بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين و خليفتنا الامام الكريم واله الكرام وعلى جميع الأنصار السابقين الاخيار
قال تعالى :
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
هل الذي اقترع مع نبي الله زكريا في
(ايهم يكفل مريم) هو
عزير عليه السلام ؟
لنبحث في النقاط التالية :
اولا : الخطاب بالجمع لا يؤكد وجوب ان يكون عدد المقترعين لكفل مريم اكثر من اثنين
فقد يكون عدد المقترعين اثنين فقط هما نبي الله زكريا وشخص اخر .. فقد يأتي خطاب المثنى بالجمع ، او العكس فيخاطب الجمع بالمثنى
اقتباس للامام :
فما هو المقصود من القول المتكرر في السورة وهو قول الله تعالى:
{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
[الرحمن:16]
ويقصد أمَّتَي الإنس والجانّ، ولكن خطاب الجمع بالمثنى له مواضع، وذلك حين تخاطب فريقين مختلفين في شيء فيصح أن تخاطبهما بالمثنى فتقول: ما خطبكما. أي: ما خطبكما أيها الفريقان، وهذا على سبيل المثال. ولا أظن في قاموس لغتكم أن يكون خطاب الجمع بالمثنى صحيحاً عندكم.... انتهى.
ومن ثم نأتي لذكر المثنى بالجمع فتجدونه في قول الله تعالى:
{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾ }
صدق الله العظيم [ص]
فانظروا إلى ذكر المثنى بالجمع، وقال الله تعالى:
{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ }
صدق الله العظيم
Read more: https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=9152
انتهى الاقتباس
ثانيا : من المعروف ان الاقرب رحما لكفل مريم بعد موت ابيها هو اخوها هارون عليه السلام .. ولكنه كان قد مات في السابق ، ولا يوجد لها اخوة اخرون غير هارون ، وهذا ما جعل ام مريم (امراة عمران) ان نذرت ما في بطنها محررا لله لكون الذي في بطنها هو الوحيد المتبقي من ذرية ابو مريم والذي اعلمنا الامام باسمه (عمران بن يعقوب بن عمران)
اقتباس للامام
ثم كانت واثقة من الله أنه سوف يجيبها كون عمران بن يعقوب زوجها قد توفي وهي حامل وكذلك توفي إبنها هارون من قبل وأرادت أن تحفظ ذرية ذلك البيت المكرم بولد يرزقها الله به وتنفع به الإسلام والمُسلمين
انتهى الاقتباس
Read more:
https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=3485
ثالثا : نجد ان الاقرب رحما لليتيم في حال لم يكن لديه اخوة هم اعمامه .. ويستنبط ذلك من الكلالة .. ولن يكون خال اليتيم اقرب رحما من العم ، فلا نجد بان الخال يرث مع العم .. فلذلك لا يوجد ادنى شك بأن زكريا عليه السلام لن يدخل في اقتراع لكفل مريم الا مع اخيه او اخوته
رابعا :
بعد التحليل السابق .. يطرح السؤال التالي نفسه بقوة من هو هذا الاخ او الاخوة ؟ لنبي الله زكريا والذي له او لهم شان في كتاب الله فاشار الله لهم باية في كتابه العظيم
فاغلب الظن بانه نبي من انبياء آل عمران .. ولقد لمح لنا الامام بذلك حين كنا نتدبر ونبحث عن اسم ذو القرنين
اقتباس للامام
(آل عمران) فمن يقصد بـ (آل عمران)؟
فهل يقصد عمران بن يعقوب أبو مريم وذريّته؟ والجواب: كلا وربي، وإنما عمران أبو مريم ليس إلا من ضمن آل عمران لأنكم إن اعتقدتم أنّ آل عمران يُنسبوا إلى عمران أبي مريم فإن فعلتم فقد أخرجتم نبي الله زكريا وابنه يحيى - عليهم الصلاة والسلام - من آل عمران.والسؤال الذي يطرح نفسه:
فمن هو عمران المقصود؟
والجواب:
إنّه رجل من الصالحين من أئمة الكتاب المكرمين، وهو جدُّ آل يعقوب، ولكنه أرفع درجة من ابنه الصالح يعقوب كون عمران من أئمة الكتاب المصطفين المكرمين من ذريّة إسرائيل، وقد علمتم من قبل أن نبي الله إسرائيل أنه هو نفسه يعقوب بن إسحاق ومن ذرية إسرائيل الإمام عمران عليه الصلاة والسلام وهو من أئمة بني إسرائيل.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣﴾وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴿٢٤﴾}
صدق الله العظيم [السجدة]
ومن أئمة الكتاب المصطفين من ذريّة بني إسرائيل الإمام عمران عليه الصلاة والسلام، ولذلك نسب الله آل يعقوب إلى جدهم الإمام عمران وآل يعقوب ذريته، ويسمون في الكتاب آل عمران، وفي ذرية الإمام عمران أنبياء ومنهم زكريا بن يعقوب بن عمران وولده نبي الله يحيى بن زكريا بن يعقوب بن عمران، وكذلك هارون بن عمران بن يعقوب بن عمران، ومنهم المسيح عيسى بن مريم بنت عمران بن يعقوب بن عمران، وإنما أردنا أن نضرب لكم على ذلك مثلاً وسبق بيان الإمام المهدي بشيء من العلم في بيان هذه النقطة حول جدّ آل يعقوب بيانُ أحدِ الأنصار المكرمين ذلكم أبو محمد الأنصاري العربي ويوجد بين الأنصار من هو على شاكلته في بسطة العلم، وهم الآن في تنافسٍ شديدٍ للمزيد من بسطة العلم أيهم الأعلم بالكتاب، وفوق كل ذي علمٍ عليمٍ، فاستمروا ومن ورائكم أعلمكم وأعلم علماء الإنس والجِنَّة أجمعين صاحب الفتوى الحقّ من غير تكبرٍ ولا غرورٍ ذلكم صاحب علم الكتاب والقول الصواب
انتهى الاقتباس
فعندما كنا نتدبر القران لمعرفة ذو القرنين في السابق .. وقفت على قول الامام التالي :
((وفي ذرية الإمام عمران أنبياء ومنهم زكريا بن يعقوب بن عمران وولده نبي الله يحيى بن زكريا بن يعقوب بن عمران، وكذلك هارون بن عمران بن يعقوب بن عمران، ومنهم المسيح عيسى بن مريم بنت عمران بن يعقوب بن عمران))
وكنت احدث نفسي بان الامام لن يبعض بقوله ومنهم ((ومنهم وفي ذرية الإمام عمران أنبياء ومنهم)) الا دلالة على انه لا يريد ان يفتي بان جميه هؤلاء الانبياء الذين ذكرهم هم من يمثلون آل عمران من الانبياء .. دلالة على انه ما زال هناك ايضا انبياء او نبي من آل عمران والا لكان قال ((وفي ذرية الإمام عمران أنبياء و هم))
وبالتالي يقودنا هذا الى البحث عن أي دليل يشير الى نبي جاء مصاحبا للفترة الزمنية لانبياء ال عمران في القران .. ولقد اخبرنا الامام بان اليهود تقصدوا ان يجعلوا النصارى مشركين بالمسيح فقالوا ان العزير ابن الله حتى تقول النصارى مثل قولهم فتقول النصارى بل المسيح ابن الله .. فما هو وجه الشبه بين عيسى وعزير عليهما السلام والذي استخدموه اليهود فانطلت الحيلة على النصارى .. وخلاصة القول هو ..
لماذا قالت اليهود : عزير ابن الله ؟
كون عزير عليه السلام اماته الله مائة عام ومن ثم بعثه .. استغلوا مبعثه هذا فجعلوا الناس يشركوا به عن طريق نفس الفكرة التي جعلت النصارى تشرك بعيسى ابن مريم وهي كون عزير بعثه الله بعد مائة عام من غير اب او ام فلذلك فهو ابن الله .. ولذلك قالت النصارى مثل قولهم او على نفس الطريقة ، والمسيح خلقه الله بغير اب .. اذن فهو ابن الله ، وبهذا استغلت اليهود هذه النقطة فاضلوا النصارى
ومن هنا نعود لنستنتج استخدام اليهود لعزير عليه السلام لكونه النبي المصاحب لانبياء ال عمران ولديه ميزة تميزه عن باقي انبياء ال عمران وهي بعثه بعد مائة عام .. فوجدوا المدخل لجدال النصارى واغوائهم بان عزير هو ابن الله
قال تعالى
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فهل حقا ان الذي اختصم مع زكريا في
(ايهم يكفل مريم)
هو عزير بن يعقوب بن عمران ؟
فمن ذا الذي يختصم مع نبي لله ويكون له الحق كما لزكريا الحق سوى نبي مثله
وكلا متمسكا بحقه فلا تحل مشكلة كفل مريم لأي منهما الا بالقرعة
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين