الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 09 - 1434 هـ
12 - 07 - 2013 مـ
09:39 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
تعليقٌ من الإمام المهديّ ومواعظ إلى أولي الألباب، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ومن تبِع نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدّين، وما الإمام المهديّ إلا من المسلمين من الذين استجابوا لدعوتهم بالحقّ إلى كلمةٍ سواءٍ بينهم أن لا تعبدوا إلا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون، صلوات ربّي وسلامه عليهم عدد خلق الله، ورضي الله عنهم وأرضاهم فكم صبروا وكم أوذوا بسبب دعوتهم لعباد الله أن يعبدوا ربّهم الذي خلقهم وما كان ردّ القوم الذين لا يعقلون من أقوامهم إلا أن قالوا: {أَجَعَلَ ٱلْآلِهَةَ إَلَـــهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص:5]، ويا سبحان الله! بل العجيب أن يعبدوا العبيدَ ويذرون المعبود خالق الوجود. ورجوت من ربّي أن يُدخل في رحمته كافة النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم إن ربّي قد وسِع كلّ شيء رحمةً وعلماً وهو أرحم الراحمين، سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً!
ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، إني لا أنكر إعجابي بتعليقاتكم على البيانات الحقّ للإمام المهديّ ومن خلال بياناتكم نعلم يقينَكم ومستوى علمكم وأفهم عنكم الكثير، ومنكم من لا يكتب إلا قليلاً كونهم منشغلين بنشر الدعوة وتبليغها للعالمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، وربُّكم أعلم بما في أنفسكم وإليه قصد السبيل، وما يتوصّاكم به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو الصبر على الأذى من قومٍ لا يعلمون، فكذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم ببصيرة الهدى، فقولوا للناس حسناً وجادلوهم بالتي هي أحسن ولا تشتموا علماء أمّتكم وأظهروا لهم التقدير والاحترام حتى لا تأخذهم العزّة بالإثم، واعلموا أنّ بين أنصار المهديّ المُنتظر كثيرٌ من علماء المسلمين تعرفونهم من خلال ردودهم أنّهم من علماء المسلمين وليس من عامّة المسلمين فلا تظنّوا أنّهم عميان عن بيانات الإمام المهديّ؛ بل أبصرَ كثيرٌ منهم أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ولكن لا يزال يحاكُ في أنفسهم شيءٌ؛ هل هو حقاً الإمام المهديّ أم مجددٌ للدين؟
وكم جاء من العلماء إلى موقع الإمام ناصر محمد اليماني وكان يظنّ أنه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في موقعه الذي هو عقر داره ولكنّهم يتفاجأون بحجّة سلطان العلم الملجم بما لم يكونوا يحتسبون، وقال كثيرٌ منهم: "إنّ ناصر محمد اليماني عالمٌ كبيرٌ فلم يترك لنا الفرصة لنرهقَه في الحوار؛ بل يفطن لما سوف نحاجّه به ومن ثمّ يقوم بدور السائل والمجيب بالحقّ حتى لا يبقي لنا ما نقول".
وقال لي أحد العلماء من خطباء المنابر: "يا إمام ناصر محمد، والله لو وجدتك في نقطةٍ واحدةٍ على ضلالٍ لما سكتُّ عنك ومن ثمّ أقوم بتنزيل صورتي واسمي بالحقّ وأقيم عليك الحجّة ولكني لم أجدْ، وأولُ بيانٍ قرأتُه لك كان ردّك على طارق السويدان؛ قرأته في جريدة حشد اليمنية فزلزل ما أنا عليه زلزالاً عظيماً، وكنت أحسب نفسي من علماء الأمّة ولكن للأسف تبيّن لي إنِّي من الجاهلين كوني درستُ العلم فاتّبعتُ ما في الكتب بغير أن أستخدمَ عقلي شيئاً، ونسيت قول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْم إِنَّ السَّمْع وَالْبَصَر وَالْفُؤَاد كُلّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36]".
ومن ثمّ قلت له: فهل صرت من أنصار المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني، حبيبي في الله؟ فقال: "الله يعلم بما في نفسي فلا تحرجني". ومن ثمّ قال: "استودعك الله وجعلك بأعينه وأعزّ بك دينه". ومن ثمّ قطع الاتصال فتعجبت من قوله فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ وماذا تنتظرون يا أحبتي في الله علماء الأمّة؟ فإمّا أن تذودوا عن حياض الدّين إن كنتم ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ حتى لا يُضِلَّ الأمّة أو تعترفوا بأنّ الله جعله للناس إماماً، فإني أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ فلا تصدّوا عن الصراط المستقيم وتبغونها عوجاً.
ويا أحبتي في الله معشر علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم، إنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا مثاني وفرادى فتتفكروا بعقولكم كيف يبعث الله المهديّ المنتظَر؟ فهل سيبعثه ليدعو البشر إلى اتّباع أحد مذاهب علماء الأمّة؟ ومن ثمّ تنظرون إلى ردِّ العقل فيقول لكم: "إذاً لأصبح الإمام المهديّ هو ذلك العالِمُ إمامَ طائفةِ ذلك المذهب والمهديّ المُنتظر الذي يدعو إليه مهديٌّ كذابٌ كونه يدعو إلى اتّباع إمامٍ قبله فيحاجّ بسلطان علمه".
ومن ثمّ واصلوا التفكير كيف يبعث الله المهديّ المُنتظر؟ ومن ثمّ تفتيكم عقولكم جميعاً فتقول: "بما أنّ المهديّ المُنتظر يبعثه الله ليوحّد به أمّة المسلمين فلا ينبغي له أن ينحاز إلى طائفةٍ فيدعو إلى اتّباع مذهبهم كونه تلقّى العلم منهم، فلن يستطيع أن يوحّد المسلمين ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون حتى يتلقى العلم من ربّه فيلهمَهُ علم كتابه القرآن العظيم وينفي التعدديّة المذهبيّة في دين الله فيدعو إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولا يقول عن ابن القيم ولا ابن تيمية ولا عن الشافعي ولا عن ابن حنبل ولا يستند إلى أيٍّ من أقوال الأئمة من قبل كون المهديّ المُنتظر لا بدّ أن يكون مُلْهَماً من ربّه ويحاجّ البشر بمحكم الذِّكر ويقيم عليهم الحجّة منه لكون الله لا بدّ أن يؤتيه علم الكتاب القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، كونه لا يستطيع أن يهيّمن على علماء المسلمين والنّصارى واليهود حتى يحاجّهم بالقرآن العظيم فيغربل التّوراة والإنجيل، ويغربل أحاديث السُّنة النبويّة حتى يطهِّر دين الله من كل الشوائب التي علقت به من مكر شياطين الجنّ والإنس، أو بسبب قول الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أو بسبب قول الذين يقولون في الدّين من باب نظرتهم ورأيهم الشخصيّ.
ومن ثمّ تطبقون ناتج تفكير عقولكم على دعوة الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثمّ ستجدون دعوة ناصر محمد اليماني توافق العقل والمنطق كون العقول هي الأبصار التي لا تعمى عن رؤية الحقّ إن استخدم الإنسان عقله، ولكن مشكلة كثيرٍ من النّاس هو عدم التّفكر بالعقل الذي دعاهم الله إلى استخدامه في كثيرٍ من الآيات المحكمات البيّنات، وأفتاكم الله إنّما سبب ضلال الأمم هو عدم التفكر بالعقل، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [البقرة:170].
{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [البقرة:171].
{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [الأنفال:22].
{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } [يونس:42].
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [يونس:100].
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج:46].
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [الفرقان:44].
{ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [العنكبوت:35].
كون الله يدعوكم للتفكُّر لتميزوا بين الحقّ والباطل بالعقل. تصديقاً لقول الله تعالى:{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد:24].
{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [يونس:24].
{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } [الرعد:19].
{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النّحل:44].
{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر:21].
{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } [البقرة:269].
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } [آل عمران:7].
{ قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة:100].
{ هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } [إبراهيم:52].
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }[ص:29].
{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ ربّه قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }[الزمر:9].
{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً } [الطلاق:10].
صـــــــدق الله العظيـــــــــــــــم.
فلماذا يا إخواني أضعتم حجّة العقل وتتبعون أسلافكم الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبّرٍ! أفلا تعلمون أنَّ أصحاب النّار اكتشفوا أنّ سبب دخولهم النّار هو بسبب عدم التّفكر بعقولهم؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].
ويا أحبّتي في الله تفكّروا في دعوة ناصر محمد اليماني وتمعّنوا بالتّفكير في منطقه هل هو منطقُ مجنونٍ؟ وأقسم بالله لتجدون عقولكم تأبى أن يكون منطقُ ناصرَ محمدٍ اليماني منطقَ مجنونٍ، وسوف تقول لكم: "بل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وتركزت دعوتُه على إخراج النّاس من الشرك بكافة أنواع الشرك الخفيّ والظاهر والشرك الذي يدبُّ كدبيب النّمل وهم لا يعلمون أنّهم أشركوا بربّهم، فكذلك دعوة أنبياء الله إذ كانوا يركِّزون دعوتهم على الإخلاص لله وعدم الشرك به. تصديقاً لقول الله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48]"، وكذلك تجدون دعوة المهديّ المُنتظر تتركز على الإخلاص لله وعدم الشرك به سبحانه وتعالى عمّا يشركون علوَّاً كبيراً".
ويا أحبتي في الله، فهل تريدون أن يبعث الله المهديّ المُنتظر متّبِعاً لأهوائِكم؟ إذاً فلن يزدْكم إلا ضلالاً إلى ضلالكم وما ينبغي للحقّ أن يَتَّبِع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؛ بل ننطق بالحقّ ونهدي به إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن شاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر، وما على المهديّ المُنتظر إلا ما على الرسل البلاغ المبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاَغُ المُبِينُ} صدق الله العظيم [المائدة:92].
وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاَ ءَابَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ} [النحل: 35 ].
وقال الله تعالى: { فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُ الْمُبِينُ } [النحل: 82].
وقال الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ الْمُبِينُ} [النور:54].
وقال الله تعالى: { وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ الْمُبِينُ } [العنكبوت:18].
وقال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاَغُ المُبِينُ } [التغابن:12].
صـــــــدق الله العظيـــــــــــــــم
ولكن للأسف فإن فطاحلة علمائكم من يذر الفتوى في محكم كتابه إلى نبيّه، ومن ثمّ يعتصم بالحديث المخالف في الأمر و يقول: "بل أمَرَ اللهُ رسولَه أن يقاتل النّاس حتى يكونوا مؤمنين بالله ورسوله، كما ورد في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
ومن ثمّ يرد عليكم المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: بل قال ذلك الحديث الشيطانُ الرجيم على لسان أحد أوليائه من شياطين البشر، فكيف تقولون: متفقٌ عليه؟ بل كيف اتّفق الذين من قبلكم على حديثٍ جاءكم من عند الشيطان الرجيم؟ وسوف أخبركم كيف اتّفق عليه سلفُكم وذلك كون الشيطان وضعه عن طريق أوليائه بذكاءٍ ودهاءٍ خبيثٍ فتمَّ وضع هذا الحديث ليمكر بالمسلمين وهم لا يعلمون، ولسوف نعلمكم ما هي الحكمة الشيطانيّة من افتراء هذا الحديث المكذوب، وذلك حتى يجمع كافة كفار البشر صفاً واحداً ضدّ المسلمين فيقولون ما دام هؤلاء المسلمون لو تقوى شوكتهم لقاتلونا أو نؤمن بدينهم، ما لم فسوف يسفكون دماءنا ويسبون نساءنا ويأخذون أموالنا غنيمةً لهم، إذاً لا بدّ من حربهم والقضاء على دعوتهم ما دامت هذه عقيدتهم بأنه لو تقوى شوكتهم فيقاتلونا حتى نؤمن أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أو يسفكوا دماءنا وينهبوا أموالنا ويسبوا نساءنا وأطفالنا.
فقد تبيّن لكم أنَّ هذا الحديث المتفق عليه حديثٌ مفترًى جاء مخالفاً لكثيرٍ من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين، وتبيّن لكم أنّه فعلاً هذا الحديث تمّ وضعه بذكاءٍ ودهاءٍ ليمكروا بالمسلمين وأنتم تُعلِنوه للناس لينصبَ لكم العداءَ كافةُ البشر ويحاربوا دين الإسلام والمسلمين! ويا سبحان الله! أفلا تتفكرون يا أحبتي في الله علماء الأمّة؟ فتعالوا لنحتكم إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم وآتوني بما لديكم من الأحاديث والروايات لنقوم بعرضها على محكم كتاب الله القرآن العظيم، فأيّ حديثٍ وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فسوف ننسفه بمحكم القرآن العظيم نسفاً لكون فتوى الله إليكم إن الأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله ورسوله فإنكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً؛ بل متضادّان متناقضان كون الحقّ يتضادّ مع الباطلَ وبعكسه تماماً تطبيقا للناموس في محكم الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة على النّبي.
وإليكم الآية البرهان بأنّ القرآن قد جعله الله المرجع لما اختلفوا فيه من أحاديث السّنة. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقرآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿83﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر علماء الأمّة، إنّي لا أفسر القرآن بالرأي فأقول على الله ما لا أعلم، فتعالوا لنستنبط لكم تأويل هذه الآية من حديثَ الله؛ من نفسِ حديثِ اللهِ، فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟ فمن هم هؤلاء الذين إذا خرجوا بعد انتهاء محاضرة النّبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثمّ يُبيِّتون أحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام وآله؟ إنّهم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر لصدّ المسلمين عن اتّباع الذكر، جاءوا إلى محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقالوا بين يديه: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله". كذِباً ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر وليكونوا من رواة الحديث فهم لا يستطيعون أن يخدعوا المسلمين إلا أن يُسْلِموا ولو لم يُسْلِموا لَما أخذ المسلمون منهم شيئاً، لذلك اتّخذوا أيمانهم جُنّةً؛ سِتاراً ليمكروا في الوقت المناسب بأحاديث تخالف لكتاب الله وسنّة رسوله جُملة وتفصيلاً. وقال الله تعالى: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿1﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿2﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثمّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿3﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
وقد علّم الله رسوله بوجودهم بين صحابته ولكنه لم يأمره بطردهم بل أمره أن يُعرِض عنهم لينظر من يعتصم بحبل الله القرآن العظيم، ومن يعتصم بحبل الشيطان الرجيم؛ الحديث المخالف لمحكم كتاب الله ويحسبون أنّهم مهتدون، ولذلك لم يأمر الله رسوله أن يطردهم بل أمره أن يُعرِض عنهم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقرآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿83﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فذلك هو النّاموس لكشف الأحاديث الموضوعة يا حبيبي في الله أبو عمر القرشي ولا أطعن في ثقة أحدٍ من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وعليهم- فلعلّه أُفتُريَ عليهم كما أُفتُريَ على رسوله، ولذلك لا أطعن في ثقةِ أيٍّ من رواة الحديث وحسابه على ربّه؛ بل أقوم بعرض الحديث مباشرةً على محكم القرآن العظيم لتطبيق النّاموس لكشف الأحاديث المدسوسة فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فقد علِمنا أنَّه جاءنا من عند غير الله لكون القرآن وأحاديث سُنة البيان هي من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثمّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].
وأيُّ حديثٍ جاء من عند غير الله ولم ينطق به النّبي -عليه الصلاة والسلام- فسوف نجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، هكذا قال الله.. وها أنتم رأيتم بأمِّ أعينِكم كيف إنَّ حديثاً متفقاً عليه حين تمّ عرضه على محكم كتاب الله وجدنا بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وأمّا الأحاديث التي لا تأتي مخالفةً لمحكم القرآن العظيم فنردُّها للعقل وما كان حقاً منها فسوف نجد العقل يقبلها، ودائماً نضرب لكم حديث السّواك. قال عليه الصلاة والسلام: [لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة] صدق عليه الصلاة والسلام.
فهذا حديثٌ لا يطابق القرآن ولا يختلف مع القرآن، ولكنه يقبله العقل والمنطق وهو أن تستخدموا السّواك عند كل وضوء للصلاة ما استطعتم لكون ذلك مطهِّر للفمّ ومانعٌ لتسوس الأسنان. وذلك حتى لا تقولوا أنَّ ناصر محمد لا يأخذ من الأحاديث إلا ما جاء موافقاً لمحكم القرآن؛ بل نقول لكم إنّي الإمام المهديّ آخذ بما جاء موافقاً للقرآن وآخذ بما لا يخالف القرآن وبما يطابقه ويقبله العقل، غير إنّني أعلن الكفر المطلق بأي حديثٍ جاء مخالفاً لمحكم القرآن فأفركه بنعل قدميّ لكونه حديث شيطانٍ رجيمٍ مفترًى على الله ورسوله، فاتقوا الله يا أولي الألباب واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب لعلكم تهتدون إن كنتم تعقلون، وما يذَّكر إلا أولو الألباب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ