https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=57743
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 10 - 1433 هـ
26 - 08 - 2012 مـ
07:54 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
من كان يؤمن بالقرآن العظيم فليستجب لدعوة الاحتكام إليه إن كان من الصادقين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أحبتي وقدوتي أنبياء الله ورسله المكرمين وإمامهم معهم ومن تبعهم في المنافسة في حبّ الله وقربه ولم يذرِ المنافسة في حبّ الله وقربه لأنبيائه ورسله، ومن فعل ذلك فقد خاب وخسر، وأشرك بالله من عظّم أنبياء الله والمهديّ المنتظَر بتعظيم المبالغة بغير الحقّ.
وربّما يودّ أحبتي الأنصار جميعاً أن يقولوا: "وماهي المبالغة بغير الحقّ؟". ومن ثم نردّ عليهم وأقول: هو أن تعتقدوا بغير الحقّ، فيقول أحدكم: فكيف أطمع أنْ أنافس أنبياء الله ورسله والمهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه؟ فهُم الأولى. فكيف! ويقول أحد المشركين: "فكيف يحقّ لي أن أطمع في منافسة محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الفوز بالدرجة العاليّة الرفيعة؟ فصاحبها هو أقرب عبدٍ إلى الله، فقد تركتها لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كوني أرى بأنّه أولى بأقرب درجة إلى ذات الله المستوي على العرش العظيم". ومن ثم يردّ على المؤمنين المشركين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر الذين قال الله عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106]، وذلك بسبب تعظيم الأنبياء والأئمة الأولياء فترون بأنّ ليس لكم الحقّ في ذات الله كما لهم. ويا سبحان الله العظيم ولم يتخذ صاحبةً حتى تكون هي الأولى بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه، ولم يتخذ ولداً ليكون هو الأولى بأقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! بل نحن العبيد والله وحده لا شريك له هو الربّ المعبود، وإنما جعل صاحبَ الدرجة العاليّة الرفيعة عنده عبداً مجهولاً فلم يَتمّ تحديده هل هو من الملائكة أم من الجنّ أم من الإنس؟ وما ذاك إلا لحكمةٍ إلهيّةٍ بالغةٍ وذلك حتى يتمّ التنافس بين كافة العبيد إلى الربّ المعبود (أيهم أقرب)؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكن للأسف الشديد فلو يأتي أحد المسلمين إلى مجلسٍ ضمَّ كافة علماء المسلمين على مختلف فِرقهم وطوائفهم ومن ثم يقف بين أيديهم فيقول: "يا معشر علماء المسلمين، إني ملتزمٌ بأمر الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)} صدق الله العظيم [النحل:43]، فأفتوني هل يحق لي كمسلمٍ من الصالحين أن أطمع في منافسة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه طامعاً أن أكون أحبّ إلى الله منهم وأقرب؟ ولسوف أعمل جاهداً ليلاً ونهاراً علّي أكون أنا الأحبّ والأقرب إلى الربّ، فهل يحقّ لي ذلك يا علماء المسلمين؟". ومن ثم يردّ عليه علماء المسلمين بلسانٍ واحدٍ فيقولون: "اُخرجْ! لا يحرقنا الله بنارك". فزجروه ونهروه فخرج وهو يبكي و يقول: "يا ربِّ، ألستُ عبدك وأنبياؤك عبيدك وليسوا أولادك حتى يكونون هم الأولى بحبك وقربك؟". ومن ثم يجأرُ باكياً وهو يقول: " ياربّ، أليس لي الحقّ فيك يا ربّ؟ أليس لي الحقّ فيك يا ربّ؟ أليس لي الحقّ فيك كما لأنبيائك ورسلك والمهديّ المنتظَر؟ ألم تخلقني لعبادتك وحدك لا شريك لك وللتنافس في حبّك وقربك حتى ترضى؟ فهل جعلت أنبياءَك ورسلك خطاً أحمرَ بيني وبينك؟ فلو كانوا أولادك لما تمنيت أن أنافسهم في حبّك وقربك كونهم أولادك أولى بك من غيرهم، ولكنهم عبيدٌ مثلما نحن عبيدك، فأنت العَدْلُ، ولا يَظلم ربك أحداً، وقد أفتيتنا عن الحكمة من خلقنا وقلت وقولك الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]".
ومن ثم يقول الإمام المهدي: يا معشر الذين ظلموا أنفسهم وأمّتهم، إنّ للإمام المهديّ سؤالاً إليكم وأقول: بما أنّكم تنازلتم عن التنافس إلى الربّ فلم تطمعوا أن ينال أحدكم أقرب درجةٍ إلى ذي العرش بأعلى جنّة النّعيم، فقربةٍ إلى من تنازلتم عنها فتسألوها لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عند كل صلاةٍ ولم تسألوها لأنفسكم؟ والسؤال هو مرةً أخرى: فقربة إلى من تنازلتم عنها؟ أللرسول؟ أجيبوني إن كنتم صادقين.
ولكنّ الإمام المهديّ لو أوتي الوسيلة الدرجة العاليّة الرفيعة لأنفقتها إلى جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى يتحقق النّعيم الأعظم منها. ولكنكم لا تعلمون لماذا تسمى بالوسيلة، كونها ليست الغاية من خلقكم، فابتغوها وسيلةً، وليتمنّى كلٌ منكم الفوزَ بها لينفقها لتحقيق النّعيم الأعظم منها ألا وهو رضوان الله نفْس الرحمن المستوي على العرش العظيم.
وما رضوان الله على أحدكم إلا جزءٌ من رضوان نفس الله تعالى، ولن يتحقق رضوان الله نفس الرحمن حتى يذهب من نفسِه الحزنُ والتحسّرُ على عباده الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم.
ويا قوم إنّما التحسر في نفس الله على عباده هو بسبب عظمة صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين، فلو أنّ أحدكم عصاه ولدُه ألف عامٍ، ومن ثم شاهد ولدَه يصطرخ في نار جهنم ويسمعه يقول: يا ليتني لم أعصِ أبتي، فهل تظنون أن والدَه سوف يكون فرحاً مسروراً! وربّما يودّ أحدُ الآباء الرحماء أن يقول: "يا ناصر محمد، وكيف أكون فرحاً مسروراً وأنا أرى ولدي يصطرخ في نار جهنّم؟ فكيف لا أشعر بحسرةٍ في نفسي على ولدي وهو قد أصبح من النّادمين على العصيان؟ فكيف لا أتحسر عليه وأنا أراه يصطرخ في نار جهنّم ولم يعد مصرَّاً على عصياني بل يقول: يا حسرتي على ما فرّطتُ في جنب أبتي، وتالله يا ناصر محمد لأجثمنّ على ركبتاي بين يدي ربي فأقول: يا ربّ لقد شعرت بحسرةٍ عظيمةٍ على ولدي برغم عصيانه لي.
وأقول: يا ربّ إذا كان هذا حالي فكيف بعظيم حسرة من هو أرحم بولدي مني! الله أرحم الراحمين؟"
وربّما يودّ كافة علماء المسلمين على مختلف فِرقهم وطوائفهم أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، وهل الله يتحسر على الكافرين المُعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم الذين يفسدون في الأرض؟". ومن ثم يردّ عليهم ناصر محمد اليماني وأقول: حاشا لله ربّ العالمين، فكيف يتحسّر الله على قومٍ مجرمين لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم ومُعرضين عن اتّباع دعوة الحقّ من ربهم؟ بل سَخِطَ الله عليهم وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً.
فما خطبكم يا معشر البشر ومفتي الديار وخطباء المنابر لم تفقهوا فتوى المهديّ المنتظَر عن تحسّر الله الواحد القهّار على عباده الكافرين؟ فاسمعوا وعوا وافقهوا قولي بالحقّ: ألا والله الذي لا إله غيره لن تأتي الحسرة في نفس الله حتى تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنْب ربهم، فيقول كلٌ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر:56].
ومن ثم يردّ كافة علماء الأمّة بلسانٍ واحدٍ فيقولون: إنه لن تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم إلا بعد حدوث العذاب يا ناصر محمد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهنا تأتي الحسرة في نفس الله كونهم لم يعودوا مصرّين على كفرهم وعنادهم، ولم يعودوا مصرّين على الاستمرار في ذنوبهم. غير أنّ ندمهم جاء متأخراً بعد فوات الأوان، ورغم ذلك تجدون الله متحسراً عليهم وحزيناً ولم يظلمهم الله شيئاً، ولكن سبب تحسّر الله عليهم هو بسبب صفته بأنّه أرحم الراحمين، فلا يوجد شيء في خلق الله على الإطلاق من هو أرحم من الله.
وربّما يودّ كافة علماء الأمّة أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، فما هو دليلك من محكم كتاب الله أنّ الله يتحسر على عباده من بعد أن سمع كلاً منهم يقول: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، فهذه حسرة عباده في أنفسهم على أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فكانوا من المُعذَّبين، ولكن أين تحسّر الله على عباده بعد أن عَلِمَ بندمهم؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ومن ثم يردُّ الإمام المهديّ على السائلين، وأقول: بل الله يفتيكم. وقال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
إذاً يا معشر المسلمين، تعالوا نكون أمةً واحدةً، وذروا التعدديّة المذهبيّة في دين الله والتفرّق إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون..
فأضعتم أنفسكم وأضعتم أمّتكم المكلّفين بتبليغِهم وهداهُم. فلتتقوا الله، وتعالوا إلى جانب الإمام المهديّ لنكون أصحاب هدفٍ واحدٍ أن نعبد الله وحده لا شريك له، فنتخذ رضوان الله غاية النّعيم الأعظم من نعيم الجنّة.
وربّما يودّ أحدُ الذين لم يستمتِعوا برضوان الله قطْ أن يقول: "ومن قال لك يا ناصر محمد أنّ رضوان الرحمن نعيمٌ أكبرٌ من نعيم جنّته؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: يا معشر خطباء المنابر ومفتي الديار، إنَّ المهديّ المنتظَر لم يفتِ بذلك من عند نفسه بأنَّ رضوان الله نعيمٌ أكبرُ من نعيم جنّته بل اللهُ من أفتاكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ويا معشر المسلمين، فبما أنّ رضوان الرحمن هو النّعيم الأعظم من نعيم الجنان فتعالوا يا معشر الإنس والجانِّ لنتخذ رضوانَ الرحمن غايةً، فإذا كنتم تريدون أن تتخذوا رضوان الله غاية وليس وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر نعيم الجنان فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، فتعالوا لنناضل لنجعل الإنسَ والجنَّ أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، ولا تتمنوا أن تسفكوا دماء الكافرين ويسفكون دماءكم لتنالوا الشهادة إلا أن تُجْبَروا على ذلك، فلا تتمنَّوا ذلك، فالأحبّ إلى الله أنْ تتمنّوا هُداهم فيهديهم الله من أجلكم، تلكمُ الأمنية أحبّ إلى الله من تمنّيكم لقاءهم لسفك دمائهم وليسفكوا دماءكم لتنالوا الشهادة لتدخلوا الجنّة، فهل تحبّون أنفسكم أم تحبون الله؟ فإن كنتم تحبّون الله فاتبعوني لتحقيق ما يحبّه الله ويُفرح نفسُه.
وربّما يودّ أحدُ السائلين أن يقول: "وما هو أشدّ ما يفرح الله أرحم الراحمين حتى أناضل على تحقيقه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: إن أشدّ ما يُفرح الله أرحم الراحمين توبة عباده إليه كونه يرضى لهم الشكر ولا يرضى لهم الكفر والعذاب الأليم. وقد علّمكم جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن أشدّ ما يفرح الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا اِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ اَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا اَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، - وَهُوَ عَمُّهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
[لَلَّهُ اَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ اِلَيْهِ مِنْ اَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِاَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَاَيِسَ مِنْهَا فَاَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ اَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ اِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَاَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّكَ . اَخْطَأ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ].
اِنتهى الحديث
ويا أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، اتّبعوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لتحقيق الفرحة في نفس الله إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله وكونوا من القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد وما يقصد الله تعالى بقوله: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}؟" ومن ثم يردّ على السائلين ناصر محمد وأقول: إنّما هم أعزَّةٌ على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم ويسعون ليطفئوا نور الله، ولا يقصد أن يكونوا أعزّةً على الكافرين الذين لا يحاربون المسلمين غير إنّهم لا يؤمنون بدين الإسلام، فقد أمركم الله أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم وتعاملونهم بمعاملة الدين بالمعاملة الطيبة، والله يحب المحسنين.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: وما يقصد الله بقوله تعالى: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} صدق الله العظيم؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنما يقصد المجاهدين في الدعوة إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربهم لا يخافون لومة لائمٍ عند قول الحقّ، وقد أمر الله الإمام المهديّ وجميعَ علماء الدين ما أمرَ به جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن نجاهد النّاس بهذا القرآن العظيم جهاداً كبيراً حتى نقيم عليهم الحجّة بالحقّ علّهم يهتدون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].
وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد، وهل الأمر الصادر إلى الرسول يصبح كذلك أمراً جبرياً ساريَ المفعول على من اتّبعه؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].
وبما أنّ الإمام المهديّ مُتَبِعٌ لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وعلى من تَبِعَه- ولذلك تجدونني أجاهد النّاس بمحكم القرآن العظيم جهاداً كبيراً، ولن أفتُرَ ولن أستكينَ ومستمرٌ في الإصرار على دعوة الاحتكام إلى الذكر. فهل أنتم مسلمون وبالقرآن العظيم مؤمنون؟ أم إنّه لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه وقد صرتم على غير كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولذلك أصبح قول الحقّ عليكم غريباً؟ ومن ثم يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: وما الغريب في دعوة رجل يقول ربي الله ويدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأنِ اتّبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله! ولم أقُل لكم إنني نبيٌّ ولا رسولٌ، فما الغريب في دعوة الحقّ من ربكم؟ أم يوسوس لكم الشيطان فتقولون إنما هي فترة من الزمن ثمّ يدّعي ناصر محمد النّبوة كغيره ممن سبقوه. ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أكذب بقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم [الأحزاب].
وربّما يودّ أحدُ الأحمديين أن يقول: "يا ناصر محمد؛ بل الإمام المهديّ المنتظَر نبيٌّ من بعد محمدٍ، وإنما محمدٌ رسول الله خاتم الرسل". ومن ثم يردّ علي الأحمديين الإمام المهديّ ناصر محمد، وأقول: و تالله لو قال الله تعالى: إنّ محمداً خاتم المرسلين لصدَقْتُم، ولكن الله يعلم أنّ كلمة الأنبياء تأتي شاملة للأنبياء الذي يؤتيهم الله حُكْمَ الكتاب من بعد الرسل وكذلك كلمة الأنبياء تشمل الذين يوحي الله إليهم رسالة الكتاب وهم الرسل، ولذلك قال الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} صدق الله العظيم
ويا معشر علماء المسلمين، تعالوا لنفتيكم عن سبب مكرِ الشياطين الذين يوسوسون إلى أصحاب المرض النّفسي ممن يقول إنّه الإمام المهديّ المنتظَر، وذلك حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فتُعرضون عنه حسب زعمكم أنه ليس إلا كمثل الذين سبقوه، فيأتيكم عذابُ الله وأنتم عن دعوته معرضون، فلا تتركوا الخطّة الشيطانيّة تنجح، ولا تصدّقوا من ادّعى إنّه الإمام المهديّ ولا تكذّبوه بل قولوا سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين، واستجيبوا لدعوة حواره بسلطان العلم، فإن وجدتم أن الله زاده بسطةً في العلم عليكم أجمعين وحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فهنا يكون قد تبيّن لكم الحقّ، وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنْ كان من الكاذبين فتالله ليغلبنّه أقلُّ علماء المسلمين علماً ويهيّمن عليه بسلطان العلم.
وكذلك ناصر محمد، فإن هيّمن عليكم بسلطان البيان الحقّ للقرآن العظيم فصدق، وإن لم يستطع فتبيّن لكم إنّه من الكاذبين فستنقذون أمّتكم إن كان ناصر محمد اليماني كمثل ميرزا غلام وجهيمان وغيرهم ممن أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم. فاستخدِموا عقولَكم التي جعلها الله شاهداً عليكم بأنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني، فصدّقوا عقولكم إنْ كنتم تعقِلون. أمْ إنّكم لا تعلمون عن سبب دخول أهلّ النّارِ النّار؟ فقد اكتشف ذلك جميع الذين أهلكهم الله وهم على ضلال مبين، فاكتشفوا سببَ ضلالهم عن الحقّ من ربهم بأنّه بسبب عدم استخدام العقل، ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].
فاستمعوا للفتوى الحقّ، وأقولُ: أقسم بالله العظيم إنّه لن يتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور إلا الذين يعقلون، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّهم حكّموا عقولَهم فرضخت عقولُهم للحقّ من ربهم فسلّموا تسليماً، وكذلك أتباع الأنبياء في كل زمانٍ ومكانٍ لم يتّبعهم بادئ الأمر إلا الذين يعقلون.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ومن هم الذين يعقلون؟". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: هم الذين لا يحكمون من قبل الاستماع إلى قول الداعية والتفكّرِ إلى سلطان علمه؛ بل يؤخرون حكمَهم على الداعية أهو يدعو إلى الحقّ أم على ضلالٍ مبينٍ؟ حتى إذا سمعوا دعوة الداعي وسلطان علمه ومن ثم تفكّروا فيه بالعقل والمنطق، فإذا كان يدعوا إلى الله على بصيرةٍ تبيّنَ لهم الحقُّ من ربّهم بالعقل والمنطق. وأولئك الذين هداهم الله في كل زمانٍ وهم الذين لا يحكمون من قبل الاستماع بل يستمعون القولَ أولاً ويتفكرون فيه ومن ثم يتبعون أحسنه إن تبيّن لعقولهم أنّ الداعية يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وربّما يودّ أن يقول أحدُ السائلين: "وبمَ تبشّر الذين سألهم النّاس عن شأن ناصر محمد اليماني فقالوا لا تتبعوه إنّه كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يرد عليهم المهديّ المنتظَر، وأقول: حكمتم عليّ من قبل أن تتدبروا القول فلستم من أولي الألباب، ولذلك لستم من الذين هداهم الله كون الذين هداهم الله هم أولو الألباب الذين بشّرهم الله بالهدى في محكم الكتاب: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿18﴾} صدق الله العظيم، فالذين أفتوا عن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من قبل التدبّر في سلطان علم دعوته فأقول لهم: يا أسفي عليكم، فقد أضللتُم أنفسَكم وأضللتم أمَّتَكم وصدَدْتم عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، فهل تريدون أن نبشّركم إلا بعذابٍ أليمٍ يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم؟ فأبشركم بعذاب أليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿16﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿17﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿18﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿19﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿20﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ﴿21﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿22﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿23﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿24﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
في ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ بحسب أيٍ من ليالي القدر في الكتاب إذ لها في كلّ كوكب سرٌّ! فلا تأمنوا مكر الله الواحد القهّار، فقد أدركت الشمسُ القمرَ، فاتّبعوا الذكر من قبل أن يسبق الليلُ النهارَ، اللهم قد بلغتُ اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ