الموضوع: كيف ان ملكة سبأ اسلمت من قبل ان تأتي سليمان ثم يقول الله بعد ان ابتلاها سليمان بالعرش؟

النتائج 1 إلى 10 من 52
  1. افتراضي كيف ان ملكة سبأ اسلمت من قبل ان تأتي سليمان ثم يقول الله بعد ان ابتلاها سليمان بالعرش؟

    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيمه ورضوانه أمامي الغالي طرح علي أحد أصدقائي سؤال في إطار الموضوع الذي وضحته لمن قبله فقال لي أن اطلعك على سؤاله والقيه عليك كما أنه سمح لي بتهذيب السؤال كما يليق بطرحه للإمام من أحد الأنصار ولاكني لم أعدل فيه حتى يصلك كما خطه قلمه وارت أن أضع هذي المقدمه لكي تعلم أني ليس من طرح السؤال وارجو منك أمامي الغالي أن تزيدنا من العلم الذي علمك حبيبنا وحبيبك من علمك مالم تكن تعلمه من قبل ولا كنا بهي عالمين فأرشتنا وحثيتنا على النهج القويم الهادي لسراط المستقيم وامرتنا أن نتنافس في حب الله العزيز الرحيم إليك أمامي وقرت عيني سؤال صديقي كما يلي علما بأنه اطلع على بيانك الذي متعلق بالملكه بلقيس
    فل نتابع ما طرح

    ملاحظة لا اريد الاجتهاد من الانصار وتكون اجاباتهم متشتته تشتت الباحث عن الحق كما في الرابط التالي برد الاخوه (ايمن+رضي الله والوالدين)
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=22050

    السلام عليكم ورحمة الله

    اقتباس من بيان ناصر


    "وذلك لأن سُليمان قد علم بإسلامها من قبل أن تأتي ولذلك قال: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨]. وإنما أخبره الهدهد عن إسلامها وذلك لأنه كلفه بمراقبتها من بعد أن ألقى إليها الكتاب وقال: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٢٨]. وقد أخبر الهدهد نبي الله سليمان أنها أسلمت لله ربّ العالمين ولم تعد تسجد لشمس ولذلك قال سليمان عليه الصلاة والسلام: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨].

    ولكن نبي الله سليمان أراد أن يتأكد من حقيقة إسلامها وأمر بذلك الصرح المُمرد من قوارير المكشوف للشمس فإن تجنبت أن تطأ صورة الشمس بقدميها في الصرح اللامع" انتهى الاقتباس


    .................





    فهمنا من بيان الامام ناصر أن ملكة سبأ قد اسلمت من قبل ان تأتي سليمان وسليمان عندما ادخلها الصرح فقط اراد ان يتأكد من حقيقة اسلامها..



    ولكن السؤال الذي قد يعارض هذا الفهم هو



    قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ

    فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ

    وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِين

    ثم بعد ذلك ابتلاها بالصرح وادخلها الصرحَ

    نجد من خلال هذه الايات ان ملكة سبأ كانت كافرة حتى بعد مجيئها الى سلميان و انما مجيئها كان استسلام و مصالحة كما طلبت من قومها ان يرسلوا هدية لسليمان لترى ردت فعل سليمان وقد رفض سليمان منهم الهدية و مازالت على رأيها وهو ايجاد طريقة للمصالحة دون قتال.

    وحتى عندما قال سليمان عليه السلام "أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"
    وهنا يعني الاستسلام و الخضوع ولا يعني تغيير الملة بل يأتون له مسلمين وخاضعين ولا يعني مسلمين لله

    والدليل على ذلك بعد ان ابتلاها سليمان بالعرش وجعل ذلك كناية على تعقلها وهدايتها ،قال الله " وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ"
    اي ما زالت على كفرها وعلى اتباعها لقومها وصدها ذلك عن ان تتعقل وتكون من المهتدين

    فلم تسلم ملكة سبأ إلا عندما دخلت الصرح وتبين لها انها ظلمت نفسها فآمنت حينها واسلمت مع سليمان


    فالسؤال

    كيف نقول ان ملكة سبأ اسلمت من قبل ان تأتي سليمان ثم يقول الله بعد ان ابتلاها سليمان بالعرش

    وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ؟

    Read more: https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=22050

  2. افتراضي







    اقتباس المشاركة 240697 من موضوع قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - محرم - 1438 هـ
    26 - 10 - 2016 مـ
    08:00 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=240686

    ــــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يَدِبّ أو يطير بجناحيه من الأمم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين في الأمم من الإنس والجنّ ومن كل جنسٍ؛ كُلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه ممن آمن بالله ورسله، صلوات ربي على كافة المؤمنين من جنوده في ملكوته أجمعين ما يدبُّ منهم أو يطير، فاستجيبوا للدّاعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له باتِّباع رضوان الله الذي خلقكم بالحقّ لتعبدوه وحده لا شريك له، وما خلقكم الله عبثاً، واعلموا أنكم إليه تُحشرون. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم القرآن العظيم عن فتوى الخالق إلى خلقه أجمعين في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بالحقّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا تبْلَسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، إنهُ هو الغفور الرحيم. واستجيبوا لدعوة الله الرحمن في محكم القرآن إلى الرحمة والغُفران لذنوب عبيده المذنبين في الملكوت أجمعين تنفيذاً لأمر الله إليكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} صدق الله العظيم [الزمر].

    أيا عباد الله في الملكوت، تاالله إنّ الهدى هدى الله كونه يحول بينكم وبين قلوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وربّما يودّ أحد العبيد في ملكوت الربّ أن يقول: "ما دام الله بيده الهدى وحده لا شريك له كونه يحول بين العبيد وقلوبهم أجمعين أليس ذلك ظُلماً لمن لم يهدِ الله قلوبهم لداعي الخلائق إلى الخالق لتحقيق الهدف من خلقهم ليعبدوا الله وحده لا شريك له؟". فمن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر من محكم الذّكر وأقول قال الله تعالى:
    {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)} صدق الله العظيم [فصلت].

    فمنكم الإنابة إلى ربكم طالبين من ربّكم الذي يحول بين المرء وقلبه أن يهدي قلوبكم إلى صراط العزيز الحميد، فمنكم الإنابة ومن الله الهدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)} صدق الله العظيم [الشورى].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم، فمن تاب وأناب إلى الربّ هادي القلب جعل الله في قلبه نوراً فإذا هو مبصرٌ الحقّ من ربّه، ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نورٍ، فلا ولن يبصر دعوة الحقّ من ربه الحقّ كونه كالأعمى كمثل من يقف ليلاً تحت سماءٍ ذات سحابٍ أسود في ظُلماتٍ في بحرٍ لُجيٍّ في ظلماتٍ ثلاث ظُلمة الليل وظُلمة السحاب وظلمة البحر، فهل ترونه يكاد أن يبصر كفّ يده شيئاً لو جعلها أمام وجهه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} صدق الله العظيم [النور].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن تبصروا نور البيان الحقّ للقرآن حتى تستخدموا عقولكم كما يستخدم الطير الذي هداه الله عقله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    واعلموا أنّ الله هدى ملكة سبأ العُظمى اليمانيّة بحكمة عقلِ طيرٍ؛ ذلكم طائر الهدهد الحكيم رسول نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام إلى مملكة سبأ اليمانيّة، واعلموا أنّ الله هدى الشعب اليماني السبأيّ ذي القوة والبأس الشديد بحكمة استخدام عقل امرأةٍ؛ ملكة سبأ الحكيمة، فهدت قومها أجمعين بالعقل والحكمة فجعلتهم يُسلمون أجمعين برسالةٍ فقط، ولذلك لم يسافروا إلى نبيّ الله سليمان إلا وقد آمنوا أجمعون وكفروا بعبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين، حتى إذا عاد طائر الهدهد بالخبر أنّ اليمانيّين وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين وحده لا شريك له. ولذلك أراد نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام أن يختبر حقيقة ما رجع به من الخبر طائرُ الهدهد أنهم وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك أراد نبيّ الله سليمان أن يختبر إسلامهم لربهم ولذلك بعد أن جاءه طائر الهدهد بالخبر فمن ثم نادى نبيّ الله سليمان إلى اجتماع مجلس الشورى من الإنس والجنّ والطير. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    ألا وإنّ البُرهان المبين في محكم القرآن العظيم أنّ الشعب اليمانيّ السّبأيّ حقاً أنّهم أسلموا لله ربّ العالمين أجمعون من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده فتجدون البُرهان المبين في قول الله تعالى:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم.

    فذلك بُرهانٌ مبينٌ أنهم حقاً أسلموا لله ربّ العالمين من قبل أن يروا سليمان وجنوده كون طائر الهدهد ردّ على نبيّ الله سليمان الخبر بأنّ ملكة اليمن والشعب اليماني قد أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. بسبب حكمة طائر الهدهد الذي أجبر ملكة سبأ اليمانيّة أن تستخدم عقلها فهداها الله بنورٍ من عنده وهو نور البصيرة من بعد استخدام العقل فأبصرت أنّ الذي خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والبشر هو الأحقّ بالعبادة وأبصرت أنّها ظلمت نفسها وقومها بعبادة الشمس من دون الله، ولذلك أَقرَّ واعترف نبيّ الله سليمان بعلمها بالحقّ حين رمشت بعينها لنبيّ الله سليمان أن لا يفتن قومها من بعد إيمانهم بالله ربّ العالمين بسبب إحضار عرشها العظيم المصنوع من أغلى الحُليّ والمرصّع بالألماس الذي تركته وراءها في اليمن في مملكة اليمن بالقصر الملكي بديوان مجلس الشورى، ومن حول القصر الملكي حرسٌ شديدٌ. فهنا الفتنة إذ خشِيتْ على قومها الفتنة أن يقولوا: "كيف تمّ إحضار العرش إلى سليمان وهم تركوه وراءهم! فكيف سبقهم عرش ملكتهم إلى سليمان؟". ثم يقولوا لملكتهم التي أقنعتهم بالإسلام من قبل لاتّباع نبيّ الله سليمان ثم خشيت عليهم من الفتنة كون على أبواب القصر وأسواره حرساً شديداً، ولذلك خشيت عليهم ملكتهم العليمة أن يُفتنوا بسبب إحضار العرش وهم متأكدون أنّهم تركوه وراءهم خلف أبواب القصر الملكي، فمن ثم يقولون: "إن هذا لساحرٌ عليمٌ يُخيّل إلينا أنّ هذا عرش ملكتنا ونحن تركناه وراء الأبواب وعلى الأبواب حرسٌ شديدٌ، فكيف يسبقنا العرش إلى سليمان ونحن تركناه وراءنا!".

    ولكن ملكة اليمن أنقذت الوفد الذين معها من الفتنة في النهاية كما هدتهم في البداية حين آمنوا وأسلموا لله ربّ العالمين أجمعون بسبب حكمتها ودهائها من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده وملكه العظيم، فحين رأت عرشها قد تمّ إحضاره إلى نبيّ الله سليمان برغم أنها تركته وراءها فحين رأت عرشها سبقها ما زادها ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً وعلماً وعلمت علم اليقين أنهُ هو عرشها الذي تجلس عليه بالديوان الملكي في مملكة سبأ اليمن العظمى لا شكّ ولا ريب، ولكنها لا تريد فتنة قومها فتقول أنهُ هو ولذلك رمشت بعينها للسائل أن لا يفتن قومها فوضعت يدها على العرش وقالت: "كأنهُ هو"، فهنا أقرّ السائل بعلمها من ربها، واتّقوا الله ويُعلّمكم الله، ولذلك أقرّ السائل معترفاً بعلمها في نفسه فقال: "وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين". وقال الله تعالى:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهنا تجدون الدهاء بين الطرفين وعلمهم في علم الهدى، فكذلك نبيّ الله حريصٌ على عدم فتنتهم؛ ملكة سبأ وقومها، وأن لا تلمس عرشها بيديها فتقول: "إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ!" لو لم يأمر بإزالة فصوص الألماس منه إذ خشي أن لا تجرؤ أن تلمسه بيديها فتظنّهُ سحراً مبيناً هي وقومها، كون جميع الذين كفروا بآيات المعجزات من ربّهم ما كانت حجّتهم الباطلة إلا أن يقولوا عن الحقّ من ربّهم على الواقع الحقيقي إن هذا إلا سحر مبين ثم لا يهتدون كونهم لم يتأكدوا بالملمس على الواقع الحقيقي، وأولئك قومٌ لا يهتدون كونهم لم يميّزوا بين السحر والمعجزة يلمسونها بأيديهم حتى يتبيّن لهم حقائق آيات ربهم على الواقع الحقيقي، كونهم يظنونها سحراً مبيناً، كون سحر التخييل تستطيعون أن تكشفوا حقيقته بلمسه بأيديكم لتعلموا أحقٌّ هو على الواقع الحقيقي أم مجرد سحر التخييل في أعينكم. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)} صدق الله العظيم [الأنعام]. ولذلك أمر نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً بإزالة شيءٍ من فصوصه الأماميّة ذات الرونق واللمعانٍ والجمالٍ. وتلك حكمة من نبيّ الله سليمان حتى تتجرّأ فتقترب من عرشها فتلمسه بيديها.

    فمن ثم جلست عليه بعد إذ رمشت للسائل بعينها اليسرى كي يفهم أنّها لا تريد فتنة قومها بالإقرار أنّه هو حتى لا يقولوا: "بل نحن قومٌ مسحورون" فينقلبوا على أعقابهم خاسرين من بعد إيمانهم، كون الذين لا يهتدون من الذين كفروا بآيات ربّهم ما كان ردهم على آيات المعجزات الحقّ من ربهم إلا أن قالوا: "إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ". وأولئك قومٌ لا يهتدون وهم الذين لا يتفكّرون بعقولهم. ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم. ولكنها من المهتدين، ولذلك لم تُنكر أنهُ هو فرمشت بعينها للسائل أنهُ هو، فمن ثم استدارت نحو قومها وجلست على عرشها متبسمةً ضاحكةً مستبشرةً وقالت: "كأنّهُ هو!". برغم أنها علمت علم اليقين أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها حتى إذا عادوا إلى اليمن ثم لا يجدوا العرش في القصر الملكي بديوان مجلس الشورى فمن ثم يعلموا علم اليقين أنّه هو من بعد رجوعهم من رحلة البيعة العامة، فيعلموا أن ذلك من آيات الله عجباً فيزدادوا إيماناً وتثبيتاً. وأنقذت شعبها بالإيمان بالرحمن واتّباع نبيّ الله سليمان صلّى الله عليه وعليها وعلى الذين آمنوا معها أجمعين وأسلّم تسليماً من اليمانيين الذين كانوا يستخدمون العقل فيهديهم الله برسالةٍ.

    ولربّما يودّ أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "آه آه يا إمامي لكم تُخبئ علينا من العلم والحكمة، ألا تفصّل لنا كيف استطاع طائر الهدهد أن يجبر ملكة سبأ على أن تتفكر بعقلها؟". فمن ثمّ نردّ على السائلين بالحقّ الإمامَ المهديّ ناصر محمد اليماني ونقول: كان معبد ملكة سبأ عديد الفتحات المستديرات شرقيّةٍ وأخرى غربيّةٍ، وجاء رسول نبيّ الله سليمان طائر الهدهد وحضر إلى المعبد في ميقات الظلّ قُبيل شروق الشمس قبل أن تحضر ملكة سبأ إلى معبدها للسجود للشمس المشرقة أمام فتحات المعبد، وكان سبب حضور الهدهد في ميقات الظلّ باكراً عليه الصلاة والسلام حتى لا ترى الملكة الرسالة أنّه جاء حاملها معه فتظنّ أنّ مثل طائر الهدهد كمثل الحمام الزاجل الذي يحمل الرسالات، ولكنّ طائر الهدهد المؤمن أراد أن يُجبر الملكة أن تستخدم عقلها كونها لن تفهم منطِقه لو ينطق لها فينصحها أن لا تسجد للشمس ولا القمر؛ بل وتعبد الله الذي خلقهم. فانظروا الى قول الهدهد واحتقاره لكافة الكفار الذين لا يعبدون الله الواحد القهار، فتدّبروا انتقاد طائر الهدهد في محكم القرآن العظيم. قال:
    {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك حضر طائر الهدهد الغاضب باكراً في ميقات الظلّ حين أزيز العصافير قبل أن تحضر الملكة إلى المعبد للسجود للشمس من بعد شروقها فوجدت الهدهد في انتظارها واقفاً في النافذة الدائريّة التي تشرق الشمس من مقابلها تماماً في ذلك اليوم وحطّ الرسالة من منقاره فجعلها في رجليه فكمش عليها بأصابع رجليه كون فتحات المعبد مرتفعة فهي لا تشاهد الرسالة تحت رجليه، وأرادت السجود للشمس قُصاد الفتحة التي أشرقت الشمس بمقابلها تماماً في ذلك اليوم ولكنها وجدت طائر الهدهد واقفاً بتلك الفتحة، وأرادت أن تنشّ بيدها على طائر الهدهد ليطير فرسخ رسوخ الجبال ولم يخف منها فيطير، فأدهشها أمر هذا الطائر الذي لم يخف منها، فمن ثم تركت النافذة التي يقف بينها وبين الشمس المشرقة فأرادت أن تسجد من أمام الفتحة التي بجانب فتحة الهدهد، فإذا هو يغيّر موقعه فيلتوي للفتحة الأخرى فيقف بين الملكة والشمس، ثم أدهشها كذلك أمر هذا الطائر، فمن ثم حاولت أن تسجد من الفتحة التي تليها برغم أنها بشكلٍ مائلٍ قليلاً ولكنها تستطيع رؤية الشمس، ولكن طائر الهدهد كان يحول بينها وبين السجود للشمس! ثم أرادت أن تسجد من الفتحة التي تليها ثم فإذا بالهدهد يطير فيلتوي في كافة الفتحات الشرقيّة فيحول بينها وبين السجود للشمس. فمن ثمّ أدهشها الأمر كثيراً من حركات هذا الطائر فلماذا يمنعها من السجود للشمس؟ فمن ثم مكثت تتفكّر بعقلها فقالت في نفسها: "إنّ هذا الطائر لا ينبغي له أن يفعل هذه الحركات فيحول بيني وبين السجود للشمس إلا وهو يرى أنّني وقومي على ضلالٍ مبينٍ". ورأت أنّها وقومها اتّبعوا أسلافهم الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا العقل والمنطق أنّ الذي خلقهم خلق الشمس والقمر، فعلمت أنه هو الأحقّ بالعبادة سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    حتى إذا شاهد طائر الهدهد الدموع تسيل على خدّها من الخشوع لربّها بالوحدانيّة فمن ثم ألقى إليها بالرسالة من نبيّ الله سليمان، فبرغم اختصارها بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها قد أصبحت من الموقنين كونها أبصرت الحقّ بنور من ربها بسبب استخدام العقل والإنابة إلى ربها ليهدي قلبها، ولكنها فكرت أنها لو تخبر قومها بأنّها أسلمت لله ربّ العالمين فاجتنبت عبادة الشمس فحتماً سوف يكون ذلك على قومها كالصاعقة فينقلبون عليها ثائرين، فمن ثم طبّقت مجلس الشورى كعادتها فوجدتهم مستعدين لقتال الملك سليمان وجنوده بكلّ قوةٍ وبأسٍ شديدٍ. فقالت لهم: "إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، فلا يغتر الإنسان بقوته وهو يجهل قوة عدوّه فربما يهزمه عدوّه، فلنفرض أننا خضنا حرباً شرسةً مع الملك سليمان فلربما يهزمنا فمن ثم يكون الأعزّاء في مملكة سبأ أذلةً، فالضحية أنا وأنتم يا معشر مجلس الشورى الملكيّ". وبما أنهم قالوا :"فالأمر إليك فانظري ماذا تأمرين"، فمن ثم أردفت قائلةً: "فلنفترض أننا خضنا حرباً فانتصرنا على الملك سليمان لو غزانا فلا بدّ من تضحياتٍ بمالٍ كثير وأرواح جنودٍ مخلصين لنا في القتال، فأرى أن أفتديهم بهديةٍ مغرية جداً؛ قافلةً محمّلةً بسبائك الذهب أطناناً موزعةً على ظهور القافلة، فناظرةٌ بما يرجع المرسلون. بشرط أن نتفق من الآن إذا لم يقبل هذه الهدية المغريّة جداً فقد علمنا أنه حقاً نبيٌّ من ربّ العالمين وإن قبلها فقد علمنا أنّه ملكٌ من ملوك الأرض الطمّاعين في الملك والمال فنتخذه صديقاً لنا فنكون نحن وهو يداً واحدةً على خصمنا وحلفاً بيننا وبينه، فالمال يفديني ويفديكم فلا بدّ من الخسارة والتضحيات لو خضنا حرباً مع الملك سليمان فربما نخسر أضعاف هذه الهدية المغرية، والمهم هذا شرطٌ بيننا نتفق عليه من الآن أنّه إذا لم يقبل الهدية فقد علمنا أنّه حقاً نبيّ ولن نستطيع فتنته بجبلٍ من ذهبٍ.

    حتى إذا اتّفقت مع قومها على ذلك فمن ثم جهزت قافلةً كثيرة الجِمال تحمل سبائك الذهب أطناناً لو اجتمعت! فانطلقوا بهديتهم نحو سليمان حتى إذا وصل قائد القافلة مع حشدٍ من فرسانه لحراسة القافلة حتى وصولها فخاطب نبيّ الله سليمان فأخبره بالهدية العظمى من ملكة سبأ فوجدوا رداً لم يكونوا يحتسبه قومها إلا الملكة. وقال نبيّ الله سليمان:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    حتى إذا رجعوا بالهدية أخبرتهم بما فعل ذلك الطائر وأنها قد آمنت من قبل إرسال الهدية وإنما تريد أن يطمئن قلبها وسبق الشرط بيني وبينكم أنه إذا لم يقبل الهدية المغرية فقد تبيّن لنا أنه ليس من ملوك الدنيا طالبين المال والسلطان؛ بل نبيّ من الرحمن. ثم آمنوا كلهم أجمعون وأسلموا جميعا لله ربّ العالمين حتى إذا شاهدهم طائر الهدهد أعرضوا عن عبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين ومن ثم أيضاً قررت الملكة زيارة نبيّ الله سليمان وتقديم البيعة فانطلق طائر الهدهد إلى أرض الشام ليخبر نبيّ الله سليمان بالخبر السّار أنّ ملكة سبأ وقومها قادمون مسلمون لله ربّ العالمين. ولذلك أعلن نبيّ الله سليمان اجتماعاً طارئاً وقال:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. كون طائر الهدهد عليه الصلاة والسلام قد أخبر نبيّ الله عليه الصلاة والسلام أنّ ملكة سبأ وقومها قد أسلموا جميعاً وأخبره الهدهد أنّ الملكة قد أسلمت من قبل أن تبعث إليه بالهدية.

    أفلا تعقلون يا معشر اليمانيّون اليوم؟ فلماذا تعرضون عن داعي الحقّ من ربكم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب يا معشر الأحزاب ذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، ولا تقبلوا مني كلمةً واحدةً لم تجدوها في كتاب الله القرآن العظيم، فلا وحيٌّ جديدٌ؛ بل نقيم الحجّة عليكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، فاتقوا الله وأطيعوني وجيرانكم وكافة الناس أجمعين، ما لم فإنّي الإمام المهديّ أعلن التحدي لكافة الأحزاب المختلفون أن لن يجدوا حلاً لقضية اليمن وغيرها حتى يحكّموا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    فكذلك بلّغوا بياني هذا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور لعلّه يحدث لهم ذكراً فيكونوا من الشاكرين مسلمو هذه الأمّة في العالمين، كون الله بعث الإمام المهديّ في قدر عصرهم ذلك فضلٌ من الله عليهم عظيم، فليكونوا من الشاكرين جميع أمم هذا العصر، وإن أبوا فأبشّرهم بعذابٍ نُكرٍ ليلة يُظهر الله خليفته على كافة الأمم بعد إذ يَهلك من هَلكَ عن بيّنةٍ ويحيى من حيَّ عن بيّنةٍ، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيها الزعيم علي عبد الله صالح، ألم ترفع القرآن العظيم عام 2011 بيمينك داعياً الأحزاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلماذا لا تدعوهم اليوم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد صار الشعب اليماني إلى ما صار إليه من الخراب؟ من خراب الأحزاب بداخل اليمن ودمارٍ من قِبَلِ دول الجوار! فكم هلكت أنفسٌ وكم تيتّم من أطفالٍ وكم ترمّلت من نساءٍ وكم أبكيتم أعين كثيرٍ من النساء والأطفال! أفلا تتقون؟ فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تُرحمون.

    و يا صاحب السمو الملكي سلمان ومحمد بن سلمان وآل نهيان وآل مكتوم ومن معهم، اتّقوا الله الرحمن واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن.

    ويا معشر أصحاب ثورات الخراب العربي منذ عام 2011 حسب تاريخكم، فهل رأيتم أن وضع البلاد تحسّن من أسوأ إلى أحسن أم من أسوأ إلى أسوأ إلى أسوأ، ثم إلى الأسوأ حتى تسلّموا للحقّ تسليماً أو يظهر الله الواحد القهار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ليلةٍ. واعلموا أنكم لا تعجزون الله الواحد القهار الذي اصطفى خليفته واختار المهديّ المنتظَر ناصر محمد من بين البشر أم تزعمون أنكم من يختار خليفة الله من دونه؟ فتذكروا قول الله الواحد القهار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    ويا معشر الأحزاب الذين يحاولون أن يشروا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، لقد علمتم أنكم لا تستطيعون أن تفتنوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بجبلٍ شامخٍ من ذهبٍ فلا ولن أنضمّ إلى أحزابكم ولا ولن أشارك في سفك دماء المسلمين؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض لتحقيق السلام في العالم كافةً ولإقامة العدل بين المسلمين والكافرين فلا إكراه في الدين، ولكن كونوا مسلمين لحدود الله التي ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأما الإيمان بالرحمن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فعلينا بلاغكم بالحقّ من ربّكم وعلى الله حسابكم، وجعل الجنة لمن شكر والنار لمن كفر، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون يا معشر الأمم من الإنس والجنّ ومن كلّ جنسٍ وتذكروا قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    واقترب عذاب الله من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فمن يصرفه عنكم غير الله أرحم الراحمين؟ فهل تأمنوا مكر الله الواحد القهار يا معشر البشر الكفار بدعوة الاتباع إلى الذكر القرآنَ العظيم رسالةَ الله إلى الناس كافة؟ وربّما يودّ أحد الكافرين بالقرآن العظيم أن يقول: "يا ناصر محمد، إنه لم يستجب لدعوة الاحتكام إلى القرآن دول المسلمين بالقرآن برغم أنهم به مؤمنون كما يزعمون، فلمَ تلومن علينا نحن الكافرون بالقرآن؟". فمن ثمّ يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر البشر لم يبقَ من الذكر إلا رسمه، والإسلام إلا اسمه، فلا فرق إذاً بينكم وبين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم من دول المسلمين وقاداتهم، مثلهم مثلكم؛ قومٌ مجرمون إلا من تاب إلى ربه وأناب واستجاب لدعوة الاحتكام إلى الكتاب وكان من أولي الألباب وأولئك هم خير الدواب وأمّا شر الدواب هم المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. فأين تذهبون من بأس الله يا معشر المسلمين والكافرين المعرضين عن دعوة الاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ذلكم العروة الوثقى لا انفصام لها؟ وأما من اعتصم بما دون ذلك فمثلهم كمثل الذين اعتصموا بخيطٍ من بيوت العنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

    ويا عالَم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد لا يكتب لكم إلا كلامَ رؤوسِ أقلامٍ من سلطان العلم، ولا نوهمكم بأنّي أعلمكم بإذن الله؛ بل أتحداكم بسلطان العلم الملجم ولكن من محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ذكركم وذكر آبائكم الأولين فيه خبركم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولذلك نفصّل لكم الأحداث تفصيلاً من قبل الحدث كوني أعلم عن سنة الله على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولن تجدوا لسنة الله تبديلاً، وقد مضت سنن الأولين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    عبد الله وخليفته المنتظَر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 258970 من موضوع مزيدٌ من العلم إلى السائل من الأنصار السابقين الأخيار حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب المكرم والمحترم..


    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]

    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=258961

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 – رمضان - 1438 هـ
    29 – 05 – 2017 مـ
    09:33 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ___________________


    مزيدٌ من العلم إلى السائل من الأنصار السابقين الأخيار حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب المكرم والمحترم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل].

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب الأنصاري المكرم والمحترم، وسلام الله على كافة الأنصار الموقنين السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وأسلّم تسليماً..

    ويا حبيبي في الله أحمد يعقوب، ومن قال لك أنّ الهدهد لم يستمر بالمتابعة للاستطلاع على ردّ قوم الملكة على ملكتهم بعد أن شاهدها الهدهد أنها لم تعد تسجد للشمس في معبدها الخاص؛ بل التزم الهدهد بأمر سليمان بمتابعة ملكة سبأ وقومها وذلك حتى يرجع لسليمان بالخبر الشامل عنها وعن قومها تنفيذاً لأمر نبيّ الله سليمان:
    {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    كونه مكلفٌ ليرجع له بالخبر الوافي عن ردّ الملكة وقومها، أي يلقي إليها الكتاب فيتولّى عنهم ويعود إليهم في الوقت المناسب لمراقبة بماذا يرجعون وبمراقبة الملكة، ولذلك قال له نبيّ الله سليمان:
    {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم. فتولى طائر الهدهد، ثم حضر طائر الهدهد إلى شباك مجلس الشورى كي يسمع ما سوف تقوله لقومها، وسمع ردّهم عليها وهو قولهم: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿٣٣﴾} [النمل]. وكذلك سمع الهدهد ردّ الملكة على قومها وقررت أن ترسل لسليمان بهديةٍ، فمن ثم قالت: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} [النمل]، فمن ثم علم الهدهد أن لها حكمةً بالغةً من ذلك فاستبشر خيراً كون الهدهد يعلم علم اليقين أنّ سليمان لن يقبل هديتهم المغرية، وعلم باتفاقها مع قومها اتفاقاً مسبقاً بأنّه إذا قَبِلَ سليمان هذه الهدية الكبرى المغرية أطناناً من الذهب فهو مجردُ ملِكٍ من الذين رضوا بالحياة الدنيا وليس نبيّاً لا يفتنه عرض المال المغري. ولكنها اشترطت على قومها أنّ سليمان إذا لم يقبل الهدية فقد تبيّن لهم أنه نبيٌّ حقاً من ربّ العالمين، فقال قومها: "إذاً اتفقنا، فننتظر جميعاً بما يرجع المرسلون، فهل يرجعون بالقافلة الكبرى من غير حمولة الذهب كونه تقبّلها سليمان، أم ترجع القافلة محملةً كما هي ولم يفتنه المال عن دعوته الحقّ؟".

    ثم قرر الهدهد الانتظار حتى عودة رسل الهدية لكي يرجع بالتقرير العام لنبيّ الله سليمان عن الملكة وقومها بشكل عام؛ وهل تجهزوا للحرب أم اهتدوا وأسلموا من بعد رجوع الهدية كما هي؟ فحتى إذا عادوا بالهدية ذات الإغراء الكبير ولم يقبلها نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام كونه عندما وصل قائد قافلة الهدية الكبرى؛ فلنتابع قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    فمن ثمّ أسلم لله جميعُ قومها بعد رجوع الهدية، فمن ثم انطلق طائر الهدهد صلوات ربي وسلامه عليه بالبشرى إلى نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام فقال لنبيّ الله سليمان: "لقد أسلمت هي وقومها جميعاً". ولكن نبيّ الله سليمان قرر إجراء الاختبار لحقيقة إسلامها كون الخبر لم يأتِ بوحيٍّ سماويٍّ عن إسلامهم؛ بل مجرد خبرٍ ظاهريٍّ كما شاهده الهدهد والله هو الأعلم بما في قلب الملكة وقومها. ولذلك قام نبيّ الله سليمان بإجراء الاختبار لحقيقة إسلامها وقومها فتمّ إحضار العرش بعد مغادرتها هي وقومها أرض سبأ وكانوا في الطريق إلى نبيّ الله سليمان وتركوا وراءهم من الحراس على المملكة وقصورها الملكيّة، وتمّ إحضار العرش قبل وصولهم إليه، وأمر بتنكيره قليلاً حتى لا يظنّون أنه مجردُ سحرٍ وذلك حتى لا تخاف الملكة أنه سَحرَ أعينهم وثم لا تتجرأ على الاقتراب من العرش والجلوس عليه ولذلك أمر بتنكير عرشها قليلاً حتى تتجرأ الملكة فتجلس عليه، وذلك وبسبب الحكمة البالغة من نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً فدفعها لتتجرأ للتقدم إلى كرسي العرش، وفحصته بيديها فشاهدت فصوصه التي أُزيلت ورأت أماكنها فعلمت أنه هو، ورمشت بعينها لنبيّ الله سليمان كإشارة إليه أنها مقرّة أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها فيظنونه سحراً ولذلك قالت:
    {كَأَنَّهُ هُوَ} ، برغم أنها علمت أنه هو لا شك ولا ريب كونها لا تريد فتنة قومها فيظنونه سَحَرَ أعينهم، فهي تريد حين يعودون إلى مملكتهم فلا يجدون العرش داخل القصر الملكي بمجلس الشورى برغم أنه مغلقُ الأبواب وعليه حرسٌ شديدٌ ورغم ذلك تمّ إخراجه إلى نبيّ الله سليمان فيعلمون أنّ هذه معجزة من الله لتصديق نبوّة سليمان فيزدادون إيماناً.

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما يدريك أنّ الملكة رمشت بعينها لسليمان أنه هو؟". فمن ثم نردّ على السائلين ونقول: نستنبط ذلك من جواب نبيّ الله سليمان في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فانظروا للإقرار والاعتراف من نبيّ الله سليمان بعلم ملكة سبأ في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الإقرار بالعلم بسبب قولها كأنه هو؟ بل لكونها رمشت له بعينها بعد أن دارت عليه وفحصته بيديها ورأت أماكن الفصوص التي أزيلت منه للتنكير حتى لا تظنّه سحراً هي وقومها، فحتى إذا أكملت دورتها عليه فكانت قائمةً أمام العرش ثم نظرت إلى نبيّ الله سليمان فرمشت له بعينها وهي مبتسمةٌ فقالت: {كَأَنَّهُ هُوَ} . والهدف من غمزة عينها لنبيّ الله سليمان لكي يفهم أنها تقصد أنه هو لا شكّ ولا ريب وأنها علمت أنّ إحضاره كان بمعجزةٍ من الله لتصديق نبوّته، وهنا جاء الإقرار والاعتراف من نبيّ الله سليمان بعلم ملكة سبأ فقال: وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "يا ناصر محمد، وما يدريك أنّ سليمان خشي أن تقول الملكة وقومها أنّ هذا سحرٌ مبينٌ؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين ونقول: نستنبط ذلك من خلال قول نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم، أي نكّروا لها عرشها بإزالة شيءٍ من فصوصه ذات الرونق والجمال حتى لا يوقنوا أنّه هو وأنّ سليمان ساحرٌ سَحَرَ فتكون هي وقومها من القوم الضالين ومن القوم الذين لا يهتدون في الأمم كلما جاءتهم أنبياؤهم بمعجزةٍ من الله لتصديق نبوّتهم قالوا إنْ هذا إلا سحرٌ مبينٌ. ولذلك تمّ تنكير العرش قليلاً حتى تتجرأ الملكة على ملامسة العرش وفحص ملمسه وترى أماكن الفصوص التي أزيلت منه ثم تتيقن أنه هو كونها لمسته بيديها فوجدته حقيقةً واقعيةً وليس مجرد سحر تخييل؛ بل وفحصت حفر الفصوص التي أزيلت من عرشها، وحين علمت أنه هو وأنّ ذلك معجزةٌ من ربّ العالمين إحضار العرش كونها تركته وراءها بالقصر الملكي مغلقةٌ عليه الأبواب وحرسٌ شديدٌ فمن ثم زادها ذلك إيماناً إلى إيمانها من قبل حين ألقى إليها الهدهد الكتاب الكريم بحكمةٍ وحيلةٍ من الهدهد الكريم كما فصّلنا ذلك من قبل تفصيلاً فزادتها آيةُ إحضار العرش إيماناً ويقيناً بربها وبنبوّة سليمان. وقال الله تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)}
    صدق الله العظيم [النمل]، أي أنها كانت من قبل أن يُلقى إليها الكتاب الكريم كانت من قومٍ كافرين يعبدون الشمس من دون الله، وما جاءتْ سليمانَ هي وجميعُ قومها إلا مسلمين من بعد إرجاع هديتهم إليهم، وجاءه بالخبر الهدهد الطائر الحكيم كونه كان مكلَفاً بالمراقبة لقرارهم وردّ الخبر اليقين لنبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام.

    فمن ثم جاء الاختبار الثاني وهو صرح الألماس الزجاجي شديد اللمعان:
    {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل]. وما يقصد الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} ؟ أي حسبته ماءً عميقاً بعض الشيء قد يبلل ثوبها الملكيّ المسبل إلى أسفل ساقيها، ولذلك اضطرت لرفع اسبال ثوبها الملكيّ قليلاً فكشفت عن ساقيها، وكما تعلمون أنّ اللُّجة هو الماء العميق ونستنبط ذلك من قول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} [النور:40]، أي بحرٍ عميقٍ ماؤهُ. ونعلم المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} أي حسبته ماءً عميقاً بعض الشيء فتوقعت عمقه إلى ساقيها ولذلك كشفت عن ساقيها حتى لا يتبلل ثوبها الملكيّ المطرز باللؤلؤ والمرجان، وكانت إلى هذه اللحظة لم تعلن إسلامها علناً لقوم نبيّ الله سليمان حتى إذا قيل لها أنه صرحٌ ممردٌ من قواريرَ لمّاعةٍ وليست لجّة ماءٍ كما حسبتِه حتى كشفت عن ساقيها فمن ثم أعادت ثوبها إلى اسباله إلى أسفل قدميها، فمن ثم تقدمت حتى وقفت بقدميها على صورة الشمس المنعكسة في الصرح اللماع فقالت: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهل فصّلنا لك الإجابة بالحقّ حبيبي في الله السائل عوض يعقوب الأنصاري المكرم والمحترم أم لا تزال في ريبةٍ من الإجابة فبيّن لنا موضع الريبة في الجواب الذي آتيناك به من محكم الكتاب يدركه أولي الألباب؟

    وأما حجّتك أنها لم تسلم بعد إلا من بعد الحضور إلى نبيّ الله سليمان وتقول ألم يقل الله تعالى:
    {وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)} صدق الله العظيم [النمل]. فمن ثم نقول لك: أي نعم كانت من قبل أن يُلقى إليها الكتاب الكريم كانت من قومٍ كافرين يعبدون الشمس من دون الله، وهي أوّل من اعتزل عبادة الشمس من قبل قومها الذين كانوا يعبدون الشمس من دون الله ومكثوا يعبدون الشمس من دون الله - إلا هي سراً - حتى رجع الرسل بهديتهم الكبرى، ولكنهم أسلموا جميعاً من بعد رفض نبيّ الله سليمان الهدية المغرية فعلموا أنّه نبيٌّ من ربّ العالمين وليس من الذين رضوا بالحياة الدنيا وزينتها.

    ورمضانٌ كريمٌ ومباركٌ علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين، وننتظر ليلة النصف المبكرة للشهر الثامن من السنة الهجريّة لعامكم هذا 1438 ذلكم شهر رمضان المبارك ليعلم البشر أنّ الشمس أدركت القمر وهم في غفلةٍ معرضون، وكذلك ليعلموا أنّ غرّة الصيام الشرعيّة وبحسب رؤية الأهلّة كانت حقاً الجمعة ويدرك ذلك العالِم والجاهل ولكن المُستكبرين تأخذهم العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ بسلطان العلم، والحكم لله يفصل بيننا بالحقّ وهو خير الفاصلين. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الله تعالى:
    ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 29 - 31]

    و
    قال الله تعالى: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿٣٩﴾} [النمل].

    و قال الله تعالى: ﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 44]

    و قال الله تعالى:
    ﴿ وَأُوتِينَا الْعِـــلْـــــمَ مِنْ قَبْلِـــــهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ[النمل: 42]



    اقتباس المشاركة 96512 من موضوع قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني

    12 - شوال - 1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    01:24 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النمل:٤٠].

    وإليكم البيان المُختصر من المهديّ المنتظَر إلى (الرادار) وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار الوافدين إلى طاولة الحوار للبحث عن الحقّ، وأفتيكم بالحقّ جميعاً أنّ الرجل الذي حضر بين الملأ مُتمثلاً إلى بشرٍ سويٍّ؛ بين ملإ سليمان هو فضلٌ من الله جديدٌ مدد لسليمان قام بالمُهمة ومن ثم اختفى، ولذلك قال نبيّ الله سليمان لمن حوله من الملإ:
    {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فهل تدري يا أيُّها (الرادار) من الذي قام بإحضار عرش ملكة سبأ في أقرب من لمح البصر بإذن الله؟ إنهُ الذي قام بإحضار مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من أرض الثرى إلى سدرة المُنتهى، إنه رسولٌ كريمٌ ذو قوةٍ عند ذي العرش مكينٌ، إنّه الملك جبريل عليه الصلاة والسلام تنزَّل ساعة عرض الطلب لنبي الله سُليمان على الملإ الذين معه من جنوده:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الرسول الكريم ذو قوة عند ذي العرش مكين:
    {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم [النمل]. ولكنه اختفى عن سليمان وعن ملأ سليمان ثم أفتى سليمان الملأ من حوله وقال: {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وجبريل أعلم من سليمان وما ينبغي أن يكون من الذين يؤمُّهم سليمان ما دام أعلم منه، إذ لو كان من ملئِه لأصبحت لهُ الأولوية بالإمامة من سليمان عليه الصلاة والسلام؛ بل الرجل الكريم الذي حضر فأحضر العرش بأقرب من لمح البصر هو جبريل عليه الصلاة والسلام ثم اختفى عن أعين سليمان وعن أعين ملئِه جميعاً، ولذلك نجد الفتوى من سليمان لملئِه:
    {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وأما الصرح المُمرّد من قوارير فإنه صرحٌ زُجاجيٌّ فقد أمر به سليمان وجعله مكشوفاً للشمس ليعلم حقيقة إسلامها فهل سوف تدوس على صورة من كانت تعبده؟ ولم يأمر بإدخالها عليه إلا في ساعةٍ معلومةٍ والشمس وسط السماء
    {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} [النمل:٤٤]، وذلك لأنّها رأت فيه الشمس وظنته ماءً نظراً لأنها ترى الشمس فيه ولذلك كشفت عن ساقيها ولكنّهم أفتوها أنه صرحٌ مُمردٌ من قواريرَ، ومن ثم أرجعت ثوبها الملكي ليستر ساقيها فتقدمت حتى وقفت على صورة الشمس بالصرح اللامع فأعلنت إسلامها وهي واقفة على صورة الشمس مُعترفةً أنّها ظلمت نفسها بعبادتها للشمس من قبل: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْن} صدق الله العظيم [النمل:٤٤].

    وذلك لأنّ سُليمان قد علم بإسلامها من قبل أن تأتي ولذلك قال:
    {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨]. وإنما أخبره الهدهد عن إسلامها وذلك لأنه كلفه بمراقبتها من بعد أن ألقى إليها الكتاب وقال: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٢٨]. وقد أخبر الهدهد نبيّ الله سليمان أنها أسلمت لله ربّ العالمين ولم تعد تسجد للشمس ولذلك قال سليمان عليه الصلاة والسلام: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨].

    ولكن نبيّ الله سليمان أراد أن يتأكد من حقيقة إسلامها وأمر بذلك الصرح المُمرد من قوارير المكشوف للشمس فإن تجنبت أن تطأ صورة الشمس بقدميها في الصرح اللامع فهذا يعني أنّه لا يزال في قلبها مرضٌ ولم يتطهّر قلبُها لعبادة ربِّها تطهيراً، وإن داست على صورة الشمس فمن ثم سيعلم أنّها صادقةٌ في إسلامها، ولكن ذات اللُبّ والعلم والمنصب والجمال الملكة اليمانيّة المُكرمة وطأت بقدميها على صورة الشمس في الصرح اللامع وأعلنت إسلامها وقدميها على صورة الشمس:
    {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمين} صدق الله العظيم [النمل:٤٤]، ولذلك اعترف سُليمان بعلمها الذكي وقال: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٤٢].

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي

    فالرد عليكم بسيط جدا...
    الهدد عندما القى بالكتاب وانتظر رد الملكة كان ردها هو التفاوض و ارسال الهدية وليس الاسلام ولهذا غضب سليمان وقال لاتينهم بجنود لاقبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذله وهم صاغرين..
    وهذا الذي حدث.
    ولهذا قال سليمان من يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين اي مستسلمين وخاضعين لي بعد ان يأتي جنود سليمان ويخرجونهم منها صاغرين
    ..
    هذا توضيح السؤال لاخواني الافاضل لان البعض لعله لم يفهم السؤال جيدا واختلط عنده معنى كلمة مسلمين...
    اولا يااخواني الافاضل
    هذا لسان عربي مبين ومفصل وهو الذي انزل إليكم الكتاب مفصل وليس لغة انجليزية ولا فرنسية حتى نجعل لكل كلمة مصطلح واحد مركب من حروف معينه ومحصوره لها..

    هذا لسان عربي مبين اي لكل كلمة جذر وتصاريف ولهذا قال الله لسان عربي مفصل

    ثم السؤال واضح جدا..

    لو كان الهدهد اخبر سليمان ان القوم اسلموا لله فهل سيكون رد سليمان لنأتينهم بجنود لاقبل لهم بها ولنخرجهم منها اذلة وهم صاغرين..

    اذن، رد سليمان كان واضح ان الهدهد اخبر سليمان ان القوم قالوا نحن الو قوة والو بأس شديد في القتال ثم قالت الملكة لهم بأسلوب حكيم وسياسي لتتجنب القتال مع الملوك فقالت سوف نرسل لهم هدية..

    فهذا ما رجع به الهدد فأرسل سليمان جنوده ليخرجهم منها اذلة صاغرين ومسلمين له اي مستسلمين
    ولهذا قال سليمان من يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين اي مستسلمين لجنوده وجيشه.

    بحيث ان الملكة وقومها لم يخرجوا من قريتهم الا تحت سيطرت جنود سليمان.

    ثم واضح ان الملكة وقومها جاءوا تحت سيطرة جنود سليمان مستسلمين واذلة صاغرين..

    وعندما ابتلاها بالعرش ليرى اتعقل وتهتدي ان العرش العظيم لله رب العالمين لان الهدد قال ولها عرش عظيم ثم اكمل على ذلك وقال ان لا يعبدوا الله رب العرش العظيم
    اي العرش والملك كله لله
    فابتلاها سليمان بذلك..


    فالرد كان واضح انها لم تعقل
    فقال الله
    وصدها ما تعبد من دون الله

    ايه واضحه ان الذي صدها من ان تعقل ان العرش والملك لله وحده لا شريك له فصدها كفرها وشركها بالله..

    ثم ابتلاها بالصرح
    عندها علمت انها ظلمت نفسها فقالت

    اسلمت لله

    انظروا هنا الاستسلام لله وليس لبطش سليمان

    ومن اسلم وجهه لله

    فالاستسلام قد يكون لبقره او صنم او مخلوق ولا يكون الا اذا تحقق بتصريفه الى الله. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    أحبتي الأنصار فل ننتظر رد أمامنا وتبين ذالك من محكم القرآن الكريم يجب علينا الانتظار ولانخوظ في الإجابات حتى يبين لنا الخبير بالرحمن بالبيان من القرآن

  5. افتراضي

    اتعجب من الاخ رضى كيف عمله بسيط وهش

    ان لا تعلوا علي واتوني مسلمين

    هذا واضح كل الوضوح انه ليس اسلام لله وانما رضوخ لبطش سليمان
    فهل الاسلام لله يكون بالقوة
    ما معنى لا اكره في الدين؟
    أم أن سليمان له طريقه ثانيه بالدعوة إلى الله
    سليمان فقط يريدهم تحت سيطرته اما دعوته لهم بالاسلام لله هو سيكون بالعقل وليس بالقوة ولهذا ابتلاها بالصرح

    ارجوكم لاتدعونا نخوظ في الاجابات دعو امامنا يفتينا ولا يحق لنا نجتهد من ذات أنفسنا أو يقول لي اني لا أضع أسأله وساحتكم لأمره ولن أضع مره اخرى أسأله إلى قيام الساعه

  6. افتراضي

    العنيد رضى يراوغ في رده الاخير
    لا تاخذ المتشابه وتترك المحكم الذي بين لك الله فيه ملتها في قوله
    وصدها ما تعبد من دون الله....
    هذه واضحه ومحكمه
    وقد قص الله لنا القصه مسروده بالأحداث

    وانت اخذت اية شبهت عليك
    هل يأتوني مسلمين تعني الاسلام لله ام مسلمين لسليمان وخاضعين لامره

    انت تعلم ليست الدعوة الى الاسلام بالله يكون بالقوة
    وانت تعلم لا اكراه في الدين

    ولكن حق للانبياء ان يسيطروا على الدول الكافره ويأخذوا منهم الجزية ان ارادوا ان يبقوا على ملتهم او ان يدخلوا الاسلام فلا جزية عليهم..
    وسليمان اراد من الاستسلام له ويكونوا اذلة تحت سيطرته..

    ولكن بعدها دعاها الى الاسلام لله بالعقل والاختيار وليس بالقوة
    يا حبيبي رضى اذا كلامك حق
    لماذا قال الله
    وصدها ما تعبد من دون الله؟
    ولماذا عند ما رجع الهدهد
    قال سليمان لاتينهم بجنود لاقبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذله؟

    افتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض

    هل هكذا يكون الاجتهاد
    هداك الله

    فل ننظر رد الامام ليحكم بيننا في ما كنا فيه مختلفون

  7. افتراضي

    اخي ايمن وحبيبي في الله

    نحن نؤمن بالحق الظاهر بما اخبرنا به الله عز وجل لقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

    فكتاب الله واضح وظاهر وعليه نؤمن

    فأنا انتظر رد امامي بالظاهر والحق وليس بشئ لا نعلمه ولا نفهمه حتى اذا جادلنا الناس نجادلهم بالحق الظاهر وليس بغيره

    انا من وقت ما ناصرت الدعوه إلى حد الحين لم أضع سؤ سؤالين فقط الأول الذي اقتنعت به وأرسلت البيعة والثاني هذا

    ولا زلتم في اجتهاداتكم الاسأله التي لم تحيطو بها علم دعو الإمام من يرد عليها وليس اجتهاداتكم أخي وحبيبي

    فإن كنت تؤمن بالبواطن والخفايا عندها لا حجة لك عند الناس فكيف يبرهنون على صدق ماتقول بالبواطن والخفايا ان الله جعل الحجة على المحكم الظاهر ولم يجعل حجته على المتشابه من القول والا سوف نفهم من كلامك ان القرآن ليس ميسر للذكر كما قال الله والمهدي لن يأتينا بالذكر الميسر وانما جائنا ببواطن وخفايا واسرار فكيف سنثبت مهدويته عند الناس والبيان عباره عن بواطن وخفايا


    فل ننتظر رد إمامنا الفاضل ليزيدنا علما من علمه

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عوض احمد يعقوب
    وانت اخذت اية شبهت عليك
    هل يأتوني مسلمين تعني الاسلام لله ام مسلمين لسليمان وخاضعين لامره

    انت تعلم ليست الدعوة الى الاسلام بالله يكون بالقوة
    وانت تعلم لا اكراه في الدين

    ولكن حق للانبياء ان يسيطروا على الدول الكافره ويأخذوا منهم الجزية ان ارادوا ان يبقوا على ملتهم او ان يدخلوا الاسلام فلا جزية عليهم..
    وسليمان اراد من الاستسلام له ويكونوا اذلة تحت سيطرته..

    ولكن بعدها دعاها الى الاسلام لله بالعقل والاختيار وليس بالقوة
    يا حبيبي رضى اذا كلامك حق
    لماذا قال الله
    وصدها ما تعبد من دون الله؟
    ولماذا عند ما رجع الهدهد
    قال سليمان لاتينهم بجنود لاقبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذله؟

    افتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض

    هل هكذا يكون الاجتهاد
    هداك الله

    فل ننظر رد الامام ليحكم بيننا في ما كنا فيه مختلفون
    انتهى الاقتباس من عوض احمد يعقوب
    الامام سبق ونزل بيان بعنوان : رد الإمام المهديّ على السائلين في دين الله الرحمة للعالمين..
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=19508



    هذا جزء من البيان


    ولكنّ الله أمر الرسل أن يُجبروا الناس من بعد التمكين على أن يُسلموا لحدود الله التي تمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لكون إقامة حدود الله جبريّة على المسلم والكافر على حدِّ سواء، وكذلك الزكاة أمر جبريّ على المسلم والكافر على حدِّ سواء، وإنما تسمّى زكاة على المسلم وجزية على الكافر وتُجمع في بيت المال وللكافرين الحقّ فيها كما للمسلمين من مصالح ومشاريع وصدقات.

    وعلى كل حالٍ، فحين مكّن الله نبيَّه سليمان في الأرض أصبح عليه أمرٌ جبريٌّ أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ودعا ملكة سبأ وقومها أن يأتوا مسلمين لما أنزل الله، ومن ثم يبيّن لهم حدود ما أنزل الله ويدعوهم للإيمان بالرحمن لمن شاء منهم أن يستقيم. ولم يأمره الله أن يُجبرهم على الإيمان بل على الإسلام وهو الاستسلام لحدود ما أنزل الله، لكون نبيّ الله سليمان من الذين مكّنهم الله في الأرض ووجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41].

    والإسلام هو الاستسلام سواء يُسلم وجهه لله خالصاً لربّه أو يستسلم لخليفته بتطبيق حدود الله الجبريّة ودفع الجزية.


    اقتباس المشاركة 158536 من موضوع عاجل وهام: ردّ الإمام المهديّ على السائلين في دين الله الرحمة للعالمين..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - ذو الحجة - 1435 هـ

    13 - 09 - 2014 مـ

    03:29 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    ـــــــــــــــــــ


    عـــــــــــــــــاجل وهام

    رد الإمام المهديّ على السائلين في دين الله الرحمة للعالمين
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين وأسلم تسليماً، أما بعد..

    لا ينبغي أن يكون هناك تناقض في كتاب الله القرآن العظيم لأنّ الله أفتى في محكم كتابه أنه لم يأمر الرسل أن يُجبروا الناس على الإيمان وإنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} صدق الله العظيم [النحل].

    ولكنّ الله أمر الرسل أن يُجبروا الناس من بعد التمكين على أن يُسلموا لحدود الله التي تمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لكون إقامة حدود الله جبريّة على المسلم والكافر على حدِّ سواء، وكذلك الزكاة أمر جبريّ على المسلم والكافر على حدِّ سواء، وإنما تسمّى زكاة على المسلم وجزية على الكافر وتُجمع في بيت المال وللكافرين الحقّ فيها كما للمسلمين من مصالح ومشاريع وصدقات.

    وعلى كل حالٍ، فحين مكّن الله نبيَّه سليمان في الأرض أصبح عليه أمرٌ جبريٌّ أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ودعا ملكة سبأ وقومها أن يأتوا مسلمين لما أنزل الله، ومن ثم يبيّن لهم حدود ما أنزل الله ويدعوهم للإيمان بالرحمن لمن شاء منهم أن يستقيم. ولم يأمره الله أن يُجبرهم على الإيمان بل على الإسلام وهو الاستسلام لحدود ما أنزل الله، لكون نبيّ الله سليمان من الذين مكّنهم الله في الأرض ووجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} صدق الله العظيم [الحج:41].

    والإسلام هو الاستسلام سواء يُسلم وجهه لله خالصاً لربّه أو يستسلم لخليفته بتطبيق حدود الله الجبريّة ودفع الجزية. مثال الأعراب الذين أعرضوا عن دعوة النَّبيّ لعبادة الله وحده لا شريك له وكذلك رفضوا دفع الجزية للنبيّ والاستسلام لحدود ما أنزل الله واختاروا الحرب ضدّ المسلمين. ولذلك قال الله تعالى: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16)} صدق الله العظيم [الفتح]. لأن في ذلك الوقت كان قد بدأ النَّبيّ بإعلان الجهاد لتطبيق حدود الله في الجزيرة العربيّة وراسل الدول العظمى.
    وعلى كل حال فما يقصد الله بقوله تعالى
    { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ }؟ فهل يقصد إجبارهم على الإيمان؟ ونقول بل يجبروهم على الاستسلام لحدود ما أُنزل في محكم كتابه. وقال الله تعالى: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:97]. لكون حدود الله لا خيار لهم فيها؛ بل فرضَ الله تطبيقها على المفسدين منهم.

    ألا وأن الإسلام ينقسم إلى قسمين مُسلمٌ لربّه ومسلمٌ لحدود ما أنزل الله، بمعنى أنه يُسلم للحاكم بدفع الجزية والقبول بتطبيق حدود ما أنزل الله.

    ويا أيها السائل الداعشي، عليك أنْ تعلم أنّ الإسلام الذي يقصده نبيّ الله سليمان لا يقصد به إجبارهم على الإيمان؛ بل يدعوهم لتطبيق حدود ما أنزل الله فيستسلمون لخليفة الله سليمان عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال:
    {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} [النمل]. وذلك حتى يعلموا دين العدالة الربانيّة ولمّا يدخل الإيمان إلى قلوبهم فيؤمنوا لربّهم من خالص قلوبهم وليس بالإكراه.

    ويا أيها السائل الداعشي، عليك أن تعلم أنّ القرآن فيه محكمٌ ومتشابهٌ وينقسم المحكم إلى آياتٍ بيناتٍ وآياتٍ مُبيّناتٍ للمتشابه، فلا تتبعوا متشابه القرآن فيضلّكم عن سبيل الله ظاهرُ المتشابه، لكون الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ يأخذ إحدى الآيات المتشابهات فيتّبعها ويعتصم بها برغم أنه يعلم علم اليقين أنّ تلك الآية مخالفةٌ في ظاهرها كافةَ آيات الكتاب المحكمات البيّنات فيُعرض عنهنّ وكأنّه لم يسمعهنّ ويعتصم بالمتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتفسير والبيان من الراسخين في علم الكتاب. ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وبما أن المتشابه له تأويلٌ غير ظاهره ولذلك قال الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}، ولكنّ الراسخون في علم الكتاب يأتون بتأويله وتفصيله من محكم القرآن العظيم من غير أي تناقضٍ، وذلك هو الفرق بين علماء المسلمين والإمام المهديّ، لكون كلّ طائفةٍ تتمسك بآياتٍ في الكتاب متشابهاتٍ وأخرى محكماتٍ وكلٌّ منهم يأخذ له دليلاً ويجاهد به جهاداً كبيراً، والآخر يأتيه بدليل نفيٍ آخر من القرآن فيجاهده به جهاداً كبيراً، فلا هذا أقنع هذا ولا هذا أقنع هذا! وكلٌّ معتصمٌ بدليلٍ من القرآن وكأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضٍ.
    وعلى سبيل المثال السائل الداعشي يأتينا بدليل قول نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها
    {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾}، فظنّ أنه يُقصد به الإكراه على الإيمان! ألا تعلم أنَّ تسمية المسلم قد تُطلق على المُسلم لله والكافر المستسلم لحدود ما أنزل الله؟ وقال الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)} صدق الله العظيم [الحجرات].

    لكونه لا يُطلق اسم الإيمان إلا على المؤمنين بربّهم طوعاً وليس كرهاً، وأما الإسلام فيطلق على المسلمين لربّهم والمسلمين للحاكم بالقبول بدفع الجزية والقبول بتطبيق حدود ما أنزل الله. ألا وإنّ الحدود هي أحكامٌ يتمّ تطبيقها لتمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان.
    مثال حدّ القتل على القاتل ظلماً، وحدّ السارق مال أخيه الإنسان، وحدّ المعتدي على عرض أخيه الإنسان، وتطبيق الحدود بشكلٍ عام على المفسدين في الأرض لمنعهم من ظلم الناس.

    ويا أيها السائل الداعشي، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قد جعله الله للناس إماماً ولم يصطفِني مَنْ حولي ولا ينبغي لهم؛ بل الله يصطفي أئمة الكتاب فيزيدهم بسطةً في العلم على كافة علماء أمّتهم فيجعلهم راسخين في علم الكتاب، فنؤمن بمتشابهه ونفصّله تفصيلاً، ونعتصم بمحكمه، وكلٌّ من عند ربّنا، ولا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض. وقال الله تعالى:
    {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    ويا أيّها السائل الداعشي، فهل تؤمن بقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} صدق الله العظيم [النحل]؟ أليست تلك فتوى من الله تشمل كافة الأنبياء والمرسلين أنْ ليس عليهم إلا البلاغ بالدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأنّ الله لم يأمرهم أن يكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهذا ناموسٌ ربانيٌّ طبقه جميعُ الرسل من ربّهم ولم يجبروا الناس على الإيمان بالرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم. لكون الإيمان بالرحمن جعله الله اختياريّاً فيما بين العبيد، فلا يحقّ لعبدٍ أن يحاسب عبداً على الإيمان بالرحمن لأنّ ذلك يختصّ بحسابه الله وحده لا شريك له وجعل الجنة لمن شكر والنار لمن كفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40]. لكون الاستقامة إلى الر
    (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} صدق البّ اختياريّة فيما بين العبيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ له العظيم [التكوير].

    وكما قلنا إنّ الإيمان بالرحمن والكفر بالرحمن جعله الله اختيارياً فلا دخل للعبيد أن يحاسب بعضهم بعضاً على الكفر والإيمان لكونه يختصّ بحسابه الله وحده وجعل الجنّة لمن شكر والنار لمن كفر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29]. فمن ذا الذي خوّلكم أنْ تحاسبوا الناس على الإيمان! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟

    وربما يودّ الداعشي أن يقول: "ألم يقل الله على لسان ذي القرنين؛ قال الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿٨٦﴾ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف]"؟ فمن ثمّ يقيم الإمام المهديّ ناصر محمد الحجّة بالحقّ ونقول: فهل قال وأما من كفر فسوف نعذبه أم أنّه قال: {أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا}؟ ويقصد الظالمين للناس المفسدين في الأرض وهم ذاتهم يأجوج ومأجوج في البوابة الشماليّة لكون الله مكّن ذا القرنين في الأرض فأعلن رحلته الجهاديّة العالميّة ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو للإيمان بالرحمن ويرفع ظلم العبيد عن العبيد، ولم يأمره الله أن يكرههم على الإيمان.
    وهل تدري لماذا لم يأمر الله الرسل أن يكرهوا الناس على الإيمان بالرحمن؟ وذلك لأنّ الله لن يتقبل منهم إيمانهم ولا عبادتهم لربهم وهم كارهون حتى تكون عبادتهم خالصةً لربّهم من ذات أنفسهم خوفاً من الربّ المعبود وحده وليس خشيةً من العبيد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم[التوبة:18].

    فهل رأيت المنافقين الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر حتى يكونوا من رواة الأحاديث عن النَّبيّ فقد كانوا يصلّون لربّهم وهم كسالى وليس كسل التعب؛ بل لكونهم مجبرين على الصلاة حتى لا يُكتَشف أمرهم، وكذلك كانوا ينفقون أموالهم للرسول وهم كارهون لكونهم لا يريدون أن ينفقوا لله شيئاً وإنما مجبرين على الإنفاق حتى لا يُكتشف أمرهم؟ فهل ترى الله قد تقبّل منهم؟ والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولذلك لم يأمر الله الرسل أن يُجبروا الناس على الإيمان بالرحمن فيعبدوه وهم كارهون لكونه لن يتقبل منهم عبادتهم كرهاً إلا أنْ تكون عبادتهم خالصة لله خشيةً من المعبود لا خشية من العبيد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

    ويا معشر الطائفة الداعشية، ويا معشر كافة الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ أدعوكم وكافة المختلفين من المسلمين والنّصارى واليهود للاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لنجمع شملكم ضدّ المسيح الكذاب وجنوده، فاتقوا الله لعلكم ترحمون.

    ولن يستطيع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود أن يهيمنوا جميعاً على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً، وهل تعلمون لماذا؟ وذلك لأنّني أعلم بمحكم القرآن وأعلم بتأويل متشابه القرآن فلا تجادلونني منه بشيءٍ إلا غلبتكم بسلطان العلم وأنا به زعيم وأهدي به إلى الصراط المستقيم.

    ووصل عمر الدعوة المهديّة إلى مشارف نهاية العام العاشر ولم يستجب لدعوة الاحتكام إلى القرآن علماءُ المسلمين الذين هم به مؤمنون إلا من رحم ربّي! فأين تذهبون من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب من كوكب العذاب؟ وهو بما تسمونه بالكوكب العاشر نيبيروا، ذلكم كوكب سقر يصيبكم الله منه بعذاب الدّخان المبين أحد أشراط الساعة الكبرى ويغشى منه عذاب أليم، فأين تذهبون يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له؟ وما على الإمام المهديّ ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم القرآن إن كنتم به مؤمنون، فأجيبوا الداعي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وربما يود الداعشي أن يقول: "مهلاً يا ناصر محمد، كيف تقول أنك الإمام المهديّ فنحن نعتقد أن اسم الإمام المهديّ (محمد ابن عبد الله) تصديقاً لحديث محمد رسول الله عن اسم الإمام المهديّ، قال عليه الصلاة والسلام:
    [يواطئ اسمه اسمي]، ولذلك نعتقد أنّ اسم الإمام المهديّ يأتي مطابقاً لاسم النَّبيّ". فمن ثم يقيم الإمام المهديّ الحجة على السائلين وأقول: ويا عجبي من علماء أمّةٍ يعلمون علم اليقين أنّ التواطؤ لا يُقصد به التطابق؛ بل يقصد بالتواطؤ التوافق. ورغم علمهم بذلك يجعلون اسم الإمام المهديّ يأتي مطابقاً لاسم النَّبيّ! فمن ثم نقيم عليهم الحجة بالحقّ وأقول: إن التواطؤ لغةً يقصد به التوافق أي أن الاسم محمد يأتي موافقاً في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد، وجعل الله التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم أبي وذلك لكون الله لم يبعث الإمام المهديّ المنتظر نبياً ولا رسولاً؛ بل يبعث الله المهديّ المنتظر ناصرَ محمدٍ أي ناصراً لمحمد ٍرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولذلك أدعوكم إلى اتّباع منهاج النّبوة الأولى كتاب الله والسّنة النبويّة الحقّ فكليهما من عند الله إلا ما جاء في أحاديث سنة البيان مخالفاً لمحكم القرآن فاعلموا أن ذلك الحديث جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم. كمثال الحديث المفترى عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله] انتهى.

    ولكن هذا الحديث جاءكم من عند الشيطان وليس من عند الرحمن لكونه جاء مخالفاً لمحكم القرآن وبينه وبين محكم القرآن اختلافا ًكثيراً، فتعالوا لتطبيق النّاموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن خلال ذلك نستنبط الحكم الحقّ بأنّ الاحاديث النّبويّة هي من عند الله غير أنّها ليست محفوظةً من التّحريف والتّزييف كما حفظ الله القرآن العظيم، ولذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المرجع والمهيمن على الأحاديث النبويّة، وعلّمكم الله أن ما وجدتم من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّ ذلك حديثٌ مفترى من عند غير الله لأنّ الحديث المفترى عن النَّبيّ والذي لم يقله فحتماً سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً. كمثال هذا الحديث المتفق عليه بين علماء المسلمين وهو زورٌ وبهتانٌ على النَّبيّ عليه الصلاة والسلام ولم يقله، فكيف يأتي هذا الأمر بإكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين برغم أنّ الله تعالى يقول:
    {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)} صدق الله العظيم؟
    ومخالفٌ لقول الله تعالى:
    {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} صدق الله العظيم؟
    ومخالفٌ لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم؟
    ومخالفٌ لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} صدق الله العظيم.
    ومخالفٌ لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم.

    ورغم أنّ هذا الحديث مخالفٌ لكثيرٍ من آيات الكتاب المحكمات البينات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين وبرغم ذلك متفقٌ عليه من قِبَلِ علماء الأمّة دونما اختلاف! فكيف يضلون أنفسهم ويضلون أمّتهم؟ فانظروا للاتفاق بين الرواة عن صحة هذا الحديث:
    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام و حسابهم على الله تعالى] متفق عليه.

    ويا للخيبة ويا للحسرة! فكيف تتبعون حديثاً مفترى على الله ورسوله من قِبَل شياطين البشر ويسندونه إلى رواةٍ؟ ولربما لم يقولوه فمن ثم تأخذون به. وحتى ولو صحّ عن الرواة فلعلهم أخذوه ظناً منهم أنه عن النَّبيّ ولم يدركوا أنه حديثٌ موضوعٌ بحكمةٍ شيطانيةٍ وذلك حتى يجعلوا الناس كافةً يعلنون الحرب على الإسلام والمسلمين بسبب هذا الحديث لأنهم سوف يقولون: "إذا لم نقضِ عليهم فحتماً سوف يجبروننا على الدخول في دينهم ويجبروننا أن نصلي صلاتهم ونصوم صيامهم أو يسفكون دماءنا وينهبون أموالنا ويسبون نساءنا وأطفالنا". فتلك هي الحكمة الخبيثة من افتراء هذا الحديث، وليس إلا لتوحيد الكفار على حرب المسلمين. ولم يفقه الرواة مكر هذا الحديث الشيطاني.

    وعلى كل حالٍ، نحن لا نطعن في أيٍّ من رواة الاحاديث عن النَّبيّ؛ بل يأخذها الإمام المهديّ ناصر محمد فيعرضها على محكم كتاب الله القرآن العظيم ثم ننسف المفترى منها بمحكم القرآن العظيم نسفاً ولا نبالي. وليس للإمام المهديّ على علماء المسلمين غير شرط واحد فقط هو أن يقبلوا الله هو الحَكَمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لأنه ليس على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم القرآن العظيم فإذا لم أفعل فلست الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد فذلك بيني وبينكم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    ملاحظة: إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار العاملين على نشر الدعوة المهديّة الليل والنّهار وهم لا يسأمون عليكم بتبليغ هذا البيان ما استطعتم في مواقع البشر وبكل حيلةٍ ووسيلةٍ لأهميته الكبرى.

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=19511
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    اخي وحبيبي في الله حلم..
    السؤال نفسه مطروح وهو يعارض معنى اسلام الملكه لله .

    اذا ملكة سبأ اسلمت لله والهدهد اخبر سليمان وعلم سليمان اسلامها

    لماذا غضب سليمان وقال لآتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرين؟

    اخي ايمن وحبيبي في الله
    اذا كانت الملكة اسلمت لله
    لماذا قال الله عنها بعد ان ابتلاها بالعرش

    وصدها ما تعبد من دون الله
    واضح ان كفرها صدها من التعقل والهداية

    فكيف نقول هي اسلمت لله قبل مجيئها ثم بعد مجيئها يقول الله وصدها ماتعبد من دون الله.

    يا اخي نحن نريد جواب شافي من الامام ولا اريد قناعتكم التي تستقطعونها من بعض الجزئيات
    فالحق يكون بفهم كل الايات وليس جزء من الايات.

    ثم قضية الاجبار على الايمان بعد التمكين
    اولا
    يا نفهم ونستنتج أن بعد تمكين سليمان أجبر الملكه للخضوع طوعا أو كرها وهذا ما نبحث عنه لاكن راضي وأيمن ومن معه يتعرضوا ذالك إذا كان الاجبار بعد التمكين
    ثانيا أفتوني في امري
    لماذا لم يجبر الرسول عليه الصلاة والسلام اليهود الذين يجاوره في المدينه وقد مكنه الله في الجزيره العربيه؟

    ثم قال الله لا اكره في الدين قد تبين الرشد من الغي

    هل هذه الاية منسوخه علما ان امامي ينفي قضية الناسخ والمنسوخ

    إن الله مع الصابرين فل نصبر ليبين لنا ذالك إمامنا

  10. افتراضي

    سلام الله عليكم و رحمته و بركاته إخوتي الأنصار، أخي عوض أحمد يعقوب سأحاول الإيجاز في الإجابة و أقول ما الذي يمنع الملكة بلقيس من أن تؤمن لله ربّ العالمين قبل مجيئها لسليمان عليه السلام.
    عندما سرد الله لنا قصّتها و قومها قال: قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. فقد علم سليمان عليه الصلاة و السلام بإسلامهم قبل مجيئهم، منهم مستسلم و منهم مؤمن مسلم كمثل بلقيس عليها الصلاة و السلام.
    فقصّة إسلام بلقيس من أنباء الغيب التي أوحاها الله لإمامنا ناصر محمد اليماني عليه السلام بوحي التفهيم، حبيبي في الله فكيف عرفنا أنّ الصرح الممرّد كان إختبارا من سليمان عليه السلام لبلقيس ليعلم صدق إسلامها و إيمانها بالله تعالى فقد كنّا و إيّاك من قبل عن هذا من الجاهلين و أعلمنا الله بقصّتها بعدما علّم حبيبنا و قرّة أعيننا بأسرار القرآن.
    إنّ بيان إسلام بلقيس عليها السلام لهو و الله بيان معجز فقد علمنا أنّ بناء الصرح الممرّد كان إختبارا من سليمان عليه الصلاة و السلام ليعلم حقيقة إسلام بلقيس لربّها و إيمانها به.

المواضيع المتشابهه
  1. إعصار يضرب جزر سليمان
    بواسطة فردوس في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-01-2013, 09:06 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •