الموضوع: { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }..

النتائج 31 إلى 40 من 42
  1. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم




    اقتباس المشاركة 4464 من موضوع ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..

    ( الإعلان عن مكان تابوت السكينة وأصحاب الكهف والرقيم )

    - 1 -

    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    03 - جمادي الآخرة - 1427 هـ
    29 - 06 - 2006 مـ
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــــــ



    ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مِن الناصر لمحمدٍ الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى علماء المسلمين في جميع الأقطار وبالذّات في القُطر العربيّ (الجمهوريّة اليمنيّة)، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدّين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر علماء الأمّة، لطالما رجوتكم وتوسلت إليكم أن تخبروني عمّا يدور في أنفسكم تجاه شأني أنا المدعو (ناصر محمد اليمانيّ) فوجدت إجابةً موحدةً منكم مِن الذين اطّلعوا على الخبر من علماء الأمّة في الإنترنت العالميّة ألا وهي الصّمت الرهيب فلا آمنتم بأمري ولم تكفروا به! ذلك لأنّكم في حيرةٍ مِن أمري وتقولون في أنفسكم لربّما ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ، غير إنكم غير موقنين بشأني فيكم وغير موقنين بالآيات التي نبأتكم عنها في خسوف القمر النذير والذي حدث في رمضان 1425 هجريًّا، وكذلك لا توقنون بأنه حقًّا قد أدركت الشّمس القمر في هلال رمضان 1426، وكذلك وجدت هذه الحقيقة التي في أنفسكم قد نبّأ عنها القرآن قبل أن تثْكلكم أمهاتكم وأمهات آبائكم وأنكم لن توقنوا بشأني حتى أُبيّن لكم آياتٍ جعلها الله لكم من أنفسكم عجبًا، ألا وهي أصحاب الكهف والرقيم قد جعلهم الله من الأشراط الكبرى للساعة وذلك لتعلموا أنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها.

    يا معشر علماء الأمّة، وتالله لا أعلم بأحدٍ غيري يعلم بحقائق أصحاب الكهف حتى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لا يعلم ما هو شأن أصحاب الكهف غير الظاهر من أمرهم، ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني ثم يقول: "اتَّقِ الله، فهل تزعم بأنّك أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟" فيزبد ويربد علينا كالبعير الهائج. فأقول: ثكلتك أمّك، أنا أولى بمحمدٍ رسول الله منك بالحُبِّ والقُرب والعلم والتّصديق غير أنّ الله لم يُخبِر محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - بشأن أصحاب الكهف، ذلك بأنّ شأنهم لا يخصّه بل يخصّ شأن المهديّ المُنتظَر ولا غير ذلك. قال الله تعالى:
    {
    وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ‎﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف 22]. أي مِن أهل الكتاب، وذلك لأنّ عِلم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُقتصرٌ على عِلم جبريل المُعَلِّم عليه السلام، فإذا كان لا يعلم المُعلِّم فكيف يعلم التلميذ؟! ولربّما يودّ أحدكم أن يُمَزِّقني بأسنانه مُستشيطًا غضبًا: "بل حتى تزعم بأنّك أعلم حتى من جبريل عليه الصلاة والسلام!" فأقول: مهلًا يا قوم إنه لا يعلم حقيقتهم أحدٌ مِن جنود الله في السماوات ولا في الأرض غير المهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ الله لم يستعِن في تدمير قوم أصحاب الكهف بأحدٍ من جنوده لا في السماوات ولا في الأرض ليضرِب الله لكم مثلًا بأن من جاهد فإنما يجاهد لنفسه وإنّ الله لغنيٌّ عن العالمين، وأن لو يشاء الله لانتصر من أعدائه ولكن ليبلوَ بعضُكم ببعضٍ.

    يا معشر الأمّة تعالوا لأنبّئكم بحقيقة أصحاب الكهف وأفصّل لكم شأنهم من القرآن تفصيلًا لعلكم تعلمون بأني حقًّا آتاني الله علم الكتاب ولم يؤتِني عِلمًا
    من الكتاب بل علم الكتاب أي العلم كلّه جُملةً وتفصيلًا، فلنُبحِر سويًّا في قصة أصحاب الكهف مُستنبطين حقائق قصّتهم من القرآن العظيم.

    أولًا: قوم أصحاب الكهف ..

    وهُم أهل قريةٍ مِن القرون الأولى مِن قَبْلِ إبراهيمَ ولوطٍ وشُعيبٍ ومِن بعد نوحٍ وثمودَ، بعَث الله رسوله
    إلياسَ عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرَّسِّ، ويقصد بالرَّسِّ أي الجبل، والرَّواسي أي الجِبال ومفرد الرَّواسي (الرَّسّ) أي الجبل، وذلك جبلٌ صغيرٌ يقطن عليه قوم أصحاب الكهف وهو بما يسمونه (حمّة ذياب بن غانم) وموقعه في أعلى مكانٍ في الجزيرة العربيّة، وأرفع مكان في الجزيرة العربيّة هضبة صنعاء، وأرفع مِن صنعاء ربوة ذمار، وأرفع مكان في ربوة ذمار؛ وأرفع مكان في محافظة ذمار منطقة حورور، وأرفع من حورور منطقة الأقمر والتي توجد به حمّة ذياب والبعض يسمونها (حمّة كلاب) تعليقًا و(تريقة) على أهالي القرية الجديدة والذين يقطنون فوق (حمّة ذياب بن غانم) كما يسمّيها بعض المؤرخين وأما اسمها الحقيقي المذكور في القرآن (قرية الرسّ) أي قرية الجبَل وهو بما يسمونه أهل الجغرافيا (التل) وأما أهل ذمار فيسمونه (الحمّة)، واسمها الحالي (حمّة كلاب) وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار والتي يسمّيها القرآن قرية (أصحاب الرَّسِّ) أي أصحاب قرية الرَّسِّ، والرَّسّ كما ذكرنا مُفرد رواسي.

    ونعود لمواصلة القصة فقد بعَث الله عبده ورسوله
    إلياس عليه الصلاة والسلام إلى قرية أصحاب الرَّسِّ، وشَدَّ الله أزره بفتًى شابٍّ فجعله الله نبيًّا مع إلياس يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ثم آمَن لهم فتىً شابٌّ آخر ثم شدّ الله أزرهم به وجعله نبيًّا ثالِثًا، والفِتية الاثنان جعلهما الله أنبياء مثلهم كمثل هارون أخو موسى ألقى الله الرسالة لموسى وشدّ الله أزره بأخيه هارون نبيًّا ووزيرًا وكذلك رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام هو مَن تلَقّى الرسالة مِن ربّه أما الفتية الذين آمنوا بربّهم مُصَدّقين دعوة رسول الله إلياس فقد زادهم الله هُدى وعِلمًا وجعلهم أنبياء مع نبيّ الله إلياس ليدعوا أصحاب الرَّسِّ إلى ترك عبادة الأصنام تلبيةً لدعوة الحقّ وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له، ولكنّ أصحاب الرَّسِّ هدّدوهم وتوعّدوهم لئن لم ينتهوا من هذه الدعوة التي تسببت في غضب الآلهة وإمساك قَطْرِ السماء وأنّهم لم يروا خيرًا منذ ظهور هذه الدعوة لذلك: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨} صدق الله العظيم [يس 18]، ثم أرادوا المكر بهم فاختبأوا في كهفهم كما اختبأ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وصاحبه في الغار من مكر الكُفار، وبعد اختفاء إلياس والفتية الأنبياء الاثنين جاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى وكان يكتم إيمانه؛ بل هو الوحيد الذي آمن وكتم إيمانه؛ بل لا يعلم به حتى إلياس ووزراؤه المُكرّمون، ولكن هذا الرجل المؤمن سِرًّا مثله كمثل مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حتى إذا سمع بالمكر ضدّ موسى وقَتْلِهِ استشاط غضبًا فلم يستطِع أن يكتم إيمانه ثم وعظ قومه وقال لهم قولًا بليغًا وكذلك هذا الرجل حين سمع بالمكر ضدّ أنبياء الله استشاط غضبًا وجاء يدعو قومه ويعلن إيمانه جَهارًا نهارًا بين يدي قومه وقال مُتحدّيًا: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [يس 25]. ومن ثم قاموا بقتله ولكن حِفاظًا على سريّة أمر أصحاب الكهف لم يُنزّل الله على قومه من بعدُ من جُندٍ من السماء: {وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يس 29].

    فقد خسف الله بأصحاب الرَّسِّ فابتلعهم وقصورهم جَبَلُ الحمّة فغاصت قصورهم في بطن جبل الحمّة بكُن فيكون؛ صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون مباشرةً بعد قتلهم للداعية الذي أعلن إيمانه بين أيديهم، وأمّا رسول الله
    إلياس والفتية الأنبياء المُكرمين فلا يزالون مُختبئين في كهفهم نظرًا لتهديد الوعيد: {لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨} صدق الله العظيم [يس 18]، وبعد صحوتهم لم يعلموا ماذا حدث لقومهم من بعدهم وأراد رسول الله إلياس أن يبعث أحد الفتية إلى المدينة ليأتي لهم بطعامٍ ويلزم الحذر والمراقبة، وقال: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠} صدق الله العظيم [الكهف 20]. غير أن الرجل خرج إلى باب الكهف فلم يرَ قرية قومه في أعلى الحمّة وكأنّ الأرض ابتلعتهم فلم يروا لهم أنوارًا أو أيَّ أثرٍ أو ضجيجٍ مع أنّ الوقت من الليل لا يزال مبكرًا، فأدهشهم هذا الصّمت الرهيب فلم يسمعوا حتى نهيق حميرهم أو نُباح كلابهم فأدهشهم الأمر، ومن ثم قرّروا الانتظار إلى الصباح حتى يتبيّن لهم أمر قومهم أين ذهبوا وماذا حدث لهم من بعدهم، فعادوا إلى كهفهم مرةً أخرى فناموا نومةً أخرى؛ النّومة الكُبرى من ذلك الزمن ولا يزالون في سُباتهم إلى هذه الساعة: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الكهف 18].

    فهل تدرون لماذا الرعب يصيب من اطّلع عليهم؟ إنه ليس كما تظنّون بأنه من طول أشعارهم وأظافرهم نظرًا للمدة الطويلة؛ ذلك تأويلٌ بالظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا، ولو كان هذا التفسير صحيحًا لما قالوا عِند لبثهم الأول:
    {
    لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف:19]؛ لكان تبيّن لهم بأنهم لبثوا كثيرًا نظرًا لطول أشعارهم وأظافرهم، ولكنهم لم يروا من تفسيركم شيئًا لذلك قالوا: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، وكذلك تفسيركم والأسطورة بأنه ذهب بالعملة ومن خلالها اُكْتُشِفَ أمرهم! بالله عليكم هل هذا تفسيرٌ منطقيٌّ؟! ولو كان كذلك لنبّأهم هذا الرجل بشأنهم وقصّتهم كما يقول المثل المصري من طأطأ لسلام عليكم، ولكنّا نجد الذين عثروا عليهم لم يحيطوا بشأنهم شيئًا، على العكس تَجادلوا في شأنهم واختلفت توقعاتهم في شأنهم ومن ثم ردّوا علمهم لخالقهم فقالوا: {ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً ربّهم أعلم بِهِمْ} صدق الله العظيم [21:الكهف].


    فمن أين جئتم بعلمهم وأخبارهم فنحن نَجِد القوم الذين عثروا عليهم لم يحِطهم الله بشأنهم شيئًا غير أنّ أهل العلم رَأَوْا بأنّه لا بُدّ أنّ لهم شأنًا في الكتاب إلى أجلٍ مسمّى وأنّ الله لم يبقِهم عبثًا فقرّروا أنْ يبنوا عليهم مسجدًا وذلك حتى يأتي بيان شأنهم المُقَدَّر في الكتاب.

    وقد جاء الهدَف مِن بقائهم وهو لتعلموا بأنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها فقد جعلهم الله مِن علامات الساعة الكبرى وكذلك الرَّقيم المُضاف إليهم مِن علامات الساعة إنه عبد الله ورسوله المسيح الحقّ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والذي ذكره الله في أوَّل سورة الكهف: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ‎﴿٤﴾‏ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ‎﴿٥﴾}
    صدق الله العظيم [الكهف].

    وكذلك أنتم يا معشر المُسلمين ليس لكم عِلمٌ بابن مريم وتظنّون بأنّ الله رفعه إليه جسدًا وروحًا؛ بل توفّاه الله رافِعًا روح ابن مريم إليه وأمر الملائكة بتطهير الجَسَد لذلك قال تعالى:
    {وَمُطَهِّرُكَ}. فقد طهّرته الملائكة وجعلته في تابوت السكينة ضِمن آياتٍ أخرى، ويوجد التابوت في نفق أصحاب الكهف في قرية الأقمر التي بجانب حورور في محافظة ذمار، وأُحَذِّر اليهود من دخول تلك المنطقة تحذيرًا كبيرًا وأتحدّاهم أن يحاولوا مسّهم بسوءٍ إن كانوا صادقين فإن كان لهم كيدٌ فليكيدونِ ولا ينظرونِ، والله مُحيطٌ بالكافرين. أولئك قد جعلهم الله وزرائي ولكنّ أكثركم لا يعلمون.

    فانظروا يا أهل اليمن أصَدَقتُ أم كنتُ من الكاذبين، ولربّما تستهزئون بأمري فلا تبحثون عنهم شيئًا حتى يفجّر الله فيكم بركانًا عظيمًا تهتزّ منه أرضكم، فأطيعوا أمري واستخرجوا آيات التَّصديق ليعلم النّاس بأنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها. وأُحَمِّل المسؤولية بالدرجة الأولى
    الرئيسَ اليمنيّ علي عبد الله صالح فافعلوا ما تؤمرون، وإن أردتم مزيدًا من أخبارهم زدناكم ولكنّكم سوف تُشاهدون الحقّ على الواقع الحقيقيّ فابدَأوا بالتابوت؛ تابوت السكينة من آيات مُلكي عليكم.

    فليحمل أحدُ أهل اليمن خطابَنا هذا حتى يسلّمه إلى قرية حمّة ذياب والتي بين حورور والأقمر ذلك بأن القرية التي خَسَف الله بها قرية أصحاب الرسّ توجد تحت أقدامهم، وأما الكهف فيوجد في قرية الأقمر التي بجانب حمّة ذياب ولربّما استخدمه أحد الرعية فجعل فيه القصب غير أنه لا يعلم ما وراء الجدار القديم وإنه لمن الغافلين، فإن رأيتم أهل اليمن صامتون فاعلموا بأنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة ولكن مَن فيه خيرٌ لنفسه فسوف يهتمّ بهذا الأمر حتى يُبيِّن للعالَم حقيقة المدعو [ناصر محمد اليمانيّ]
    هل يقول الحقّ أم كان من اللاعبين المهديّين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحقّ فضلّوا وأَضلّوا.

    الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    اقتباس المشاركة 4466 من موضوع ناصر محمد اليمانيّ يُعلِن عن مكان تابوت السكينة فيه آيةٌ مِن أنفسهم للعالمين ..

    - 3 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    01 - ربيع الثاني - 1428 هـ
    18- 04 - 2007 مـ
    09:53 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    قد جاء تاريخ اليوم الذي يظنّ اليهود بأنهم صَلَبوا فيه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
    وما صَلَبوه وما قَتَلوه ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، مِن اليمانيّ المُنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهّر العبد الربانيّ صاحب علم الكتاب ناصر محمد اليمانيّ إلى معشر المسلمين من أتباع عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم تسليمًا كثيرًا، وإلى معشر المُسلمين من أتباع النّبيّ الأمّي خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا، وعلى المُصَدّقين بكلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكلمة السواء بين رُسل الله أجمعين إلى العالمين، وإلى النّاس أجمعين، ثم أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد 43].

    يا معشر النّصارى والمسلمين، إني خليفة الله عليكم أجمعين والإمام الشامل للأُمّة، وقد جاء تاريخ اليوم الذي يظنّ اليهود بأنهم صَلَبوا فيه عَبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وما صَلَبوه وما قَتَلوه؛ بل أنقذه الله منهم وتوفّى إليه روحَه كما توفّى أصحاب الكهف، وأمَر الله ملائكته بتطهير جسده ثم رفعوه بتابوت المَلِكِ طالوت في مكانٍ عليٍّ في أرضكم هذه، ذلك هو الرَّقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف؛ كانوا من آيات الله عجبًا؛ آيات لكم من أنفسكم لتعلموا بأنّ وعد الله حقٌّ وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها.

    يا أيّها النّاس إنكم لمخطئون في أرقام التاريخ الميلادي، وتعالوا لأنبّئكم بحقيقة تاريخ اليوم الذي توفّى الله إليه روح ابن مريم عليه الصلاة والسلام يوم حاول اليهود قتله في يوم الجمعة؛ في ليلة ميلاد هلال رمضان؛ في ليلة القدر في الشهر القمريّ قبل بضع سنين بالسَّنة الشمسيّة؛ في كسوف الجمعة ثمانية إبريل؛ والذي تلاه كسوف الشّمس في رمضان 1426؛ والذي أدركت فيه الشّمس القمر فاجتمعت به في أوّل الشهر وقد هو هلال؛ ذلك بأنّ السَّنة الشمسيّة في الكتاب 360 يومًا شمسيًّا، واليوم الشمسيّ كما قُلنا ليله ستة أشهرٍ ونهاره ستة أشهرٍ؛ بمعنى أنّ السَّنة الشمسيّة 360 سنة حسب أيامنا، وفي ذلك التاريخ كانت المحاولة اليهوديّة لاغتيال عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يوم رَفَع الله إليه روح ابن مريم، ومن ذلك التاريخ مِن يوم الرَّفع 2160 ميلادية إلى يوم كسوف الجمعة القادم لرمضان 1427 والذي لا يُشاهَد في المنطقة العربيّة وذلك حقيقة التاريخ الميلاديّ ولكن أكثركم يمترون! هو ألفان ومائة وستون سنة من يوم توفاه الله إليه، أما مِن يوم ميلاد ابن مريم عليه الصلاة والسلام تُضاف أربعين سنة فنحن الآن في عام 2200 م منذ ميلاد عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم.

    وأما بالنسبة للتاريخ الهجريّ بتاريخ نزول القرآن فهو
    1440 عاماً من تاريخ نزول القرآن قبل أربع سنواتٍ شمسيّة، وبين تَوفّي ابن مريم ونزول القرآن سنتين فقط شمسيّتين أي بما يُعادل سبعمائة وعشرون عاماً بالدقة المُتناهية.

    يا معشر البشر لقد أدركت الشّمس القمر وأنتم في غفلةٍ مُعرِضون أم إنّكم لا تعلمون كيف تدرك الشّمس القمر يا أهل اللغة العربيّة؟ وذلك هو اللحاق به فتجتمع به وقد هو هلالًا ومن ثم تسبقه في نهاية اليوم الشمسي للسنة الشمسيّة والذي يوافق يوم الجمعة يوم ميلاد هلال رمضان
    1427، ولكن الهلال كما تعلمون يُولَد وينفصل عن الشّمس شرقًا والشّمس لا ينبغي لها أن تُدرِك القمر فهي تكون غرب القمر وهو يجري في فُلكِه في أوَّل الشهر مُنطلِقًا شَرقًا والشّمس وراءه وذلك هو النظام الفلكيّ في القرآن العظيم: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِ‌كَ الْقَمَرَ‌ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾}
    صدق الله العظيم [يس 40].

    أمّا أن يُولَد الهلال ويجري وراء الشّمس إذًا فقد أدركته ثمّ سبقته وأنتم في غفلةٍ مُعرِضون، وتلك آيةٌ من الله لتصديق اليمانيّ المُنتظَر خليفة الله على البشر وشرط من شروط الساعة الكبرى.

    فأعلنوا بخبري يا معشر هيئة كبار علماء مكّة المُكَرَّمة، فإن أعلنتم فقد صَدَّقتُم ومِن ثم يظهر لكم ناصر محمد اليمانيّ عند الركن اليماني للمبايعة على إعلاء كلمة التوحيد في العالمين، وإن أبيتم فلا حاجة لي بنصركم فسوف يظهرني الله على العالم أجمعين في ليلةٍ واحدةٍ ولا أدري ما الله صانعٌ بكم إن أبيتم إعلان أمري، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

    أخو الصالحين في الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    يا معشر الأنصار والباحثين عن الحقيقة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المُسلمين في العالمين والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله إلى العالمين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أمّا بعد..

    وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتتّبعوني بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ، وبيني وبينكم والناس أجمعين هو القُرآن العظيم، فمن أيّده الله بسُلطانه فهو الغالب بالحقّ في القضايا التي بدأتكم في الحوار فيها، فأمّا أصحاب الكهف فعددهم ثلاثة ورابعهم كلبهم.

    ويا معشر المُسلمين ألم تجدوا قصةً في القُرآن جعل الله أصحاب هذه القصة مجهولين برغم أنّ القُرآن إذا تلى القصص يُفصّلها تفصيلاً ومن ثم يذكُر اسم النبي المُرسل إليهم وقريتهم؟ ولكنّنا نجد في القُرآن قصةً لقريةٍ مجهولة الموقع والاسم وقومها الساكنين فيها؛ بل قال أصحاب القرية إذ جاءها المُرسلون والتي أرسل الله إليها اثنين فكذبوهما فعزّزنا بثالث، وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وهُنا يبتدئ المُتدبِّر للقُرآن لماذا هذه القصة جعلها الله غامضةً بالنسبة لأصحاب هذه القرية؟ فمن هم قومها؟ وما أسماء المُرسلين الذين أرسلوا إليها؟ فلا بُدّ أن يكون في هذه القصة سرٌ غير عادي من أسرار القُرآن العظيم والتي لا تزال غامضةً على عُلماء الدين والمُسلمين، وأنتم تعلمون بأنّ هُناك قصةً لأصحاب الكهف غامضةٌ فلا بُدّ أن تكون لها علاقة بهذه القصة لأصحاب القرية التي قصّها القُرآن علينا بدون ذكر قومٍ من أصحاب هذه القرية وما أسماء هؤلاء الرُسل الثلاثة الذين أُرسلوا إليها، فلماذا هذا الغموض برغم أنّها قصةٌ والقصص واضحةٌ في القرآن كمثل أحسن القصص قصة يوسف والتي كانت قصةً من البداية إلى النهاية، وكذلك جميع قصص القرآن إلا هذه القرية والتي ابتعث الله إليها اثنين فكذّبوهما فعززنا بثالث.

    ومن ثم تقومون بالمُقارنة أولاً في نوع التهديد والوعيد الذي خوّف أصحاب هذه القرية رُسلهم إن لم ينتهوا عن دعوتهم ويعودوا في ملتهم بأنهم سوف يرجمونهم ويمسّكم منّا عذابٌ عظيمٌ أو يعودوا في ملتهم تاركين دعوتهم:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم تنتقلون إلى قصة أصحاب الكهف تجدون بأنّهم تلقوا نفس هذا التهديد والوعيد:
    {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:20].

    ومن بعد ذلك تقومون بمقارنة بين العدد الرقمي للرّسُل إلى هذه القرية والذي جعله الله واضحاً وجليّاً، وقال الله تعالى:
    {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس:14].

    ومن ثم تنتقلون إلى العدد الرقمي لأصحاب الكهف والذي جعله الله أيضاً واضحاً وجليّاً لأهل التدبر والفكر بأنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم. وقال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    فأمّا القول الحقّ هو القول الأول الذي سيقوله اليماني المُنتظر وأنصاره مما علمه ربّه ولم يكُن رجماً بالغيب.. لذلك قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، ولم يَصِفْ الله هذا القول بأنّه رَجمٌ بالغيب؛ بل الأقوال التي قد قيلت من خمسةٍ إلى سبعةٍ وثامنهم كلبهم فهذه الأقوال رَجمٌ بالغيب من غير علمٍ ولا سُلطانٍ؛ بل بالظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك قال تعالى: {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ}، فهذه أقوال قد قيلت لذلك قال تعالى: {وَيَقُولُونَ} بمعنى أنّه قد قيل، إذاً هذه الأقوال قد قيلت فأصبحت فعل ماضٍ يا أصحاب اللُغة العربيّة، أما القول الحقّ هو القول الأول والذي لم يقله أحد ولا يزال في علم الغيب حتى يقوله المهديّ المنتظَر وأولياؤه لذلك لم يقل الله: يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم؛ بل قال: {سَيَقُولُونَ} بمعنى أنّ هذا القول لم يُقَل بعد لذلك قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ} بمعنى أنّ هذا القول لا يزال في علم الغيب ولم يُقَل بعد، وها هو قد جاء القول الحقّ وقيل، فهل أنتم مؤمنون؟

    ولو تدّبرتم قوله تعالى:
    {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} بمعنى أنّ القول الحقّ هو أقلّ الأرقام ؛ثلاثة ورابعهم كلبهم، ولا ينبغي أن يكون الرقم أقل من ذلك وذلك لأنّكم إذا نظرتُم في قول المخاطِب من أصحاب الكهف في التّخاطب فيما بينهم تجدونه لا يُخاطب واحداً بل اثنين، لذالك قال: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ} [الكهف:19]. فهل تبيّن لكم بأنّي حقّاً أعلم الناس بعددهم والمُفتي في أمرهم؟ فهل أنتم مُصدقون؟ وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً!


    أخوكم في الله الناصر لدين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    الإمام ناصر محمد اليماني.



    [لقراءة البيان كاملاً]



    المهديّ المنتظَر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى جميع عُلماء الديانة والناس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، ثم أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25)} صدق الله العظيم [الكهف]، وإليكم الفتوى الحقّ: فأمّا لبثهم الأول لقضاء نومتهم الأولى فهي {ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ} وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة آلاف سنة مما تعدون، وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقديرٌ بإذن الله.

    وأمّا الفتوى الأخرى لزمن نومتهم الأخرى
    {وَازْدَادُوا تِسْعاً} أي تسع سنوات فقط وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة آلاف سنة مما تعدون، وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقديرٌ بإذن الله، فأصبح الأمد الكُلي منذ دخولهم الكهف إلى يوم خروجهم منه ثمانية عشر ألف سنة والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل.

    فهل تعلمون لماذا الحكمة من نومتهم الأولى ثم يبعثهم الله ليتساءلوا فيما بينهم كم لبثهم؛ قالوا يوماً أو بعض يومٍ ومن ثم عادوا إلى نومتهم مرةً أخرى إلى حدّ الساعة في سُبات نائمون؟ فهو لم يذهب ولم يأكلوا شيئاً من الطعام لأنه أصلاً رجع من باب الكهف، ولكن أكثركم لا يعلمون.
    وإنما يريد الله أن تكون نومتهم الأولى بحساب السّنة القمريّة لحركة القمر ومن ثم تكون نومتهم الأخرى بحساب السّنة الشمسيّة في ذات الشمس، وذلك حتى تعلموا التصديق في قوله تعالى:
    {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)} صدق الله العظيم [الرحمن].
    وإني أنا الإنسان الذي علَّمه الله البيان للقرآن لعلكم توقنون.

    والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى:
    {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠﴾ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿١١﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿١٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.



    [لقراءة البيان كاملاً]

  2. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم





    اقتباس المشاركة 4991 من موضوع المهديّ المنتظَر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم ..




    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني

    02 - 09 - 1428 هـ
    14 - 09 - 2007 مـ
    04:50 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..

    ويا جميع الأولياء المُكرمين ويا جميع المُسلمين، ما بالي أراكم تجادلونني في عدد أصحاب الكهف مُخالفين الأمر من الله العزيز الحكيم في قوله تعالى:
    {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا} صدق الله العظيم [الكهف:22]؟

    ويا قوم، إني لا أقول لكم غير الحقّ وأعلم كم الرقم
    {عُصْبَةٌ} في القرآن العظيم في قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} صدق الله العظيم [القصص:76].

    فتعالوا لأعلّمكم كم رقم العصبة العددي في القُرآن العظيم، إنهم (عشرة). وكيف علمت بأنّ العُصبة يرمز لعشرة؟ إني لم أقل ذلك بالظنّ بل بحثت في القرآن فوجدت بأنّ العُصبة هم عشرة أشخاص، والدليل من القرآن تجدوه في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى:
    {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (8)} صدق الله العظيم [يوسف].

    بمعنى أنهم عشرة على أمٍّ، ويوسف وأخاه على أمٍّ، ولكن يوسف وأخاه أحبّ إلى يعقوب من العصبة، وكذلك في قولهم:
    {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14)} صدق الله العظيم [يوسف]. إذاً العصبة هم عشرة ..

    ثم نأتي لقوله تعالى:
    {عَمَّا قَلِيلٍ}، فكم هو رقم القليل في قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿39﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿40﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} صدق الله العظيم [المؤمنون]؟ ومن ثمّ وجدت بأنّ الرمز قليل يرمز لرقم ثلاثة، وقال الله تعالى: {فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)} صدق الله العظيم [هود].

    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..






    اقتباس المشاركة 4988 من موضوع من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن الحقيقة، ومزيدٌ من الفتوى عن أهل الكهف ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 06 - 2008 مـ
    10:25 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن الحقيقة
    ومزيدٌ من الفتوى عن أهل الكهف ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيبي وأسوتي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى جميع المسلمين الذين لا يشركون بالله ربّ العالمين، وسلامٌ على المرسلين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..

    عجباً أمرك أيها الباحث عن الحقيقة فكيف تطلب المباهلة وأنت لا تزال باحثاً عن الحقّ؟ فقد وجدت المهديّ المنتظَر الحقّ إن كنت تريد الحقّ وتطلب المباهلة من الحقّ فبئس ما يأمرك به إيمانك بالقرآن العظيم، وذلك لأني المهديّ المنتظَر الحقّ أخاطبكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ولا آتيكم بالبيان الحقّ بالرأي وقول الاجتهاد؛ بل أنطق بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن ولا أتجرأ أن أقول مثلك على الله ما لا أعلم فذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النّاس كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْ‌ضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ أنه لَكُمْ عَدُوٌّ مبين ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُ‌كُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتجد أمر الله في القرآن العظيم بأنه حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّ‌مَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ‌ الحقّ وَأَن تُشْرِ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ويا أيها الباحث عن الحقيقة، إنك لا تكذّب ناصر اليماني بل تكذّب بآيات الله ربّ العالمين، وذلك لأنّ الله هو من قال بأنّ أصحاب الكهف ثلاثة، وإنما قال ذلك ناصر اليماني بإذنِ الله، وهذا القول هو القول الحقّ الذي قاله ناصر اليماني وأتباعه المصدقين ولم يكن رجماً بالغيب ولم يَقُل الله بأنّ قول ناصر اليماني وأتباعه كان رجماً بالغيب، وقول ناصر اليماني وأتباعه لا يزال في علم الغيب ولذلك قال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّ‌ابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف:22]. ولم يَقُل الله بأنّ هذا القول كان رجماً بالغيب؛ بل ما قيل في شأنهم من قبل كان رجماً بالغيب.

    فتعال لأزيدك علماً من قبل المباهلة لعلك تُبصر الحقّ فتتبعه إن كنت تريد الحقّ. وقال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وإذا تدبرت الآية يا أيها الباحث عن الحقيقة فسوف تجد بأنّ القول الأول والذي لم يُقَل ولا يزال في علم الغيب هو القول الحقّ، وهو قول المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه، ولم يَقُل الله بأنه رَجمٌ بالغيب. أمّا الأقوال التي قيلت في ذلك الزمن من أقوال اليهود والنّصارى فجميعها رَجم بالغيب، وجميع الأقوال التي قيلت هي أقوال أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، ولذلك تجد قول الله لرسوله:
    {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} [الكهف].

    أي لا يستفتِ في أصحاب الكهف
    {مِّنْهُمْ أَحَدًا} أي من أهل الكتاب. وبقي لدينا قولٌ وهو القول الذي لم يُقَل ولا يزال في علم الغيب في زمن الأقوال التي قيلت في ذلك الزمن ولم يَقُلِ الله بأنه قد قيل بل قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} صدق الله العظيم.

    وكذلك بيّن لكم ربّي عددهم في القرآن وأنه لا يعلمهم سبحانه إلا قليل، وليست الأرقام التي قد قيلت في شأن عددهم، وأن القول الحقّ الذي لم يُقَل بعد ولا يزال مبنيّاً للمجهول وهو الأقل وهو القول الأول:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    فإذا تدبرت الآية تجد بأنّ الله قد أخبركم أي الأقوال حقّ، والفتوى في قوله تعالى:
    {قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}.

    وربّما الجاهلون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يقولون: "إن الله يقصد بقوله ما يعلمهم إلا قليلٌ أي قليلٌ من النّاس الذين يعلمونهم". ولكن الله أمر رسوله أن يقول:
    {قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}، فهذا الأمر بالقول من الله لرسوله مع الفتوى: {قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}، أي أن الله أعلم بعددهم ما يعلمُهم الله إلا قليل، فهنا يتوقف المُتدبر فيقول: "إذاً عددهم قليل لأنّ الله قال إنهم أقل مما قالوا في شأن عددهم وأنه لا يعلَمُهم إلا قليل، ومن خلال ذلك فلا بد أن يكون عددهم إمّا اثنين أقل من جميع الأرقام التي ذُكرت، وإمّا أن يكون عددهم أقلَّ الأرقام التي ذُكرت وهو: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} صدق الله العظيم".

    ولكن هذا القول يحتاج أيضاً إلى مزيدٍ من السلطان وعليك أن تذهب إلى قول المخاطِب من أصحاب الكهف كم كان يخاطب حين قال: ابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة. وهنا يتبيّن لك أنه كان يخاطب أكثر من واحدٍ وهم اثنان، فتأكد لك أنهم ثلاثة وأنّ القول الحقّ هو القول الذي لم يقله أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، وهو القول الذي لا يزال مبنيّاً للمجهول في علم الغيب، وها هو قد قيل على لسان المهديّ المنتظَر وحزبه أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، والمهديّ المنتظَر وحزبه المصدقين هم الحزب الحقّ الذي أحصى عددهم بالحقّ وقصتهم وزمن لبثهم، وسوف يُعثر عليهم فيتبيّن لكم أنّ المهديّ المنتظَر وحزبه هم الوحيدون الذين هم على الحقّ. ولذلك قال الله تعالى:
    {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:12].

    والمهديّ المنتظَر وحزبه هم الوحيدون الذين أحصوا لبثهم وقصتهم وأسمائهم وشأنهم من البداية إلى النهاية، وأمّا كلبهم فقد أراني الله بأنّ لونه أحمر وسوف ترى ذلك يوم العثور عليهم فكم أنت من الجاهلين من الذين لا يعلمون، وإذا كنت من أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب فسوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف في قوله تعالى:
    {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم.

    وأمّا الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ما شأنهم وما هي قصتهم وكم لبثهم وما أسمائهم فتنازعوا في قصتهم وكلٌ يأتي له بخبرٍ رجماً بالغيب، ومن ثم ردّوا علمهم لخالقهم:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ربّهم أَعْلَمُ بِهِمْ} [الكهف:21].

    وقد بيّن لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ما هي الحكمة من بقائهم وهو من أجل اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسمائهم، ومن ثم زادني الله علماً بلون كلبهم أنه أصفر يميل إلى الحمرة كمثل لون الكلاب المعروف لديكم ليس أسوداً ولا أبيضاً بل اللون الآخر، ونحن نسمي هذا اللون أحمراً وآخرين يسمونه أصفراً، والمهم قد علمتم أي لون أقصد بالضبط من ألوان الكلاب، وكذلك بيّن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني أن العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم، وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى.

    وقد بيّن الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى، وقال الله تعالى:
    {
    وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الكهف:21].

    ولربّما الجاهلون يقولون: "إنما هذه الحكمة تخصّ الذين عثروا عليهم" . ومن ثم نردّ بأنّ الذين عثروا عليهم لم يعلموا أيَّ شيء لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقائهم، إلا أنهم علموا أنه لا بدّ أن تكون لهم حكمةٌ إلهيّةٌ في الكتاب:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ربّهم أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الباحث عن الحقيقة، إنّ أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهفٍ بجانب بيت رجلٍ يُدعى محمد سعد، ويجعل فيه محمد سعد طعام الأنعام، فهل بعد هذا البيان بيان؟ وأقسم بالله ربّ العالمين إنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمارِ فيهم أيها الباحث عن الحقيقة والكذب حباله قصيرة، وكأنك من المرجفين المشككين من الذين يصدّون عن الحقّ ليبعثوا الشكّ في قلوب المصدقين لعلهم يرجعون، وتالله إن كنت كذلك فلا تضلّ إلا نفسك وتلك من آيات الله للموقنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإن كنت عثرت عليهم في مكانٍ آخر فهيّا بيِّنهم للعالمين إن كنت من الصادقين، ولعلك عثرت على جُثث موتى محنطين، ولكن أصحاب الكهف ليسوا أمواتاً بل رقوداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُ‌قُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَ‌اعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَ‌ارً‌ا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُ‌عْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقد بيّن لكم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم يحِط بمدى طولهم وخلق أجسامهم، وذلك لأنهم من آيات الله عجباً، وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عاد، فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين. وأمّا وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف، وذلك لأنّ أصحاب الكهف على مقربةٍ منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود، وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ‌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [القمر].

    فهل تعلمون ما هو أعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً، وبين لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى:
    {فَتَرَ‌ى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْ‌عَىٰ كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾} [الحاقة].

    وإنما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
    {فَتَرَ‌ى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْ‌عَىٰ كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾}، وكذلك قوله تعالى: {كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ‌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل، والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل، فليستقِم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق، فهل أنتم مصدقون وتبحثون عن الحقّائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كلّ منكم على قدر جُهده وحيلته؟ وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدوا أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَ‌ارً‌ا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُ‌عْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، فتعلموا إنما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشرٍ عمالقة لم يُرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم.

    وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ فهل تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فلا نزال ندخر آيات كثيرة للممترين فنلجمهم بالحقّ إلجاماً.
    وأرجو من الله أن يُجازي ابن عمر عني بخير الجزاء بأفضل ما جازى به عباده الصالحين، وذلك لأنه حقاً رجلٌ يسعى للتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليقول للناس: "يا قوم اتّبعوا المهديّ المنتظَر الذي يخاطبكم بالبيان الحقّ للقرآن تجدونه حقّ على الواقع الحقيقي" . وهو على ذلك من الشاهدين، فلا أثني عليه إلا وأنا أعلم أنه يستحق الثناء، وأعلم أنه لا يريد مني جزاءً ولا شكوراً بل يريد حبّ الله وقربه ورضوان نفسه، وأنا على ذلك من الشاهدين. رضي الله عنه وأرضاه وشفاه وعافاه إن ربّي سميع الدُعاء فلا ييأس من رحمة الله إلا القانطون.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأمّا طلبك للمباهلة فأبشر بذلك، وأقول :

    اللهم عبدك ناصر محمد اليماني يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنتُ مفترٍ عليك بغير الحقّ في شأن المهديّ المنتظَر ولست المهديّ المنتظَر فإن عليّ لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، وإن كان يُكذب الباحث عن الحقيقة بالمهديّ المنتظَر الحقّ في الكتاب فإني أسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تغفر له ولجميع المسلمين فإنهم لا يعلمون أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وإنّا لله وإنّا إليه لراجعون، فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وأنت أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك رحمة الله التي وسعت كلّ شيء إلا من أبى أن يتبع الحقّ وهو يعلم أنه الحقّ؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..





    { قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ }


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 08 - 1430 هـ
    17 - 08 - 2009 مـ
    02:35 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (19) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أو يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (20)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وموضع السؤال هو:
    {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ} صدق الله العظيم

    فلماذا لم يقل الله تعالى: (قال ربكم أعلمُ بما لبثتم)؛ بل قال:
    {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ} صدق الله العظيم؟ برغم أنّ الذي يخاطبهم هو واحدٌ: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أو بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)} صدق الله العظيم [الكهف].

    فهل فهمتم موضع السؤال بالضبط؟ سوف نقوم بتكبيره في قول الله تعالى:
    {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أو بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)} صدق الله العظيم

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.


    [لقراءة البيان كاملاً]

  3. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين ولا أفرّقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وسلامُ الله على كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على مُشبب الذي يُحاج المهديّ المنتظَر من الكتاب، ولكني الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن فلو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليُحاجوا الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن ليجعل الله عبده وخليفته الإمام المهديّ الإنسان الذي علمهُ الله البيان للقرآن هو المُهيمن عليهم جميعاً بالعلم والسُلطان، فلا يُحاجني أي إنسانٍ أو جانٍّ من القرآن إلا ألجمته بالعلم والسُلطان من مُحكم القرآن تصديقاً للبشرى الحقّ:
    [فلا يُحاجك أحد من القرآن إلا غلبته]. وأنا على ذلك لمن الشاهدين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا أخي مُشبب، أمّا الآن فقد أعجبتني كثيراً لأنك تُحاجني من الكتاب المحفوظ من التحريف القرآن العظيم وأراك تُحاجني بالرمز
    {قَلِيلٌ}، ومن ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب إن كُنت من أولي الألباب، والحقّ أقول والحقّ أحقّ أن يُتبع أنّ الرمز {قَلِيلٌ} في الكتاب وجدناه إمّا أن يكون رمزاً للرقم ثلاثة وإما أن يكون رمزاً للثلث. وقال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهُنا يذكر الله الصحابة المُكرمين الذين حضروا معركة بدر يوم نصرهم الله على أعدائهم برغم أنهم قليل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم. وأفتي بالحقّ أنّ الله يقصد في هذا الموضع بكلمة {قَلِيلٌ} أي أنهم ثُلثيُقاتلون ثُلثين بمعنى أن عدوهم مثليهم، وإنا لصادقون وما ينبغي لي أن أفتيكم بغير علم من الله وأنهُ حقاً يقصد ثُلثاً.

    ومن ثم آتيك بالبُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فتبيّن لك يا مُشبب من مُحكم الكتاب أنّ المقصود من قول الله تعالى:
    {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ} أي أنّ الفئتين ثُلث وثلثين، فأمّا (ثُلث) فهم فئة المؤمنين وأمّا (ثُلثين) فهم أعداؤهم الكُفار في غزوة بدر، بمعنى أنهم مثليهم، فالتقت الفئتان وهم (ثُلث) و (ثُلثان)، فأما (ثُلث) فهم الذين جعل الله رمزاً لعددهم كلمة {قَلِيلٌ}. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:26].

    وأما فئة الكُفار فهم مثليهم أي ثُلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.



    [لقراءة البيان كاملاً]




    اقتباس المشاركة 52071 من موضوع ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..


    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1430 هـ
    29 - 10 - 2009 مـ
    11:58 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ الامام على مشبب: لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة { قَلِيْل } أنها ترمز لثلاث أو الثلث..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين وآلهم التوابين المُتطهرين ولا أفرّقُ بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربي وهي ذاتها بصيرة جدّي عليه الصلاة والسلام القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني مُعتصمٌ بحبل الله القرآن العظيم، ولعن الله من كان يريد غير الحقّ سواء ناصر محمد اليماني أو الذين يجادلون ناصر محمد اليماني من بعد ما علموا أنّه هو المهديّ المنتظَر ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره، ولا أقصد من قولي هذا مُشبب بن القحطاني برغم أن في القلب منهُ ريبٌ ولكن الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً وسوف أحاجه بالحقّ حتى يتبيّن لي أمره فهل سيجعله الله من الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين صفوة البشرية وخير البرية من المؤمنين الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تصِفوا من رأيتم أنه يجادل ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم أنهُ من شياطين البشر، فاحذروا إن ذلك ليعجب ألدّ الخصام لله ربّ العالمين، ولا تقولوا عن مُشبب أو غيره من الذين يحاجونا بالقرآن العظيم إلا خيراً وثقوا في إمامكم كُلّ الثقة أنّ من يحاج المهديّ المنتظَر من الذِّكر العظيم فإني أهدي به إلى الصراط المُستقيم لمن شاء أن يستقيم وإني لأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. وإن المهديّ المنتظَر ليحترم مُشبب القحطاني ما دام يبحث عن الحقّ فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يريه الحقّ حقًا ويرزقه اتباعه إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ فصبرٌ جميلٌ.

    وإليك الردّ يا مُشبب بن القحطاني من الكتاب. قال الله تعالى:
    {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)} صدق الله العظيم [الأعراف].
    ثم نأتي لقوله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿٣٩﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿٤٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [هود]، وهذا بُرهان على الرمز {قَلِيل} إما أن يرمز لثلاثةٍ أو الثلث.

    ويا مُشبب بارك الله فيك أخي الكريم لا تظنني اعتمدت فقط على بيان كلمة
    {قَلِيْل} أنها ترمز لثلاث أو الثلث هيهات هيهات! بل لأني علمت علم اليقين من هم أصحاب القصة الغامضة في القرآن العظيم كما سبق التفصيل.
    ويا مُشبب ما كان للمهدي المنتظَر أن ينطق عن الهوى فيحتمل الصح ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. ألا والله لو تُكلّف الحكومة اليمانيّة نفسها بالبحث عمَا يقوله ناصر محمد اليماني بإرسال أطقمٍ مُسلحةٍ إلى قرية الأقمر لعثروا على الخبر بعين اليقين. وما على المهديّ المنتظَر إلا أن يفصل لكم البيان الحقّ للذِّكر، وتدبّر قول الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فمن هم أصحاب هذه القرية ومن هم هؤلاء الرسل الثلاثة ومن هم أقوامهم؟ أفلا تسأل نفسك لماذا جعل الله قصتهم غامضة؟ وذلك لأنّ قصتهم مُتعلقة بأصحاب الكهف الذين كذبهم أقوامهم وجعلوهم أمام خيارين اثنين لا ثالث لهم:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].
    فانظر لتهديدهم لهؤلاء الرسل الثلاثة:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    وهؤلاء الرسل الثلاثة ما كان الوحي يتنزل إلا على واحدٍ منهم، وأما اثنين فهم أنبياء جعلهم الله رسلاً إلى قومهم مع صاحبهم ومثلهم كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ونبي الله هارون عليه الصلاة والسلام، ولن تجد أن الوحي كان يتنزل إلا على واحدٍ منهم وهو رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وجعله الله مع أخاه رسول وهو نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴿٤٢﴾ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ ﴿٤٥﴾ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿٤٦﴾فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ﴿٤٧﴾ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿٤٨﴾قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ ﴿٤٩﴾ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴿٥٠﴾ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} صدق الله العظيم.

    ومن خلال ذلك نعلم أنّ الرسل الثلاثة كذلك لم يتنزل الوحي بالكتاب إلا على واحدٍ منهم واثنين جعلهما له وزراء وأنبياء، فلا يقبل العقل أنه تمّ تنزيل عليهم ثلاثة كُتبٍ وكُلٌ منهم يدعو إلى كتابه واتِّباعه، فهذا غير منطقي أن يتنزل ثلاثة كتبٍ في آنٍ واحد إلى قريةٍ واحدةٍ، وإنما الاثنين الآخرين صدّقا برسول ربهم ثم ابتعثهم أنبياء مع رسول ربهم فجعلهم جميعاً رسل الله إلى قومهم في قريتهم، ولكن اثنين من الرسل إلى هذه القرية إنما هم الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً فيتبعون الرسول الذي أنزل الله عليه الرسالة إلى قومه، فانظر لنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام آمن برسول الله إبراهيم. وقال الله تعالى:
    {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. وإذا بحثت في الكتاب تجد أنّ لوطاً ابتعثه الله إلى قريته نبياً وهي إحدى قرى قوم إبراهيم الكريم.

    ومن ذلك نستنتج أننا حين نجد رسولين أو ثلاثة في آنٍ واحد مع بعض إنما الرسالة تنزَّلت على أحدهم، وأما الذين معه من الرسل إنما صدَّقوا بالرسالة فآمنوا بربهم فزادهم الله هُدى فيبتعثهم مع رسول ربهم إلى قومهم فيسمّيهم رسلاً مع رسول ربهم ولكن الرسل درجات. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} صدق الله العظيم [البقرة:253].

    وكذلك أصحاب الكهف إنما هم الرُسل الثلاثة إلى قريتهم ولكن الرسول الذي تنزَّلت عليه الرسالة ليس إلا واحدٌ منهم، وأما الفتيه إنما آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هدىً وجعلهم أنبياء ووزراء مع رسول ربهم الذي يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام فآمن اثنان منهم بالدعوة إلى الحقّ فآمنوا برسول ربهم، وأما قومهم فأبوا أن يتبعوا رسول ربهم و يتركوا عبادة الأصنام. وقال الله تعالى:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظر لقول رسول ربّهم من بعد أن حذَّروهم فخيَّروهم إما أن يعودوا في ملّتهم فيعبدوا آلهتهم أو يرجمونهم، فلا خيار لهم فأراد قومهم القبض عليهم كما أراد قريش أن يقبضوا على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تخبّأ هو وصاحبه في الكهف حتى تهدأ الأمور ويستيئسوا من المُطاردة ومن ثم يرحل هو وصاحبه، وكذلك أصحاب الكهف حين أراد قومهم أن يبطشوا بهم فيرجمونهم أو يعيدوهم في ملّتهم فقال لهم رسول ربهم:
    {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم.

    وأولئك هم الرسل الثلاثة فأووا إلى الكهف هرباً من قومهم لأنهم أرادوا القبض عليهم فخيروهم إما أن يعودوا في ملّتهم أو يرجموهم، وسوف تدرك سرّ هربهم من بعد أن بعثهم الله من بعد نومتهم الأولى. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    إذاً مُشبب، إن هؤلاء أنبياء تجد أنهم مُطاردون من قومهم بسبب أنهم يدعونهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، فأراد قومهم أن يرجموهم أو يعودوا في ملّتهم، فانظر لقول رسول ربهم للفتية الذين آمنوا معه فجعلهم الله معه أنبياء ووزراء، وقال لهم:
    {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم، فهذا هو السبب الذي كلَّف الهرب من قومهم، ألا وإنهم أولئك الرُسل الثلاثة الذين جعل الله قصتهم غامضة في القرآن العظيم لأنهم من أسرار الكتاب. وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظر للتهديد:
    {لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]، بمعنى أنه لا خيار لهم إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى عبادة الله فيعبدوا آلهتهم أو يرجموهم. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم [الكهف].

    ثم تبيَّن لنا أنَّ أصحاب الكهف هم ثلاثة لا شك وأنهم أصحاب قرية حمة ذياب بن غانم، وهم:
    1 - رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
    2 - رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
    3 - رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام
    وأما الرقيم المُضاف إليهم فهو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.


    ويا أخي الكريم، ما علينا إلا البلاغ، فأخبرت بعنوانهم ومكانهم وقصتهم وأسماءهم ولبثهم الأول ولبثهم الثاني، وعلمناكم أنهم لبثوا لبثهم الأول (9000 ألف سنة) وكذلك لبثهم الثاني يستمر (9000 ألف سنة) حسب سنينكم بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وفصَّلنا كُل ذلك من القرآن العظيم وليس كتأويل الذين يفسرون القرآن بأرقام آياته وإنهم لكاذبون؛ بل بأرقام لفظيّة في محكم القرآن العظيم وما علينا إلا البلاغ بقصتهم ومكانهم، فإذا لم يبحثوا عنهم فسوف يبعثهم الله جميعاً فيخرجوا من كهفهم فهم من وزراء المهديّ المنتظَر وآيات للناس من أنفسهم عجباً؛ بل حتى فصَّلنا لكم أجسادهم العملاقة وبيَّنا لكم السرّ أنه حتى لو اطَّلع عليهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولى منهم فراراً ولمليء منهم رُعباً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وللأسف قال الذين لا يعلمون أنّ الفرار والرُعب سوف يكون بسبب طول شعرهم وأظافرهم! وإنهم لكاذبون، ولو كان هذا التفسير الباطل حقٌّ لما قالوا:
    {لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} لأنهم سوف يرون شعرهم وأظافرهم. وقال الله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} صدق الله العظيم [19:الكهف].

    إذاً هذا التفسير عن سبب الفرار منهم والرعب كان قولاً على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل السبب الحقّ لأنهم عمالقة في خلقتهم لأنهم من الأمم الأولى من بعد عاد وثمود وقبل قوم خليل الله إبراهيم ولوط وإنا لصادقون.

    ويا عجبي الشديد من عُلماء هذه الأمة وأمتهم الذين لا يتدبرون قرآن ربهم ولم يسألوا أنفسهم ؛ لماذا لبث نوح في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً؟ وهذا ليس إلا زمن الدعوة؛ إذاً أعمار تلك الأمم ليست كأعمار أمم آخر الزمان، وذلك لأنّ الله زاد أمم القرون الأولى بسطةً في الخلق علينا أي بسطةً في خلق أجسادهم العملاقة، ولذلك السبب:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} صدق الله العظيم [الكهف].

    والمهديّ المنتظَر وحزبه هو الوحيد الذي أحصى لبثهم وقصتهم وأسماءهم وشأنهم من البداية إلى النهاية، وإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب سوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف في قوله تعالى:
    {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً (12)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأما الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ما شأنهم وماهي قصتهم وكم لبثهم وما أسماءهم فتنازعوا في قصتهم وكلاً يأتي له بخبرٍ رجماً بالغيب، ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ما هي الحكمة من بقائهم، وهو من أجل اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسماءهم، وكذلك بيَّن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني أنّ العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم، وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى، وقد بيَّن الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى، وقال الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولربما الجاهلون يقولون إنما هذه الحكمة تخصّ الذين عثروا عليهم، ومن ثم نردّ بالحقّ بأنّ الذين عثروا عليهم لم يعلموا أي شيء لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقاءهم إلا أنهم علموا أنهُ لابدّ أن تكون لهم حكمة إلهيّة في الكتاب لأنهم قد وجدونهم نائمين وحاولوا إيقاظهم فلم يستطيعوا وحاولوا معرفة قصتهم فلم يجدوا من يفتيهم، ومن ثم:
    {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها الباحث عن الحقيقة إنّ أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهف بجانب بيت رجل يُدعى (محمد سعد) ويجعل فيه محمد سعد علف الأنعام فهل بعد هذا البيان بيان!

    وأقسم بالله ربّ العالمين أنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمار فيهم أيها الباحث عن الحقيقة، والكذب حباله قصيرة، ولم يُكلفني الله أن أذهب لاستخراجهم حتى لا يقول المرجفون إنما عثر عليهم ويريد أن يجعل من ذلك له معجزة لكي يصدِّقه الناس أنه المهديّ المنتظَر؛ لأن للأسف
    إن نصف هذا العالم من شياطين البشر والنصف الآخر ثُلثين منه غافلين! ونعود لمواصلة التفصيل. وقال الله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} صدق الله العظيم [الكهف:17].

    وقد بيَّن لكم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم يحط بمدى طولهم وخلق أجسامهم وذلك لأنهم من آيات الله عجبا وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عادٍ، فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين.

    وأما وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف وذلك لأن أصحاب الكهف على مقربة منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود، وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم [القمر].

    فهل تعلمون ما هو أَعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً، وبيَّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى:
    {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} صدق الله العظيم [الحاقة].
    وإنما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
    {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل، فليستقم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق. فهل أنتم مُصدقون وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كُل منكم على قدر جُهده وحيلته وإن أردتم الأحياء النائمون فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلمون حقيقة قول الله تعالى:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18)} صدق الله العظيم [الكهف]، فتعلمون إنما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشر عمالقة لم يرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم، وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ فهل تؤمنون بالقرآن العظيم فانظروا لأجسادٍ من قوم عاد أو ثمود تمّ العثور عليهم في الربع الخالي لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

    واذكروا قول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وما يلي صور من قوم عاد أو قوم ثمود:







    ولربما المُجرمون الذين يصدون عن الحقّ صدوداً يقولون: "إنما هي صور مفبركة"، ومن ثم نرد عليه: ولكن القرآن حقّ وليس مُفبركاً، وقد أتيناكم منه بسلطانٍ مبينٍ. ومن كذب بالحقّ وقال إن أجساد الأمم الأولى ليست إلا كأجسادنا ثم نردّ عليه بالحُجّة الداحضة: ألم تجد صخوراً ضخمةً في مُبانيهم فإن تلك الصخرة كان يحملها اثنين أو ثلاثة من تلك الأقوام، وإن أبيتم وقلتم: "لا فرق بيننا وبين الأمم الأولى في الأجساد فأطول واحدٍ فيه يوجد كأطول واحدٍ فينا"، ومن ثم نُرد عليه بالحقّ ونُهيمن عليه بسلطان العلم المُحكم ونقول قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)} صدق الله العظيم [العنكبوت]، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كانت تلك الأمم تتعمر أكثر من ألف سنة؟ لأننا وجدنا في محكم القرآن لجاهلنا وعالمنا أنّ أول رسل الله نوح عليه الصلاة والسلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:14].
    فهل يا ترى تلك الأمم زادهم الله بسطةً في الخلق كما زادهم بسطةً في العمر؟ فتجدوا الجواب في قول الله تعالى:
    {وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

    المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..







    اقتباس المشاركة 52073 من موضوع ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..







    - 4 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 11 - 1430 هـ
    30 - 10 - 2009 مـ
    11:40 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    فأين ذهب الرُسل الثلاثة الباقون من القوم جميعاً يا مُشبب ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين. قال الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ
    عِبَادِ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿22﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿23﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿24﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل أنت يا مُشبب من أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب أم من أشرِّ الدواب الصُمّ البكم الذين لا يعقلون؟ وبالنسبة لكلمة
    {قَلِيل} سبقت فتوانا بالحقّ أنه حسب موضعها إما تكون إشارة للرقم ثلاثة أو لثلث وأغلبها الثلث، وتأتي حسب موضعها في قصص القرآن. حتى قول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} وهي ثلاث ثواني من بعد أن حكم خليفة الله داوود عليه الصلاة والسلام بين الخصمين وكان يظنّهم من البشر حتى إذا قضى الحكم بينهم وبعد ثلاث ثواني فقط اختفوا من بين يديه ثم علم أنهم ملائكة. وقال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فتدبر:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص]، أي قليل ما هم أي قليل من الوقت من بعد الحكم فما هم بين يديه ثم علم أنهم ملائكة من عند ربه وعلم من المقصود من ذلك كما سبق التفصيل من قبل {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويقصد في هذا الموضع بقوله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} أي ثلاث ثواني فما هم؛ لأنهم اختفوا، وذلك حتى يعلم بالهدف من القصة وهم صاحب الغنم والحرث كما سبق التفصيل وأدرك داوود عليه الصلاة والسلام الهدف من القصة من بعد أن حكم بين الملكين المُختصمين وكان يظنّ أنهم من البشر وبعد أن قضى بحكمه بينهم: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وأريد أن أجادلك فيما يُقرّب الفهم ونزيد الآخرين علماً ونهديهم إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وحتى نتوصل إلى حقيقة رقم أصاحب الكهف فلنجعل الحوار في رُسل الله الثلاثة وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب فليس المطلوب منك إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تُريد غير الحقّ إلا أن تستخدم عقلك فتُفكّر من بعد التُدبّر لقصة هؤلاء الرُسل الثلاثة لأني أجد أصحاب هذه القصة قد اختفوا جميعاً فلم يبقَ أحدٌ ليخبر شأنهم للعالمين. وأدعوا أهل العقول أن يعوا ما أقول من القول الفصل وما هو بالهزل فآتيك بخبرهم جميعاً وأين ذهب جميع أصحاب هذه القصة فنستنبط ما يلي بالحقّ: أولاً لم أجد أنهُ صدّق بهؤلاء الرسل الثلاثة غيرَ واحدٍ فقط من قومهم والباقون كذبوهم أجمعون.

    ونأتي إلى الرُسل الثلاثة فما الذي أجبرهم على الاعتزال والاختفاء عن قومهم والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. وهُنا يجد الباحث أن كُبراء قومهم قد جعلوا رُسل ربهم بين خيارين اثنين: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    ويقصدون بقولهم:
    {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾}، ويقصدون هو إما أن تنتهوا عمّا تدعوننا إليه فتعودون في ملتنا أو لنرجمنّكم ويمسّكم منا عذابٌ أليمٌ حتى الموت. فركز يا مُشبب ويا أولي الألباب عليكم بالتركيز على قصة نبيّ الله شُعيب حتى تستطيعوا أن تعلموا بإذن الله ما لم تكونوا به تعلمون، ولا أقصد أنهم أصحاب الكهف كلا بل أريدكم أن تعلموا شيئاً. وقال الله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴿٩٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩١﴾الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٢﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتبيّن لكم في هذه القصة أنّ الذين استكبروا من قوم نبيّ الله شُعيب قد وضعوا شُعيباً والذين آمنوا معه بين خيارين اثنين وهما:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}، وهذا قرارهم النهائي الذي استقر عليه قوم شُعيب تجاه شُعيب والذين آمنوا معه إما أن يعودوا في ملّتهم فيتركوا الدعوة إلى عبادة الله وحده أو سوف يتمّ إخراج شُعيب والذين آمنوا معه فيطردوهم من قريتهم وهذا قرار نهائي. ثم ردّ عليهم نبيّ الله شُعيب: {قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم بدأ شُعيب بالشدّ للرحيل عن قومه ومن آمن معه، وأراد قوم شُعيب أن يُثبّطوا الذين آمنوا ونصحوهم أن لا يخرجوا مع نبيّ الله شعيب:
    {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿90﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولكنهم لم يأبهوا لنصيحة قومهم فشدّوا رحالهم وخرجوا مع نبيّ الله شعيب عليه الصلاة والسلام ومن تبعه، وقد دعا اللهَ شعيبٌ عليه الصلاة والسلام حين خروجه هو والذين آمنوا معه وقال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿89﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا للنتيجة:
    {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿91﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿92﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿93﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ونعود الآن إلى قصة الرسل الثلاثة وسوف نجد الخيار قد اختلف قليلاً لأنهم لم يقولوا كما قال كفار قرية شعيب:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} صدق الله العظيم [الأعراف]؛ بل قالوا: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. بمعنى إما أن تنتهوا من الدعوة إلى الله وحده فتعودوا في ملتنا أو {لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم فرّ الرسل الثلاثة بدينهم حتى لا يرجمهم قومهم أو يعيدوهم في ملّتهم ولذلك اختفوا عن قومهم في الكهف حتى يستيئس قومهم من العثور عليهم ثم يرحلون عن قومهم حتى لا يفتنونهم في دينهم، لأنهم حين افتقدوهم تمت مُطاردتهم في جميع طرق السفر الخارجة من القرية في جميع الاتجاهات ولكنهم فعلوا كما فعل محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه، ولم يُصدق الرسل الثلاثة إلا رجلٌ واحدٌ فقط من قومهم وبعد أن سمع بمُطاردة قومهم لرسل ربهم والقبض عليهم؛ قال الله تعالى:
    {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿20﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿21﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿22﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿23﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿24﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا لتحديه بقول الحقّ لينتظر الشهادة في سبيل الله فقال متحدياً:
    {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾}، وما كان من قومه إلا أن قاموا بقتله فوراً، {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا قوم قد أهلك الله أصحاب القرية جميعاً من بعد مقتل الذي آمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه فبعد أن وجدنا أنّ الرجل الذي آمن بالرسل الثلاثة قد قام قومُه بقتله ثم أهلك الله قومَه من بعد قتله جميعاً:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس]. والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهب الرُسل الثلاثة فهم الوحيدون الذين نجوا من أهل القرية لأنّ الرجل الذي آمن بهم قُتل والقوم دمرهم الله تدميراً: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فلم يبقَ منهم أحداً وبقي معنا الثلاثة الرسل أين ذهبوا؟ ثم تمّ البحث عنهم في الكتاب فوجدنا الجواب:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا ﴿٢٤﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأما قولك يا مُشبب على الله بغير علم فقلت:
    {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} وقلت ولم يصف الله ذلك القول رَجماً بالغيب، ثم رد الله عليك وعليهم وقال: {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿22﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا مُشبب إني لم أجد قط أنّ الذين دعوا الناس إلى الله وترك عبادة الأصنام إلا الأنبياء، وذلك لأنّ الله لم يبعث رُسله إلا بعد أن يعبدوا الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    بمعنى أنّ الله لا يبعث الرسل حتى يعبد الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ودائماً تجدون المُحاجاة في عبادة الأصنام بين الرسل وأقوامهم في جميع القصص فيقولون أتريدوننا أن نعبد إلهاً واحداً ونذر آلهتنا التي وجدنا عليها آباءنا. وقال الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿5﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك أصحاب الكهف وقومهم، أم لم تسأل نفسك من الداعية الذين آمنت به الفتية الذي يدعو قومه إلى ترك عبادة الأصنام وأن يعبدوا لله وحده، ولذلك قالوا:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فمن الذي قال لهم:
    {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف]؟ وذلك الرسول الذي آمنت به الفتية الذين اتّبعوه فجعلهم الله أنبياء وإن قاطعني مُشبب وقال: "إنهم فتيه آمنوا بربهم ويجوز أن يكونوا استجابوا لدعوة رسول من ربهم ولكنهم لا ينبغي أن يكونوا رسل مع رسول ربهم وإنما آمنوا برسول ربهم". ثم نُرد عليه بالحق ونقول قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} صدق الله العظيم [26:العنكبوت]. بمعنى أنه لم يؤمن من قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلا لوط، ثم نجد أنّ الله ابتعثه رسولاً بجانب رسول الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿133﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿134﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿135﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿136﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وهل نجّى الله رسوله لوط عليه الصلاة والسلام إلى مكة وحده وآل بيته؟ بل أنجاه مع خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿71﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ونستنتج أن كذلك الفتية الذين آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هُدًى قد جعلهم رسلاً مع رسول ربهم وهم أصحاب الكهف الذين آمنوا برسول ربهم إلياس ثم جعلهم الله رسلاً إلى جانب رسول الله إلياس وهم إدريس واليسع، وإنا لصادقون.

    ويا مُشبب لقد أقمنا عليك الحُجة بالحقّ إن كُنت تريد الحقّ وإن أبيت فسوف أوجه لك سؤال ونريد الإجابة عليه وهو:
    لقد وجدنا أن الرُسل الثلاثة لم يؤمن بهم من قومهم إلا رَجُلٌ واحدٌ ثم قام قومه بقتله، فوجدنا أين ذهب:
    {
    قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس:26]، فصار في الجنة وأهلك الله قومه جميعاً وصاروا في النار، وبقي معنا الرُسل الثلاثة من القوم جميعاً فأين ذهبوا يا مُشبب؟ بل أفتيناك بالحق وإنا لصادقون والكذب حباله قصيرة، أليس الصبح بقريب؟ ألم أفتٍكم أنهم وزراء المهديّ المنتظَر؟ فهل جُننت فليس بيان أصحاب الكهف بهينٍ فكيف أُغامر فأقول غير الحق فأخسر أنصار دعوتي فيذروني وحيداً فريداً والعياذ بالله! ألم نُنبئكم بموقعهم وقصتهم وأسماءهم وعنوانهم وأين يكون كهفهم؟ أفلا تسل نفسك من أخبرني بذلك؟ فكيف يمكن أن يُغامر ناصر محمد اليماني بالتبليغ بعنوانهم ما لم يعلم ذلك علم اليقين؟ فما خطبك يا رجل تُريد أن تكون للحقّ عنيداً فيعذبك الله عذاباً شديداً.

    وأنا المهديّ المنتظَر أذكّر بالقرآن المجيد من يخاف وعيد، وأذكرهم ببئس الله من جهنم التي يقول لها:
    {هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فلا تكن لآيات الله عنيداً إني لك لمن الناصحين، وعليك أن تعلم إنما أصحاب الكهف من آيات الهُدى والتصديق والعجَب لكافة العجم والعرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فصبرٌ جميلٌ، فلا تحسبني يا مُشبب من الساذجين، ولتعلمن نبأه بعد حينٍ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  4. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 52074 من موضوع ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..




    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 11 - 1430 هـ
    01 - 11 - 2009 مـ
    02:05 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    فكيف تريد يا مشبب أن يذكر أن الصالحين قليلٌ وهو قد ذكر الكثير؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا مُشبب، من أشرّ الدواب الصُمّ البكم الذين لا يعقلون فلنجعل الحوار حصرياً في هذه الآية، وما يلي اقتباس من بيان مُشبب:
    اقتباس المشاركة :
    فقال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ}. صدق الله العظيم [ص].
    أي قليل عددهم ويدخل الثلث في معنى القليل أما أن تقول ثلاث ثواني فوالله لا يقبلها من يعقل ومن يفقه اللغة العربيّة وحتى العامية فهل يعقل أن يكون المعنى إن الكثير من الخلطاء والجلساء يبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وثلاث ثواني ماهم والله إن هذا المعنى لايقبله عقل عاقل فلو أنك قلت الثلث لكان أولى بالتصديق والله المستعان.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس..

    ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: ويا مُشبب من أشر الدواب، ويا أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب، قال الله تعالى:
    {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم، فانظروا: {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم، فما دامت الفتوى جاءت بأنّ الكثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعضٍ فلا يحتاج أن يذكر القليل ما دام قال: {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم. بمعنى أن أكثر الناس لا يشكرون فلا يحتاج لذكر تعداد الصالحين ما دام ذكر {وَإِنَّ كَثِيراً}، فتدبروا يا أولي الألباب، {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم.

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} صدق الله العظيم [ص:24]، أي أنّ الملائكة اختفوا من بعد قليل من صدور الحكم، ولذلك خرّ داوود راكعاً وأناب إلى ربه.

    ألا لعنة الله على مُشبب القحطاني الذي مهما بيّنت لهُ آيات الكتاب فإني والله العظيم أعلم أنها لن تزيده إلا رجساً إلى رجسه، ولكن أنصاريَّ سوف يزدادون إيماناً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولا تظنني ساذجاً يا مُشبب، فوالله إني أعلم منذ البداية أنك لمن شياطين البشر من الذين جاءوا إلى طاولة الحوار ليطفئوا نور الله فيصدون عن الحقّ صدوداً ويتبعون كُلّ شيطانٍ مريدٍ. لعنك الله بكفرك عدد ذرات ملكوت الله يا مُشبب القحطاني، فوالله ما كُنت من قحطان؛ بل من ذريّات الشيطان الكارهين للقرآن ومن أشدّ الناس على الرحمن عتياً؛ بل أنتم أولى بنار جهنم صلياً. وأما كيف علمت أنك شيطانٌ رجيمُ من اليهود وذلك لأني لاحظتك لا تبحث إلا عن أي نقطة كبيرةٍ أو صغيرةٍ لتحاول التشكيك في اتّباع ناصر محمد اليماني. وهل يتأثر البحر من قطرةٍ! ولكنك لن تُنقص منه قطرةٌ واحدةٌ حتى هذه الآية التي تحاجِجْني بها قد وقعت أنت يا عدو الله ولم يقع المهديّ المنتظَر لأنك لم تأخذ بالك أنّ الله قد ذكر الكثير، فأصبح منطقياً أن نعلم أن القليل هم الطائفة الأخرى، فلا يحتاج لذكرهم بالقليل، ولو لم يذكر الكثير لقلنا صدق مُشبب القحطاني وأخطأ المهديّ المنتظَر ولما أخذتنا العزّة بالإثم مثلكم يا أعداء الله. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    فهل تراها تحتاج لذكر القليل؟ لكنه قد ذكر الكثير، ودائماً في جميع آيات الكتاب إذا جاء ذكر القليل من الصالحين فلا يذكر الكثير من الكافرين وإن جاء ذكر الكثير من الكافرين لا يذكر القليل من الصالحين لأنه قد أصبح معلوماً في الكتاب، سبحانه وإذا جاء ذكر الكثير فلا يذكر القليل. مثال قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    وقول الله تعالى:
    {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولكن مُشبب يريد الله أن يقول:
    [ اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور وكثير لا يشكرون ]
    فاتق ِ الله، وأعلم أنك لا ولن تتق ِ الله ولن يزيدك البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسك، فكيف تريد أن يذكر أن الصالحين قليلٌ وهو قد ذكر الكثير؟
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [24:ص].

    ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ}صدق الله العظيم [ص:24].

    فانظر لردة فعل داوود بعد أن اختفت ملائكة الرحمن من بعد الحكم مُباشرة فعلم أنهم ملائكة وليسوا من البشر لأنهم اختفوا من بعد الحكم مُباشرة فعلم أنهم ملائكة من الرحمن وعلم بالهدف المقصود:
    {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} صدق الله العظيم
    [ص:24].

    و يا مُشبب قد لعنتك بالحقّ لأنك تستحق لعنة الله ولم أظلمك شيئاً. ألا والله إنك لتعلم يا مُشبب أنك تستحق لعنة الله لأنك تعلم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك فتنقم منه ومن أتباعه. ألا والله يا مُشبب لتموتن بغيظك يا من تعضّون علينا الأنامل من الغيظ:
    {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:119-120].

    ولا تخاف فلا ولن أحظرك لأنك لا ولن تفلت من المُباهلة من بعد هذا الحوار الطويل فتفضل للمُباهلة من غير مراوغة ومن ثم نقفل الحوار، وأنا أعلم من بادئ الأمر والله أنها ليست أول مرةٍ أحاور من يزعم أنه مُشبب القحطاني، وإنما أردت أن أبيّن للأنصار أكثر وأكثر وأثبت بالبرهان أنكم لن تمكروا إلا بأنفسكم ولن يزيدكم البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسكم، ولكن الذين صدَّقوا بالحقّ من ربهم يزيدهم البيان إيماناً إلى إيمانهم، فلا تلوموني يا معشر الباحثين عن الحق فوالله الذي لا إله غيره ما لعنت هذا الرجل الذي ليس من نسل قحطان إلا لأني أعلم أنه من نسل الشيطان من الذين يصدّون عن الاعتصام بالقرآن ، وبما أنه لن يستطيع فيأتي يبحث بالمجهر المكبر في بيانات المهديّ المنتظَر ليس بحثاً عن الحقّ كلا وربي بل لعله يجد مدخلاً ولو سمة إبرة ليعجز ناصر محمد اليماني ويثبت عليه دليل كلمة في القرآن فسرها خطأ. وهيهات هيهات يا أعداء الله، ألم تستيئسوا بعد يا شياطين البشر الذين تصدون عن الذكر ليلاً نهاراً وتبغونها عوجاً؟ فهل تعلمون يا معشر الأنصار أن الشياطين يعملون جاهدين الليل والنهار وهم لا يسأمون ليطفئوا نور الله كما يعمل المهديّ المنتظَر ليلاً نهاراً ليخرج البشر من الظُلمات إلى النور؟ وأما حكمة الله أن جعلهم لا يسأمون من المكر الليل والنهار، وذلك ليزدادوا إثماً فيُعذبهم عذاباً عظيماً. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)} صدق الله العظيم [سبأ].

    فتفضل للمُباهلة يا مُشبب من أشرّ الدواب من الذين قال الله عنهم في مُحكم الكتاب:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل تعلمون المقصود من قول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم؟ أي ولو بصرهم بالحقّ وعلموا سبيل الحقّ لما اتخذوه سبيلاً ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقُتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خَلوا من شياطين البشر ولن تجد لسنة الله تبديلاً، فتفضل للمُباهلة فقد كظمت غيظي كثيراً، ويا ابن عمر، فأمّا الآن فعليك بفضح عدو الله إن شئت ولكن إياك أن تخالف أمر المهديّ المنتظَر فتحظر مُشبب إلا بقرار من المهديّ المنتظَر فنحن ننتظره للمُباهلة فنجعل لعنة الله سوياً على الظالمين سواء يكون مُشبب الشيطان أو ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    العدو اللدود لشياطين البشر ؛المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    أيّ بيانٍ تأتي فيه الدعوة إلى الإخلاص هو لمن أشدّ البيانات على الشياطين؛ فهو يفقد سلطانه على المُخلصين لله في عبادتهم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهذا اقتباس من بيان مُشبب يقول:
    اقتباس المشاركة :
    فأرد وأقول أنار الله قلبك وهداك للحقّ فليس لمثلي بأن يردّ عليك بمثل قولك.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس

    ومن ثم نقول لك صدقت لأنّ ليس بمثلك من يتجرأ على المُباهلة لأنه يعلم أنّه من الذين لعنهم الله بكفرهم من الذين يصدّون عن الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ، وأعلمُ بحكمتك من التظاهر بالحُلم وأنت شيطانٌ رجيمٌ فتتظاهر وكأنّك من الذين قال الله عنهم:
    {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ألا والله لو كنت أعلم أنك من الذين يجهلون الحقّ وضلّوا بغير قصدٍ وهم يحسبون أنهم مهتدون أو من المُلحدين لما لعنتك يا مُشبب ولحرصتُ على إنقاذك ولصبرتُ عليك حتى يهديك الله أو أضعف الإيمان لا ألعنك لو أصرَرْت على كُفرك حتى ولو كنت من المُلحدين أو كُنت من الضالين الذين ضلوا عن الصراط المُستقيم بغير قصدٍ وهم لا يعلمون فلما لعنتك علّ الله يهديك، ولكنّي أعلم علم اليقين أنّك من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه
    : {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} صدق الله العظيم، أي يتظاهرون بالقول الحسن بالكلام وهم من ألدّ الخصام. ولذلك قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:4].

    والمهديّ المنتظَر إنما يهدي به الله الناسَ الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، ولكنّ الله لا يهدي به المغضوب عليهم، فمن هم المغضوب عليهم من البشر؟ وهم الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم[الأعراف:146]. ولذلك إن يعلموا الصراط المُستقيم يقعدوا للناس عنده ليصدّوهم عنه صدوداً ولا يتخذونه سبيلاً ويحرّفون كلام الله من بعد ما عقلوه ويبغونها عوجاً؛ الذين قال الله عنهم : {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم.

    إذاً لا يوجد لدينا أمل في هُدى شياطين البشر المغضوب عليهم لأني وجدت غيّهم في الكتاب أنهم إذا بيّن لهم المهديّ المنتظَر سبيل الحقّ فلا يتخذونه سبيلاً؛ بل يؤمنون أنّ الحقّ هو من ربِّهم ثمّ يصدّون عنه صدوداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًاً} صدق الله العظيم. إذاً فكيف نطمع في إيمانكم بالحقّ من ربكم ونحن نجد أنكم إذا تبيّن لكم البيان الحقّ للكتاب فلا يزيدكم إلا رجساً إلى رجسكم. وقال الله عن أمثالكم من إخوانكم الشياطين الأقدمون: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].

    وللأسف أني أجد تعدادهم النّصف في هذه الأمّة ويهدي الله بالمهديّ المنتظَر النّصف الآخر تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإذا جاء في الموضع كلمة كثير ويراد بها النّصف فإنه لا بدّ أن يذكر كلمة كثيرٍ مرتين لأنه يقصد بها النصف الآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} صدق الله العظيم. فأصبحوا مُتساوين المُهتدون والمُجرمون في العدد.

    ولكني أفتيتك أنّه لا يمكن أن يأتي ذكر القليل مع الكثير إذا تحدث عن الهدى فقط، فهو إمّا يذكر القليل مثال قول الله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، أو يذكر كثير ولن يذكر القليل مثال قول الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص:24].

    ومثال قول الله تعالى:
    {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس:92].

    ومثال قول الله تعالى:
    {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم:8].

    ومثال قول الله تعالى:
    {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)} [الروم].

    ومثال قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (243)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (55)} صدق الله العظيم [يونس].

    المهم أننا وجدنا أن كلمة كثير إما ترمز للنصف أو ترمز للثلثين فأما برهان كلمة كثير ترمز للنصف فلا بدّ أن يذكرها مرةً أخرى في نفس الموضع مثال قول الله تعالى:
    {بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فعلمتُ أن شياطين البشر من هذه الأمّة من الناس أنهم صاروا النّصف؛ أولئك نصيب الشيطان من عباد الرحمن ولن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يهديهم لأنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً حتى ولو تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك لأنهم حزب الطاغوت اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون أنه الطاغوت عدو الله وعدو الإنس والجنّ أجمعين، فللأسف نصيب الشيطان من الناس هو النّصف. غير أني بحثت عن السبب لماذا لا يهديهم الله بالمهديّ المنتظَر فوجدت الجواب بالكتاب أنّهم لمن أشرّ الدواب من الذين لا يزيدهم البيان الحقّ للكتاب إلا رجساً إلى رجسهم لأنهم ليسوا على ضلالٍ؛ بل يتخذوا الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون.
    ولكن هُناك قومٌ آخرون كذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنّهم مُهتدون ولكنهم ليسوا من المغضوب عليهم؛ بل من الذين الله ليس براضٍ عنهم بسبب شركهم؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وذلك لأن الشياطين لا يقولون لهم أنهم الشياطين بل يقولون لهم أنهم من ملائكة الرحمن قد وكّلهم الله بحمايتهم وأمرهم بالسجود لهم فيعبدهم بعض الناس ويحسبون أنهم مُهتدون أي يحسبهم من ملائكة الرحمن، ولكنهم كالأنعام لا يتفكّرون! فهل يمكن لملائكة الرحمن المُقربين أن يأمروا الناس بالسجود لهم؟ حاشاهم؛ بل أولئك من الشياطين، حتى إذا سألهم الله ما كنتم تعبدون من دون الله فيقولون كُنا نعبد ملائكتك المُقربين، ثم سأل الله ملائكته لكي يأتي الجواب من ملائكته بالحقّ وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:41].

    فأولئك هم الذين قال الله تعالى عنهم:
    {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    فكيف يتخذ الشيطان ولياً من دون الله ثم يحسبون أنهم مهتدون؟ ولكني أعلم أن المغضوب عليهم يتخذون الشياطين أولياء من دون الله وهم يعلمون أنهم على ضلالٍ مبينٍ ومن ثم بحثتُ عن الفتوى من ربّي في الكتاب عن هؤلاء فوجدت أن الشياطين خدعوهم ولم يخبروهم أنّهم شياطين بل قالوا لهم أنهم من ملائكة الرحمن المُقربين، وافتروا على الله أنه أمرهم أن يعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفاً ولم يكتشفوا أنّ الشياطين خدعوهم إلا في هذا الموضع. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    فأولئك خدعهم الشياطين ولم يقولوا لهم أنهم الشياطين بل قالوا أنهم ملائكة الرحمن المقربون وأمروهم أن يعبدوهم ليقربوهم إلى الله زُلفاً ففعلوا فأولئك من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً. ويقع في هذه المصيدة من عباد الله الذين يعبدون عباده المُقربين بشكل عام ليقربوهم إلى الله زلفاً وقال الله تعالى:
    {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    ألا والله الذي لا إله غيره أنّ من الشيعة الاثني عشر أناساً قابلوا من يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري والذي يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر مُحمد بن الحسن العسكري ويفتيهم أنه يعيذهم من أعدائهم ويأمرهم بالسجود له ليقربهم إلى ربّهم ثم يخروا لهُ راكعين ويعلمُ بهذه الحقيقة على الواقع الحقيقي جميع الذين قد قابلوا من يزعم أنه محمد بن الحسن العسكري ويعلمون علم اليقين أنهُ حقاً أمرهم بالركوع له قربةً إلى الله ليعيذهم ويحميهم من أعدائهم، ثم نقول يا معشر الشيعة الذين أقسموا أنهم قابلوا المهديّ المنتظَر مُحمد الحسن العسكري ألا والله الذي لا إله غيره إنكم تعلمون أنه حقاً أمركم أن تعبدوه زلفاً إلى الله، ويفتيكم أنه من يحميكم من أعدائكم ووعدكم بالحماية والحفظ، بل أقسمُ بربي وربّ مُحمدٍ والناس أجمعين الله ربّ العالمين أنّ ذلك شيطانٌ رجيمٌ وما كان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولو كان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لما أمركم أن تعبدوه من دون الله ولأنه شيطانٌ رجيمٌ يريد أن يضلّكم ضلالاً بعيداً يأمركم أن تعبدوه من دون الله ولكنه لا يظهر لجميع الشيعة الاثني عشر كلا؛ بل لقلةٍ قليلةٍ ومنهم من يكذب ولم يقابله أحد، ولكني أفتيكم بالحقّ ما يأمركم به المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم هو من سوف يقول لكم الحقّ الذي نطق به جميع الأنبياء والمُرسلين اعبدوا الله ربي وربكم، وتذكّروا قول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

    فيا عجبي من المُسلمين أجمعين فكيف يكون على ضلالٍ مُبينٍ من يدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويريدُ أن يطهر قلوب البشر من الشرك تطهيراً فيجعل النّاس أمّةً واحدةً يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً ثم يقول كثيرٌ من المُسلمين: "إن ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ؛ بل هو شيطانٌ أشر وليس المهديّ المنتظَر". ثمّ يردّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فإن دعوتكم إلى عبادتي فقد صدقتم، وإن وجدتم أنّ المهديّ ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى عبادة الله وحده ربي وربكم فكذبتم وأصبح ناصر محمد اليماني من الصادقين صادقاً صديقاً بالحقّ وينطق بالحقّ ويهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له، وذلك بيني وبينكم حتى تبكي على فراق المهديّ المنتظَر ساكن الأرض وساكن السماء بعد أن أوفى بعهد الله وعبدَ الله وحده لا شريك له ودعا الأمم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وما بدل تبديلاً وجعل الأمّة على صراطٍ مستقيمٍ. فما خطبكم لا تميّزون يا معشر المُسلمين بين الخبيث والطيب؟ ألا والله إنّ الخبيث هو كل من يوقعكم في الشرك بالله، وأمّا الطيب فهو الذي يؤتيه الله علم الكتاب فما ينبغي له أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين واعبدوا النعيم الأعظم من نعيم الدُنيا والآخرة ذلك رضوان الله عليكم فلا تشركوا بالله شيئاً، ومن يعبدُ الله لا يُشرك به شيئاً فقد اتّبع رضوان الله، ومن أشرك بالله فقد كفر بالله فأحبط عمله فلا يقبل الله من عمله شيء فيرميه على وجهه فيتطاير كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصفٍ لا يقدرون مما كسبوا على شيء. تصديقاً لقول الله تعالى
    : {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم [إبراهيم:18].

    بمعنى أنّ الله يجعل عمله هباءً منثوراً لأنه يرميه على وجهه جميعاً، وهل تدرون لماذا؟ لأنه أغنى الأغنياء عن الشرك فلا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجه الله الكريم ولا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً، أما الذين يفرحون بما أتَوا من الحياة الدُنيا فرحاً بذاتها وليس فرحاً بإنفاقها فجمع فأوعى؛ ومنهم من يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا لوجه الله؛ بل ليقولوا كريم متصدق، فلا تحسبنّهم بمفازةٍ من العذاب ما دام يحبّ أن يقول له الناس: "كم أنت كريم مُتصدقٌ"، أو يتعلم العلم ليقولوا: "عالمٌ جليلٌ"، أو يضغط على جبهته بالأرض عند السجود تعمداً منه حتى يظهر أثر السجود على جبهته تعمداً منه ليعلم الناس أنه لمن الساجدين فهو من الذين تُرمى صلاتهم وأعمالهم في وجوههم فيجعل الله أعمالهم هباءً منثوراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} صدق الله العظيم، فيرمي الله صلاته وجميع أعماله في وجهه فيتطاير هباءً منثوراً كالرماد المُتطاير في يومٍ عاصفٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم [إبراهيم:18]. أي وربي {ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} صدق الله العظيم.

    غير أني لا أريد أن أحزن قوماً ظهر أثر السجود في جباههم بغير تعمدٍ منهم، فأولئك ما أشركوا بالله ما دام ظهر أثر السجود في جباههم بغير تعمدٍ منهم. وخيرٌ للساجدين أن لا يشوهون وجوههم؛ بل الإخلاص لله هو في القلب. والمقصود من قول الله تعالى:
    {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} صدق الله العظيم [الفتح:29]. أي أن النور يتلألأ من وجوههم من أثر الإخلاص لربّهم، وأمّا أولياء الشيطان فتجدون على وجوههم غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة.

    ويا أمّة الإسلام إنّ أعداء الله سوف يحاولون أن يطفئوا نور الله كمثل مُشبب من المغضوب عليهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} صدق الله العظيم [البقرة:204].

    فهم يتخذون حكمة المهديّ المنتظَر في بعض الأمور كمثل أن يروني أعرض عن الجاهلين فسوف تجدونهم يعرضون عني ليزعم الآخرون أنهم من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس ومن الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، ولكنّ الفرق عظيمٌ بينهم وبين ناصر محمد اليماني فأنا أرجو من العفو عن الناس حكمةً في الدعوة إلى الله لعلهم يهتدون فاعفوا عن الناس لوجه الله وهم يرجون من العفو عن المهديّ المنتظَر وجه الشيطان ليصدّوا عن الحقّ صدوداً حتى يظنّ الآخرون أنّ ناصر محمد اليماني لمن الجاهلين نظراً لأنه غليظٌ على شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر فيلعنهم وهم لا يلعنونه. برغم أنّهم يلعنون المهديّ المنتظَر لعناً كبيراً فيما بينهم، ولكن المهديّ المنتظَر لا يلعن إلا من علم أنه شيطانٌ من شياطين البشر.

    ويا مُشبب، إنما ذلك كبدء المُلاعنة بين وبينك لبدء المُباهلة لكي تعلم أنّ المهدي مُستعدٌ لمُباهلتك برغم أنك سوف تزوغ كعادتك فتراوغ عن المُباهلة، وأريد أن نجعلها على الظالم من الاثنين سواء مشبب أو ناصر محمد اليماني، لأني أعلمُ وأولو الألباب من الأنصار أنك يا مُشبب لم تأتِ إلى طاولة الحوار كباحثٍ عن الحقّ لعلّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني فتتبعه؛ بل جئت فقط لتصدّ عن ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ لتثبت حسب زعمك إذا لم يتم حظرك أنّ ناصر محمد اليماني ليس هو المهديّ المنتظَر، ولن أحظرك حتى أقيم الحجّة عليك أكثر فأكثر، ولن يجدك الأنصار تتبع أي حقٍّ علمتهُ في دعوة ناصر محمد اليماني؛ بل سوف تجدون الشياطين يبحثون عن أي نقطةٍ ولو كخرم إبرة فيدخلون من خلالها للتشكيك فقط في كون ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر، ألا والله لو كانوا يعلمون أن ناصر محمد اليماني اتّبع افتراءهم لاتّخذوني خليلاً. وقال الله تعالى:
    {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:73].

    ولكنهم يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر ولذلك تجدونهم يصدّون عنه صدوداً، وتجدونهم مُصرين على التشكيك في شأن ناصر محمد اليماني وهل تدرون لماذا هذا الإصرار الشديد منهم في التشكيك في المهديّ المنتظَر؟ وذلك لأنهم يعلمون أن المُسلمين إذا استجابوا لدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله فهنا فشل الطاغوت وحزبه لفتنة العالمين وأنقذهم من فتنة الأحاديث الموضوعة بالرجوع إلى القرآن العظيم المهديُّ المنتظَر ناصر محمد اليماني. ولذلك تجدون مُشبب علم الجهاد ضدَّ الحقّ وأتباعه يصدّون عن ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، ألا والله لو يقول لهم ناصر محمد اليماني أنا اليماني المنتظر الذي يظهر قبل المهديّ فقط لاتخذوني خليلاً لأنهم يريدون أن يضلّوا الناس عن طريق المهديّ المنتظَر فيختاروا لهم شيطاناً مريداً، ولكنّ المهديّ المنتظَر قد جعل الله حُجته الدعوة الحقّ في الكتاب فيدعو المُسلمين إلى كتاب الله ليحكم بينهم بحكم الله وليس من عنده، ولذلك تجدون مُشبب وأولياءه من شياطين البشر يصدّون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى الذكر صدوداً كما كان المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ويصدّون عن الدعوة إلى كتاب الله. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} صدق الله العظيم [النساء:61].

    برغم أنّ المنافقين مؤمنون ظاهر الأمر حتى إذا علم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه واله وسلّم- أنهم يصدّون عن الدعوة إلى ما أنزل الله ويحلفون له ما قالوا ذلك. وقال الله تعالى:
    {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [التوبة:74].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) ألم يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أشدّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)} صدق الله العظيم [التوبة].

    والدليل على أنّك لمن شياطين البشر كيف أنك لا تزال عند كلمة (قليل)، وقد سبقت فتوانا بالحقّ في شأن قليل فوجدتها في الكتاب تشير إمّا إلى ثلاثة وأتيناك بالبرهان المبين في الثلاثة الأيام التي وعد الله ليهلك قوم صالح بعد قليل بالصيحة، وبيّنا أنه يقصد بعد ثلاثة أيامٍ.
    وكذلك وجدنا قليل أنها تُشير كذلك إلى الثُلث، وأتيناك بالبرهان المُبين حتى إذا تسنى لنا بعد ذلك بيان كلمة (قليل من الوقت) في قصة داوود والمختصمين بين يديه في المحراب من بعد حكم داوود عليه السلام بينهم وبعد قليل و(ما هم ) موجودون بين يدي داوود، فعلم داوود أنهم ليسوا المُختصمين من البشر؛ بل من ملائكة الرحمن بسبب أنهم اختفوا من بعد الحكم غير حكمه الأول على صاحب الغنم، لأن حكمه الأول قد أضاف غنم الفقير لأخيه الغني ولكن حكمه في المحراب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وقليل ما هم أي اختفوا من بين يديه، وأستطيع أن أحدد بالضبط قدر الزمن الذي يستطيع خلاله ملائكة الرحمن التحوّل من إنسانٍ إلى ملاكٍ ليختفوا عن الأبصار.
    فإذا اليهودي مُشبب يريد أن يجعل من ذلك حجّة ولا يزال في ذلك لأنه إنما يسعى للتشكيك، ولن أخرج عن الحوار وسوف نزيدكم علماً بإذن الله، وإنما كتبت شيئاً عن الإخلاص في العبادة لله لأنّ أيّ بيانٍ تأتي فيه الدعوة إلى الإخلاص هو لمن أشدّ البيانات على الشياطين؛ أيْ البيانات التي تدعو إلى الإخلاص لله وعدم الشرك بالله، لأن الشيطان سوف يفقد سلطانه على المُخلصين لله في عبادتهم فلا يجد له عليهم سُلطاناً. ولذلك قال عدو الله:
    {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(83)} صدق الله العظيم [ص]. ولذلك دائماً تجدون بيانات ناصر محمد اليماني يذكركم بالإخلاص لله حتى لا يجعل الله للشيطان عليكم سُلطاناً.

    ويا مُشبب، إن كلمة كثير في الكتاب أجدها ترمز إما لثلثين أو للنصف وهي بحسب موضعها، فإذا ذكرت مرتين فعند ذلك أعلم أنهم نصفين مُتساويين وإذا لم تذكر كلمة كثير إلا مرةً واحدةً في الموضوع فعلمت أنها ترمز لثلثين، فأمّا الموضع الذي تشير إلى النصف فهي في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فعلمتُ تعداد شياطين البشر ألدّ أعداء الله والمهديّ المنتظَر أنهم صاروا نصف البشر في هذا العصر ومنهم مُشبب القحطاني.

    وأما حين تأتي كلمة (كثيرة) و(قليلة) مثال قول الله تعالى:
    {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾} صدق الله العظيم البقرة. فأعلم علم اليقين أنه يقصد ثلث وثلثين تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنفال:66].

    إذا ثلثٌ يغلبوا ثُلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} صدق الله العظيم. فأصبحوا ثلث وهم المائة يغلبوا ثلثين وهم طائفة العدو، وهذا المعيار قد يكبر أو يصغر فهو مكانه ثلث وثلثين.
    أما قليل مثل مائةٌ صابرةٌ حتماً يغلبوا مائتين أي ثلث يغلبوا ثلثين، وهذ بالمعيار الصغير أو أكثر من ذلك فلا يزالون ثلث يغلبوا ثلثين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم. أي ثلث وهم الألف يغلبوا ثلثين وهم الألفين.

    أفلا تعلم يا مُشبب الذي سيصلى ناراً ذات لهب الذي يصدّ عن البيان الحقّ للكتاب أنّ كلمة قليل وكلمة كثير لدينا مفاتيح لأسرار أعلمها ولا تحيطون بها علماً؟ فأعلمُ كم قدر أعدائي أولياء الطاغوت. ألا والله لولا خشيت على الذين لا يعلمون من الأنصار فيظنون أن مشبب قد أتى بسلطان لما بيّنت بعض أسرار الكتاب من قبل الحرب، ولكن لا مشكلة فلن تمكروا إلا بأنفسكم وأنتم لا تشعرون فيجعل الله مكركم ضدكم فنزيد الأنصار علماً فنعلمهم ما لم يكونوا يعلمون.

    وأما حين يأتي يذكر كلمة كثير ولا يأتي بذكر القليل ولا بذكر الكثير من بعدها فأعلم أنه ذكر ثلث وبقي ثلثين شرط أن لا يذكر كلمة كثير مرتين، لأنه إذا ذكرها مرتين أصبحت يقصد بالنصف والنصف الآخر، ولن أقع في الخطأ مثلك كما بينت بغير الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21)إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بالحقّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ(22)إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} صدق الله العظيم [ص].

    فنأتي لقول الله تعالى:
    {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم.

    ونأتي لبيان يخصّ الملائكة المُختصمين بين يديه:
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ(25)يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} [ص].

    وهذه الآية واضحة ونأتي لكلمة
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} فأما كلمة قليل فلو كنت من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لقلت أنها تقصد الثلث في هذا الموضع وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين لأنه يقصد الوقت فأعلم من خلالها الزمن الذي يستغرقه الملك في التحويل من البشر إلى مَلَكٍ أو من مَلَك إلى بشرٍ سوياً فإنه يستغرق من الزمن ثلاث ثواني.
    ونأتي لبيان لكلمة
    {مَا هُمْ} فهذه نافية لوجود الملائكة بالمحراب من بعد ثلاث ثواني، وإنما مكثوا من بعد الحكم ثلاث ثواني، ولكن هذه توصلت لها من خلال علوم أخرى في الكتاب.

    ونأتي لكلمة
    {مَا هُمْ} وهذه الكلمة يستخدمها أهل اللغة للإثبات في هذا الموضع وإنهم لكاذبون فأخطأوا في لغتهم نظراً لفهمهم الخاطئ لهذه الآية بظنّ منهم أنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} صدق الله العظيم، فهنا وقفٌ خاطئ لأن كلمة {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} لم تعد تابعة للناس؛ بل للملائكة المختصمين بين يدي داوود أنهم بعد قليل من الوقت وما هم أي وما هم بموجودين لدى داوود عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أدرك أنهم ملائكة ولو خرجوا من أمامه وذهبوا لما علم أنهم ملائكة وظنهم من الرعية اختصموا إليه، ولكنه علم أنهم ملائكة وذلك لأنه بعد أن حكم بينهم وبعد قليل من الوقت وما هم بالمحراب أي بعد ثلاث ثواني من الوقت وما هم موجودون ولذلك أدرك أنهم ملائكة، وأما الحكم فانتهى عند قول الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص:24]. وإلى هُنا انتهى حكم داوود عليه الصلاة والسلام.

    ونأتي لقوله تعالى
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}، فأما كلمة قليل فقد علمناكم ما يقصد بها ألا وإنه لا يعني الثلث بل الرقم ثلاثة. وننتقل لبيان قول الله تعالى: {مَا هُمْ} فأجدها نافيةً لك يا مُشبب أنك لن تبلغ أنت وأمثالك مكرك المُتكبر عن الحقّ في قلبك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ} صدق الله العظيم [غافر:56]، وكذلك قول الله تعالى {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} صدق الله العظيم.

    إذا كلمة
    {مَا هُمْ} جاءت نافية لوجود الملائكة بعد انقضاء الحكم بثلاث ثواني.

    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    عدو شياطين البشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ
    [ لقراءة سلسلة البيانات لحوار الامام الكريم مع مشبب ]


    اقتباس المشاركة 52076 من موضوع ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..




    - 7 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 11 - 1430 هـ
    04 - 11 - 2009 مـ
    01:30 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    لن أبيّن لك أسرار الكتاب لأنك لا تستحق التقدير ولا الاحترام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    و يا مُشبب، إليك بيان المهديّ المنتظَر بالقول المُختصر المُفيد: فلا أريد أنّ أبين لك أسرار الكتاب إنما توجد هناك كلمات أعلم بها ما لم تعلم، ولا أراك تخوض في علم ينتفع به المُسلمون؛ بل تُجادل في أشياء ليس لها علاقة بالفقه في الدين، ولن أبين لك أسرار الكتاب لأنك لا تستحق التقدير ولا الاحترام، وقد أعطيناك من الوقت ما لم نعطه إلا لأمثالك لكي أقيم عليهم الحجّة بالحقّ ونزيد الآخرين علماً وما يكون ردهم إلا كمثل ردودك ثرثرةً فارغةً لا يستفيد منها أي باحث عن الحقّ؛ كلام فاضي إلا ما جاء فيه بعض آيات الذكر الحكيم.

    و قد سبق فتوانا في كلمة كثير فهي بحسب موضعها التي جاءت فيه، ويحتوي على ذلك أسرار لا تخصّك، وذكرت لك وآتيتك بالبرهان المبين فعلمنا من خلال مواضيعٍ ما المقصود من كلمة قليل وكلمة كثير أي كم قَدْرها في الكتاب، ألا والله لو أسألك يا مُشبب عن قول الله تعالى:
    {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (39) ]وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (40)} صدق الله العظيم [الواقعة]. لما استطعت أن تجيب يا مُشبب كم تساوي الثلّة، وكذلك لو سألناك عن قول الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(14)} صدق الله العظيم [الواقعة]. لما استطعت أن تجيب يا مُشبب، ولو سألناك عن الفوج كم يساوي في الكتاب لما استطعت أن تُجيب يا مُشبب، ولكني علمتك بالقليل كم يساوي وأتيتك بالبرهان المبين من القرآن، فأما الكثير فهو حسب موضعه كما سبق التفصيل، ولكني أعلمُ من الله ما لا تعلمون، ولكنك يا رجل تضيع وقت المهديّ المنتظَر دونما فائدة تُرتجى منك يا مُشبب، وتأتي لنا ببيان ثرثرة لا يُستفاد منه شيء برغم أنك زعمت أنهُ إذا لم يتمّ حظرك فسوف تثبت أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر، ألا والله لا تستطيع أن تثبت بالكلام الفارغ بأشعار قيس ولا عُمر!

    ويا رجل، يوجد في الموقع كثيرٌ من المواضيع التي تمّ الخوض فيها ينفع المؤمنين ولكنك لا تقربها! فوالله لا أرى خيراً فيك لنفسك ولا لأمّتك، فكن من تكون فلا يهمني شأنك في شيء لأننا آتيناك أكثر من حجمك وأعطيناك أعظم من رقمك وآتيناك فرصة لتثبت تحديك أنك سوف تثبت أن ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر فلم تستطع شيئاً.

    وبالنسبة للمُباهلة فلن ينفعك الفرار وسوف يحكم الله بيني وبينك يا مُشبب بالحقّ وهو خير الحاكمين، والحمدُ لله زدنا الأنصار علماً وعلّمناهم كيف يعلمون الشياطين الذين لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولّوا وهم مُعرضون، فإن كان المهديّ المنتظَر لعنك بغير الحقّ فسوف يحكم الله بيني وبينك ولا يظلم ربك أحداً، وإن كُنت يا مُشبب تستحق لعنة ربك فأنت تعلم وأنا أعلم أنك لا تريد أن تتّبع الحقّ لأنك جئت لتصدّ عن الحقّ صدوداً وذلك ما تريد برغم أننا قد أعطيناك الفرصة علك تهتدي إلى الصراط المُستقيم، ولكننا وجدناك رجلاً ذا جدالٍ عقيمٍ لا خير في الحوار معك للبشر، وهو مضيعة لوقت المهديّ المنتظَر، حسبي الله ونعم الوكيل.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 4418 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..


    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    28 - 03 - 2009 مـ
    09:51 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    إلى نسيم، إنّي أُحذّرك من الصدِّ عن الصراط المستقيم ..

    بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على النّبيّ الأُمّيِّ وآله الطيّبين والتّابعين للحقِّ إلى يوم الدين..
    ويا نسيم الذي يزعم أنّه العابد لله وحده لا شريك له ومن ثمّ يصدّ عن البيان الحقّ لآياته، فبئس ما يأمرك به إيمانك ولا دخل لك بأنصاريّ والعنترة عليهم بغير الحقّ فهم لا ينطقون إلا بما أُفتيهم بالحقّ كما أرجو ذلك منهم، وحاورني أنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بعلمٍ وسُلطانٍ حتى يتبيّن لك الحقّ وتُسلم تسليماً أو تنكر بيان ناصر محمد اليماني وتأتي بعلمٍ أهدى مما آتاني الله وأصدقُ قيلاً، فإن لم تفعل ولن تفعل فاتّقِ الله ولا تُصدّ عن الحقّ صدوداً، وأقسمُ بالله إنّي أرى أنه يسوءُك مَنْ صدّقني، وأمّا من كذّبني فأراك تتّخذه خليلاً كمثل (ماريا) التي كذّبت بحقائق آيات ربِّها واستكبرت عن الحقّ استكباراً ومن ثمّ أعجبك قولها بالتكذيب والإعراض عن الحقّ، وأفتيت يا عابد الله نسيم بن عبد الهادي أنّ ماريا على هُدًى من ربّها، ويا عابد وهذه فتواك في شأن ماريا:
    اقتباس المشاركة :
    ثم يا ماريا أنا معك في كل شيء ولا تظن أننا جاهلون أو أبادي الرئي بل أتحدى من له علم فسلطه في هلكة الدين فصبرا جميل ولا تفري نحتاجك هنا لسماع ما يلفظه قولنا فانت ممن هداهم الله
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من بيانك وعلمنا ما تقصدُ بقولك لها: فلا تظنّي أنا جاهلون أي: لا تظنّي أننا صدقنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل نحن معك في كلّ شيء، بمعنى أنّك مُكذِّب كما هي! فبِئس المرأة بين نساء العالمين وبِئس من كانوا أمثالها، وقد كرّمناها بردٍ مُفصّلٍ وكنّا نريدهُ خيراً لها ولكنّها ظلمت نفسها ظُلماً عظيماً وصار بيان الإمام المهديّ حُجّة الله عليها فيعذبها الله عذاباً نُكراً إلا أن تتوب إلى الله متاباً فإنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ. وما أشبه حديثك لها كحديث هؤلاء في القرآن العظيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا عابد الله لا تكن منافقاً، فإمّا أن تكون من أنصاري أو تحاورني بعلمٍ أهدى ممّا آتاني الله إن كنت من الصادقين، وبالنسبة للحرف (ن) والقلم وما يسطرون من آيات القرآن العظيم فسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الله أقسم لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    فأما البيان الحقّ: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} فأقسم الله بحرف من اسم المهديّ المنتظَر (ن)، وأما قوله: {وَمَا يَسْطُرُونَ} فذلك ما يسطره كتَبة الوحي من آيات القرآن العظيم المُنزّل على محمدٍ النبيّ الأُميّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أنّ الله أقسم بحرفٍ من اسم الإمام المهديّ والقرآن العظيم وجواب القسم: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}؛ أي ما أنت يا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بنعمة ربّك بمجنون إلى قول الله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾} [القلم].

    ومن ثمّ أقسم الله بحرفٍ آخر من اسم الإمام المهديّ ناصر ورمز له بالحرف (ص) والقرآن ذي الذّكر أنّه سوف يظهره الله ببأسٍ شديدٍ من لدنه في زمنٍ يكون فيه الذين كفروا في عزّةٍ وشقاق والمسلمون مُستضعفون كما هو حالهم في عصر دعوة المهديّ المنتظَر للحوار من قبل الظهور، وقال الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾ وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩﴾ أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠﴾ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١﴾ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴿١٢﴾ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿١٣﴾ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴿١٤﴾ وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا من يقول أنّه عابدٌ الله والباحثون عن الحقّ، إنّما الحرف حرف وليس كلمة فيتبيّن لك معناها، وإنّما الحرف رمز لاسم أحد خُلفاء الله من الأسماء التي علّمها الله لخليفته آدم في الكتاب. ولربّما يودّ عابد الله نسيم أن يُقاطعني فيقول: "وما يُدريك أنّ (ن) أحد رموز الاسم ناصر وما يُدريك أن (ص) أحد رموز الاسم ناصر؟ فإذا كانت الأحرف ترمز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والأئمة كما تقول فنستطيع أن نُجادلك ونقول يجوز أن يكون الحرف (ن) رمزاً لاسم نبيّ الله نوح ويجوز أن يكون الحرف (ص) رمزاً للنبيّ صالح، وما يدريك أنّ المقصود بالرمز (ن) يرمز للاسم ناصر وما يدريك أنّ الرمز (ص) كذلك يرمز للاسم ناصر؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول له: إنّ الله لم يعِد عبده ورسوله أنّه سوف يعزّ دينه ببعث الخليفة نبيّ الله نوحٍ أو ببعث الخليفة نبيّ الله صالح بل ببعث خليفة الله (ن) ولذلك قال الله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾}، وكذلك سوف تعلم أنّ القسم المعطوف على (ن) بقول الله تعالى: {وَمَا يَسْطُرُونَ} أي الكتاب المسطور وهو القرآن العظيم وبيّن الله ذلك في قسَم آخر بأحد حروف اسم خليفة الله ناصر وهو الحرف (ص) في قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [ص].

    بل حتى جعل الله اسم السورة (ص) وهو رمز الاسم ناصر، ومثلها كما سورة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، أو سورة لقمان، على كُلّ حالٍ فتدبّر الحقّ من ربّك: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم. وهنا وعدٌ من الله ليعزّ الله (ص) والقرآن ذي الذِّكر فيظهرهُ ودعوته بالبيان الحقّ للقرآن ذي الذّكر على الذين كفروا في زمن هم فيه في عزّة وشقاقٍ لدين الله بِاسم الإرهاب، ومن ثمّ يبعث الله خليفته (ص) الذي يُحاجّ الناس بالقرآن ذي الذّكر للعالمين حتى إذا أعرضوا عنه أظهره الله ببأسٍ شديدٍ من لدنه ويتبيّن لك كيفية ظهوره من خلال قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].

    بمعنى أنّه سوف يهلك المُكذّبين فيتمّ الله بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره، ولذلك أمر الله (ص) أن ينتظر لآية التصديق بعذابٍ يشمل الناس جميعاً إلا من رحم ربّي، ومن ثمّ يؤمنون بالحقّ من ربّهم ويتضرّع المسلمون والناس أجمعون إلى ربّهم أن يكشف عنهم العذاب ومن ثمّ يكشف الله عنهم العذاب بسبب الدعاء، ويعود العائدون إلى الكفر مرةً أخرى بالسّاعة وهي البطشة الكُبرى كما وقد وعد الله (حم) وهما حرفين من الاسم (محمد) {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾} [الدخان]، وهو القرآن العظيم وجواب القسمُ: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ومن ثمّ بيّن آية العذاب الأليم في الليلة القدريّة التي فيها يُفرَق كُل أمرٍ حكيمٍ وأحداث عُظمى، تصديقاً لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وكذلك رأيت ضيفاً جديداً لدينا يفتي في شأن الأحرف بأوّل بعض السور وسبق وأن فصَّلنا ذلك تفصيلاً، وأفتينا أنّها رموزٌ لأنبياء وصدّيقين وخلفاء وضربنا على ذلك مثل في الأحرف في أول سورة مريم، {كهيعص ﴿١﴾}:
    فأمّا الرمز ( ك ) فأنه يرمز لاسم نبيّ الله زكـريا عليه السلام.
    وأما الرمز ( هـ ) فإنه يرمز لاسم نبيّ الله هـارون أخو مريم عليه السلام.
    وأما الرمز ( ي ) فإنهُ يرمز لاسم يـحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام.
    وأما الرمز ( ع ) فإنه يرمز لاسم عـيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

    وأما الحرف (ص) فهو يختصّ بالصدّيقة مريم وأُخذ الرمز لها من اسم الـصـدّيقة كما سمّاها الله في قوله تعالى: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة:75]، والحكمة أنّه لم يأخذ لها الرمز من الاسم مريم؛ بل من حرف اسم الصفة وذلك لأنّها ليست نبيّة ولا خليفة، وكذلك بَيَّنَّا أنّ الرموز للأسماء تؤخذ من أي حرفٍ للاسم الأول سواء من أوّله أو من وسطه، أهمّ شيء أنّ الرمز لا ينبغي له أن يتجاوز إلى اسم الأب بل أي حرفٍ من أحرف الاسم الأول.

    ويا نسيم لقد أقام الله عليك الحُجّة ببعث الإمام المهديّ الذي يُحاجّك بالقرآن ذي الذّكر، فمن يصرف عنك عذاب الله إن كنت من الصادقين؟ وأعلم أنّك تريد أن تقاطعني فتقول: "يا ناصر محمد اليماني إنّ نسيم عبد الهادي لا يصُدّ عن البيان الحقّ لآيات الله وإنّي أعبدُ الله، أفلا ترى أنّ معظم بياني دُعاء لربّي؟" ومن ثمّ أردّ عليك يا نسيم عبد الهادي وأقول لك: أقسمُ بربّ العالمين لا يهديك الله إلى الحقّ ما لم تُرِد الحقّ، وإنّي أراك تزداد سروراً فترضى على الذين يكذّبون ناصر محمد اليماني فتتّخذه خليلاً وتحقد وتنقمُ ممن صدّقوا بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو يظهرك الله على أنصاري فلن ترقب فيهم إلاًّ ولا ذمّة، ولو استطعت أن تطحنهم فتجعلهم كمثل تونة الأسماك في العلب لفعلت ولما خِفت الله شيئاً، أفلا تخَف الله وليّهم ومولاهم الذي يحول بينكم وبينهم ويدافع عن الصادقين منهم بالحقّ من ربّهم كما يُدافع عن الإمام المهديّ المنتظَر؟ ومن يتوكّلُ على الله فهو حسبه وكافيه.

    وأقسم ُ بربّ العالمين إنّك لا تعبد الله وحده لا شريك له، ولربّما تودّ أن تُقاطعني فتقول: "وما يدريك يا ناصر محمد اليماني أنّي لا أعبدُ الله؟ ألم أسمِّ نفسي عابد الله أم إنّك شققت صدري واطّلعت على ما في قلبي؟". ومن ثمّ أردّ عليك بالحقّ وأقول أنّي لا أحتاج لشقّ صدرك ولو شققتُه لما وجدتُ إلا قطعةً خبيثةً إذا فسدت فسد الجسد كُلّه بل أنّي أرى ما في قلبك من خلال بيانك، وأقسمُ بالله الواحد القهّار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار أنّه يسرّك من كذّب ناصر محمد اليماني وتنقم ممن صدَّقوه، أليس هذا دليلاً كافياً لما في قلبك؟ وسوف آتيك به من خلال بياناتك فانظر لفتواك في ماريا:
    اقتباس المشاركة :
    ثم يا ماريا أنا معك في كل شيئ ولا تضن أننا جاهلون أو أبادي الرئي بل أتحدي من له علم فسلطه في هلكة الدين فصبرا جميل ولا تفري نحتاجك هنا لسماع ما يلفضه قولنا فانت ممن هداهم الله
    انتهى الاقتباس
    والله أعلم.. أفلا ترى فتواك أنّ ماريا من الذين هداهم الله؟! ومن خلال ذلك يتبيّن للجاهل (فما بالك بالمهديّ المنتظَر؟) إنّك شيطان أشِر تصدّ عن البيان الحقّ للذِّكر، وأقسمُ بالله الواحد القهّار إن لم تكف عن الصدّ للبيان الحقّ للذِّكر لتهلكنّ بكوكب سقر ليلة يسبق الليل النّهار فلن تجد لك من دون الله وليَّاً ولا ناصراً لك من دون الله الواحد القهّار أو يمسخك قبل ذلك إلى خنزير فيجعلك عبرةً لمن يعتبر، وأنا الإمام المهديّ أحذّرك تحذيراً كبيراً، فتنازل عن الكِبر ولا تصدّ عن المهديّ المنتظَر الذي يحاجج الناس بالذِّكر حجّة الله على البشر فلا تنقم ممّن صدّقوا بشأني، فانظر لفتواك وتخويفك لمحمد العربي بغير الحقّ ظُلماً وزوراً وتقول:
    اقتباس المشاركة :
    يا أخي محمد العربي اتقِ الله في ما تقول واتقِ يوما يخر عليك السقف من فوق رأسك أو أن يخسف الله بك الأرض من تحت رجلك وأنت لا تعلم ولا تشعر أو أن يرسل عليك صاعقة من السماء فتصبح خاوياً وجثة هامدة كالصريم وعبرة لمن لمن كان يخاف يوم العقيم ولا تتجاوز الحدود
    انتهى الاقتباس
    أفلا ترى أنّك تنقمُ على من صدّقني وترضى على من كذّبني وتتّخذه خليلاً؟

    وأقسمُ بالله العظيم البرّ الرحيم أنّ محمداً العربي لمن الآمنين، وإنّك أنت لمن المُعذَّبين فتصير جُثةً هالكةً محروقةً سوداء كعصفٍ مأكولٍ من العذاب الأليم إلا أن تتوب قبل ذلك فإنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، وأحذّرك ذكر أنصاري بسوء وقد حاورتني كثيراً بأسماءٍ مُختلفةٍ وأرى أنّ البيان الحقّ للذِّكر لن يزيدك إلا رجساً إلى رجسك، وبما أنّي أعلمُ علم اليقين أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين ومن تَبِعَنى على صراطٍ مُستقيمٍ فإنّي أدعوك للمُباهلة وأعلمُ أنّك لن تفعل ولن تتجرَّأ لأنّك تخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وبرغم أنّك تخشى ذلك فلم تتّقِ الله بعدم الصدّ عن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فأين تقواك يا من تدّعي أنّك تعبد الله وحده لا شريك له؟ ألم ترَ بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني يدعو الناس لعبادة الله وحده لا شريك له وأنّه يُحذّر الناس أن لا يدعوا مع الله أحداً وأن يستمسكوا بكتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ وأن يكفروا بما خالف لآيات أمّ الكتاب من أحاديث السُّنة؟ لأنّ ما خالف لمحكم القرآن من الأحاديث السُنّية جاء من عند غير الله أي من عند شياطين الجنّ والإنس، وتجد الإمام ناصر محمد اليماني يدافع عن كتاب الله وسنّة ورسوله الحقّ ولا يفرّق بين الله ورسوله فيفرّق بين كتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ فيُكذِّب بما خالف لكتاب الله وسُّنة رسوله الحقّ، فكيف لا ينصرني الله نصراً عزيزاً مُقتدراً وأنا أعلمُ أنيّ لا أخادع الله والذين آمنوا وأدَّعي الإيمان وأبطن الكفر والمكر؟ بل حنيفاً مسلماً قلباً وقالباً وما أنا من المشركين، فإن كنت تراني على الباطل وأنت على الحقّ فتقدّم للمُباهلة إن كنت من الصادقين، وإنّي والله لا أدعو للمُباهلة إلا من شككتُ في جنسيّتهم وأنت منهم يا نسيم بن عبد الهادي أو أنّ فيك مسّ شيطانٍ رجيمٍ جعل الله له عليك سُلطاناً فيَؤُزّك أزّاً لتصُدّ عن الحقّ صدوداً كبيراً فترضى عمَّن كذَّبني وتسخط عمَّن اتَّبعني، ومن ثمّ تُغالطنا بالقول الحسن والدعاء ربّنا وربّنا وربّنا وتقول بلسانك ما ليس في قلبك ثمّ تضع السموم بين اللحم فتتبيّن لنا كلمات الكفر والصدّ عن الحقّ في بيانك المعسّل والمحفوف بالسموم، وأقسمُ بالله العظيم لا يستجيب الله دعاءك شيئاً ما دُمت ترضى عمَّن كذَّبني وأعرض عن دعوتي ولم يتّبعني وتنقم ممن آمن بالحقّ وصدّق به كأمثال طلال المكرم ومحمد العربي جميعهم من المكرّمين بدرجاتٍ متفاوتةٍ - ولكُلٍّ درجاتٍ ممّا عملوا - وتنقم منهم ومن ثمّ تزعم أنّك عابد الله، فإن كنت حقاً تعبد الله فلماذا تصدّ عن دعوة ناصر محمد اليماني الذي يدعو الناس أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً؟ لماذا يا نسيم بن عبد الهادي لماذا؟ وعليك أن تعلم علم اليقين أنّ غيرة الإمام المهديّ على أنصاره أعظمُ من غيرة آبائهم وأمهاتهم عليهم ولذلك فاحذرْ مكري بدعوة عليك لا تُردّ، ولم أدعُ عليك بعدُ لعلك تتذكّر أو تخشى.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    العدو اللدود لليهود الذين يصدّون عن الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  6. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 5367 من موضوع بيان المهديّ المنتظَر إلى باراك أوباما: وألف مبروك بنجاحك على بوش الأصغر الذي بغى وطغى وتجبَّر..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - محرم - 1430 هـ
    24 - 01 - 2009 مـ
    12:21 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــــ


    بيان المهديّ المنتظَر إلى باراك أوباما
    وألف مبروك بنجاحك على بوش الأصغر الذي بغى وطغى وتجبَّر..



    بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والناس أجمعين، والسلامُ على من اتَّبع الهُدى، وبعد..

    السيد الرئيس باراك أوباما، إني أراك خير رئيسٍ اعتلى العرش الأمريكي وأتوسم فيك خيراً كثيراً للشعب الأمريكي والناس أجمعين إن صدقت بالحقّ من ربك فلن أنازعك مُلكاً ولن يزيدك الله بالمهديّ المنتظَر إلا عزّاً إلى عزّك إن كنت من المُصدقين بالبيان الحقّ للذكر. وأدعوك إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن لا تُشرك بالله شيئاً، وأدعوك إلى الإسلام الذي جاء به رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، والذي جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله الشامل للناس أجمعين بالقرآن العظيم، وابتعثني الله بُمعجزات التصديق للقُرآن العظيم بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي تجدونه الحقّ مثلما أنكم تنطقون بالمنطق العلمي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:٥٣].

    ونبدأ بالبيان الحقّ لآيات التصديق للقرآن العظيم بالآفاق، ومعنى الآفاق أي في آفاق الفضاء حول الأرض إلى السماء الدُنيا التي زيّنها الله بزينة النجوم ورجوم للشياطين وتتفجر ويُقذفون من كل جانبٍ لتمنع اقترابهم للاستماع بالملأ الأعلى الملائكيّ سُكان السماء الدُنيا. ولسوف أخاطبك والناس أجمعين بآياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ من أمّ الكتاب بالقرآن العظيم يفهمهنّ ويفقهنّ كُلُّ ذو لسانٍ عربيٍ مُبينٍ، وهذه الآيات جميعها حقائق علميّة تجدونها حقاً على الواقع الحقيقي أخبر الله بها الناس في مُحكم القُرآن العظيم قبل أكثر من 1430 عامٍ من قبل أن يكتشفها عُلماء القرن العشرين والواحد والعشرين، وسوف تجدون حقائق هذه الآيات على الواقع الحقيقي العلميّ الفيزيائيّ بدقةٍ مُتناهيّةٍ فتعرفونها بأنها حقائق لآيات الله في القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى كسرى وقيصر وهرقل وبوش الأصغر الذي أبى واستكبر وإلى باراك أوباما الذي أتوقع منه التصديق بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى العالمين منذ مبعث مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    ويا فخامة الرئيس، لقد كذّب الناس بالقرآن يوم جاءهم به مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا قليلاً، ومن ثمّ وعد الله نبيّه بالإمام المهدي يبعثه الله من أهل بيته لُيبينه لقومٍ يعلمون بالعلم والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

    و تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٩٣].

    وقد دعوت قومي العرب والمُسلمين عبر الإنترنت العالميّة التي جعلها طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور وبيَّنت لهم حقائق لآيات التصديق فلم يوقنوا بشأني لأنّ أكثرهم جاهلون فلا يعلمون حقيقة البيان الحقّ لآيات التصديق على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائيّ الدقيق، وإن عُلماء الفضاء بوكالة ناسا الأمريكية من العُلماء الذي قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

    وذلك لأنّ الله أتاهم العلم الفيزيائيّ الكونيّ فيتبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم وأنه يهدي إلى صراط العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [سبأ:٦].

    وسوف أُبيّن لكم من حقائق آيات التصديق للقُرآن العظيم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق مثلما إنكم تنطقون بالمنطق العلميّ الفيزيائيّ الكونيّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿٢٢﴾ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا فخامة الرئيس باراك أوباما، لقد توعد الله المُكذبين بالقرآن العظيم بعذابٍ شديدٍ من النجم الثاقب وهو أحد كواكب الأراضين السبع، وذلك لأنّ الله يُسمي جميع الكواكب المُضيئة والمُنيرة باسم كواكب، ولكن منها ما هو مُضيءٌ ومنها ما هو مُنيرٌ فأما المُضيء فهو سراجٌ وهّاجٌ بالحرارة، وأما الكوكب المُنير فإنما يقتبس نوره من السراج الوهّاج الذي على مقربةٍ منه.

    ونأتي لكواكب السماء الدُنيا ونجد الله يُسميها كواكب وكذلك يُسميه بالنجوم. وقال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكنها كواكب مُضيئةٌ وليست مُنيرةٌ باقتباس النور؛ بل مُصابيحٌ مُضيئةٌ. وعلّمنا الله أنّ هذه المصابيح قد خلقها لهدفين أحدهما زينة للسماء الدُنيا، والهدف الآخر ليجعلها رجوماً للشياطين فلا يسترقوا السمع من سكان الملأ الأعلى بالسماء الدُنيا. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:٥].

    ونستفيد من ذلك أنّ هذه النجوم تتفجر بين الحين والآخر لكي تمنع الشياطين من الاقتراب من السماء الدُنيا، وبما أن النجوم هي الكواكب المُضيئة وهي ذاتها النجوم فقال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وهذه الآيات من آيات القُرآن المُحكمات الواضحات البيّنات لكُل ذي لسانٍ عربيٍ مُبينٍ، وتنزّلت هذه الآيات في القرآن العظيم على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النّبيّ الأمّي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وكذلك فإن ردَّ بصره إلى السماء الدُنيا فلا يرى في خلق الرحمن من تفاوت، والتفاوت هي أحداث كونيّة في زينة السماء الدُنيا وهي انفجارات نجميّة عظيمة ولا تراها أبصار البشر بالرؤية العاديّة لأنها حسيرةٌ، وقال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
    {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    فلماذا تكرر قوله تعالى:
    {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنه سوف يُبيّن لهذه الأمّة التي غزت الفضاء مُعجزة للتصديق لا يُدركها البصر العادي للبشر ومحمد رسول الله من البشر مثلنا لو نظر إلى النجوم فلا يرى فيها من تفاوتٍ ولا اختلافٍ شيئاً برغم أنها تتفجر بين الحين والآخر، وبما أن بصر مُحمد رسول الله حسير لا يُدرك ذلك ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} صدق الله العظيم.

    ومن ثم علَّمه الله وعلمنا أنّ هذه النجوم التي نراها تتفجر بين الحين والآخر وجاء الخبر في نفس الآيات. وقال الله تعالى:
    {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿٢﴾ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    ومن ثم نأتي للتطبيق العلميّ للفيزياء الكونيّة على الواقع الحقيقي وهذه صورة أحد النجوم من بعد انفطاره وانفجاره وانشطاره وانقسامه إلى شُهبٍ ثاقبةٍ متفرقعةٍ في الفضاء الكونيّ كحرس شديدٍ وشُهبٍ لتمنع الشياطين من الاستراق للسمع من الملأ الأعلى الملائكيّ بالسماء الدُنيا، وهذه صورة أحد النجوم المُتفجرة التي جعلها الله رجوماً للشياطين التقطها روّاد وكالة ناسا الأمريكية:




    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    و تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:٥].

    وهذا تصديق للبيان الحقّ والمُحكم من القرآن العظيم في حقيقة انفجارات النجوم المصابيح زينة السماء الدُنيا بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي.

    ويا فخامة الرئيس، إني لا أُحاجِجكم بالصور التي صورتموها أنتم؛ بل أحاجِجكم أنها حقائق لآيات الله في القرآن العظيم الذي أخبركم الله بهذا قبل أكثر من 1430 عامٍ حتى يتبين لكم أنه الحقّ من ربكم لعلكم تتقون فأنقذكم من عذاب الله الشديد القادم من النجم الثاقب. فما هو النجم الثاقب؟ إنه أحد النجوم ولكنه كوكب جهنم، وهو ذاته أسفل الأراضين السبع، وهو كوكبٌ مُضيءٌ وليس كوكباً مُنيراً يقتبس النور من غيره؛ بل هو كوكبٌ مُضيءٌ وهّاجٌ بالحرارة، وهو ذاته النّجم الثاقب، وهو كوكب ذي ثلاث شُعبٍ أحمر وأصفر وأزرق وذلك يعود لحسب توهجه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ﴿٣٠﴾ لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ﴿٣١﴾ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ﴿٣٢﴾ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    ويا فخامة الرئيس المُحترم باراك أوباما، إني أُقسمُ بالله العظيم أنّ كوكب جهنم سوف يمرّ بجانب الأرض فيهلك الله به ألدّ أعدائه ويتسبب في طلوع الشمس من مغربها ويُظهر الله به المهديّ المنتظَر في ليلةٍ على كافة البشر وهم صاغرون، وذلك لأنّ مرور كوكب جهنم هو أحد أشراط الساعة الكُبرى، ويتقدمها كذلك شرطٌ من أشراط الساعة الكُبرى وهو أن تُدرك الشمس القمر. وأقسمُ بالله بهذا الحدث أنّ كوكب جهنم لإحدى الكُبَر أي أحد أشراط الساعة الكُبر، ويحدث في عصر الحوار من قبل الظهور فيُظهر الله به المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ يوم يسبق الليل النهار يوم طلوع الشمس من مغربها شرط آخر من أشراط الساعة الكُبرى، وتحدث تترى. وقد حدث أحد الشروط وتكرر قُبيل وصول كوكب النار وهو أن تدرك الشمس القمر فيولَد الهلال من قبل الاقتران فيتفاجأ كافة عُلماء الفلك في البشر كيف يرُى هلال الشهر وهو حسب علمهم سيغيب قبل غروب الشمس! ومن ثم يتفاجَؤون بالمملكة العربيّة السعوديّة تُعلن برؤية هلال المُستحيل كما حدث في هلال شوال 1429، و رأي علماء الفلك بوكالة ناسا الأمريكية وكافة عُلماء الفلك بالبشرية يستحيلون رؤية هلال شوال 1430 بعد غروب شمس الإثنين كما يستحيلون رؤية هلال محرم بعد غروب شمس السبت لعام 1430، وهذا الحدث الغريب على أهل العلم الفلكيّ إنما نذيرٌ بقدوم أحد أشراط الساعة الكبر وهو مرور الطامة الكُبرى جهنم بجانب الأرض، ويسبق الليل النهار حتى تتجاوز وتبتعد عن الأرض.

    وما أريد قوله باختصار هو أنّني أحذركم من عذاب الله الواحدُ القهّار بكوكب النار قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر نيبيرو، وأقسمُ بالله الواحدُ القهار أنه ذاته كوكب النار وأنه أحد أشراط الساعة الكُبرى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ومن خلال هذه الآية المُحكمة الواضحة البيّنة نعلمُ من خلالها أنّ كوكب النار هو أحد أشراط الساعة الكُبرى. وأما قوله تعالى:
    {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم، فذلك أحد شروط الساعة الكُبرى يسبق مرور كوكب النار ولذلك أقسمُ الله به: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم. ومن ثم بين الله في مُحكم كتابه أنّ العذاب الذي وعد الله به الكفار ليهلكهم به إن كذبوا بالقرآن العظيم أنه سوف يهلكهم في الدُنيا ببأس شديد من جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وهذه الآية مُحكمةٌ واضحةُ بيّنه تُؤكد بأنّ الله سوف يهلك الكفار ببأسٍ شديدٍ من نار جهنم في الدنيا ونار جهنم هي ذاتها النجم الثاقب المذكور في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الطارق].

    وما يلي صورتها كما التقطتها وكالة ناسا الأمريكية وهي بحالة اللون الأحمر وتتقلب إلى ثلاثة ألوان حسب تغيظها.



    وكذلك أرسل لك بياناً تمّ بعثه من قبل إلى بوش الأصغر ولم يستجب لداعي الله؛ وإنهُ لمن الهالكين! إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كُل شيء رحمةً وعلماً. والبيان الذي تمّ إرساله لبوش الأصغر هو ما يلي فنزيدكم بهذا البيان علماً والذي فصّلناه تفصيلاً:




    حقيقة الطامة الكُبرى كوكب سجيل (سقر) Planet X أحد أشراط الساعة الكُبر


    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر الناصر لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر محمد اليماني خليفة الله على البشر إلى بوش الأصغر وإلى الناس أجمعين في البوادي والحضر، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، أمّا بعد..

    يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ مُعرضون وجئتكم أنا والكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسطَّر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بالنثر لمن شاء منكم أن يتذكر ويخشى الله وعذاب اليوم الآخر؛ قد أعذر من أنذر.

    يا أيها الناس، لم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً بل إمامَ عدلٍ وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل بالبيان الحقّ للقرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الناس أجمعين لمن شاء منكم أن يستقيم فأبيّنُ لكم من حقائق آيات القرآن العظيم وليس بالبيان اللفظي في القرآن فحسب بل يريكم الله حقيقة البيان الحقّ للقرآن على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي والرياضي 1 + 1 = 2 فترونهُ حقاً على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقاً لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وجعل الله هذا القُرآن العظيم كتالوجاً للصانع الذي أتقن صُنعه، فأيّ آيات الله تُنكرون يا معشر المُلحدين؟ فلنحتكم إلى كتالوج الصانع الحكيم في القرآن العظيم والذي فصَّل الله فيه كُلّ شيء تفصيلاً في مُنتهى الدقة لقوم يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:12].

    وسوف نجعل السائل افتراضياً بوش الأصغر والمُجيب اليماني المنتظَر:

    سـ 1- بوش الأصغر: يا أيها اليماني المنتظَر أخبرنا من كتالوج صانع الكون كيف كان عرش الكون قبل أن يكون وبعد ما كان بكن فيكون إلى ما هو عليه الآن شرط أن لا تستنبط العلم من كُتب العُلماء؛ بل من القرآن كتالوج الصانع؟
    جـ 1- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7]. الذي نبَّأكم في هذه الآية بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون رتقاً مطويةً مدكوكةً دكاً دكاً على كوكب الماء الذي تعيشون فيه ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً، وكان عرش السماوات والأرض مطويّاً كطي السّجل للكُتب في البداية مُجتمعاً على الكوكب الأمّ للسماوات السبع وزينتها والأراضين السبع.

    سـ 2- بوش الأصغر: وأين هو هذا الكوكب الأمّ الذي انفتقت منه السماوات السبع والأراضين السبع؟ فإذا علمتنا أي الكواكب هو فقد علمتنا مركز هذا الكون العظيم وذلك لأنّ هذا الكوكب هو مركز الانفجار الأعظم.
    جــ 2- اليماني المنتظَر: إنّ الكوكب الذي انفتق منهُ السماوات السبع والأراضين السبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سرّ الحياة، وسرّ الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كُلّ شيءٍ حي. وقال الله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7]، أي رتقٌ واحدٌ مطويٌّ كطيّ السّجل للكُتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأخرى يا بوش الأصغر؟ فإذا وُجِد الماء وُجِد المطر والشجر وحياة البشر، إذاً الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكونيّ للسماوات والأرض، وهو هذا الكوكب الأرضيّ البحري والذي ثلاثة أرباعه بحرٌ عظيمٌ. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    سـ 3- بوش الأصغر: فما دُمت تُخاطبنا من القرآن فتقول بأنّ مركز الانفجار للانفتاق الكوني للسماوات والأرض هو هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وكذلك تقول بأنّ السماوات سبعٌ والأراضين سبعٌ، فلا بُدّ أن يكون كوكبنا الأرضي بين السماوات السبع والأراضين. ونحن نعلم بأنّ السماوات فوق الأرض وتحيط بها من جميع الجوانب فلا بُدّ أن تكون الأراضين السبع من تحت كوكب الأرض الأمّ وذلك حتى تكون أرضنا الأمّ هي مركز الانفجار الكوني، فهل تستطيع أن تثبت من القرآن (كتالوج الرحمن) أنّه يقول بأنّ من بعد أرضنا الأمّ سبعة أراضين طباقاً؟
    جــ 3- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27]، فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلم عن كلمات قُدرته تعالى {كُن فَيَكُونُ} بأن ليس لقُدرته حدود ولا نهاية حتى لو يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلاماً لتُكتب بها كلمات قُدرات الله فلنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطلقة {كُن فَيَكُونُ} حتى ولو يمدّ من بعده الأراضين السبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله. فقد علمت من خلال هذه الآية بأنّ من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحاً وجليّاً، وذلك لأنّ الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عمّا يشمل وجه الأرض: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض وذلك لأنّ الأرض ثلاثة أرباعها بحر وربع يابسة، ثم قال: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر والبشر فيمدّ من بعده أي من بعد الأرض التي تحمل البحر؛ ويقصد بذلك الأراضين السبع والتي توجد من بعد الأرض الكوكب الأمّ فيمدهنَّ بسبعة أبحرٍ كمثل بحر الأرض الأمّ فلما نفدت كلمات الله، ولأنّ الله يعلم بأنّ من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها سبعة أراضين فلذلك قال الله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} أي من بعد هذه الأرض ويقصد الأراضين السبع والتي يعلم بوجودها من بعد أرضنا، ولذلك ذكر الرقم سبعة وقال بسبعة أبحرٍ، فنفهم من خلال ذلك بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض منفصلةً عنها بالفضاء.

    سـ 4- بوش الأصغر: هل توجد في القرآن الكتالوج للصانع الحكيم آيةٌ أكثر وضوحاً تؤكد بأنّ الأراضين سبعٌ والسماوات سبعٌ وأنّ مواقع الأراضين السبع موجودةٌ من بعد أرضنا إلى الأسفل، وأنّ أرضنا والتي جعلها الله أمّ الكون توجد بين السماوات السبع والأراضين السبع؟ شرط أن تذكر هذه الآية العدد الرقمي للسماوات والأرض، ومن ثمّ تُبيّن هذه الآية بأنّ رقم أرضنا لم يكن من ضمن الرقم سبعة للأراضين السبع، وذلك لأنّها كما تقول مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع فلا بُدّ أن يكون رقمها غير رقم سبع الأراضين التي من بعدها، ومن ثمّ يذكر الله بأنّه جعل ذلك مُعجزة لإثبات حقيقة القرآن المُنزّل وكذلك تصديق البيان للإنسان الذي علَّمه الله البيان؟
    جـ 4- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12]، فهذه الآية جليةٌ وواضحةٌ ومعجزةٌ للنبي الأميّ بأنّه حقاً كان يتلقى القرآن من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ وذلك لأنّ الآية تقول بأنّ الله خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهن أي الرقم {سَبْعَ} سبعة أراضين {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ} وهو القرآن العظيم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}، يتنزّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهنّ أي في الأرض الأمّ والتي يوجد بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ويوجد في مركز المركز أي مركز الأرض التي جعلها الله مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع، ونقطة المركز الكعبة بيت الله المُعظّم وجميع الكواكب والنجوم تطوف من اليمين إلى الشمال حول البيت العتيق سابحةً ومُسبِّحةَ الخالق الحكيم سُبحانه عمّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً! فقد بيّن القرآن بأنّ هذه الأرض الأمّ تخرج عن الرقم سبعة وأنّها بين السماوات السبع والأراضين السبع، لذلك قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} صدق الله العظيم، إذاً السبع الأراضين من بعد الأرض الأمّ التي نعيش عليها والتي يتنزل الأمر القرآن العظيم بينهن في الأرض الأمّ إلى الناس كافة، فهل أنتم مؤمنون؟

    سـ 5- بوش الأصغر: بما أنّك ذكرت لنا من القرآن كيف كانت السماوات والأرض قبل الانشقاق والانفتاق، ومن ثمّ ذكرت لنا ما بعد الانفتاق، ومركز الانفتاق للكون بأنه الأرض التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا كيف سوف تكون النهاية؟ وما هي الساعة؟
    جـ 5- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة هي الأرض التي نعيش عليها وهي التي تطوي السماوات والأراضين كطي السجل للكُتب. تصديقاً لقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104].

    سـ 6- بوش الأصغر: إذا كانت النهاية سوف تعود إلى البداية فيطويها الله كما كانت رتقاً كوكباً واحداً فلا بُدّ أن تكون مركز الجاذبيّة الكونيّة في هذه الأرض الأمّ التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا من القرآن بأنّ مركز الجاذبيّة الكونيّة في أرض البشر والتي لولا أنّ الله يمنعها لوقعت علينا السماوات والأرض؟
    جـ 6- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم [فاطر:41]، ومعنى الزوال للسماوات السبع والأراضين السبع هو الوقوع على الأرض انضماماً إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة في الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، ولكن الله برحمته يمنعها من ذلك رحمةً بالعباد لعلهم يتقون، وذلك لأنّ الله يمنع السماوات السبع بزينتها والأراضين السبع وما فيها أن يزولا إلى الأرض الأمّ مركز الجاذبيّة الكونيّة، وكما قلنا بأنّ الزوال هو الوقوع على الأرض الأمّ. وقال الله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [الحج:65].

    سـ 7- بوش الأصغر: وكيف يكون ذلك وما هي الساعة في حقيقتها وليس زمن وقوعها؟
    جـ 7- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة الرئيسيّة توجد في باطن الأرض التي نعيش عليها فإذا أوحى لها الله تفجّرت في كُلّ شبرٍ على وجه الأرض فتنسف الجبال نسفاً فتكون كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}صدق الله العظيم [طه].

    وتبدأ بزلزالٍ عظيمٍ لدرجة أنّ الناس لا يستطيعون أن يمشوا مُعتدلي القامة؛ بل يتمرجحون يساراً ويميناً كأنهم سُكارى وما هم بسكارى وإنما من شدّة الزلزال العظيم فهم يتمرجحون يساراً ويميناً وإلى الأمام وإلى الخلف. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} صدق الله العظيم [الحج].

    وذلك لأنّ الأرض هي الساعة بذاتها؛ هي التي تُزَلْزَلُ نتيجة أسبابٍ كونيّة ومُسيرة، ولكن الأرض التي نعيش عليها هي الساعة بذاتها لذلك قال تعالى:
    {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}؛ أي الأرض التي نعيش عليها يُسميها القرآن الساعة كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها؛ أي عشية أو ضُحى الساعة التي زلزلت إذا أمرها الله تجلَّت للناس من باطن الأرض. وقال الله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} صدق الله العظيم [الزلزلة].

    سـ 8- بوش الأصغر: وماذا تقول عن الكوكب العاشر (نيبيرو) والمكتشف حديثاً في عام 2005 وهل له شأنٌ في القرآن واسمٌ آخر؟
    جـ 8- اليماني المنتظَر: أقسم بالله العلي العظيم يا بوش الأصغر بأنّ اليماني المنتظَر لا ينبغي له الظهور حتى يحيطكم الله باكتشاف الكوكب العاشر أسفل الأراضين السبع ويُسمى في القرآن (كوكب سجيل)، فإذا لم تكتشفوها فلا أستطيع أن أبيّن لكم مركز الكون، فإن قلتُ لكم من بعد الأرض سبعاً سوف تقولون ليس من بعدها غير ستة كواكب وإن قلت لكم؛ بل القرآن يقول سبعاً لقلتم لم نجد غير ستاً وأخطأ القرآن أو أنه كان مُفترىً. ولذلك جاءكم اليماني وبما تسمونه الكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسطر في عصر الظهور.

    سـ 9 بوش الأصغر: يا من تدّعي بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر هل ابتعثك الله نبياً ورسولاً إلى الناس أجمعين؟
    جـ 9- المهديّ المنتظَر: يا بوش الأصغر عليك أن تعلم بأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو النّبيّ الأُميّ مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله إلى الناس كافة برسالة الله القُرآن العظيم، وإنما جعلني الله خليفته الإمام الناصر لمُحمد رسول الله والقُرآن العظيم فجعل في اسمي خبري وعنوان أمري ناصر مُحمد اليماني، وحكمة التواطؤ لاسم مُحمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر (ناصر مُحمد)، ذلك بأنّ الله لم يجعلني نبياً جديداً؛ بل الإمام الناصر لما جاء به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتيكم بكتابٍ جديد بل بالبيان الحقّ للقُرآن فآتي به من نفس القُرآن وأدعو المُسلمين والناس أجمعين إلى الرجوع لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ على منهاج النّبوة في عصر تنزيل القُرآن، وأيّدني الله بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم لأفصّله تفصيلاً وأبيّن لأهل العلم منكم حقائق القُرآن العلمية لكي أُريكم حقائق آيات الله في القُرآن العظيم على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لكم أنه الحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:93]. بمعنى أنكم سوف تعرفون حقائق آيات الله في القُرآن العظيم فتعرفونها على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 10- بوش الأصغر: نُنكر بأنّ الأراضين سبع بل عشرة أراضين وجدناها وآخر كوكب اكتشفناه حديثاً هو الكوكب نيبيرو، ويؤكد عُلماؤنا بوكالة ناسا الأمريكية بأنّ هذا الكوكب سوف يمرّ بجانب الأرض وقد يتوقعون أن تواجه البشرية خطراً عظيماً يوم مرور هذا الكوكب، فهل حذَّر منه النبيّ الأميّ الذي جاء بهذا القرآن؟ فإذا كان حقاً من عند الرحمن فأتنا بالبرهان من نفس القُرآن ولن نقبل منك برهاناً من غير القرآن الذي يؤمن به المُسلمون أنه من عند الرحمن. وكذلك لنا شرطٌ آخر أن يكون البرهان من القرآن واضحاً وجلياً ومن ثم نجده حقاً على الواقع الحقيقي، وكذلك شرطٌ آخر أن يكون هذا البرهان واضحاً وجلياً في القرآن يفهمه كُل من لديه علم باللغة العربيّة الفصحى، فأتنا بالبرهان عاجلاً غير آجل إن كنت من الصادقين بأنّ محمداً رسول الله كان يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ. وكذلك نصدقك بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين الذي أتانا بالبيان الحقّ للقرآن ليرينا حقائق من آيات الله في القرآن العظيم نراها حقاً على الواقع الحقيقي.
    جـ 10- المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني: أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تَحدَّوْهُ أن يسقط عليهم كسف الحجارة من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين، وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    سـ 12- بوش الأصغر: وهل هذا النوع من العذاب قد أنزله الله على أحد الكافرين بِرُسل ربهم؟
    جـ 12- المهديّ المنتظَر: بلى قد حدث من قبل عِدّة مرات وآخر حدث من قبل أنزله الله على الكُفّار الذين كفروا برسول الله إبراهيم ولوط، وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الحجر]، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].
    ولكن الله لم يرفع قُرى الكفار حتى جعل عاليها سافلها كما يقولون على الله الذين لا يعلمون! بل أمطر عليهم حجارةً من كوكب العذاب وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]. فقد تبيّن لنا بأنّ الله أمطر عليهم مطر السوء بحجارةً مُّسوَّمةً، بمعنى أنها مُجهّزة لاختراق غلاف الأرض الجوي.

    سـ 13- بوش الأصغر: ومن أين جاءت هذه الحجارة المُسوَّمة؟ أيّ من أي كوكب أمطرت على الأرض؟
    جـ 13- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، وذلك من كوكب سِجِّيل كما يُسمِّيه القُرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم.

    سـ 14- بوش الأصغر: وأين يوجد موقع كوكب سِجِّيل هذا كما أخبركم القُرآن؟
    جـ 14- المهديّ المنتظَر: عليك يا بوش الأصغر أن تعلم عِلم اليقين بأنّ موقع كوكب سجيل هو أسفل الأراضين السبع، ولا أعلم بكوكب من بعد كوكب سِجِّيل، وذلك لأنّ الله يقول في القُرآن العظيم أنه أسفل الكواكب الأرضية وذلك واضحٌ وجليٌّ في القُرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]، بمعنى: أنّ أمر القدر للعذاب جاء بتوقيت مرور كوكب سِجِّيل على الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ كوكب العذاب هذا كان من أسفل الأراضين ودار في فلكه المحكوم إلى ميقات القدر المحتوم للكُفار فتغير موقعه من الأسفل إلى الأعلى فمرّ فوق هذه الأرض التي نعيش عليها ليُمطر على الكُفّار بِحجارةٍ العذاب المُسوَّمة، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، أيّ جعل عالي الأراضين السبع الذي كان بسافلها.

    سـ 15- بوش الأصغر: وأين يوجد مواقع الأراضين السبع المذكورات في القُرآن؟
    جـ 15- المهديّ المنتظَر: توجد الأراضين السبع من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها إلى الأسفل، وأقرب الأراضين السبع إلينا هو ما يُسمى بالمريخ، وأسفل الأراضين السبع هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم، وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو) وكذلك تسمونه (الكوكب العاشر إكس)، ولكنه أحد الأراضين السبع وأسفلها على الإطلاق وليس بعده أرض كما علمنا الله بذلك في القُرآن العظيم وبيّن لنا وفصّل لنا تفصيلاً بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وكما بيّنا لكم من قبل في الحوار الافتراضي من قبل بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها هي أُمّ الكون العظيم الذي أنفتق منها السماوات وما فيها من الكواكب والنجوم، وبيّن الله لنا بأنّ الأراضين السبع توجد مواقعهُنّ من بعد أرضنا التي نعيش عليها، وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    فأما الأمر الذي يتنزّل هو أمر القُرآن العظيم من ربّ العالمين يتنزّل على النّبيّ الأُميّ الصادق الأمين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يعيش في هذه الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها يقع موقعها بين السماوات والأرض. بمعنى: أنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وبيّن الله لنا بأنّ أسفل الأراضين السبع هي كوكب العذاب وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو - Planet X).،ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سـ 16- بوش الأصغر: ولكنّ عُلماءنا بوكالة ناسا الأمريكية قد أخبرونا بهذا الكوكب وأنه سبق وأن مرّ على الأرض وأنّ زاوية دورانه تميل عن الكواكب الأُخرى لدرجة أنه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب.
    جـ 16- المهديّ المنتظَر: صدق عُلماؤكم في هذا الشأن يا بوش الأصغر، وذلك لأنّ الله قد أخبرنا في القُرآن العظيم بأنكم سوف تعلمون بذلك ومن ثُمّ أكّد الله الواحد القهار أنه سوف يغلبكم بذلك أجمعين لأن كذّبتم وقُلتم مَنَ أشدُّ مِنَّا قوةً وظننتم أنكم القوة التي لا تُقهر وعصيتم المهديّ المنتظَر الذي يدعو للحقّ ويهدي بالقُرآن العظيم إلى صِراطٍ مُستقيم.

    سـ 17- بوش الأصغر: إذاً فآتنا بالآية التي تُخبركم بأنّ الكفُّار سوف يرون ذلك من قبل أن يأتي وكذلك تؤكد التحدي بهذا الكوكب المدمّر لمن أبى واستكبر وظنّ أنه المنتصر على المُسلمين.
    جـ 17- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الرعد]. وكذلك الآية التالية تُخاطبكم يا بوش الأصغر وأولياءه، وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]، بمعنى أنّ كوكب العذاب يأتي من جهة الأطراف وأنتم تعلمون بأنّ أطراف الأرض هي الجهات القطبية.

    سـ 18- بوش الأصغر: لقد اكتشف علماؤنا بأنّ فلك دوران الكوكب Planet X يميل عن دوران الكواكب بزاوية مقدارها 45 درجة وبسبب هذا الميل فهو يأتي من أطراف الأرض أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب فهل توجد آية أشد وضوحاً تقول بأنّ هذا الكوكب يأتي للأرض من الأطراف وكذلك تؤكد بأنّ الله سوف يحيطنا بعلم هذا الكوكب من قبل أن يمرّ على الأرض، ومن ثمّ تؤكد هذه الآية بأنّ هذا الكوكب هو آية التحدي من الله لمن أراد أن يطفئ نور الله وآية النصر والظهور لدين الإسلام على الدين كله؟

    جـ 18- المهديّ المنتظَر: وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]؛ بمعنى أنه سوف يهزمكم به فيدمركم به تدميراً.
    كلا لا وزر يا بوش الأصغر، فلا مفرّ من بأس الله الواحد القهار ولا مُنجى ولا ملجأ من بأس الله إلا الفرار من الله إليه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فبالتوبة والإنابة إليه سوف تجد لك رباً غفوراً رحيماً، فيا بوش الأصغر لئن تبت إلى الله فسوف يغفر الله ذنوبك حتى ولو كانت عدد مثاقيل ذرات هذا الكون العظيم فرحمة الله وسعت كلّ شيء شرط التوبة والإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وكذلك يا معشر اليهود لا تيأسوا من روح الله وادخلوا في الإسلام كافة، ألا ترون بأن الله كتب على نفسه الرحمة ومن يئس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً فأسلموا تسلموا يؤتكم الله أجراً عظيماً ويهدكم صراطاً مُستقيماً وكان الله غفوراً رحيماً، فنحن المسلمون لا نريد إلا السلامة والرحمة للعالمين، وهل ابتعث الله خاتم الأنبياء والمُرسلين إلا رحمةً للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم، وسلام ٌعلى المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وكذلك أدعو الناس كافة للدخول في الإسلام كافة، فيدخلنا الله أجمعين في ظلّ رحمته، وكذلك يا معشر النصارى تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله وحده لا شريك له، فلا نعبد محمداً رسول الله من دون الله ولا تعبدوا المسيح عيسى ابن مريم من دون الله ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله فتفوزوا فوزاً عظيماً. وكذلك يا معشر المسلمين توبوا إلى الله متاباً لعلكم تُفلحون.

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو سريع الحساب، فقد أعذر من أنذر يا بوش الأصغر ويا جميع الكفار والمسلمين من الذين لم يكسبوا في إيمانهم خيراً، فرّوا من الله إليه إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ فقد اقترب ما تسمونه بالكوكب العاشر جاءكم بالعذاب الأليم وسوف يجعله الله يحقق أحد شروط الساعة الكُبرى ألا وهو (طلوع الشمس من مغربها)، والله على ما أقول شهيد ووكيل.

    ولم تنتهِ عجلة الحياة؛ بل يتحقق شرط من شروط الساعة الكبرى ألا وهو طلوع الشمس من مغربها جراء كوكب العذاب الأليم، وأقسم لكم بالله العلي العظيم أني لا أنطق لكم إلا بالحقّ من هذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً، ولربّما يظنّ الجاهلون بأنه قد انتهت عجلة الحياة ما دامت الشمس سوف تطلع من مغربها وأنها الساعة! ومن ثمّ نردّ عليه ونقول: كلا ثم كلا، بل طلوع الشمس من مغربها ليس إلا شرطاٌ من شروط الساعة يأتي من قبل قيام الساعة، أفلا تعقلون يا معشر المسلمين من الذين يهرفون بما لا يعرفون فحمَّلتم القرآن في صدوركم وجعلتم جُلّ جهدكم في الغنة والقلقلة ونسيتم التدبر في القرآن العظيم كما أمركم ربكم فأصبحتم كمثل الذين من قبلكم من أهل الكتاب فأصبحتم تحملون ما لا تفهمون كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يعلم ما يحمل على ظهره أفلا تعقلون؟ ألم يأمركم الله بالتدبر والتفكر في آيات الله في القرآن العظيم؟! وقال الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    وأقسم بالله العلي العظيم أنه لن يُصدق بأمري إلا من كان له لُبّ مُنيرٌ وليس إمّعة إن أحسن الناس وآمنوا آمنَ وصدّق بأمري وإن أساؤوا وكفروا وأنكروا اتّبع كفرهم، أولئك سوف يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    أم إنكم يا معشر المُسلمين تريدون أن يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار؟ فهل هذا هو المنطق في نظركم؟ لو كنتم تعقلون فإنّ عصر الحوار يأتي من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق، أم تظنون أنّ العذاب لن يصيب إلا الذين ظلموا من الناس خاصة؟ ولكنكم أول من كفر بأمري من قبل الكفار إلا من رحم ربي منكم وأكثركم مذبذبون لا مُصدقون ولا مُكذبون من الذين أظهرهم الله على أمري إلا قليلاً من المُصدقين وأولئك سوف يجعلهم الله صفوة العالمين مهما كثرت ذنوبهم فلهم ربٌ غفورٌ رحيمٌ يبدلهم حسنات ونجعلهم لمن المقربين من بعد الظهور ونجعلهم لمن الوارثين، والسلام على من اتبع الهادي إلى الصراط المُستقيم.

    فانظروا إلى الأراضين السبع وأنّها حقاً من بعد أرضكم بأن البيان هو الحقّ على الواقع الحقيقي. فانظروا إلى المجموعة الشمسية للكواكب تجدون بأن السبع الأراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها:



    وكذلك انظروا لكوكب العذاب حين مروره بجانب أرضكم:




    سـ 19- بوش الأصغر: وأين سدّ ذو القرنين وأين يأجوج ومأجوج وأين المسيح الدجال وأين الأرض ذات المشرقين المذكورة في القُرآن العظيم؟ أفتني بالحقّ وأفتي جميع عُلماء الأُمّة بالحقّ من الآيات المُحكمات في القُرآن شرط أن نجد ما تنطق به من القُرآن علمياً على الواقع الحقيقي بدقة مُتناهية كما تنطق به بمنطق القُرآن، فإن كنت من الصادقين أفتني وأفتي جميع عُلماء الأُمّة في العالمين؟

    جـ 19- المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر الإمام ناصر مُحمد اليماني: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]. ويا معشر عُلماء البشرية والناس أجمعين، فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروف جوابكم سوف تقولون لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غرباً، ونعلم أنّ الشمس تظهر من الشرق فتغير شروقها في جهة الشروق شيئاً فشيئاً ولكنها جهة شرقيّة واحدة ومغاربها جهة غربيّة واحدة، ونقول: بلى معروف ذلك لدى عُلماء المُسلمين في قوله تعالى: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج].
    ونقول أولاً: يا معشر عُلماء الأُمّة أنكم تعلمون بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم، والدليل قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴿١٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. فقد تبيّن لنا بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق في الأرض في الجهة الشرقيّة وما يُقابلها الغربيّة، إذاً أين المشرقين والمغربين؟ إذاً يا قوم إنّ المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين.

    ويا معشر عُلماء الأُمّة إني أجد في القُرآن العظيم بأن نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما نفسهما نُقطتا المغربين، بمعنى أنه يوجد هُناك أرض لها مشرقان في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أنّ الشمس تشرق عليها من جهةٍ حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأُخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأُخرى لهذه الأرض التي لا تُحيطون بها علماً، وأنا لا أُكلّمكم من كُتيّباتكم؛ بل من كتاب الله القُرآن العظيم وأجد في القُرآن العظيم بأنّ أعظم مسافة بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهُما نفسهما المغربان كما سوف يتبين لكم ذلك على الواقع الحقيقي.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يُقاطعني قائلاً: وكيف عرفت من القُرآن بأنّ أعظم بُعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هي المسافة بين نُقطتي المشرقين؟ فنردُّ عليه ونقول: قال الله تعالى بأن الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدُنيا فإن الله تعالى يُقيّض له أحدَ الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قريناً فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينه الإنسان عن الحقّ، حتى إذا تبيّن له كم أضلّه عن الصِراط المُستقيم يكره الإنسان قرينَه الشيطان كُرهاً عظيماً، ولكنهما لا يفترقان بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مُشتركان. فلا أُريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّي الإنسان من شدّة كُرهه لقرينه الشيطان عدوه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده، لذلك قال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. ومن خلال ذلك نعلمُ عِلم اليقين بأنّ أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين.

    إذاً يا قوم إن أرضنا ذات نفقٍ عظيمٍ ومفتوحة من الأطراف وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً يا قوم تبيّن لنا أنه يوجد هُناك عالم تحت الثرى وقال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسطّحةً؛ بل مفروشة مستوية في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقية جنوباً فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالاً وذلك لأنّ هذه الأرض المفروشة تمتد في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوباً ومهدها الله تمهيداً، وقال الله تعالى:
    {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]. ومعنى قوله: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يوصف لكم الأرض المفروشة بأنّها مُمهدة تمهيداً في مُنتهى الدقة في الاستواء فليس فيها نتوء بسبب ذلك التمهيد فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبيّة وكان أحدكم واقفاً في البوابة الشماليّة فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقفٌ في منتهى طرف الأرض شمالاً في البوابة الشماليّة.

    وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وتلك هي جنة الله في الأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل. وليست جنة المأوى التي عند سدرة المُنتهى بل جنةٌ لله من تحت الثرى، ويُريد المسيح الدجال أن يقول أنّه الله! وكذب وما كان لبشرٍ أن يُكلّمه الله جهرة سبحانه. والمسيح الدجال يُكلّمكم جهرةً ويقول أنّ لديه جنّةً ونار، و هي لله وليست له ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين بتلك الجنة فإنّ الله قد وعدكم بها في الدنيا ويرثكم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين.

    وأما سدّ ذي القرنين فيوجد في مضيق في مُنتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكنّ سدّ ذا القرنين له فتحةٌ كُبرى من الأعلى وليس مختم ولكنه أملس رفيع لا يستطيعوا أن يظهروه لكي يتنزّلوا إلى عالم دون السدّ في الجهة المُقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأُخرى ومنفذهم من البوابة الشماليّة، ولكن المسيح الدجال لا يُريد أن يُخرجهم إلّا إذا تهدّم سدّ ذو القرنين، وذلك لأن البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوط سرِّهُ بهدم سدّ ذي القرنين. وقال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وقال تعالى على لسان ذي القرنين في قصة ذي القرنين: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها الناس، أُقسم لكم بالله العلي العظيم ما أفتيتكم إلّا بالحقّ ويُريد المسيح الدجال أن يخرُج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغل البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا مُسلمين، ويُريد أن يقول بأنّ ذلك يوم الخلود وأن لديه جنة ونار ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم و إنه كذّاب لذلك يُسمى المسيح الكذاب وما كان لابن مريم أن يقول ذلك عليه الصلاة والسلام، بل سوف يكلّمكم كهلاً وهو من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ مُحمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمُرسلين فلا ينبغي أن يأتي من بعده نبيّ يدعو الناس لإتباعه ولذلك سوف يدعوكم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلى اتّباع المهديّ المنتظَر ويكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فأمّا التكليم في المهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هو سرّ المُعجزة في أن يتكلّم وهو كهل؟ وذلك لأنّ الله سيبعثه حياً فيكلّمكم كهلاً ومن الصالحين في زمن إمامه المهديّ المنتظَر فلا يدعو الناس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع المهديّ المنتظَر فيكون من التابعين.

    فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق لقوم يعلمون، ولسوف نُفتيكم في الأسرار الأُخرى إن كنتم تعقلون. ونكتفي الآن بتوضيح مقر يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسدّ ذي القرنين والأراضين السبع. وما يلي صورة الأرض ذات المشرقين من تحت الثرى التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقي:



    إخواني المُسلمين، إن الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصناعية بوكالة ناسا الأمريكية ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق، بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمس باطن أرضنا! وإنهم لخاطئون بل تلك الأشعة التي ترونها خارجة من باطن الأرض إنّها الشمس وهي مقابلة للبوابة الجنوبيّة أو الشماليّة، وذلك الشعاع الشمسي آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر]، بمنتهى الدقة فتجدون الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخو المُسلمين الداعي إلى الصراط المُستقيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  7. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 4398 من موضوع الكوكب العاشر آية اليماني المنتظَر يا بوش الأصغر ويا جميع البشر ..


    - 2 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    ــــــــــــــــــــ


    سُبحان الله العظيم؛ له في خلقه شؤون!


    بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر وخاتم خلفاء الله أجمعين من أهل البيت المُطهَّر إلى جميع علماء الأمّة الإسلاميّة الذين فرَّقوا دينهم شيعًا ففشلوا وذهبت ريحهم فأذلَّهم الله بسبب مخالفة أمر ربّهم في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيّنات} صدق الله العظيم [آل‌عمران:105].

    ومخالفين أمر ربّهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    ويا معشر عُلماء المُسلمين الذين فرَّقوا دينهم شيعًا وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؛ إني أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام النّاصر لما جاء به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الإمام ناصر محمد اليماني، وقد جعل الله في اسمي خبري وعنوان أمري، ومذهب آبائي شافعيّ، وأُشهدُ الله وملائكته بأني لا أنتمي لأيٍ من مذاهبكم متعصب معه ولست منكم في شيء لا أنا ولا جَدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:159].

    وبسبب قولكم في الدين برأيكم وتفسيركم للقرآن بحسب ظنَّكم تفرَّق عُلماؤكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون مخالفين أمر ربّهم ففشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن يا معشر المُسلمين فأصبحتم أذِّلّةً مُستضعفين فابتعثني الله رحمةً لكم وللناس أجمعين إلا من أبى أن يدخل في رحمة الله، وإني المهديّ المنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ ولا أدعوكم إلى كتابٍ جديدٍ؛ بل الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فأجمع شملكم لتوحيد صفّكم وأحكُم بينَكم فيما كنتم فيه تختلفون وأدعو أهل الكتاب إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينهم أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له وأدعو الناس أجمعين إلى الدخول في الإسلام كافّة وإن الدين عند الله الإسلام ومن ابتغى غير الإسلام دينًا فلن يقبُل منه وذلك هو الخُسران المُبين وسوف يودّ الذين كفروا وعَصوا لو كانوا مُسلمين لربّهم لا يشركون به شيئًا، واعلموا إنّ الشرك بالله لظُلمٌ عظيمٌ ولا يغفر الله أن يشرك به ولا يؤمن أكثركم إلا وهم مشركون بربهم عِبادَه المكرمين فيدعونهم من دونه وهم لا يشعرون بدعائهم؛ بل هم عن دعائهم لغافلون.

    ويا معشر علماء الأمّة على مختلف الديانات السماويّة ويا معشر عُلماء البشريّة على مُختلف مجالاتهم العلميّة، أُقسم لكم بالله العليّ العظيم الرحمن على العرش استوى الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، يعلم السرّ وما يخفى؛ الله لا إله إلا هو لهُ الأسماء الحُسنى أني أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهَّر أتلقَّى البيانَ الحقّ للقرآن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ أدعو على بصيرةٍ من ربّي القُرآن العظيم فأهديكم به إلى الصراط المُستقيم صراط الله العزيز الحميد مُستمسكًا بكتاب الله القُرآن العظيم وسُنة محمدٍ رسول الله فلا أفرّق بين كتاب الله وسنّة رسوله فأتَّبِع ما خالف كتاب الله فأكون من الذين يُفَرِّقون بين الله ورسوله فأعوذ بالله أن أكون من الضالّين المُضلِّين وما تشابه مع كتاب الله في سنّة رسوله فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، وما وجدتم من السّنة بينه وبين القُرآن اختلافًا كثيرًا فاعلموا أن ذلك من عند غير الله من شياطين الإنس والجنّ ليصدّوكم عن كتاب الله وسنّة رسوله.

    وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر أكرر فأقول: يا معشر علماء الأمّة على مختلف الديانات السماويّة، ويا معشر عُلماء البشريّة على مُختلف مجالاتهم العلميّة، إني أدعوكم إلى طاولة الحوار لكي أريكم حقائق آيات القُرآن على الواقع الحقيقيّ بالعلم والمنطق حتى يتبين لكم أنه الحقّ من ربكم؛ كتابًا مُباركًا يهدي للتي هي أقوم وبُشرى للمؤمنين.
    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة لقد أتاني الله عِلمَ الكتاب (القُرآن العظيم) وليس علِمًا منه فحسب. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:43].

    ولربّما يودّ جميع علماء الأمّة أن يُقاطعوني فيقولون: "يا ناصر اليماني يا من تزعم أنّك أنت المهديّ المُنتظَر وأنّ الله قد آتاك علم الكتاب فلكلّ دعوى بُرهان، فإن كنت حقًّا قد آتاك الله عِلم الكتاب القُرآن العظيم فنحن جميع عُلماء المُسلمين نؤمن بالقرآن العظيم ولا تزال لدينا أسرارٌ كُبرى في القرآن العظيم غامضة علينا؛ بل نواجه إحراجًا من الكافرين بالقرآن العظيم فيحاجّونا بالحجّة البيّنة لصحة هذا القرآن العظيم، فيقولون لنا دلّونا على سد ذي القرنين إن كنتم صادقين بأنّ هذا القرآن حقًّا من لدُن حكيمٍ عليمٍ، ودلّونا على يأجوج ومأجوج، ودلّونا على الأراضين السبع، ودلّونا على أصحاب الكهف والرَّقيم الذي يقول القُرآن أنّهم من آيات الله عجبًا، ومِن ثمّ يقف جميع عُلماء المسلمين عاجزين عن الردّ على الملحدين والممترين، فإن كنت حقًّاً المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر؛ وبما أنّك تقول بأنّ الله آتاك عِلم الكتاب الشامل للقرآن العظيم فأجِب على هذه الأسئلة التي لم يستطع جميع علماء الأمّة الإسلاميّة الإجابة عليها، وذلك لأنها تتطلَّب إجابة بالعِلم والمنطق يجده الملحدون حقًّا على الواقع الحقيقيّ المَلموس فوقفنا جميعًا عاجزون! فلئن أجبتنا بالحقّ فبيّنت لنا بالبيان للقرآن ومن ثمّ نجد بيانك لهذه الأسرار القرآنيّة الكبرى حقًّا بالعِلم والمنطق على الواقع الحقيقي فسوف يعلم جميع عُلماء المُسلمين أنّ الله قد زادك علينا بسطةً في العلم وأنك المهديّ المنتظَر الحقّ الحقيق لا تقول على الله إلا الحقّ فصدقك الله بالعلم والمنطق الحقّ نجده على الواقع الحقيقي".

    ومن ثم أردّ عليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة وأفتي جميع علماء البشريّة في تلك الأسرار الكُبرى للقرآن العظيم فتجدونه حقًّا على الواقع الحقيقيّ حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ ولكن لي شرط إذا تبيّن لكم أنه الحقّ على الواقع الحقيقيّ ومن ثمّ لا يعترف بشأني علماء المُسلمين ولا عُلماء النصارى واليهود فإن عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في كُلّ لحظةٍ وحينٍ بعدد ثواني الدهر والشهر من أول العُمر للحياة الدُنيا إلى اليوم الآخر إلى يوم الدين إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وإن لم تجدوا ما يقوله ناصر محمد اليماني هو الحقّ على الواقع الحقيقي فإنّ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في كُلّ لحظةٍ وحينٍ بعدد ثواني الدهر والشهر من أول العُمر للحياة الدُنيا إلى اليوم الآخر إلى يوم الدين إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
    ________

    وأعوذ بالله العليّ العظيم من الشيطان الرجيم.

    بسم الله نبدأ الحوار الجدّ والقول الفصل وما هو بالهزل ولنبيّنهُ لقومٍ يعلمون..

    فأجيبكم على السؤال الافتراضي الأول:
    السؤال الأول علماء الأمّة: أين سدّ ذي القرنين؟ وأين يأجوج ومأجوج؟ وأين المسيح الدجال؟
    والمجيب المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهَّر الإمام ناصر محمد اليماني: قال الله تعالى:
    {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].

    ويا معشر عٌلماء البشريّة والناس أجمعين فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروفٌ جوابكم سوف تقولون: "لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غَربًا، ونعلم أنّ الشمس تظهر من الشرق فتغيّر شروقها في جهة الشروق شيئًا فشيئًا ولكنها جهةً شرقيّةً واحدةً ومغاربها جهةً غربيّةً واحدةً"، ونقول: بلى معروف ذلك لدى علماء المسلمين في قوله تعالى:
    {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج:40].

    ونقول: أولًا يا معشر علماء الأمّة إنكم تعلمون بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم، والدليل قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:137]. فقد تبيّن لنا بأنّ المشارق والمغارب هي مناطقٌ في الأرض في الجهة الشرقيّة وما يقابلها من الجهة الغربيّة.

    إذًا ما هما المشرقان والمغربان؟ إذاً يا قوم:
    إنّ المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أجد في القرآن العظيم بأنّ نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما أنفسهما نُقطتا المغربين، بمعنى أنه يوجد هُناك أرض لها مَشـْرقان في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أنّ الشمس تشرق عليها من جهةٍ حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأخرى لهذه الأرض التي لا تحيطون بها عِلمًا.

    وأنا لا أُكَلِّمَكم من كتيّباتِكم؛ بل من كتاب الله القُرآن العظيم، وأجد في القُرآن العظيم بأنّ أعظم مسافةٍ بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهما أنفسُهما المَغرِبان كما سوف يتبيّن لكم ذلك على الواقع الحقيقيّ، ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني: "وكيف عرفت من القرآن بأنّ أعظم بعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هو المسافة بين نقطتي المشرقين؟". فنردّ عليه ونقول: قال الله تعالى بأنّ الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدنيا فإنّ الله تعالى يقيّض له أحد الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قرينًا فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينَه الإنسان عن الحقّ حتى إذا تبيّن له كم أضلّه عن الصراط المُستقيم يكره الإنسان قرينه الشيطان كُرهًا عظيمًا، ولكنهما لا يفترقان بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مشتركان، فلا أريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّى الإنسان من شدة كرهه لقرينه الشيطان عدوّه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده، لذلك قال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ومن خلال ذلك نعلم علم اليقين بأن أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين.


    إذًا يا قوم إنّ أرضنا ذات نفقٍ عظيمٍ ومفتوحةً من الأطراف، وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].

    إذًا يا قوم تبيّن لنا أنه يوجد هُناك عالَم تحت الثَّرَى، وقال الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:6]، وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسَطَّحة بل مفروشة مستويّة في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقيّة جنوبًا فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالًا وذلك لأن هذه الأرض المفروشة تمتدّ في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوبًا ومَهَّدها الله تمهيدًا، وقال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:48]، ومعنى قوله ونعم الماهدون فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يصف لكم الأرض المفروشة بأنها مُمهدةٌ تمهيدًا في منتهى الدِّقة في الاستواء، فليس فيها نتوءٌ بسبب ذلك التمهيد، فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبيّة وكان أحدكم واقفًا في البوابة الشماليّة فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقف في منتهى طرف الأرض شمالًا في البوابة الشماليّة.

    وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال، وتلك هي جنة الله في الأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، وليست جنة المأوى؛ بل جنة لله في الأرض، ويريد المسيح الدجال أن يقول أنّه الله وأنَّ لديه جنةً ونارًا، وهي لله وليست له ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين بتلك الجنة فإنّ الله قد وَعدَكم بها في الدنيا ويرِثَكُم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين.

    وأما سَدُّ ذو القرنين فيوجد في مضيقٍ في منتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكن سدّ ذو القرنين له فتحةٌ كبرى من أعلى وليس مُختمًا ولكنه أملَسٌ رفيعٌ فلا يستطيعون أن يظهروه لكي ينُطّوا إلى عالَم دون السد في الجهة المقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأخرى ومنفذهم من البوابة الشماليّة، ولكن المسيح الدجال لا يريد أن يُخرِجهم إلا إذا تهدَّم سدّ ذو القرنين وذلك لأنّ البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوطٌ سِرّه بهدم سدّ ذي القرنين، وقال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يأجوج ومأجوج وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)} صدق الله العظيم [الأنبياء:95].

    وقال الله تعالى في قصة ذي القرنين:
    {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيّها الناس أقسم لكم بالله العليّ العظيم ما أفتيتكم إلا بالحقّ، ويريد المسيح الدجال أن يخرج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغلّ البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا مسلمين ويريد أن يقول بأنّ ذلك يوم الخلود وأن لديه جنة ونارًا ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين! ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم؛ إنه كذَّاب لذلك يُسمى المسيح الكذَّاب، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل سوف يُكَلّمكم كهلًا وهو من الصالحين التّابعين للمهديّ المنتظَر وذلك لأنّ محمداً رسولُ الله خاتمُ الأنبياء والمُرسَلين، وقال الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:46].

    فأمّا التَّكليم في المَهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هي سرّ المعجزة في أن يتكلم وهو كهلٌ؟ وذلك لأنّ الله سيبعثه حيًّا فيُكَلِّمَكم كهلًا ومن الصالحين في زمن إمامة المهديّ المنتظَر فلا يدعو الناس إلى اتِّباعه؛ بل إلى اتِّباع المهديّ المنتظَر فيكون من التّابعين، فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقيّ بالعِلم والمنطق لقومٍ يعلمون، ولسوف نفتيكم في الأسرار الأخرى إن كنتم تعقلون، ونكتفي الآن بتوضيح مَقرّ يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسدّ ذي القرنين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين..
    المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام ناصر محمد اليماني.



    صورة الأرض التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقيّ.

    إخواني المسلمين إنّ الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصناعيّة بوكالة ناسا الأمريكيّة ولم يكونوا يعلمون بأنّها ستكون من آيات التَّصديق؛ بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيها شمسًا باطن أرضنا وإنهم لخاطئون بل تلك الأشعة التي ترونها خارجة من باطن الأرض إنها الشمس وهي مقابلة البوابة الجنوبيّة أو الشماليّة وذلك الشعاع الشمسيّ آتي من البوابة التي تقابلها كما فصَّلنا لكم ذلك تفصيلًا من القرآن العظيم. تصديقًا لقوله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:81]. بمنتهى الدِّقة فتجدون الحقّ حقًّا على الواقع الحقيقيّ، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وإليكم سبع آياتٍ أخرى وهنّ الأراضين السبع أين موقعهنّ في الكون كما حدد الله موقعهنّ في القرآن العظيم؟ ومن ثم تجدونه حقًّا على الواقع الحقيقيّ. وقد أمرني الله في القُرآن العظيم أن أجادلكم بحقائقٍ من آيات الله في القُرآن العظيم بالعِلم والمنطق الحقّ الذي تجدونه على الواقع الحقيقيّ. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:81].

    فأيّ آياتِ الله تُنكِرون في القُرآن العظيم يا معشر الكافرين بالقرآن العظيم إلا بيّنتها لكم على الواقع الحقيقيّ بالعِلم والمنطِق؟ سواء كان سدّ ذي القرنين ويأجوج ومأجوج والأراضين السبع وأصحاب الكهف والرقيم وجميع آيات الله التي تنكرونها في خلق السماوات والأرض وخلق أنفسكم حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ يُصدقه العلم والمنطق على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون لئن بيّنت لكم على الواقع الحقيقيّ ثمّ لا تزالون في ريبكم تتردّدون فأذنوا بحرب من الله الواحد القهّار؛ فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟!

    ويا معشر المُسلمين الذين لا يزالون في ريبهم يتردَّدون قاتلكم الله أنَّى تؤفكون فتُصَدِّقون الإفك على الله ورسوله واتّخذتم القرآن وراء ظهوركم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله، وإنما يقصد المُتشابه منه، فها هو المهديّ المنتظَر بين أيديكم يدعوكم للحوار من قبل الظهور فكيف لي أن أظهر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل التّصديق فهل ترون هذا هو منطق العقل إن كنتم تستخدمون عقولكم؟! فهل يتذكر غير أولي الألباب المُتفكِّرون وليسوا إمّعاتٍ فيقتَفون ما ليس لهم به عِلم؟ ألم ينهَكم الله عن ذلك أن تتّبعوا ما ليس لكم به علمٌ وأنّ حجّة الله عليكم سمعكم وأبصاركم؟ ولكنكم لا تستخدمون عقولكم إلا قليلًا فتتَّبعون يا معشر العلماء ما ليس لكم به علم، فكيف يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار والتَّصديق؟! كلّا ثم كلّا بل بعد الحوار والتَّصديق يظهر لكم عند البيت العتيق، أم إنكم تُحَرِّمون على المهديّ المنتظَر موسوعة الخبَر في شبكة الإنترنت العالميّة فجعلتموها حصريًّا تكون ضدّ الله ورسوله لصالح نشر السوء والفاحشة لإرضاء الشيطان وغضب الرحمن وليست لصالح نشر الخبر للبشرى والحوار للمهديّ المنتظَر؟! وتالله ما اخترت هذه الوسيلة عن أمري يا معشر المسلمين فاتَّقوا الله لعلكم تفلحون.

    وأما أقطار الأراضين السبع فهي جميعًا من تحت أرضكم في الفضاء طِباقًا وأسفلهم كوكب سجّيل المُدّمِر المُسمى
    (نيبيرو) أو الكوكب العاشر.

    وأمّا هذه الأرض التي تعيشون عليها فَلَم يجعلها الله من ضمن الأراضين السبع وذلك لأنّ هذه الأرض التي تعيشون عليها أجدها في القُرآن العظيم أنّها أُمّ الكون الذي انفتق منها السماوات السبع ونجومها والأراضين السبع وأقمارها، وإنّا لصادقون. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]، ولأنكم يا معشر الكفار قد عَلِمتم هذه الحقيقة مُصدِّقة للقرآن العظيم بالعِلم والمنطق على الواقع الحقيقيّ لذلك يقول الله لكم يا كفار اليوم مُحتجًّاً عليكم بعلمكم لذلك قال في نفس الآية: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم.

    فأمّا السماء فتعلمونها، وأمّا الأراضين السبع فهي توجد من تحت أرضكم طِباقًا في الفضاء السُفليّ، وأما أرضكم فهي مركز الكون العظيم وبيت الله المعظم في مركز المركز، وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27]، فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلَّم عن كلمات قُدرته تعالى {كُن فَيَكُونُ} بأنّ ليس لقُدرته حدودًا ولا نهايةً فحتى ولو أنه يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلامًا لتُكتب بها كلمات قُدرات الله لنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطْلَقة {كُن فَيَكُونُ}، وحتى ولو يمدّ من بعده أقطار الأراضين السبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله. فَقَد علمتُ من خلال هذه الآية بأنّ من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحًا وجليًّا، وذلك لأنّ الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عن ما يشمل وجه الأرض: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض وذلك لأنّ الأرض ثلاثة أرباعها بحر ورُبعها يابسة. ثم قال: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر ومن ثمّ يمد أقطار الأراضين السبعة من بعد أرضكم بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا. ونفهم من خلال هذه الآية بأنّ أقطار الأراضين السبع توجد من تحت أرضكم يا بوش الأصغر ويا جميع البشر.

    ومن ثم نمُدّكم بآية من القرآن أكثر وضوحًا وتفصيلًا وتأكيدًا لبيان الآية السابقة، وقال الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12].

    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} صدق الله العظيم، وإليكم البيان الحقّ: وهنّ السماوات السبع التي تحيط بكم من جميع الجهات، وأمّا قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} صدق الله العظيم، أي: مثلهنّ في الكَم بالرقم سبعة وليس في الحجم وهنّ أقطار الأراضين السبع في الفضاء من تحت أرضكم التي تعيشون عليها، وأمّا قوله تعالى {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} وذلك الأمر من الله إليكم هو القرآن العظيم، ومعنى قوله {بَيْنَهُنَّ} أي: أنّ أرضكم تخرج عن الرقم سبعة للأراضين السبع وذلك من أجل تحديد الرقم والموقع للأراضين السبع وأنهنّ من تحت أرضكم أمُّ الكون العظيم الذي انفتق منها السماوات السبع والأرضين السبع، وأمّا قوله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وذلك ليعلم الملحدون بأنّ الله هو الخالق الحقّ للكون، وأما قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} وتلك معجزة التّصديق الحقّ على الواقع الحقيقيّ، أي: وكذلك تعلموا بأنّ الله حقًّا قد أحاط بكلّ شيءٍ عِلمًا وهو الذي يعلم بأنّ من بعد أرضنا سبعة أراضين وذلك لأنّ أسفل الأراضين لم يتبيّن لهم إلا عام 2005، ومن ثم يعلمون بأنّ هذا القُرآن حقًّا من لدُن حكيمٍ عليمٍ تجدونه على الواقع الحقيقيّ بالعِلم والمنطِق، فانظروا إلى المجموعة الشمسيّة للكواكب تجدون بأنّ السبع الأراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها:



    أخوكم المهديّ المُنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 7136 من موضوع القرآن رسالةٌ شاملةٌ للثقلين ويحوي مفاتيح الغيب كلها من الأحداث العظمى الهامّة من البداية إلى النهاية ..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 01 - 1428 هـ
    16 - 02 - 2007 مـ
    ــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يُعلن للبشر سرّ تاريخ ثمانية أبريل 2005 ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، من اليماني المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الإمام ناصر محمد اليماني إلى الناس أجمعين، والسلام على من اتّبع الداعي إلى الصراط المستقيم، وبعد..

    يا أيها الناس هل أنتم أحياء أم إنه لا حياة لمن تُنادي
    {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ‌ ﴿٢٢﴾} [فاطر] ، فكم أُذكّر وكم أكرر أني أنا اليماني المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر، فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مبالغ بالنثر ولم أكن من الشيعة الاثني عشر من الذين يعتقدون باثني عشر إماماً من أهل البيت المطهر وذلك حقّ ومن ثم ينتظرون ثلاثة عشر إماماً وذلك لأنهم يؤمنون باليماني المنتظَر وأنَّ أهدى الرايات رايته وأنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن ثم يُحقّرون من شأنه بأنه ليس إلا مُمهِّدٌ للمهديّ المنتظر، والذي جعلوا ميلاده من قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور، ومن ثم خبَّأوه في ظلمات سرداب سامراء! وأغلبهم في شكٍ منه مريب ويخشون أن يكون ذلك الرجل مجرد أسطورةً مفتراة، ولكن منهم من تأخذه العزّة بالإثم رغم شكِّه في شأن المدعو محمد الحسن العسكري فقد ظهر القمر بل صار بدراً في وسط السماء ولم يشاهده الشيعة الاثني عشر والذي حال بينهم وبين رؤية القمر هو سرداب سامراء، ولا أظن من كان في سرداب مظلمٍ سوف يشاهد القمر حتى ولو كان بدراً في وسط السماء، وذلك لأنه في ظلمات بعضها فوق بعض كظلمات في بحر لُجّي يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

    فلا تلوموني يا معشر الشيعة الاثني عشر في خطابي اللاذع والموجه إليكم خاصة وللمسلمين عامة، فأنتم أعلم بشأن المهديّ المنتظَر وأحاطكم الله عنه بكثيرٍ من الخبر ولكنكم عصيتم الأمر وسميتموه بغير اسمه، وجعلتم ميلاده من قبل القدر المحتوم في زمانه المعلوم، فقد طفح الكيل منكم، وتالله إنكم لتعرفون شأني وبالذات علماؤكم كما كان معشر اليهود يعرفون بشأن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا جاءهم بالحقّ أنكروا أمره برغم أنهم يرونَه ينطق بالحقّ، وأنتم تعلمون بأني أنطق بالحقّ وجئت مصدقاً لكثير من الروايات والأحاديث الحقّ التي بين أيديكم من أئمة أهل البيت، إلا المُفتراة والتي كانت نتيجة لاستعجال أناس منكم لهذا الأمر أو بسبب فتنة المبالغة في أهل البيت بغير الحقّ، فمنكم من يدعو أئمة أهل البيت من دون الله كمثل دعائه يا علي أو يا حسين، فما أشبهكم بالنّصارى الذين بالغوا في ابن مريم بغير الحقّ غير أنهم زادوكم بأن جعلوه ولد الله سبحانه وتعالى عمّا يقولون علواً كبيراً:
    {لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِ‌يكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْ‌هُ تَكْبِيرً‌ا ﴿١١١﴾} [الإسراء].

    فقد طفح الكيل منكم يا معشر الشيعة الاثني عشر لماذا لا تعلنون بهذا الأمر رغم خشية الذين اطّلعوا منكم على هذا الأمر بأن أكون المهديّ المنتظَر وهم له مُنكرون؟ فهل ترون بأن الآخرين يقولون لي شيعياً رافضياً وكان سبب قولهم لأني أقول بأنّي الإمام الثاني عشر فحكموا علي بأني من الشيعة؟ ولست منهم في شيء حتى لا يدعوا مع الله أحداً من أهل البيت ويعترفوا بأسطورة محمد الحسن العسكري المُخبأ في سرداب سامراء، وحتى لا يحلوا قتل مسلمٍ بغير الحقّ كما يفعل أولياؤهم في اليمن فقتلوا آلاف من العسكر الضعفاء الذين أجبرتهم جبروت الحياة للعسكرة ليسدّوا فاقتهم فإذا هم يقتلونهم ويقعدوا لهم في كل مرصدٍ وكأنهم يقتلون اليهود في المسجد الحرام، فمن ذا الذي أفتاكم بذلك؟ لعنة الله عليه أو عليّ إن لم أكن المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر والإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر. وأنا اليماني والذي هو بذاته المهديّ الذي فيه تمترون فتظنون بأنه لن يخرج الإمام المزعوم محمد الحسن العسكري من سرداب سامراء ما لم تنتصر ثورة اليماني ومن ثم سوف يظهر المهديّ حتى يُسلّمه اليماني الراية، وتريدون أن تقتلوا في الشعب اليماني حتى تنجح ثورة اليماني، ولكني أنا اليماني يا معشر الشيعة وأعلم اسم الذي سوف يُسلمني راية اليمن وأعلم باسم أبيه وجده، وهو المُمهِّد لي نظراً لأنهُ وحّد اليمن من صنعاء إلى حضرموت إلى أقصى المهرة بثورة حربية قتالية فانتصر في ثورته برغم الدعم الذي تلقاه خصمهُ من دول الجوار عن جهالة منهم، وها هو الراكب يسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على شاته.

    وأُقسم بالله العلي العظيم بأني أعلم بأن اليماني الذي سوف يُسلمني الراية اليمنية أنه قائد ثورة الوحدة السيد المشير علي عبد الله صالح الذين تقاتلونه الآن، وذلك هو اليماني الممهد، ولم يكن إماماً ولا داعيةً وإنما قام بقدرٍ من الله للتمهيد بثورة الوحدة بين اليمنين، وقد ميّزه الله بصفة العفو ما لم يُميّز بهذه الصفة أحداً من قادة البشر في هذا العصر وأنتم تعلمون، ولكن للأسف سياسته فاشلة باختيار شلة السوء الذين سرقوا في مناصب اليمن وخيراته وأذلوا شعب اليمن وأكثروا في الأرض الفساد ونهبوا خيرات البلاد، فاختيار الرئيس اليمني لطاقم الحكومة لم يكن حكيماً، وكذلك تصديقه للعرافين والذين يحذرونه من المهديّ المنتظَر كما حذر العرافون فرعون من موسى وهو من الصالحين ولو كان كافراَ لما حذروه شيئاً، فكيف يحذّرون من أوليائهم؟ إنما يُحذّر العرّافون من الصالحين يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك الشخص الذي يحذّرك منه العرّافون أو يحذّرونك من قبيلته بل ومن أسرته إنه المهديّ المنتظَر فلا تكن من الجاهلين، وأعلم علم اليقين بأن الضالين سوف يستمرون ثورة بعد ثورة كأمثال الحوثي والذي من ورائه حوثي والذي لا تزال تحاربه هذه الساعة أثناء صدور هذا الخطاب ولن يستطيع أن يعلم من هو المهديّ المنتظَر غير اليماني قائد ثورة الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك من خلال مكر العرّافين ضدّ المهديّ المنتظَر والأسرة التي حذّروه بأن مُلكَه سوف يزول إليها فإن المهديّ المنتظَر من تلك الأسرة يا أيها الرئيس علي عبد الله صالح، فلن أخبرك من أيّ أسرة الآن بل عليك أن تعرف أنت من أيّ أسرة المهديّ المنتظَر حتى تُسلمه الراية، وأما كيف تعلم من أيّ أسرة فأنت تعلم من أيّ أسرة حذّرك العرافون أولياء الشياطين يلقون إليهم السمع وأكثرهم كاذبون، فمن تلك الأسرة يكون ناصر محمد اليماني.

    وأختم هذا الخطاب بقولي بأن تاريخ ثمانية إبريل (2005) لم ينتهِ بعد، وذلك اليوم هو اليوم الشمسي الأخير، وقد علمناكم من قبل بأن طول اليوم الشمسي سنتين وتسعة أشهر وعشرة أيام فلم ينقضِ هذا اليوم منذ دخولي الإنترنت حتى الساعة، وكما نبأناكم من قبل بأن اليوم الشمسي أقصد به يوم الشمس في ذاتها لقضاء دورتها حول نفسها يستغرق ألف يومٍ من أيامكم 24 ساعة، وأما الشهر الشمسي فيستغرق ألف شهر من شهوركم القمرية، وأما السَّنة الشمسية فهي كألف سنة مما تعدون وقد انقضى يوم عرفة (1427) بالنسبة ليوم الأرض وكذلك ليوم القمر ولكنه لا يزال يوم عرفة ساري المفعول بالنسبة للتاريخ الشمسي والذي كان فيه كسوف الشمس يوم الجمعة ثمانية أبريل (2005) أول كسوف في تاريخ الدهر والشهر والذي حدث في يوم الجمعة ثمانية أبريل لعام (2005) ميلادي الموافق بداية ميلاد هلال ربيع الأول (1426)، فانظروا إلى التاريخ هل قد تجاوز الألف اليوم الأرضي منذ 8 أبريل (2005)؟ ولن يخلف الله وعده لعبده حسب ظنكم بأني من الضالين نظراً لأنكم تحسبون بيومكم 24 ساعة حتى إذا جاء هذا اليوم قال بعضكم إنه مجنون! وليس بي جنون، ولكن أكثركم لا يفقه بأنه حسب التاريخ الشمسي في ذات الشمس، فهل تذكرون بأني أول ما أنذرتكم كتبت عنوان الخطاب بالتاريخ الشمسي منذ أول لحظة أدخل الإنترنت كتبت موعد العذاب حسب التاريخ الشمسي ولا أقصد الميلادي بل التاريخ الشمسي في ذات الشمس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ‌ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾} [الرحمن].

    فأما السَّنة القمرية فهي بحسب أيامكم 360 يوم، وأما السَّنة الفلكية الشمسية فهي 360 ألف يوم بحسب أيامكم، ولو تقومون بتحويل هذه الأيام إلى سنين فسوف يظهر لكم ناتج السَّنة الشمسية
    {كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٤٧﴾} [الحج] في منتهى الدقة لقوم يعلمون، ومن استطاع إرسال هذا الخطاب إلى السيد الرئيس علي عبد الله صالح فليفعل، وإن أبى علي عبد الله صالح تسليمي القيادة فسوف يظهرني الله عليه وعلى جميع قادات البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين وإلى الله تُرجع الأمور.

    ومن اهتدى فلنفسه ومن أضل فإنما يضل عليها، فإن كنت كاذباً فعليَّ كذبي، وإن كنت صادقاً
    {فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    الإمام ناصر محمد اليماني ..
    _____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  9. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم




    اقتباس المشاركة 4403 من موضوع (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛ لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 03 - 1430 هـ
    26 - 03 - 2009 مـ
    09:28 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    (الردّ على الباحثة عن الحقّ الأخت ماريا)؛
    لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رُسل الله أجمعين وآلهم الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    أختي الكريمة ماريا، فإنّي أفتيك بالحقّ والحقّ أقول أنّه لا يُصدّق بالحقّ إلا أولو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    وإنّما يبعث الله الإمام المهديّ الحقَّ بالبيان الحقِّ للكتاب فيُحاجّهم بآيات الله المُحكمات البيّنات للعالم والجاهل هُنّ أمّ الكتاب، ومن ثمّ يتدبّر البيان الحقّ أولو الألباب، ومن ثمّ يعلمون أنّهُ الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وإنّما البيان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتيكم به من ذات مُحكم القرآن بآياتٍ بيّنات لا ولن يستطيع أن ينكرهنّ لا عالِمٌ ولا جاهلٌ إلا من كفر بمُحكم القرآن العظيم، وأضرب لكِ على ذلك مثالاً: فأنا أُحذّر النّاس من كوكب العذاب ومن ثمّ أُعرِّفه لهم وآتي بتعريفه من مُحكم القرآن العظيم وأُعلِّمهم أنّه من أحد أشراط السّاعة الكُبرى، ويسبقه تكرار آية الإدراك للشمس والقمر، ثمّ يأتي كوكب سقر أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ ويسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب سقر، ومن ثمّ آتيكم بآيةٍ مُحكمةٍ من القرآن العظيم لإثبات البيان الحقّ من محكم الذكر أنّ كوكب النّار أحد أشراط السّاعة الكُبَرِ بعد أن تدرك الشّمس القمر، وقال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ولربّما تودّ ماريا أن تُقاطعني وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّك وعدتنا أن تأتي بالبيان الحقّ من مُحكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب الواضحات البيّنات للعالِم والجاهل أفلا توجد آيةٌ أخرى أشدّ وضوحاً وتأكيداً أنّ العذاب الذي وعد الله به المعرضين عن الذكر من البشر أن يهلكهم بكوكب النّار من قبل موتهم؛ بل الذين يأتي في عصرهم وهم بالقرآن العظيم كافرون؛ بما أنّك تقول أنّ مجيء كوكب النّار يحدث في عصر الإمام المهديّ المنتظَر فيهلك الله المُكذّبين به بنار جهنّم فتأتيهم بغتةً فلا يستطيعون ردّها ثمّ لا يُنظَرون فتهلكهم كما أهلك الله المُكذّبين بالحقّ من ربّهم من قبل في الأمم الأولى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالجواب مُباشرةً من محكم الكتاب وأقول: قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويفقه هذه الثلاث آيات العالِم والجاهل إلا الذين لا يعقلون، فإن كانت ماريا من أولي الألباب فسوف تردّ علينا وتقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد سهّلت لنا الأمر تسهيلاً لكشف حقيقتك، فبما أنّك تقول بأنّ الله سوف يعذّب المُكذّبين بالبيان الحقّ للذكر الحكيم بكوكب النّار وأتيتنا بآياتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ لعالِم الأمّة وجاهلها؛ بل لا يستطيع أن ينكرها لا ملحدٌ ولا جاهلٌ ولا كافرٌ ولا عالِمٌ من علماء الأمّة لأنهم سوف يطبّقون بيانك تطبيقاً علميّاً على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، وبما أن الله يقول: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء:37]، ويقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} [فصلت:53]، وبما أنّ العلم والمنطق والعقل يقول إنّ الأمر سهلٌ جداً لكشف حقيقة ما يقوله هذا الرجل في ظلّ التقدم العلميّ وغزو الفضاء فسوف ننظر هل حقاً يقترب من أرضنا كوكبٌ جهنميٌّ؟ وهل نتوقعه في القريب العاجل في جيل هذه الأمّة التي يوجد بها الداعية ناصر محمد اليماني؟ فإن تبيّن للباحثين عن الحقّ أنه حقاً يقترب من أرض البشر كوكبٌ يحمل النّار وكذلك يتوقعون وصوله في جيل هذه الأمّة التي فيها الداعية ناصر محمد اليماني، فإن تبيّن لنا حقيقة ذلك على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فعند ذلك قد علمنا البيان الحقّ للآية السابعة والثلاثين {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}، فإذا رأينا حقيقة هذه الآية بالآفاق قادمةً إلى الأرض فعند ذلك سوف نقول صدق الله ورسوله والمهديّ المنتظَر فتلك من حقائق آيات الله في الذكر، فلماذا نُنْظِرُ إيماننا بالحقّ ونُعرض عنه حتى تأتينا بغتةً فتهلكنا جميعاً ونحن نُخاصم هذا الرجل برواياتٍ تحتمل الكذب ولسنا بها موقنين ونستمسك بها ونترك ما يُحاجّنا به هذا الرجل بآيات الله التي أولاً وجدناها آياتٍ مُحكمات في ذات القرآن العظيم ومن ثمّ وجدناها الحقّ على الواقع الحقيقي؟ فبأي حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون يا معشر البشر؟ فإذا لن يستطيع أن ينكرها حتى الملحد الذي ينكر وجود الله فكيف ينكرها قومٌ يزعمون أنّهم يؤمنون بالله وبرسوله وبالقرآن العظيم؟ فإن أنكروا الحقّ من ربّهم فقد أصبح جُرمهم عند الله أعظم من جُرم المُلحدين".

    ويا ماريا، أليس ذلك هو منطق العقل إن كنتم تعقلون؟ وأقسمُ بالله العظيم لو ابتعثني الله أخاطب بهذا البيان جبلاً لرأيتم الجبل خاشعاً مُتصدِّعاً من خشية الله، فيا عجبي هل الأوتاد أعظم أم قلوب العباد! بل الكارثة الكُبرى أنّه يُكذِّب بآيات الله المسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم؛ بل أعظم كارثةٍ أنّه لم يفقهه حتى علماؤهم برغم أنه لو اطّلع على بيان الذّكر للمهديّ المنتظَر حمارٌ لعلم أنّه الحقّ من ربّه لشدّة وضوحه، ولكني سوف أفتيكم بالحقّ بأنّه إذا استكبرتم عن الإمام ناصر محمد اليماني ولم تسمحوا لأنفسكم بالتّفكر والتّدبر في بيان ناصر محمد اليماني فسترَونَ أنفسكم العقلاء وناصر محمد اليماني مجنوناً لا يعقل في نظركم، فأقسمُ بالله العظيم لا تؤمنون به أبداً ثمّ يجعل الله غباءكم وغباء علمائكم كمثل غباء فرعون ومن معه، فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثمّ يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلّا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمطاردة نبيّ الله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثمّ انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    ثمّ انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وما أشبه الليلة بالبارحة، فكيف أنّ الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شكّ ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذّبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أنّ البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فِرقٍ كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصل إلى الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركيّة". ومن ثمّ أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون، ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتّبعون قولهم بلا تفكّر من عُلماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العِير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بآسف على وكالة ناسا الأميركيّة ولا الصينيّة ولا الروسيّة ولا البريطانيّة ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمّى.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..






    اقتباس المشاركة 39447 من موضوع حقيقة كوكب العذاب من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب planet-x ..

    - 4 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    10 - 03 - 1430 هـ
    07 - 03 - 2009 مـ
    12:31 صباحاً
    ________



    بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: كوكب سقر Nibiru Planet X ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من آل البيت المطهَّر خليفة الله على البشر المبعوث بالبيان الحقّ للقرآن ذي الذِّكر الإمام المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلك واطأ اسم (محمدٍ) في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد) لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، فلا أتغنّى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بالنثر، وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الذي يبعث من في القبور ويعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور إنّني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني نذيرٌ للبشر بالبيان الحقّ للذِّكر بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي ليعلموا الحقائق العلميّة للقرآن ذي الذِّكر ومنها كوكب النار سقر لواحة للبشر من حينٍ إلى آخر وهي بما تسمّونه الكوكب العاشر نيبيرو Nibiru Planet X.

    وأُقسمُ بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار الذي يُولج الليل في النهار أنّ ما تسمونه الكوكب العاشر Nibiru Planet X هو كوكب النار سقر لواحةٌ للبشر في عصر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو كافة البشر إلى طاولة الحوار موقع الإمام ناصر محمد اليماني لتعليمهم البيان الحقّ للذِّكر نذيراً للبشر بأنهم في عصر أشراط الساعة الكبرى، ومنها أن تدرك الشمس القمر فيولد الهلال من قبل الاقتران فتجتمع الشمس بالقمر وقد هو هلال، وينتج عن ذلك انتفاخ الأهلّة في أوّل الشهر كما حدث في هلال شهر شوال لعام 1429، وأعلنتُ لكم ذلك من قبل الحدث خلال شهر رمضان بأنّه سوف تدرك الشمس القمر في ليلة القدر يوم الأحد 28 من رمضان 1429، ولذلك أعلنتُ للبشر بأنّ المملكة العربيّة السعوديّة سوف تشهد هلال شوال بلا شكٍ أو ريبٍ بعد غروب شمس الإثنين 29 من رمضان 1429 فيعلنون عيد الفطر لثبوت هلال شوال، برغم أنّ كافة تقارير علماء الفلك في البشر تستحيل أن يحدث ذلك بما فيهم وكالة ناسا الأمريكية لأنّه حسب علمهم سوف يغيب القمر قبل الشمس وقالوا: "علميّاً ومنطقيّاً فبما أنّ القمر بالحساب الفلكي الدقيق سوف يغيب قبل غروب شمس الإثنين 29 من رمضان 1429 إذاً فلا بدّ أن يتمّ إكمال رمضان 1429 ثلاثين يوماً". ولكن تقرير المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني جاء مخالفاً لكافة تقارير البشر حسب رؤية الأهلّة الشرعيّة بإعلان حدث المستحيل قبل أن يحدث نظراً لأنّ الشمس أدركت القمر آية التصديق للمهديّ المنتظَر نذيراً للبشر من قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب النار، وهو بما تسمونه الكوكب العاشر Nibiru Planet X أحد أشراط الساعة الكبرى نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخر، وذلك تصديقاً للبيان الحقّ للذِّكر في قول الله الواحد القهار:
    {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [المدثر].

    وأقسمُ بالله العلي العظيم أنّني لا أتغنى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بغير الحقّ بالنثر، قد أعذر من أنذر يا معشر المعرضين عن البيان الحقّ للذِّ كر مُهمة المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر حتى يتبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم وأنه ليس بالسحر ولا بالشعر ولا بالنثر. وإنّني الإمام المهديّ المنتظَر من آل البيت المطهر ناصر محمد اليماني أعلن للمسلمين والكفار أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى وقد أدركت الشمس القمر وسوف يسبق الليل النّهار ليلة مرور كوكب النار وهي بما تسمونه بالكوكب العاشر نيبيرو Nibiru Planet X.

    ويا معشر البشر، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر لا أخاطبكم من كُتيّباتكم بل بالبيان الحقّ للذِّكر، ومن كان يؤمن بالقرآن العظيم فأنّي أهدي به إلى الصراط المستقيم ولا أتّبع أمر الشيطان الرجيم فأقولُ على الله ما لم أعلم، فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وذلك أمرٌ من الشيطان وليس من الرحمن فاتَّبعتم أمر الشيطان وقلتُم على الله ما لا تعلمون فضلَلْتم وأضلَلْتم، فإن صدَّقتم البيان الحقّ للذِّكر اهتديتم وإن كذّبتم البيان الحقّ للذِّكر هلكتم.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين السُّنة أو الشيعة أن يقول: "أيّها الإمام ناصر إنّك كذَّاب أشِر ولست المهديّ المنتظَر، ولا نعلم أنّ كوكب النار سقر هو أحد أشراط الساعة الكبرى فإن كنت حقاً الإمام المهديّ المنتظَر فأتنا بآياتٍ بيِّناتٍ من آيات أمّ الكتاب المحكمات تفتينا أنّ كوكب النار سقر أنّها لإحدى أشراط الساعة الكبرى بعد أن تُدرك الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدّم أو يتأخر حتى يعلم المسلمون وأهل الكتاب أنّ كوكب النار هو الكوكب العاشر Nibiru Planet X، فلا يستطيع أن يُكذّبك علماء المسلمين ولا أهل الكتاب ثم لا يرتاب في الحقّ لا المسلمون ولا أهل الكتاب أنّ كوكب النار هو حقاً الكوكب العاشر بما يسمونه Nibiru Planet X بلا شكٍ أو ريبٍ ثم نعلمُ أنه حقاً كوكب النار تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبرى وآية التصديق للمهديّ المنتظَر".

    ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول قال الله تعالى:
    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚوَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [المدثر].

    ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد علماء المسلمين أو الكفار فيقول: "يا أيّها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني صاحب البيان للذِّكر، فهل يوم مرورها كما يتوقّع الكفار في يوم الجمعة /21/ ديسمبر في العام ألفين واثني عشر؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر: أنّها لن تأتيهم إلا بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم يُنظرون. تصديقاً لوعد الله الحقّ في قوله تعالى:
    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُورِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    - "إذاً متى يتوقعها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ أردُّ عليه بالحقِّ وأقول: بقيت لها ساعةٌ قدريّةٌ واحدةٌ من لحظة ميلاد هلال ذي القعدة لعام 1428 للهجرة، والساعة القدريّة هي ألف ساعةٍ قمريّة بحساب يوم القمر، والألف الساعة القمريّة تعدل ثلاثين ألف ساعةٍ أرضيّة من ساعاتكم التي بأيدكم حتى إذا مضت وانقضت فلا تستقدمون ساعةً ولا تستأخرون، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴿٢٩قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [سبأ]. وكُلّ يوم هو في شأن بسبب الدعاء من عباده فإن يشاء يؤخّره أكثر من ذلك فكلّ يومٍ هو في شأن. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴿٧٧} صدق الله العظيم [الفرقان]، فإذا كذبتم فسوف يكون لزاماً في ساعته المعلومة وإلى الله تُرجع الأمور.

    وأريد لكم النجاة وليس الهلاك فلا تُنظِروا التصديق بالبيان الحقّ للذِّكر حتى ترَوا أحجار العذاب الأليم، وقد خوَّف الكفارَ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بكسف الحجارة بالدُّخان المُبين، ولذلك قالوا:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ولذلك قالوا:{وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} [الأنفال:32]، وتلك الحجارة الموعودة من كوكب النار سجيل وقد جاء أجلها وأنتم عن البيان الحقّ معرضون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الفضاء بوكالة ناسا الأميركية فيقول: "إن كانت كما تقول كوكب العذاب فأثبت لنا من القرآن حقيقة علميّة في شأن دوران الكوكب العاشر سقر فقد اكتشفنا بالعلم الحديث أنّ محور دورانه يميل عن بقية محاور الكواكب الأخرى بخمسة وأربعين درجةً وبسبب هذا الميل فإنّه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب، ولو كانت الأرض كرويةً تماماً لما كان لها أطراف ولكنّها شبه كرويةٍ، ولذلك اختلف طول خطوط العرض والطول وأطراف الأرض منتهى القطبين شمالاً وجنوباً. فهل ذكر القرآن أنّ كوكب العذاب يأتي للأرض من الأطراف وليس من الشرق والغرب؟ وبما أنّ الله يتوعّد في القرآن أن يرينا آياته فنعرفها بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، فهل أخبر في القرآن العظيم أنّه سوف يحيطنا بعلمها من قبل أن تأتي؟ وذلك لأنّنا علماء وكالة ناسا الأميركية قد أحطنا بعلم الكوكب Nibiru Planet X وعلمنا أنّه يأتي للأرض من أطرافها أي من جهة الأقطاب فينقص الأرض من البشر في يوم مروره بمعنى أنه يهلك كثيراً منهم، فهل أخبركم القرآن إن كان من لدن حكيم عليم بأنّ كوكب العذاب يأتي للأرض من أطرافها. وكذلك هل أخبركم أنه سوف يحيطنا بعلمها واقترابها ومن ثم يتوعدنا الله بذلك؟".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّـهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚوَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١} صدق الله العظيم.[الرعد‏].

    وهذه من الآيات العلميّة تجدونها بالحقّ على الواقع الحقيقي، فهل وجدتم بما تسمّونه بالكوكب العاشر نيبيرو علميّاً يأتي للأرض من الأطراف فينقص الأرض من البشر؟ وذلك هو كوكب النار سقر لواحة للبشر فتظهر لهم من حين إلى آخر بعد أمدٍ بعيدٍ وسوف يغلب الله بها كافة الكفار بالذِّكر ويظهر بها المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلة وهم صاغرون؛ المعرضين عن البيان الحقّ للذِّكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٢أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿٤٥وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "وهل يقصد الله بقوله تعالى:
    {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} صدق الله العظيم، فهل يقصد عُمُرَ ذرية آدم؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: كلا، وإنّما يقصد العرب والنصارى واليهود فجميعهم من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكتب الله ليهلكنَّ الكافرين منهم بكوكب العذاب، وآخر مرةٍ أتى الأرض في عصر خليل الله إبراهيم ولوط، وإبراهيم هو أبو العرب والنصارى واليهود فهم من ذُرية إبراهيم، ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    بمعنى أنّ آخر مرةٍ لمرور كوكب العذاب قبل هذه المرة هو في عصر خليل الله إبراهيم ولوط عليهم الصلاة والسلام، غير أنّ هذه المرة هي أقرب كافّة المرورات منذ أن خلق الله السماوات والأرض مما يجبر الأرض لطلوع الشمس من مغربها.

    ولربّما يودّ أحد علماء وكالة ناسا الأميركية أن يقول: "لقد أحطنا بعلم هذا الكوكب أنّه يأتي إلى الأرض من الأسفل إلى الأعلى، فهل كوكب العذاب الذي مرّ في عصر خليل الله إبراهيم ولوط كان بسافلها ثم صار عاليها وماذا فعل بالكفار؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقول: قال الله تعالى:
    {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥} صدق الله العظيم [الحجر]، بمعنى أنّه جعل عالي الأرض كوكباً بسافلها فأمطر الله على المجرمين أحجاراً من سجيل من نار تجعل من أصابته كعصفٍ مأكولٍ، وفي كلِّ مرةٍ لدورة كوكب النار سجيل الذي هو ذاته كوكب النار يترك أحجاراً تدور حول كوكب الأرض لتكون كطلقاتٍ ناريةٍ يستخدمها حرس بيت الله المُعظم؛ طيراً أبابيل؛ حرس بيت الله العتيق بمركز الأرض والكون بمكة المكرمة فترمي بها من يُرٍد فيه بإلحاد من ألدّ أعداء الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:25].

    ولذلك حين أراد أبرهة الحبشي أن يهدم البيت العتيق فيحضره ويبنيه في صنعاء حتى يأتي الناس إليه، ولذلك أوحى الله إلى حرس بيته العتيق وأرسلهم لحرب أبرهة ومن معه وصدَّهم عن تهديم بيت الله المعظم. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

    ولذلك ترك كوكب سجيل أحجاراً كبريتيّةٍ وهي لتكون مؤونةً لجند الله طيراً أبابيل حرس البيت العتيق منذ أن بناه خليل الله إبراهيم، وهذه الطلقات تدور حول الأرض إلى حدّ الساعة ومن يُرد فيه بإلحادٍ كفراً وعناداً لله ويريد هدم بيت الله المعظم كذلك يأتيه الحرس من فورهم فترميهم بحجارةٍ من سجيلٍ، وهي طلقات كبريتيّةٍ ناريّةٍ تجعل من أصابته كعصفٍ مأكولٍ إذا وقعت برأسه تشْوِيه حتى تخرج من دبره فتجعله كعصفٍ مأكولٍ، أولئك حرس بيت الله العتيق طيراً أبابيل ومؤونتها قد كلَّف الله بها كوكب سجيل فيترك من أحجاره الكبريتية حول الأرض في كلّ دورة لتكون طلقات نارية للحرس المكّي طيراً أبابيل.

    وكما قلنا أنّ كوكب سجيل سقر وهو بما تسمونه Nibiru Planet X موقعه أسفل الأراضين السبع من بعد أرضنا ويحمل هذه الكوكب نار الله الكُبرى وإذا مرَّت فإنها تمطر على كثيرٍ من بقاع الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣} صدق الله العظيم [هود]، ومن خلال هذه الآيات المحكمات نعلم علم اليقين أنّ موقع كوكب العذاب بأسفل الأراضين السبع من بعد أرضنا.

    ولربّما يودّ أحد علماء الفلك والفضاء أن يقول: وما يُدريك أنّها توجد من بعد أرضِنا سبعة أراضين طباقاً؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27]، ومن خلال هذه الآية نعلم إنّ الأراضين السبع يوجدن من بعد أرض البشر التي يتنزَّل فيها الذِّكر.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "إنك تقول إنك سوف تجادلنا بآياتٍ مُحكماتٍ فهل لديك آية مُحكمة تعلمها في القرآن العظيم تؤكد بأنّ الأراضين السبع من بعد أرضنا، فقد عجز عن بيان الأراضين السبع كافة علماء الأمّة؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢} صدق الله العظيم [الطلاق].

    وهذه من الآيات المُحكمات جعلها الله برهاناً تأكيداً لبيان الآية السابقة أنّ الأراضين السبع يوجدن من بعد أرضنا نحن البشر وأرضنا هي الأرض التي يتنزَّل فيها الأمر، والأمر هو الذِّكر إلى كافة البشر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٤} صدق الله العظيم [الحجر]، وفي هذه الآية أخرج الله أرضنا عن السبعة الأراضين لأنّها أمّنا وأمّ الكون كلّه التي انفتقت منها السماوات السبع وزينتها والأرضيين السبع وأقمارها. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    وهي التي جعل الله رمزها الماء في القرآن العظيم، وكان عرش الملكوت الكوني رتقاً واحداً مدكوكاً عليها ومن ثم انفتقت السماوات والأرض منها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7].

    - "وهل تظنّ علماء السُّنة والشيعة بشأنك سوف يصدقون؟". ومن ثمّ أردُّ عليه وأقول: قال الله تعالى:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:6]، فإن كذَّبوا بالبيان الحقّ للذِّكر فسوف يُظهر الله خليفته في الأرض على السُّنة والشيعة وكافة المسلمين والناس أجمعين بكوكب العذاب في ليلةٍ وهم صاغرون يوم يقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    ويا معشر المشرفين على المواقع في الأنترنت العالميّة، لا ينبغي لكم كتم البيان الحقّ للقرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة:159].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 94889 من موضوع فما ظنكم بهذه الآية يا معشر الباحثين عن الحقّ ؟

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 05 - 1429 هـ
    21 - 05 - 2008 مـ
    10:40 مساءً

    ــــــــــــــــــ


    فما ظنكم بهذه الآية يا معشر الباحثين عن الحقّ؟
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم ..


    وذلك عمر من يصلحه الله في ليلةٍ ويُظهره على العالمين وهم من الصاغرين، فلا تأمنوا مكر الله يا معشر المكذّبين بالحقّ عسى أن تكون الألف ساعة القمريّة بدءًا من يوم الجُمعة ليلة السبت ثمانية إبريل 2005 مـ ، وعسى أن تكون الرؤيا في يوم الجمعة ليلة السبت ليلة ميلاد هلال شوال 1428 ليست إلّا للتوضيح، وما أُريدُ قوله هو أن لا تأمنوا مكر الله يا معشر المُعرضين عن الحقّ، وما نُريد أن نؤكّد لكم الرؤيا الحقّ أنه بقي ألف ساعة قمريّة بلا شكٍّ أو ريبٍ بإذن الله ربّ العالمين، إلّا أني سوف أقول لكم بأنّ المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني لا يعلم عِلم اليقين هل يحسبُها من يوم الجمعة ليلة السبت تاريخ ثمانية إبريل 2005 مـ ، أم أن حِسابُها من تاريخ الرؤيا يوم الجمعة ليلة السبت ليلة ميلاد هلال ذي القعدة 1428هـ ؟ ولذلك أقول لكم لا تأمنوا مكرالله فترون العذاب بعيداً ويراه الله قريباً في رمضان 1429 إذا كانت الألف ساعةٍ القمريّة بدءاً من يوم الجمعة ليلة السبت ثمانية إبريل 2005 مـ فهذا يعني بأنّ نهايتها سوف تكون في شهر رمضان 1429 بحساب السنين الهجريّة. وما أُريد قوله بالضبط هو أني لا أُريد أن أقول على الله ما لا أعلم عِلم اليقين فإذا لم يكُن بداية الألف ساعة القمريّة منذ تاريخ يوم الجمعة ليلة السبت ثمانية إبريل 2005 فهي حتماً سوف تكون من تاريخ الرؤيا يوم الجمعة ليلة السبت ليلة ميلاد هلال ذي القعدة 1428هـ، فهذا يعني بأنّ الظهور في عام 2011 مـ وذلك لأنّ الألف ساعة القمريّة تعدل ثلاثين ألف ساعة مما تعدون، ولكنها ليست غير ساعة قدريّةٍ واحدةٍ فقط فلا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون، وهي تعدل بحساب أيامكم 1250 يوماً؛ ألف ومائتين وخمسين يوماً فقط، أي ثلاث سنوات وخمسة أشهر وعشرين يوماً فقط، فإذا كان بدء هذه الألف ساعة القمريّة مُنذُ تاريخ يوم الجمعة ليلة السبت ثمانية إبريل 2005 مـ فهذا يعني بأنّ موعد كوكب العذاب الأليم سوف يكون في خلال شهر رمضان 1429 هـ.

    وأما إذا كانت بداية الألف ساعة القمريّة بدايةً من تاريخ الرؤيا يوم الجمعة ليلة السبت ليلة ميلاد هلال ذي القعدة 1428 فهذا يعني بأنّ كوكب العذاب الأليم سوف يكون بإذن الله في عام 2011 ميلادية.

    وما أريد قوله هو أن لا تأمنوا مكر الله بالحقّ يا معشر الذين لا يعلمون، وقد أفتاني ربي بالحقّ بأنه بقي لكوكب العذاب الأليم ألف ساعة قمريّة بحساب ثواني ودقائق وساعات اليوم القمري في ذات القمر، وذلك لأنّ موعد كوكب التطابق بالعذاب الأليم محسوب بدقةٍ مُتناهيةٍ حسب حركة القمر. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

    وذلك الطبق هو كوكب العذاب الأليم وهو أسفل الأراضين السبع الطباق من بعد أرضكم، فيركب الطبق السفلي على الطبق العلوي الأُمّ كما حدث لقوم لوط وإبراهيم كما أخبركم الله بذلك في القُرآن العظيم في قوله تعالى:
    {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وذلك هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم، ولم يمطر فقط على قرية قوم لوط؛ بل أمطر على الأرض كُلّها إلّا الأرض التي بارك الله فيها للعالمين والتي أنجى الله إليها لوطاً وإبراهيم، ولكن الكوكب أمطر على الأرض كلّها وكان ذلك هو سبب هلاك الديناصورات والتي ليس لها جحور تختبئ فيها لضخامتها فهلكت بالحجارة من كوكب العذاب الذي أمطر على الأرض كلّها وليس فقط على قوم لوط وحدهم. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    ولربّما أن الذين يهرفون بما لا يعرفون يظنون بأني أتيت بنفس الآية الأولى! بل هُنّ من سورتين الأولى من سورة الحجر والأُخرى من سورة هود. فأمّا الأولى:
    {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الحجر]. والأُخرى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    فهذه الآية تُفيد بمطر الشمول وأنه ليس فقط على قرية قوم لوط؛ بل جعل الله عالي الأرض الأُمّ الكوكب الذي كان بسافلها فأمطر عليها حجارةً من سجيلٍ منضودٍ ويكمن في ذلك هلاك الديناصورات مُنذُ أمدٍ بعيد، وقد ترك كوكب العذاب (سجِّيل) حجارةً من سجيل تدور حول أرضكم إلى يومنا هذا وهُنّ الخُنَّس الجوارِ الكُنَّس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    ولربما الجاهلون يقولون: "إنما درس ناصر اليماني وعَلِم أنّ عُلماء الفلك والفضاء بوكالة ناسا الأمريكية اكتشفوا الكوكب العاشر (نيبيرو) الذي يميل دورانه عن دوران الكواكب بخمسة وأربعين درجة لذلك يأتي للأرض من الأطراف من جهة الشمال إلى الجنوب، ومن ثُمّ يخوّفنا بذلك ويستغلّه ويُريد أن يقول أنه المهديّ المُنتظر!". ومن ثُمّ نقول له: خسِئتَ ولكن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر لا يأتيك بالخبر عن الكوكب العاشر من كتاب بوش الأصغر ولا معمّر؛ بل من كتاب الله الذكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر، فهل من مُدّكر ومُبصر؟ فكم أُذكِّر وكم أُكرِّر أني لا أتغنى لكم بالشعر ولست مُبالغاً بالنثر في شأن الكوكب العاشر؛ بل هو كوكب النصر يا معشر الأنصار، وبأسُ الله الواحد القهار يُمطر بالأحجار على جميع الأقطار ويسبق الليل النهار فتطلع الشمس من مغربها وإلى الله الفرار، فلن تغني عنكم جحوركم شيئاً يا بوش الأصغر وقد أدركت الشمس القمر كراراً ومراراً فيولد الهلال بالفجر والشمس إلى الشرق منه فتُدرك الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدم فيُصدّق المهديّ المنتظَر ناصر أو يتأخر فيناله الله بعذاب الكوكب العاشر، قد أعذر من أنذر اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وقد انتهى الأمد المُحدد وجاء القدر المقدور في الكتاب المسطور وفِروا من الله إليه لترجوا تجارةً لن تبور فقد أفلح من زكّاها وقد خاب من دساها وقد جاء مُرساها لحركتها فتطلع الشمس من مغربها، وقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ مُعرضون يا من تصفوني بالجنون أفلا تعقلون؟ ولسوف يعلمون بأي منقلبٍ ينقلبون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أميرُ المؤمنين وخليفةُ الله ربّ العالمين المهديّ إلى الصِراط المُستقيم الناصرُ لمحمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم والقُرآنِ العظيم؛ الإمامُ ناصرُ محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 04 - 1437 هـ
    01 - 02 - 2016 مـ
    ـــــــــــــــــــ



    الديناصورات من الحيوانات البريّة ولكنها كذلك برمائيّة تسبح في البحر ..

    ( ملاحظة: قد ورد على البريد الخاص السؤال التالي وأمر الإمام الكريم برفعه للموسوعة )

    اقتباس المشاركة :
    سؤال للإمام: بما أنّ هلاك الديناصورات حدث في زمن النبيّ (ابراهيم) عليه السلام، فكيف حمل نوح عليه السلام الديناصورات معه في السفينة، أثناء الطوفان؟!
    خاصة أن العلم يؤكد حقيقة (غرق) الديناصورات في عصر (نوح) عليه السلام أثناء الطوفان، والأحافير أيضاً تثبت علمياً هذا الشيء!
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة السلام على رسل الله أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    فإن الديناصورات تجيد السباحة في البحور وتعتبر برمائيّة ولكنها تسبح على سطح البحر ولا تستطيع المكوث كثيراً باطنه؛ بل تأخذ الأكسجين ملء رئاتها وتغطس في مياه البحر لتصيد فتمكث لوقتٍ محدودٍ تحت سطح الماء ثم تظهر على السطح لاستنشاق الأكسجين.

    وبالنسبة لكوكب العذاب فلقد أهلكها جميعاً سواء ما كان منها في البر أو في البحر، كونها لا تستطيع المكوث تحت الماء لفترةٍ طويلةٍ لأنها سوف تختنق، وما ظهر على السطح هلك من حجارة كوكب العذاب، والمهم لم يبقَ منها حيواناً واحداً لحكمةٍ إلهيّةٍ.

    ولكنهم تنقصهم تلك المعلومة عن الديناصورات وهي:
    إنها من الحيوانات البريّة ولكنها كذلك برمائيّة تسبح في البحر.


    وبالنسبة للحيوانات البريّة التي تتخذ لها جحوراً فنجت في جحورها تحت سطح الأرض أو في الكهوف، وبعضٌ منها هلك، وبقيت أخرى تحمل الذريّة، ولم تنتهِ إلا الديناصورات كونها لا تتخذ لها جحوراً ولا تجيد أن تسلك الجبال لتختبئ في الكهوف؛ بل دائماً تمشي على البراري.

    وكانت عبثيّة تقتل ما تجد في طريقها حتى ولو كانت شَبْعى؛ بل تقتل ما تجده وتتركه إن كانت شبعى. وكانت من أشرّ الحيوانات على الإطلاق فحتى الأسود تبتلعها، وتقتل بأسنانها، وتقتل بمخالبها، وتقتل بذيلها؛ بل ذيلها طويلٌ وتعصر به فريستها كما تعصر فريستَها الأفعى وفي نفس الوقت تقتل فريسةً أخرى بأسنانها الطويلة، وفي نفس الوقت تقتل فريسة أخرى بمخالبها! فلها مخالبٌ طويلةٌ كالسكاكين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربٌ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..






    اقتباس المشاركة 5314 من موضوع مِن الإمام إلى بني آدم في هذه الأرض ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    16 - ذو القعدة - 1430 هـ
    04 - 11 - 2009 مـ
    12:10 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ________


    مِن الإمام إلى بني آدم في هذه الأرض ..


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].

    مِن المهديّ المُنتظَر إلى كافّة البشر.. يا أيّها النّاس اتّقوا الله واتّبعوا القرآن العظيم رسالة مِن الله إلى النّاس كافّة لِمَن أراد أن يتَّبِع الصراط المستقيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير]، وإنّي الإمام المهديّ ابتعثني اللهُ إليكُم لأدعُوكم إلى اتّباع هذا القرآن العَظِيم الذي اتَّخذهُ البَشَر مهجورًا، واتَّبَعوا غَير كِتاب الله مِن تأليفات الْبَشَر وافترائهم مِن الْذين يَقُولون عَلى الله ما لا يَعْلَمُون، فأضَلّوا أنفسهم وأضَلّوا أُمَّتَهُم.

    يا أيّها النّاس استجيبوا واتَّبِعوا رسالة الرحمن إلى كافّة الإنس والجانّ إنّي لكم منهُ نذيرٌ مُبينٌ، ولم يجعلني الله نبيًّا جديدًا ولكنه اصطفاني لكم إمامًا لأهدي النّاس بالقرآن المَجيد إلى صراط العزيز الْحَميد، وأدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ربّي وربّكم ربّ الإنس والجنّ أجمعين، وما خلقكم الله عَبَثًا بل لحكمةٍ بالغةٍ. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    يا أيّها النّاس إنّي والله لا أخشى عليكم فتنة الشيطان المسيح الدّجال والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّه الله ربّ العالمين افتراءً على الله وعلى عبده المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدِّيقة القدِّيسة وعلى آل عِمْران المُكرمين، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول للنّاس أنّه الله أو ولدُ الله فهو يعلمُ أنَّما هو عبد لله مثلُنا فاحذروا الرجل الذي سوف يقول لكم أنّهُ المسيح عيسى ويقول أنّه الله، ومن قال أنّ المسيح عيسى ابن مريم أنّه الله فقد كفرَ بالله. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    وإنّي المهديّ المُنتظَر ابتعثني الله لأحذّركم مِن رجلٍ سوف يظهر فيقول أنّهُ الله المسيح عيسى ابن مريم، ألا والله ما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو كذّاب ولذلك يسمّى المسيح الكذّاب فلا تُصَدِّقوه، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول أنّهُ الله، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يستنكف أن يكون عبدًا لله ولا جميع الملائكة المُقَرَّبين. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} صدق الله العظيم [النساء:172].

    وإن جميع مَن في السموات والأرض هم عبيدٌ لله سبحانه لم يَتَّخذ له صاحبةً منهم ولا ولدًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا أيّها النّاس إنَّما ابتعث الله محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة لينذر النّاس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويعلموا أن ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ فاسمعوا وأطيعوا. تصديقًا لقول الله تعالى: {مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    يا أيّها النّاس ما كان لِبَشَرٍ أن يؤتيه الله علم الكتاب ثم يقول للنّاس أن اعبدوني من دون الله، بل يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ مِن ربّه كتاب الله ( المُنَزَّل إلى عباده كافّة ) القرآن العظيم موسوعة كتب الأنبياء والمُرسَلين؛ رسالة الله إلى النّاس أجمعين أن اعبدوا الله وحده لا شريك له.

    يا أيّها النّاس إنّ الله ربّي وربّكم فاعبدوه وحده فلا يقبل الله عبادة مَن أشرَك بعبادة ربّه أحدًا معه مِن عبيده، فلا تدعوا مع الله أحدًا، واعلموا أنّ الله لا يقبل أعمالكم ما لم تكن لوجه الله وحده لا شريك له. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:110].

    يا أيّها النّاس لقد اقترب خروج المسيح الكذّاب، وما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو الشيطان الرجيم يريد فتنتكم مواجهةً كما فَتَن أبويكم مِن قَبل مواجهةً فأخرجهم بمكرِه ممّا كانا فيه من العيش الرَّغيد، وابتعثني الله لأنذركم فتنة المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم الذي يريد فِتنَتكُم مواجهةً وأنتم ترونه كما فَتَن أبويكم من قبل مواجهةً وهم يرونه، وقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ويا أيّها النّاس إنني والله لا أخشى عليكم فتنته بِقَدْر ما أخشى عليكم فتنة اليهود والنّصارى والمسلمين المُعرِضين عن كتاب الله القرآن العظيم، وسبق أن حاورنا أحد الكافرين على الماسنجر وقال:
    اقتباس المشاركة :
    "يا من تزعم أنك تدعو النّاس باتّباع القرآن العظيم فتحاورهم حصرياً من القرآن فتنذرهم عذاباً قادماً من ربّهم إن لم يتبعوا القرآن، فلو كنت من الصادقين وبأنك تُحاورهُم من القرآن لما كذبك المسلمون لأنّهم يؤمنون جميعاً بالقرآن"
    انتهى الاقتباس
    وكان المُتَرجِم بيني وبينه جهاز الكمبيوتر فقط. انتهى..

    وتلك حُجّة هي على المسلمين المُعرضين عن الدعوة إلى اتّباع القرآن العظيم ولم يجعلها الله حُجّة على المهديّ المنتظَر الذي يتّبع القرآن العظيم ويدعو النّاس إلى اتّباعه فيأخذون بمُحكَمِه.

    ويا أيّها النّاس أقسمُ بالله العظيم لا أعلم بقريةٍ واحدةٍ في هذه الأرض لا يزالون على كتاب الله إلا وجمعوا بين الحقّ والباطل، ولذلك تجدون عذاب الله يشمل قرى البشر جميعًا ليجعله آية التّصديق بالحقّ لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أعرض عنه اليهود والنّصارى والمسلمون والنّاس أجمعون. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأشهدُ لله أنّهُ حقًّا جعله في الكتاب مسطورًا فعلَّمكم الله أنّكم سوف ترون عذاب الله بعد أربعة أشهرٍ مِن يوم النّحر في حِجَّةِ الوداع. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    يا أيّها النّاس فِرّوا مِن الله إليه، فِرّوا من الله إليه، فِرّوا من الله إليه، ألا والله لا منجى ولا ملجأ لكم من بأس الله إلّا الفرار إلى أحضان ربّكم (الله ربّ العالمين) تائبين مُنيبين إليه فتقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    يا أيّها النّاس فِرّوا من الله إليه واشهدوا له بالوحدانيّة واكفروا بالشفاعة بين يديه، واعلموا أن ليس لكم من دون الله وليٌ ينفعكم ولا شفيعٌ لكم من ذنوبِكُم بل تشفعُ لكم أعمالكُم الصالحة الخالصة لوجهِ الله الكريم.

    يا أيّها النّاس اتّقوا الله فإنّه قادم إليكم عذابُ يومٍ عقيمٍ، ألا والله إنّ عذاب اليوم العقيم هو قبل قيام السّاعة بل هو مِن أشراطها. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ويا أيّها النّاس، والله الذي لا إله غيره إنّ سبب العذاب الشامل لقرى البشر هو بسبب إعراضهم عن القرآن ذي الذكر إلى كافّة البشر، وللأسف لم أجدهم سيؤمِنون جميعًا برسالة ربّهم حتى يأتيهُم عذابُ يومٍ عقيم، ألا وإنّه عذابٌ يأتيهم ليجعلهُ آية التّصديق لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أرسل الله به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة فأعرضوا عن ذِكر ربّهم، ولذلك سوف يُعَذِّب الله كافّة قرى البشر ويُهلِك أخرى آية التّصديق من ربّهم ليتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وللأسف لم أجد النّاس سوف يتّبعون هذا القرآن العظيم حتى وصول الآية. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم. فأمّا الكُفار فهم في شكٍّ مِن ذِكر ربّهم إليهم القرآن العظيم، وأما اليهود فَمِنْهُم من يصُدّ عنه صدودًا لأنّه يعلمُ أنّ القرآن المجيد يهدي النّاس إلى صراط العزيز الحميد، وأما النّصارى فأضَلَّهُم اليهود بتحريف الإنجيل، وأما المسلمين فهم بآيات ربّهم لا يوقنون ومهما كانت مُحكَمة واضحة فلن يتّبعوها إذا ما خالفت لما بين أيديهم من الروايات المُفتراة من قِبَل شياطين البشر من اليهود في السُنّة النبويّة، ألا والله لو يحاجِجْهم المهديّ المُنتظر بألف آيةٍ مُحكَمةٍ في الكتاب لأولي الألباب وكانت الآيات جميعًا مُخالفة لِما بين يدي أهل السُّنة والجماعة أو لِما بين يدي الشيعة الاثني عشر لَما اتّبعوا الذِكر وسوف يستمسكون بهذهِ الرواية ويُعرِضون عن هذه الألف آيةٍ المُحكَمة مِن آيات أمّ الكتاب في مُحكَم القرآن العظيم، وليس كُفرًا مِنهُم بهذا القرآن العظيم ولكنهم بآيات الله لا يوقنون، ولن تجدوهم يكذّبونني ولم تجدونهم يصدقونني وذلك لأنّهم بآيات الله لا يوقنون، ويا سبحان الله العظيم ألَم يقل الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف]؟ أي إنّه جعله باللغة العَرَبِيَّة لعلَّكم تفهموه فتعقِلوه، أفرأيتم لو كلَّمَكُم أحدٌ بلغتكم ألستم ستفهمون كلامه؟ فكيف تُعرِضون عنه يا معشر العرب؟! فويلٌ لكم من شرٍّ قد اقترب، أفلا تتَّقون؟!

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء المسلمين فيقول: "ومَن الذي أعرَض عن هذا القرآن العظيم؟ بل نحن به مستمسكون". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل تعتقد بعذابٍ يشمل كافّة قرى البشر قبل يوم القيامة؟ فإذا بي لا أجده لا يعتقد من ذلك شيئًا فيقول: "إنَّما العذاب الشامل يحدث بسبب قيام الساعة، وهذا ما يعتقده جميع المسلمين ولا يوجد في عقائدهم عذابٌ يشمل الكُفار والمسلمين قبل يوم القيامة، ولو كان كذلك لوجدناه في السيرة النبويّة الحقّ". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فبالله عليك أليست لغة هذه الآيات قرآنًا عربيًّا مُبينًا يُحَذِّر كافّة قرى البشر من عذاب يومٍ عقيم قبل قيام الساعة؟ وقال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ومن ثم أكَّدَ الله للبشر وقوع عذاب اليوم العقيم قبل قيام السّاعة لا شكّ ولا ريب ليجعله آية التّصديق من ربّهم ليتّبعوا هذا القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربما يودّ أن يقاطعني هذا العالِم الفطحول الذي غَرَق في بحر الروايات التي تسعون في المائة منها كَذِبًا فيقول: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليماني إنَّما ذلك عذاب السّاعة فانظر لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم، بمعنى أنّه العذاب النّهائي".

    ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّي أراك أيّها العالِم الفطحول استدْللتَ بقول الله تعالى: {لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، ولذلك تقول ما دام لا ينفع نفساً إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا إذًا هذا عذاب الساعة، وذلك لأنّك اتّبعت أمر الشيطان الذي يأمركم بتأويل القرآن بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، أفلا تعقلون؟ وهل تقوم السّاعة على المؤمنين؟ بل لا تقوم السّاعة إلا على أشرار خلق الله ولا يوجد في الأرض مؤمن بالله ربّ العالمين، وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، تلك سُنّة الله في الذين خلوا في الكتاب بأنّهُم حين يُكَذِّبون بِرسول ربّهم فلا يتّبعون كتاب الله إليهم ومن ثم سيُعذبهُم الله وينجّي الذين يتّبعون كِتاب ربّهم برغم أنّهم حين يرون العذاب كانوا يؤمنون برسول ربّهم وبكتابه المُنَزَّل إليهم ويعترفون أنهم كانوا ظالمين لأنفسهم بتكذيب رسول ربّهم وعدم اتّباع كتابه، فلم يكن ينفعهم إيمانهم ما لم يكونوا قد آمنوا بالله واتّبعوا كتاب ربّهم قبل نزول العذاب عليهم من ربّهم، وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره لا تتَّبعون الحقّ حتى تنسوا الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم، فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتَّبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن.

    ولربما يزأر على المهديّ المُنتظر أحد علماء الشيعة أو السنّة والجماعة وكأنّه ليث غضنفر وهو مُعرِض عن الذكر فيقول: "احترم نفسك يا من تزعم أنّك المهديّ المُنتظر فتقول على علماء المُسلمين أنّهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، فكيف تكون المهديّ المُنتظر وأنت تفتري علينا نحن علماء الأمّة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار؟ بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكرِكم وبئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلّا قليلًا، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبَّت الأرض بِالأوتاد إنّكم قد اتّبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فأعرضتم عن أمر الرحمن واتّبعتُم أمر الشيطان، وفسّرتُم القرآن من ذات أنفُسِكُم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، ولذلك اتّبعتم متشابهه وأعرضتم عن مُحكَمِه الذي لا يحتاج لتأويلٍ وهو الحقّ المُحكَم من ربّكم، ولكن في قلوبكم زيغ عن الحقّ الأبلج في الآيات المُحكمَات، وأمركم الله أن تتّبعوا آيات الكتاب المُحكَمَات البيّنات لِعالمكُم وجاهِلكُم، وأما الآيات المتشابهات فلم يأمركم إلا بالإيمان بها فقط؛ بل تردّون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المتشابه سواه؛ الله ربّ العالمين، ويُعَلِّم بِهِنّ مَن يشاء من عباده.

    فبالله عليكم ألَم نُحاجِجكم بِالآيات المُحكَمَات ولكِنّكُم تذرونها وراء ظُهورِكم ثم تُحاجّوني بالآيات المتشابهات، ومن ثمّ آتيكم بتأويلها الحقّ فأخُرِس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر علماء الأمّة الذين حاورني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني قد هيمنتُ عليهم بالآيات المُحكَمَات ثم هيمنتُ عليهم بسلطان علم المتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون: فهل هذا هو المهديّ المُنتظر أم شيطان أشر؟ ولا يزالون في ريبهم يتردّدون كمثل الكافرين حتى يروا العذاب الأليم، ولكن الحمدُ لله الذي جعل مِن أنصار المهديّ المُنتظر في ذات البشر وهي عقولهم، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأنّ سبب صمت علماء المسلمين هو أنّ عقولهم لا تخالف دعوة المهديّ المُنتظر وتقول لهم إنّكم أنتم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بِحُكم عقولهم بينهم وبين المهديّ المُنتظر كما لَم يوقن قوم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بِحُكم الطَّرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وبين قومه، غير أنّ نبيّ الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحقّ ولكنّ قومه علموا بِالحُكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا لِلحُكم الحقّ.

    ولربما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "ومَن هُم هؤلاء الحُكّام الذين حَكَموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].

    فانظر أيّها العالِم مَن هُم الذين حَكَموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم؟ وسوف تجد أنّ هذا الحُكم الحقّ صَدَر مِن عقول قوم إبراهيم (فتوى إلى أنفسهم) حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير فقالت عقولُهم لأنفسهم: "إنّكم أنتم الظالمون"، وكُلّ واحدٍ مِن قوم إبراهيم تلقّى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم، أي أنّهم رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفسهم: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّ الأبصار هي حقًّا لا تعمى عن الحقّ ولكن ليس لها سلطان على الإنسان ولكنها مستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربّه أبدًا، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].

    فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المجرمين، فهل عميت عقولهم عن الحقّ؟ كلّا وربّي إنها أفتتهم أنّهم هم الظّالِمُونَ والحقّ مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم، فَمَن هُم الذين قالوا: {إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}؟ ألا وإنّها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير بُرهةً في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحقّ ولكنهم لم يتَّبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا: "إنّ آباءهم هُم أعلَم وأحكَم فنحن على أثارهم مُهتدون" فلم يتَّبعوا فتوى عقولهم كما لم يتَّبع كثيرٌ من المسلمين مِمَّن أظهرهم الله على بيانات ناصر محمد اليماني فرضخت للحقّ عقولهم ولكنّهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: "أرجلٌ واحدٌ مِنّا نتّبِعه ونذَر كثيرًا من الأئمة وعلماء الأمّة؟!! هيهات هيهات".. ألا لعنة الله على من أعرَض عن كتاب الله بعدما تبيّن له الحقّ من ربّه، فانظروا لقول نبيّ الله إبراهيم لقومه: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم، وكذلك المهديّ المُنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتّبعوني أهدِكم صِراطًا مستقيمًا، وإيّاكم أن تتّبعوني في شيءٍ يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم، وهيهات هيهات.. فهل حجّة الله عليكم إلا العقل والمنطق؟ {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم؟

    ويا أمّة الإسلام لا تأمنوا مَكْر الله وفِرّوا إلى الله جميعًا فأنيبوا إليه حتى يهدي قلوبكم إلى الحقّ من بعد فتوى عقولكم بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولن تجدوها تُعارض بيانات ناصر محمد اليماني لأنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



المواضيع المتشابهه
  1. نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود، وقال الله: { فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم.
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 09-08-2024, 11:18 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-01-2014, 03:11 PM
  3. [فيديو] نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود.. وقال الله: {فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم.
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 08:46 PM
  4. نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود، وقال الله: { فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم.
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-02-2013, 07:26 AM
  5. {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-08-2011, 08:23 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •