[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=217823
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 05 - 1437 هـ
24 - 02 - 2016 مـ
09:24 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يعلن الترحيب بفضيلة الشيخ المحترم عمر الفاروق البكري ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين الطّيّبين الطّاهرين وعلى كافة المؤمنين التّابعين في الأولين وفي الآخرين وفي كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
السلام عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلام الله ورحمته وبركاته على فضيلة الشيخ المحترم عمر الفاروق البكري، ويرحب به الإمام المهديّ ترحيباً كبيراً وأكرمناه بفتح قسمٍ خاصٍ باسمه في واجهة موقعنا كونه جاء يذود عن حياض الدين باسمه الحقّ وصورته، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بحبيبي في الله فضيلة الشيخ المحترم عمر الفاروق البكري، ونِعْمَ العالِم الذي لم يأتِنا باسمٍ مُتخفٍّ مستعارٍ بل باسمه الحقّ وصورته الحقّ، وأمْلَى علينا شروطاً في رسالةٍ خاصةٍ كما يلي:
وأمّا الصورة فقبلنا ذلك أن نقوم بتنزيل صورتي بالحقّ وأنت تقوم بتنزيل صورتك بالحقّ من غير غشٍّ ولا خداعٍ، وكفى بالله شهيداً.
وأما شرطك الثالث بأن لا تخرج عن نقطة البحث حتى تقيم عليَّ الحجّة بالحقّ أو أقيم عليك الحجّة بالحقّ بشرط أن يكون الله وحده هو الحكم بيننا وذلك باستنباط حكم الله المحكم والبيّن من محكم كتابه تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)} صدق الله العظيم [الشورى].
كون ليس عليك إلا شرطٌ واحدٌ فقط وهو أن تقبل الله حَكَماً بيننا بالحقّ وليس الشيطانَ الرجيم، وأن نتّفق بأنّ القرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ جميعهم من عند الله ولا ينطق محمدٌ رسول الله عن الهوى في دين الله، وعلينا تطبيق الناموس من الله ورسوله بأن يتمّ عرض الأحاديث السنّية على الآيات المحكمات البيّنات في القرآن العظيم وأيّ حديثٍ جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فذلك حديثٌ مفترًى من عند غير الله؛ بل من عند الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه من شياطين الإنس الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر للصدّ عن الذِّكر المحفوظ من التحريف القرآنَ العظيم. وقال الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].
وهذا برهانٌ كافٍ أنّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جميعهنّ من عند الله، وأمرَ الله رسوله أن يَتّبعَ قرآنه وبيانه في السُّنة النّبويّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].
ولكن الله بيّن لنا أنّها توجد طائفةٌ من المؤمنين منافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا الناس عن اتّباع قرآنه المُحكم، ولم يعدكم الله بحفظ بيان السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف وأمركم الله باتّباع كتاب الله وبيانه في السُّنة النّبويّة كونهما نورٌ على نورٍ وكلاهما من عند الله، إلا إنّ الله لم يعِدكم بحفظ أحاديث البيان في السُّنة النّبويّة برغم أنّ أحاديث السُّنة النّبويّة التي نطق بها محمدٌ رسول الله هي كذلك من عند الله غير أنّها ليست محفوظةً من التحريف والتزييف، ولذلك أمر الله علماء الأمّة المختلفين في أحاديث السُّنة النّبويّة أن يقوموا بعرضها على آيات الكتاب المحكمات من آيات أمّ الكتاب، وعلّمكم الله أنّ ما جاء من أحاديث البيان مخالفاً لمحكم آيةٍ في القرآن فإنّ ذلك الحديث جاءكم من عند غير الله كون محمد رسول الله لا ينطق عن الهوى في دين الله. ولذلك قال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء]، بمعنى أنّ ما وجدتم من الأحاديث التي قيل أنها مرويّةٌ عن النّبي غير أنّ الحديث جاء مخالفاً لمحكم آيةٍ في القرآن العظيم فهنا أمركم الله أن تعتصموا بالآية المحكمة وتنبذوا الحديث الذي جاء مخالفاً لها وراء ظهوركم كون القرآن هو البرهان المحفوظ للناس من الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].
وإنما أمركم بالاعتصام بحبل الله القرآن العظيم حين يأتي ما يخالف لمحكمه سواءً في أحاديث السُّنة النّبويّة أو التوراة أو الإنجيل كون كتاب التوراة والإنجيل كذلك لم يعِدكم الله بعدم تحريفها وتزييفها كما حرّفوا في الكتب السابقة أنّ المسيح عيسى ابن مريم أفتى أنّه إلهٌ معبودٌ وأمَّه، وآخرون قالوا ولد الله. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} صدق الله العظيم [آل عمران].
بمعنى أنّه يوجد اختلافٌ بين بني إسرائيل في كتبهم المقدّسة وهي التوراة والإنجيل بسبب افتراء شياطين الإنس كما تُعَلِّمُهم شياطينُ الجنّ، ولكنّ الله جعل القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو المهيمن عليهم في الحكم، وحَكَمَ الله أنّ ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن سواء في التوراة أو الإنجيل فلْيعلم الناسُ أنّ ذلك مفترى على الله ورسله. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (75) إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].
ولذلك أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يدعو الطائفتين إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم بشرط أنّ ما جاء يخالف لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى على الله ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران].
لأنّ القرآن جعله الله الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
وحربُ الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين كانت مركزةً على القرآن، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)} صدق الله العظيم [فصلت]. كونهم لا يغلبون المسلمين فيعودون بهم إلى الشرك إلا أن يصدّوهم عن اتّباع هذا القرآن العظيم.
وأمّا طائفة أخرى من معشر اليهود ففكّروا في طريقةٍ أخرى، وقالوا: "سوف نؤمن به ولو يوماً أوّل النهار ونكفر به آخر النهار بحجّة أنّه تبيّن لنا أنّه مزيفٌ وأنّنا لسنا أعداءً له لو تبيّن لنا أنه من عند الله". ولذلك قال الله تعالى: {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)} صدق الله العظيم [آل عمران].
فكانت كلّ طائفةٍ تتخذ طريقةً للصدّ عن اتّباع القرآن العظيم، ولكنّ أخطرهم هم المنافقون الذين لم يَعْلَمهم محمدٌ رسول الله ولا يعلم بهم إلا الله كونهم يتظاهرون بالإيمان والخشوع ولا يغيبون عن محاضرةٍ للنبيّ عليه الصلاة والسلام، وذلك حتى يصدّقهم المسلمون فيكونون من رواة الحديث النبويّ كونهم لا يغيبون عن محاضرةٍ واحدةٍ. ولذلك قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].
وهؤلاء هم من أخطر شياطين البشر يتّقنون التمثيل بدقةٍ ولا يقولون كلمة باطلٍ واحدةٍ في مجلس النبيّ؛ بل يتكلمون بالحقّ بما لديهم في التوراة حتى حيّروا شياطين الجنّ الذين قيّضهم الله لهم في أجسادهم فظنّ شياطين الجنّ أنّهم فعلاً آمنوا قلباً وقالباً. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)} صدق الله العظيم [البقرة].
وهؤلاء لم يكُن معروفاً نسبهم أنّهم من اليهود ولا حتى النبيّ يعرف! ولذلك لم يَحْذرهم الصحابة وأخذوا عنهم كثيراً من أحاديث الباطل التي تخالف لمحكم القرآن العظيم، وكانوا يدّعون أنّهم من أعراب الجزيرة العربيّة وليسوا من اليهود. ولذلك قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].
وعلى كل حالٍ يا فضيلة الشيخ المحترم ليس للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني غير شرطٍ واحدٍ فقط وهو أن يكون محكم القرآن العظيم هو المرجع لما اختلفنا فيه نقطةً نقطةً، ونبدأُها بنفي حدّ الرجم للزاني المتزوج والمتزوجة وأنه مائة جلدةٍ فقط للزاني المتزوج وغير المتزوج. وأعدك أن لن نخرج عن هذه النقطة حتى تقيم علينا الحجّة أو نقيم عليك الحجّة ومن محكم القرآن العظيم، كوني أعلم أنك من الذين يوقنون بحدّ الرجم ولا تظنّ أنّ أحداً سوف يزحزحك عن هذا الحكم بأنّه باطلٌ مفترى، ولكنك سوف تتفاجأ بما لم تكن تحتسب من سلطان العلم ومن محكم القرآن العظيم، بشرط أن يكون سلطان العلم بيِّناً لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ويصدّقه كلّ عاقلٍ ذو لسانٍ عربيٍّ من شدّة وضوحه في محكم القرآن العظيم.
ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ البكري، إنك تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثل مدّعيّ المهديّة من قبله وأنّ أمره هينٌ، وتظنّ أنك سوف تغلبه في كل النقاط، فوالله ثمّ والله لا ولن تستطيع أن تقيم الحجّة على الإمام المهديّ ولو في نقطةٍ واحدةٍ، وأشهد الله وكافة الأنصار السابقين الأخيار لئن غلبتني في نقطةٍ واحدةٍ فقط وغلبتك في 999 نقطة فإنّ عليّ التراجع بأنّني المهديّ المنتظر وأنّ على الأنصار التراجع عن اتّباعي. وهل تدري لماذا؟ كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي في الرؤيا الحقّ:
إذاً؛ إذا غلبتني ولو في نقطةٍ واحدةٍ فقط ومن القرآن العظيم فهنا لم يصدقني الله الرؤيا بالحقّ، وإن لم تفعل ولن تفعل فسوف أجعلك بين خيارين اثنين لا ثالث لهما، فإمّا أن تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وإمّا أن تتّبع أحاديث الشيطان الرجيم وتحسب نفسك لمن المهتدين، غير أنّ عقلك سوف يبصر الحقّ إلا أن تأخذك العزّة بالإثم.
ويا حبيبي في الله، والله ثمّ والله لا يدّعي ويعلن أنّه المهديّ المنتظر إلا كلّ من يتخبطه مسّ شيطانٍ رجيمٍ، والحكمة الشيطانية من ذلك هي حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظر الحقّ فتقولون: "إنْ هو إلا كمثل الذين سبقوه". فهيا ائْتِ بما لديك لإثبات حدّ الرجم لزناة المتزوجين، واكتب على كيفك وائْتِ بالبرهان كيف تشاء فلن أستطيع مقاطعتك كونه حوارٌ كتابيٌّ، فحتى إذا أنهيتَ ما لديك لإثبات حّد الرجم فمن ثمّ يأتي ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولكن بشرط أن يكون لك موقفٌ إمّا تعلن بيعتك بعدما يتبيّن لك أنه الحقّ أو تعلن الحرب على ناصر محمد اليماني فتذود عن حياض الدين بعلمٍ أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً. وإمّا أن تنسحب من بعد الحوار فتسكت فهذا جبنٌ ونستطيع أن نصفك بعدها بأنك لا تخاف من الله. أو يتبيّن لنا أنك من الذين لا يخافون في الله لومة لائم وتعلن بيعتك في قسم البيعة ولا تبالي.
ولكن للأسف إنك لم تأتِنا لتبحث عن الحقّ بل جئتنا مشمِّراً لإقامة الحجّة على ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّك أصلاً لم تطّلع من قبل على بيانات ناصر محمد اليماني وتظنّ أنه ليس إلا كمثل الذين أقمت عليهم الحجّة من قبل ممن يدّعون شخصية المهديّ المنتظر. وهيهات هيهات! وربّ الأرض والسماوات لو اجتمع كافة علماء الجنّ والإنس ليغلبوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو في نقطةٍ واحدةٍ فإنّهم لا يستطيعون جميعاً ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، برغم أنّي ما كنت قط من علماء المسلمين وما صعدت على منابرهم، وما قط علمني أحدٌ منهم مسألةً في دين الله؛ بل الله هو معلمي بوحي التفهيم وليست وسوسة شيطانٍ رجيمٍ كما يفعل الممسوسون في كلّ قريةٍ.
وهذا الميدان وهذا الفرس، والمبارزة ليست بالسيف بل بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم، حتى إذا انتهينا من إثبات نفي حدّ الرجم وإثبات حدّ الجلد بالحقّ ننتقل إلى نقطةٍ ثانيةٍ، والإمام المهديّ هو من سوف يختار نقاط الحوار وهنّ كلّ الذي أخالفكم فيه بالحقّ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________