14 - رمضان - 1444 هـ
05 - 04 - 2023 مـ
12:02 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية لبيان]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=411950
______________
فَذَكِّر فإنَّ الذِّكرَى تَنفعُ المُؤمنين؛ فَقَد اختارَني الله خليفَتهُ على العالَمين، فاتَّقوا الله ولا تأمَنوا مَكرَه واعلَموا أنّ الله بالِغُ أمرِه ..
بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على محمدٍ رسولِ الله وكافّة الأنبياء والمُرسَلينَ مِن قَبلِه وعلى مَن تَبِعَهم في الأوّلينَ وفي الآخِرينَ وفي المَلَإِ الأعلى إلى يوم الدِّين.
أحِبَّتي في الله الأنصار السّابقين الأبرار، شهرٌ مُباركٌ عليكم وعلينا معكم وجميع المُسلِمين لربّ العالَمين..
ويا أحبَّتي في الله المُسلمين عليكم أنّ تَعلَموا عِلمَ اليقين أنّي لا أقولُ قصَصَ القرآن العظيم مِن عند نفسي ولا وَحْيًا قُرآنيًّا جديدًا إلّا البيان الحقّ للقرآنِ المجيدِ، ويا أحبّتي في الله المسلمين قال الله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].
ولكنّ الله جعَل داوود عليه الصّلاة والسّلام خليفةً في بلادِ الشّام، ولكنّ نبي الله داوود لا يُحيطُ باليمن - البلدة الطيِّبة - عِلمًا على الإطلاقِ، وكذلكَ وريثُ المُلكِ مِن بَعدِهِ - نبيّ الله سليمان - لم يُحِطْ بمملكةِ اليمن البلدة الطّيِّبةِ عِلمًا فأوْحَى الله إلى الهُدهدِ - وزير سليمان على الطيور - أن يَقومَ بِرحلةٍ استِكشافِيّةٍ إلى البلدةِ الطّيِّبة - مملكة سبأ اليمانيّة - وبما أنّ الأمرَ مِن الله إلى الهُدهدِ مُباشَرةً فلا يَجُوزُ للهُدهدِ أن يَستأذِنَ نبيّ الله سليمان بالذّهابِ في رِحلَتِه الاستِكشافيّةِ؛ فذلكَ ما أغضبَ نبيّ الله سليمان كونَه تَغيَّبَ بدون أن يأخُذَ الإذنَ في رِحلتِه الاستِكشافِيّة، كونَ الهُدهد مأمورًا مِن ربِّه فكيفَ يَطلُبُ الإذنَ مِن نبيّ الله سليمان عليه الصّلاة والسّلام؟! ولكنّ نبيّ الله سليمان لا يعلَمُ بادِئ الأمرِ أنّ الهُدهدَ تلقَّى الأمرَ مِن الله مباشرةً، وبما أنّ الهُدهدَ مأمورٌ مِن ربِّه لكي يُعَلِّم سُليمان بما لم يُحِطْ به نبيّ الله سليمان ولا أبيه داوود عِلمًا بمملكة سبأ العُظمَى، وقال الله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
فَنستنبِطُ أنَّه وإنْ جَعل الله في الأرض خليفةً فالخِلافةُ درجات؛ فَقد مَرَّتْ فَترةُ خليفة الله داوود عليه الصَّلاة والسَّلام حتى لقِيَ ربَّه وهو لم يُحِطْهُ الله بالمَملكة السَّبائيِّة اليمانيّة رغمَ أنّها بِجانبهِ في الجَزيرة العربيَّة وكذلك وَريثهُ مِن بَعدِه نبيّ الله سليمان - عليهم الصَّلاة و السَّلام - حتى علَّمَ نبِيَّ الله سُليمان طائِرُ الهُدهدِ فقال: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
وحين يَصطَفِي الله في الأرض خَليفةً فالخِلافةُ دَرَجاتٌ في المُلكِ، ولَكِنَّ الله جعَلني خليفةً على العالَمِ بأسرِه (بَرّه وبَحره).
فالسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسَه: فهل ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ مَجنونٌ حتى يَطمَحَ في خلافةِ الملَكوتِ العالَميّ؟! بل: مَن سيُظهِرُه الله على خلافةِ ملَكوتِ العالَمِ بأسْرِه رحمةً للعالَمينَ. والذين يَجهلونَ بيانات الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ للقرآن العظيم يَظنّونَ أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلَّا يَستَرزِقُ مِن ادِّعائه أنّه الإمام المهديّ خليفة الله على العالَم بأسرِه، وأعوذ بالله أن أكون مِن الجاهلين. فمَن ذا الذي يدَّعِي أنّ الله اختارَهُ خليفته على ملَكوتِ العالَمين وهو مِن الكاذبين؟! فإنّ عليه لعنَة الله والملائِكة والنَّاس أجمعين.
ولَكِنَّ الطَّامَّة الكُبرَى أنَّ ناصِر محمد اليمانيّ مِن الصَّادقين؛ إذًا فحَتمًا أنّ الله بالِغُ أمرِه وما أنتُم فيه مِن حَربِ الله الكونيَّة والكورونيَّة فلا رجعَة للوَراءِ حتى يأتي أمر الله بطاعةِ خَليفتِه فيُخضِع الله أعناق العالَمين لخليفة الله المهديّ الإمام الأُمَميّ العالَميّ، فما ظنُّكم بِربّ العالَمين إن كان ناصِر محمد اليمانيّ مِن الصَّادقين وأنتم عَن خليفة الله مُعرِضونَ؟ أليسَ الله بالِغُ أمرِه؟! فما تظنون أنَّ الله سوفَ يفعلُ بالعالَمين وخُصوصًا المُستَكبرين منهم؟ فلو أنّهم شكَروا الله - قادات العالَمين العَرَب والعَجَم - لَما نزَعَ الله منهم مُلكهم؛ بل سوف يَزيدُهم عِزًّا إلى عِزِّهِم وقُوّةً إلى قُوّتِهم. فما ظنُّكم بقُوَّةِ أصحاب إرَمَ ذاتِ العِمادِ التي لم يُخلَق مثلها في البلاد؟ فَلَم يَكُن هناك مَن هُم أشَدّ قُوّةً مِنهم على وَجهِ الأرض إلَّا الله، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلت].
ورغم أنَّ العَذابَ في الكتابِ صيحةٌ واحدةٌ فإذا هم خامِدونَ إلَّا أصحاب إرَم ذاتِ العِمادِ التي لم يُخلَق مِثلها في البلادِ؛ فأجِدُ الله أماتَهم ألف مَوتَةٍ بالمَوتِ البَطيء بسبب البَردِ الشديدِ في رِيحٍ صَرصرٍ عاتيَةٍ سَخَّرها عليهم سَبعة ليالٍ وثمانية أيَّامٍ حُسومًا فماتوا في ديارهم الذَّهبيَّةِ المَعدنيَّةِ شديدة الامتِصاص للبُرودةِ؛ فسخَّرَ عليهم رِيحًا صَرصَرًا عاتيَةً فترى القومَ فيها صَرعَى كأنّهم أعجازُ نَخلٍ خاويَةٍ كونَهم لم يَشكروا الله على ما مكَّنَهم في قُوَّة المُلكِ فظَلموا أنفسَهم، ولَكِن لو أنّهم شكَروا الله فأطاعوا رسول ربِّهم؛ فبِرَغمِ أنّهم أشدّ قُوّةً في العالَمين فلو شَكروا لزادهم الله عِزًّا إلى عِزِّهم وقُوّةً إلى قُوّتِهم تصديقًا لِقَول الله تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ﴿٥٠﴾ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٥١﴾ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾} [سورة هود].
ويا سُبحان الله! فماذا يَبغونَ بَعد هذا الوَعدِ لهم مِن ربِّهم أن يَزيدَهم عِزًّا إلى عِزِّهم وقُوّةً إلى قُوّتِهم؟ فرَفَضوا داعِيَ الله واتَّبَعوا أمْر كُلّ جَبّارٍ عَنيدٍ مِن كُبَراءِ قَومِهم وقالوا لِداعِي الله (رسوله هُود): {إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾ فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٥٧﴾ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿٥٨﴾ وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٥٩﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة هود].
فَلَكَم نَصحتُ للعَربِ خاصَّةً والعَجَمِ عامَّةً ولَكِن لا تُحِبّونَ النَّاصِحين.
«اللهمّ إنَّهم لَم يَرتَضُوا بِمَن اختَرتَه خليفةَ الله على العالَمِ بأسرِه فماذا أنت فاعِلٌ؟ اللهمّ إنَّهم أعرَضوا عن ذِكرِكَ وأمِنوا مَكرَكَ فافتَح بيني وبين المُستَكبِرين مِن عِبادِكَ بِحَولِكَ وقُوَّتك - كافَّة الذين كرِهوا رِضوانَ نفسِكَ مِن عبادِكَ - إنَّك مُحيطٌ بِما في صُدورِ العالَمين، واهدِ ما دونَ ذلكَ بِرحمتِكَ إنَّك على كُلِّ شَيءٍ قدير نِعمَ المَولى ونِعمَ النَّصير».
وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربّ العالَمين.
خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
______________