الموضوع: قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني

    12 - شوال - 1430 هـ
    01 - 10 - 2009 مـ
    01:24 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    قال الله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النمل:٤٠].

    وإليكم البيان المُختصر من المهديّ المنتظَر إلى (الرادار) وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار الوافدين إلى طاولة الحوار للبحث عن الحقّ، وأفتيكم بالحقّ جميعاً أنّ الرجل الذي حضر بين الملأ مُتمثلاً إلى بشرٍ سويٍّ؛ بين ملإ سليمان هو فضلٌ من الله جديدٌ مدد لسليمان قام بالمُهمة ومن ثم اختفى، ولذلك قال نبيّ الله سليمان لمن حوله من الملإ:
    {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فهل تدري يا أيُّها (الرادار) من الذي قام بإحضار عرش ملكة سبأ في أقرب من لمح البصر بإذن الله؟ إنهُ الذي قام بإحضار مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من أرض الثرى إلى سدرة المُنتهى، إنه رسولٌ كريمٌ ذو قوةٍ عند ذي العرش مكينٌ، إنّه الملك جبريل عليه الصلاة والسلام تنزَّل ساعة عرض الطلب لنبي الله سُليمان على الملإ الذين معه من جنوده:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الرسول الكريم ذو قوة عند ذي العرش مكين:
    {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم [النمل]. ولكنه اختفى عن سليمان وعن ملأ سليمان ثم أفتى سليمان الملأ من حوله وقال: {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وجبريل أعلم من سليمان وما ينبغي أن يكون من الذين يؤمُّهم سليمان ما دام أعلم منه، إذ لو كان من ملئِه لأصبحت لهُ الأولوية بالإمامة من سليمان عليه الصلاة والسلام؛ بل الرجل الكريم الذي حضر فأحضر العرش بأقرب من لمح البصر هو جبريل عليه الصلاة والسلام ثم اختفى عن أعين سليمان وعن أعين ملئِه جميعاً، ولذلك نجد الفتوى من سليمان لملئِه:
    {قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وأما الصرح المُمرّد من قوارير فإنه صرحٌ زُجاجيٌّ فقد أمر به سليمان وجعله مكشوفاً للشمس ليعلم حقيقة إسلامها فهل سوف تدوس على صورة من كانت تعبده؟ ولم يأمر بإدخالها عليه إلا في ساعةٍ معلومةٍ والشمس وسط السماء
    {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} [النمل:٤٤]، وذلك لأنّها رأت فيه الشمس وظنته ماءً نظراً لأنها ترى الشمس فيه ولذلك كشفت عن ساقيها ولكنّهم أفتوها أنه صرحٌ مُمردٌ من قواريرَ، ومن ثم أرجعت ثوبها الملكي ليستر ساقيها فتقدمت حتى وقفت على صورة الشمس بالصرح اللامع فأعلنت إسلامها وهي واقفة على صورة الشمس مُعترفةً أنّها ظلمت نفسها بعبادتها للشمس من قبل: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْن} صدق الله العظيم [النمل:٤٤].

    وذلك لأنّ سُليمان قد علم بإسلامها من قبل أن تأتي ولذلك قال:
    {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨]. وإنما أخبره الهدهد عن إسلامها وذلك لأنه كلفه بمراقبتها من بعد أن ألقى إليها الكتاب وقال: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٢٨]. وقد أخبر الهدهد نبيّ الله سليمان أنها أسلمت لله ربّ العالمين ولم تعد تسجد للشمس ولذلك قال سليمان عليه الصلاة والسلام: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٣٨].

    ولكن نبيّ الله سليمان أراد أن يتأكد من حقيقة إسلامها وأمر بذلك الصرح المُمرد من قوارير المكشوف للشمس فإن تجنبت أن تطأ صورة الشمس بقدميها في الصرح اللامع فهذا يعني أنّه لا يزال في قلبها مرضٌ ولم يتطهّر قلبُها لعبادة ربِّها تطهيراً، وإن داست على صورة الشمس فمن ثم سيعلم أنّها صادقةٌ في إسلامها، ولكن ذات اللُبّ والعلم والمنصب والجمال الملكة اليمانيّة المُكرمة وطأت بقدميها على صورة الشمس في الصرح اللامع وأعلنت إسلامها وقدميها على صورة الشمس:
    {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمين} صدق الله العظيم [النمل:٤٤]، ولذلك اعترف سُليمان بعلمها الذكي وقال: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:٤٢].

    وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ


  2. عاجل من الإمام المهديّ إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يدِبُّ أو يطير بجناحيه من الأمم ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - محرم - 1438 هـ
    26 - 10 - 2016 مـ
    08:00 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=240686

    ــــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يَدِبّ أو يطير بجناحيه من الأمم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين في الأمم من الإنس والجنّ ومن كل جنسٍ؛ كُلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه ممن آمن بالله ورسله، صلوات ربي على كافة المؤمنين من جنوده في ملكوته أجمعين ما يدبُّ منهم أو يطير، فاستجيبوا للدّاعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له باتِّباع رضوان الله الذي خلقكم بالحقّ لتعبدوه وحده لا شريك له، وما خلقكم الله عبثاً، واعلموا أنكم إليه تُحشرون. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم القرآن العظيم عن فتوى الخالق إلى خلقه أجمعين في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بالحقّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا تبْلَسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، إنهُ هو الغفور الرحيم. واستجيبوا لدعوة الله الرحمن في محكم القرآن إلى الرحمة والغُفران لذنوب عبيده المذنبين في الملكوت أجمعين تنفيذاً لأمر الله إليكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} صدق الله العظيم [الزمر].

    أيا عباد الله في الملكوت، تاالله إنّ الهدى هدى الله كونه يحول بينكم وبين قلوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وربّما يودّ أحد العبيد في ملكوت الربّ أن يقول: "ما دام الله بيده الهدى وحده لا شريك له كونه يحول بين العبيد وقلوبهم أجمعين أليس ذلك ظُلماً لمن لم يهدِ الله قلوبهم لداعي الخلائق إلى الخالق لتحقيق الهدف من خلقهم ليعبدوا الله وحده لا شريك له؟". فمن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر من محكم الذّكر وأقول قال الله تعالى:
    {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)} صدق الله العظيم [فصلت].

    فمنكم الإنابة إلى ربكم طالبين من ربّكم الذي يحول بين المرء وقلبه أن يهدي قلوبكم إلى صراط العزيز الحميد، فمنكم الإنابة ومن الله الهدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)} صدق الله العظيم [الشورى].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم، فمن تاب وأناب إلى الربّ هادي القلب جعل الله في قلبه نوراً فإذا هو مبصرٌ الحقّ من ربّه، ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نورٍ، فلا ولن يبصر دعوة الحقّ من ربه الحقّ كونه كالأعمى كمثل من يقف ليلاً تحت سماءٍ ذات سحابٍ أسود في ظُلماتٍ في بحرٍ لُجيٍّ في ظلماتٍ ثلاث ظُلمة الليل وظُلمة السحاب وظلمة البحر، فهل ترونه يكاد أن يبصر كفّ يده شيئاً لو جعلها أمام وجهه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} صدق الله العظيم [النور].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن تبصروا نور البيان الحقّ للقرآن حتى تستخدموا عقولكم كما يستخدم الطير الذي هداه الله عقله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    واعلموا أنّ الله هدى ملكة سبأ العُظمى اليمانيّة بحكمة عقلِ طيرٍ؛ ذلكم طائر الهدهد الحكيم رسول نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام إلى مملكة سبأ اليمانيّة، واعلموا أنّ الله هدى الشعب اليماني السبأيّ ذي القوة والبأس الشديد بحكمة استخدام عقل امرأةٍ؛ ملكة سبأ الحكيمة، فهدت قومها أجمعين بالعقل والحكمة فجعلتهم يُسلمون أجمعين برسالةٍ فقط، ولذلك لم يسافروا إلى نبيّ الله سليمان إلا وقد آمنوا أجمعون وكفروا بعبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين، حتى إذا عاد طائر الهدهد بالخبر أنّ اليمانيّين وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين وحده لا شريك له. ولذلك أراد نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام أن يختبر حقيقة ما رجع به من الخبر طائرُ الهدهد أنهم وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك أراد نبيّ الله سليمان أن يختبر إسلامهم لربهم ولذلك بعد أن جاءه طائر الهدهد بالخبر فمن ثم نادى نبيّ الله سليمان إلى اجتماع مجلس الشورى من الإنس والجنّ والطير. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    ألا وإنّ البُرهان المبين في محكم القرآن العظيم أنّ الشعب اليمانيّ السّبأيّ حقاً أنّهم أسلموا لله ربّ العالمين أجمعون من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده فتجدون البُرهان المبين في قول الله تعالى:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم.

    فذلك بُرهانٌ مبينٌ أنهم حقاً أسلموا لله ربّ العالمين من قبل أن يروا سليمان وجنوده كون طائر الهدهد ردّ على نبيّ الله سليمان الخبر بأنّ ملكة اليمن والشعب اليماني قد أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. بسبب حكمة طائر الهدهد الذي أجبر ملكة سبأ اليمانيّة أن تستخدم عقلها فهداها الله بنورٍ من عنده وهو نور البصيرة من بعد استخدام العقل فأبصرت أنّ الذي خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والبشر هو الأحقّ بالعبادة وأبصرت أنّها ظلمت نفسها وقومها بعبادة الشمس من دون الله، ولذلك أَقرَّ واعترف نبيّ الله سليمان بعلمها بالحقّ حين رمشت بعينها لنبيّ الله سليمان أن لا يفتن قومها من بعد إيمانهم بالله ربّ العالمين بسبب إحضار عرشها العظيم المصنوع من أغلى الحُليّ والمرصّع بالألماس الذي تركته وراءها في اليمن في مملكة اليمن بالقصر الملكي بديوان مجلس الشورى، ومن حول القصر الملكي حرسٌ شديدٌ. فهنا الفتنة إذ خشِيتْ على قومها الفتنة أن يقولوا: "كيف تمّ إحضار العرش إلى سليمان وهم تركوه وراءهم! فكيف سبقهم عرش ملكتهم إلى سليمان؟". ثم يقولوا لملكتهم التي أقنعتهم بالإسلام من قبل لاتّباع نبيّ الله سليمان ثم خشيت عليهم من الفتنة كون على أبواب القصر وأسواره حرساً شديداً، ولذلك خشيت عليهم ملكتهم العليمة أن يُفتنوا بسبب إحضار العرش وهم متأكدون أنّهم تركوه وراءهم خلف أبواب القصر الملكي، فمن ثم يقولون: "إن هذا لساحرٌ عليمٌ يُخيّل إلينا أنّ هذا عرش ملكتنا ونحن تركناه وراء الأبواب وعلى الأبواب حرسٌ شديدٌ، فكيف يسبقنا العرش إلى سليمان ونحن تركناه وراءنا!".

    ولكن ملكة اليمن أنقذت الوفد الذين معها من الفتنة في النهاية كما هدتهم في البداية حين آمنوا وأسلموا لله ربّ العالمين أجمعون بسبب حكمتها ودهائها من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده وملكه العظيم، فحين رأت عرشها قد تمّ إحضاره إلى نبيّ الله سليمان برغم أنها تركته وراءها فحين رأت عرشها سبقها ما زادها ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً وعلماً وعلمت علم اليقين أنهُ هو عرشها الذي تجلس عليه بالديوان الملكي في مملكة سبأ اليمن العظمى لا شكّ ولا ريب، ولكنها لا تريد فتنة قومها فتقول أنهُ هو ولذلك رمشت بعينها للسائل أن لا يفتن قومها فوضعت يدها على العرش وقالت: "كأنهُ هو"، فهنا أقرّ السائل بعلمها من ربها، واتّقوا الله ويُعلّمكم الله، ولذلك أقرّ السائل معترفاً بعلمها في نفسه فقال: "وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين". وقال الله تعالى:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهنا تجدون الدهاء بين الطرفين وعلمهم في علم الهدى، فكذلك نبيّ الله حريصٌ على عدم فتنتهم؛ ملكة سبأ وقومها، وأن لا تلمس عرشها بيديها فتقول: "إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ!" لو لم يأمر بإزالة فصوص الألماس منه إذ خشي أن لا تجرؤ أن تلمسه بيديها فتظنّهُ سحراً مبيناً هي وقومها، كون جميع الذين كفروا بآيات المعجزات من ربّهم ما كانت حجّتهم الباطلة إلا أن يقولوا عن الحقّ من ربّهم على الواقع الحقيقي إن هذا إلا سحر مبين ثم لا يهتدون كونهم لم يتأكدوا بالملمس على الواقع الحقيقي، وأولئك قومٌ لا يهتدون كونهم لم يميّزوا بين السحر والمعجزة يلمسونها بأيديهم حتى يتبيّن لهم حقائق آيات ربهم على الواقع الحقيقي، كونهم يظنونها سحراً مبيناً، كون سحر التخييل تستطيعون أن تكشفوا حقيقته بلمسه بأيديكم لتعلموا أحقٌّ هو على الواقع الحقيقي أم مجرد سحر التخييل في أعينكم. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)} صدق الله العظيم [الأنعام]. ولذلك أمر نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً بإزالة شيءٍ من فصوصه الأماميّة ذات الرونق واللمعانٍ والجمالٍ. وتلك حكمة من نبيّ الله سليمان حتى تتجرّأ فتقترب من عرشها فتلمسه بيديها.

    فمن ثم جلست عليه بعد إذ رمشت للسائل بعينها اليسرى كي يفهم أنّها لا تريد فتنة قومها بالإقرار أنّه هو حتى لا يقولوا: "بل نحن قومٌ مسحورون" فينقلبوا على أعقابهم خاسرين من بعد إيمانهم، كون الذين لا يهتدون من الذين كفروا بآيات ربّهم ما كان ردهم على آيات المعجزات الحقّ من ربهم إلا أن قالوا: "إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ". وأولئك قومٌ لا يهتدون وهم الذين لا يتفكّرون بعقولهم. ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم. ولكنها من المهتدين، ولذلك لم تُنكر أنهُ هو فرمشت بعينها للسائل أنهُ هو، فمن ثم استدارت نحو قومها وجلست على عرشها متبسمةً ضاحكةً مستبشرةً وقالت: "كأنّهُ هو!". برغم أنها علمت علم اليقين أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها حتى إذا عادوا إلى اليمن ثم لا يجدوا العرش في القصر الملكي بديوان مجلس الشورى فمن ثم يعلموا علم اليقين أنّه هو من بعد رجوعهم من رحلة البيعة العامة، فيعلموا أن ذلك من آيات الله عجباً فيزدادوا إيماناً وتثبيتاً. وأنقذت شعبها بالإيمان بالرحمن واتّباع نبيّ الله سليمان صلّى الله عليه وعليها وعلى الذين آمنوا معها أجمعين وأسلّم تسليماً من اليمانيين الذين كانوا يستخدمون العقل فيهديهم الله برسالةٍ.

    ولربّما يودّ أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "آه آه يا إمامي لكم تُخبئ علينا من العلم والحكمة، ألا تفصّل لنا كيف استطاع طائر الهدهد أن يجبر ملكة سبأ على أن تتفكر بعقلها؟". فمن ثمّ نردّ على السائلين بالحقّ الإمامَ المهديّ ناصر محمد اليماني ونقول: كان معبد ملكة سبأ عديد الفتحات المستديرات شرقيّةٍ وأخرى غربيّةٍ، وجاء رسول نبيّ الله سليمان طائر الهدهد وحضر إلى المعبد في ميقات الظلّ قُبيل شروق الشمس قبل أن تحضر ملكة سبأ إلى معبدها للسجود للشمس المشرقة أمام فتحات المعبد، وكان سبب حضور الهدهد في ميقات الظلّ باكراً عليه الصلاة والسلام حتى لا ترى الملكة الرسالة أنّه جاء حاملها معه فتظنّ أنّ مثل طائر الهدهد كمثل الحمام الزاجل الذي يحمل الرسالات، ولكنّ طائر الهدهد المؤمن أراد أن يُجبر الملكة أن تستخدم عقلها كونها لن تفهم منطِقه لو ينطق لها فينصحها أن لا تسجد للشمس ولا القمر؛ بل وتعبد الله الذي خلقهم. فانظروا الى قول الهدهد واحتقاره لكافة الكفار الذين لا يعبدون الله الواحد القهار، فتدّبروا انتقاد طائر الهدهد في محكم القرآن العظيم. قال:
    {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك حضر طائر الهدهد الغاضب باكراً في ميقات الظلّ حين أزيز العصافير قبل أن تحضر الملكة إلى المعبد للسجود للشمس من بعد شروقها فوجدت الهدهد في انتظارها واقفاً في النافذة الدائريّة التي تشرق الشمس من مقابلها تماماً في ذلك اليوم وحطّ الرسالة من منقاره فجعلها في رجليه فكمش عليها بأصابع رجليه كون فتحات المعبد مرتفعة فهي لا تشاهد الرسالة تحت رجليه، وأرادت السجود للشمس قُصاد الفتحة التي أشرقت الشمس بمقابلها تماماً في ذلك اليوم ولكنها وجدت طائر الهدهد واقفاً بتلك الفتحة، وأرادت أن تنشّ بيدها على طائر الهدهد ليطير فرسخ رسوخ الجبال ولم يخف منها فيطير، فأدهشها أمر هذا الطائر الذي لم يخف منها، فمن ثم تركت النافذة التي يقف بينها وبين الشمس المشرقة فأرادت أن تسجد من أمام الفتحة التي بجانب فتحة الهدهد، فإذا هو يغيّر موقعه فيلتوي للفتحة الأخرى فيقف بين الملكة والشمس، ثم أدهشها كذلك أمر هذا الطائر، فمن ثم حاولت أن تسجد من الفتحة التي تليها برغم أنها بشكلٍ مائلٍ قليلاً ولكنها تستطيع رؤية الشمس، ولكن طائر الهدهد كان يحول بينها وبين السجود للشمس! ثم أرادت أن تسجد من الفتحة التي تليها ثم فإذا بالهدهد يطير فيلتوي في كافة الفتحات الشرقيّة فيحول بينها وبين السجود للشمس. فمن ثمّ أدهشها الأمر كثيراً من حركات هذا الطائر فلماذا يمنعها من السجود للشمس؟ فمن ثم مكثت تتفكّر بعقلها فقالت في نفسها: "إنّ هذا الطائر لا ينبغي له أن يفعل هذه الحركات فيحول بيني وبين السجود للشمس إلا وهو يرى أنّني وقومي على ضلالٍ مبينٍ". ورأت أنّها وقومها اتّبعوا أسلافهم الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا العقل والمنطق أنّ الذي خلقهم خلق الشمس والقمر، فعلمت أنه هو الأحقّ بالعبادة سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    حتى إذا شاهد طائر الهدهد الدموع تسيل على خدّها من الخشوع لربّها بالوحدانيّة فمن ثم ألقى إليها بالرسالة من نبيّ الله سليمان، فبرغم اختصارها بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها قد أصبحت من الموقنين كونها أبصرت الحقّ بنور من ربها بسبب استخدام العقل والإنابة إلى ربها ليهدي قلبها، ولكنها فكرت أنها لو تخبر قومها بأنّها أسلمت لله ربّ العالمين فاجتنبت عبادة الشمس فحتماً سوف يكون ذلك على قومها كالصاعقة فينقلبون عليها ثائرين، فمن ثم طبّقت مجلس الشورى كعادتها فوجدتهم مستعدين لقتال الملك سليمان وجنوده بكلّ قوةٍ وبأسٍ شديدٍ. فقالت لهم: "إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، فلا يغتر الإنسان بقوته وهو يجهل قوة عدوّه فربما يهزمه عدوّه، فلنفرض أننا خضنا حرباً شرسةً مع الملك سليمان فلربما يهزمنا فمن ثم يكون الأعزّاء في مملكة سبأ أذلةً، فالضحية أنا وأنتم يا معشر مجلس الشورى الملكيّ". وبما أنهم قالوا :"فالأمر إليك فانظري ماذا تأمرين"، فمن ثم أردفت قائلةً: "فلنفترض أننا خضنا حرباً فانتصرنا على الملك سليمان لو غزانا فلا بدّ من تضحياتٍ بمالٍ كثير وأرواح جنودٍ مخلصين لنا في القتال، فأرى أن أفتديهم بهديةٍ مغرية جداً؛ قافلةً محمّلةً بسبائك الذهب أطناناً موزعةً على ظهور القافلة، فناظرةٌ بما يرجع المرسلون. بشرط أن نتفق من الآن إذا لم يقبل هذه الهدية المغريّة جداً فقد علمنا أنه حقاً نبيٌّ من ربّ العالمين وإن قبلها فقد علمنا أنّه ملكٌ من ملوك الأرض الطمّاعين في الملك والمال فنتخذه صديقاً لنا فنكون نحن وهو يداً واحدةً على خصمنا وحلفاً بيننا وبينه، فالمال يفديني ويفديكم فلا بدّ من الخسارة والتضحيات لو خضنا حرباً مع الملك سليمان فربما نخسر أضعاف هذه الهدية المغرية، والمهم هذا شرطٌ بيننا نتفق عليه من الآن أنّه إذا لم يقبل الهدية فقد علمنا أنّه حقاً نبيّ ولن نستطيع فتنته بجبلٍ من ذهبٍ.

    حتى إذا اتّفقت مع قومها على ذلك فمن ثم جهزت قافلةً كثيرة الجِمال تحمل سبائك الذهب أطناناً لو اجتمعت! فانطلقوا بهديتهم نحو سليمان حتى إذا وصل قائد القافلة مع حشدٍ من فرسانه لحراسة القافلة حتى وصولها فخاطب نبيّ الله سليمان فأخبره بالهدية العظمى من ملكة سبأ فوجدوا رداً لم يكونوا يحتسبه قومها إلا الملكة. وقال نبيّ الله سليمان:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    حتى إذا رجعوا بالهدية أخبرتهم بما فعل ذلك الطائر وأنها قد آمنت من قبل إرسال الهدية وإنما تريد أن يطمئن قلبها وسبق الشرط بيني وبينكم أنه إذا لم يقبل الهدية المغرية فقد تبيّن لنا أنه ليس من ملوك الدنيا طالبين المال والسلطان؛ بل نبيّ من الرحمن. ثم آمنوا كلهم أجمعون وأسلموا جميعا لله ربّ العالمين حتى إذا شاهدهم طائر الهدهد أعرضوا عن عبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين ومن ثم أيضاً قررت الملكة زيارة نبيّ الله سليمان وتقديم البيعة فانطلق طائر الهدهد إلى أرض الشام ليخبر نبيّ الله سليمان بالخبر السّار أنّ ملكة سبأ وقومها قادمون مسلمون لله ربّ العالمين. ولذلك أعلن نبيّ الله سليمان اجتماعاً طارئاً وقال:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. كون طائر الهدهد عليه الصلاة والسلام قد أخبر نبيّ الله عليه الصلاة والسلام أنّ ملكة سبأ وقومها قد أسلموا جميعاً وأخبره الهدهد أنّ الملكة قد أسلمت من قبل أن تبعث إليه بالهدية.

    أفلا تعقلون يا معشر اليمانيّون اليوم؟ فلماذا تعرضون عن داعي الحقّ من ربكم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب يا معشر الأحزاب ذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، ولا تقبلوا مني كلمةً واحدةً لم تجدوها في كتاب الله القرآن العظيم، فلا وحيٌّ جديدٌ؛ بل نقيم الحجّة عليكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، فاتقوا الله وأطيعوني وجيرانكم وكافة الناس أجمعين، ما لم فإنّي الإمام المهديّ أعلن التحدي لكافة الأحزاب المختلفون أن لن يجدوا حلاً لقضية اليمن وغيرها حتى يحكّموا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    فكذلك بلّغوا بياني هذا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور لعلّه يحدث لهم ذكراً فيكونوا من الشاكرين مسلمو هذه الأمّة في العالمين، كون الله بعث الإمام المهديّ في قدر عصرهم ذلك فضلٌ من الله عليهم عظيم، فليكونوا من الشاكرين جميع أمم هذا العصر، وإن أبوا فأبشّرهم بعذابٍ نُكرٍ ليلة يُظهر الله خليفته على كافة الأمم بعد إذ يَهلك من هَلكَ عن بيّنةٍ ويحيى من حيَّ عن بيّنةٍ، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيها الزعيم علي عبد الله صالح، ألم ترفع القرآن العظيم عام 2011 بيمينك داعياً الأحزاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلماذا لا تدعوهم اليوم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد صار الشعب اليماني إلى ما صار إليه من الخراب؟ من خراب الأحزاب بداخل اليمن ودمارٍ من قِبَلِ دول الجوار! فكم هلكت أنفسٌ وكم تيتّم من أطفالٍ وكم ترمّلت من نساءٍ وكم أبكيتم أعين كثيرٍ من النساء والأطفال! أفلا تتقون؟ فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تُرحمون.

    و يا صاحب السمو الملكي سلمان ومحمد بن سلمان وآل نهيان وآل مكتوم ومن معهم، اتّقوا الله الرحمن واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن.

    ويا معشر أصحاب ثورات الخراب العربي منذ عام 2011 حسب تاريخكم، فهل رأيتم أن وضع البلاد تحسّن من أسوأ إلى أحسن أم من أسوأ إلى أسوأ إلى أسوأ، ثم إلى الأسوأ حتى تسلّموا للحقّ تسليماً أو يظهر الله الواحد القهار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ليلةٍ. واعلموا أنكم لا تعجزون الله الواحد القهار الذي اصطفى خليفته واختار المهديّ المنتظَر ناصر محمد من بين البشر أم تزعمون أنكم من يختار خليفة الله من دونه؟ فتذكروا قول الله الواحد القهار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    ويا معشر الأحزاب الذين يحاولون أن يشروا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، لقد علمتم أنكم لا تستطيعون أن تفتنوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بجبلٍ شامخٍ من ذهبٍ فلا ولن أنضمّ إلى أحزابكم ولا ولن أشارك في سفك دماء المسلمين؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض لتحقيق السلام في العالم كافةً ولإقامة العدل بين المسلمين والكافرين فلا إكراه في الدين، ولكن كونوا مسلمين لحدود الله التي ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأما الإيمان بالرحمن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فعلينا بلاغكم بالحقّ من ربّكم وعلى الله حسابكم، وجعل الجنة لمن شكر والنار لمن كفر، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون يا معشر الأمم من الإنس والجنّ ومن كلّ جنسٍ وتذكروا قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    واقترب عذاب الله من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فمن يصرفه عنكم غير الله أرحم الراحمين؟ فهل تأمنوا مكر الله الواحد القهار يا معشر البشر الكفار بدعوة الاتباع إلى الذكر القرآنَ العظيم رسالةَ الله إلى الناس كافة؟ وربّما يودّ أحد الكافرين بالقرآن العظيم أن يقول: "يا ناصر محمد، إنه لم يستجب لدعوة الاحتكام إلى القرآن دول المسلمين بالقرآن برغم أنهم به مؤمنون كما يزعمون، فلمَ تلومن علينا نحن الكافرون بالقرآن؟". فمن ثمّ يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر البشر لم يبقَ من الذكر إلا رسمه، والإسلام إلا اسمه، فلا فرق إذاً بينكم وبين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم من دول المسلمين وقاداتهم، مثلهم مثلكم؛ قومٌ مجرمون إلا من تاب إلى ربه وأناب واستجاب لدعوة الاحتكام إلى الكتاب وكان من أولي الألباب وأولئك هم خير الدواب وأمّا شر الدواب هم المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. فأين تذهبون من بأس الله يا معشر المسلمين والكافرين المعرضين عن دعوة الاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ذلكم العروة الوثقى لا انفصام لها؟ وأما من اعتصم بما دون ذلك فمثلهم كمثل الذين اعتصموا بخيطٍ من بيوت العنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

    ويا عالَم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد لا يكتب لكم إلا كلامَ رؤوسِ أقلامٍ من سلطان العلم، ولا نوهمكم بأنّي أعلمكم بإذن الله؛ بل أتحداكم بسلطان العلم الملجم ولكن من محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ذكركم وذكر آبائكم الأولين فيه خبركم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولذلك نفصّل لكم الأحداث تفصيلاً من قبل الحدث كوني أعلم عن سنة الله على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولن تجدوا لسنة الله تبديلاً، وقد مضت سنن الأولين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    عبد الله وخليفته المنتظَر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________



  3. مزيدٌ من العلم إلى السائل من الأنصار السابقين الأخيار حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب المكرم والمحترم..

    - 3 -

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اقتباس المشاركة 258970 من موضوع مزيدٌ من العلم إلى السائل من الأنصار السابقين الأخيار حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب المكرم والمحترم..


    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]

    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=258961

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 – رمضان - 1438 هـ
    29 – 05 – 2017 مـ
    09:33 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ___________________


    مزيدٌ من العلم إلى السائل من الأنصار السابقين الأخيار حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب المكرم والمحترم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل].

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبي في الله عوض أحمد يعقوب الأنصاري المكرم والمحترم، وسلام الله على كافة الأنصار الموقنين السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وأسلّم تسليماً..

    ويا حبيبي في الله أحمد يعقوب، ومن قال لك أنّ الهدهد لم يستمر بالمتابعة للاستطلاع على ردّ قوم الملكة على ملكتهم بعد أن شاهدها الهدهد أنها لم تعد تسجد للشمس في معبدها الخاص؛ بل التزم الهدهد بأمر سليمان بمتابعة ملكة سبأ وقومها وذلك حتى يرجع لسليمان بالخبر الشامل عنها وعن قومها تنفيذاً لأمر نبيّ الله سليمان:
    {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    كونه مكلفٌ ليرجع له بالخبر الوافي عن ردّ الملكة وقومها، أي يلقي إليها الكتاب فيتولّى عنهم ويعود إليهم في الوقت المناسب لمراقبة بماذا يرجعون وبمراقبة الملكة، ولذلك قال له نبيّ الله سليمان:
    {اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم. فتولى طائر الهدهد، ثم حضر طائر الهدهد إلى شباك مجلس الشورى كي يسمع ما سوف تقوله لقومها، وسمع ردّهم عليها وهو قولهم: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿٣٣﴾} [النمل]. وكذلك سمع الهدهد ردّ الملكة على قومها وقررت أن ترسل لسليمان بهديةٍ، فمن ثم قالت: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} [النمل]، فمن ثم علم الهدهد أن لها حكمةً بالغةً من ذلك فاستبشر خيراً كون الهدهد يعلم علم اليقين أنّ سليمان لن يقبل هديتهم المغرية، وعلم باتفاقها مع قومها اتفاقاً مسبقاً بأنّه إذا قَبِلَ سليمان هذه الهدية الكبرى المغرية أطناناً من الذهب فهو مجردُ ملِكٍ من الذين رضوا بالحياة الدنيا وليس نبيّاً لا يفتنه عرض المال المغري. ولكنها اشترطت على قومها أنّ سليمان إذا لم يقبل الهدية فقد تبيّن لهم أنه نبيٌّ حقاً من ربّ العالمين، فقال قومها: "إذاً اتفقنا، فننتظر جميعاً بما يرجع المرسلون، فهل يرجعون بالقافلة الكبرى من غير حمولة الذهب كونه تقبّلها سليمان، أم ترجع القافلة محملةً كما هي ولم يفتنه المال عن دعوته الحقّ؟".

    ثم قرر الهدهد الانتظار حتى عودة رسل الهدية لكي يرجع بالتقرير العام لنبيّ الله سليمان عن الملكة وقومها بشكل عام؛ وهل تجهزوا للحرب أم اهتدوا وأسلموا من بعد رجوع الهدية كما هي؟ فحتى إذا عادوا بالهدية ذات الإغراء الكبير ولم يقبلها نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام كونه عندما وصل قائد قافلة الهدية الكبرى؛ فلنتابع قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    فمن ثمّ أسلم لله جميعُ قومها بعد رجوع الهدية، فمن ثم انطلق طائر الهدهد صلوات ربي وسلامه عليه بالبشرى إلى نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام فقال لنبيّ الله سليمان: "لقد أسلمت هي وقومها جميعاً". ولكن نبيّ الله سليمان قرر إجراء الاختبار لحقيقة إسلامها كون الخبر لم يأتِ بوحيٍّ سماويٍّ عن إسلامهم؛ بل مجرد خبرٍ ظاهريٍّ كما شاهده الهدهد والله هو الأعلم بما في قلب الملكة وقومها. ولذلك قام نبيّ الله سليمان بإجراء الاختبار لحقيقة إسلامها وقومها فتمّ إحضار العرش بعد مغادرتها هي وقومها أرض سبأ وكانوا في الطريق إلى نبيّ الله سليمان وتركوا وراءهم من الحراس على المملكة وقصورها الملكيّة، وتمّ إحضار العرش قبل وصولهم إليه، وأمر بتنكيره قليلاً حتى لا يظنّون أنه مجردُ سحرٍ وذلك حتى لا تخاف الملكة أنه سَحرَ أعينهم وثم لا تتجرأ على الاقتراب من العرش والجلوس عليه ولذلك أمر بتنكير عرشها قليلاً حتى تتجرأ الملكة فتجلس عليه، وذلك وبسبب الحكمة البالغة من نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً فدفعها لتتجرأ للتقدم إلى كرسي العرش، وفحصته بيديها فشاهدت فصوصه التي أُزيلت ورأت أماكنها فعلمت أنه هو، ورمشت بعينها لنبيّ الله سليمان كإشارة إليه أنها مقرّة أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها فيظنونه سحراً ولذلك قالت:
    {كَأَنَّهُ هُوَ} ، برغم أنها علمت أنه هو لا شك ولا ريب كونها لا تريد فتنة قومها فيظنونه سَحَرَ أعينهم، فهي تريد حين يعودون إلى مملكتهم فلا يجدون العرش داخل القصر الملكي بمجلس الشورى برغم أنه مغلقُ الأبواب وعليه حرسٌ شديدٌ ورغم ذلك تمّ إخراجه إلى نبيّ الله سليمان فيعلمون أنّ هذه معجزة من الله لتصديق نبوّة سليمان فيزدادون إيماناً.

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما يدريك أنّ الملكة رمشت بعينها لسليمان أنه هو؟". فمن ثم نردّ على السائلين ونقول: نستنبط ذلك من جواب نبيّ الله سليمان في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فانظروا للإقرار والاعتراف من نبيّ الله سليمان بعلم ملكة سبأ في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الإقرار بالعلم بسبب قولها كأنه هو؟ بل لكونها رمشت له بعينها بعد أن دارت عليه وفحصته بيديها ورأت أماكن الفصوص التي أزيلت منه للتنكير حتى لا تظنّه سحراً هي وقومها، فحتى إذا أكملت دورتها عليه فكانت قائمةً أمام العرش ثم نظرت إلى نبيّ الله سليمان فرمشت له بعينها وهي مبتسمةٌ فقالت: {كَأَنَّهُ هُوَ} . والهدف من غمزة عينها لنبيّ الله سليمان لكي يفهم أنها تقصد أنه هو لا شكّ ولا ريب وأنها علمت أنّ إحضاره كان بمعجزةٍ من الله لتصديق نبوّته، وهنا جاء الإقرار والاعتراف من نبيّ الله سليمان بعلم ملكة سبأ فقال: وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "يا ناصر محمد، وما يدريك أنّ سليمان خشي أن تقول الملكة وقومها أنّ هذا سحرٌ مبينٌ؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين ونقول: نستنبط ذلك من خلال قول نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم، أي نكّروا لها عرشها بإزالة شيءٍ من فصوصه ذات الرونق والجمال حتى لا يوقنوا أنّه هو وأنّ سليمان ساحرٌ سَحَرَ فتكون هي وقومها من القوم الضالين ومن القوم الذين لا يهتدون في الأمم كلما جاءتهم أنبياؤهم بمعجزةٍ من الله لتصديق نبوّتهم قالوا إنْ هذا إلا سحرٌ مبينٌ. ولذلك تمّ تنكير العرش قليلاً حتى تتجرأ الملكة على ملامسة العرش وفحص ملمسه وترى أماكن الفصوص التي أزيلت منه ثم تتيقن أنه هو كونها لمسته بيديها فوجدته حقيقةً واقعيةً وليس مجرد سحر تخييل؛ بل وفحصت حفر الفصوص التي أزيلت من عرشها، وحين علمت أنه هو وأنّ ذلك معجزةٌ من ربّ العالمين إحضار العرش كونها تركته وراءها بالقصر الملكي مغلقةٌ عليه الأبواب وحرسٌ شديدٌ فمن ثم زادها ذلك إيماناً إلى إيمانها من قبل حين ألقى إليها الهدهد الكتاب الكريم بحكمةٍ وحيلةٍ من الهدهد الكريم كما فصّلنا ذلك من قبل تفصيلاً فزادتها آيةُ إحضار العرش إيماناً ويقيناً بربها وبنبوّة سليمان. وقال الله تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)}
    صدق الله العظيم [النمل]، أي أنها كانت من قبل أن يُلقى إليها الكتاب الكريم كانت من قومٍ كافرين يعبدون الشمس من دون الله، وما جاءتْ سليمانَ هي وجميعُ قومها إلا مسلمين من بعد إرجاع هديتهم إليهم، وجاءه بالخبر الهدهد الطائر الحكيم كونه كان مكلَفاً بالمراقبة لقرارهم وردّ الخبر اليقين لنبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام.

    فمن ثم جاء الاختبار الثاني وهو صرح الألماس الزجاجي شديد اللمعان:
    {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل]. وما يقصد الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} ؟ أي حسبته ماءً عميقاً بعض الشيء قد يبلل ثوبها الملكيّ المسبل إلى أسفل ساقيها، ولذلك اضطرت لرفع اسبال ثوبها الملكيّ قليلاً فكشفت عن ساقيها، وكما تعلمون أنّ اللُّجة هو الماء العميق ونستنبط ذلك من قول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} [النور:40]، أي بحرٍ عميقٍ ماؤهُ. ونعلم المقصود من قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} أي حسبته ماءً عميقاً بعض الشيء فتوقعت عمقه إلى ساقيها ولذلك كشفت عن ساقيها حتى لا يتبلل ثوبها الملكيّ المطرز باللؤلؤ والمرجان، وكانت إلى هذه اللحظة لم تعلن إسلامها علناً لقوم نبيّ الله سليمان حتى إذا قيل لها أنه صرحٌ ممردٌ من قواريرَ لمّاعةٍ وليست لجّة ماءٍ كما حسبتِه حتى كشفت عن ساقيها فمن ثم أعادت ثوبها إلى اسباله إلى أسفل قدميها، فمن ثم تقدمت حتى وقفت بقدميها على صورة الشمس المنعكسة في الصرح اللماع فقالت: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهل فصّلنا لك الإجابة بالحقّ حبيبي في الله السائل عوض يعقوب الأنصاري المكرم والمحترم أم لا تزال في ريبةٍ من الإجابة فبيّن لنا موضع الريبة في الجواب الذي آتيناك به من محكم الكتاب يدركه أولي الألباب؟

    وأما حجّتك أنها لم تسلم بعد إلا من بعد الحضور إلى نبيّ الله سليمان وتقول ألم يقل الله تعالى:
    {وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)} صدق الله العظيم [النمل]. فمن ثم نقول لك: أي نعم كانت من قبل أن يُلقى إليها الكتاب الكريم كانت من قومٍ كافرين يعبدون الشمس من دون الله، وهي أوّل من اعتزل عبادة الشمس من قبل قومها الذين كانوا يعبدون الشمس من دون الله ومكثوا يعبدون الشمس من دون الله - إلا هي سراً - حتى رجع الرسل بهديتهم الكبرى، ولكنهم أسلموا جميعاً من بعد رفض نبيّ الله سليمان الهدية المغرية فعلموا أنّه نبيٌّ من ربّ العالمين وليس من الذين رضوا بالحياة الدنيا وزينتها.

    ورمضانٌ كريمٌ ومباركٌ علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين، وننتظر ليلة النصف المبكرة للشهر الثامن من السنة الهجريّة لعامكم هذا 1438 ذلكم شهر رمضان المبارك ليعلم البشر أنّ الشمس أدركت القمر وهم في غفلةٍ معرضون، وكذلك ليعلموا أنّ غرّة الصيام الشرعيّة وبحسب رؤية الأهلّة كانت حقاً الجمعة ويدرك ذلك العالِم والجاهل ولكن المُستكبرين تأخذهم العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ بسلطان العلم، والحكم لله يفصل بيننا بالحقّ وهو خير الفاصلين. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. تَسْجيلُ مُتابَعَةٍ لِنَزيدَكم بالقصَصِ المُمتِعَةِ وذِكرى للذَّاكِرين ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    18 - رمضان - 1444 هـ
    09 - 04 - 2023 مـ
    12:35 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=412543

    _________



    تَسْجيلُ مُتابَعَةٍ لِنَزيدَكم بالقصَصِ المُمتِعَةِ وذِكرى للذَّاكِرين ..


    سَلامُ الله عَليكم ورحمته وبركاته، مُجَرَّدُ تَعليقٍ مُختَصَر لسائلٍ..

    إنَّما تَجري الريح بأمْر نبيّ الله سُليمان حيثُ أصاب، أي حيث يُريد نبيّ الله سُليمان أن يُصَوِّبُها فَتُطيع أمره، ولَم يكُن يُحيط بِمملكة (سَبأ اليمانيّة) عِلمًا حتى تجري بأمرِه حيثُ أصاب، فهذا مُختَصَر الجواب.

    وأمَّا إسلام مَلِكة سَبأ: (أن الله هو الذي يَستَحِقّ العبادة). وذلك كونها لم تقتَنِع بِما وجدَت عليه أباها وقومها ولا تعلَم هل هم على الحَقّ أم على الباطِل وليس لديها عِلم تَتَّبعه إلَّا أنَّ عقلها يقول لها أنّ الذي خَلَق مَلكوت السَّماوات والأرض والشمس والقَمر هو الذي يَستحِق العِبادة، ولكنها ليست مِن المُوقنين بَعْد، فعَلِم الله بِما في نَفسها فأراد الله أن تكون مِن المُوقنين فيَهديها، فأوحى الله إلى وزير نبيّ الله سليمان على الطيور (طائر الهُدهد) ليذهَب إلى سَبأ لاستكشاف مملكة سَبأ العُظمى ويَنظُر إلى المَلِكة وقومها ماذا يَعبُدون، فسافر الهُدهد بِضعةَ أيَّام حتّى وصَل إلى مملكة سَبأ، فقام بِدورة استكشافيّة فوجدها أوتيَت مِن كُلِّ شَيءٍ مِن عَتادِ القُوَّة العسكريّة والخَيل المُسوَّمة ورُكام سبائِك الذَّهب الوفير والكثير والقُصور الفاخِرة وجيش مُدَرَّب على فنون القِتال، فنَظَر إليهم الهُدهد في المبارزات التدريبيّة وكيف يَنطَلِقون للقفز بالخيول على الموانِع والتدرُّب لدفعات الجنود المُدَرَّبة على الفُنون القِتاليّة فوجدهم أُولي قُوَّة، وإضافة إلى قوّتهم فهُم كما وَصفوا أنفسهم أُولو عِزَّة وأولو بأسٍ شَديدٍ، ثُمَّ راقَب ما يَعبد قومها فوجدهم يَعبدون الشمس مِن دون الله، ثم دخل القَصر المَلَكيّ ليُراقِب ماذا تَعبُد المَلِكة في مِحرابها المُستَدير ذي الشبابيك المُستَديرة والرَّفيعة، فوجدها تَعبُد الشَّمس مِن دون الله، فهنا غَضب الهُدهد غَضَبًا شديدًا واحتَقَر عُقول قومها وعقلها، وكان يُصدِر إلى المَلِكة أصواتًا لم تفهمها؛ فكُلَّما أرادت أن تنظر إلى الشمس مِن محرابها لِتَخِرّ بعنقها بالسجود فقَط إلى الأمام؛ بالسجود للشمس بِنية العبوديَّة للشمس، ولَكِن الهُدهد الغاضِب مِمَّا تَعبُد مِن دون الله كان يَقِف في الشُّباك المُستَدير الذي يوازي قامتها وأرفع قليلًا فَيُقيم أمام وجهها ليمنعها مِن السُّجود للشمس، فيُصدِر أصواتًا تترى، فَكُلَّما انتقلت إلى شباكٍ ولو مائل عن الشمس قليلًا لتسجُد للشمس فَمِن ثمّ ينتقل فورًا إلى نفس الشُّباك فيُصدِر أصواتًا، فأرادت أن تُخيفه بيدها فلم يَخف ولم يَكتَرِث ولم يتزحزح ثم عمدت إلى شباكٍ آخَر فعمل نفس الحركات وأصدر أصواتًا، ثُمَّ عَلِمَت أن هذا الطّائر غاضِبٌ ويراها وقومها في ضلالٍ مُبينٍ، وأرادت أن تتأكَّد مِن تَصرُّفات الهُدهد فخرجت مِن معبدها فَطار الهُدهد وحَطَّ فوق المعبَد ونَظَر إليها بِصَمتٍ ونظرت إليه بِصَمتٍ، فَمِن ثمّ عادت لتسجُد للشمس لتنظُر هل يعود إلى الشُّباك لمنعها؟ فمُجرَّد ما دخلت المعبَد عاود للوقوف بينها وبين الشَّمس ويُصدِر صوتًا وراء صوتٍ لم تفهمه ولكِنها فَهِمَت فَعَلِمَت أنَّ هذا الطائر معصَّب وغاضِبٌ مِمَّا تَعبُد بغير الحَقّ، ولَكِنَّها لَم تفهم لغته شيئًا وإنَّما مِن خلال حركاته، ثم خرجت مِن المعبَد قبل أن تسجد للشمس فاتّجهت نحو قصرها فخرَج وكان يُحَلِّق في السماء صافًّا أجنحته يُصلي لله ربه أنها لَم تَسجُد للشمس لعَلَّها تفهَم مَقصده، فَمِن ثم اقترب منها لِيُعَبِّر لها عَن رِضاه وسعادته فحَلَّق على مَقرِبَةٍ أمام وجهها فَيُحَرِّك عنقه لإلقاء التحيّة، فأدهشتها حركات هذا الطائر! وتمنَّت لو أنها تفهم لغته لِتعلَم ما يُريد، فمِنّ ثمَّ انطلق مُتَّجِهًا نحو بِلاد الشَّام إلى نبيّ الله سُليمان ليُعَلِّمه بالتقرير الشامِل والكامِل عن مملكة سبأ العُظمى، فحَضر إلى مَجلِس سُليمان الاستشاريّ فقال له نبي الله سليمان: أين كُنت غائِبًا دون إذنٍ مِنّي؟ فَرَد الهُدهد: {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾‏} [سورة النمل].

    فقال له نبي الله سُليمان هات ما لديك، فقال الهُدهد: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ‎﴿٢٣﴾‏ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ‎﴿٢٤﴾‏ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ‎﴿٢٥﴾‏ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ‎﴿٢٦﴾‏} [سورة النمل].

    فقال نبيّ الله سُليمان: { قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ‎﴿٢٧﴾‏ اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].


    ثم عاود الرِّحلة مُجَدَّدًا بِكتاب نبيّ الله سُليمان، فراقَب المَلِكَة حين تذهب إلى معبدها لتعبُد الشمس فَمِن ثمَّ باشرها بنفس الحركات في الرِّحلة الأولى، فيقف أمام وجهها ليمنعها مِن عبادتها للشمس؛ نفس ما فعل معها في رحلته الأُولَى، فكُلَّما أرادت أن تسجُد للشمس حال بينها وبين الشمس في الشُّباك المُرتَفِع عَن قامتها قَليلًا ولذلك لم تَكُن تَرَ أنه أحضر معه هذه المَرَّة كِتابًا بَل أصَرّ على منعها لعبادتها للشمس، فهنا أجبرها على الاستمرار بالتَّفَكُر باستخدام العقل كما أجبر نبيّ الله إبراهيم قومه على استخدام العقل بعد أن حَطَّم أصنامهم. وحتى لا نخرج عن الموضوع، فَجلست على كُرسي في المَعبَد لتتفكَّر في حركات الطائر فقالت في نفسها: "تالله إنَّ هذا الطّائر لَيراني وقومي على ضلالٍ مُبينٍ بعبادة الشَّمس"، فتمنَّت لو أنها تفطن لغته لتعلم ما يُريد أن تعبُد، كونها أليمة في نفسها وترى أنَّ المفروض أنَّ الله رَب العالَمين هو الأحق بِعبادة العبيد، وحتى إذا شاهدها الهُدهد أطرقَت في التفكير كما أطرَق قوم نبي الله إبراهيم، ثم استغَلَّ الفُرصة فألقى إليها رسالة نبيّ الله سُليمان، فسرعان ما باشرت قراءتها فوجدت أول كلمة مَكتوبة:
    "بِسم الله الرَّحمَن الرَّحيم إنَّه مِن نبي الله سليمان أن لا تعلوا علَيَّ وأتوني مُسلمين لله رَبّ العالمين واعبدوا الله وحده لا شريك له فلا تظلموا أنفسكم بعِبادة الشَّمس مِن دون الله". فَمِن ثمّ مُباشَرَةً فاضت عيناها مِمَّا عَرِفت مِن الحَقّ الذي أقرّه عقلها مِن قبل أن يأتيها كتاب نبيّ الله سليمان، وإنما أراد الله أن يطمئن قلبها بِما أشار عليها عقلها الرَّشيد فقالت: "أشهُد أنَّ لا إله إلَّا الله وحده لا شَريك وأسلمت مع سُليمان لله رَب العالَمين" مِن قَبْل أن ترى نبي الله سُليمان، فأصبحت مِن الموقنين وعرفت الله رَبّها ونَوَّر الله بصيرتها تصديقًا لوعد الله في مُحكَم كتابه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت].

    ولَكِن بقيت لديها مُشكلة كُبرى وهي: كيف تهدي قومها وتُكفَى شَرّهم؟ فكتمَت إسلامها لِرَبّ العالَمين، فدعت أعِزَّة قومها العُظماء (المجلس الاستشاري) كونها تستخدم منهَج الأنبياء (وشاورهم في الأمر) مِن رَجاحة عقلها: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ‎﴿٢٩﴾‏ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ‎﴿٣١﴾‏ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ‎﴿٣٢﴾‏ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ‎﴿٣٣﴾‏ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ‎﴿٣٤﴾‏ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ‎﴿٣٥﴾‏} [سورة النمل].

    فقالوا وما هي الهديّة؟ فأخبرتهم أنَّها قَرَّرت أن تختبر نبيّ الله بأطنان سبائك الذَّهب فقالت: "فإن كان مِن مُلوك الأرض فسوف يقبلها ونَتَّخِذه صَديقًا وحَليفًا لَنا فنزداد قُوَّةً إلى قُوَّتنا ونكتفي شَرّه ونَكفيه شَرَّنا بَدَلًا عَن القِتال وسَفْك الدِّماء، وأمَّا إن كان نبيًّا مُصطفىَ مِن رَبّ العالَمين فلن نشتري مبدأ دعوته بِجَبَلٍ مِن ذهب". فقالوا أعِزَّة قومها في المجلس الاستشاريّ: "وهو كذلك". فقالت: "بَل نَتَّفِق مِن الآن لئن رُدت إلينا هديتنا فأسلمنا مع سليمان لله رَبّ العالَمين، ألا ترونها هَدية مُغريّة؟!". فقالوا: "حتمًا سيقبلها فنكتفي شَرّه ونكفيه شَرّنا ونتَّخِذه حَليفًا لنا؛ وافقناكِ الرَّأي". فأصرَّت المَلِكة أنَّه إذا لم يقبلها أن نُسلِم لرَبّ العالمين فقالوا: "بل سوف يقبلها". فقالت: "بَل نتفِق مِن الآن". فقالوا: "وهو كَذلِك، فنحن ناظِرين معك بِمَ يَرجِع المُرسَلون". فانطلَق الرُّسل إلى نبيّ الله سُليمان بالهديّة التاريخيّة بِقافِلة مِن الجِمال مُحَمَّلة بالسَّبائك الذهبيَّة، فلمَّا جاء قائد قافلة الهديّة الذهبيّة فوصلوا إلى نبيّ الله؛ وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ‎﴿٣٦﴾‏ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    كَون رفع ظُلم الإنسان عَن أخيه الإنسان أمرًا جبريًّا، وأمَّا الدِّين فلا إكراه في الدِّين. ثُمَّ عادوا بهَديتهم إلى مَلِكتهم ثم تَمَّ تنفيذ ما اتَّفقت بِه مع قومها في حالة أن رُدت هديتهم لهم: أن يُسلِموا مع سليمان لله رَبّ العالَمين. فأقامت ملكتهم الحُجَّة عليهم بهذا الشرط فأسلموا مع المَلِكة مَع سُليمان لله رَبّ العالَمين، فسُرَّ طائر الهُدهد كثيرًا حين سمعهم أسلَموا لله رَبّ العالَمين، فانطلَق بالبُشرى لنبيّ الله سُليمان لِعِدَّة أيَّامٍ وهو يطير، ولا يكاد أن يأخُذ قِسطًا مِن الراحة إلَّا قليلًا ليأكل له مِن الثَّمرات، فَوصَل إلى نبيّ الله سُليمان فأخبره أنهم أسلَموا مع مَلِكتهم لله رَبّ العالمين، فَمِن ثمَّ عَقَد نبيّ الله سُليمان مجلسه الاستشاريّ مِن الجِنّ والإنس: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ‎﴿٣٨﴾‏ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ‎﴿٤١﴾} [سورة النمل].

    وأراد أن يختبر إيمانها: هل سوف تُصَدِّق بمعجزةِ إحضار عرشها الذي تركته مُحَصَّنًا في قَصْر مَجلِس الشورى مُغلقة عليه الأبواب؟ أم أنَّها سوف تُفتَتَن فَتَتَّهِم سُليمان أنَّه ساحِرٌ يُخَيِّلُ إليها عرشها فتكون مِن الذين لا يهتدون مِن الذين لا يُفَرِّقون بين السِّحر والمُعجِزة؟ وحتى تتجرأ فتقترِب مِن عرشها لتُلامسه بأيديها ولذلك خَفَّف سُليمان عليها الفِتنة فقال: "نَكِّروا لها عَرشها لننظُر أتَهتَدي فَتُصَدِّق أنَّه تَمّ إحضاره بِمُعجِزَةٍ مِن رَبِّ العالَمين فتكون مِن الموقنين". وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏} [سورة: النمل].

    والسُّؤال الذي يطرح نفسه: فما الدَّاعي لهذا الجواب الكبير والإقرار مِن سليمان بِعلمها فهي فقط قالت: "كأنَّه هو"؟ والجواب كَما سَبق شرحه في بيانٍ قَديمٍ أنَّها غمزَت لنبيّ الله سُليمان ليفهَم أنَّه هو، فقد شاهدت العَرْش حين اقتربت مِنه؛ فشاهدت أنَّه تَمَّت إزالة فُصوص الألماس المَنقوش به اسمها على العَرْش وشاهدت أمكِنةً في الفُصوص المنحوتة على العَرْش (إنَّما أُزيلَت فُصوص اسمها)، فعَرِفَت أنه هو عرشها تَم إحضاره بمعجزةٍ مِن الله مزيدًا من البرهان لِما يدعو إليه، فاستدارت على العَرش فَتَلمَّست مواقع الفُصوص لتتأكَّد بالملمَس أنَّها أماكِن فُصوص اسمها ثم جعلت ظهرها باتجاه وَفْد قومها، ووجهها جِهة سُليمان، فرَمشت بعينها فقالت: "كأنه هو". وإنَّما غمزت لنبيّ الله سُليمان أن يفهم أنَّه هو ويفهَم أنها لا تريد أن تُقِرّ أنّه هو خَشية أن يُفتتَن قومها فيظنوا سُليمان ساحِرًا يُخَيِّل إليهم عَرشها، فَعلِم نَبيّ الله ما تقصده مِن غمزة عَينها مع قولها: "كأنه هو"، فعلِم ما تقصد ثم شَهد في نفسه لها بعِلم معرفة الله الحَقّ ولذلك قال نبي الله سليمان في نفسه مُقِرًّا بِعلمها؛ وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وقال الله تعالى:{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ‎﴿١٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الرعد]

    وكُنَّا نُريده مُجرَّد تعليقٍ ولكنّه أصبح بيانًا؛ مَزيدٌ مِن التّفصيلِ وإلى الله تُرجَع الأمور.

    فدَعوا البيان هذا ها هُنا إلى حين وتسجيل مُتابعةٍ.. دَردشة مع أحِبّتي في الله الأنصار السّابقين الأخيار والباحثين مِن أُولي الألباب.

    واعلَموا أنّي لا أقُصُّ عليكم قصَصَ القرآن مِن عندِ نفسي؛ بل أستنبِط عِلمي مِن القرآن العظيم بالبُرهانِ؛ بَسطة بُرهان الخلافة على مَلَكوتِ العالَمين بالبيانِ الحقِّ للقرآن العظيم.

    وأقول:
    «اللهم إنَّهم تعالَوا عَلَيَّ ورفضوا اختياركَ لخليفتِك سُبحانك فلا تُشرِكُ في حُكمِكَ أحدًا؛ اللهمّ فأخضِع أعناق المُعرِضين بآيات جُنود كوفيد الشَّديد مِن لدُنكَ، اللهمّ وارفع مِعيار حَربِكَ الكونيّة والكورونيّة، اللهم واهدِ مِن عبادِك الذين لو علِموا الحَقّ لاتَّبَعوه، أليسَ الله أعلم بالشّاكرين».

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..
    خليفة الله على مَلَكوت العالَمين؛ الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  5. قَرارُ الفيتو لِقرارِ بايدن وإعلانُ أوميكرون (XXL) قارِعَةٌ عالميَّةٌ ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - رمضان - 1444 هـ
    19 - 04 - 2023 مـ
    12:42 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=413630
    ____________


    قَرارُ الفيتو لِقرارِ بايدن وإعلانُ أوميكرون (XXL) قارِعَةٌ عالميَّةٌ ..


    بِسم الله الرَّحمَن الرَّحيِم، وصلوات الله وسلامه على كافَّة أنبياء الله وخلفائه المُصطَفين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، ثُمَّ أمَّا بَعد..

    خواتِمُ مُباركةٌ لشهر رمضان الكَريم على جميع المُسلِمين لِرَبِّ العالَمين.

    قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ‎﴿٣٦﴾‏ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ‎﴿٣٨﴾‏‏} [سورة النمل]. فتلك آيتان مُتَتَاليتان، فما الذي غَيَّر مَنطِق سُليمان في آيتين مُتتاليتين برغم أنَّ بينهم فارِقًا زَمنيًّا بِضعة أيام؟! ولسوف نُكمِل لَكُم القِصة بالحَقِّ بَعد عودة قائد قافِلة الهَديَّة العُظمى إلى قومه بِرَدّ نبي الله سُليمان: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏} [سورة النمل].

    فَلمَّا عاد الرَّسول إلى قَومه بِرَدّ نَبيّ الله سُليمان؛ فَهُنا غَضب قَوم المَلِكة أولو القُوَّةِ وأولو البَأسِ الشَّديد مِن رَدِّ سُليمان فاعتبروه إهانةً في حَقِّهم وإذلالًا كَبيرًا وهُم مَملكة عَظيمة وليسوا ضُعَفاء، وإنَّما أرسَلوا إليه بِهديّةٍ؛ فحتى لو رَدَّها فكانوا مُتوَقِّعين مِنه القَول الحَسَن (أن يدعوهم بالحِكمة والمَوعظة الحَسنة) كونهم لا يزالون يَجهلون دعوته، ولَكِن المَلِك سُليمان بالنسبة لهم استفَزّهم استِفزازًا شَديدًا وغَضِبوا مِن رَدِّه غَضبًا شَديدًا كونهم لَم يُرسِلوا إليه بتَهديدٍ وتَحَدٍّ ووعِيدٍ حتى يكون رَدّه بغضبٍ شَديد بِقولٍ غَليظٍ ومُهينٍ لِعِزَّتهم بقوله لرسول الهَديَّة: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏} [سورة النمل]، فَغضِبوا قومُ المَلِكة غَضَبًا شَديدًا فقالوا: "هيهات هيهات مِنَّا الذّلة؛ بل سوف نُقاتِل المَلِك سُليمان بِكُلِّ ما أوتينا مِن قُوَّةٍ وبأسٍ شَديدٍ".

    ولَكِنّ المَلِكة الحَكيمة الحَليمة قالَت: "إنَّي مُطالبتكم بِتنفيذ ما اتَّفَقنا عليه في حال رُدَّت إلينا هَديّتُنا (أن نُسلِم مع سُليمان لله رَبّ العالَمين)، كون إسلامنا ليس لسليمان حتى يفتننا رَدّه؛ بل إسلامنا هو لله رَبّ العالَمين مع سُليمان مِن شان الله الذي خلقنا وخَلَق الشمس والقَمَر (هو الأَولَى بعبادتنا)، فقد أسلَمت لله وحده لا شَريك له، ولم يَكُن سَبَب إسلامي نَبيَّ الله سُليمان؛ بل ذلك الطَّائِر الذي جاء إلَيّ مِن قَبْل أن يَحمِل رسالة نبيّ الله سُليمان فمنعني مِن عبادتي للشمس وكان يَقِف بيني وبين الشمس في نافِذة المَعبَد، فَكُلَّما حاولت أن أُخيفه فلم يتزحزح، ثم جَرَّبتُ شُبَّاكًا آخَر لأسجد للشمس فكذلك وقَف بيني وبين الشمس، ويُصدِر أصواتًا لكي أفهم أنّي وقومي على ضَلالٍ مُبيْنٍ لعبادتنا للشمس مِن دون الله رَبّ العالَمين، فاعتبرته رسولًا مِن رَبّ العالَمين مِن قَبل أن يأتيني حاملًا رسالة سُليمان.. فانظُروا إلى الطَّائر التَّقيّ؛ إنّه واقفٌ في شُبَّاك مَجلِس الشورى ينظر ماذا تَرجِعون! وإنّي أُشهِد طائر الهُدهُد وأُشهدكم أنّي أشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأسلمتُ مَع سُليمان لله رَبّ العالَمين".

    فتفاجَأوا أعِزَّةُ القوم - أعضاء مجلس الشورى - أنَّ طائر الهُدهد حين سمعها أعلنت إسلامها لله رَبّ العالَمين أمام الملَإ؛ ثُم انطلَق الهُدهد مِن الشُّباك فشاهدته المَلِكة مُنطَلِقًا نحوها فمدَّتْ راحَتها فَحَطَّ على راحَة يَد المَلِكة فَطَأطَأ برأسه لِيُلقي التَّحية للمَلِكة ليُعَبِّر لها ولقومها بشديد إعجابه بإعلان إسلامها بالعَلَن بين يَدي قومها! فنال قومها الإعجاب الشَّديد مِن حركات هذا الطائر الجميل! فقالت المَلِكة: "أسلِموا لله رَبّ العالَمين وسوف ترون ما سيفعل ليُعَبِّر لَكُم عن سعادته كما فعل مَعي مِن قَبْل"، فلمَّا سَكت الغَضبُ مِن رَدّ سُليمان بسبب حركات الهُدهد؛ فَمِن ثمَّ وقفوا ليُعلِنوا الوفاء بِما اتَّفقوا مع ملكتهم في حال رُدَّت إليهم هديتُهم فقالوا: "يا مَليكتنا، ماذا تريدينا أن نقول؟" فقالت الملكة قولوا: "نشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شَريك له وأسلمنا مع سُليمان لله رَبّ العالَمين مُخلصين له الدِّين خَوفًا مِن الله ولا نخشى أحدًا إلَّا الله"، فقالوا (القوم): "نشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شَريك له وأسلمنا مع سُليمان لله رَبّ العالَمين ولا نخشى أحدًا إلَّا الله". فهُنا طار الهُدهد وهو يُحَلِّق فوق رؤوسهم فارِدًا أجنحته يُصَلِّي لربّه وهو يلف في سماء مَجلِس الشورى فوق رؤوسهم مِن الداخل، ثم حَطَّ بين يديّ كُلّ واحِد منهم فطَأطَأ برأسه ليُعَبِّر لهم عن إلقاء التحيّة ويُعَبِّر لهم عن عظيم سروره بإسلامهم لله رَبّ العالَمين، فكانوا يمسكون طائر الهُدهد فَيُقَبِّلونه وهو كذلك يحُطّ خَدّه على خَدّ كُلِّ واحِد منهم ليُعَبِّر لهم عن عظيم حبّه لهم بسبب إسلامهم لله ربّ العالَمين، وكأنَّه يُريد أن يعتذر لهم عن ردّ نبيّ الله سُليمان! بل كأن حاله يقول: "امسحوها في وجهي"، فامتَصَّ غضبهم فكَرَّروا الشهادة بإخلاصٍ مِن قلوبهم فشَعروا بالخشوع لَمَّا دخَل الإيمان إلى قلوبهم فزادتْ سعادة الهُدهُد حين شاهدهم خشعوا لله وحده فصار يلفّ - طائر الهُدهُد - في سماء مَجلِس الشورى داخل مَجلِس الشورى فارِدًا أجنحته و يتبلبل بأصواتٍ شَجيَّة لِيُعَبِّر لهم عن المزيد مِن سعادته، كونه كان مُحتَقِرهم مِن قبل بسبب عبادتهم للشمس مِن دون الله، فلا تنسوا قَول الهدهد مِن قَبْل:
    {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ‎﴿٢٤﴾‏ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ‎﴿٢٥﴾‏ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ‎﴿٢٦﴾} [سورة النمل].

    وبَعد أن أنهى الهُدهد صلاته لله شُكرًا في سماء مَجلِس الشورى فوق رؤوسهم ثم حَطَّ بين يدَي المَلِكة ليوَدِّعها فطَأطَأ برأسه بين يديها فعلمت أنّه يُريد الرَّحيل ليُبَشِّر نبيّ الله سُليمان بإسلامها وقومها أجمعين، فأخذته فقبَّلته وضمَّته إلى صدرها فقالت: "رافقتك السَّلامة، فَنَبِّئ نَبيّ الله سُليمان أنَّنا آتِينه مُسلِمين لرَبِّ العالَمين"، كونها علمتْ أنّه يفهم لغتها ولكنها لا تفهَم لغته وإنَّما تُدرِك ما يقصده وسعادته من خلال حركاته، ثم طار وغادَر مَجلِس الشورى مُتَّجهًا لنبيّ الله سليمان؛ فكان يواصل السَّفر الليل والنهار ليلحق بنبيّ الله سليمان مِن قبل أن يخرُج لِغَزو مَلِكة سبأ وقومها، فوصَل بلاد الشام فوجد جيوش سُليمان في حالة استنفارٍ تامٍّ للنفير لغزو مَلِكة سبأ وقومها، وكان نبيّ الله سليمان في مجلس الشورى فحَطَّ بين يديّ نبيّ الله سليمان فقال: "مهلًا مهلًا يا نبيّ الله فلا تَكُن عَجولًا، فَقَد أسلمَتْ الملكةُ سبأ السَّبَئيّة وقومها أجمعين وقالوا أسلمنا مع سُليمان لله رَبّ العالمين". فَمِن ثم أخذت الدّهشة سُليمان مِمَّا سَمع! فكيف تَخَلّوا عن عبادتهم التي وجدوا عليها آباءهم بهذه السّهولة وأسلموا مع سُليمان لرَبِّ العالَمين؟! فأصدَر الأوامر - نبيّ الله سليمان - إلى الجيوش بأن يُلغوا الجاهزيّة لِغَزو المملكة السَّبَئيّة، وتغيَّر مَنطق نبيّ الله سليمان بعد وصول الهُدهُد وإخباره بالقِصة؛ فذلك هو سَبب تغيير مَنطِق سُليمان في الآيتين المتتاليتين المُختلِفَتين اختلافًا كثيرًا بين مَنطِق نبيّ الله سليمان في الآية الأولى والتي تليها مَنطِقٌ مُختَلِفٌ جِدًّا، فقد بينّا لَكُم سِرّ تغيير مَنطق سُليمان أنَّه الهُدهد وعتابه لنبيّ الله سُليمان، فَتَدبَّروا الآيتين المُتتاليتين لعلَّكم تفقهون الخَبَر على لسان نبيّ الله سُليمان، وقال الله تعالى: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ‎﴿٣٨﴾} [سورة النمل]، فتجدوا أنّ الهُدهد هو الذي غَيَّر قَرار سُليمان بزاوية مائة وثمانين دَرجة كونه لم يَعُد أصلًا مُنذ أن ذهب بكتاب نبيّ الله سُليمان كون نبيّ الله سُليمان كَلَّفه أن يَنظُر ماذا يَرجِعون؛ كون نبي الله سليمان مِمَّا وصَف له الهُدهد عَن مُلْك مَلِكة سبأ أنها أُوتيَت مِن كُلِّ شَيءٍ ووصَف جيوشها المُسَوَّمِين المُدَرَّبِين أولي القُوَّة في العتاد العَسكريّ والخيل المُسَوَّمة والفِيَلة المُدَرَّبَة المُقاتِلة؛ فخَشِى نبي الله سليمان أن يغزوه على حِين غِرَّة كَردَّة فِعلٍ منهم على الرِّسالة ولذلك أمَر نبيُّ الله سليمان طائرَ الهُدهد أن يبقَى هُناك يترقّب لينظر ماذا يَرجِعون، وأمَر الهُدهد أنَّه إذا شاهدهم تجهَّزوا لِغَزو مملكة الشام أن يأتيه بالخَبَر للاستعداد لمواجهتهم. فلَم أجد أن طائر الهدهد انطلَق ليُخبِر سُليمان أنّها أرسلتْ إليه بقافلةِ الهَديَّة العُظمى كون الهُدهد يرى أن ليس في ذلك خَطَرٌ أمنيٌّ على نبيّ الله سُليمان، ولذلك لم يذهب ليُخبِر نبيّ الله سليمان بقافلة الهديّة؛ بل أجده بقي في مملكة سبأ ولم يرجِع لنبيّ الله سليمان إلَّا بِبشارة إسلامها وقومها أجمعين، فذلك هو سبب تغيير نَبْرَة الجاهزيَّة القِتاليَّة لغزو مملكة سبأ السبئيّة إلى إنتظارها وقومها أن يحلّوا عليه ضيوفًا مُسلِمين مُكرمين، تصديقًا لقول الله تعالى: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ‎﴿٣٨﴾‏‏} [سورة النمل].

    ثمّ فَرَش نبيّ الله سليمان للملكة بِساط صَرحٍ مُمَرَّدٍ مِن قوارير مِن زُجاج الألماس - أشَد جمالًا - خيرًا مِمَّا آتاهم الله، ولكن تلك الحرَكة من نبيّ الله سُليمان جعلتْ المَلِكة تنهَبِل مِن جمال بِساط الصَّرح المُمَرَّد من قوارير، ومِن شِدَّة انعكاس الشمس فيه حسبته ماءً يعكس الشمس كونه مستويًا كالمِرآة، وذلك كون الهُدهد استفَزّ نبيّ الله سُليمان بوصف عظمة عرشها (ويقصد أنّه أعظم من عرش سليمان)، حتى إذا تمّ إحضاره فوجده ليس إلَّا مِن الذَّهب الخالِص غير أنّه مُلَبَّسٌ بالألماس فكان ذو رونَق وجمال كمثل جَمال عِجل السامريّ الذي أذهل بني إسرائيل وهو من حُليِّهِم مِمَّا خَلَق الله، ولم يُحِط اللهُ بني إسرائيل بِحُليّ الألماس وأحاط بعلمه السّامريّ، كما أحاط قارون بعِلم استخراج الذَّهب والألماس أحاط بعلمه السامري فتنةً لهم، فصنَع لهم عِجلًا أثناء غياب نبيّ الله موسى وشهداء الرُّؤية، ولذلك صَنَع لهم السامريّ عِجلًا لَم يُشاهِدوا مثل جماله قَطّ، فقال السَّامريّ: "هذا إلهكم وإلَه موسى". وحتى نستنبط مِمَّا صنع العجل؛ بأي حِلية صنعها منها؟ فبما أنَّ الذهب والفضة ينكمشون بالبرودة إلَّا الزُّجاج إذا تم تسخينه ثم تعريضه للبرودة فينتسف إلى قَطَعٍ صَغيرة، ولذلك قال نبي الله موسى: {وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ‎﴿٩٧﴾‏ إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ‎﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [سورة طه].

    ونَعود لقصة نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام، وننظر لحكمته مِن إحضار العَرْش لينظُر: أتهتدي فيزيدها ذلك إيمانًا؟ أم تُفتتن فتظنه ساحِرًا يُخيِّل إليها عرشها فيعلم أنّها من الذين لا يهتدون فيُكَذِّبون بمعجزات قدرات الله الخارِقة الحقيقيّة على الواقع الحقيقيّ التي يُؤَيِّد الله بها الأنبياء تصديقًا لدعوتهم؟ ولكن نبيّ الله سُليمان عَلِم أنّها حقًّا مِن الذين اهتدوا إلى رَبِّهم حين قالت: "كأنّه هو" مع رمشةِ عينها، ليعلم أنّها علمت أنّه هو؛ تم إحضاره بقدرةٍ مِن الله خارقة، غيرَ أنّها لا تُريد أن تفتنَ قومها فينقلبوا على أعقابهم فيقولون: "إنْ هذا إلَّا سِحرٌ مُبينٌ" ولذلك أجَّلت إخبار قومها (أنّه هو) حتى يعودوا فلا يجدون عَرْش المَلِكة في مجلس الشورى رغم أنّ المجلس مشيدٌ ومغلقةٌ عليه الأبواب وحَرَس مِن حول الأبواب، فحين لا يجدونه عِند عودتهم فيعلمون أنّه هو بذاته الذي شاهدوه عِند نبيّ الله سُليمان، وأمَّا المَلِكة فعلمتْ أنّه هو وقالت: "كأنَّه هو" مع غَمزة العَيْن لكي توصل الفكرة إلى نبيّ الله سليمان (أنَّه هو)، ولذلك عَلِم نبيّ الله سُليمان أنَّ مَلِكة سبأ مِن الذين آتاهم الله العِلْم فَهُم مهتدون، ولذلك شاهدتم بُلوغ الحِكْمة في نَفْس نَبيّ الله سُليمان وإقراره بالقول في نفسه مِن بعد الإشارة مع الغَمزة (أنّه هو)، ولذلك وجدتم الإقرار في نَفْس نبيّ الله سُليمان بالاعتراف بأنّ الله آتاها عِلمًا بمعرفة عظمة الله وقدرته، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏} [سورة النمل]، وعَلِم بسبب أنّه رافق قولها رَمشة عينها ليعلَم نبيّ الله سليمان أنّه هو، وإنَّما لا تُريد أن تفتِن قومها حتى يعودوا فيتبيَّنوا، ولذلك جاءت الشهادة لها مِن سُليمان أنّ الله آتاه هُدى معرفة الله ربّها وأصبحتْ مِن المُوقنين رغم أنّ نبيّ الله سُليمان لم يُعَلِّمها بَعد شيئًا؛ بل عَلِم أنَّما الله عَلَّمها وبَصَّرها مِن قبل أن تأتيه ولذلك قال نبيّ الله سُليمان (أنّ الله آتاه العِلْم من قبلها وكُنّا مسلمين مِن قَبلِها).

    وخُلاصة القَول أنَّ الدور العظيم في إسلام مَلِكة سبأ وقومها هي حِكمة الطائر المُؤمن الحَكيم؛ هو الذي وجّهها لمعرفة الله، وهو الذي امتَصَّ غَضبَ قومها مِن رَدّ نبيّ الله سليمان الذي جاء به رسول الهديَّة
    {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏} [سورة النمل].

    وصلوات الله وسلامه على ذلك الهُدهُد المؤمن بالله رَبِّ العالَمين ومُخلِصٍ دينه وصلاته لله رَبّ العالَمين تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ‎﴿١٩﴾} [سورة الملك]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ‎﴿٤١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النور].

    ويا مَعشَر المُسلمين، حَصِّنوا أنفسكم مِن جنود كوفيد الشَّديد بالبيان الذي كتبناه بتاريخ: (ستة وعشرون رمضان لعام 1441) الذي بعنوان: (فيروس كورونا والبيان الفصل وما هو بالهزل ..)
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=329951

    وكَذَلِك شِفاءٌ لِمَن أصابه عذاب كوفيد، فادعوا الله بذلك الدعاء مُخلصِين بالإنابة مِن خالِص قلوبكم وأصدقوا الله يصدقكم، فلا تستهزئوا فيحيق الله بكم بما كنتم به تستهزئون، واعلَموا أنّ كوفيد الشديد قد غَيَّر مَكرَه صَيفًا لينسف الذين يسمونه (إنفلونزا موسميّة شتويّة)، ولذلك سيغزو العالَم صَيفًا.

    ويا أيُّها الرئيس الأمريكيّ جوزيف بايدن يا مَن أعلَن إنهاء حالة طوارئ كورونا، ولكنها سبقَت الفتوى لَك في بيانٍ سابِقٍ أنّ الله سوف يزيد أوميكرون قُوّة إلى قوَّته حتى تُعلنوا به قارعةً عالميّةً، وما كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ مِن الكاذبين، ولسوف يُخضِعُ الله به أعناقكم والصين وهندوس الهِند وهُم صاغِرون مَهما كان كبرهم فوالله وتالله ليُذِلّ به كِبرياء المُستَكبرين، فاتَّق الله يا جو بايدن وكُن مِن الشاكرين وسلام، فوالله وتالله وبالله العظيم لَتَفرِشون السِّجاد الأحمَر لاستقبال الإمام المهديّ ناصِر محمد اليمانيّ خليفة الله على مَلكوت العالَمين، والأيَّام بيننا وسوف أبصِر وتُبصِرون أَصَدَق ناصِر محمد اليمانيّ أم كان مِن اللاعبين؛ فالحُكْم لله خَير الفاصِلين، فلا قِبَل لكم بِحَرب جنود الله الكُورونية ولا قبل لكم بِحَرب الله الكونيَّة، فما عساها تكون قوَّتكم إلى قوَّة الله؟ سُبحان الله العَظيم! فلَن تُدرِكوا أنّي خليفة الله المهدي أعلم من الله ما لا تعلمون حتى تَطَّلِعوا على:
    (سلسلة فيروس كورونا وسره المكنون ..)
    https://albushra-islamia.org./showthread.php?p=324226

    ونُصدِر أمْر الفيتو بإذن الله لِقرار البَيت الأبيض، ونُعلِن كوفيد أوميكرون (XXL) قارعةً عالميَّةً بأمْرِ الله؛ ألا وإنَّ جُند الله لَهُم الغالِبون.

    ولكني أقول:
    "اللّهم إنّي أجَرْتُ في وجهك جَميع الذين لو عَلِموا الحَقّ لاتَّبعوه مِن العَرَب والأعاجِم أجمعين، واحكُم بيني وبين الكارهين لرضوان نَفْس الرَّحمن في العالَمين مِن العَرَب والعَجَم وأنت أسرع الحاسِبين."

    وسلامٌ على المُرسَلين والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..

    خليفةُ الله على مَلَكوت العالَمين؛ الإمامُ المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ____________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. [ سؤال ] كيف ان ملكة سبأ اسلمت من قبل ان تأتي سليمان ثم يقول الله بعد ان ابتلاها سليمان بالعرش؟
    بواسطة عوض احمد يعقوب في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 01-06-2017, 10:50 AM
  2. أفتيني يا إمام في حكمة الله في هذه الآيات
    بواسطة عادل في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 24-08-2013, 03:11 AM
  3. (أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-06-2010, 01:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •