لعنة الله عليهم بالتأويل الحقّ على الواقع الفعلي. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾ وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل فهمت الخبر والبيان الحقّ للمهديّ المنتظَر الذي يُنادي في عباد الله جميعًا من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ أن يتوبوا إلى ربهم ليغفر ذنوبهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:164].

    وكذلك دعوة الإمام المهديّ إلى الذين غضب الله عليهم حتى لا يسألني ربي لِمَ لمْ أعظهم وأفتيهم برحمة الله التي وسعت كل شيء؟ فدعوتي معذرة إلى ربي ولعلهم يتقون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المحتكم لحكم الله
    سبحان الله كيف تضللون الناس
    اما ان تكذب عليهم وتقول سوف يخرجكم الله من جهنم ولو كنتم شياطين وفجار فيستبشروا بذلك ويستمروا في طغيانهم..والله انكم تفترون على الله بغير الحق
    انتهى الاقتباس من المحتكم لحكم الله



    اقتباس المشاركة 7081 من موضوع ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين..


    - 2 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    13 - رمضان - 1431 هـ
    23 - 08 - 2010 مـ
    07:58 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=7073
    ـــــــــــــــــــــ



    الردّ المختصر من محكم الذِّكر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، وكان سؤالك هو اقتباس من بيان الإمام ناصر محمد اليماني بما يلي باللون الأحمر:
    اقتباس المشاركة :
    ويا معشر الشياطين وعلى رأسهم إبليس ليس أن الإمام المهديّ المنتظَر لا يريد من الله أن يهديكم أجمعين
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فإلى أيِّ فصيلةٍ ينتمي الشيطان إبليس؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    إذًا إبليس من عباد الله، فما خلقه الله إلا ليعبد الله وحده لا شريك له ومثله كمثل عباد الله من الجنّ، ومن ثم نادى الله في مُحكم كتابه إلى كافة عبيده من الجنّ والإنس ومن كُلّ جنس جميع الذين أسرفوا على أنفسهم مهما كان إسرافهم بما فيهم الشياطين لأنهم كذلك من عباد الله وليس أنّهم آلهة من دونه سبحانه؛ بل كذلك من عباد الله ويشملهم النداء إلى رحمة الله إذا تابوا وأنابوا ولم ييأسوا من رحمة الله فسوف يجدون لهم ربًّا غفورًا رحيمًا يغفر الذنوب جميعًا مهما كانت ومهما كثرت، ولم يقل الله تعالى يا معشر الجنّ الذين أسرفوا على أنفسهم، ولم يقل يا معشر الإنس؛ بل لم يحدد الجنس؛ بل جعل الله النداء يشمل كافة عباد الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ بما فيهم إبليس الشيطان الرجيم كونه من عباد الله، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يريدون أن يفتوا أنّ هذا النداء لا يشمل إبليس وشياطين الجنّ والإنس، ومن ثم نردُّ عليه بالحقّ ونقول: فهل جعلتهم آلهة من دون الله سُبحانه؟ أفلا تعلم لو أنّك تخرجهم عن النداء أنك ستنفيهم أن يكونوا من عباد الله وكأنّهم آلهة مع الله، سبحانه! بل هم من عباد الله ويشملهم النداء لأنّهم من عباد الله سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ إِلَّا آتِي الرَّ‌حْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ومن عباد الله إبليس وشياطين الجنّ والإنس، ولذلك فهو يشملهم الدّاعي من الله لمن أراد رحمته ولم يستيئس من رحمة الله أنّه لن يغفر له، ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    أم تريدني أن أجعلهم يستيئسون من رحمة الله؟ ولكنّك لن تغني عني من الله شيئاً؛ بل أدعو عباد الله جميعاً بما فيهم شياطين الجنّ والإنس أن لا يقنطوا من رحمة الله، وأفتيهم بالحقّ أنّ من تاب إلى الله متاباً ليجد أن رحمة الله وسعت كُل شيء حتى إبليس لو يتوب إلى الله متاباً لوسعته رحمة الله الذي وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً سُبحانه عمَّا يشركون وتعالى علوّاً كبيراً، ودعوة الإمام المهديّ إلى الرحمة والتوبة والإنابة واتِّباع الحقّ من ربهم تشمل كافة عبيد الله من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ، فكيف لا أرجو لهم الهدى وتمنيت لو أنّ الله يهدي كافة عباده من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ، ولكن مُشكلة الشياطين هي اليأس من رحمة الله فظنّوا أنّ الله لن يغفر لهم أبداً مهما تابوا ومهما أنابوا ولذلك يسموا بالمُبلسين من رحمة الله فظلموا أنفسهم، ولكن الإمام المهديّ يفتيهم بالحقّ أنّ سبب ظلمهم لأنفسهم هو اليأس من رحمة الله لو يدركون هذا لتابوا وأنابوا إلى ربهم ثم يجدون رحمة الله وسعت كُل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].

    فتدبروا يا معشر الشياطين القول الحقّ من ربكم، ومن ثمّ لا تجدون أنّ بينكم وبين رحمة الله إلا أن تتوبوا فتتّبعوا سبيل الحقّ، أم إنّكم لا تعلمون القول الحقّ:
    {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}؟ أليست الشياطين شيئًا من كُلّ شيء من خلق الله؟ ثم انظروا للقول الحقّ: {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].

    إذًا ليس بينكم وبين رحمة الله إلا التوبة إلى الله واتباع سبيل الحقّ إلى ربكم ثم يغفر الله ذنوبكم يا عباد الله مهما كانت ومهما تكون. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المحتكم لحكم الله
    والله انكم تضللون العباد...نعم لا تيأسوا من رحمة الله وان الله يغفر الذنوب جميعا نعم هذا في الدنيا وحتى يدخلوا في زمرة المؤمنين والمسلمين والموحدين بالله ، اما انكم تكذبون عليهم بأن الله سوف يخرجكم من النار بالنعيم الاعظم حتى يطمئنوا ويبقوا على شيطنتهم وكفرهم كيف لا وانتم تبشروهم بذلك تأويلا من عند انفسكم،فيستمر العاصي في عصيانه والفاجر في فجوره والكافر في كفره والشيطان في شيطنته لأن النعيم الاعظم سوف يتحقق ويخرجون من النار الى الجنة ,,, ىوالله تكذبون على خلق الله ليبقوا في طغيانهم و والله ما كان انبياء الله ولا رسله يدعون بدعوتكم
    انتهى الاقتباس من المحتكم لحكم الله


    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً



    اقتباس المشاركة 16251 من موضوع ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 06 - 1432 هـ
    30 - 05 - 2011 مـ
    ــــــــــــــــــــــ



    {فَذَلِكُمُ اللّهُ ربّكم الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع المسلمين لربّهم إلى يوم الدين..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وجميعكم قرّة عين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأحبَّكم إلى قلبي أشدّكم تنافساً إلى ربّي من الذين لن يتفضّلوا بربّهم للإمام المهديّ أن يكون الإمام المهديّ هو الأحبّ والأقرب كونه الإمام المهديّ خليفة الله، ومن ثم أقول للذين يتفضّلون بربّهم للإمام المهديّ أقول لهم: فقربة إلى مَنْ تفضّلتم بالله إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى:
    {فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يونس].

    فلا تكونوا كمثل الذين يتفضّلون بالله لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الرب، ومن ثمّ نقول لهم: يا علماء المسلمين وأمّتهم فقربةً إلى من تفضّلتم بالله لمحمدٍ رسول الله أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب؟ ويا سبحان الله وأنتم عبيدُ من؟ أجيبوني إن كنتم صادقين. فاتّقوا الله أحبّتي في الله، فإذا تفضّلتم بالدرجة العالية الرفيعة في جنّة النعيم لمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن ثمّ أقول لكم هذا إذا ملَكَ أحدكم الدرجة العالية الرفيعة فيحقّ له إنْ يشأ أن ينفقها قربةً إلى ربّه ليكون هو العبد الأحبّ إلى نفس ربّه من بين العبيد، ثمّ يتقبّل الله منه كونه فعل ذلك من أجل ربّه أن يكون هو الأحبّ إلى نفس ربّه، ومن ثم يتقبّل الله منه ويجعله العبد الأحبّ إلى نفسه من بين عبيده أجمعين، وحتى إذا أعطاه الله أعلى درجةٍ في حبّه على مستوى درجات أحباب الله أجمعين ومن ثمّ يتبقّى النعيم الأعظم رضوان الله في نفس ربّه؛ فأما الذين يحبّون أنفسهم فلو نال ذلك أحدهم وقال الله له: قد رضيت عنك يا عبدي فلان، وقال ربّك في محكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة:119].، فهل رضيتَ عن ربّك يا عبدي؟ ومن ثم يكون جوابه: "وكيف لا أرضى عنك ربّي وقد رضيتَ عنّي وأنقذتني من نارك فأدخلتني جنّتك، وليس ذلك فحسب بل وجعلتني أقرب عبدٍ إلى ذات عرشك العظيم، وليس ذلك فحسب بل وجعلتني خليفتك على ملكوت الجنة، وليس ذلك فحسب بل وجعلتني أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسك من بين عبيدك أجمعين، فكيف لا تكون نفسي راضيةً وقد أكرمتني بذلك كُلّه فماذا أبغي من بعد هذا التكريم!".

    وأما عبيد النعيم الأعظم وتالله لن يرضى أحدهم بذلك كُلِّه، فلو أنَّ الله يؤتي أحدهم درجة خلافة الملكوت كُلّه ويجعله أحبّ عبدٍ إلى نفس ربّه ومن ثمّ يقول الله له: يا عبدي فلان لقد رضيَ الله عنك وكان حقاً على ربّك أن يرضيك تصديقاً لوعدي الحقّ في محكم الكتاب
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} فكان حقّاً على ربّك أن يرضيك. ومن ثم تجدون ردّهم إلى ربّهم مختلفاً جداً فيقول أحدهم: "هيهات هيهات أن أرضى بذلك كُلّه يا من أحبّه أكثر من عبيده وأكثر من نفسي وأكثر من ملكوته أجمعين في الدُّنيا والآخرة، فكيف يرضى الحبيب وهو يعلمُ أنّ حبيبه الرحمن متحسّرٌ وحزينٌ على نتيجة الامتحان لعبيده كونه وجد الكافرين ضعفي الشاكرين، فأيّ مأساة عليهم هذه وأيّ مصيبة كبرى؟". وينظر إليهم فيقول كلّ واحد منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56]، وبما أنّ النّدم صار في قلوبهم شديداً على ما فرّطوا في جنب ربّهم فهنا لم يعُد الله غاضباً منهم، بل يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} صدق الله العظيم [يس:30].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يعلمون فيقول: "بل غاضب عليهم ربّهم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّما الغضب يستمر في نفس الله عليهم حتى يندموا على ما فرّطوا في جنب الله ويتحسّرون على أنفسهم فيقول كلّ واحدٍ منهم:
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، ومن ثمّ ينتهي الغضب في نفس الله بانتهاء التعنّت والكفر بالله والإقرار بالحقِّ والنّدم الشديد، وهنا يذهب الغضب والغيظ من نفس الله وتبقى الحسرة في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وهو حزينٌ حُزناً شديداً ومتحسّرٌ في نفسه أيُّما تحسّرٍ، وأقسمُ بالله العظيم لهو أشدّ حسرةً من حسرة أمٍّ تنظر إلى ولدها وهو يُطرح في نار الجحيم، فتصوّروا عظيم المدى لحسرتها، فكيف بحسرة من هو أرحم بعباده من الأمّ بولدها (الله أرحم الراحمين)، فتصوّروا عظيم حسرة الرحمن الرحيم يا عبيد الرحمن الرحيم.

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعلمون أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد، أليس الله قادراً أن يغفر لهم ثمّ لا يعذّبهم شيئاً ويدخلهم جنّته بدل أن يمكث متحسّراً عليهم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: قال الله تعالى:
    {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِ‌مِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [القلم]، فكيف تستوي نتيجة المؤمن بنتيجة الفاسق فيدخلون الجنة! وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [السجدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّ‌سُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ‌ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرً‌ا ﴿١١٥﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ‌ أَن يُشْرَ‌كَ بِهِ وَيَغْفِرُ‌ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِ‌كْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِ‌يدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُ‌وضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَ‌نَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَ‌نَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُ‌نَّ خَلْقَ اللَّـهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ‌ خُسْرَ‌انًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً‌ا ﴿١٢٣﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرً‌ا ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ‌ خُسْرَ‌انًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً‌ا ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم، فكيف يصبح كلام الله غير حقّ ويخالفهم سبحانه من ذات نفسه بما وعدهم سبحانه؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن يا قوم إنّ عبيد النعيم الأعظم رفضوا جنّة النعيم فاستغلّوا وعد الله لمن رضي الله عنهم فوعدهم برضوانهم عن ربّهم، وقال الله تعالى:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119]. ولكنّ عبيد النعيم الأعظم لم يرضوا في أنفسهم برغم أنَّ الله رضي عنهم وكرّمهم تكريماً عظيماً أدهش العبيد في الملكوت، وتمّ عرض الله لهم ليرضوا في أنفسهم وقال لهم:

    ألم أُنقذكم من ناري وأُدخلكم جنّتي؟ قالوا: "اللهم نعم ولن نرضى". ثم يحاجّون ربّهم بوعده ويقولون: "يا أصدق الصادقين إنك قلت وقولك الحقّ:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم". ثمّ يردّ عليهم ربّهم ويقول: {وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦} [الروم]، {وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ} [التوبة:111]، فإن كنتم تريدون أن نرفع درجاتكم في جنّات النعيم فسبق وعد الصدق من ربكم: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم]، فلن نظلم من عملكم شيئاً تصديقاً لوعد الله لكم بالحقِّ في محكم كتابي: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٤٠} صدق الله العظيم [النساء]، ولكنّي ربّكم فعّالٌ لما أريد: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣} [الأنبياء]، فمن ذا الذي سوف يُحاسب ربّكم لو زادكم من فضله؟ وإن شاء ربّكم زدناكم ورفعنا درجاتكم في جنات النعيم حتى ترضوا في أنفسكم، فهل ترضون لو أنّ ربّكم رفع مقامكم إلى أعلى درجةٍ في جنّات النعيم التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عبيدي؟

    ومن ثمّ تعرض لهم الدرجة العالية الرفيعة واحداً واحداً فيأبون ويرفضون أن يرضوا ويحاجّون ربّهم بوعده الحقّ:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم، وهنا تعمّ الدهشة كافّة عبيد الله بالملكوت من الجنّ والإنس ومن كلّ جنسٍ فيقولون في أنفسهم: "عجباً لهؤلاء القوم كيف لن يرضوا وقد رضي الله عنهم ويريد أن يرضيهم تصديقاً لوعده الحقّ {{رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}}! فكيف يرفض كلّ واحدٍ منهم أرفع درجةٍ في جنات النعيم؟ إن هذا لشيء عُجاب أمر هؤلاء القوم الذين يحبّهم ويحبونه".

    ومن ثم يسمع الملأ نداء الربّ إلى قومٍ يحبّهم ويحبّونه فيقول: يا عبيدي ألم ترضوا في أنفسكم وقد عرضنا لكلّ واحدٍ فيكم أرفع درجةٍ في جنّات النعيم ومن ثم نزيدكم فأجعلكم أحبّ عبيدي إلى نفسي على الإطلاق في يوم التّلاق فهل رضيتُم؟ وهُنا مُفاجأةٌ أكبر وتعمّ الدهشة عبيد الله بالملكوت كُلّه كونهم سمعوا عبيد النعيم الأعظم يقولون: "هيهات هيهات، فلن نرضى حتى ولو جعلتنا أحبّ عبيدك إلى نفسك من بين العبيد بالملكوت كله". ومن ثم يحاجّون ربّهم بوعده الحقّ للذين رضي الله عنهم فوعد أن يرضيهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ يردّ الله عليهم ويقول: فما يرضيكم يا عبيدي؟ فقالوا: "لن تستطيع أن ترضينا بما تملكه يمينك ربّنا" ثمّ يردّ عليهم ربّهم ويقول: أفلا تؤمنون أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير؟ ثم يقولون بلسانٍ واحدٍ: "اللهم نعم تخلق ما تشاء وأنت العليم الخبير ولكن وما بعد الحقّ إلا الضلال". ثم يعلم الله ما يقصدون من قولهم وما بعد الحقّ إلا الضلال كونه لن يخلق إلهاً مثله سبحانه وتعالى كون سرّ رضوانه هو في ذات الله سبحانه وتعالى.

    وهنا يشمل ملائكةَ الرحمن المقرّبين والجميعَ العجبُ وخشوا عليهم من غضب الربّ، فكيف يخاطبون ربّهم الذي أذِن لهم بالخطاب لتكريمهم ومن ثم يقولون لن تستطيع أن ترضينا بما تملكه يمينك، وهنا والله العظيم الدهشة الكُبرى، ومن ثمّ يردّ الله عليهم ويقول: وعداً على ربّكم غير مكذوب أن يُرضيكم، فماذا تريدون وعلى ربّكم أن يُحقّقَه لكم؟ ومن ثم قالوا: "نريد النعيم الأعظم من نعيم الملكوت".

    وهنا كذلك دهشةُ أخرى تصيب الإنس والجنّ والملائكة المقرّبين فيقولون: "وأيّ نعيم هو أعظم مما آتاهم ربّهم فرفضوه؟ ويا للعجب من أمر هؤلاء القوم الذين يحبّهم ويحبّونه!". ومن ثم يقول الله لعباده جميعاً: ادخلوا جنّتي قد غفرت لكم ورضيتُ في نفسي وشفعت لكم رحمتي من بطش غضبي وعذابي، ومن ثم يقول الطُلقاء الذين ذهب الفزع عن قلوبهم بسبب ما سمعوه من ربّهم؛ قالوا لعبيد النعيم الأعظم:
    {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].

    وهنا يتحقّق النعيم الأعظم وتمّ كشف الحقّ عن ساقه، وتوضَّح اسم الله الأعظم للجميع.

    ثم يخرّ المهديُّ المنتظر وأنصارُه ساجدين بين يدي الربّ المعبود ويسجد معه جميع العبيد في الملكوت طوعاً وكرهاً حتى الشياطين وهم صاغرون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} صدق الله العظيم [الرعد:15].

    ولكنّ الشياطين لا يستطيعون أن يسجدوا بقلوب خاشعةٍ دامعةٍ من خالص قلوبهم وإنّما تنفيذاً لأمر خليفة الرحمن بالسجود للربّ من بعد تحقيق النعيم الأعظم.

    ولربّما يودّ إبليس أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: "ولماذا لم تشملنا رحمة الله يا أيّها الإمام المهدي؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: بل وسِع ربّي كلّ شيء رحمةً يا إبليس ولكنّ الحقد والحسد والبغضاء لا يزال يملأ قلوبكم إلى يوم الدين فتوبوا إلى ربّكم وقولوا ربّنا وَسِعْتَ كلّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فاغفر لنا وارحمنا بعد أن ظلمنا أنفسنا ويئِسنا من رحمتك، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وكان سبب فتنة إبليس درجة الخلافة كفراً وحسداً، وغضب إبليس من ربّه، وكان سبب غضبه هو: لماذا لم يكرّم الله الجنّ بدرجة الخلافة فيجعل إبليس هو الخليفة على الملكوت كلّه من الملائكة والجنّ والإنس؟ ولكنّه تبيّن لنا سرّ الخلق بالحقِّ أنَّ الله لم يخلق عباده من أجل أيُّهم يجعله خليفةً له على الملكوت؛ بل قال الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا عبيد الله من الجنّ والإنس بما فيهم إبليس وكافّة الشياطين، استجيبوا لدعوة الإمام المهديّ جميعاً ولا تستكبروا حتى نهديكم بالبيان الحقّ للقرآن إلى صراط الرحمن وإنّا لصادقون. ولربّما يودّ أحد المسلمين أن يقاطعني فيقول: "عجباً أمرك يا ناصر محمد اليماني، وكيف تريد الشياطين أن يهتدوا إلى الحقّ من ربّهم وقد غضب الله عليهم ولعنهم وأحلَّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين! فكيف يتوب الله عليهم لو تابوا وقد حلَّت عليهم لعنة الله؟ أم عندك سلطان بهذا يا ناصر محمد أنَّ الله سوف يغفر لمن تاب وأناب وقد حلّت عليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المحتكم لحكم الله
    اما قولك
    ويا معشر الذين لعنهم الله وأحلّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والنّاس أجمعين، لا تستيئسوا من رحمة الله واعلموا أنّ من تاب وأناب ممن لعنهم الله فسوف يجدون لهم رباً رؤوفاً رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ( 159)إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) }


    والله انكم تضللون العباد...نعم لا تيأسوا من رحمة الله وان الله يغفر الذنوب جميعا نعم هذا في الدنيا وحتى يدخلوا في زمرة المؤمنين والمسلمين والموحدين بالله ،
    اما انكم تكذبون عليهم بأن الله سوف يخرجكم من النار بالنعيم الاعظم حتى يطمئنوا ويبقوا على شيطنتهم وكفرهم كيف لا وانتم تبشروهم بذلك تأويلا من عند انفسكم،فيستمر العاصي في عصيانه والفاجر في فجوره والكافر في كفره والشيطان في شيطنته لأن النعيم الاعظم سوف يتحقق ويخرجون من النار الى الجنة ,,,
    والله تكذبون على خلق الله ليبقوا في طغيانهم و والله ما كان انبياء الله ولا رسله يدعون بدعوتكم
    انتهى الاقتباس من المحتكم لحكم الله

    اقتباس المشاركة 6621 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 07 - 1431 هـ
    06 - 07 - 2010 مـ
    10:13 مساءًا
    ـــــــــــــــــــــ



    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ }
    صدق الله العظيـــــم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13]، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، بمعنى أنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم في الآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور، ولذلك اتخذوا الشيطان وليّاً من دون الله لأنهم يعلمون أنه الشيطان عدوّ الله ربّ العالمين، ولكنهم يريدون أن يساعدوه في إضلال البشر حتى يكونَ جميعُ البشر معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} صدق الله العظيم [النساء:89].

    فيا رجل لا تكن منهم فتجعل الناس يَيْأسُوا من رحمة الله، ويا رجل ما خطبك لم تفقه البيان الحقّ؟ فقد بينّا لك السبب بالحقّ عن عدم إجابتهم لأنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم فيخرجهم من ناره فيدخلهم برحمته جنّته ولذلك يريدون من ربِّهم أن يُعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون؛ بمعنى أنّهم لم يسألوا الله رحمته فيقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 23].

    وعلى كُلٍّ ليس لديّ فرصة الآن للرّد فانتظر منّي ردّاً مُفصّلاً تفصيلاً من محكم كتاب الله في هذه النقطة كونها من أهم نقاط الحوار بين المهديّ المنتظَر والذين لم يقدروا ربّهم حقَّ قدره، ونريد أن نهدي ببياني الآتي حتى الشياطين الذين يَئِسوا من رحمة الله كما يَئِسَ الكفارُ من أصحاب القبور علّهم يهتدون أو يزيدهم رِجْساً إلى رجسِهم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    وأعلم يا أخي وحبيبي، أننا لم نتبع الإمام ناصر محمد اليماني عليه وآله السلام، إلا لأننا آمنّا بقول الله تعالى: ( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران.
    وأعلم يا حبيبي في الله، وتدبر قوله جل في علاه: ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )

    الحمدلله رب العالمين وسلام على المرسلين

    أخي الكريم
    رضى الله غاية الانبياء وغاية المرسلين وغاية الصديقين وغاية من تبعهم بإحسان الى يوم الدين...

    ما هو الرضى يا اخي الطيب في كتاب الله ولو كنت تتدبر بحق ؟وما هو الرضى تحت معنى كمال صفات الله ؟

    الرضى هو ان يرضى الله عنك لتصديقك وإيمانك وعملك الصالح فتفرح بأن الله العظيم الخالق الجليل الذي تحبه هو ايضا يحبك وراض عنك ...

    اما الرضى عندكم هو انتقاص الله وترميم نقصانه من الصفات فترضونه في نفسه بعد تحسر وحزن فلولاكم لبقي الله حزين ومتحسر لأنه محتاج من يخفف عنه من خلوقاته فلم يكن أحد قادر على ذلك لا من الانبياء ولا من المرسلين إلا انتم فالحق بعد ذلك لا يستغني الله عنكم لأنكم وحدكم من سوف يخفف عن الله حزنه وحسرته والحق بعد ذلك ان الله ليس غني عن العالمين بل هناك ممن لا يستغني الله عنهم لأنه سوف يحتاجهم بعد تحسره وحزنه...

    اخي الكريم والله اني حزين على شبابنا المسلمين الذين يركضون خلف المدعين والمتأولين على ما عندهم من ضعف في العلم والدراية في محكم الله واخذوا بالتأويل وتركوا ما كان عليه الانبياء والله قد حذرهم بأن يتبعوا الانبياء ولا يتبعوا اهل الهوى من بعد الانبياء....



    اخي الكريم تعال وتدبر معي هذه الآية ان كنت من المتدبرين

    عندما وصف الله افضل عباده مرتبه وقرب اليه قال

    "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين "

    اي جمع من الاولين وقيل من الآخرين وبلا شك ولا تحريف ولا تبديل هم على نفس المستوى من القرب الى الله ولكن عددهم اكثر من الاولين وفي الاخرين قله منهم

    فإذا كنتم انتم هم القليل فكيف يساويكم بالاولين وانتم افضل منهم رضوانا فقد ارتقيتم الى ان ترضوا الله في نفسه وهم كانوا على غير ذلك....

    يا اخي هل عندك محكم من الله تحمي به نفسك يوم الملتقى ام تحب ان تجازف في انتقاص ربك من حيث لا تشعر



    الصورة الرمزية إلى الرحمن وفدا

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : almhde
    أخي الكريم رضى الله غاية الانبياء وغاية المرسلين وغاية الصديقين وغاية من تبعهم بإحسان الى يوم الدين...
    ما هو الرضى يا اخي الطيب في كتاب الله ولو كنت تتدبر بحق ؟وما هو الرضى تحت معنى كمال صفات الله ؟ الرضى هو ان يرضى الله عنك لتصديقك وإيمانك وعملك الصالح فتفرح بأن الله العظيم الخالق الجليل الذي تحبه هو ايضا يحبك وراض عنك ... اما الرضى عندكم هو انتقاص الله وترميم نقصانه من الصفات فترضونه في نفسه بعد تحسر وحزن فلولاكم لبقي الله حزين ومتحسر لأنه محتاج من يخفف عنه من خلوقاته فلم يكن أحد قادر على ذلك لا من الانبياء ولا من المرسلين إلا انتم فالحق بعد ذلك لا يستغني الله عنكم لأنكم وحدكم من سوف يخفف عن الله حزنه وحسرته والحق بعد ذلك ان الله ليس غني عن العالمين بل هناك ممن لا يستغني الله عنهم لأنه سوف يحتاجهم بعد تحسره وحزنه... .........
    انتهى الاقتباس من almhde



    اقتباس المشاركة 110785 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1430 هـ
    04 - 09 - 2009 مـ
    03:20 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربِّه..


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
    أفلا تعلم يا محمود المصري كيف تعبد الله؟
    وأفتيك بالحقّ إن عبادة الله هو أن تتّبع رضوانه وتُقلِع عمّا يسخطه، فانظر إلى أمر الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} صدق الله العظيم [طه:١٤].

    ثم انظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربِّه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

    وذلك لأنّ رضوان محمد رسول الله مُتعلق برضوان ربّه لأنه يدعو إلى رضوان الله ولذلك لم يقل والله ورسوله أحقّ أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].

    وذلك لأنّ هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربّه، فانظر لدعاء رسول الله يوم رجمه بالحجارة الصبيان بالطائف. وقال عليه الصلاة والسلام:
    [اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على النّاس أنت ربّ المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    وناجى ربّه وقال:
    [إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي]، وذلك لأنّ هدفه رضوان ربّه عليه ولذلك ناجى ربّه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى]، فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربّه وقال: [لك العتبى حتى ترضى].

    إذاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو النّاس إلى اتّباع رضوان الله. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٣١].

    حتى إذا اتّبعوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبايعوه على نصرة الله تحقّق الهدف. وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:١٨]

    ولكن محمود المصري يقول إنّه لا يعبد رضوان الله بل يعبد الله، فيا عجبي الشديد من هذا الرجل الذي ينتقد المهديّ المنتظَر لأنه يدعو النّاس إلى رضوان الله ويصفه لهم أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم وأكبر من جنّة النّعيم! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    ويا محمود المصري، هل تعلم عن سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ؟ وذلك لأنهم اتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوانه. وقال الله تعالى:
    {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    ألم أقل لك يا محمود المصري أنّ قلبك يزيغ عن الحقّ يوماً بعد يوم؟ وها أنت تنكر نعيم رضوان الله على عباده الذي لن يتحقّق حتى يجتنبوا ما يسخط الله فيتّبعوا ما يرضي نفس الله عليهم، أفلا تتّقِ الله؟ فكيف تحاجّ المهديّ المنتظَر الذي يدعوك إلى سبيل رضوان الله عليك فتعبده وحده لا شريك له حتى يتحقق هدف رضوان الله عليك؟ فما هو هدفك في ذات الله بقولك إنك لا تعبد رضوان الله بل تعبد الله؟
    وما هي عبادة ذات الله إلا في تحقيق الهدف الحقّ في ذاته وهو رضوان نفسه عليك، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ فهل سبب دخول أهل الجنّةِ الجنّةَ إلا أنهم رضوا ربّهم؟ وهل سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ إلا لأنّهم أسخطوا ربّهم؟ فتذكر قول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٦٢].

    ألا والله يا محمود المصري إنّك لم تعرف قط رضوان الله عليك طيلة حياتك، وما قط خشع قلبك لذكر ربك، وما قط دمعت عينك مما عرفت من الحقّ، ولذلك تحاجّني بنعيم رضوان الله الذي أدعوك إليه، وإنّما اسم الله الأعظم جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده ويُسمى بالأعظم ليس لأنه أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه! بل يوصف بالأعظم لأنه نعيمٌ أعظمَ من نعيم الجنّة كما أفتاكم الله في محكم كتابه:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].

    فقد كفرتَ بنعيم رضوان الله وحتماً ستبوء بسخطه فيجعل الله قلبك أشدّ قسوة من الحجارة حتى تتوب وتُنيب إلى الله ليرضى عنك يا من أنكرت دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى يتحقّق رضوان الله عليهم فلا بدّ أن يتّبعوا سبل رضوانه ويجتنبوا ما يسخط الله فيتحقق رضوان الله، ولربّما تطوّر كفرك حتى تكفر بالله؛ بل ربّما تصل درجة الإلحاد، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    وأما قولك إن الإمام المهديّ يقول:
    (حدثني قلبي فصدقوني). فإنّك لمن الكاذبين؛ بل آتيك بالبرهان لوحي التّفهيم من ربي إلى قلبي بسلطان العلم من مُحكم القرآن العظيم، وإذا لم أخرس لسانك بسلطان العلم من محكم القرآن؛ كلام الله، فلا حُجّة لي عليك، فما خطبك يا رجل! فهل أنت من الذين يؤمنون بما أُنزل وجه النّهار ويكفرون آخره فتنة للأنصار؟ قال الله عنهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النّهار وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فقد توليت يا محمود المصري وانقلبت على عقبيك. وقال الله تعالى:
    {وَمَا محمد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٤٤].

    فهل تعبد الله أم تعبد محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ وإنّما بعث الله أنبياءه ليدعوا النّاس إلى سبيل رضوان ربّهم وإلى عبادة ما يعبد الأنبياء. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون].

    فهل رأيت المهديّ المنتظَر يدعوك إلى عبادة غير الله حتى تنقلب على عقبيك، فما هي حجّتك على المهديّ المنتظَر؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولةً لتثبيتك على أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك أدنى درجة من نبيّ الله يونس وذلك لأنّ أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله محمد عبده ورسوله أن يكون مثله. وقال الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ} صدق الله العظيم [القلم:٤٨].

    ومن ثم قبلنا بيعتك حتى لو تكون عقيدتك في المهديّ المنتظَر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم وقلنا لك فلتجعلني أقل درجة من صاحب الحوت (أسفل درجة في الأنبياء) يونس عليه الصلاة والسلام؛ فقلنا لك فاجعل درجة المهديّ المنتظَر أدنى من نبيّ الله يونس فلن أحاجُّك في ذلك أو أرفض بيعتك؛ بل قبلتُها حتى ولو جعلت درجة المهديّ المنتظَر أسفل درجات الصالحين لما رفضنا بيعتك أبداً ولقبلنا بيعتك لأني لا أدعوك إلى عبادة المهديّ المنتظَر بل إلى عبادة الله الواحد القهار، ولكنّك استكبرت يا محمود وازدَدْتَ جحوداً بدعوة المهديّ المنتظَر إلى نعيم رضوان الرحمن، وتريد أن تفرِّق بين الله ورضوانه لأنّك زِغت عن الحقّ بادئ الأمر وتريد أن ترى الأمور بمنظارك أنت لا ببصيرة علم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك ولذلك أزاغ الله قلبك حتى عن نعيم رضوان الله سُبحانه. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا زاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:٥].

    لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنّا لله وإنا إليه لراجعون، فاتّق الله ولا تزال لديك فرصة للتوبة والإنابة يا أخي الكريم فإني أريد لك الهدى وأدعوك إلى سبيل رضوان الله وإن أبيتَ فحتماً سوف يزيغ الله قلبك فتتّبع ما يسخط الله وأذكرك للمرة الثالثة بقول الله تعالى:
    {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:١٦٢].

    أخو المسلمين الذليل على المؤمنين الدَّاعي إلى رضوان الله عبده وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    اقتباس المشاركة 136905 من موضوع اتّبعوا السابقين وتنافسوا معهم في حبّ الله وقربه وذلك هو الفوز العظيم..

    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=136897

    الإمامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
    24 - 05 - 1435 هـ
    25 - 03 - 2014 مـ
    05:12 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    اتّبِعوا السابقين وتنافسوا معهم في حبّ الله وقُرْبِه وذلك هو الفوز العظيم ..

    اقتباس المشاركة : اريد الحق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آل بيته ثم أما بعد..
    تحياتي للإمام ناصر محمد اليماني المحترم أتمنى منك تفسير هذه الآية: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم. فإن بعض العلماء يقولون أنه يجب اتباع المهاجرين والأنصار في كل شيء وفي اتباع سبيلهم النجاة والسلامة و رضوان الله.. فهل هذا صحيح أم لا ؟
    انتهى الاقتباس من اريد الحق
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين والتابعين ومن تبِعهم من الأمم من بعدهم باتّباع ما جاء به رسل ربّهم إلى يوم الدّين، أمّا بعد..

    ويا حبيبي في الله (أريد الحق)، فسؤالك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } [التوبة:100]، ونقطة سؤالك في هذه الآية هي بالضبط في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ}. ويحتجّ بذلك السلفيّون فيقولون: "نحن نتّبع السلفَ الصالحَ السابقين الأولين". ومن ثم يردّ على السائلين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل لسلفكم كتبٌ تنزَّلت عليهم، أم أنّهم سبقوكم في اتّباع رسول ربّهم؟ ويا معشر السلفيّين المحترمين وكافةَ الذين فرّقوا دينهم شيعاً، إنّما اتّباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هو أن تتّبعوا ما اتّبعوه. وبقي السؤال: فمَن اِتَّبعوا؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    إذاً اللهُ يقصدُ بقوله:
    { وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ } أي باتّباع محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أسلم وجهَه لله على ملّة جدِّه رسول الله إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وأعلن منافسةَ العبيد إلى الربِّ المعبود أيُّهم أحبّ وأقرب إلى الربِّ. فهكذا ملّة عباد الله المكرّمين في الكتاب يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم أحبّ وأقرب ولا يتفضّلون بالله سبحانه على بعضهم بعضاً؛ بل كلٌّ منهم يريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربِّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    واتَّبَعهم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- منافساً جدّه إبراهيم ومنافساً كافةَ الرسل ومنافساً جميعَ المؤمنين في حبّ الله وقربه، ويرجو أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب لكون الله جعل أعلى درجةٍ طيرمانة الجنّة الأقرب إلى ذي العرش لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله، وجعل الله صاحبها مجهولاً كما بيَّن لكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فقال:
    [سلوا الله الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولم يأمركم الله ورسولُه بالباطل بأن تسألوها لنبيّه؛ بل أمَركم أن تتنافسوا مع المتنافسين إليها أيُّهم أقرب إلى الربِّ كونها لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله ولا يزال صاحبها مجهولاً، ولذلك تجد الرسل ومن تبعهم يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم الأقرب إلى الربِّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    كون لكافة عبيد الله الحقّ في ربّهم فلم يتّخذ الله من عبيده صاحبةً فتكون هي الأَوْلى بحبّ الله وقربه ولم يتخذ ولداً فيكون هو الأَوْلى بحبّ الله وقربه؛ بل كلّ من في السماوات والأرض عبيدٌ لله، ولذلك لهم الحقّ جميعاً في ربّهم، فيتنافسون إلى ربّهم أيُّهم الأحبّ والأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وربّما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا تسمى هذه الدرجة بالوسيلة؟". ومن ثمّ نقول: لقد سبقت فتوانا للسائلين عن الحكمة من أن الدرجة العالية لا تزال تسمّى بالوسيلة لكون من فاز بها لن يرضى بها حتى يرضَى ربُّه حبيبَ قلبه، ويحقُّ لمن فاز بها أن يُنفقها طمعاً في تحقيق النّعيم الأعظم منها رضوان نفس ربّه كون الدرجة العالية الرفيعة هي درجة ماديّة وهي أعلى غرفةٍ في غرف جنات النّعيم لكون غرف الجنّة مبنيَّةٌ فوق بعضٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا ربّهم لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم [الزمر:20].

    وصاحب الغرفة التي تعلو غرف الجنّة جميعاً هو صاحب أعلى درجةٍ في جنات النّعيم، وأعظم من نعيمها نعيمُ رضوان نفس الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا عبيد الله، لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم فاتّبعوا السابقين المتنافسين في حبّ الله وقربه أولئك المقربون، أفلا تطمعون أن تكونوا منهم؟ فلَكُم الحقّ في ذات الله ما لهم فلا تتفضلوا بالله لهم، فإن فعلتم فقربةً إلى مَنْ تفضلتم بالله؟ فماذا بعد الحقّ إلا الضلال.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ومن أراد أن يكون من المقتصدين فهم الذين تركوا التنافس في حبّ الله وقربه وليس تفضلاً منهم بربّهم على عباده المقرّبين ولكنهم يطمعون فقط أن يدخلوا الجنّة ويُزَحْزَحوا عن النار ولهم ذلك، ولكن الله لم يجعلهم من السابقين المقربين؛ بل من المقتصدين، وما بعد المقتصدين إلا أصحاب الجحيم.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل كان محمدٌ رسول الله ومن معه يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم أقرب؟ صلّى الله عليه وعليهم ونسلّم تسليماً". ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى:
    {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    وهذه نصيحةٌ من الله لرسوله أن لا يظنّ أنّه ما دام أنّه خاتم الأنبياء والمرسلين فإنّ الله سوف يَهبُه إياها فيركن ولا ينافس أتباعه والسابقين، كون الله عدلاً وليس لديه مجاملاتٌ وليس للإنسان إلا ما سعى، ولذلك وعظ اللهُ رسولَه في قول الله تعالى:
    { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ ربّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } صدق الله العظيم.

    ويا أحبتي في الله كافة الباحثين عن الحقّ، لقد أمر الله رسوله أن يتّبع ملّة إبراهيم والذين من قبله في قول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].

    والسؤال الذي يطرح نفسه، فما هو الإقتداء؟ والجواب: هو اتّباعهم ومنافستهم في حبّ الله وقربه كما يفعل كافة السابقين المتنافسين إلى ربّهم أيُّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيُّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولذلك أمر الله كافة المؤمنين أن يبتغوا إلى ربّهم الوسيلة في الدنيا وفي الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا عبيد الله، هذه أمّتكم أمّةً واحدةً فلم يتّخذ الله منكم صاحبةً ولا ولداً، فلَكُم الحقّ في ذات الله سواءٌ بين الأنبياء والتّابعين فتنافسوا مع العبيد إلى الربِّ المعبود ولا تتفضلوا بالله لبعضكم بعضاً، فإن فعلتم فقربةً إلى مَن تتفضلون بالله سبحانه؟ ولم يأمرْكم الأنبياءُ والمرسلون والمهديّ المنتظَر أن تتفضلوا بالله عليهم؛ بل نقول لكم اعبدوا الله وحده لا شريك له كما يعبده الأنبياء والسابقون والمهديّ المنتظَر فجميعنا متنافسون في حبّ الله وقربه ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعيداً.

    وأُشهد لله شهادة الحقّ اليقين شهادةً أُحاسبُ عليها بين يديْ الله لو كنت من الكاذبين أنّ في أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور قوماً لن يرضى كُلٌّ منهم بملكوت ربّه حتى يرضى وحتى لو آتاه الله الدرجة العالية الرفيعة في جنات النّعيم وجعله الله خليفته على ملكوت كل شيء وجعله العبد الأحبّ والأقرب إلى الربِّ ليرضى أنّه سوف يستغل وعد ربّه للمتقين فيقول: "يا رب، ألم تَعِدْ عبيدك الصالحين الذين اتّبعوا سبيل رضوانك أنّك كذلك سوف ترضيهم تصديقاً لوعدك الحقّ في محكم كتابك:
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}؟ فوعدك الحقّ في قولك الحقّ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم، فأقسم بذات العظيم يا أرحم الراحمين لن أرضى حتى ترضى حتى ولو آتيت عبدك ملكوتك أجمعين".

    وربما تأخذ بعضَ الباحثين الجدد الدهشةُ فيقول: "ماذا ماذا!! وهل يوجد في أنصارك من لن يرضيه الله بذلك كله حتى يرضى؟". ثمّ نردّ عليه ونقول: اللهم نعم، فمنهم من أعرفهم ومنهم من لم تره أعيني قط في ماضي حياتي حتى الآن، فمنهم ذكورٌ ومنهم إناثٌ، والله الذي لا إله غيره ولا يُعبد سواه لا يرضيهم الله بملكوته حتى يرضى. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فلا تزكيهم فربّهم أعلم بهم". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: اللهم نعم فربّهم أعلم بهم، وذلك مما علّمني ربّي أنّهم موجودون في أنصار الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، وأنّ منهم من لا أعرفهم وهم على ذلك من الشاهدين أنّنا لم ننطق إلا بالحقّ، أولئك من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم! وماذا يبغون بجنات النّعيم وربّهم متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على عباده المُتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ فكم تسألون بعضكم بعضاً عن أحوال بعضكم بعضاً حين تلقون بعضكم بعضاً أو حين تسمعون أصوات بعضكم بعضاً في هواتفكم؛
    فلمَ لا تتساءلون كيف حال الله ربّ العالمين؟ فهل هو سعيد في نفسه؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب أنّ حاله في نفسه غاضبٌ على شياطين الجنّ والإنس وغير راضٍ عن الضالين ومتحسرٌ وحزينٌ على الذين أهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله بعذابٍ عظيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    حتى إذا جاءت الحسرةُ في نفس عبادِه على ما فرطوا في جنب ربّهم فهنا تحلُّ الحسرة عليهم في نفس ربّهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل الله يفرح ويحزن؟". ومن ثمّ نردّ على السائلين ونقول: اللهم نعم، ألستم تؤمنون أنّ الله يغضب ويرضى؟ فكذلك يفرح بهُدى عبيده ويحزن على من ظلم نفسه وأعرض عن دعوة الحقّ من ربّهم ممن أهلكهم الله تصديقاً لوعده لرسله وأوليائه ومن ثم يحزن عليه ربّه لكونه علم أنّ عبده لم يعد متعنتاً بكفره؛ بل صار نادماً على ما فرَّط في جنب ربّه، ولذلك يحلُّ الحزنُ في نفس الله عليه.
    وربّما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لم يرحمه الله بدل الحزن المستمر عليه؟". ومن ثم نجيبه بالحقّ ونقول: كونهم لا يزالون ظالمي أنفسهم باليأس من رحمة الله برغم أنّ الله قد علّمهم في محكم كتابه أنّ من كان من المُعذّبين أن لا ييأس من رحمة الله لكون الله على كل شيءٍ قديرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ودائما تجدون أنّ الله لم يجعل حكمه حكماً مطلقاً لا يمكن تبديله بقدرته؛ بل يُفتيهم ربّهم أن لا ييأسوا من رحمته لا في الدنيا ولا في الآخرة ويعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قديرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} صدق الله العظيم [هود].

    ولكنهم مُبلسون يائِسون من رحمة الله فظلموا أنفسهم من بعد موتهم إضافةً إلى ظلمهم من قبل مماتهم، وبرغم أنّهم من بعد موتهم نادمون على ما فرّطوا في جنب ربّهم ولكنّهم ظلموا أنفسهم من بعد موتهم بعقيدة اليأس من رحمة الله فهم مبلسون من رحمة الله. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    وربما يودُّ أحدُ السائلين أن يقول: "وما يقصد الله تعالى بقول:
    {أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}؟". ومن ثم نردّ عليه بالحقّ ونقول: مُبلِسون أي يائِسون في العذاب أن يرحمهم فيكشف عنهم العذاب، ولذلك قالوا: {سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم:21]. ولذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم، أي يائِسون من رحمة ربّهم، وفي ذلك سرّ بقائهم في عذاب الله برغم حزنه عليهم.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "لقد أفتيتَ أنّ الله يحزن على عباده الضالين إن أهلكهم وهم على ضلالهم؛ إذاً فمن المنطق لا بد أنّه يفرح سبحانه إذا اهتدوا من قبل موتهم؟". ومن ثم نترك الجواب من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال :
    [لَلَّهُ اَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ اِلَيْهِ مِنْ اَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَاَيِسَ مِنْهَا فَاَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ اَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ اِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَاَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّكَ.‏ اَخْطَأ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ويا عباد الله، فلنسعَ جميعاً لتحقيق الفرحة في نفس الله، وذلك بالحرص على هُدى الأمّة والصّبر على أذاهم حتى يهتدوا، فاصبروا من أجل شأن الله فيهديهم الله من أجل شأنكم، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم المبعوث رحمةً للعالمين من بعد الأنبياء الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    يامحتكم إن كنت ترى أن دعوة النعيم الأعظم سوف تزيد من التمادي في التشيطن والفجور فلماذا لاترى أيضآ أن دعوة الشفاعة لأهل الكبائر الموحدين سوف تزيد الفاجرين من التمادي في الفجور بدعوى أن الرسول سيخرج من في النار بالشفاعة لكل موحدا ومن وجد في قلبه ذرة من إيمان . فلماذا لاتقول هذه الشفاعة لأهل الكبائر ستجعلهم يتمادون ويتكلون على شفاعة رسول الله للموحدين .

    الزمك الرد

المواضيع المتشابهه
  1. وصف محمد رسول الله بالحقّ صلّى الله عليه وآله وسلم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-04-2024, 12:51 AM
  2. وصف محمد رسول الله بالحقّ صلى الله عليه وآله وسلم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-07-2012, 08:07 AM
  3. الإمام المهديّ يشهد بالحقّ أنّ لا إله الا الله وأنّ كافة المرسلين رسل الله من نوحٍ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-04-2012, 06:56 AM
  4. {تلكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 08:28 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •