27 - ربيع الأول - 1433 هـ
19 - 02 - 2012 مـ
04:36 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=34349
ــــــــــــــــــ
الإمامُ المَهديّ المُنتظَر يُعلِن الكُفر بالتعدديَّة المَذهبيَّة في دين الله ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جَدّي مُحَمَّد رسول الله وآلِه الأطهار وجميع الرُّسُل مِن ربهم وآلهم الأطهار وجميع المُسلِمين في الأوَّلين وفي الآخرين وفي المَلَإ الأعلى إلى يوم الدين، أمَّا بعد..
فقد عُدنا بِحفظ الله ورعايته قبل عِدّة أيَّامٍ، وننتظر ما يفعل الله وإلى الله تُرجَع الأمور في عصر الحوار مِن قَبْل الظهور ومِن بعد الظهور إلى اليوم الآخِر ولله الأمر مِن قَبل ومِن بَعد، إنَّ الله بالِغُ أمره ولَكِنَّ أكثر الناس لا يعلمون.
ويا حبيبي في الله نجيب علي العقبي إن كُنت من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فأَعلِن الكُفر بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله حتى يُنجيك الله من عذابه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فلا تَكُن يا عقبي {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} [الروم]؛ إنّي لَك ناصحٌ أمينٌ كوني أراك مُتعَصبًا للمذهب القرآنيّ، وكذلك تفتي أنَّ الشيعة والسُّنة هُم المَغضوب عليهم! وإنَّك لَمِن الخاطئين في أسلوبك هذا المُنَفِّر عن اتِّباع المهديّ المنتظَر مِن الشِّيعة والسُّنة، فاتَّقِ الله فَهُم من إخواننا في دين الله، فهل ترى أنّك بأسلوبك هذا سوف تهديهم إلى الصراط المُستَقيم؟ وحاشا لله؛ فليس ذلك مِن الحِكمة في شيءٍ في الدعوة إلى الله. ويا رجل لقد ادَّعى فرعون الربوبيّة {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾} [النازعات]، وبرغم ذلك تجد أنّ الله استوصى نبيّه موسى وأخاه هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام بالرِّفق بفرعونَ في الخطاب، فقال الله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [طه]. كون أسلوب الدعوة إلى الله لا يجوز أن يكون مُنَفِّرًا لأنّ التنفير ليس مِن الحكمة في شيء، تصديقًا لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].
فاتقِ الله حبيبي في الله واتَّبِع الإمام المهديّ وأَعلِن الكُفْر بالتعدديَّة المذهبيّة في دين الله، فلا تتعصَّب للمذهب القرآنيّ ولا للمذهب السُّنيّ ولا للمذهب الشيعيّ وكُن حنيفاً مُسِلمًا.
ويا حبيبي في الله نجيب علي العقبي لَن تستطيعوا أن تقنعوا الناس بدين الإسلام وهم يَرون المُسلِمين يلعَن بعضهم بعضًا ويصف بعضهم بعضًا بالكُفر كَما تَصِفُ السُّنة والشيعة أنَّهم مِن المغضوب عليهم، وأعوذ بالله مِن غَضَب الله، ولكني الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ أقول: يا أحبتي في دين الله السُّنة والشيعة والقرآنيين وكافة أصحاب المذاهب الإسلاميَّة تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبين العالَمين أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له واتّبعوني أهدِكم صِراطًا سَويًّا على بصيرةٍ مِن رَبّي، وما كان الإمام المهديّ قُرآنيًّا، وما كان الإمام المهديّ سنيًّا ولا شيعيًّا؛ بل حنيفًا مسلمًا وما كان من المُشركين من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
وأُعلِن اتِّباعي لكتاب التَّوراة والإنجيل والقرآن العظيم وأحاديث البيان في السُّنة النّبويّة إلَّا ما خالَف في التوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة، فاشهدوا وكَفى بالله شهيدًا أنَّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ لَيُعلِن الكُفر المُطلَق بِما جاء مُخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النّبويّة، كون ما جاء مُخالِفًا لمُحكَم القرآن العظيم فاعلموا أنّه حديث مفترًى جاءكم مِن عند غير الله؛ أيْ مِن عند الشيطان على لسان أوليائِه الذين يُظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفْر والمَكْر ليصدُّوا البشر عن اتِّباع مُحكَم الذِّكْر.
ولربّما يودّ أن يقاطعني حبيبي في الله نجيب علي العقبي فيقول: "مَهلًا مَهلًا يا إمامي ناصر مُحَمَّد اليمانيّ، وإنَّما أمَر الله مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يتَّبِع القرآن فقط ولم يأمره أن يَتَّبِع كذلك التوراة". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر مُحَمَّد اليمانيّ وأقول: بل أمَر الله محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يتَّبع التوراة، وقال الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وكذلك أمَره الله أن يَتَّبِع الإنجيل، وإنَّما كونه كان يتكلم في هذا الموضع عن التوراة، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم، ولَكِن تدبَّر الآيات في هذا الموضع، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾ أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وكذلك أمَر الله اليهود والنصارى أن يتَّبعوا التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فَلَم نجد أنّ الله أمَر رسوله بالكُفر بالتوراة والإنجيل؛ بل أمَره بالكُفْر بما جاء فيهما مُخالِفًا لِمُحكَم القرآن العظيم، ومن ثم يدعوهم للاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في التوراة والإنجيل. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وإنَّما جعل الله القرآن العظيم هو المَرجِع والحَكَم المُهَيمِن على التوراة والإنجيل، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
برغم أنَّ في التوراة والإنجيل تحريفًا وتزييفًا ولَكِن الله لم يأمركم أن تُنكِروا فيهما الحَقّ والباطِل؛ بل الباطل المُفترَى فيها الذي هو مِن عند غير الله، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وبِما أنَّ (التوراة والإنجيل) ليستا محفوظتين من التحريف، ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو المرجع للتوراة والإنجيل وما جاء فيهما مخالفٌ لمحكم القرآن العظيم فذلك حديثٌ مفترًى على الله من قومٍ آخرين، وكذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المرجع لأحاديث السُّنة النّبويّة كون الأحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة جاءت لتزيد آياتٍ في القرآن بيانًا وتوضيحًا، وهي كذلك من عند الله وما ينطق عن الهوى في دين الله لا في الكتاب ولا في السّنة صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن أحاديث السُّنة النّبويّة ليست محفوظةً من التحريف والتزييف ولذلك أفتاكم الله ربّ العالمين أنّ ما وجدتم من أحاديث النّبيّ جاء مخالفًا لمحكم القرآن فاعلموا أنّ ذلك الحديث ليس حديثًا نبويًا من عند الرَّحمن بل حديثٌ مفترًى من عند الشيطان من عند غير الله، وأفتاكم الله أن الأحاديث النّبويّة لم يعِدكم بحفظها من التحريف والتزييف، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا حبيبي في الله نجيب كُن لَبيبًا ولا تكفُر بالحقّ والباطل في السُّنة النّبويّة حتى لا تكون من الجاهلين؛ بل أَعلِن الكُفْر بِما جاء في السُّنة النّبويّة مُخالِفًا لِمُحكَم القرآن العظيم، وأَعلِن الاتّباع لكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فلا تَكفُر بسُنّة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فتكون مِن المُعَذَّبين كونك حين تكفر بحديثٍ هو حق فيها فحتمًا كفرت بآيةٍ في القرآن العظيم، وأضرب لك على ذلك مثلًا: قال مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئًا] صدق عليه الصلاة والسلام. فإن كفرت بهذا الحديث لجدِّي يا عقبي فقد كفرت بحديث ربي في مُحكَم كتابه القرآن العظيم: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة]، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئًا] صدق عليه الصلاة والسلام.
أفلا ترى يا حبيبي في الله نجيب علي العقبي أنّ القرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ نورٌ على نورٍ؟ فَكُن مِن الشاكرين إذ جعلك الله في الأُمَّة التي يبعث فيها المهديّ المنتظَر، وكُن من الشاكرين إذ أعثرك الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكُن مِن الشاكرين إذ جعلك من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم أن يتّبع أهواءكم ليرضيكم والله أحقّ بالرِّضى إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخِر، فلا تنكروا السُّنة النّبويّة الحقّ، واتّبعوا كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
24 - ذو القعدة - 1431 هـ
01 - 11 - 2010 مـ
06:36 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=9466
___________
تَحذيرُ الإمام المَهديّ إلى أفلاطون الذي يَدعو إلى المذهبيَّة في الدِّين وتَفرُّق المُؤمنين ..
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى جميع المُسلِمين..
ويا أفلاطون، اتَّقِ الله يا مَن تدعو المُسلمين إلى مذهبك الشيعيّ وتحسب أنَّكم على شَيءٍ وأنتم لستم على شَيءٍ، فلا تشتم أهل السُّنة والجماعة ومثلك كمثل الأعمَى الذي يشتم رُجلًا آخَر أعمَى، ومن ثم يقول له يا أعمَى برغم أنَّه أعمَى العينين مثله، وكذلك أنتم؛ فمثل الشيعة والسُّنة كمثل اليهود والنَّصارى، وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكنهم يا أفلاطون ليسوا على شَيءٍ كُلّهم؛ سواء اليهود أو النصارى، وهل تدري لماذا هم ليسوا على شَيء؟ وذلك لأنهم لم يقيموا كِتاب التوراة ولا كتاب الإنجيل بل اتخذوا التوراة والإنجيل مَهجورًا من التدبُّر والتفكُّر، وذلك من قبل تحريفها فهي لا تزال حجّة الله عليهم إذا لم يقيموها وإذا لم يقيموها فهم ليسوا على شيءٍ، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وكذلك الشيعة والسُّنة والجماعة وجميع المذاهب الإسلاميّة الذين اتَّبعوا اليهود والنصارى وفرَّقوا دينهم شيعًا وكل حزبٍ بما لديهم فرحون ليسوا على شَيءٍ جميعًا حتى يقيموا كِتاب الله القرآن العظيم الذين اتّخذوه مهجورًا وأبحَروا في كُتبٍ أُخَر كمثل بحار الأنوار أو كتاب البخاري ومسلم فاعتَصموا بها مَهما كانت مُخالفةً لِمُحكَم كتاب الله القرآن العظيم؛ فسوف يقولون جميعًا: "لا يعلمُ تأويله إلا الله" مهما كانت الآية مُحكَمةً بَيِّنةً ظاهرها كباطنها فسوف يقولون أنّ القُرآن له أوجهٌ متعدِّدة كونهم لا يريدون أن يعتصموا إلَّا بكتاب بحار الأنوار كما يفعل الشِّيعة، أو كتاب البخاري ومسلم كما يفعل السُّنة والجماعة، ولكن حين تأتي آيةٌ مطابِقَةٌ لِما معهم فسرعان ما تجدونهم يقولون: "قال الله تعالى"، ولكن حين تأتي آيةٌ مُخالِفةٌ لِما لديهم فيعرضون عنها وكأنهم لَم يسمعوها! أولئك مثلهم كمثل اليهود والنصارى يؤمنون ببعض الكتاب ويُعرِضون عن بعض.
فاتَّقِ الله يا أفلاطون، ولن نسمح لك بشتم أهل السُّنة والجماعة في موقعنا، ولن نسمح لك أن تدعو المُسلمين إلى التعدديّة المذهبيّة فتدعوهم إلى مذهبك الشيعيّ، أفلا تعلم أنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ أُعلِن الكُفر المُطلَق بالتعدديّة المذهبيّة في الدين الإسلامي الحنيف؟ وليس لَديّ إلَّا: (قال الله تعالى، وقال رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأدعو البشر إلى ربّهم على بصيرةٍ منه تعالى (كتاب الله وسنة رسوله الحقّ)، ولا أقول: وأنا مِن الشيعة. ولا أقول: وأنا من السُّنة. بل أقول: وأنا مِن المُسلمين. فهل تجدون قولًا هو أحسن مِن هذا القول؟! تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فهل تعلم البيان لقول الله تعالى: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}؟ بمعنى أنّه لا ينبغي للعالِم المُسلِم الذي يدعو الناس إلى الإسلام ومِن ثمّ يقول: "وأنا من الشيعة". ولا أن يقول: "وأنا من السنّة". بل يقول: "وأنا من المسلمين". فاتّقوا الله يا معشَر المُختَلِفين في دينهم مِن بعد ما جاءتهم البَيِّنات مِن ربهم، فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فكيف تُريدون أن تُقنعوا الناس بدينكم وأنتم أنفسكم تُفَرِّقون دينكم إلى شِيَعٍ وأحزابٍ وكُلٌّ مِنكم يُكَفِّر الآخر ويقول أنه ليس على شيء؟ فكيف تريدون أن تُقنعوا البشر أن يتّبعوا الذِّكر الذي اتخذتموه مهجورًا يا مَن كلَّفكم الله بتبليغه للعالمين؟، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
فاتَّقوا الله ولا تُفَرِّقوا دينكم شيَعًا وأجيبوا دعوة المهديّ المنتظَر ناصِر محمد اليمانيّ إلى الحُكْم بينكم فيما كنتم فيه تَختَلِفون فأستنبطُ لَكُم أحكام الله بينكم مِن مُحكَم كتابه القُرآن العظيم وإنَّا لصادِقون، وإذا لم تجدوني المُهَيمِن عليكم بِسُلطان العِلْم مِن مُحكَم كِتاب الله القرآن العظيم فلستُ المهديّ المنتظَر، وما ينبغي للمهديّ المنتظَر الحَقّ مِن ربّكم أن يأتي مُتَّبعًا لأهوائكم مَهما كانت كثرة طائفةٍ منكم فليس المقياس لمعرفة سبيل الحقّ بالأكثريّة؛ بل المقياس الحقّ لمعرفة سبيل الحقّ هو بسلطان العلم وليس بالأكثريّة يا أصحاب العلوم الظَنيّة كما تزعمون، وقال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴿١١٨﴾ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
أم إنّكم لا تعلمون البيان الحَقّ لقول الله تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}؟ ويقصد العلوم الظَنيّة التي تحتَمِل الصَحّ وتحتَمِل الخَطأ، ولَكِنَّ الله أفتاكم أنَّ الظنّ لا يُغنِي مِن الحَق شيئًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} صدق الله العظيم [يونس:36].
ولذلك تَجِدون الإمام المَهديّ يُعلِن النَّصر عليكم في الحِوار مُقَدَّمًا، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي واثِقٌ مِن سُلطان عِلمي أنّه الحَق وأنَّه مِن رَبّي لا شَكّ ولا ريب وفي ذلك سِرُّ هَيّمنة الإمام المهديّ عليكم بالحقّ، ولكن للأسف إنَّ المُسلمين يريدون مَهديًّا مُنتَظَرًا يأتي مُتَّبعًا لأهوائكم الظنيّة! ويريدون علماءهم أن يكونوا هُم مَن يصطفونه مِن بين الناس ويريدون أن يكونوا هم مَشائخه ويقومون بتعليمه، ويا سبحان ربي! فإذا كان عُلماؤهم هُم أساتذة الإمام المهديّ إذًا فكيف يستطيع أن يَحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون؟! فهل لأنّه أعلم منهم؟ وكيف سيكون أعلم منهم لو كانوا هُم الذين علَّموه بيان القرآن؟! هيهات هيهات؛ بل مُعلِّم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ مِن رَبِّكم هو الرَّحمن الرَّحيم العَليم الحَكيم رَبّي ورَبّكم بوحي التَّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ يا مَن تَصُدّون عن الصِّراط المُستَقيم، فاحذَروا.. ثُمَّ احذَر يا أفلاطون مِن الدعوة إلى المذهبيّة في طاولة الحوار العالميّة؛ بل أعدَدْناها للحوار لدعوة البَشَر إلى اتِّباع الذِّكر، وإن أبيتَ إلَّا الاستمرار فسوف نجتثُّك من طاولة الحوار كشجرةٍ خَبيثةٍ اجتُثَّت مِن فوق الأرض ما لها مِن قَرار.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..
خليفةُ الله في الأرض؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________
كافة ردود الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلى أفلاطون ..
https://albushra-islamia.org./showthread.php?t=2466